logo
فتح طريق رئيس بين صنعاء وعدن بعد 7 أعوام من إغلاقه

فتح طريق رئيس بين صنعاء وعدن بعد 7 أعوام من إغلاقه

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد

بمبادرة من الحكومة اليمنية أُعيد افتتاح الطريق التجاري الرئيس الذي يربط مدينة عدن بالعاصمة المختطفة صنعاء عبر محافظة الضالع بعد أن أغلقه الحوثيون قبل نحو 7 أعوام. إلا أن العوائق التي استحدثتها الجماعة لا تزال تحول دون انسياب الحركة، وفق مصادر محلية وسكان.
وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المسؤولين المحليين والعسكريين في محافظة الضالع أشرفوا على إعادة فتح الطريق، وأن مجموعة سلام محلية مهتمة بملف الطرق بين المدن اليمنية نفذت أول عملية عبور من مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً إلى مناطق خطوط التماس مع الحوثيين في مديرية دمت.
ومع ذلك، قالت المصادر إن قيام الحوثيين بتفجير عبارات السيول وإحداث خنادق في الطريق الحيوي الذي تمر عبره ناقلات البضائع لا تزال تحول دون انسياب الحركة في يومها الأول.
ويؤكد صالح، وهو أحد السكان، أن هناك جزئية لم يتم الحديث عنها أثناء إعادة فتح الطريق، وهي أن ممرات السيول المدمرة التي تم تفجيرها ما زالت عائقاً أمام المسافرين، وكان الأولى إصلاحها قبل الفتح؛ لأن السيارات لا تستطيع المرور منها وكذلك الدراجات النارية.
لقطة من خرائط «غوغل» تظهِر الطريق من عدن جنوباً إلى صنعاء شمالاً عبر الضالع
وتأكيداً لذلك؛ وجّه الوسيطان المحليان محمد القاسمي وعمر الضبعة نداءً للسكان بعدم المرور في الطريق لأنه في حاجة إلى التنظيف وردم عبَّارات السيول، وقالا إن ذلك قد يحتاج إلى بعض الوقت، وإنهما يعملان جاهدين من أجل سلامة المارين من مخلفات الحرب. وذكرا أنهما يعملان مع الأطراف المعنية على ردم عبَّارات السيول، والتأكد من إزالة الألغام وبقايا المتفجرات قبل الإعلان عن صلاحية الطريق للعبور بسلام.
وكانت السلطات المحلية في محافظة الضالع قد أقرَّت إعادة فتح هذا الطريق الحيوي بعد أن أغلقه الحوثيون قبل أكثر من سبع سنوات ضمن خطتهم لمنع تدفق السلع والبضائع إلى مناطق سيطرتهم عبر ميناء عدن؛ بهدف إرغام المستوردين على تحويل بضائعهم إلى مواني الحديدة الخاضعة لسيطرتهم، والضغط على الحكومة عبر المجتمع الدولي بالأزمة الإنسانية في تلك المناطق.
وفق مصادر محلية في محافظة الضالع، تم خلال اليومين الماضيين إزالة السواتر الترابية ورفع الحواجز الأمنية بالقرب من خطوط التماس في مناطق تمركز القوات الحكومية.
وأوضحت المصادر أن الوسطاء المحليين شاركوا أيضاً في الإشراف على عملية إزالة الحواجز التي كان الحوثيون يتمركزون فيها من الجهة الأخرى، بما فيها حقول الألغام التي كانوا قد زرعوها بكثافة في تلك المناطق.
الوسطاء المحليون يواصلون العمل على إصلاح الطريق والتأكد من خلوه من أي متفجرات (إعلام محلي)
وأكدت السلطات المحلية في الضالع أن الهدف من إعادة فتح الطريق هو تسهيل تنقل السكان ونقل البضائع، حيث تسلك الناقلات والمسافرون حالياً طرقاً التفافية وفرعية صعبة للوصول إلى عدن أو العكس.
وكان إغلاق هذا الطريق سبباً في معاناة كبيرة لسكان المناطق الواقعة خلف خطوط التماس، ونقل البضائع إلى مناطق سيطرة الحوثيين، حيث كان هؤلاء يضطرون إلى استخدام طرق التفافية وفرعية شديدة الوعورة؛ ما تسبب في رفع كلفة النقل وزيادة أسعار السلع.
كما تضاعفت تكاليف انتقال الأشخاص من وإلى مناطق سيطرة الحكومة بأضعاف ما كانت عليه، حيث يحتاج الشخص إلى قضاء يوم كامل لقطع المسافة بين صنعاء وعدن والعكس، في حين أنها لا تستغرق عبر الطريق الذي تمت إعادة افتتاحه أكثر من ست ساعات.
دعت السلطات المحلية في الضالع جميع الأطراف إلى تحييد الطرقات من الصراع العسكري، وفتح المزيد من الممرات الإنسانية بما يُسهم في تخفيف الأعباء عن السكان، وتعزيز فرص التهدئة والاستقرار في البلاد.
وكان الحوثيون قد عمدوا إلى إغلاق جميع الطرق البرية الرئيسة التي تربط مناطق سيطرتهم مع مناطق سيطرة الحكومة لمنع تدفق السلع والبضائع بهدف زيادة الأزمة الإنسانية في تلك المناطق، واستخدامها بالتنسيق مع لوبي المنظمات الإنسانية للضغط على الجانب الحكومي لتخفيف القيود على الاستيراد عبر مواني الحديدة التي يسيطرون عليها.
الأضرار التي لحقت بالطريق جراء تفجير الحوثيين ممرات السيول تحتاج إلى أيام من الصيانة (إعلام محلي)
كما استحدثت الجماعة منافذ جمركية في خطوط التماس، وأجبر عناصرها التجار على دفع رسوم جمركية جديدة للسماح بإدخال البضائع إلى مناطق سيطرتهم، كما فرضوا رسوماً ضريبية وخدمية إضافية على كل البضائع، بما فيها المواد والسلع الغذائية.
وعبّر سكان مناطق التماس في محافظة الضالع عن سعادتهم بالخطوة، ورأوا فيها مؤشراً على إمكانية إحياء مسار السلام، وإبداء لحسن النية من الطرفين.
ويأمل السكان أن تنساب الحركة في الطريق، وسط مخاوف من عودة التوتر العسكري في هذه المناطق، حيث ذكرت القوات الحكومية تصديها، الجمعة، لهجوم حوثي استمر ساعتين في جبهة «غلق» في محافظة الضالع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محادثات إسطنبول.. أوكرانيا لم تحسم المشاركة وتركيا تكثف جهود "جمع الأطراف"
محادثات إسطنبول.. أوكرانيا لم تحسم المشاركة وتركيا تكثف جهود "جمع الأطراف"

الشرق السعودية

timeمنذ 42 دقائق

  • الشرق السعودية

محادثات إسطنبول.. أوكرانيا لم تحسم المشاركة وتركيا تكثف جهود "جمع الأطراف"

جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبه لروسيا بإعلان "جدول أعمال" لجلسة المحادثات المتوقعة في إسطنبول، الاثنين، وسط غموض بشأن موقف كييف النهائي من حضور الاجتماع، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعمل على جمع "الأطراف المعنية" بإنهاء الحرب بين موسكو وكييف "لتحقيق السلام". وقال زيلينسكي، خلال خطابه، مساء الأحد، إنه "لا توجد معلومات واضحة حول ما تحمله روسيا إلى محادثات إسطنبول. نحن لا نعرف، ولا تركيا، ولا الولايات المتحدة، ولا شركاؤنا الآخرون"، معتبراً أنه "حتى الآن، لا يبدو الأمر جدياً"، حسبما نقل موقع Pravda الأوكراني. وأعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في أن يكون الجانب الأميركي "حاسماً في مسألة العقوبات للمساعدة في تحقيق السلام". وعرضت روسيا، الأسبوع الماضي، عقد جولة ثانية من المحادثات مع أوكرانيا، الاثنين، في إسطنبول، حيث قالت إنها ستقدم مذكرة تحدد شروط إنهاء الحرب. لكنها رفضت مشاركة الوثيقة قبل المفاوضات. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، الجمعة، إنه "لن يتم الإعلان عن تفاصيل مسودة المذكرة الروسية بشأن التسوية الأوكرانية". من جانبه، أكد الرئيس التركي، مساء الأحد، استمرار الجهود لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن أنقرة تعمل على جمع الأطراف المعنية في إسطنبول لتحقيق السلام في المنطقة، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره البلغاري رومن راديف، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية. وفي وقت سابق الجمعة، قال أردوغان لنظيره الأوكراني، في مكالمة هاتفية، إن الجولة الثانية المقررة من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا ستمهد الطريق نحو السلام، وأنه من المهم أن يشارك الطرفان في المحادثات بوفود قوية. "مطالب قاسية" واعتبرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفرض "مطالب قاسية" وغير قابلة للتفاوض في محادثات السلام مع أوكرانيا، قائلة إنه يرسل رسالة واضحة مفادها بأنه "لن يقبل بتسوية إلا وفق شروطه وسيستمر في القتال حتى تُلبى هذه الشروط". ولفتت الوكالة إلى أن بوتين يسعى في الوقت نفسه لتجنب إغضاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من خلال مدحه لدبلوماسيته وإعلان انفتاح موسكو على محادثات السلام حتى مع وضعه شروطاً قصوى رفضتها كييف والغرب. في الأيام الأخيرة، أشار ترمب إلى فقدانه للصبر مع بوتين، معلناً أن القائد الروسي "أصبح مجنوناً" بسبب تصعيده الهجمات الجوية على أوكرانيا. وقال أيضاً: "ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لو لم أكن موجوداً، لحدثت بالفعل أشياء سيئة جداً لروسيا، وأعني سيئة جداً. إنه يلعب بالنار". وفي مقابل تصريحات ترمب، قال الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف: "أنا أعرف شيئاً واحداً سيئاً جداً فقط، الحرب العالمية الثالثة. آمل أن يفهم ترامب هذا". فيدور لوكيانوف، محلل مقيم في موسكو ومطلع على تفكير الكرملين، قال إن بوتين يلعب "لعبة نفسية" مع ترمب، وكلاهما يعتقد أنه يفهم الآخر جيداً، بحسب "أسوشيتد برس". وتابع: "تبدو تكتيكات بوتين قائمة على فرضية أن القضية ذات أولوية أقل لواشنطن، بينما هي بالنسبة للجانب الروسي لا شيء يضاهيها في الأهمية". وأوضح: "في هذا المنطق، الذي يعتبر الأمر أقل أهمية، سيقدم تنازلات في النهاية". توسيع الهجوم على طول خط الجبهة الذي يمتد لأكثر من 1000 كيلومتر، تواجه القوات الأوكرانية المستنزفة ضغطاً روسياً متزايداً. وسرّعت القوات الروسية زحفها البطيء عبر منطقة دونيتسك محور هجوم موسكو، مخترقة دفاعات أوكرانيا بأسرع وتيرة منذ خريف العام الماضي. كما وسعت روسيا هجماتها في منطقتي سومي وخاركوف في الشمال الشرقي بعد وعد بوتين بإنشاء منطقة عازلة على الحدود. ويتوقع العديد من المراقبين أن توسع روسيا هجومها خلال الصيف لمحاولة السيطرة على المزيد من الأراضي وفرض شروط أقسى للسلام، بحسب الوكالة. وقال سيرجي ماركوف، محلل موال للكرملين ومقيم في موسكو، إن الهجوم الذي طال انتظاره لم يبدأ بعد بشكل جدي لأن روسيا حذرة من إغضاب ترمب. وتابع: "إذا أعاقت كييف محادثات السلام، سيبدأ الجيش الروسي هجوماً كبيراً". شروط بوتين وطلب بوتين أن تنسحب أوكرانيا من مناطق دونيتسك، ولوجانسك، وزابوريجيا وخيرسون، وهي المناطق الأربع التي ضمتها روسيا خلال الحرب في سبتمبر 2022 لكنها لم تسيطر عليها بالكامل. ورفضت كييف وحلفاؤها هذا الطلب، لكن الوفد الروسي كرره خلال الجولة الأولى من المحادثات مع أوكرانيا في إسطنبول في 16 مايو الماضي. وذكرت "رويترز" في وقت سابق من الأسبوع الجاري، أن شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن مطلباً بأن يتعهد القادة الغربيون كتابياً بوقف توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقاً. ويرى بعض المراقبين أن المحادثات محاولة من بوتين لتهدئة نفاد صبر ترمب المتزايد، فيما رد الكرملين على اتهامات الغرب بالتسويف بالقول إن الصراع لا يمكن حله بسرعة، وشدد على ضرورة معالجة "أسبابه الجذرية." إلى جانب تلك المطالب، يريد بوتين أيضاً فرض قيود على حجم الجيش الأوكراني. وبضغط من الرئيس الأميركي، لإنهاء الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، التقى مندوبون من البلدين المتحاربين في وقت سابق من شهر مايو في إسطنبول للمرة الأولى منذ مارس 2022. وفشلت المحادثات التي أجريت في 16 مايو في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار سعت إليه كييف وحلفاؤها الغربيون. وقالت موسكو إنه يجب توفر شروط محددة قبل تحقيق هذه الخطوة.

فيديو لداعية سوداني يفجر جدلاً.."النبي جاءني بمنام وأوصاني"
فيديو لداعية سوداني يفجر جدلاً.."النبي جاءني بمنام وأوصاني"

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

فيديو لداعية سوداني يفجر جدلاً.."النبي جاءني بمنام وأوصاني"

أثار الداعية السوداني المعروف محمد هاشم الحكيم جدلاً واسعاً في الأوساط السودانية، بعد ظهوره في تسجيل مصوَّر تحدّث فيه عن منام قال إنه شاهد فيه النبي محمد، وأوصاه خلالها بدعوة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال والدخول في مفاوضات مباشرة. وقال الحكيم في المقطع الذي تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية : "رأيتُ النبي عليه الصلاة والسلام في المنام، وقال لي: الحرب انتهت، وأبلغ الجيش والدعم السريع أن يتفاوضوا ويوقفوا القتال". كما أشار إلى أنه شعر بـ"مسؤولية شرعية" تُحتّم عليه نقل هذه الرسالة، داعياً القيادات السياسية والعسكرية إلى تقديم المصلحة الوطنية ووقف نزيف الدم. انقسام في الرأي العام إلا أن كلامه أحدث جدلا واسعاً بين السودانيين، حيث رأى البعض فيها دعوة صادقة للسلام، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة غير مسبوقة، بينما عبّر آخرون عن تحفظهم حيال إقحام الرؤى الدينية في قضايا وطنية وسياسية معقدة. كذلك انتقد مغردون على منصة إكسل استخدام الرؤى كوسيلة للتأثير في الرأي العام، معتبرين أن الحل السياسي في البلاد يجب أن يستند إلى معطيات واقعية ومسارات تفاوضية واضحة، بعيداً عن التأويلات الشخصية. حرب مفتوحة منذ 2023 يشار إلى أن السودان يشهد منذ أبريل/نيسان 2023 نزاعاً مسلحاً دامياً بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف، فضلاً عن موجات نزوح جماعي، وانهيار شبه كامل في البنية التحتية والخدمات الأساسية. ورغم الجهود الإقليمية والدولية التي تقودها أطراف عربية وأفريقية، إلا أن المعارك ما زالت مستمرة في عدد من الولايات، وسط غياب أي أفق واضح لتسوية دائمة أو وقف إطلاق نار شامل. كما أن تصريحات الحكيم أتت في سياق سلسلة من الدعوات الشعبية والدينية والمدنية المطالِبة بوقف الحرب، وفتح مسار تفاوضي يشمل مختلف مكونات المشهد السوداني، بما في ذلك القوى السياسية والمجتمعية، لإنهاء الصراع وتدشين مرحلة انتقالية أكثر استقراراً. ورغم الجدل الذي أثارته، إلا أن الرسالة التي حملتها الرؤيا – كما يقول أنصاره – تتقاطع مع رغبة شعبية متنامية بوقف الحرب، في بلد تتسع فيه المآسي يوما بعد آخر، وفق مراقبين.

الباحث سميث: القوة الجوية غير كافية للقضاء على تهديدات الملاحةخيار واشنطن العسكري تجاه الحوثي يلوح في الأفق مجدداً
الباحث سميث: القوة الجوية غير كافية للقضاء على تهديدات الملاحةخيار واشنطن العسكري تجاه الحوثي يلوح في الأفق مجدداً

الرياض

timeمنذ 9 ساعات

  • الرياض

الباحث سميث: القوة الجوية غير كافية للقضاء على تهديدات الملاحةخيار واشنطن العسكري تجاه الحوثي يلوح في الأفق مجدداً

مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر وتزايد الهجمات الحوثية، لجأت الولايات المتحدة إلى الخيار العسكري أملا في ردع التهديد، إلا أن هذه الاستراتيجية أثبتت محدوديتها ورفعت من كلفة الانخراط دون تحقيق نتائج حاسمة. وقال الباحث ويل إيه. سميث المتخصص في شؤون الأمن في الشرق الأوسط وأوروبا والسياسات الدفاعية، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست إن الحملة ضد الحوثيين في اليمن كانت غير فعالة ومكلفة. والآن، ينبغي على الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يقاوم الضغوط لإعادة الانخراط فيها. ويضيف سميث أنه عندما أطلقت الولايات المتحدة "عملية الفارس الخشن" ضد الحوثيين في منتصف مارس، كانت الجماعة تستهدف إسرائيل وليس السفن الأميركية، وبعد إنفاق نحو مليار دولار، لا يزال الوضع على ما هو عليه اليوم، وبينما أعلن ترمب النصر على الحوثيين في إعلانه المفاجئ عن وقف إطلاق النار، فإن الاتفاق لم يغير شيئا، بل أعاد فقط الوضع القائم بين الولايات المتحدة والحوثيين كما كان قبل الحملة. ومع ذلك، يقول سميث إن إدارة ترمب كانت محقة في اتخاذ مخرج من حملة كانت تتجه بسرعة لتصبح حربا مفتوحة بتكاليف متزايدة ومخاطر تصعيد عالية، لكن مع استمرار هجمات الحوثيين على إسرائيل وتصاعد الانتقادات، حتى من بعض حلفاء ترمب، قد تجد واشنطن نفسها منجذبة للعودة إلى القتال، وعلى الإدارة أن ترفض الضغوط الداعية إلى "إنهاء المهمة"، وأن تظل ثابتة في قرارها بالانسحاب من الحملة. وحملة القصف التي نفذتها الولايات المتحدة لم تكن قادرة على القضاء على قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن. إنفاق مليار دولار وإعلان وقف إطلاق النار لم يغيرا الوضع وبعد إطلاق "عملية الفارس الخشن"، سرعان ما تبينت حدود القوة الجوية في مواجهة الحوثيين، ولم تنجح الحملة في القضاء على قيادات الحوثيين أو في تقويض قدرتهم على تنفيذ الهجمات في البحر الأحمر أو على إسرائيل بشكل ملموس، كما حذرت التقييمات الاستخباراتية الأميركية من قدرة الحوثيين على إعادة بناء قدراتهم بسرعة، وكما أقر أحد المسؤولين بعد وقف إطلاق النار، فإن الجماعة لا تزال تحتفظ بـ"قدرات كبيرة". ولم يكن ينبغي أن يكون مفاجئا عجز الولايات المتحدة عن "القضاء التام" على الحوثيين، كما تعهد ترمب. وصمد الحوثيين أمام سنوات من القصف المضاد لهم، وطوروا وسائل فعالة لتوزيع أسلحتهم وحمايتها واستبدالها. وبالمثل، نجوا من محاولات متكررة لاستهداف قادتهم، ومهما طال أمد الحملة أو كثر عدد الأهداف التي ضربت، فإن قدرة الحوثيين على تهديد الشحن الإقليمي لم يكن من الممكن القضاء عليها من الجو. واستنزفت الحملة ضد الحوثيين الموارد وتزايد قلق المسؤولين في وزارة الدفاع بشأن الاستهلاك السريع للذخائر الدقيقة ونشر الأصول العسكرية عالية الطلب، بما في ذلك حاملتا طائرات ومنظومات الدفاع الجوي "باتريوت"، الأمر الذي أضعف من جاهزية الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وكانت الولايات المتحدة تستخدم صواريخ اعتراضية بقيمة مليوني دولار لتدمير طائرات مسيرة لا تتجاوز كلفتها ألفي دولار، وهو نمط غير مستدام زاد من الضغط على القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية، وكان الأكثر إثارة للقلق هو خطر التورط التدريجي والتصعيد، سواء مع الحوثيين أو مع إيران، ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد اقترحت القيادة المركزية الأميركية حملة تستمر بين ثمانية إلى عشرة أشهر، تشمل "اغتيالات مستهدفة على غرار العملية الإسرائيلية الأخيرة ضد حزب الله". ومع اتضاح أن القوة الجوية وحدها غير كافية للقضاء على التهديد العسكري الحوثي، ورد أن مسؤولين بحثوا توسيع الحملة لدعم القوات اليمنية المناهضة للحوثيين. وكان من شأن ضغوط التصعيد أن تتفاقم أكثر لو أن الحوثيين تمكنوا من قتل جنود أميركيين، وهو أمر كاد أن يحدث في مناسبات عدة، وفقا لتقارير حديثة. وظل خطر اندلاع صراع مع إيران حاضرا بقوة، ففي أوائل مايو، هدد وزير الدفاع بيت هيغسث باستهداف إيران بسبب دعمها للحوثيين، وهدد هذا التلويح باستخدام القوة العسكرية بنسف المحادثات النووية في لحظة حرجة، ودفع الولايات المتحدة نحو شفا الحرب. وتشير التقارير إلى أن هذا الخطر الذي يهدد المفاوضات النووية مع إيران دفع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف إلى الدفع باتجاه التوصل إلى وقف لإطلاق النار. لكن الضغوط لاستئناف الضربات ضد الحوثيين ستبقى قائمة، ومن المرجح أن تتصاعد مع استمرار الهجمات الحوثية على إسرائيل واستمرار عزوف السفن عن المرور عبر البحر الأحمر. وقوبل اتفاق وقف إطلاق النار بانتقادات متوقعة في واشنطن، خاصة لأنه لا يشمل إسرائيل، وتم التوصل إليه رغم بقاء القدرات العسكرية للحوثيين على حالها. وعبّر السيناتور ريك سكوت -جمهوري عن فلوريدا- عن استيائه قائلا: "علينا أن نحاسب إيران. هذا الأمر لن يتوقف حتى تُحاسب إيران، سواء من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل أو أي طرف آخر". كما دعا السيناتور ليندسي غراهام -جمهوري عن ساوث كارولاينا- الرئيس ترمب إلى "محاسبة الجهات الشريرة" في ظل استمرار الهجمات الحوثية على إسرائيل. والأخطر من ذلك، أن ترمب نفسه لوح بإمكانية استئناف الحملة الجوية، مهددا في 15 مايو بـ"العودة إلى الهجوم" إذا ما هاجم الحوثيون السفن الأميركية مجددا. ولا يعفي وقف إطلاق النار إدارة ترمب من مسؤولية إطلاق حملة عسكرية غير محسوبة. ومع ذلك، فإن ترمب يستحق الإشادة على إدراكه لفشل هذا النهج وتغييره للمسار. ففي ذلك، أظهر استعدادا لافتا للتخلي عن الأعراف التقليدية الضارة في السياسة الخارجية. وكثيرا ما منعت حسابات الخسائر الغارقة، والهواجس المرتبطة بـ"المصداقية"، والخوف من ردود الفعل السياسية، القادة من التراجع عن قرارات خاطئة. لكن ترمب انسحب بذكاء. والآن، عليه أن يقاوم الدعوات للانخراط مجددا في مسار عبثي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store