جامعة عمان العربية تحتفل بذكرى معركة الكرامة ويوم العلم الأردني
عمون - برعاية الدكتور عمر مشهور الجازي رئيس مجلس أمناء جامعة عمان العربية ، احتفلت أسرة جامعة عمان العربية بذكرى معركة الكرامة الخالدة ويوم العلم الأردني، في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والاعتزاز مجددة العهد والولاء للوطن وقيادته ومؤكدةً أن المناسبتين تشكلان رمزين عظيمين للعزة الوطنية والكرامة والهوية، وبحضور كلّ من : الأستاذ الدكتور محمد الوديان رئيس جامعة عمان العربية، والدكتور غازي الربابعة الخبير العسكري والاستراتيجي، والأستاذ الدكتور إسماعيل يامين مساعد رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والسيدة نادية القديمات مساعد الرئيس للشؤون المالية والإدارية، والدكتور حسام الحمد مساعد الرئيس للتخطيط وضمان الجودة، والدكتور محمد بن طريف عميد شؤون الطلبة، إلى جانب عمداء الكليات، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وجمع غفير من طلبة الجامعة الذين شاركوا بهذه المناسبة الوطنية الخالدة.
وأكد الدكتور الجازي في كلمته بأن معركة الكرامة جسّدت أسمى معاني التضحية والفداء، وتنادى بها جنودنا البواسل تشدُّ أياديهم السمر على زناد البنادق ، ويعاضدهم أخوة الدم من عناصر المقاومة تحت راية الجيش العربي المصطفوي حيث كان للفرقة الأولى بقيادة المغفور له بإذن الله الفريق الركن مشهور حديثة الجازي شرف صد العدوان الهمجي، عن ثرى أردننا الطهور وكانوا جميعاً على موعد بفارغ الصبر مع العدو الإسرائيلي يحملون أرواحهم على راحات أيديهم لمواجهة دبابات العدو على ضفة نهر الأردن الخالد الذي خطط لعبوره إلى ضفته الشرقية لتحقيق أهدافه العسكرية للقضاء على خلايا المقاومة الرابضة على شريط الجبهة الغربية لغور الأردن وضرب قطاعات الجيش العربي الأردني المرابطة في تلك المنطقة لمنع وصد تحركات العدو آنذاك وكانت على نية لاحتلال جبال السلط الأبية لجعله حزام أمان وحماية لها كما فعلت في هضبة الجولان المحتلة، والعمل على ترويع المواطنين العزّل لإجبارهم على ترك أراضيهم ومنازلهم هناك لتفريغ المكان لهم ليكون موقع لمعسكراتهم في أنحاء البلقاء الخالدة.
وفي كلمته بالحفل قال الدكتور الوديان بأن معركة الكرامة سطرت فجر تاريخ جديد لأمتنا العربية وأردننا العزيز، حين واجه أبطال الجيش العربي بسلاحهم وإيمانهم، عدواً ظنّ أن الطريق ممهدة لاحتلال الأرض والعقول، وأضاف أن جيشنا الباسل لقّن العدو درساً قاسياً، وأسقط مقولة "الجيش الذي لا يُقهر"، وحوّل جبال السلط إلى رمز للكرامة والصمود.
وأشار الدكتور الوديان بأنه في السادس عشر من نيسان من كل عام نرفع علم الوطن عالياً، نُقبّل ألوانه الزاهية، ونُجدد العهد لقائد الوطن بأن نبقى أوفياء مخلصين، نحمل نبض شموخه في قلوبنا ونراه خافقاً في حدقات عيوننا، وأضاف بأننا ننتهز هذه المناسبة الوطنية الغالية لأرفع باسمي واسمكم جميعاً الى مقام صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين أصدق التهاني والتبريكات مقرونة بأسمى معاني الفخر والانتماء، سائلين الله العلي القدير أن يحفظ جلالته وسمو ولي عهده الأمين ذخراُ وسنداً لوطننا وشعبه الوفي وأن يعيده علينا وعليكم بالخير والبركات وعلى وطننا التقدم والازدهار.
بدوره استعرض الدكتور الربابعة أحد أبطال معركة الكرامة تجربته الحية أمام الحضور، ناقلاً للأجيال الشابة مشاهد البطولة التي سطّرها الجيش العربي الأردني في تلك الملحمة الخالدة، مؤكداً على أن الجيش لم يُفاجأ بالعدوان الإسرائيلي الذي شُنّ من ثلاثة محاور مدعومة بقوتين معززتين، بل كان على أتمّ الاستعداد والجهوزية، وفي المقابل فوجئ العدو بصمود الجندي الأردني وصلابة عزيمته. وبيّن أن المعركة استمرت 16 ساعة متواصلة، شارك فيها سلاحا المشاة والدروع، ونجح خلالها الجيش الأردني في إسقاط سبع طائرات معادية، وتدمير عدد كبير من الآليات، وغنم ما يزيد عن أربعين منها، مشدداً على أن النصر لم يكن وليد القوة النارية وحدها بل ثمرة لعقيدة راسخة، وإيمان عميق، وروح مقاتل أردني لا يعرف الانكسار.
من جانبه أشار الدكتور بن طريف على أن هذه المناسبة الوطنية تمثل فرصة متجددة لتجديد العهد والوفاء للوطن، والتعبير عن الفخر العميق بالانتماء إليه، والاستعداد الدائم لبذل كل جهد في سبيل خدمته ورفعته، وإلى أن الاحتفاء بالعلم الأردني لا يقتصر على كونه راية ترفرف في السماء، بل هو تجسيد حيّ لهويتنا الوطنية، ووحدتنا الجامعة، وارتباطنا الأصيل بجذور هذا الوطن العظيم.
وفي ختام الحفل قدمت موسيقات القوات المسلحة الأردنية عرضاً موسيقياً مميزاً، حيث أبدع العازفون في تقديم مجموعة من المقطوعات الوطنية التي جذبت الحضور، مجسدةً روح الفخر والاعتزاز بالوطن، وترددت ألحان هذه المقطوعات في أرجاء الجامعة، مضفية على المناسبة طابعاً من الرفعة والهيبة، وعكست صورةً مشرقة عن قوة الوطن ووحدته، وألقى الشاعر ناصر الدغيلبي قصيدة شعرية وطنية عبّر فيها عن مشاعر الفخر والاعتزاز، متغنياً بأمجاد العز والكرامة التي سطرها الأردنيون في سجل الوطن الخالد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ ساعة واحدة
- رؤيا
في عيد الاستقلال الـ79.. الأردنيون يجددون عهد الانتماء للوطن والولاء للقيادة الهاشمية
عيد استقلال الـ79: مسيرة عز وفخر للأردنيين وتجديد للانتماء للوطن والولاء للقيادة الهاشمية يحتفل الأردنيون الأحد، بعيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية، بمناسبة وطنية تجسد معاني الفخر والاعتزاز بمسيرة دولة رسّخت حضورها على مستوى الإقليم والعالم، بإرادة أبنائها وقيادتها الهاشمية الحكيمة. في الخامس والعشرين من أيار عام 1946، أعلن الأردن تحرره من الانتداب البريطاني، وانطلقت مسيرة بناء دولة الاستقلال بقيادة جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين، لترتفع راية الوطن خفّاقة بالحرية والعزة والكرامة، وتتواصل المسيرة في عهد الهاشميين حتى يومنا هذا في ظل القيادة الهاشمية المظفرة، وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني. اقرأ أيضاً: وثيقة نادرة تكشف تفاصيل أول احتفال رسمي بالاستقلال في إمارة شرق الأردن عام 1928 ويجدد الأردنيون في هذه المناسبة، انتمائهم للوطن، وولائهم للملك، مؤكدين اعتزازهم بالقيادة الهاشمية، التي صانت كرامة الوطن، وحمت سيادته، ورسخت نهجًا ثابتًا في الدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأعلت صوت الحق في كل المحافل الدولية. ويستذكر الأردنيون في عيد الاستقلال تضحيات الشهداء الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة في معركة الكرامة، ليبقى الأردن حرا أبيا مستقلا، والاعتزاز بالجيش العربي المصطفوي والأجهزة الأمنية التي شكلت على الدوام صمام أمان الوطن، ودرعه الحصين، وسط إقليم يعج بالصراعات، التي تحيط بالأردن من كل جانب. وتتزين المدن الأردنية في يوم الاستقلال، بالأعلام وتصدح الأناشيد الوطنية، وسط فعاليات رسمية وشعبية احتفاءً بتاريخ وطني مشرف، وحاضر من الإنجاز، ومستقبل يُبنى بسواعد الأردنيين وبقيادة هاشمية لا تعرف المستحيل.


رؤيا
منذ ساعة واحدة
- رؤيا
وثيقة نادرة تكشف تفاصيل أول احتفال رسمي بالاستقلال في إمارة شرق الأردن عام 1928
مركز التوثيق الملكي: الوثيقة تُبرز رمزية الاستقلال في الوجدان الوطني بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، عرض مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي وثيقة تاريخية نادرة تعود إلى عام 1928، تكشف لأول مرة تفاصيل أول احتفال رسمي بالاستقلال في إمارة شرق الأردن، والذي نظمته متصرفية عجلون آنذاك. وقال المركز في بيان صدر السبت، إن الوثيقة تُبرز رمزية الاستقلال في الوجدان الوطني، وتعكس التفاعل العميق بين الشعب والقيادة في تلك الحقبة المفصلية من تاريخ الأردن الحديث. وأوضح أن الوثيقة تتضمن تفاصيل دقيقة حول مراسم وبرنامج الاحتفال، ما يجسد روح الفخر والانتماء الوطني التي سادت في البلاد آنذاك، مشيرًا إلى أن نشرها يأتي في إطار جهود المركز المستمرة لحفظ الذاكرة الوطنية وتوثيق المحطات التاريخية التي ساهمت في تشكيل ملامح الدولة الأردنية وتطورها السياسي والاجتماعي. ويُشار إلى أن أول استقلال للأردن كان بتاريخ 25 أيار 1923، عندما اعترفت الحكومة البريطانية رسميًا باستقلال إمارة شرق الأردن تحت قيادة الأمير عبدالله بن الحسين، طيب الله ثراه. وفي مثل هذا اليوم من كل عام، يجدد الأردنيون تمسكهم بتاريخهم الوطني المجيد، ويستذكرون مسيرة بناء الدولة التي أسسها الأجداد بقيادة هاشمية حكيمة، نحو مستقبل زاهر للأجيال القادمة.


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
عيد الاستقلال، من صرح البناء إلى معركة الوجود والإصلاح
د. هاني العدوان جو 24 : إن الخامس والعشرين من أيار يمثل منعطفاً تاريخياً حاسماً في سجل الأردن، ليس لأنه يوم إعلان الاستقلال وتحول الإمارة إلى مملكة دستورية عام 1946 على يد المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول فحسب، بل لأنه يجسد سفراً حافلاً بالصبر والمجابهة، وملحمة وطن صُلب عوده في أتون الشدائد ليخرج منها أشد بأساً ومنذ ذلك التاريخ، خاض الأردن غمار خطوب عظام، بدءاً من النكبة الفلسطينية وحرب عام 1948 التي كان للجيش العربي الأردني فيها صولات وجولات، وأفضت إلى ضم الضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1950، ما ألقى بظلاله عميقاً على نسيجه الديمغرافي والسياسي ما كان الدرب مفروشاً بالرياحين، فبعد اغتيال الملك المؤسس عبد الله الأول طيب الله ثراه في القدس عام 1951، شهدت المملكة توارثاً سلساً للمقاليد، فتولى الملك طلال سدة الحكم لفترة وجيزة، ثم اعتلى العرش عام 1952 الملك الحسين بن طلال، الذي أمسك بزمام القيادة في فترة الخمسينات والستينات، وسط معضلات داخلية وإقليمية عاصفة، تمثلت في المد القومي العربي وصراعاته، ومحاولات التغيير السياسي، لكن الملك الراحل طيب الله ثراه أبان عن مقدرة فذة على صون استقرار الأردن ووجهته ومع حلول عام 1967، كانت حرب الأيام الستة لتشكل منعطفاً جوهرياً، حيث فقد الأردن الضفة الغربية والقدس الشرقية، واستقبل موجات جديدة من اللاجئين، إلا أن معركة الكرامة في الحادي والعشرين من آذار عام 1968 جاءت لتعلي الهامات وترسخ اقتدار الجيش العربي الأردني على الذود عن حياضه، ولم يمض وقت طويل حتى شهد الأردن مجريات أيلول الدامية عام 1970، التي انتهت بخروج الفصائل المسلحة، لتوطد أركان الاستقرار في الداخل وفي حرب تشرين الأول عام 1973، شارك الأردن بفعالية نصرة للأشقاء في سوريا ودفاعاً عن الأرض العربية أما حقبة الثمانينات، فقد مثلت فترة استقرار، جعل الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الأردن شعلة وهاجة في دروب التقدم وعلى كل الأصعدة، في التعليم وفي الطب وفي ميادين شتى، وارتقى بالأردن إلى مصاف الأمم العليا دولياً، رغم استمرار التحديات الاقتصادية الصعبة ومع دخول التسعينات، واجه الأردن أزمة الخليج الأولى عام 1990، حيث اتخذ موقفاً اتسم بالحياد النسبي ألقى بظلاله على وشائج علاقاته الإقليمية والدولية، وتكبد خسائر اقتصادية فادحة جراء الحصار على العراق وفي عام 1994، جاء توقيع معاهدة وادي عربة مع إسرائيل، لينهي حالة الحرب الرسمية، في خطوة أثارت ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض وفي عام 1999، رحل الملك الحسين طيب الله ثراه، تاركاً ميراثاً خالداً، ليتولى جلالة الملك عبد الله الثاني مقاليد الحكم، مستهلاً عهداً جديداً من التحديث والإصلاح، ومع حرب العراق عام 2003، عارض الأردن الغزو واستقبل أعداداً كبيرة من اللاجئين، لتترك تداعيات أمنية واقتصادية عليه لم تكن التحديات قد بلغت منتهاها هنا، ففي عام 2011، تأثر الأردن بهبوب رياح التغيير، وشهد مظاهرات طالبت بالإصلاح ومكافحة الفساد، فاستجابت القيادة بسلسلة من الإصلاحات الدستورية والقانونية والسياسية، مستوعبة الأزمة وصائنة لوشائج الاستقرار ومع ظهور تنظيم داعش عام 2014، شكل هذا التنظيم خطراً داهماً على الأردن الذي شارك بفعالية في التحالف الدولي ضده، وعانى من هجمات إرهابية، وفي الوقت ذاته، استقبل الأردن أعداداً هائلة من اللاجئين السوريين، إثر ما قام به النظام السوري البائد من جرائم ضد شعبه، ما شكل عبئاً لم يسبق له مثيل على موارده وبنيته التحتية، ولم تنج المملكة من حبائل المؤامرات التي كانت تستهدف أمنه واستقراره، فأصبحت حدوده الشمالية هاجساً متنامياً جراء وجود التنظيمات المسلحة والمهربين وتجارة المخدرات، والتي تبين لاحقاً أنها برعاية النظام السوري البائد، وما زال الأردن في مواجهة مستمرة مع هذه المشكلة المقلقة، فضلاً عن مواقف الأردن الراسخة تجاه الأشقاء في فلسطين المحتلة وما يتعرضون له من قبل الكيان المحتل، وإسهامه الجلي والفاعل في دعم الإخوة في غزة، والتخفيف عنهم بإنشاء المستشفيات الميدانية وتقديم العون المتواصل لهم، وكان السباق لإغاثتهم وفك الحصار عنهم، والأول الذي تبنى مبدأ الجسر الجوي حيث شارك جلالة الملك عبد الله الثاني إخوانه في السلاح في القوات المسلحة، يمد جسراً جوياً يوصل المساعدات والإغاثة للأهل تحت القصف الإسرائيلي المستمر وليومنا هذا، وما زالت هذه التحديات تلقي بظلالها على الأردن، الذي يسعى جاهداً للحفاظ على أمنه واستقراره ودوره المحوري على الرغم من كل هذه التحديات الجسام التي واجهها الأردن عبر تاريخه، أظهر هذا الوطن صلابة وشموخاً لا يضاهيان، مما يرسخ مقدرته على النهوض في وجه التحدي الاقتصادي الراهن، والذي أصبح يهدد ركائز استقراره الاجتماعي وقوت مواطنيه فبينما تزدان سماء الوطن بألوان الفرح بذكرى استقلاله المجيد، لا ينفك الأمل يحدونا ويسمو بطموحنا نحو رؤية إصلاحية شاملة، نأمل أن لا يقتصر احتفالنا على المظاهر البهيجة، بل أن يكون دعوة صادقة لإعادة تقييم مسيرتنا الإصلاحية، والغوص في عمق المعضلة الحقيقية التي تثقل كاهلنا، ألا وهي تدهور اقتصادنا وتآكل مستوى معيشة أبنائنا، لنتصدى لها بعزم وإرادة لا تلين إن هذا التدهور لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة لتراكمات مزمنة من الفساد المستوطن الذي لا يلقى المحاسبة الرادعة، ومن منهج إداري عقيم يعتمد على توارث المناصب وتدويرها، والزبائنية والمحسوبية، وسياسة الاسترضاء على حساب القدرات الوطنية النزيهة المخلصة للوطن، القادرة على تحمل المسؤولية بكل كفاءة واقتدار، وصاحبة العزيمة التي لا تلين إن هذا النهج هو الحجر العثرة الذي يعيق كل مسارات الإصلاح، سواء الإداري أو الاقتصادي أو السياسي، فعندما تُولى المناصب العليا والمسؤوليات الحساسة لأشخاص يفتقرون إلى المؤهلات الجوهرية، ولا الكفاءة المطلوبة، ولا الولاء الصادق إلا لذواتهم ومصالحهم، تكون النتيجة الطبيعية هي تراجع الأداء، وهدر الموارد، واستشراء البيروقراطية، وخنق روح الإبداع والابتكار، هذه الممارسات لم تكن مجرد أخطاء فردية، بل أصبحت نهجاً متأصلاً يفضي إلى وضع الرجل غير المناسب في الموقع غير المناسب، مما يصيب مفاصل الدولة بالشلل ويعرقل أي ارتقاء حقيقي وعندما تمنح المناصب على سبيل الاسترضاء أو المكافأة على الولاء الشخصي بدلاً من الكفاءة، أو عندما تدار المسؤوليات ضمن شبكات أو تكتلات بعيدة عن الشفافية والنزاهة، فإن الوطن هو من يتكبد الثمن الباهظ إن الفساد هنا ليس مجرد نهب للمال العام، بل هو فساد إداري يفتك بمنظومة كاملة، ويبدد الثقة بين المواطن والدولة، فعندما يرى المواطن القدرات المغمورة، والمجتهدين المبعدين، بينما يتربع غير الأكفاء، وتعاد تدوير المناصب بين ذات الوجوه، يتولد لديه إحساس عميق باليأس والإحباط، ويتآكل ولاؤه للوطن، وتتلاشى آماله في مستقبل أفضل إن هذا الفساد، بكل أشكاله، هو المسبب الرئيس في تضخم الدين العام، وتراجع الاستثمارات، وندرة فرص العمل، وتآكل الطبقة الوسطى، واتساع هوة الفقر، وتدهور الخدمات الأساسية كلنا أمل بتوجيهات ملكية سامية، أن يكون عنوان احتفالنا القادم بعيد استقلال الأردن متوجاً بـ مصالحة وطنية صادقة وجذرية، تتضمن تحولاً جوهرياً في المنهج السائد في إدارة شؤون الدولة، وأن يكون هذا التغيير مبنياً على العدل والشفافية وتكافؤ الفرص، وأن يعطي الأولوية المطلقة لـ الكفاءات الوطنية الحرة المخلصة للوطن، التي تمتلك القدرة على تحمل المسؤولية بكل اقتدار، وتتصف بالولاء الصادق والعزيمة التي لا تكسر إن الاستقلال الحقيقي لا يكتمل إلا بتحرر الوطن من أغلال الفساد والمحسوبية والشللية، ومن سياسات الاسترضاء التي ألحقت به بالغ الضرر هذا هو الاستقلال الذي يجب أن يحظى به الأردن، وهذا هو مطلب كل أردني غيور على وطنه، يرى مستقبل بلده أمانة في عنقه إن تحقيق هذا التحول يتطلب إرادة سياسية راسخة، وعزيمة لا تفتر، وكسراً لكل الأغلال التي كبلت الطاقات وأعاقت المسيرة فالأردن، بتاريخه الحافل بالصمود، وبحنكة قيادته الملهمة، وشعبه العظيم، يستحق أن يكون قدوة في الرقي والعدالة، وأن يستعيد عافيته الاقتصادية ليحقق لمواطنيه الحياة الكريمة التي تليق بهم تابعو الأردن 24 على