logo
رسائل الأشجار الخفية… هل تهمس الطبيعة وقت الكسوف؟

رسائل الأشجار الخفية… هل تهمس الطبيعة وقت الكسوف؟

الوئاممنذ 7 أيام

أثار بحث حديث نشر في مجلة Royal Society Open Science جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية، بعدما زعم أن أشجار التنوب (Picea abies) في جبال الدولوميت بإيطاليا أظهرت إشارات كهربائية حيوية متزامنة قبل ساعات من حدوث كسوف جزئي للشمس، مما يشير إلى سلوك جماعي 'استباقي' بين الأشجار.
وفقًا للدراسة، قام فريق بحثي بقيادة الفيزيائي أليساندرو كيوليريو من المعهد الإيطالي للتكنولوجيا، والإيكولوجية مونيكا جاليانو من جامعة كروس الجنوبية في أستراليا، بتركيب حساسات على ثلاث أشجار تنوب سليمة (اثنتان بعمر 70 عامًا وواحدة بعمر 20 عامًا) وخمس جذوع أشجار، على ارتفاع 2000 متر فوق سطح البحر، لرصد التيارات الكهربائية الناتجة عن حركة الجزيئات المشحونة داخل الخلايا النباتية.
وصرحت جاليانو لموقع Live Science قائلة: 'لاحظنا تغيّرات متزامنة في النشاط الكهربائي الحيوي للأشجار قبل ساعات من الكسوف، مما يشير إلى استجابة نشطة استباقية وليست مجرد تفاعل مع الظلام.' وأضافت أن 'الأشجار الأكبر سنًا أظهرت استجابة أقوى، ما قد يعكس قدرة ذاكرية ناتجة عن تاريخها البيئي'.
لكن علماء نبات آخرين أعربوا عن تشككهم في النتائج. وقال جيمس كاهيل، عالم بيئة نباتية من جامعة ألبرتا الكندية: 'عينة الدراسة لا تتعدى ثلاث أشجار، وهو عدد ضئيل للغاية، وهناك الكثير من المتغيرات المدروسة. علميًا، من السهل أن تجد نمطًا إذا أجريت العديد من التحليلات الإحصائية.'
وأكد أن العديد من النباتات تستجيب بشكل طبيعي لدورات الضوء والظلام، وبالتالي فإن 'تغير الإشارات الكهربائية الحيوية عند اقتراب الظلام لا يُعد دليلًا على تواصل معقد أو استجابة جماعية فريدة'. كما شدد على أن الاستجابة للظلام ليست بالضرورة مرتبطة بكسوف الشمس، بل يمكن أن تنجم عن التغيرات التدريجية في الأشعة فوق البنفسجية أو الضوء الأزرق قبل حدوث الظاهرة.
وأعرب عن خيبة أمله من التغطية الإعلامية الواسعة للدراسة، قائلاً: 'ما نراه هنا هو فكرة مثيرة بلا قاعدة علمية متينة، ولم يتم اختبارها بشكل كافٍ أو مقارنتها بالاختلاف بين الليل والنهار — وهو أمر بديهي في مثل هذه الأبحاث.'
وفي السياق ذاته، شددت الباحثة جاستين كارست، عالمة البيئة الغابية من جامعة ألبرتا، على أن الدراسة لا يمكن أن تُعتبر موثوقة علميًا في ظل غياب التكرار أو استخدام عينات كافية. وأضافت أن المقارنة بين 'شجرة شابة واحدة وأخرى مسنّة' لا تُنتج نتائج قابلة للتعميم.
ورغم إقرار الباحثين بصعوبة إجراء دراسات في بيئات جبلية شديدة البرودة واعترافهم بأن عملهم تمهيدي، إلا أنهم يرون أنه يمثّل 'انطلاقة لأبحاث أوسع'. لكن هذا لم يمنع باحثين بارزين من التحذير من تكرار تجربة 'شبكة الإنترنت الخشبية' — وهي نظرية سابقة عن تواصل الأشجار عبر الفطريات، فقدت مصداقيتها لاحقًا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سائحان يعثران على حاويتين أثريتين لكنز ثمين
سائحان يعثران على حاويتين أثريتين لكنز ثمين

المدينة

timeمنذ 6 أيام

  • المدينة

سائحان يعثران على حاويتين أثريتين لكنز ثمين

عثر سائحان -بالمصادفة- على حاويتين تحتويان على كنز ثمين كان مخبَّأ في تلة «زفيتشينا» عند سفح جبال كركونوسي في التشيك.أعلن ذلك متحف «بوهيميا الشرقية»، وقال: يمكن أنْ يصبح هذا الاكتشاف موضوعًا لقصَّة تاريخيَّة، وفقًا لمصدر في المتحف.وعثر السائحان في التلَّة على حاويتين أثريتين: الحاوية الأولى: ضمَّت 598 قطعة ذهبيَّة، والحاوية الثانية: احتوت على مجموعة من المجوهرات، والأغراض الفاخرة.ووفقًا لموقع «Live science»، تضم القطع الذهبيَّة المكتشفة عملات فرنسيَّة وبلجيكيَّة وعثمانيَّة وروسيَّة، والأهم من ذلك، من النمسا والمجر السابقة، سكت بين عامي 1808 و1915.

رسائل الأشجار الخفية… هل تهمس الطبيعة وقت الكسوف؟
رسائل الأشجار الخفية… هل تهمس الطبيعة وقت الكسوف؟

الوئام

timeمنذ 7 أيام

  • الوئام

رسائل الأشجار الخفية… هل تهمس الطبيعة وقت الكسوف؟

أثار بحث حديث نشر في مجلة Royal Society Open Science جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية، بعدما زعم أن أشجار التنوب (Picea abies) في جبال الدولوميت بإيطاليا أظهرت إشارات كهربائية حيوية متزامنة قبل ساعات من حدوث كسوف جزئي للشمس، مما يشير إلى سلوك جماعي 'استباقي' بين الأشجار. وفقًا للدراسة، قام فريق بحثي بقيادة الفيزيائي أليساندرو كيوليريو من المعهد الإيطالي للتكنولوجيا، والإيكولوجية مونيكا جاليانو من جامعة كروس الجنوبية في أستراليا، بتركيب حساسات على ثلاث أشجار تنوب سليمة (اثنتان بعمر 70 عامًا وواحدة بعمر 20 عامًا) وخمس جذوع أشجار، على ارتفاع 2000 متر فوق سطح البحر، لرصد التيارات الكهربائية الناتجة عن حركة الجزيئات المشحونة داخل الخلايا النباتية. وصرحت جاليانو لموقع Live Science قائلة: 'لاحظنا تغيّرات متزامنة في النشاط الكهربائي الحيوي للأشجار قبل ساعات من الكسوف، مما يشير إلى استجابة نشطة استباقية وليست مجرد تفاعل مع الظلام.' وأضافت أن 'الأشجار الأكبر سنًا أظهرت استجابة أقوى، ما قد يعكس قدرة ذاكرية ناتجة عن تاريخها البيئي'. لكن علماء نبات آخرين أعربوا عن تشككهم في النتائج. وقال جيمس كاهيل، عالم بيئة نباتية من جامعة ألبرتا الكندية: 'عينة الدراسة لا تتعدى ثلاث أشجار، وهو عدد ضئيل للغاية، وهناك الكثير من المتغيرات المدروسة. علميًا، من السهل أن تجد نمطًا إذا أجريت العديد من التحليلات الإحصائية.' وأكد أن العديد من النباتات تستجيب بشكل طبيعي لدورات الضوء والظلام، وبالتالي فإن 'تغير الإشارات الكهربائية الحيوية عند اقتراب الظلام لا يُعد دليلًا على تواصل معقد أو استجابة جماعية فريدة'. كما شدد على أن الاستجابة للظلام ليست بالضرورة مرتبطة بكسوف الشمس، بل يمكن أن تنجم عن التغيرات التدريجية في الأشعة فوق البنفسجية أو الضوء الأزرق قبل حدوث الظاهرة. وأعرب عن خيبة أمله من التغطية الإعلامية الواسعة للدراسة، قائلاً: 'ما نراه هنا هو فكرة مثيرة بلا قاعدة علمية متينة، ولم يتم اختبارها بشكل كافٍ أو مقارنتها بالاختلاف بين الليل والنهار — وهو أمر بديهي في مثل هذه الأبحاث.' وفي السياق ذاته، شددت الباحثة جاستين كارست، عالمة البيئة الغابية من جامعة ألبرتا، على أن الدراسة لا يمكن أن تُعتبر موثوقة علميًا في ظل غياب التكرار أو استخدام عينات كافية. وأضافت أن المقارنة بين 'شجرة شابة واحدة وأخرى مسنّة' لا تُنتج نتائج قابلة للتعميم. ورغم إقرار الباحثين بصعوبة إجراء دراسات في بيئات جبلية شديدة البرودة واعترافهم بأن عملهم تمهيدي، إلا أنهم يرون أنه يمثّل 'انطلاقة لأبحاث أوسع'. لكن هذا لم يمنع باحثين بارزين من التحذير من تكرار تجربة 'شبكة الإنترنت الخشبية' — وهي نظرية سابقة عن تواصل الأشجار عبر الفطريات، فقدت مصداقيتها لاحقًا.

أجداد الأوروبيين كانوا من ذوي البشرة السمراء قبل 3000 سنة
أجداد الأوروبيين كانوا من ذوي البشرة السمراء قبل 3000 سنة

سودارس

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • سودارس

أجداد الأوروبيين كانوا من ذوي البشرة السمراء قبل 3000 سنة

إذ كشف تحليل الحمض النووي ل 348 عيّنة، كانت معظمها لبشر عاشوا في أوروبا في الفترة الممتدة بين ألف و700 سنة 45 ألف سنة مضت، أنّ البشرة الداكنة كانت السائدة في القارة الأوروبية حقبا طويلة، خلافًا لما كان يُعتقد سابقًا، أن التحول إلى البشرة الفاتحة كان بوتيرة سريعة. مثّلت الهجرة من أفريقيا نحو آسيا وأوروبا قبل نحو 50 ألف سنة و70 ألف سنة على التوالي نقطة تحول في تاريخ البشر، حيث واجهوا بيئات جديدة ذات مستويات أقل من الأشعة فوق البنفسجية، وقد أدّى هذا التغير المناخي والجغرافي إلى ظهور تحوّلات جينية مرتبطة بلون البشرة، ما أسهم لاحقاً في انتشار البشرة الفاتحة تدريجيًا نظرًا لقدرتها الأكبر على امتصاص أشعة الشمس اللازمة لإنتاج فيتامين د الضروري للجسم. بداية التحول إلى البشرة الفاتحة تشير التحليلات إلى أن ما يقارب 60% من الأفراد الذين عاشوا في أوروبا صارت بشرتهم داكنة، مقابل أقل من 10% فقط لصالح البشرة الفاتحة، بينما كانت النسبة الباقية لأصحاب البشرة المتوسطة، خلال غالبية الحقبات الزمنية التي شملتها عينات الحمض النووي. وتشير الدراسة إلى أنّ التحوّل نحو البشرة الفاتحة بدأ قبل نحو 14 ألف سنة، ولم تصبح البشرة الفاتحة هي السائدة إلا في وقت حديث نسبياً، قبل نحو 3 آلاف سنة، ما يؤكد أنّ الانتقال إلى اللون الفاتح كان بطيئاً ومتفاوتاً زمنياً وجغرافياً. جدير بالذكر أنّ الدراسة لم تركز فقط على لون البشرة وإنما أظهرت تحليلات خاصة بلون العيون والشعر، ومن اللافت أنه وخلال العصر البرونزي (30007000 سنة مضت) والذي لاحظ الباحثون خلاله حدوث ازدياد في نسبة انتشار العيون والشعر الأفتح لوناً بشكل أكبر في أوروبا. وقد أظهرت عيّنتان مأخوذتان من الأردن وكازاخسنان شرقاً شعراً فاتحاً وعيوناً فاتحة بالرغم من أنّ الشعر الداكن والعيون الداكنة كانت لا تزال هي السائدة في غالب العيّنات حينها. كما لوحظ خلال هذه الفترة الزمنية زيادة في اجتماع السمات الفاتحة في ذات العيّنة؛ مثل ظهور البشرة الفاتحة، والعيون الزرقاء، والشعر الأشقر معاً، وذلك في أربعٍ من عيّنات أوروبا. في حديث مع الجزيرة نت، أشار غويدو باربوجاني، أستاذ علم الوراثة والوراثة السكانية وأحد المشاركين في هذا البحث إلى أنّ بعض أفراد النياندرتال امتلكوا بشرة فاتحة وذلك حتى قبل وصول البشر الحاليين إلى أوروبا. ويضيف باربوجاني أنه مع ذلك، فإن البشرة الفاتحة لدى إنسان نياندرتال والإنسان الأوروبي الحديث نشأت لأسباب مختلفة؛ فجميع السمات المتعلقة بالتصبغ، مثل لون البشرة والعينين والشعر، تُعد صفات معقدة تعتمد على تفاعل عدة جينات ما يعزز فرضية، أن تطور تصبغ الجلد عملية متعددة المسارات حدثت في أوقات وأماكن مختلفة. الحاجة إلى فيتامين د تبيّن الدراسة أنّ الانتقاء الطبيعي وفوائد البشرة الفاتحة في إنتاج فيتامين د لا تفسر وحدها ظهور السمات الفاتحة، إذ من المرجح أن تدفق الجينات بفعل الهجرات واسعة النطاق والتزاوج بين المجموعات السكانية قد لعب دوراً أساسياً أيضاً في ذلك، كما وقد يكون حصول انحراف جيني ساهم ولو بشكل محدود في هذا التحول. ويشير باربوجاني إلى أنّ للتغييرات الغذائية، التي صاحبت نشوء الزراعة وانتشار المزارعين الأوائل من منطقة الهلال الخصيب باتجاه أوراسيا خلال العصر الحجري الحديث (قبل نحو 8500 سنة) تأثيرا كبيرا جداً على التركيبة الوراثية للأوروبيين. ويضيف: "بالرغم من أنّ الانتقال إلى الزراعة جلب معه زيادةً في الأمراض المعدية وتدهوراً في جودة الغذاء ونسباً أقل من فيتامين د في الغذاء على المستوى الفردي، إلا أنّ الصورة كانت مختلفة تماماً على المستوى الجمعي؛ إذ امتلك المزارعون ميزتين مهمتين ساعدتهم على التفوق، تتلخص في قدرتهم على إنتاج مزيد من الغذاء بالزراعة وتربية المواشي، وامتلاكهم بشرة فاتحة تُعدّ أكثر ملاءمةً للبيئات ذات الأشعة الشمسية المنخفضة، ما منحهم فرصة للنمو السكاني السريع، ومنه التأثير بقوة على الجينات الأوروبية". ومع ذلك يرد باربوجاني استمرار وجود البشرة الداكنة إلى بطء وتيرة عملية التحول إلى البشرة الأفتح لوناً جزئيا إلى استمرار تواجد بعض المجتمعات المحلية من الصيادين وجامعي الثمار، لا سيما تلك التي اعتمدت على الصيد البحري، حيث واصلت الحصول على حاجتها من فيتامين د من الغذاء. تعيد هذه النتائج النظر إلى الرواية التقليدية القائلة، إن البشرة الفاتحة ظهرت بسرعة استجابة للظروف البيئية الجديدة، وبدلاً من ذلك تُظهر أنّ التغير لم يكن خطياً، بل تدريجياً ومعقداً بفعل مجموعة من العوامل البيئية والوراثية والاجتماعية على مدار آلاف السنين، ما يشير إلى أنّ تنوع لون البشرة كان واسعاً حتى بين الأفراد الذين عاشوا في نفس الفترات الزمنية. المصدر : الجزيرة script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store