
حرب الإبادة ضد العلويين التي لم تبلغ ذروتها بعد
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
بدأت « مقتلة « العلويين ، التي يقصد بها هنا عمليات القتل الجماعي الممنهج التي نفذتها مجموعات مسلحة متحالفة مع قوات الحكومة السورية أيام 6 و 7 و 8 و 9 آذار المنصرم، وقد وثقتها منظمات حقوقية عدة كان أبرزها « المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي ذكر في تقرير له 6 نيسان إن عديد تلك « المقتلة» قد بلغ « 1783 مدنيا من العلويين» ، والراجح هو أن الرقم الحقيقي يفوق ذلك الرفم بأضعاف ، إذ لطالما أعلن المرصد أن « الأرقام التي ذكرها لا تعني بالضرورة أنها تمثل الحصيلة النهائية « ، وبمعنى آخر فإن الأرقام المذكورة هي حقيقية بالتأكيد لكنها لا تمثل كل الحقيقة بالتأكيد أيضا ، والشاهد هو أن صفحات القرى ، التي تعرضت لتلك الحملة ، كانت قد أصدرت لوائح بأعداد ضحاياها تتضمن الإسم الثلاثي ومكان تاريخ الولادة ، وعلى سبيل المثال ذكرت صفحة» المختارية» ، وهي قرية تقع إلى الشرق من مدينة اللاذقية على طريق الحفة - صلنفة، أن عدد الضحايا من أبنائها بلغ 207 ضحية»، وذكرت صفحة « صنوبر جبلة»، وهي قرية تقع على مسافة 10 كم جنوب اللاذقية، أن عدد ضحاياها « بلغ 317 نجمة زينوا سماء جبلة» ، في حين أن الأعداد التي وردت في تقارير المرصد حول تينك المجزرتين تقول أنها كانت عند 53 في المختارية و 135 في صنوبر جبلة ، من دون أن يعني ذلك تشكيكا بمصداقية التقارير الصادرة عن المرصد الذي أثبت أنه يتمتع بحرفية عالية.
بعد أيام ، من المقتلة ، نفى الرئيس السوري أحمد الشرع « مسؤولية حكومته عن الهجمات» ، ثم تعهد بـ « محاسبة أي شخص متورط في سفك دماء المدنيين» ، قبيل أن يعلن عن « تشكيل لجنة مستقلة هدفها تحديد المسؤولين عن أعمال العنف « ، واللجنة التي أعلنت بمرسوم صادر يوم 9 آذار المنصرم كانت ملزمة بتقديم تقريرها خلال مدة لا تزيد عن الشهر الواحد ، لكن جرى التمديد لها لشهرين لاحقين ، وعلى الرغم من أن مدة الأشهر الثلاثة قد انتهت يوم 6 حزيران الجاري ، إلا أن شيئا لم يذكر عن تقريرها المزمع رفعه إلى رئيس الجمهورية ، والذي يجب أن ينشر على الملأ ، ناهيك عن أن أداء اللجنة كان فيه الكثير مما يقال فيه ، الأمر الذي أثبتته عشرات الصفحات التي يديرها ناشطون من موقع الحدث .
بالتأكيد كان غياب» العدالة» و» المساءلة» سببين أسياسيين في استمرار أعمال العنف والقتل ، فعندما يأمن المجرم الإفلات من العقاب يصبح « سوق الدم» رخيصا ، هذا إن لم يصبح بلا ثمن في ذلك السوق ، والمؤكد اليوم هو أن العلويين يرون أن دماءهم باتت محكومة ، ومسعرة ، عبر تلك « البورصة» التي تفتح يوميا على انخفاض أسهمها ، ثم تغلق مساء على انخفاض آخر ، وهكذا دواليك .
نفذت» قوات الأمن» السورية يوم الأربعاء 4 حزيران « عملية أمنية في قريتي الدالية وبيت عانا بريف جبلة وفقا لما ذكره» المرصد السوري لحقوق الإنسان» ، وقد أسفرت العملية ، وفق المصدر السابق ، عن» مقتل شابين ( أحدهما من ذوي الإحتياجات الخاصة) ، كما عثر على جثة شاب ثالث من قرية بطموش» ، وأضاف المرصد أن « الأخير قتل على الأرجح خلال عملية الإقتحام» ، أما محافظة اللاذقية فقد أعلنت عن» عملية أمنية هدفها مطاردة الضالعين في هجوم استهدف مركز الإتصالات في قرية الدالية» ، وقد أعلنت المحافظة في بيان لها عن» اعتقال العديد من الضالعين في الهجوم» ، كما جرى الإعلان عن « حظر التجول في القرية حتى إشعار آخر « ، لكن أهالي القرية الذين تواصلت معهم» الديار» أكدوا أن مركز الإتصالات كان فارغا ، وهو لم يتعرض لأي هجوم على الإطلاق .
وفي اليوم ذاته ، الأربعاء 4 حزيران ، قام حاجز أمني بالقرب من قرية « ربيعة» بريف حماة بتنفيذ إعدام بحق 8 مدنيين بعد إطلاق النار على « سرفيس» كانوا يستقلونه ، كما أصيب 5 آخرون في تلك الحادثة ، وقد حاول محافظ حماة توجيه الحدث نحو مطارح أخرى ، فقد قال إن « ما حصل كان نتيجة الإنفجار الحاصل في مستودع للذخيرة عائد لكتيبة الدفاع الجوي القريبة من الحاجز « ، لكن « المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكد على إن» عملية القتل وقعت قبيل حدوث الإنفجار» .
هناك اليوم الكثير من العناصر ، والفصائل ، المتفلتة ، وهي ترى نفسها فوق أي محاسبة ، والراجح هو أن رؤية هذي الأخيرة تمثل» عين الصواب» ، انطلاقا من قراءتها للتوازنات التي تقوم عليها السلطة الحالية ، والأخيرة تراها على درجة عالية من الهشاسة ، بل بدرجة تفرض عليها الركون في وضعية» من كفت يداها» ، ولربما كانت السلطة تنظر إلى تقارباتها مع الغرب ، واسرائيل ، على أنها « دثار» يقيها من التداعيات المحتملة لكل ذلك التفلت الذي لم يبلغ مداه الأقصى كما يبدو .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 21 دقائق
- الديار
بوليتيكو عن دبلوماسي: ضغوط من عواصم أوروبية لتقديم قائمة بالخيارات الممكنة للرد إذا ثبتت انتهاكات "إسرائيل"، وهناك تغير في الرؤية بشأن استجابة الاتحاد الأوروبي لما يحدث في غزة.
Aa اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 21:33 الجيش "الإسرائيلي": مقتل 4 جنود وإصابة ضابط بجروح خطرة في معارك بجنوب قطاع غزة. 21:33 بوليتيكو عن دبلوماسي: ضغوط من عواصم أوروبية لتقديم قائمة بالخيارات الممكنة للرد إذا ثبتت انتهاكات "إسرائيل"، وهناك تغير في الرؤية بشأن استجابة الاتحاد الأوروبي لما يحدث في غزة. 21:08 مصلحة الابحاث الزراعية: لبنان يواجه موجة حر شديدة ورطوبة عالية، مع ارتفاع درجة الحرارة إلى 36 ما يؤدي الى زيادة خطر اندلاع الحرائق. 20:41 بارو: سنعترف بدولة فلسطين إذا تم إطلاق الأسرى في غزة وتجريد حماس من السلاح واستبعادها عن السلطة. 20:30 بارو: سنعترف بدولة فلسطين إذا تم إطلاق الأسرى في غزة وتجريد حماس من السلاح واستبعادها عن السلطة. 20:28 وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: لبنان مهدد بالانهيار ونجحنا مع شركائنا الأميركيين في إعادة وضعه على السكة.


الديار
منذ 38 دقائق
- الديار
مرقص: الجيش اللبناني لم يجد أي أسلحة في المواقع المستهدفة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أوضح وزير الإعلام بول مرقص، أنّ "الجيش اللبناني كشف على المواقع الّتي رصدتها إسرائيل، ولم يجد فيها أي أسلحة"، مشيرًا إلى أنّ "لجنة المراقبة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النّار أبلغت إسرائيل بعدم وجود أسلحة قبل قصف الضّاحيّة الجنوبيّة لبيروت". ولفت في حديث لقناة "الحدث"، إلى أنّ "إسرائيل تريد إبقاء البلاد في حالة حرب، وعدم انتشار الجيش اللبناني جنوبًا"، مبيّنًا أنّ "اتفاق وقف الأعمال العدائيّة ينصّ على منع إسرائيل من تنفيذ أي أعمال عسكريّة". وشدّد على أنّه "لا يحق لإسرائيل المبادرة في أي عمل عسكري إلّا بإبلاغ لجنة المراقبة". وركّز على أنّ "لبنان ليس لديه مصلحة في إشعال أي حرب، والدولة تعمل على حصر السّلاح بيد الجيش".


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
الخارجية الفرنسية دانت الغارات على الضاحية: لانسحاب "إسرائيل" من لبنان في أسرع وقت
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعربت وزارة الخارجية الفرنسية، عن إدانتها الغارات الإسرائيلية الاخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت ودعت إسرائيل إلى "الانسحاب بأسرع وقت من جميع الأراضي اللبنانية". وأشارت في بيان، إلى أنّ "باريس تدعو جميع الأطراف إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار"، مشددةً على أن "فرنسا تؤكد مجددا أن آلية المراقبة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، قائمة لمساعدة الأطراف على مواجهة التهديدات ومنع أي تصعيد من شأنه أن يضر بأمن واستقرار لبنان وإسرائيل". وأكدت الخارجية الفرنسية أن "تفكيك المواقع العسكرية غير المصرح بها على الأراضي اللبنانية، من مسؤولية القوات المسلحة اللبنانية بشكل أساسي" مدعومة من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).