logo
نجوم الفن يودّعون لطفي لبيب بكلمات مؤثرة- (تدوينات)

نجوم الفن يودّعون لطفي لبيب بكلمات مؤثرة- (تدوينات)

القدس العربي ٣١-٠٧-٢٠٢٥
القاهرة- 'القدس العربي':
بكلمات مؤثرة، حرص عدد كبير من نجوم الفن على نعي الممثل المصري الراحل لطفي لبيب، الذي غادر عالمنا صباح الأربعاء بعد صراع طويل مع المرض.
الفنان أحمد السقا، نعى الراحل عبر حسابه الخاص على 'إنستغرام' قائلاً: 'البقاء لله… وداعاً الفنان القدير لطفي لبيب… ربنا يرحمك ويغفر لك يا أستاذ لطفي، ويجعل مثواك الجنة… خالص العزاء لأهله وأحبائه'.
كما حرص نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي على نعي الراحل، كاتباً عبر حسابه في 'إنستغرام': 'وداعاً صاحب البهجة'.
بينما نعت الفنانة ريهام عبد الغفور الراحل، وكتبت عبر حسابها في 'إنستغرام': 'إنا لله وإنا إليه راجعون… حتوحشنا يا حبيبي وحيوحشنا قلبك الطيب وابتسامتك اللي مفرقتش وشك أبداً حتى في شدة مرضك، في الجنة ونعيمها بإذن الله الفنان الكبير لطفي لبيب'.
وعبّر الفنان إدوارد عن حزنه الشديد لفقدان الفنان لطفي لبيب، حيث كتب ناعياً: 'ياما اشتغلنا سوا سنين وسنين، ياما نصحتني وعلّمتني، أكيد أنت في مكان أحسن من اللي إحنا فيه، الله يرحمك يا حبيبي ويصبّر عيلتك'.
ورثت الفنانة يسرا اللوزي الفنان الراحل، حيث كتبت عبر 'إنستغرام': 'إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون… فقدنا النهارده واحد من أهم وأحب الممثلين لمصر لطفي لبيب، ربنا يرحمه… نسأل الله أن يكون مثواه الجنة، وربنا يصبّر أهله وأحبابه'.
ونعى الفنان محمد إمام الممثل الراحل، وكتب في تدوينة له عبر حسابه على منصة 'إكس': 'الله يرحمك يا أستاذ لطفي ويصبّر أهلك وأصحابك وحبايبك على فراقك'.
وكتب الفنان حسين فهمي ناعياً الفقيد: 'رحيل الفنان الكبير لطفي لبيب خسارة كبيرة للفن المصري والعربي. لقد كان فناناً مثقفاً وملتزماً، وامتلك حساً إنسانياً راقياً انعكس في كل أدواره. وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة السينما المصرية. نعزّي أنفسنا وأسرته ومحبيه، ونتمنى أن يلهم إرثه الأجيال القادمة'.
وأصدر 'مهرجان القاهرة السينمائي الدولي' بياناً نعى فيه الفنان الكبير لطفي لبيب، الذي رحل بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع، قدّم خلالها عشرات الأدوار التي رسّخت مكانته في قلوب الجماهير والنقاد على حد سواء.
وجاء في بيان المهرجان: 'لقد كان لطفي لبيب رمزاً للفنان المثقف والواعي، فناناً أصيلاً تميز بالحضور الطاغي والموهبة الفريدة، سواء في الكوميديا أو الدراما، وأغنى الساحة الفنية بعدد كبير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، وترك إرثاً فنياً وإنسانياً سيبقى خالداً في ذاكرة الثقافة العربية'.
كما نعت نقابة المهن التمثيلية، الفنان الراحل في بيان قالت فيه: 'إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ… تنعى نقابة المهن التمثيلية ببالغ الحزن والأسى وفاة الفنان الكبير لطفي لبيب، وتتقدّم نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي ومجلس الإدارة لأسرته بخالص التعازي داعين المولى عزّ وجل أن يتغمد الراحل بواسع رحمته، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فلنحبّه أكثر في غيابه
فلنحبّه أكثر في غيابه

العربي الجديد

timeمنذ 17 ساعات

  • العربي الجديد

فلنحبّه أكثر في غيابه

لن أشكّك بنيّات أحد، فنحن أولاد القرى، وحتى المدن، وفي تربيتنا، أنّ مجالس تقبّل العزاء مفتوحة الأبواب هي للجميع، حرفياً. كذلك فإنها غالباً ما تتحوّل الى أمكنة مواتية للمصالحات الصعبة بين متخاصمين. ففي حضرة الموت يتذكّر البشر هشاشة وجودهم، وحجمهم كذرة لا تُرى في هذا الكون العظيم، وإن كان البعض يستعرض حتى في مناسبات كهذه. لن أشكّك، ولن أردّد عبارات الغاضبين من محبّي زياد الرحباني، عن أعداء فقيدنا الذين قالوا فيه شعراً، لكن في جنازته. ولن أشكّك بعواطف أحد أو أطعن بندم صادق أدرك أصحابه قيمة الراحل بعد رحيله، كما أدركوا أنهم، في أحيان كثيرة، تسبّبوا بتعزيز أسباب ذلك الرحيل المبكّر والمُفجع بالتعاون والتضامن مع أحوال وطنية وسياسية كثيرة. كذلك فإني لست بوارد تفحّص نيّات الأشخاص الذين توافدوا للعزاء بزياد، إن كان ذلك حقاً، أو استعراضاً أمام شاشات البثّ المباشر. إن كان في منطقة الحمرا، حيث كان التشييع الشعبي والعاطفي، أو بكفيا، حيث كان العزاء الرسمي والعائلي، أو أيّ مكان آخر أقيم له فيه عزاء، في لبنان أو تونس إلى مصر وفلسطين. مع العلم أنّ بعض هؤلاء المعزّين لبنانياً، كانوا من أشدّ منتقديه، وأحياناً كارهيه، خصوصاً في المواقف السياسية، لدرجة محاربته، وأنا شاهدة كالكثيرين، إن كان في الإعلام أو في مصادر تمويل أعماله، أو محاولات التخويف وتشويه السمعة باستخدام الشارعين، الفني والسياسي، وحتى الأمني. في حضرة الموت يتذكّر البشر هشاشة وجودهم، وحجمهم كذرة لا تُرى في هذا الكون العظيم لكن الموت استباحة. وفي لبنان الموت مناسبة لاستباحة أشدّ، تصل إلى حدّ الوقاحة، خصوصاً إن كان الراحل شخصية عامة، بأهمية تأثير زياد الرحباني، عندها يصبح الإغراء كبيراً. فالرجل الذي لم يكن أحد يجرؤ على تقويله ما لا يريد قوله، لم يعد بيننا. ولم يعد يستطيع الخروج في مؤتمر صحافي أو بيان لتصويب أو نفي، وهذا ما شجّع على استباحة غيابه لاختراع مواقف، أو نسب تصريحات إليه، وترداد كلام مجتزأ قاله في سياق مختلف فتغيّر المراد منه بالكامل، وصولاً إلى تشهيد المتوفى على أحداث، أو التصريح بآراء شخصية على طريقة "لو كان زياد حياً لقال أو فعل كذا"! فزياد اليوم ليس حيّاً. وإن أحببتم تخيّل ما قد يقوله، فليكن نوعاً من رياضة ذهنية تمارسونها في البيت ومع أصدقائكم، لإن أحداً منّا، وهذه ليست إهانة لنا ولا مديحاً لزياد، لن ينجح في تخيّل ما قد يفعله أو يقوله. أليس هذا أصلاً سرّ فرادته؟ متى توقّع أحدنا ما الذي سيقوله زياد وأصاب؟ ألم يكن بالضبط مُذهلاً في هذه النقطة بالذات؟ في كيف يرى الأمور من موقع مختلف لا يخطر ببال أحد منا؟ في كونه رؤيوياً، تأتي رؤيويته من مدى فهمه السريع والمبكّر لبنية البلاد وأعطابها، واستيعابه (الموجع) لآليات تفكير اللبنانيين وأمراضهم الاجتماعية والسياسية، ومتابعته الدؤوبة لكلّ شؤوننا العامة؟ لن ينجح أحد في تخيّل ما قد يفعله أو يقوله زياد الرحباني كان له دوماً رأي يُفاجئ بالزاوية التي ينظر منها إلى الأمور. هي زاويته المخترعة، إبداع عقله وروحه وتجاربه. لدرجة أنه حتى لو أخطأ، يبقى رأياً جديراً بالتأمّل، لأنّه من خارج التوقّع صادر عن خيال أوسع وأغنى. زياد مات. لا يهتم الجسد، على ما أعتقد، بمصادرته جثةً من دون حياة. فليمارس أي إكليروس طقوسه وسلطته المستمدة من "سماء ما" على المتوفى الذي.. توفي. والجنازة والطقوس الدينية هي فعلياً لطمأنة الأحياء. لكن ما هو أخطر من استباحة الجثمان، استباحة اسم الشخص وتوقيعه وإرثه، خصوصاً حين تكون التركة بحجم تركة زياد. هكذا، انتشرت فيديوهات تَنسب إليه أقوالاً ما أنزل الله بها من سلطان، لا بالركاكة اللغوية التي تحاول تقليد أسلوبه الساخر والفريد بفشل مهول، ولا بالمضمون المُبتذل الذي لا يشبهه مطلقاً، والذي طفق بعض الناس، المحبّين للرجل، يردّدونه كما لو أنّه كان حقيقة ثابتة. وبغضّ النظر عن تحيّز زياد للمقاومة مهما كانت هُويّتها، فهو لم يلحّن نشيد "السيّد"، ولا قاد أوركسترا لتسجيل هذا العمل، بل من قام بذلك هو المايسترو إحسان المنذر. والراحل، وإن كان قد عبّر في مناسبات كثيرة عن احترامه للسيد حسن نصر الله، فهو لا شك لم يقل إن "الحياة بعد السيد جحيم عسل مسموم"، أو شيء بهذه الركاكة مضموناً ولغةً. وزياد، وإن كان شيوعياً بالقناعة والفكر، كما صرّح هو بنفسه مرات عدّة، إلا أنّه لم ينتسب رسمياً إلى الحزب، وهذا ثابت، مع أنّه أراد ذلك. وهناك ورقة بخطه كتبها لأحد مسؤولي الحزب ينحو فيها باللائمة على قيادات نصحته بالبقاء حرّاً خارج التنظيم لمزيد من الفائدة. هذا في الأكثر تداولاً منذ الوفاة. لكن، منذ وقت طويل، يجري تناقل فيديوهات مُجتزأة من مقابلات تلفزيونية مع زياد الرحباني أو حلقات إذاعية بصوته، كما لو كانت كلاماً مُكتملاً، مع أنها مُقتطعة من سياقها التاريخي أو السياسي، ولقد أضاف خبر الوفاة زخماً أكبر إلى انتشارها. الثابت والوحيد لمحاربة استباحة الراحل، أن لا نتناقل إلا ما قاله هو وما تحدّث به هو، بالصوت والصورة هذه الفيديوهات، وإن كانت غير مزيّفة، إلا أنّ اجتزاءها يزيّف مضمونها بتقديمه كما لو كان مُكتمل المعنى. كذلك إنّ تناقلها الواسع، بحالها هذا، في لحظة تأثّر عاطفي وألم جماعي لفقدان هذه القامة الاستثنائية، سيرسّخها في الوعي العام كمجرّد جمل متناثرة، محطات كلام من نوع الإيفيهات، أو حتى كنُكات، كما عنوَن أحدهم بخفّة قلّ نظيرها: "نكات زياد الرحباني". كما لو أنّ زياد الذي تعرفون ونعرف، ليس سوى نوع من "جحا"، أو "أبو العبد البيروتي" بطل النُكات المعروفة باسمه. لذا، يبقى الثابت والوحيد لمحاربة استباحة الراحل، أن لا نتناقل إلا ما قاله هو وما تحدّث به هو، بالصوت والصورة، كما في مقابلاته التلفزيونية والإذاعية وفيديوهات حفلاته المتوفّرة، أو بالنصّ ذي المرجع المضمون، كما في كتاباته في جريدة "السفير" أو "الأخبار"، أو مقابلاته المنشورة في الصحافة المكتوبة، وهي متاحة للجميع، فكما كان هو يقول ببساطة بديهية: عندما يحضر الأصيل لا حاجة للوكيل. هل يكفي هذا لحماية زياد؟ في حال التزامنا، أو بالأصح التزام الجمهور الواسع، قد يكون الأمر كافياً. لكن ربما وجب التخوّف من محاولات، فاشلة ومثيرة للسخرية حتى اليوم، جرّبت تقليد وتوليد كلام بصوته أو صوت فيروز بواسطة الذكاء الاصطناعي. إلا أنّ تطوّر هذه التقنيات السريع معطوفاً على رغبات البعض في استخدام إرثه لكسب رأي عام أو استغلال نتاجه تجارياً، يمكن أن يكون مُقلقاً. مع أني أكاد أجزم بأنّ هذه التقنية ذات التسمية المُضلّلة، لن تستطيع توليد فكرة واحدة من أفكار زياد الرحباني. لذا لنفكّر، إن كنا نحبّه وممتنين له، كيف نحميه من الاستباحة، كيف نحبّه أكثر في غيابه. فهذه الحماية، أقلّ ما قد نقدّمه ردّاً لجميله الفائق الروعة، والأثر الهائل وعصيّ الوصف، على حياتنا جميعاً.

"إنّا باقون": رسالة أوركسترا رام الله إلى العالم
"إنّا باقون": رسالة أوركسترا رام الله إلى العالم

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • العربي الجديد

"إنّا باقون": رسالة أوركسترا رام الله إلى العالم

" كيف كانت الطريق؟"، بهذا السؤال تحاول رزان ثيودوري، المشرفة الأكاديمية في جمعية الكمنجاتي، الاطمئنان على أحوال عازفي وعازفات أوركسترا رام الله القادمين من مدن الضفة الغربية المحتلة لحضور تدريبات الأوركسترا في بلدة بيرزيت ، شمال رام الله، تحضيراً لعرض "إنّا باقون". يبدو السؤال روتينياً للفلسطينيين أينما كانوا في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية واستمرار عزل المدن والقرى الفلسطينية بعضها عن بعض من خلال حواجز عسكرية وبوابات حديدية وتضييقات على الطرقات التي يفرض المستوطنون الإسرائيليون وجودهم فيها على مدار الساعة، فتضاف أحوال الطرق للعديد من التحديات الأخرى التي تواجهها المؤسسات الثقافية والفنانون الفلسطينيون. لكن رغم هذه المخاطر استطاع 70 فناناً فلسطينياً وخمسة متطوعين أجانب تقديم عرض مميز على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي أمس الثلاثاء. وأحيت أوركسترا رام الله الأمسية بقيادة المايسترو البريطاني-الأميركي بيتر سلسكي وقدّمت سيمفونية موزارت 38 في افتتاحية العرض، تبعتها أغنيات وقصائد وطنية، بعضها من كلمات الراحل محمود درويش وألحان مارسيل خليفة ، مثل "فكّر بغيرك" و"في البال أغنية" وقصيدة "تُنسى"، من ألحان سميح شقير. كما أدت الأوركسترا قصائد من كلمات وألحان لفنانين فلسطينيين معاصرين بهدف تقديم أعمالهم للجمهور، مثل قصائد من كلمات ثائر ثابت وعلاء عبد العزيز ورائد صلاح وألحان محمد كحلة وخالد صدوق. وفي حديثها مع "العربي الجديد"، أكدت رزان ثيودوري أن اختيار جمعية الكمنجاتي تقديم هذا العرض في مدينة رام الله يهدف إلى تقديم عمل موسيقي بطابع شرقي ليحاكي أذواق الفلسطينيين بشكل عام ويحاكي همومهم اليومية بشكل خاص. وخصصت الأوركسترا، التي تأسست عام 2008، ريع تذاكر العرض بسعرها الرمزي لدعم صندوق طلبة الموسيقى في جمعية الكمنجاتي التي تستهدف حالياً من خلال عملها غير الربحي مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية المحتلة. وتقدم "الكمنجاتي" برامج التعليم النظامي وورش العمل والمخيمات الصيفية الموسيقية والعروض وغيرها من الخدمات التي تهدف، كما يشير موقع الجمعية، إلى جعل الموسيقى في متناول المجتمع الفلسطيني بأكمله وتعزيز الثقافة والهوية الفلسطينية والعربية وللتعرف إلى الثقافات الدولية. سينما ودراما التحديثات الحية غزة حاضرة في مهرجان لوكارنو السينمائي السويسري وأشارت ثيودوري إلى أن اختيار "إنّا باقون" عنواناً عريضاً لعرض أوركسترا رام الله يأتي لتحقيق الأهداف المذكورة آنفاً، فيعتبر الفنانون أنفسهم مسؤولين عن البقاء في أرضهم ومقاومة انتهاكات الاحتلال التي تدفع الفلسطيني للرحيل في ظل التطهير العرقي والتجويع المستمر في قطاع غزة والظروف القاسية في الضفة الغربية والقدس المحتلة. كما تؤمن ثيودوري بأن الموسيقى ليست مجرد فن بالنسبة للفلسطينيين، بل تحولت لصوت مقاومة ووجود وثبات وجسر يجمع الناس، على حد تعبيرها. على مدار العامين المنصرمين تضاعفت التضييقات على الأفراد والمؤسسات العاملة في الحقل الثقافي في الضفة الغربية في ظل استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية وشح الموارد، إذ يعاني الفنانون من ركود في الحراك الثقافي، ما يجعلهم متعطشين لهذا النوع من المبادرات التي تشق طرقاً وعرة لتتحقق وتصل إلى خشبة المسرح. فرغم عدد ساعات التدريب المحدودة التي قضتها الأوركسترا، استطاعت تقديم عرض نال إعجاب الجمهور وتفاعله رغم حالة الإحباط السياسي التي تلمسها من خلال الأحاديث الجانبية مع الحضور. إذ عبّر أحد الحاضرين في حديث لـ"العربي الجديد" عن إعجابه بالمواهب الجديدة التي تعرّف إليها لأول مرة من خلال هذا العرض، وخاصة المغنيين والمغنيات المنفردين، مضيفاً أنه يأسف لمدى محدودية الفرص المتاحة للفنانين للوصول إلى جماهير أكبر، ومعبراً عن الأسى والضعف الذي يشعر به الفلسطينيون مع استمرار الاحتلال بتجويع ومحاصرة قطاع غزة. يذكر أن جمعية الكمنجاتي التي تأسست عام 2002، استطاعت بناء شبكة عالمية للتعاون والدعم الذي يشمل العديد من التبادلات الفنية والتعليمية مع مؤسسات موسيقية هامّة وفنانين مستقلين، ما سهّل استقطاب متطوعين مناصرين للقضية الفلسطينية للمشاركة في الأوركسترا وغيرها من خدمات الجمعية.

"أسود أحمر أصفر": سينما شاعرية مُرهفة من آسيا الوسطى
"أسود أحمر أصفر": سينما شاعرية مُرهفة من آسيا الوسطى

العربي الجديد

timeمنذ 7 أيام

  • العربي الجديد

"أسود أحمر أصفر": سينما شاعرية مُرهفة من آسيا الوسطى

ينسج القرغيزي أكتان أريم كوبات (1957) من خيوط السجاد اليدوي قصيدةً سينمائية حزينة، يحاكي كلُّ لون فيها فصلاً من فصول قصة حب ناقصة، كلماتها مَشاهد سينمائية مرويّة بالصُوَر، عن علاقة يحيطها الالتباس واللاقبول، في قرية قرغيزية بعيدة، غارقة في النسيان واليُتم. من المشاهد الأولى، يدخل "أسود أحمر أصفر" (2025) في لجّة غموض شاعري، لا يبيح صراحة عن علاقة امرأة ستينية، تطوي سجادة صغيرة بعناية، وتدسّها في حقيبة تحملها معها في رحلتها إلى مكان مجهول، الطريق إليه غارقة جوانبه في جمال طبيعي ساحر. لكي يُنسي وجودها، يعود النصّ السينمائي (كتابة مشتركة بين كوبات والسيناريست توبتشوغول شايدولايفا) المُذهل في رهافته، والحاصل بفضلها على الجائزة الكبرى لمسابقة أفضل فيلم روائي في الدورة 17 (13 ـ 22 يونيو/حزيران 2025) لـ"مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي"، إلى زمن أبكر، وبيت صغير من بيوت القرية الساكنة إلّا من هدير مياه النهر الذي يسوّرها. توصي صاحبة البيت العجوز حائكةَ سجاد شابة أنْ تكون سجادتها كفناً لها، يلفّ تابوتها عند دفنها. هذا كل ما تتمنّاه، بعد أنْ خاب رجاؤها بعودة ولدها، الذي غادرها للعمل في المدينة، بعد تعطّل التعاونيات الزراعية الاشتراكية عن العمل، إثر نهاية الاتحاد السوفييتي . أسودٌ كان لون خيوط السجادة غير المكتملة، المؤطّرة بحوافي لون أحمر باهت، لا حضور له. هذا يكفي للتعبير عن حالة الحزن التي تعيشها العجوز، وإحساسها بقرب أجلها. فطرياً، تعرف الحائكة توردوغول (نارغيزا ماماتكولوفا)، الأشهر في الأراضي القرغيزية الواسعة، كيف تختار ألوان السجادة المناسبة للتعبير عن دواخل مالكها، وحالته لحظة نسجها. حسّ التكوين اللوني متأصّل فيها، كبقية الحائكات الجوالات في قرى قرغيزستان. السجاد عند أهلها لوحاتهم التشكيلية. ألوانها تجلي المعاني الكامنة في نفوسهم، فتغدو بعد اكتمالها كتاباً منسوجاً، فيه يسطّرون ما يريدون من أدعية وأمنيات. حول العالم التحديثات الحية ألتين كابالوفا: قصة امرأة قرغيزية تمنح أبناءها اسمها شيرين (ميرلان عبدالخالقوف)، اللحوحة المحرومة من الذريّة، تريد من زوجها قادر (إيغول بوسورمانكولوفا) أنْ يكون كبقية رجال القرية، أنْ يمتهن عملاً ثابتاً في المدينة، لا أنْ يكتفي برعاية حصانه كل الوقت، والفائض منه يمضيه في سهرات مع أصدقاء. لا تتردّد في مشاحنته جهاراً، وأمام الجميع. أمنيتها أنْ تكمل الحائكة توردوغول سجادتها، التي تنتظر منها تحقيق أمنيتها بولادة طفل ، يُعوّض وجوده فتورَ زوجها. أكثر من هذا، يرفع ضيوف بيتها الدعاء لله أنْ ترى بعد اكتمال نسجها أطفالها وهم يلعبون عليها. في باحة منزلها، ومن دون اندفاع عاطفي، تتشكّل بداية علاقة عاطفية بين الحائكة وقادر. على غرار النصوص السينمائية الكبيرة، يترك صانعه المثلث العاطفي يأخذ طريقه في السرد، من دون انفعالات مفرطة، فألوان خيوط السجادة تعوّض التعبير عنها. مع كل الجو المتوتر، تنسج الحائكة العاشقة، ببراعة، خيوطاً حمراء قانية، تقارب لوعتها للوصول إلى عشيقها. بالأحمر، تعلن عن حبها، وعن احتمال أنْ تستوطن ناراً مُلتهبة في الروح يوم موته. بأسلوب يقارب الأعمال الرومانسية الكبيرة، تُسرد قصة الحب القرغيزية، بمكانها وروحها. هذا يعطي لمساراتها الدرامية طابعاً محلياً وإنسانياً في آنٍ واحد، ويجعل النص السينمائي مرتعاً لحالة عشق خاصة، ربما اللون الأصفر الأكثر تعبيراً عنها، لمقاربته نفسياً حالة سقوط أوراق الشجر الصفراء في الخريف. بغياب الأبناء، وترك الرجال بيوتهم بحثاً عن عمل في مدن بعيدة، يغدو مشهد القرية المهجورة بائساً. رعاة الخيول، العاملون في التعاونيات الاشتراكية، لم يعد لهم وجود بزوالها، وزوال راعيها السياسي، الاتحاد السوفييتي. مشهد القرية المهجورة يقارب هجران العالم لدول آسيا الوسطى، وهذا تجليه عبارة يصارح بها قادر عشيقته لحظة اعترافه لها بأنّ حصانَه الكائنُ الوحيد الذي يفهمه في هذا العالم، لأنّه يتيم مثله، وما عاد يملك مكاناً يأويه، ويتفهّم مشاعره. يريد منها أنْ تبقى معه كما حصانه. لن تكون مثله، فهي، المرأة الحائكة، مُحاصرة بأسئلة القيم الأخلاقية والدينية. يجعل كوبات من القرية القرغيزية مصغّراً لبلدٍ تفتّت، كما تتفتّت حالة عشقها العابرة. في مراسم دفن قادر، بعد سنوات طويلة على انفصالهما، وعودته إلى زوجته، تصل توردوغول. تترك الحقيبة عند عتبة البيت. السجادة التي بداخلها لونها أصفر أساساً، تحاذي خيوط أطرافها ألواناً أخرى، لا تُقلّل قوة طغيانه على مساحة السجادة مجهولة الأصل. كالنهايات الرومانسية الحزينة، تنتهي قصة العاشقين القرغيزيَين. لكنْ، بخصوصية سينمائية يُذكر بها التوصيف النقدي الذي يطلق على صانعها: مُبدع الشاعرية السينمائية في آسيا الوسطى. من حيث لا يُنتَظر، تأتي أحياناً كثيرة جواهرُ إلى المشهد السينمائي العالمي، لا يُلتَفت إليها كفاية لحظتها، لكنّها تجد طريقها، ويتعرّف العالم عليها. فلا جواهر سينمائية تضيع بسهولة، ولن يمرّ فيلمٌ كـ"أسود أحمر أصفر" من دون توقّف نقدي جدير به.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store