
جدال السلاح.. والمتغيرات في المنطقة
الحملة المفتعلة من بعض أوساط حزب االله ضد رئيس الحكومة اللبنانية، بسبب مواقفه المعلنة، من شأنها إلحاق الضرر بوضعية الحزب الراهنة، والتشكيك بقدرة الدولة اللبنانية على تنفيذ تعهداتها، وفرض السلطة الشرعية على جميع الأراضي اللبنانية.
ما أعلنه الرئيس نواف سلام في خطابه في القمة الإعلامية العالمية، بالنسبة لحصر السلاح في يد الدولة، ليس موقفاً شخصياً، ولا إجتهاداً سياسياً، بل ترجمة عملية لخطاب القسم الذي ألقاه العماد جوزاف عون في مجلس النواب إثر إنتخابه رئيساً للجمهورية. كما أن البيان الوزاري الذي نالت الحكومة الثقة النيابية على أساسه، تضمن فقرة كاملة عن قضية السلاح بالنص التالي:
تلتزم الحكومة، وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني المُقرّة في الطائف، بإتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانيّة من الاحتلال الإسرائيلي وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها، بقواها الذاتيّة حصراً، ونشر الجيش في مناطق الحدود اللبنانيّة المُعترف بها دوليّاً. وتؤكّد حقّ لبنان في الدفاع عن النفس في حال حصول أي اعتداء، وذلك وفق ميثاق الأمم المتحدة. وتعمل على تنفيذ ما ورد في خطاب القسم للسيد رئيس الجمهوريّة حول واجب الدولة في احتكار حمل السلاح.
لم يعد خافياً أن المساعدات الموعودة للبنان للنهوض من كبوته، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار، وبناء القرى المهدمة في الجنوب الصامد، يرتبط بتحقيق إنجازين أساسيين للدولة اللبنانية: الإصلاحات الإدارية والمالية والتخلص من الفساد، وحصر حمل السلاح بالجيش والقوى الأمنية الشرعية.
كما أصبح معلوماً أن ملف سلاح حزب االله لم يعد لبنانياً وحسب، بقدر ما أصبح دولياً، بعد أن كان طوال الفترة السابقة إقليمياً، والواقع أن المتغيرات المتسارعة في المنطقة، من سقوط النظام السوري وتراجع قوة محور الممانعة، والضربة الموجعة والقاسية التي أصابت حزب االله في الحرب الإسرائيلية الأخيرة. والصعود السريع للنظام السوري الجديد في المعادلة الإقليمية، والعلاقات الدولية، خاصة بعد لقاء ترامب والشرع في السعودية،ورفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وآخر تلك المتغيرات ما تم إعلانه في واشنطن عن إستعداد إيران وقف تخصيب اليورانيوم مقابل الإفراج عن ودائعها المجمدة، كلها تفرض على لبنان تسريع الخطى نحو إستعادة الثقة الدولية، وإثبات قدرة الدولة على إنهاء أي وجود مسلح خارج السلطة الشرعية، لإستعجال فتح أبواب المساعدات، التي لن يستطيع البلد أن ينهض من ركام الأزمات وأنقاض الحروب بدونها، بما يلبي الحاجات الضرورية للبنانيين، كل اللبنانيين، وخاصة بيئة حزب االله، الأكثر تضرراً من نتائج الحرب.صلاح سلام
كاتب لبنانياللواء اللبنانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الوطن
منذ 2 أيام
- جريدة الوطن
جدال السلاح.. والمتغيرات في المنطقة
الحملة المفتعلة من بعض أوساط حزب االله ضد رئيس الحكومة اللبنانية، بسبب مواقفه المعلنة، من شأنها إلحاق الضرر بوضعية الحزب الراهنة، والتشكيك بقدرة الدولة اللبنانية على تنفيذ تعهداتها، وفرض السلطة الشرعية على جميع الأراضي اللبنانية. ما أعلنه الرئيس نواف سلام في خطابه في القمة الإعلامية العالمية، بالنسبة لحصر السلاح في يد الدولة، ليس موقفاً شخصياً، ولا إجتهاداً سياسياً، بل ترجمة عملية لخطاب القسم الذي ألقاه العماد جوزاف عون في مجلس النواب إثر إنتخابه رئيساً للجمهورية. كما أن البيان الوزاري الذي نالت الحكومة الثقة النيابية على أساسه، تضمن فقرة كاملة عن قضية السلاح بالنص التالي: تلتزم الحكومة، وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني المُقرّة في الطائف، بإتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتحرير جميع الأراضي اللبنانيّة من الاحتلال الإسرائيلي وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها، بقواها الذاتيّة حصراً، ونشر الجيش في مناطق الحدود اللبنانيّة المُعترف بها دوليّاً. وتؤكّد حقّ لبنان في الدفاع عن النفس في حال حصول أي اعتداء، وذلك وفق ميثاق الأمم المتحدة. وتعمل على تنفيذ ما ورد في خطاب القسم للسيد رئيس الجمهوريّة حول واجب الدولة في احتكار حمل السلاح. لم يعد خافياً أن المساعدات الموعودة للبنان للنهوض من كبوته، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار، وبناء القرى المهدمة في الجنوب الصامد، يرتبط بتحقيق إنجازين أساسيين للدولة اللبنانية: الإصلاحات الإدارية والمالية والتخلص من الفساد، وحصر حمل السلاح بالجيش والقوى الأمنية الشرعية. كما أصبح معلوماً أن ملف سلاح حزب االله لم يعد لبنانياً وحسب، بقدر ما أصبح دولياً، بعد أن كان طوال الفترة السابقة إقليمياً، والواقع أن المتغيرات المتسارعة في المنطقة، من سقوط النظام السوري وتراجع قوة محور الممانعة، والضربة الموجعة والقاسية التي أصابت حزب االله في الحرب الإسرائيلية الأخيرة. والصعود السريع للنظام السوري الجديد في المعادلة الإقليمية، والعلاقات الدولية، خاصة بعد لقاء ترامب والشرع في السعودية،ورفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وآخر تلك المتغيرات ما تم إعلانه في واشنطن عن إستعداد إيران وقف تخصيب اليورانيوم مقابل الإفراج عن ودائعها المجمدة، كلها تفرض على لبنان تسريع الخطى نحو إستعادة الثقة الدولية، وإثبات قدرة الدولة على إنهاء أي وجود مسلح خارج السلطة الشرعية، لإستعجال فتح أبواب المساعدات، التي لن يستطيع البلد أن ينهض من ركام الأزمات وأنقاض الحروب بدونها، بما يلبي الحاجات الضرورية للبنانيين، كل اللبنانيين، وخاصة بيئة حزب االله، الأكثر تضرراً من نتائج الحرب.صلاح سلام كاتب لبنانياللواء اللبنانية


العرب القطرية
منذ 3 أيام
- العرب القطرية
واشنطن: انطباعات جيدة جداً عن مفاوضات الهدنة في غزة
واشنطن - وكالات قال الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن لديه «انطباعات جيدة جدا» عن إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، متوقعا إرسال اقتراح جديد قريبا. وصرح ويتكوف للصحفيين في حضور الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض «لديَّ انطباعات جيدة جدا في شأن التوصل إلى حل طويل الأمد، وقف مؤقت لإطلاق النار وحل طويل الأمد، حل سلمي لهذا النزاع». من جانبها، اعتبرت موفدة الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط أمام مجلس الأمن الدولي الأربعاء أن فلسطينيي قطاع غزة الذين ينزلقون أكثر فأكثر «إلى الهاوية»، يستحقون «أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة». وقالت سيغريد كاغ إن «مدنيي غزة فقدوا أي أمل. بدل أن يقولوا: إلى اللقاء، إلى الغد، يقول فلسطينيو غزة اليوم: نلقاكم في الجنة.... فالموت هو رفيقهم. لا الحياة ولا الأمل. سكان غزة يستحقون أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة. إنهم يستحقون مستقبلا نابضا بالحياة». وأضافت «منذ استئناف الأعمال العدائية في غزة، فإن حياة المدنيين المرعبة أصلا غرقت في الهاوية أكثر وأكثر»، داعية إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وتابعت «عندما نتحدث إلى بشر مثلنا في غزة، فإن كلمات مثل التعاطف والتضامن والدعم فقدت معناها». وقالت أيضا «يجب ألا نعتاد على عدد القتلى والجرحى. نتحدث عن فتيات وأمهات وأطفال صغار تحطمت حياتهم. لديهم أسماء وكان لديهم مستقبل وأحلام وطموحات». وفي حين رفع الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي جزئيا الحصار الشامل الذي فرضته على غزة منذ الثاني من مارس لإرغام حماس على إطلاق سراح آخر الرهائن، أعربت المسؤولة الأممية أيضا عن أسفها لعدم كفاية المساعدات الإنسانية لتلبية حاجات أكثر من مليوني شخص مهددين بالمجاعة. وتابعت «الوضع يقارن بقارب نجاة بعد غرق السفينة». دخلت الحرب التي شنها الاحتلال بعد هجوم حماس يومها الـ600، الأربعاء بدون أي أمل في التوصل إلى هدنة أو إطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ السابع من أكتوبر 2023. واستمع مجلس الأمن الدولي الأربعاء إلى شهادة مؤثرة لجراح أمريكي عاد من غزة. وقال الطبيب فيروز سيدهوا «رأيتُ بأم عيني ما يحدث في غزة خصوصا للأطفال. لا أستطيع أن أتظاهر بأنني لم أرَ ذلك. ولا يمكنكَ أيضا أن تتظاهر بأنك لا تعرف ما يحدث». وأضاف «كان معظم مرضاي أطفالا في سن ما قبل المراهقة اخترقت أجسادهم شظايا وقطع معدنية جراء الانفجارات وقضى كثير منهم. أما الناجون فاستيقظوا ليجدوا أن أسرهم بأكملها قد أبيدت عن بكرة أبيها». وأضاف «أتساءل عما إذا كان أي من أعضاء هذا المجلس التقى طفلا يبلغ خمس سنوات فقد الرغبة في العيش».


العرب القطرية
منذ 3 أيام
- العرب القطرية
هجوم إسرائيلي على مطار صنعاء يدمّر آخر طائرة عاملة فيه
صنعاء - وكالات قصفت إسرائيل مجددا أمس الأربعاء مطار صنعاء الدولي، متسببة بـ «تدمير كامل» لآخر طائرة كانت تعمل فيه بحسب مصادر يمنية وإسرائيلية، وذلك ردّا على هجمات الحوثيين المتواصلة على إسرائيل. وأعلنت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين أن قصفا إسرائيليا طال مطار العاصمة اليمنية الأربعاء. وبعد بضع ساعات، نشر المدير العام لمطار صنعاء خالد الشايف مقطع فيديو على حسابه على «إكس» يُظهر طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية تحترق ويتصاعد منها دخان أسود كثيف. وكتب الشايف في منشور آخر «العدو الصهيوني يستهدف آخر طائرة من طائرات الخطوط الجوية اليمنية العاملة في مطار صنعاء الدولي ويدمرها بشكل كامل». ونشرت الخطوط الجوية اليمنية بيانا على «إكس» تنديدا بالهجوم، لافتة الى إنه نُفّذ «قبل لحظات فقط» من بدء صعود الحجّاج على متنها، «ضمن رحلة تفويج مجدولة، حاصلة على كافة التصاريح اللازمة من جميع الجهات المعنية». وقبيل الهجوم، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان أن طائرات سلاح الجو قصفت «أهدافا إرهابية تابعة لتنظيم الحوثيين الإرهابي في مطار صنعاء، ودمرت الطائرة الأخيرة التي كانت لا تزال قيد الاستخدام من قبل الحوثيين». وأضاف أن «الموانئ في اليمن ستستمر في التعرض لأضرار جسيمة، ومطار صنعاء سيتم تدميره مرارا وتكرارا، وكذلك البنى التحتية الإستراتيجية الأخرى في المنطقة التي يستخدمها الحوثيون وداعموهم. الحوثيون سيكونون تحت حصار بحري وجوي كما وعدنا وحذرنا». وأتى استهداف مطار صنعاء غداة إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ ومقذوف أطلقا من اليمن، إضافة إلى إسقاطه صاروخا أطلق الأحد وصاروخين آخرين أطلقهما الحوثيون الخميس. وأعلن الحوثيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عن هجمات في الأيام الأخيرة استهدفت مطار بن غوريون في تلّ أبيب. وندّد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان الأربعاء بـ «المواجهة العسكرية الجارية بين أنصار الله وإسرائيل»، مضيفا أنها «تُفاقم هشاشة الأوضاع في اليمن والمنطقة». وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بيانا قال فيه «نعمل وفقا لمبدأ بسيط: من يُلحق بنا ضررا، سنُلحق به ضررا. ومن لا يُدرك هذا من خلال القوة، سيُدركه من خلال قوة أكبر. ولكن كما قلت مرارا، الحوثيون ليسوا سوى عارض. القوة الرئيسية التي تقف وراءهم هي إيران، وهي المسؤولة عن العدوان القادم من اليمن».