
ما وراء تصعيد الحوثي في البحر الأحمر؟ عودة الهجمات رغم اتفاق التهدئة مع واشنطن
استئناف الهجمات: من التهدئة إلى التصعيد
حسب مراقبين دوليين، فإن آخر هجوم حوثي قبل التصعيد الأخير وقع في 18 نوفمبر 2024، عندما استهدفت المليشيات إحدى السفن التجارية.
لكن ومع حلول يوم الأحد 6 يوليو 2025، عادت الأوضاع للتصعيد مجددًا، حيث أغرقت المليشيات سفينة "ماجيك سيز"، تبعها الهجوم على سفينة "إترنيتي سي" التي تعرضت لمصير مماثل.
اللافت أن هذا التصعيد المفاجئ يأتي بعد شهرين فقط من اتفاق الحوثيين مع الولايات المتحدة في مايو/أيار الماضي، والذي نص على وقف الهجمات ضد السفن الأمريكية وتهدئة الأوضاع في البحر الأحمر.
تساؤلات حول الدوافع: ما الذي تغيّر؟
التحول السريع من التهدئة إلى التصعيد يطرح علامات استفهام كبرى حول أهداف الحوثيين الحقيقية ومدى التزامهم بأي تفاهمات سياسية أو أمنية.
وبينما لم تُصدر الجماعة تصريحات مباشرة توضح سبب استئناف الهجمات، يرى محللون أن ذلك قد يكون مرتبطًا بمحاولة إعادة الضغط على الأطراف الدولية أو بسبب تغير في المعادلة السياسية أو الميدانية في اليمن والمنطقة.
قوارب انتحارية وتكتيكات متقدمة
وفقًا لتقارير ميدانية، اعتمد الحوثيون في هجماتهم الأخيرة على قوارب مفخخة تُدار عن بعد، بالإضافة إلى استخدام طائرات مسيّرة وصواريخ متعددة، ما يدل على تطور في التكتيك البحري للجماعة.
هذا النوع من الأسلحة يجعل عملية التصدي للهجمات أكثر صعوبة، ويزيد من خطورة التهديدات على الملاحة البحرية الإقليمية والدولية.
إعادة تعبئة... أم رسالة سياسية؟
تطرح عودة الهجمات أيضًا تساؤلات حول ما إذا كانت جزءًا من إعادة تنظيم صفوف الحوثيين بعد فترة من الهدوء، أم أنها رسالة سياسية موجهة للولايات المتحدة والتحالفات البحرية الدولية في المنطقة.
ويُحتمل أن يكون التصعيد وسيلة ضغط في مواجهة التحركات السياسية أو العسكرية المرتبطة بالملف اليمني أو الوجود الأمريكي في البحر الأحمر.
تداعيات محتملة: تهديد الأمن الملاحي والاقتصاد العالمي
عودة الهجمات الحوثية على هذا النحو تمثل تهديدًا مباشرًا لسلسلة الإمداد العالمية، خاصة وأن البحر الأحمر يعد شريانًا حيويًا لحركة الشحن بين آسيا وأوروبا.
كما تُنذر هذه الهجمات بإمكانية ارتفاع أسعار النقل والتأمين، وربما اضطرار بعض الشركات إلى تغيير مسارات السفن نحو رأس الرجاء الصالح، وهو ما يؤدي إلى تأخير الشحنات وزيادة التكاليف العالمية.
سيناريوهات الرد: هل تتدخل واشنطن مجددًا؟
في ظل هذه التطورات، تتجه الأنظار إلى رد الفعل الأمريكي والدولي على خرق الحوثيين للاتفاق الأخير.
ويبقى السؤال المطروح: هل تعود واشنطن لتفعيل عمليات الردع البحري؟ أم أن التصعيد الأخير سيدفع نحو موجة تفاوض جديدة أكثر حذرًا وشروطًا؟
المرحلة القادمة ستحدد ما إذا كان البحر الأحمر مقبلًا على مزيد من التصعيد، أم أن هناك فرصة لتدارك الوضع قبل انفجار أكبر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ 2 ساعات
- المشهد العربي
مع التصعيد الحوثي.. وزير النقل يدعو لحماية خليج عدن من التلوث البحري
اجتمع وزير النقل الدكتور عبدالسلام حُميد، اليوم الأحد، مع اللجنة الوطنية العليا للتنسيق والمتابعة الخاصة بالخطة الوطنية للطوارئ لمواجهة تلوث البيئة البحرية بالنفط والمواد الضارة بالبيئة البحرية. وناقش الاجتماع تقارير حوادث استهداف وغرق السفن ماجيك سيز و السفينة انفنتي، والأضرار البيئية المترتبة عنها والإجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة المخاطر المترتبة على غرق السفينتين. وقال وزير النقل، إن الاجتماع يهدف لتدشين عمل اللجنة الوطنية العليا للطوارئ لمواجهة تلوث البيئة البحرية الذي جرى إقرارها من مجلس الوزراء 2008م، مستعرضاً أنشطة اللجنة والجهات المنطوية تحتها، لتجاوز الازدواجية في الصلاحيات والمهام بين المؤسسات. وأشار إلى تطورات الأحداث بصورة خطيرة وكبيرة في البحر الأحمر خاصة بعد إغراق سفينتين من قبل المليشيات الحوثية خلال الأسبوعين الماضيين وقبلها سفينة روبيمار، مبيناً أن هذه السفن تحمل نترات الأمونيوم، وبكمية تصل إلى نحو 70 ألف طن للسفن الثلاث الذي تعد مواد كيميائية مركبة و خطيرة تؤثر على الأحياء البحرية والثروة السمكية والشعب المرجانية. ودعا، المجتمع الدولي إلى وقف عبث المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من إغراق السفن في البحار والتعّرض للخطوط الملاحية الدولية، متطرقاً الى تداعيات أثر هذه الحوادث الخطيرة على البلاد والدول المشاطئة للبحر الأحمر من حيث عدد مرور السفن حيث تمّر على هذا الممر الدولي 12 بالمائة من التجارة الدولية و9 بالمائة من الغاز والنفط. ولفت إلى أن البلاد نتيجة الحرب التي مرت بها تعاني من ضعف في قدرات البنية التحتية للتخلص من هذه الكوارث، مجدداً الدعوة للدول الإقليمية والمنظمات الدولية البحرية ومنظمات الأمم المتحدة منها البرنامج الانمائي للأمم المتحدة والمنظمة الإقليمية لحماية البحر الأحمر وخليج عدن، ومواجهة التلوث البحري. ووجه وزير النقل، أعضاء اللجنة بمواصلة عقد الاجتماعات الدائمة لمتابعة تطورات الأحداث وتقديم المقترحات والملاحظات، كما كلف الهيئة العامة للشؤون البحرية بإنشاء غرفة عمليات ورفع التنسيق والتواصل مع المركز الإقليمي لتبادل المعلومات مع الدول الأعضاء في المركز لاتخاذ الخطوات الفنية واللوجستية الكفيلة بمعالجة التداعيات الناجمة عن غرق السفن، حفاظاً على سلامة البيئة والموارد البحرية.


بوابة الأهرام
منذ 6 ساعات
- بوابة الأهرام
جوتيريش: الأمم المتحدة ملتزمة بتأمين حل مستدام وسلمي للنزاع في اليمن
أ ش أ أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن الأمم المتحدة ملتزمة بمواصلة جهودها الرامية لتحقيق تهدئة أوسع في المنطقة، فضلا عن استمرار التواصل مع الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية لتأمين حل مستدام وسلمي للنزاع في اليمن. موضوعات مقترحة وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، شدد الأمين العام على ضرورة احترام القانون الدولي من قبل كافة الأطراف في جميع الأوقات، والاحترام الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2768 (2025) المتعلق بهجمات الحوثيين على السفن التجارية. وكان الأمين العام قد أدان بشدة، استئناف الحوثيين لهجماتهم على السفن المدنية العابرة للبحر الأحمر، ولاسيما الهجمات التي وقعت خلال الفترة من 6 إلى 8 يوليو الجاري، وأدت إلى غرق السفينتين "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي"، ومقتل أربعة من أفراد الطاقم على الأقل وإصابة آخرين، داعيا الحوثيين إلى عدم اتخاذ أية إجراءات تعيق عمليات البحث والإنقاذ الجارية عن الطاقم المفقود.


يمني برس
منذ 15 ساعات
- يمني برس
صراع الإرادات في البحر الأحمر.. اليمن يكسر وهم القوى العظمى
لطالما كان البحر الأحمر مرتعاً للبوارج والقطع الأمريكية، ومنطلقا للمؤامرات ضد الدول العربية، المشاطئة منها على وجه الخصوص. لم يكن في الحساب الأمريكي الإسرائيلي أن يتحول باب المندب إلى أداة تركّع 'تل أبيب' وواشنطن، وميداناً تُسحق فيه كبريائهم وتنتهي عنده أساطير قوتهم، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهيه سفنهم. إنه يمن الإيمان والحكمة برجاله الأشداء الذين استطاعوا التغلب على المستحيل، وإعادة رسم الخارطة البحرية من جديد، بعد إجبار الدول التي تصف نفسها بالعظمى على المغادرة مثخنة بالجراح والكلفة العسكرية الباهظة. في غضون ساعات، تنفذ القوات المسلحة اليمنية عمليتين بحريتين، بكفاءة ودقة غير مسبوقة، استهدفتا سفينتين تتعاملان بشكل مباشر مع العدو الإسرائيلي، وفق قواعد الاستهداف التي وضعها اليمن، والتي تؤكد مشروعية حق الدفاع المشروع عن الأمة، وعن الحق العربي والمقدسات الإسلامية. الأولى، 'ماجيك' التابعة لشركة 'أول سيز مارين'، التي زارت ميناءً محتلاً في الأراضي الفلسطينية هذا العام، وفق رويترز، والثانية، 'إترنيتي سي'، التي أُصيبت بنيران وصواريخ وزوارق مسيرة يمنية. وهو انعكاسٌ لعزيمة اليمن على إجبار العدو على دفع الثمن، وإرسال رسالة قوية للمنطقة والعالم أن اليمن يمثل حائط صدٍ لا يهادن، وقوة لا يُستهان بها في ساحات المواجهة. ضريبتان باهظتان للتعامل مع الكيان الصهيوني القوات المسلحة اليمنية، يوم الأربعاء، استهداف سفينة 'إيتيرنيتي سي' أثناء اتجاهها إلى ميناء 'أم الرشراش' المحتل، بزورق مسير وستة صواريخ مجنحة وباليستية، ما أدى إلى إغراقها بشكل كامل، وتم إنقاذ طاقمها. وكشفت القوات المسلحة أن مجموعة من القوات الخاصة في القوات البحرية توجهت لإنقاذ عدد من طاقم السفينة، وتقديم الرعاية الطبية لهم، ونقلهم إلى مكان آمن. وأشارت إلى أن استهداف السفينة المذكورة جاء بعد قيام الشركة التي تتبعها والسفينة نفسها باستئناف التعامل مع ميناء 'أم الرشراش'، في انتهاك واضح لقرار حظر التعامل مع الميناء المذكور، وجاء كذلك بعد أن رفضت السفينة النداءات والتحذيرات من قبل القوات البحرية اليمنية. وقد سبق ذلك، يوم الاثنين الماضي، إعلان القوات المسلحة اليمنية عن استهداف سفينة 'ماجيك سيز' في البحر الأحمر، مؤكدة أنها استخدمت زورقين مسيرين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنحة، وثلاث طائرات مسيرة، ما أدى إلى غرقها بالكامل. وأفاد البيان أن العملية جاءت بعد نداءات وتحذيرات متكررة وجهتها القوات البحرية اليمنية للسفينة، إلا أن طاقمها رفض التجاوب. في سياق متصل، أكدت وكالة 'رويترز' في 9 يوليو 2025 أن السفينة 'ماجيك سيز' المستهدفة كانت قد توقفت في 'ميناء إسرائيلي' في وقت سابق. وأفاد موقع 'ماريتايم البحري' أن الشركة المالكة للسفينة 'ماجيك سيز' لديها ما لا يقل عن ثلاث سفن أخرى رست في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما أكدت صحيفة 'وول ستريت جورنال' أن بيانات 'مارين ترافيك' أظهرت أن سفينة راسية وقت إصابة السفينة في ميناء 'أشدود' المحتل تتبع لنفس الشركة. وكشفت مجلة 'لويدز ليست' البريطانية أن سفينتي 'ماجيك سيز' و'إيتيرنيتي سي' تتبعان شركات تسير سفنًا نحو 'الموانئ الإسرائيلية' بشكل منتظم، مشيرة إلى أنه بينما كانت سفينة 'إيتيرنيتي سي' في البحر الأحمر، كان للشركة المشغلة لها سفينة حاويات متجهة في نفس التوقيت إلى ميناء حيفا المحتل. تُظهر هذه العمليات المزدوجة أن السفن المحظورة لا تفلت من النيران اليمنية. وقد سلطت وسائل الإعلام الغربية ومراكز مراقبة الملاحة الضوء على أن الهدف كان استهداف سفن تعاملت مع الكيان الصهيوني، خصوصًا بعد أن تبين أنها كانت تزور الموانئ المحتلة. ونقلت وكالة 'رويترز' عن رئيس قسم الاستخبارات في شركة إدارة المخاطر البحرية البريطانية 'فانغارد تيك' أنه ما دام الصراع في غزة مستمرًا، فإن السفن ذات الانتماءات ستظل تواجه مخاطر متزايدة في البحر الأحمر. تكتيكات متطورة في قلب المواجهة وسائل الإعلام الغربية ومراكز مراقبة الملاحة العالمية أجمعت أن العمليات اليمنية تعكس توازن رعب جديد، ففشل البحرية العالمية، رغم ما سخّرته من إمكانات هائلة، في حماية مصالح الكيان، يبرهن على أن اليمن، وفي موقف مشروع، يُرسي معادلات جديدة ويُعيد رسم قواعد أمن الملاحة البحرية، بضربات محسوبة بأدق البيانات والاستهدافات. هذه العمليات، وما تلاها من رصد وتتبّع السفن التي تزور الموانئ المحتلة، تؤكد أن اليمن يُدير معركة أفعال، وأنه يُسدي درسًا للأطراف المتآمرة والمتواطئة، ويُثبّت مشروعية حقه في الدفاع عن نفسه وعن إخوته في فلسطين، في مواجهة عدوان غاشم يتلقّى دروسًا في القوة والصمود من إرادة شعب مقاوم يقف شامخًا خلف قيادته الحكيمة، موحدًا قضيته، ومتمسكًا بحقه التاريخي، ليكتب صفحةً جديدة من مواقف البطولة والتصدي للحصار والاحتلال، بقيادة إيمانية وعسكرية تتحدى التحالفات الكبرى وترسم مسارًا جديدًا لعزة الأمة واستقلالها. توصف العمليات البحرية اليمنية في البحر الأحمر بأنها معقدة وواسعة النطاق، حيث استخدمت تكتيكات متطورة، وشاركت فيها القوات البحرية، والقوة الصاروخية والطيران المسير. تمكنت القوات من إحداث أضرار بالغة بالسفينة 'ماجيك سيز' عندما اصطدم قاربان مسيران مفخخان بجانبها الأيسر، ما أدى إلى اشتعال النيران وتضرر حمولتها، فضلاً عن تسرب المياه إلى داخلها، ومع مرور الساعات، تحول التسرب إلى غرق كامل للسفينة. رصدت صحيفة 'جيروزاليم بوست' تفاصيل الهجوم، فذكرت أن القوات المسلحة اليمنية تواصلت مع السفينة 'ماجيك سيز' عبر قناة VHF رقم 16، وهي القناة المعتادة في حالات الطوارئ والاتصالات البحرية. ووفقاً للتقرير، طالبت القوات السفينة بالبطء والتوقف، لكنها أكدت أنها لن تتوقف. بعدها، هاجموا السفينة بواسطة زوارق سريعة وصغيرة، وأطلقوا النار عليها، ثم وجهوا طائرات مسيرة انتحارية لمهاجمتها. وتابعت الصحيفة أن القوات المسلحة اليمنية اتبعت خطة أكثر تعقيدًا، حيث استخدموا سربًا من الزوارق وقاذفات آر بي جي، وقاموا بإطلاق نيران أسلحتهم الخفيفة. ثم استعملوا الطائرات المسيرة لتحديد موقع السفينة بدقة، في عملية منسقة ومُحكمة. وأشارت إلى أن هذا الهجوم يعد من العمليات الخطيرة والمنسقة، ويُظهر عودة التهديدات لخطوط الشحن، إذ يمكن للقوات المسلحة اليمنية تنسيق هجمات الطائرات المسيرة واستخدام الزوارق الصغيرة بشكل متكامل، وهو ما يعكس استعدادهم للقيام بهجمات منهجية ضد السفن التجارية. وأكدت الصحيفة أن هذا الهجوم يعبر عن رسالة واضحة إلى شركات الشحن، إذ يظل اليمن متمركزًا على قدرته على استهداف أي سفينة تخالف الحظر. وذكرت أن هذه هي ثالث سفينة على الأقل تغرقها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر. الردع اليمني من البحر إلى عمق الكيان الصهيوني تظل المواجهة العسكرية المباشرة بين الكيان الصهيوني والقوات المسلحة اليمنية محفوفة بالمخاطر من وجهة نظر الكيان. فالكيان يدرك أن القوات المسلحة اليمنية أصبحت 'قوة لا تقهر'، كما أن التدخلات العسكرية الأمريكية والغربية السابقة في اليمن فشلت فشلاً ذريعاً في القضاء على قدرات القوات المسلحة اليمنية. وتعتبر تحليلات إسرائيلية أن شن حرب واسعة النطاق في اليمن سيمثل استنزافًا كبيرًا للكيان، الذي يواجه بالفعل تحديات اقتصادية داخلية عميقة، وتحذيرات من عجز في الميزانية العامة بسبب استمرار العدوان على غزة. وفي هذا الصدد، وفيما يعكس محاولة الكيان الصهيوني الالتفاف على الحصار البحري اليمني، أشار مجرم الحرب نتنياهو لـ 'فوكس بيزنس' في 9 يوليو 2025، إلى سعيه لفتح طرق تجارية تربط آسيا وأوروبا مرورًا بالجزيرة العربية والأراضي الفلسطينية المحتلة. تزامنت العمليات البحرية مع عمليات نوعية نفذتها القوات المسلحة اليمنية حيث استخدمت مجموعة من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطيران المسيّر، ودكت بالفعل العديد من الأهداف داخل العمق الذي يحتله الكيان الصهيوني. توسعت تلك الأهداف لتشمل أهدافًا عسكرية ومدنية، أبرزها محطة كهرباء عسقلان، ومطار اللد الذي توقفت حركة الملاحة الجوية فيه وكذلك مناطق في 'إيلات'. تأتي هذه العمليات في سياق إسناد المقاومة في غزة، وانتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني، ورفضًا لحرب الكيان الصهيوني المتواصلة على قطاع غزة، التي أسفرت عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء. دقة القرار وقوة التنفيذ استهداف السفن جاء بعد توقف ليس بقصير لآخر استهداف يمني للسفن المتوجهة إلى موانئ العدو في الأراضي المحتلة. هذا يدل على الدقة في التعاطي مع المعطيات والمعلومات، ويؤكد القدرة الاستخباراتية والقدرة على المتابعة فيما يتعلق بتحديد السفينة كهدف لتطبيق الحصار، والأهم هو الحرفية التي تم التعامل بها مع قبطان السفينتين، ودلت بشكل واضح على أن القوات البحرية اليمنية تعرف ماذا تفعل، وتتقيد بكافة المعايير الدولية في هذا الشأن. وجهت ما يلزم من إنذارات لطاقم السفينتين، الذين لم يستجيبوا، وبعد ذلك تم استهداف السفينتين، ثم اقتحامهما وإغراقهما. من الناحية التقنية، فالعمليتين هما الأهم لأنهما مرتبطتان بقوة القرار اليمني، وتؤكد أن اليمنيين ليسوا من دعاة الكلام ، بل ينفذون تهديداتهم وأقوالهم، ويترجمون القرارات التي تصدر عن القيادة العليا السياسية والعسكرية بشكل واقعي وعملي. حرية الملاحة للجميع إلا الكيان الصهيوني أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، الالتزام بحرية الملاحة للجميع باستثناء الكيان الصهيوني ومن يدعمه في العدوان على غزة. وقال الرئيس المشاط في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): 'ليست لدينا أي رغبة في استهداف أحد لا علاقة له بدعم الكيان الصهيوني، وقد أنشأنا مركز عمليات إنساني للتنسيق مع شركات الملاحة، حرصًا منا على تجنب الضرر ما أمكن'. وأضاف: 'على جميع شركات الملاحة الالتزام بتعليمات وقرارات قواتنا المسلحة، ومن يتجاهلها يتحمّل مسؤولية ذلك'. ونصح الرئيس المشاط الجميع بالابتعاد عن التعامل مع أصول الكيان الصهيوني، محذرًا من أن 'قواتنا المتعاظمة والمنضبطة ستواصل عملياتها بهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وفقًا للمواثيق الدولية'. إن العمليات اليمنية الأخيرة تؤكد أن البحرية الأمريكية والكيان الصهيوني وحتى القوات الغربية فشلت في حماية ملاحة الكيان، رغم كل ما سخرته من إمكانات وضغطت به عسكريًا، حتى أن الطائرات الصهيونية التي اعتدت على اليمن مؤخرًا أجبرت على التراجع بفعل الدفاعات اليمنية المتطورة. العمليتان البحريتان الأخيرتان أظهرتا من جديد قدرة اليمن على تعطيل ملاحة الكيان في البحر الأحمر بالاستناد إلى بيانات وقواعد استهداف دقيقة وواضحة، ما يشكل ضغطًا متزايدًا على كل من يتعامل مع الكيان الصهيوني، ويدعم الإبادة في غزة. نقلا عن موقع أنصار الله