
اجتماع رباعي في باريس لبحث وقف حرب غزة والدفع نحو حل الدولتين
عقدت اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة بشأن غزة، والتي يرأسها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الجمعة، مباحثات موسعة بمشاركة وزيري الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والأردني أيمن الصفدي، مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، لبحث تطورات الأوضاع في القطاع، والدفع نحو حل الدولتين.
ويأتي الاجتماع في وقت تتصاعد فيه الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في غزة، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية، وتزايد وتيرة العنف والتصعيد العسكري الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني.
وتركّزت المباحثات على تنسيق الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأعمال القتالية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع إلى سكان القطاع، الذين يواجهون أوضاعاً معيشية متدهورة ونقصاً حاداً في الإمدادات الطبية والغذائية.
وخلال اجتماع القمة الإسلامية العربية المشتركة غير العادية التي عقدت بالرياض في 11 نوفمبر الماضي، تم تشكيل لجنة وزارية مكلفة من القمة تعمل على رفض تبرير إسرائيل لأفعالها ضد الفلسطينيين بأنها "دفاع عن النفس"، بالإضافة إلى الدفع بقوة في اتجاه وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، والسماح بالإغاثة الإنسانية"، وحل الدولتين.
إحياء عملية السلام
كما تناول الوزراء خلال الاجتماع المساعي الجارية لإحياء عملية السلام، والتأكيد على أهمية الدفع باتجاه تنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار الدائمين في المنطقة.
وتم في هذا السياق بحث الترتيبات الخاصة بالمؤتمر الدولي حول حل الدولتين، المقرر عقده في مدينة نيويورك خلال الشهر المقبل، والذي يحظى بدعم إقليمي ودولي واسع.
ويعكس هذا اللقاء الرباعي تنسيقاً متقدماً بين العواصم العربية والأوروبية، وتُعد اللجنة الوزارية العربية الإسلامية من أبرز الأطر الدبلوماسية التي تشكّلت مؤخراً لمتابعة تطورات القضية الفلسطينية، وتعكس التوجه العربي المتجدد نحو تفعيل أدوار أكثر تأثيراً في مسار الأزمة.
وينتظر أن تواصل اللجنة لقاءاتها خلال الفترة الحالية، بالتوازي مع تنسيق مكثف مع الأطراف الدولية، لا سيما في ظل الزخم الدبلوماسي الذي تشهده القضية الفلسطينية على الساحة العالمية.
وذكرت وزارة الخارجية السعودية والمصرية والأردنية، في بيانات منفصلة، أن الاجتماع في باريس بحث الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب على غزة، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ومناقشة تعزيز الجهود المشتركة لوقف كافة الانتهاكات التي تمارسها السلطات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والأراضي المحتلة، والتي تخالف القوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني.
كما ناقش الاجتماع دعم المساعي الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة، وتنفيذ حل الدولتين وفقاً للقوانين الدولية ذات الصلة، بما يحقق الأمن والازدهار للمنطقة، وفق البيان الأردني.
وبحث الوزراء أيضاً التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى لحل الدولتين، الذي سيُعقد في مقر الأمم المتحدة خلال شهر يونيو المقبل في نيويورك، برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 40 دقائق
- عكاظ
حرب الإبادة تتواصل .. 79قتيلاً فلسطينيا خلال 24 ساعة
تابعوا عكاظ على فيما يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة على غزة، أعلن الدفاع المدني في القطاع الفلسطيني المنكوب مقتل 79 فلسطينياً خلال الساعات الـ24 الماضية، في سلسلة غارات عنيفة إسرائيلية استهدفت شققاً سكنية وخياماً ومنازل تؤوي نازحين. وأكدت مصادر فلسطينية وشهود عيان أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت شقة سكنية في مدينة خان يونس جنوب غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا والمصابين. وأفادت بأن القصف استهدف منازل ومباني يقطنها نازحون في بلدة جباليا شمالي القطاع. وطالت الغارات غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، في سياق التصعيد العسكري المستمر. وتواصل المدفعية الإسرائيلية قصفها المكثف في مناطق مكتظة بالنازحين، منها حي الصفطاوي، حي السلاطين، تل الزعتر، ومحيط مستشفى الإندونيسي، ومستشفى العودة شمالي القطاع، ويفرض الجيش حصاراً على المصابين والعاملين فيهما لليوم الرابع على التوالي، ما يعيق تقديم الرعاية الطبية. وأكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي وسع عملياته البرية في مناطق التوغل شمال القطاع، مطالباً سكان منطقة الصفطاوي شمال غرب غزة بالإخلاء الفوري، في خطوة تشير إلى التمهيد لإنشاء محور عسكري جديد مشابه لما يُعرف بـ«محور موراج» الذي أنشئ في جنوب القطاع في وقت سابق. في المقابل، سمح جيش الاحتلال بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم، في وقت تتزايد فيه النداءات الدولية والأممية بضرورة فتح المعبر بشكل كامل لتسهيل إدخال الإمدادات الإغاثية. ومنذ شهر مارس الماضي، استأنفت إسرائيل الحرب على القطاع المدمر، مطلقة مرحلة جديدة من عمليات التوغل، بهدف الضغط على حركة حماس ودفعها إلى تقديم تنازلات خلال مفاوضات متعثرة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وكشف مسؤولون إسرائيليون أن الخطة تقضي بالسيطرة على أغلب المناطق في غزة، وعدم الانسحاب منها. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} خطة إسرائيلية بالسيطرة على أغلب المناطق في غزة


الرياض
منذ 41 دقائق
- الرياض
برئاسة مشتركة بين المملكة وفرنسا...انعقاد الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل تنفيذ حل الدولتين
برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، عُقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، أمس، الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، بمشاركة واسعة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وترأس وفد المملكة في الاجتماع المستشارة بوزارة الخارجية الدكتورة منال حسن رضوان، فيما ترأس الجانب الفرنسي مستشارة الرئيس الفرنسي السيدة آن كلير لوجندر. وأكدت المستشارة منال رضوان في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية أن المملكة بالشراكة مع فرنسا تسعى لأن يشكّل هذا المؤتمر نقطة تحوّل تاريخية نحو سلام عادل ودائم، مشددة على ضرورة إنهاء الاحتلال وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة بصفته سبيلًا وحيدًا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأوضحت أن إنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن والمحتجزين وضمان الأمن الشامل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال خطة سياسية موثوقة تعالج جذور الصراع. ونوّهت بالإصلاحات التي أطلقتها القيادة الفلسطينية، مؤكدة أهمية دعم المجتمع الدولي للحكومة الفلسطينية. كما أكدت المستشارة رضوان التزام المملكة الثابت بمبادرة السلام العربية، ودورها المحوري في إطلاق "التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين" بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والنرويج. وكان الاجتماع قد شهد استعراض 19 دولة ومنظمة تشارك في رئاسة مجموعات العمل الثمان المنبثقة عن المؤتمر، قُدمت خلاله إحاطات حول التقدم المحرز في إعداد المخرجات المتوقعة لكل مجموعة. كما شهد الاجتماع -الذي حضره وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام السيدة روزماري ديكارلو- تأكيدات من الدول الأعضاء على دعمها الكامل للمملكة وفرنسا، وإشادتها بالجهود التي تبذلها فرق العمل، مؤكدة التزامها بالمشاركة بمقترحات وأفكار عملية من شأنها أن تسهم في إنجاح المؤتمر الدولي المزمع عقده خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو 2025م.


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
تجربة الشورى .. شهادة للتاريخ
خلال رحلة التعلم والعمل، تمر فترات مهمة، وشخصيا أجد فترة العمل عضوا في مجلس الشورى السعودي من 2016 وحتى 2024 هي الأكثر أهمية بلا منازع، ليس على الصعيد المهني، بل والعلمي في المقام الأول، ذلك أني وجدت الفرصة للاستفادة من علم وحكمة وسعة اطلاع الدكتور عبدالله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى. ولقد هممت أكثر من مرة بكتابة شيء يسير عن الشورى وتجربتي فيه لكني كنت عضوا حينها، فآليت الانتظار حتى انتهاء تكليفي، واليوم لم يعد لي صلة بالمجلس لا من حيث العمل ولا من حيث المعاملة، وأجد نفسي مدينا للمجلس كمؤسسة ولشخص رئيسه الدكتور عبدالله آل الشيخ بهذا المقال، وإني أدرك أنهما في غنى عنه. عندما تم تشريفي بالثقة الملكية عضوا في المجلس 2016، كان هناك كثير مما أود إضافته في جانب الحوكمة خصوصا، والجوانب الاقتصادية والمالية عموما، فكنت عضوا في اللجنة المالية في أول سنة لي، ثم الاقتصادية في الثالثة، والموارد البشرية في الرابعة، قبل العودة إلى اللجنة المالية لبقية سنوات العضوية. ما زلت أتذكر أول جلسة في ذلك المجلس المهيب، تحت قبته الضخمة بلا أعمدة، والآيات الكريمة التي فوق كرسي الرئيس "وشاورهم في الأمر"، "وأمرهم شورى بينهم"، والدكتور عبدالله آل الشيخ في كرسي الرئاسة يرحب بالجميع ويهنئ بالثقة الملكية، ثم يطلب من أمين المجلس تلاوة جدول الأعمال، يعقبه صمت عم المجلس الذي يتألف من 120 عضوا و30 عضوة، بانتظار قراءة الجدول الذي سبق وتم إرساله للجميع عبر النظام الداخلي للمجلس. هكذا كان الإجراء، ثم تبدأ الأعمال بطلب الرئيس من الأعضاء إدخال رغبات التحدث، عندها تتنبه للجهاز الذي أمامك، لتجد جدول الأعمال بكامل محاوره، وفي أسفل الشاشة مؤشر لطلب الحديث. يتم إدراج اسمك ضمن التسلسل إذا كنت تريد التحدث، وإذا كنت محظوظا فسيقوم برنامج الجلسة الإلكتروني بجدولة اسمك في المقدمة، لتسمع الدكتور عبدالله آل الشيخ وهو ينادي اسمك بصوت قوي هادئ تسبقه عبارات مثل معالي أو سعادة – اللواء، أو الدكتور أو الأستاذ، ويتلو الاسم كاملا بكل روية وبما يمنحك إحساسا بالثقة والأهمية البارزة، لكن لا تعتقد أنك الوحيد بين الأعضاء الذي وجد هذا الاهتمام، فستعرف مع مضي الوقت أن الدكتور عبد الله آل الشيخ يعرف الجميع ويكن لهم نفس الاحترام الفائق. عادة ما تكون موضوعات الافتتاحية مثيرة للنقاش، ولقد ناقش المجلس موضوعات كثيرة جدا مما يهم المجتمع، فمجلس الشورى يرصد كل ما يهم المواطنين، وكثير منها لم يكن الإعلام يرصده، وكمتخصص في الحوكمة أستطيع القول إن ذلك الحوار يمثل مستوى مرتفعا جدا من الشفافية، والدكتور عبد الله آل الشيخ لديه استيعاب شديد لكل ما يقال ولا يميز بين الأعضاء لا بالتحدث ولا بتشجيعهم عليه، فإذا اتضح له - بحكمته وبعد نظره وسعة أفقه - أن الأمر يتطلب مزيدا من العمل وقد يتم رفعه للمقام السامي، فعادة ما يقوم بإحالته إلى لجنة من الأعضاء الأكثر تخصصا. هكذا تنطلق الجلسة وتمضي في حماس يضفي عليه الدكتور عبد الله آل الشيخ لمسات من البسمة بكلماته ولطفه، لتزداد المنافسة على طلب الحديث، فلكل موضوع من الموضوعات المطروحة عدد محدود من المتحدثين، وإذا رأى بفطنته أن الموضوع يتطلب رأي المختصين من الأعضاء فإنه يبادر بدعوتهم للتحدث. لعلك تدرك أن الدكتور عبد الله آل الشيخ بثاقب بصيرته وما منحه الله من علم غزير صقلته التجارب الطويلة، خلال عمله وزيرا للعدل وعضوا في مجلس الوزراء وأستاذا أشرف على عدد من رسائل الدكتوراه، يعرف حجم كل موضوع ومدى حاجة المجلس للوصول إلى تصور شامل من كافة النواحي قبل مرحلة التصويت، نعم هذه حقيقة لا مراء فيها، ففي أوقات كثيرة قد يتم تأجيل الموضوع لجلسة أخرى للرد على تساؤلات الأعضاء قبل التصويت. لقد عملت في مجالس كثيرة - لا أحد يتحدث فيها غير الرئيس، رغم كثرة الأعضاء وتنوع تخصصاتهم - لكن مجلس الشورى السعودي كان يمثل بيئة صحية جدا للنقاش والشفافية، فالموضوعات ذات أهمية كبيرة والمشاركة مطلوبة لاستبصار الأمر، لهذا كنت أجد في نفسي رغبة الحديث كلما كان الموضوع ساخنا وله علاقة بتخصصي. فمجلس الشورى كما رأيته في فترة الدكتور عبدالله آل الشيخ - وكشهادة للتاريخ - كان مجلسا تمارس فيه أفضل نماذج الحوكمة، لا من حيث الجدولة ولا من حيث المناقشة والشفافية ولا من حيث المحاضر، وبالطبع كان هذا يشير إلى فريق في غاية الدقة والانضباط من أمانة المجلس جنبا إلى جنب الرئيس، شعارهم جميعا الإخلاص لله ثم المليك والوطن، لا طلب فيها للشهرة أو البروز الإعلامي الزائف. في مجلس الشورى السعودي كن حريصا على اختيار الكلمات بدقة، فلا ينجرف الشخص مع طبائعه فيعمم بلا دليل أو يدعي بلا قياس صحيح، أو أمثلة غير دقيقة، ستتعلم في الشورى ألا تقول إلا ما تدركه فعلا، لا ما تظن أنك تدركه.