
دراسة: أدوية التخسيس المحقونة تؤثر بشكل أكبر في النساء مقارنة بالرجال
أظهرت دراسات سريرية حديثة أن الأدوية المحقونة لفقدان الوزن من فئة GLP-1 تُظهر فعالية أكبر لدى النساء مقارنة بالرجال، وهو ما شكّل مفاجأة للكثيرين بالنظر إلى أن الحميات الغذائية والتمارين الرياضية غالبًا ما تعطي نتائج أسرع عند الرجال.
هذا التفاوت اللافت في فعالية الأدوية بين الجنسين دفع العلماء إلى محاولة فهم أسبابه، بهدف تحسين توظيف هذه العلاجات القوية بما يخدم جميع المرضى.
في أحدث دراسة، عُرضت نتائجها خلال المؤتمر السنوي للمؤتمر الأوروبي للسمنة، ونُشرت بالتوازي في مجلة 'نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن'، أُجريت مقارنة مباشرة بين عقارين شائعين لفقدان الوزن: سيماجلوتيد (Wegovy) وتيرزيباتيد (Zepbound).
شملت الدراسة نحو 750 شخصًا يعانون من السمنة، قُسّموا عشوائيًا إلى مجموعتين: الأولى تلقت الجرعة القصوى الممكنة من ويغوفي، والثانية تلقت الجرعة القصوى من زيباوند. وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين استخدموا زيباوند فقدوا وزنًا بنسبة أعلى بنحو 50% مقارنة بمستخدمي ويغوفي، مما عزز صورة الدواء الأحدث بوصفه الخيار الأكثر فعالية.
لكن المثير في الدراسة لم يكن فقط تفوق زيباوند، بل ملاحظة أن جميع المشاركين خسروا وزنًا أقل بقليل من النتائج المسجلة في تجارب سابقة، والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى أن الرجال – الذين شكلوا 35% من العينة – فقدوا وزنًا أقل بنسبة 6% مقارنة بالنساء. هذا الفارق أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول الأسباب البيولوجية والسلوكية التي قد تفسّر فعالية الأدوية الأكبر لدى النساء.
الباحثون طرحوا عدة تفسيرات. أولها متعلق بجرعات الدواء: فالنساء، غالبًا، أقل وزنًا من الرجال لكن يتلقين نفس الجرعات، ما قد يعني أن تأثير الجرعة يكون أعلى نسبيًا عليهن. ثانيًا، يتعلّق الأمر بتوزيع الدهون؛ إذ تخزن النساء الدهون تحت الجلد (دهون سطحية)، بينما تتركز الدهون لدى الرجال حول الأعضاء (دهون حشوية)، وربما تتأثر هذه الأنواع من الدهون بشكل مختلف عند استخدام أدوية GLP-1.
جانب آخر لا يقل أهمية يتمثل في الدوافع النفسية والاجتماعية. فالنساء يتعرضن لضغوط اجتماعية أكبر تتعلق بالمظهر الخارجي والوزن، وهو ما قد يجعلهن أكثر التزامًا باستمرار تناول الأدوية رغم أعراضها الجانبية المزعجة مثل الغثيان، والإمساك، والقيء. الدكتورة ميلاني جاي، المتخصصة في السمنة بجامعة نيويورك، تقول إنها لاحظت من خلال تجربتها السريرية أن النساء يُبدين صبرًا أكبر تجاه الأعراض، في حين أن عددًا من الرجال توقفوا عن استخدام الأدوية مبكرًا بسبب عدم تحملهم لها.
من الزاوية العلمية، يبرز تفسير آخر أكثر عمقًا: دور هرمون الإستروجين. فهرمون الإستروجين الذي يوجد بكميات أكبر لدى النساء قد يعزّز من فعالية GLP-1. الدكتورة كارولينا سكيبيكا، أستاذة الطب الجزيئي في جامعة غوتنبرغ، أوضحت من خلال دراساتها على الفئران أن الإستروجين يتفاعل مباشرة مع GLP-1 وغيره من الهرمونات المعوية، ما يجعل تأثيرها أقوى على الدماغ في ما يتعلق بتنظيم الشهية. كما أظهرت دراساتها أن إزالة تأثير الإستروجين من خلال مثبطات كيميائية يقلل بشكل ملحوظ من فاعلية GLP-1 في كبح الشهية.
تشير سكيبيكا أيضًا إلى أن الإستروجين يزيد عدد المستقبلات الخلوية التي يرتبط بها GLP-1، مما يُضخّم تأثيره داخل الخلية. لكن رغم أهمية هذه التفسيرات، تبقى مجرد نظريات تحتاج إلى تأكيد عبر المزيد من التجارب السريرية.
ورغم أن العديد من الدراسات لم تجد فروقات واضحة بين الرجال والنساء في التأثيرات النفسية لأدوية GLP-1، فإن بعضها أشار إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند استخدامها، مقارنة بالرجال. في المقابل، يبدو أن الرجال يحققون فوائد قلبية وعائية أكبر من هذه الأدوية.
فهم هذه الفروقات قد يفتح آفاقًا علاجية أوسع، خصوصًا لدى النساء في مراحل ما بعد انقطاع الطمث، حيث تنخفض مستويات الإستروجين، أو لدى من يخضعن لعلاجات تمنع إنتاج الهرمونات بعد الإصابة بسرطان الثدي. كما يمكن أن يساعد هذا الفهم في معالجة من لا يستجيبون جيدًا للعلاج أو يتوقفون عن فقدان الوزن قبل بلوغ هدفهم.
في النهاية، تؤكد الدكتورة جاي أن الفروقات البيولوجية بين الجنسين لا يمكن تجاهلها عند تصميم العلاجات. 'ربما نحتاج إلى تعديل الجرعات أو إضافة عناصر مساعدة لدى الرجال لتحسين استجابتهم. لا يمكننا أن نفترض أن ما يصلح للنساء سيصلح دائمًا للرجال.'
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
هل فزعت من تأثيرات أوزمبيك في الوجوه؟ ترقب ما سيفعله بأسناننا
بات الأمر مثبتاً بصورة رسمية. لقد أنفق الأميركيون أموالاً على حقن إنقاص الوزن تساوي مجموع الموازنة المخصصة للمساعدات الأجنبية عام 2023. وبحسب دراسة مشتركة أنجزتها "الرابطة الطبية الأميركية" و"مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" في الولايات المتحدة، أنفق في أميركا نحو 71 مليار دولار على الأدوية من نوع "جي أل بي- 1" GLP-1، وهو المصطلح الذي يشير إلى أدوية تخفض مستوى السكر في الجسم عبر تقديمها تأثيراً مشابهاً لما يفعله هرمون طبيعي يسمى "بيبتيد-1 المشابه للغلوكاغون" glucagon-like peptide-1. وفي المملكة المتحدة، بين بحث في يناير (كانون الثاني) 2025 وتضمنه تقرير نشرته صحيفة "تلغراف"، أن أكثر من عشر النساء أصبحن يستخدمن حقن تخفيض الوزن، فيما يقدر أن نصف مليون شخص تلقوا وصفات طبية خاصة تتضمن دواءي "مونجارو" Mounjaro أو "ويغوفي" Wegovy اللذين ينتميان إلى فئة الـ"جي أل بي- 1". وفيما يستمر المسار التصاعدي لتلك الأدوية التي تظهر في الوصفات غير الرسمية وتلك التي تصدر من هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" في بريطانيا، تتزايد المخاوف في شأن التأثيرات الجانبية الكامنة في الاستعمال المديد لتلك العقاقير. وقد سلط الضوء على رابط محتمل بين تدهور صحة عظام الجسم وكتلته العضلية عبر حديث للدكتور دوغ لوكاس، المتخصص في جراحات العظام والإصابات، الذي وصف بأن احتمالاتها قد تكون "كارثية" و"مفزعة". ويدير لوكاس مركزاً لمسوح العظام يسمى "سكرين ماي بونز" Screen My Bones، ويتولى أمر التدريب فيه أيضاً. وفي مسار متصل، وجدت دراسة واسعة أن إمكان الإصابة بالتهاب حاد في البنكرياس بين من يتلقون أدوية من فئة الـ"جي أل بي- 1" تفوق بما يعادل مرتين ونصف المرة غيرهم من الأشخاص. ويعرف عن الالتهاب الحاد في البنكرياس بأنه حال طبية تتسم بالخطورة. والآن، ثمة خطر محدق يطل برأسه. دعكم من "وجه أوزمبيك" Ozempic face، وهو التعبير العامي المنتشر على تهدل جلد الوجه وظهور تجاعيد عميقة أو خدود مفرغة متهاوية فيه. وهل بات لزاماً علينا أن نقلق في شأن "أسنان أوزمبيك" Ozempic teeth التي قد تكون أشد إفزاعاً من "وجه أوزمبيك"؟ وكنقطة بداية، من المهم ملاحظة أن كنية "وجه أوزمبيك" مضللة. ويرجع ذلك إلى أن "أوزمبيك" اسم نوع معين من العقاقير التي تحوي دواء "سيماغلوتايد" Semaglutide، وهو الاسم الذي اختزلت به كل الأدوية المندرجة ضمن فئة الـ"جي أل بي- 1". ويرد ذلك إلى كونه الاسم الأكثر بروزاً الذي هيمن على التغطيات الإعلامية منذ الصعود السريع لشعبية حقن إنقاص الوزن. ولكن، لا ترخيص في المملكة المتحدة لاستعمال ذلك الدواء في تخفيض الوزن، بل يقتصر أمره على استخدامه كعلاج السكري من النوع الثاني. ويتوافر "سيماغلوتايد" في وصفات خاصة لإنقاص الوزن، تحت الاسم التجاري "ويغوفي"، لكنه يندرج ضمن الأدوية من فئة الـ"جي أل بي- 1" التي تضمه مع عقاري "مونجارو" (الاسم التجاري لدواء "تيرزباتايد" tirzepatide) و"ساكسندا" Saxenda (الاسم التجاري لدواء "ليراغلوتايد" liraglutide). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واستكمالاً، تأتي تلك الأدوية كلها مع تأثيرات جانبية كامنة، بعضها قد يولد عواقب على صحة الفم، ولذا استعملت لها تسميتين مستعارتين هما "أسنان أوزمبيك" و"فم أوزمبيك". وما زالت البحوث عن تلك الظواهر في أطوارها المبكرة، لذا يجب مرور بعض الوقت لرصد تشعباتها المحتملة. وبحسب "الرابطة البريطانية لصحة الأسنان"، لم تتجمع حتى الآن بيانات عن التأثيرات الطويلة الأمد لتلك الأدوية في صحة الأسنان. وينطبق ذلك الغياب نفسه على تأثيرات صحية أخرى والأدوية من فئة الـ"جي أل بي- 1". وبحسب شرح يقدمه المستشار العلمي لـ"الرابطة البريطانية لصحة الأسنان"، د. برافين شارما، "مع أدوية كتلك، نفتقد إلى بيانات عن التأثيرات البعيدة المدى على صحة الفم، ومن ثم لم تنضج المعطيات كفاية كي ننظر إلى "فم أوزمبيك" كشيء معرف ومحدد". ويحمل برافين لقب بروفيسور مشارك ويعمل كمستشار شرف عن العناية الترميمية بالأسنان في "جامعة برمنغهام". وعلى نحو مماثل، كتبت المتخصصة في صحة الأسنان آن سايمونز مقالاً نشر في "مجلة تمريض الأسنان البريطانية" British Dental Nurses' Journal (BDNJ)، بينت فيه أنه "لا توجد أدلة كافية توحي بأن المركبات الصيدلانية التي تتضمن دواء 'سيماغلوتايد'، على غرار 'أوزمبيك' و'ويغوفي'، ترتبط بصورة مباشرة بصحة الفم". وفي المقابل قد تترك التأثيرات الجانبية الشائعة عواقب تراكمية، لذا "يجدر أخذها في الاعتبار، على حد قول سايمونز. وكذلك يقر شارما بأهمية العلاقة بين الفم والجسم. وسواء توفرت أدلة أم غابت، فقد رصد لدى مستعملي تلك الأدوية تأثيرات شائعة إلى حد كبير، تشمل جفاف الفم. ويخلص شارما إلى أن "اللعاب ينهض بدور محوري في الحفاظ على صحة أسناننا ولثتنا. ومن ثم فقد يوصل نقص اللعاب، في الأقل من الناحية النظرية، إلى تأثير هادم في صحة التجويف الفموي". وفي سياق مواز، شددت شركتا "نوفو نورديسك" (التي تنتج "أوزمبيك" و"ويغوفي" و"ساكسندا") و"إيلي ليلي" Eli Lilly (المصنعة لعقار "مونجارو")، على أن سلامة المرضى تتصدر أولوياتهما. وأكدتا أنهما تعملان بشكل فاعل على جمع وتقييم وتوثيق البيانات والمعلومات المتصلة بأدويتهما، بما في ذلك تقارير عن تأثيراتها غير المألوفة. وثمة وعي بدأ في التنامي في شأن القضايا المحتملة المتعلقة بصحة الفم. وتظهر بيانات "غوغل تريند" [الذي يتابع الأشياء الشائعة لدى جمهور الإنترنت] تضاعف عمليات البحث في محرك "غوغل" عن "أسنان أوزمبيك"، خلال الفترة الماضية. وأفاد د. تيم برادستوك- سميث، مؤسس عيادة "لندن سمايل كلينك" وطبيب الفم الرئيس فيها، بأنه بات يعاين "مجموعة جديدة من الهموم المتصلة بصحة الفم والوجه، يشار إليها بصورة عامة بتسميات تشمل 'فم أوزمبيك' و'وجه أوزمبيك'". وعلى رغم أن الممارسة العملية تقتصر الآن على ملاحظة "أعراض فموية خفيفة"، فإن برادستوك - سميث يرى أن بعض المرضى ربما أفادوا عن معاناتهم جفاف الفم مع تبدل في حاسة التذوق وتزايد ضمور اللثة واشتداد حساسية الأسنان. وبحسب ذلك الاختصاصي، "قد لا تخلف تلك الأدوية تأثيرات تضر بالأسنان بشكل مباشر، إلا أن الآثار الجانبية، وخصوصاً جفاف الفم، قد يرفع خطورة الإصابة بتآكل الأسنان، وتنخر الطبقة العاجية فيها، إضافة إلى أمراض اللثة. وتشتد تلك التأثيرات إذا لم يجر التعامل معها بعناية". وكذلك طرحت د. صوفينا أحمد التي تعمل في عيادة "فيفا دنتال"، مجموعة من القضايا المتصلة بصحة الفم والتي ربما حدثت بتأثير من الأدوية من فئة الـ"جي أل بي- 1". وتبدو بعض تلك القضايا متوقعة، فيما تبعث أخرى على مزيد من الدهشة حيالها. وإضافة إلى جفاف الفم، تلقي تلك الطبيبة الضوء على تزايد خطر معاناة حساسية الأسنان. ووفق كلماتها، "يورد كثير من مستعملي حقن إنقاص الوزن تزايد الشعور بألم في الأسنان وحساسيتها، في حالات تناول أشياء باردة أو حارة أو حلوة. إذا لم تعالج بطريقة صحيحة، فقد تتسبب في تآكل الطبقة العاجية للسن أو ضمور اللثة الذي يضغط على الطبقات الداخلية للأسنان فتضحى حساسيتها أكثر شدة". وكذلك تحذر أحمد من أخطار كامنة في تراجع اللثة وضمورها بالترافق مع الخسارة السريعة للوزن، وفقدان الكتل الشحمية في الخدود ومحيط خطوط الفكين. وتضيف، "من شأن فقدان البنية العامة [للوجه والفم] التأثير في مدى ملاءمة طواقم الأسنان أو المكونات المزروعة في الفك، ويتأتى من ذلك مشكلات وظيفية وتجميلية للأسنان على المدى الطويل". وتشكل رائحة الفم الكريهة تأثيراً جانبياً معروفاً يتأتى من حقن خسارة الوزن، مما أدى إلى بدء اكتساب مصطلح "رائحة النفس الناتج من أوزمبيك"، شيئاً من الرواج. وتقتبس سايمونز دراسة أجريت على حيوانات المختبر ووجدت أن العقاقير من نوع "جي أل بي- 1" أسهمت في تباطؤ عملية الهضم، مما يؤدي إلى تكوين مركبات كبريتية متطايرة تنتجها البكتيريا الموجودة في الأمعاء. وأوضحت أن "تلك المركبات تؤدي دوراً بارزاً في إنتاج رائحة سيئة. وقد يستطيع المتخصصون المساعدة عبر التوصية بالعناية بنظافة الفم أو استعمال مطهرات مساعدة تعمل على تمويه تلك الرائحة أو إزالتها، على غرار الغسولات الفموية الفاعلة". واستكمالاً، يمثل القيء أحد أكثر التأثيرات الإشكالية بالنسبة إلى رعاية صحة الأسنان. وتظهر أعراض الغثيان والإحساس بمعاناة مرضية، بوصفها من الأعراض الجانبية المحتملة المتصلة بكل حقن إنقاص الوزن المتوافرة في السوق البريطانية. وأظهرت البحوث أن الأعراض الجانبية الأكثر شيوعاً للأدوية من فئة "جي أل بي- 1" تتعلق بالجهاز الهضمي (إذ تشمل الغثيان والقيء والإسهال). وفي بعض التجارب، عانى 19 في المئة من الناس الاستفراغ كنتيجة لتناول أدوية "جي أل بي- 1". وفي يناير الماضي نشرت دراسة شملت 2.4 مليون أميركي يعانون النوع الثاني من السكري، أوضحت أن أدوية "جي أل بي- 1" خفضت خطر الإصابة بـ42 مرضاً إلا أنها رفعت خطر التعرض لـ19 نوعاً من لأعراض الجانبية أو الأمراض الأخرى. ويندرج الغثيان والقيء ضمن تلك القائمة، وقد زادت خطورة معاناة هذين العارضين بمعدل 30 في المئة [بالمقارنة مع من لا يتناولون حقن إنقاص الوزن]. ومن شأن التكرار المنتظم لنوبات القيء، إضافة إلى الضيق النفسي الذي يرافقها، أن يؤثر بشكل جدي في الأسنان. ووفق العضوة في "الرابطة البريطانية لعيادات الأسنان الخاصة"، الدكتورة فيكتوريا هولدن، فإن "المعدة تتميز بحموضتها الشديدة. وإذا عانى المرضى مرور ذلك الحمض في أفواههم، فإن ذلك سيخرب الأسنان. ومن ثم قد تعاني تآكل الطبقة العاجية في أسنانك، ويشكل ذلك عنصراً معادياً لها". وتسمي هولدن ذلك بأنه "أحد التعقيدات الكامنة الأشد جدية"، ومن التأثيرات الجانبية لأدوية خسارة الوزن في صحة الأسنان. ووفق هولدن، "إذا عانى المريض ارتجاعاً حمضياً [من المعدة إلى المريء ثم الفم] يجب عليه بصورة حاسمة الخضوع للفحص. ويرجع ذلك إلى أن إيجاد حل لتلك المشكلة من زاوية إعادة ترميم الأسنان التي خربها الحمض، هو أمر معقد ومكلف". وكذلك تلقي هولدن الضوء على معطى آخر، يبعث على دهشة أكبر، ويتمثل في التغذية. وتوضح أن "خسارة الوزن بسرعة قد تؤدي إلى نقص في الفيتامينات، مضيفة أن نقص مادة الزنك وفيتامين "ب 12" شائع تماماً بين المرضى الذين لا يتناولون ما يكفي من الطعام. وتضيف هولدن، "يجب التأكد من أن كل تلك المعادن والفيتامينات موجودة بمستويات مناسبة في الجسم، مما يساعد المرضى في مواجهة أعراض جفاف الفم والمشكلات الأخرى فيه، بما في ذلك التغييرات في الإحساس في شأن ما يحدث في الفم". وفي توصية من هولدن، فبالنسبة إلى من يتناولون حقن السكري أو إنقاص الوزن، يجب عليهم لدى ملاحظتهم تأثيرات جانبية في أفواههم، سواء الجفاف أو الارتجاع أو النفس الكريه أو زيادة حساسية الأسنان، اللجوء إلى استشارة أطباء الأسنان، وإبلاغهم باستمرار عما يجري حين البدء بتناول دواء جديد. ويشدد الخبراء كلهم على أهمية الحفاظ على ارتواء الجسم بالسوائل، خصوصاً عبر الإكثار من تناول ماء دافئ (وتجنب المشروبات الحمضية)، بغية مقاومة التأثيرات المرضية المشار إليها آنفاً. ومن المستطاع معالجة جفاف الفم عبر تناول بدائل اللعاب على غرار العلكة وحبوب المص والرشوش. وتوصي أحمد بضرورة "تجنب الأطعمة الحامضة والسكرية، والوجبات السريعة التي تستطيع التسبب بتنخر الطبقة العاجية في الأسنان، والبكتيريا المضرة. وكبديل منها، من المستطاع تجربة الفاكهة الصلبة كالتفاح والخضراوات كالكرافس، بهدف المساعدة في تدفق اللعاب وعملية التنظيف الطبيعي للأسنان". وبالنتيجة، تحوز العقاقير من فئة "جي أل بي- 1" على فوائد صحية هائلة بالنسبة إلى كثير من المستخدمين، بما في ذلك تخفيض خطر معاناة توقف القلب، إضافة إلى رفع المدة المتوقعة للعيش. ووفق تعبير برادستوك- سميث، "تشير تجربتنا إلى أن الفوائد الصحية العامة لتلك الأدوية تفوق تأثيراتها الجانبية القابلة التي يستطاع التعامل معها عبر الرعاية الصحية الصحيحة". وفي المقابل، تبدي هولدن تفاؤلها بأنه في لحظة ما، سيعمد ممارسو الطب إلى وصل النقاط بغية التوصل إلى مقاربة شاملة كي ترافق وصفاتهم لأدوية كـ"أوزمبيك" وأشباهه. ووفق رأيها، "ثمة طريق متاح في الحقل الطبي، وقوامه أن يوصي الأطباء أو الأشخاص الذين يقدمون وصفات تلك الأدوية، مرضاهم بضرورة مراجعة طبيب أسنان أو متخصص في نظافة الفم، قبل البدء بالعلاج". ولقد ظهرت سوابق لتلك المقاربة بالفعل، إذ شرع أطباء الأسنان في ملاحظة اضطراب مسار التعافي عقب اقتلاع الأسنان، لدى المرضى ممن يتناولون أدوية الـ"بيسفوسفونيت" التي توصف لمن يعانون مشكلات في العظام على غرار الهشاشة وبعض أنواع الأورام الخبيثة. وتضيف هولدن، "لقد انتقلنا في الحقل الطبي، من حال تتضمن شيئاً من إنكار حدوث المشكلة، إلى وضعية فاعلة بتنا فيها نشجع المرضى على مراجعة طبيب الأسنان قبل البدء ببرنامج العلاج [بحقن إنقاص الوزن]. وإذا تمثل الأمر في حدوث شيء ما مع استخدام 'أوزمبيك'، بمعنى وجود احتمالات كامنة لإلحاق ضرر بحالة الأسنان واللثة ولكننا نعرفها بصورة مسبقة، فمن المستطاع التثبت من تمتع المرضى بصحة أسنان ملائمة قبل أن تطل المشكلة برأسها". وصرح ناطق باسم شركة "نوفونورديسك" لـ"اندبندنت"، "نحن نوصي المرضى بأخذ تلك الأدوية وفق الحالات التي نالت موافقة على استخدامها فيها، وتحت إشراف رعاية صحية مهنية. ونحن نوصي كل مريض يعاني أعراضاً جانبية أثناء تناوله أدوية من فئة 'جي أل بي-1'، بما في ذلك 'ويغوفي' و'أوزمبيك' (أي حقن سيماغلوتايد)، بأن ينقل معاناته إلى الجهة التي تقدم له الرعاية الصحية وكذلك عبر مبادرة 'أم أتش آر أي يلو كارد' MHRA Yellow Card، عبر الموقع الإلكتروني وكذلك قدم متحدث بلسان شركة "إيلي ليلي" توصية مفادها أن "دواء مونجارو يجب ألا يستعمل إلا حينما يوصف من متخصص في الرعاية الصحية. وكذلك يجب أن يتولى الصيادلة المسجلون ومقدمو الرعاية الصحية، أمر تقديم الوصفات والتوافق معها. نحن نشجع المرضى على استشارة أطبائهم أو المتخصصين في الرعاية الصحية، بغية نقاش التأثيرات الجانبية المحتملة التي قد يعانيها المرضى، إضافة إلى التثبت من أنهم يتناولون أدوية 'ليلي' الأصيلة".


المناطق السعودية
منذ يوم واحد
- المناطق السعودية
العلم يوضح 5 أسباب رئيسية تقف وراء سيلان الأنف المزمن
المناطق-متابعات يزعج سيلان الأنف المستمر كثيرا من الناس وخاصة مرضى الحساسية المزمنة، كما أنه يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة الحياة. وبحسب ما نشرته مجلة Time الأميركية، يقول الدكتور ويليام رايزاشر، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة والمتخصص في الحساسية في كلية طب وايل كورنيل ومستشفى نيويورك: 'إذا كان الشخص يعاني من سيلان الأنف المستمر الذي يضطره إلى استخدام مناديل ورقية طوال الوقت، فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على شعوره طوال اليوم'. أكثر من 12 أسبوعاً وهناك تعريف طبي للأنف الذي يسيل بغزارة، حيث تُسمى هذه الحالة أيضًا سيلان الأنف المزمن. وتقول الدكتورة ناتالي إيرل، أخصائية الأنف والأذن والحنجرة في ماريلاند وواشنطن دي سي، إن 'التهاب الأنف المستمر أو المزمن هو سيلان الأنف الذي يستمر لأكثر من 12 أسبوعًا'. وأوضحت إيرل أن المخاط 'قد يكون شفافًا أو سائلًا أو مائيًا أو سميكًا أو ملونًا'، وعادةً ما يتطلب الأمر دواءً لتجفيف السيلان. نزلات البرد وتقول الدكتورة إيرل إن السيلان الناتج عن نزلات البرد، على سبيل المثال، عادةً ما يتوقف من تلقاء نفسه 'في غضون بضعة أيام إلى أقل من 4 أسابيع'، بعكس السيلان الحاد للأنف، الذي ربما لا يكون أخطر مشكلة صحية يواجهها الشخص على الإطلاق، إلا أنه ليس مضطرًا لأن يتحمل الزكام في صمت. يوصي الدكتور رايزاشر باستشارة طبيب 'في أي وقت يشعر فيه الشخص بالقلق بشأن سيلان الأنف الذي لا يتوقف'، من أجل تحديد السبب من خلال الأعراض وإيجاد حل يُخفف من المشكلة، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأسباب الأكثر شيوعًا لسيلان الأنف، كما يلي: 1. الحساسية تقول الدكتورة إيرل: تُعد الحساسية سببًا رئيسيًا لسيلان الأنف المستمر، ولكن يمكن عادةً معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من رد فعل تحسسي لأنه يأتي مع مجموعة من الأعراض الأخرى، مثل 'العطس وحكة الأنف وانسداد الأنف'. وتضيف أن 'بعض الأشخاص يمكن أن يعاني أيضًا من الحكة وسيلان الدموع و/أو حرقة في العينين'. 2. تغيرات الطقس يقول رايزاشر إن درجة الحرارة والضغط الجوي وتقلبات الطقس الأخرى يمكن أن تُسبب سيلان الأنف، وإذا تغيرت البيئة التي يعيش فيها الشخص ، فربما يشعر بالسيلان الأنفي الدائم موضحا إن 'الأنف بمثابة مقياس حرارة ومقياس رطوبة ومقياس ضغط جوي يتفاعل بطريقة تلفت الانتباه. كما أكد أن الأمر نفسه ينطبق على التغيرات الأخرى في البيئة، مثل أعمال البناء القريبة التي تُثير الأوساخ والغبار المزعج. 3. الأدوية يقول الدكتور رايزاشر إن بعض الأدوية الموصوفة طبيًا، مثل حاصرات بيتا المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، تُعرف بتسببها في سيلان الأنف كأثر جانبي. ووفقًا للكلية الأميركية للحساسية والربو والمناعة، يمكن أن تُسبب وسائل منع الحمل الهرمونية أعراضًا مماثلة. ويضيف أن التغييرات في نوع أو جرعة الدواء الذي يتناوله الشخص يمكن أن تؤدي إلى سيلان أنف مستمر. 4. مشاكل هيكلية يقول رايزاشر إن طبيب الأنف والأذن والحنجرة مُدرّب على فحص داخل الأنف وحوله بحثًا عن أي تشوهات هيكلية يمكن أن تُسبب أعراض سيلان الأنف المزمن، ووفقًا لكلية طب ستانفورد، يمكن أن يؤدي وجود زوائد أنفية أو أورام صغيرة في بطانة الأنف أو انحراف الحاجز الأنفي، عندما يميل الجدار بين فتحتي الأنف إلى جانب واحد. 5. الحمل تتغير العديد من أجزاء الجسم أثناء الحمل، والأنف ليس استثناءً، حسب الدكتور رايزاشر الذي أوضح أن تقلبات الهرمونات تُوسّع الأوعية الدموية للمساعدة في توصيل العناصر الغذائية إلى الجنين، لكن 'الأنسجة داخل الأنف تتأثر أيضًا بذلك، وتُسرّب المزيد من السوائل'. وأضاف رايزاشر إنه عادةً، بدءًا من الثلث الثاني من الحمل، يمكن أن تشعر الحامل وكأنها أصيبتِ فجأةً بحساسية لم تُعاني منها من قبل، أو كأنها تعاني من انسداد الأنف وسيلان الأنف باستمرار. كيفية العلاج تقول الدكتورة إيرل: 'يمكن تجربة بخاخات الأنف الملحية أو الستيرويدية ومضادات الهيستامين الفموية التي تُصرف دون وصفة طبية، خاصةً إذا كان الشخص يعتقد أنه يعاني من الحساسية، لكن كثرة الخيارات في الصيدلية ربما تكون مُرهقة، لذا إذا كان الشخص بحاجة إلى مزيد من التوجيه، فربما يكون من المفيد طلب بعض الاقتراحات من الطبيب'. وينصح الدكتور رايزاشر بإخبار الطبيب عن البيئة التي يعيش فيها الشخص وأي تغييرات طرأت عليها أيضًا، لافتاً إلى انه من المهم مراجعة جميع المحفزات المحتملة لسيلان الأنف، لأنه على حد قوله 'لا يوجد فحص دم سيعطي الإجابة المطلوبة.. ويمكن بالطبع إجراء فحص للحساسية، ولكن بخلاف ذلك، يمكن أن يتطلب الأمر طبيبًا ماهرًا.


صحيفة سبق
منذ 2 أيام
- صحيفة سبق
وداعًا للأدوية.. طُرق طبيعية لتحفيز الشبع والمساعدة على فقدان الوزن
في ظل تزايُد الاعتماد على الأدوية لإنقاص الوزن، يكشف تقرير جديد عن طرق طبيعية لتحفيز هرمون GLP-1 المسؤول عن كبح الشهية؛ ما يمنح شعورًا بالشبع، ويساهم في تقليل الوزن دون الحاجة للعقاقير. ويوضح التقرير، الذي أعدته الدكتورة ماري ج. سكوربوتاكوس من جامعة تورنتو، أن بعض الأطعمة والعادات الغذائية تحفّز إفراز هذا الهرمون بشكل طبيعي، من أبرزها: زيادة تناول الألياف (كالخضراوات، الفاصوليا والمكسرات)، التي تُنتج أحماضًا دهنية محفزة لهرمون GLP-1. وكذلك تناول الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون والأفوكادو، التي ثبت أنها تعزز إفراز الهرمون. وأيضًا ترتيب الوجبة بتناول البروتين والخضراوات قبل الكربوهيدرات، وتنظيم مواعيد الوجبات، خاصة في الصباح؛ لتحقيق فاعلية أعلى.. وتناول الطعام ببطء، والمضغ الجيد؛ ما يرفع من مستويات الشبع. وبالرغم من أن الطرق الطبيعية أقل فاعلية من الأدوية في رفع مستوى GLP-1 إلا أنها تقلل من خطر أمراض القلب بنسبة 30%، مقارنة بـ 20% فقط مع الأدوية؛ ما يجعلها خيارًا صحيًّا أكثر استدامة على المدى الطويل.