
تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل: مئات القتلى والجرحى وتراجع في القدرات الدفاعية الإسرائيلية
تتواصل تداعيات التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وسط مخاوف إقليمية ودولية من انزلاق الوضع نحو مواجهة مفتوحة واسعة النطاق. ففي الساعات الأخيرة، أفاد موقع صحيفة 'هآرتس' بأن الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت إسرائيل ليل الثلاثاء – الأربعاء لم تسفر عن أي خسائر بشرية مباشرة، وفق ما أكده الجيش الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن أماكن العمل الواقعة بالقرب من الملاجئ يمكنها الآن العودة إلى نشاطها الطبيعي، في إشارة إلى هدوء نسبي بعد موجة من الضربات المتبادلة بين الطرفين.
ومع ذلك، يبقى الوضع الإنساني والأمني خطيرًا، حيث ذكرت الصحيفة أن 23 شخصًا قتلوا وأصيب 631 آخرون بجروح في إسرائيل منذ يوم الجمعة، فيما لا يزال شخص واحد في عداد المفقودين.
في المقابل، نقلت 'هآرتس' عن منظمة أمريكية غير حكومية قولها إن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما يقرب من 600 إيراني منذ بدء التصعيد، دون أن توضح ما إذا كانت الأرقام تشمل عناصر من الحرس الثوري الإيراني أو فصائل مسلحة متحالفة.
كما كشف التقرير عن نقص في صواريخ 'آرو 3' الاعتراضية المتطورة لدى الجيش الإسرائيلي، وهي منظومة دفاع جوي تُستخدم للتصدي للصواريخ الباليستية بعيدة المدى. ويُنظر إلى هذا النقص على أنه مؤشر مقلق لقدرة إسرائيل على مواجهة هجمات متصاعدة من عدة جبهات.
أما في قطاع غزة، فقد أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن 30 فلسطينيًا قُتلوا يوم الأربعاء نتيجة قصف إسرائيلي، في حين لم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على هذه الحصيلة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، فيما تحاول قوى دولية كبرى تهدئة الوضع ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تونس تليغراف
منذ 5 ساعات
- تونس تليغراف
تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل: مئات القتلى والجرحى وتراجع في القدرات الدفاعية الإسرائيلية
تتواصل تداعيات التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وسط مخاوف إقليمية ودولية من انزلاق الوضع نحو مواجهة مفتوحة واسعة النطاق. ففي الساعات الأخيرة، أفاد موقع صحيفة 'هآرتس' بأن الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت إسرائيل ليل الثلاثاء – الأربعاء لم تسفر عن أي خسائر بشرية مباشرة، وفق ما أكده الجيش الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن أماكن العمل الواقعة بالقرب من الملاجئ يمكنها الآن العودة إلى نشاطها الطبيعي، في إشارة إلى هدوء نسبي بعد موجة من الضربات المتبادلة بين الطرفين. ومع ذلك، يبقى الوضع الإنساني والأمني خطيرًا، حيث ذكرت الصحيفة أن 23 شخصًا قتلوا وأصيب 631 آخرون بجروح في إسرائيل منذ يوم الجمعة، فيما لا يزال شخص واحد في عداد المفقودين. في المقابل، نقلت 'هآرتس' عن منظمة أمريكية غير حكومية قولها إن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما يقرب من 600 إيراني منذ بدء التصعيد، دون أن توضح ما إذا كانت الأرقام تشمل عناصر من الحرس الثوري الإيراني أو فصائل مسلحة متحالفة. كما كشف التقرير عن نقص في صواريخ 'آرو 3' الاعتراضية المتطورة لدى الجيش الإسرائيلي، وهي منظومة دفاع جوي تُستخدم للتصدي للصواريخ الباليستية بعيدة المدى. ويُنظر إلى هذا النقص على أنه مؤشر مقلق لقدرة إسرائيل على مواجهة هجمات متصاعدة من عدة جبهات. أما في قطاع غزة، فقد أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن 30 فلسطينيًا قُتلوا يوم الأربعاء نتيجة قصف إسرائيلي، في حين لم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على هذه الحصيلة. ويأتي هذا التصعيد في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، فيما تحاول قوى دولية كبرى تهدئة الوضع ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.


الصحفيين بصفاقس
منذ 2 أيام
- الصحفيين بصفاقس
عملية الوعد الصادق 3 تفتح أملا جديدا للقضية الفلسطينية …ياسين فرحاتي
عملية الوعد الصادق 3 تفتح أملا جديدا للقضية الفلسطينية …ياسين فرحاتي 16 جوان، 22:00 تتعرض الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ فجر يوم الجمعة الماضي، إلى حرب غادرة و ماكرة كان فيها الكيان الصهيوني المبادر و المباغت بعد عملية تضليل إعلامي كبير و ألاعيب ديبلوماسية خطيرة نسقت فيها بشكل سري و شيطاني لا جدال فيه مع ' الشيطان الأكبر ' الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول و لقي دعما سياسيا من الغرب و الأغرب منهم طبعا بعض الدول العربية الخليجية المطبعة مع الكيان. إيران صدمت من هول الضربة الأولى و التي كان وقعها شديدا و الحرب خدعة كما يقال، فقد أسفرت عن استشهاد كبار القيادات من الحرس الثوري و فيلق القدس و القوات العسكرية الجوية و نخبة النخبة من العلماء المشرفين على تطوير البرنامج النووي و ارتقى ستة منهم شهداء و إن كان هذا المصاب الجلل من علماء الذرة للموساد يد جلية فيه منذ سنوات حيث تبين بما لا يدع مجالا للشك أن أطرافا عديدة متداخلة و متسببة في كل ما جرى من اختراقات أمنية و معلوماتية كبيرة منذ سنوات هذا إلى جانب عملاء الداخل و المآمرة تؤكدها مجريات الأحداث المؤلمة و الفاجعة التي حلت بالنظام الإيراني و شعبه الملتف حوله رغم كل ما قيل و يقال و رغما عن أنف نتانياهو المجرم الذي ما انفك يحرض على الفتنة الداخلية و ذلك مصداقا لما ورد في كتابه العزيز ' كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ' و قوله تعالى أيضا ' و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين '. إيران تدفع الثمن منذ سنوات و خلال هذه الأيام، أولا بسسب دعمها الفياض و السيال رغم بعد المسافة عن فلسطين لحركات المقاومة و على رأسها حماس و الجهاد و ثانيا بسبب مشروعها العلمي و التكنولوجي النووي المشروع، حيث وجه العدو الإسرائيلي ضربات قاسمة ضد مفاعل نطانز الذي تضرر بشكل كبير دون ان يعني ذلك توقفه النهائي عن العمل و كذلك أبو شهر و العديد المنشآت الحيوية و الإستراتيجية للقيادة و السيطرة بهدف شل حركته و تثبيط معنوياته و جعله عاجلا عن ردة الفعل و لكنه جوبه بعزيمة فولاذية فسرعان ما لملم النظام بمختلف مكوناته جراحه و استعاد أنفاسه و أمطر العدو بأكثر من 150 صاروخا باليستيا ذوات قوة تدميرية هائلة و مسيرات انقضاضية مما أدخله في حالة من الرعب و اللايقين و بات في ظلام دامس يوم امس و ليلة السبت أيضا، قصفت حيفا و تل أبيب و بعدة أنواع من الصواريخ من طراز عماد و خيبر و شهاب 4 وصلت إلى مدايات بعيدة في الشمال و الجنوب و متزامنة من إيران و اليمن و قد كانت خسائر الجمعة و السبت الماضيين و حتى اليوم الأحد توثقها عدسات الكاميرا من بنايات عملاقة مهدمة و قتلى و جرحى بالعشرات تحت الأنقاض و ملايين فروا كالفئران إلى جحورهم في الملاجئ و تحت الأنفاق. كانت هذه جردة أولى على الحساب لليوم الأول من الانتقام الفارسي. المرشد الأعلى علي خامنئي وعد و أوفى بوعده من أن ' الرد سيكون قاس ' و كان له ما أراد مما شفى غليل قلوب الملايين من العرب و المسلمين. و أيضا توعد مسؤول أمني في تصريح إعلامي أن الرد سيتواصل بقوة و أن المفاوضات غير المباشرة مع الو.م.أ. قد تكون بحسب الشروط التي تليق و ترضي طموحاتهم. من جهة أخرى عين المرشد الأعلى قيادات جديدة للحرس الثوري و لهيئة الأركان و لمقر خاتم الأنبياء في دليل قاطع على تعافي و تجاوز النظام لأزمته الطارئة. الحرب مفتوحة على عديد السيناريوهات و كل لحظة قد تأتي بالجديد و ما على إيران و أذرعها و وكلاؤها إلا أن يقفوا صفا واحدا لإيقاف هذا المارد الهمجي و المتوحش الصهيوني : لأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تجعل من إسرائيل المتحكم في مصير الشرق الأوسط وهو ما صرح به رئيس وزراء العدو الذي يبدو أقوى من منافسين في الداخل و يتلاعب بهم و لا يفكر إلا في مستقبله السياسي من خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة و نحن نقترب من السنتين رغم ضربات المقاومة التى تأبى إلا أن تلقن جنوده الدرس تلو الدرس في كل يوم بعزم الرجال المجاهدين المؤمنين و الصابرين خصوصا في خان يونس و باقي مواقع القتال حيث قنص الجنود و الكمائن. و مما كشفته هذه العمليات الحربية بين الجانبين أحقية و عقلانية و كذلك النظرة الاستشرافية لمن دافعوا عن الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني رحمه الله و رأوا فيها بارقة أمل للأمة الإسلامية برغم عديد الزلات و الأخطاء ضد العرب السنة و سبحان من لا يخطئ و هنا أقصد و كما يقول كثيرون حربها مع العراق في الثمانينات و ليتهما كانا جارين مثاليين متحابين لوجه الله و تحت راية الإسلام ثما موقفها من احتلال العراق في سنة 2003، ثم اتهامات لها بدور غير إيجابي في سوريا و لو أن الأمر قد يكون لربما مختلفا لو بقي نظام بشار الذي رأت فيها خسارة كبرى لحليف استراتيجي و لو رمزيا ليس إلا. من الكتاب و المفكرين و السياسيين التونسيين و العرب الذين أعطوا لآية الله حقه الأستاذ راشد الغنوشي حيث أفرد فصلا كاملا له في كتابه 'مقالات ' الجزء الأول ص 77 الصادر سنة 1988، تحت عنوان :' الثورة الإسلامية ثورة إسلامية – مواقف من الثورة ' ، حيث يعتبر أن الحركة الإسلامية في إيران و أن كانت قاعدتها شيعية فإنها تصب في التيار العالمي للبعض الإسلامي، مستهدفة ايقاظ الأمة الإسلامية بكاملها و وضعها في القيادة الحضارية للعالم. و قد أكد الأستاذ مهدي الحسيني في محاضرة له بمناسبة قدوم شهر محرم 1399، تولى توزيعها الشباب الإسلامي الإيراني في باريس أنها امتداد لثورة الحسين على الطغيان و ثورة الإمام البنا في مصر و ثورة المودودي في باكستان و الثورة الإسلامية في تركيا و في أفغانستان. إن ثورة إيران هي ثورة الإسلام ضد الاستبداد و القهر و التوعية و الاستغلال . إنها ثورة المستضعفين ضد الطغيان السياسي و الاستغلال الاقتصادي و في هذا تصديقها لقوله تعالى ' و نريد أن نمن على اللذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلها الوارثين '. لقد كان الغرب معاديا و صريحا في مواقفه من الثورة في إيران التي رفعت أخطر شعاراتها ' الحكومة الإسلامية ' و ذلكوخوفا على مصالحه الاقتصادية و الدفاعية و هي اليوم تريد أن تفرض نمط العولمة. و لا زالت على نفس تلك المواقف منذ ذلك العهد و إلى حد الساعة. أما روسيا و الصين فكانا بالمثل يخشيان من تأثير حكومة إسلامية في إيران على أكثر من مائة مليون مسلم كانوا يعيشون في ظل الإرهاب الشيوعي فيهما. لكن موقفهما تغير على المستوى السياسي و الاقتصادي بعد سنوات من سقوط نظام صدام حسين و تأسيس الإتحاد الروسي خليفة الاتحاد السوفياتي الذي انهار في بداية التسعينات، دون أن يكون معاديا تماما لإسرائيل و ذلك تماشيا أيضا مع مصالحهما الاقتصادية و الظروف الحالية الجيوسياسية صعبة و معقدة كثيرا فروسية في حرب منذ 3 سنوات مع أوكرانيا و الغرب و الصين في حرب تجارية مفتوحة مع الإدارة الأمريكية الجديدة. أغلب دول الخليج و العربية معادية للنظام الإيراني و تخشى مما يسمى ' الهلال الشيعي '. كذبا و افتراء و زورا و بهتانا و هي في الأصل منبطحة و مرتمية في أحضان الصهيونية و الامبريالية الغربية. أما المناصرون لها فيشترطون تجريدها من طابعها الإسلامي و اضفاء الصبغة الاشتراكية عليها كما فعلت بعض الأنظمة المجاورة لها. لقد كان موقف الثورة الإسلامية منحازا للقضية الفلسطينية حيث يقول أحمد ابن الخميني :' أن إيران ستواصل الكفاح الثوري حتى تحرير البلدان الإسلامية و ترفع العلم الفلسطينيي إلى جانب علمنا '. و هو ما يصرح به قادة إيران اليوم و الآن و تعترف به حماس و سكان القطاع. و إن ما يؤرق علماء الاجتماع الغربيين أن العالم في ذهن المسلم لا يزال ينقسم إلى دار اسلام و دار حرب. و في بيان أصدره محمد المهدي الشيرازي ورد :' إن الثورة الإسلامية في إيران عامة و متجاوزة للفروق الذهبية كافة ' ( 1 ). يقول الخميني محرضا الدول الإسلامية في حرب رمضان على تعبئة كل القوى ضد الصهاينة ' أن واجب جميع الدول الإسلامية و خاصة الحكومات العربية و بعد الاتكال على الله و قدرته الازلية تعبئة جميع طاقاتها ( 2 ). و يرى الأستاذ راشد زعيم حركة النهضة أن الخميني و البنا و المودودي ثلاثتهم يشكلون قادة الحركة الإسلامية المعاصرة و هم مجددون مصداقا لقول النبي صلى الله عليه و سلم :' إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ' ( 3 ) ( أبو داود عن أبي هريرة ). هذه المواجهة المسلحة بين إيران و إسرائيل كشفت بعمق أن لا مهادنة و لا مجاملة و لا ديبلوماسية حتى في الحد الأدنى بينهما كما لا يوجد أي اتفاق سري من اي نوع بينهما و أن كل التحاليل حتى من كبار الكتاب و الخبراء و المنظرين تمحي أو امحت بمجرد بمجرد استشهاد هذا الكم من القادة و العلماء و المدنيين الإيرانيين و استعمال أسلحة فتاكة بينهما. فلطالما كرر على مسامعنا هؤلاء أسطوانة تقاسم الأدوار بينهما على حساب العرب بينما في الواقع العدو الصهيوني يريد و يسعى لبسط نفوذه على كل المنطقة مهما كلفه ذلك. فالحرب انطلقت من غزة و انتقلت إلى لبنان و سوريا و اليمن و الآن إيران. فمن نصدق الوقائع أم الفرضيات و الأوهام و التصورات ؟! . الحقيقة، أن إيران و أذرعها تخوض حربا مع غزة ضد إسرائيل و نحن متعاطفون جدا معها مهما اختلفنا معها في بعض الجزيئات أو التفاصيل ما دام العدو واحد و يشكل خطرا حقيقيا و في كل لحظة ضد كل العرب و المسلمين فإيران جارة لنا وليست عدوا و علينا أن نعيد ترتيب الأولويات و أن لا نترك الفرص تضيع منا الواحدة تلو الأخرى مثلما ضاع العراق من قبل بسبب تآمر أبناء جلدته و أن نتذكر بعض ما قاله العقيد القذافي عن أطماع و أحلام الصهاينة في المنطقة العربية فإسرائيل لا زالت تعول على الو.م.أ. في هذه المواجهة المفتوحة من أجل لجم قدرات إيران الصاروخية التي طالت مرافق حيوية على غرار معهد وايزمان للأبحاث العلمية في الكيمياء و القائمة قد تشمل العمق الإسرائيلي بحسب تطورات الحرب التي يخشى ان تتسع رقعتها و هو ما لا تريده الو.م.أ. بحسب خبراء عسكريين و استراتيجيين لأن إسرائيل تبحث عن الفوضى و هي من تعودت أن تخوض حربا بالوكالة لصالح الو.م.أ. ( 1 ) دروس في الجهاد و الرفض ص 181. ( 2 ) مجلة الاخبار العدد 12 السنة 3. ( 3 ) قال المحدث اسماعيل العجلوني أنه يعم حملة العلم من كل طائفة.

منذ 3 أيام
سياقات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران … تقديرات مراكز الفكر ووسائل الإعلام الغربية
مؤتمراً صحفياً، جاء فيه انه ناقش مع نتنياهو موضوع ايران والكثير من الأمور الاخري ، وأنه يأمل في التوصل لاتفاق مع ايران وهذا قد لا يتحقق ، وأنهى حديثه بعبارة ( سنعرف قريباً ) . وذكر موقع هآرتس الإليكتروني- في اليوم ذاته- أن إسرائيل تقوم بدفع استعداداتها لمهاجمة إيران، وكذلك على مستوي الدفاع من رد محتمل علي هجومها. وأشار تقرير هارتس الى أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين يعقدون لقاءات بشأن ذلك مع نظرائهم الأمريكيين . وبصرف النظر عن تفاعل طهران مع حالة التأهب التي سبقت توجيه الضربة، لم تكن آراء الباحثين الأمنيين الإسرائيليين خفية على أحد أن احتمال توجيه ضربة لإيران بات أكبر من نجاح المفاوضات النووية الجارية مع واشنطن، خصوصًا مع تصاعد التهديد الإيراني وغياب الثقة في نتائج الحوار. وتفاعلاً مع الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة لبنية القرار السياسي والعسكري في إيران ، يشير تقرير صادر عن صحيفة "نيويورك تايمز" إلى تباعد التقديرات الإستراتيجية بين طهران وتل أبيب، وأن الأخيرة قد تمكنت من تمرير إشارات خداع إستراتيجي وأنه علي الرغم من إستعداد القادة الإيرانيون منذ أكثر من أسبوع للهجوم الإسرائيلي في حال فشل المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ، إلا إنهم لم يتوقعوا أن تبادر إسرائيل بالضربة قبل الجولة السادسة من المفاوضات النووية في عُمان، وأن القادة العسكريين الإيرانيين اعتبروا التقارير التي تحدثت عن هجوم وشيك مجرد دعاية إسرائيلية تهدف إلى الضغط على إيران لتقديم تنازلات في برنامجها النووي . من ثم لم يتوجه قادة عسكريون بارزون إلى الملاجئ الآمنة ليلة الهجوم الإسرائيلي، بل بقوا في منازلهم، بسبب اعتقادهم أن الهجوم الإسرائيلي سيكون بعد جولة المفاوضات النووية، واعتبرت طهران أن الاتفاق المنتظر دون ضمانات بمثابة مخاطرة استراتيجية ، نظراً لسابق إنسحاب ترامب من اتفاق 2015 . في خضم التقلبات الجيو - إستراتيجية التي تسود تفاعلات المنطقة منذ تولي ترامب فترة رئاسته الثانية ، نجد أن السياق الذي مهد للتصعيد الحالي ، يكشف عن تكثيف إسرائيل هجماتها على إيران ومصالحها بصفة خاصة في أكتوبر 2024 ، ونفذت أكثر من 100 غارة داخل إيران خلال الأشهر الماضية واستهدفت مصانع صواريخ ورادارات، وتضمنت استخدام سلاح الجو «إف-35»، والبحرية، والصواريخ بعيدة المدى. مما يعكس مستوى جاهزية مرتفع لضربة متعددة الأذرع. كما يلاحظ أن الضربات الجديدة تمت على الرغم من استمرار المفاوضات النووية وقبل الجولة السادسة . وتواكبت مع تقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية يوجّه إنتقادات مباشرة لإيران بأنها لم تلتزم بالتعهدات ، وهو أمر يُنظر إليه على أنه تهيئة للضربات الإسرائيلية ؛ هذا ، وقد نشر المجلس الأطلسي ( مؤسسة بحثية غير حكومية تأسست 1961 ) تقريراً يحمل عنوان "الضربة الإسرائيلية على إيران : تحول أمني وجوي-سياسي محفوف بالمخاطر " ، وتطرق إلى تجاوز إسرائيل المحظورات السابقة عبر استهداف منشآت نووية داخل إيران، مما يشير إلى تحوّل في العقيدة الأمنية (عقيدة بيغين ) ويضع المنطقة على مسار تصعيد غير مسبوق، وأن الهجوم الإسرائيلي يمثل ضربة قاضية لمفاوضات واشنطن-طهران في مسقط، الأمر الذى يُغلق باب التسوية السلمية ويدفع باتجاه عسكرة النزاع. وأكد التقرير على أن رد إيران عبر الحرس الثوري أو وكلائها في المنطقة، يهدد بتوسيع رقعة الصراع وتعطيل الاستقرار الإقليمي، أخذاً في الإعتبار التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز. مستقبل الدور الأمريكي وعلى الرغم من شواهد التنسيق المعلن والمستتر ، فإن واضع تقرير المجلس الأطلسي يري أن تنامي الفجوة بين «أمريكا أولًا» و«إسرائيل أولًا» يضعف التنسيق الإستراتيجي ويثير خلافات حول مستقبل الدور الأمريكي في المنطقة، مما يهدد العلاقات الثنائية ويقوّض مفاوضات المساعدات العسكرية المستقبلية. ويمكن وصف تلك التقديرات بأن به قدر من المبالغة لأن الساسة الإسرائيليين - بصرف النظر عن شكل الحكومة - يعلموا جيداً كيفية توظيف الأدوات التي تتيح لتل أبيب استمالة واشنطن إلى صفها، مهما قد يبدو من عدم توافق في المواقف الرسمية المعلنة ( خلال لقاء ترامب ونتنياهو الأخير في واشنطن إفريل الماضي ) والمداخلة الهاتفية لترامب مع وكالة "رويترز" قبل يومين تكشف عن تبدل المواقف الأمريكية تبعاً للمصلحة التي تتحقق من وراء خيارات التهدئة أو التصعيد. وأشار ترامب الى أنه ليس قلقًا من اندلاع حرب إقليمية نتيجة للهجوم الإسرائيلي على إيران التي تعرضّت لضربة مدمرة وليس من الواضح ما إذا كانت لا تزال إيران تمتلك برنامجًا نوويًّا، وإستفاض في تقديم مبررات للهجوم وأن هدف إسرائيل النهائي هو ضمان عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًّا، مؤكداً على أنه لم يفت الأوان بعد بالنسبة لإيران لإبرام اتفاق؛ في سياقٍ موازٍ ، وردت في تغطية وكالة "فوكس نيوز " لمستجدات التصعيد إشارات توحي بأن إدارة ترامب كانت علي علم مسبق بالضربات الإسرائيلية ، في المقابل نشرت "فورين بوليسي " تقريراً مهماً يحمل عنوان " إسرائيل إتخذت قراراً أحادياً يخلط أوراق الدبلوماسية النووية " ويتطرق إلى إستهداف إسرائيل لمنشآت نووية وعسكرية وشخصيات قيادية في طهران، في محاولة لمنع إيران من الوصول إلى «العتبة النووية» في المدى القريب. وأشار التقرير الى أن الضربة جاءت رغم تحذير «ترامب» لـ«نتنياهو» بعدم التصعيد خلال الحوار النووي الجاري في سلطنة عمان، مما يهدد بانهيار المسار الدبلوماسي، وأنه رغم نفي أي تورط، اتخذت الإدارة الأمريكية إجراءات احترازية مثل إجلاء دبلوماسيين ونقل موظفين، ما يُرجّح علمها بالهجوم ويعقد مصداقية النفي الأمريكي، وأوضح واضع التقرير أن تقديرات الخبراء تؤكد أن طهران ستعتبر الهجوم إسرائيليًا-أمريكيًا مشتركًا، ما يزيد من احتمالات الرد العسكري المباشر أو عبر الوكلاء، ويهدد أمن القوات الأمريكية في المنطقة؛ تداعيات اقتصادية كما تناولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التداعيات الاقتصادية الدولية والإقليمية وأبرزها ارتفاع سعر برميل خام برنت 7.54%، والعقود الآجلة لشحن النفط 15%، وأسعار التأمين على الشحن الجوي والبحري في منطقة الخليج 20%، نتيجة استمرار التصعيد، وكذلك توقف ضخ الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن بعد تعليق العمل في عدد من حقول شرق المتوسط خشية استهدافها من جانب إيران. وركزت أيضاً على خسارة بعض الأسواق الإقليمية أكثر من 3% من قيمتها السوقية مع تراجع في قيمة الأسهم الأمريكية، وسط زيادة الإقبال على سندات الخزانة الأمريكية. وفي خضم الضربات التي تشنها إسرائيل على طهران وتبريز وبندر عباس ، تشير استنتاجات لمراكز دراسات استراتيجية إلى إحتمالات توجّه إيران نحو توسيع بنك الأهداف الإسرائيلية ورفع سقف الردع، مع التهديد بتوسيع رقعة الصراع إقليميًا ودوليًا، واتخاذ إجراءات تصعيدية في الملف النووي، وربما يتحول الصراع إلى مواجهة كبرى متعددة الجبهات في حال انخراط أطراف دولية بشكل مباشر، ما قد ينعكس على ترتيب توازنات المنطقة واستقرار الأسواق العالمية وسلاسل الإمداد. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة اهتماماً متزايداً من جانب مراكز الفكر بوضع سيناريوهات للتداعيات الجيوسياسية / إقتصادية ، لاسيما أن التداعيات الاقتصادية للتصعيد المتبادل قد شهدت أمس 15 الجاري تراجعاً في مؤشرات الأسواق العالمية ت، وتراجع تراجع مؤشر "Stoxx Europe 600 " بنسبة 1%، في حين انخفض "DAX" الألماني و"CAC 40" الفرنسي بأكثر من 1,1 % , وانخفض مؤشر "تل أبيب 35" بنسبة 1.3%، ومؤشر "تل أبيب 90" بـ1.7%.، و"تل أبيب 125" بـ1.3%، و"تل أبيب للبنوك" بـ 2%، ولم تسلم المؤشرات العربية من التذبذب فقد تراجع مؤشر"تاسي" السعودي بنسبة 3.8%، والمؤشر الرئيسي الكويتي بـ4.9% .