
الأخبار: السعودية تتقصّى المعلومات حول زيارة لاريجاني اليمن بعد إيران: لبنان ليس متروكاً
وعلمت «الأخبار» أنّ الرياض وواشنطن استنفرتا لتجميع أكبر قدر من المعلومات والمعطيات، لا سيّما ما يتعلّق بما قاله لاريجاني والرسائل التي نقلها والمواقف التي أبلغها للمسؤولين اللبنانيين، خصوصاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، عدا عمّا دار في الجلسة التي عقدها الضيف الإيراني مع عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية.
وقد أجرى مسؤولون سعوديون، كما فريق السفارة الأميركية في بيروت، اتصالات بسياسيين ومستشارين وإعلاميين لتجميع كل الداتا المتاحة، مع التركيز على الشقّ المتعلّق بحزب الله تحديداً. ومن الأسئلة التي يتمّ البحث عن أجوبة لها: هل أتى لاريجاني بدعم مالي؟ هل طلب شيئاً من الحزب أو حتى من بري في ما يتعلّق بالتعامل مع الحكومة والجيش اللبناني؟
هل متّنت زيارته موقف الحزب في مواجهة الهجمة الداخلية والخارجية عليه؟ وهل ثمّة اتّفاق حصل معه في ما يتعلّق بطريقة المواجهة في الأيام والأسابيع المقبلة؟
ويبدو أنّ كلام لاريجاني عن دعم الحزب واعتبار إيران سلاح المقاومة، في لبنان والمنطقة، قضية مركزية لا يُمكن التخلّي عنها، كانَ محطّة للانتقال إلى مستوى جديد من التعامل مع الهجمة الأميركية الإسرائيلية وحتى السعودية، ويؤشّر إلى تموضع جديد على المستوى الخارجي بما لا يكرّس سقوط لبنان بالكامل في المحور الإبراهيمي، الذي انزلقت إليه البلاد تباعاً عبر القضم الممنهج للتوازنات التي انكسرت إلى حدّ كبير بعد الحرب. وهو أكّد أنّ المقاومة لن تُترَك كفريسة سهلة للاستفراد بها.
وعليه جاءت زيارة لاريجاني كرسالة أولى، قبل أن تتبعها كلمة لقائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي حول مستجدّات العدوان على قطاع غزة والتطورات الدولية والإقليمية وكان للبنان مساحة واسعة فيها، حملت إشارات ورسائل متعدّدة.
كلام لاريجاني يؤشّر إلى تموضع جديد على المستوى الخارجي بما لا يكرّس سقوط لبنان بالكامل في المحور الإبراهيمي
الحوثي ذكّر في كلمته بأنّ «لأكثر من 40 عاماً والعدو الإسرائيلي في حالة اعتداء واستهداف للبنان واحتلال لأراضيه ومحطّات التحرير كانت بفضل الله على أيدي المجاهدين والمقاومة اللبنانية»، مشيراً إلى أنه «من الآن فصاعداً من الواضح أنّ الجيش اللبناني هو أبعد ما سيكون عن أن يوجّه له قرار سياسي رسمي بمواجهة إسرائيل». وأكّد أنّ «مصلحة لبنان في تجربة المقاومة التي أثبتت نجاحها على مدى 40 عاماً، ومن الخير للبنان أن تحظى المقاومة بالاحتضان الرسمي والشعبي، لا أن تحارب من قوى ومكوّنات موالية للعدو الإسرائيلي»، لافتاً أنّ «التوجّهات الرسمية في لبنان خاضعة للعدو الإسرائيلي وملبّية لإملاءاته، وهذا شيء مخزٍ بكل ما تعنيه الكلمة، وأنّ العدو الإسرائيلي يسعى إلى تجريد لبنان من سلاحه الذي يحميه لأنه يريد أن تبقى أراضي لبنان مستباحة له، وأن يتخلّص من العائق الحقيقي أمامه».
وقال الحوثي إنّ «الشيء الظريف الذي لاحظناه بالأمس في ما يتعلّق بالحكومة اللبنانية أنها تظهر الحساسية حتى تجاه عبارات التضامن مع لبنان وهي تطلق على مَن يساند لبنان عسكرياً وسياسياً تدخّلاً في شؤون اللبنانيين ويردّون بنبرة عالية وصوت جريء، في المقابل نرى الحكومة اللبنانية في حالة خضوع مسيء وذلّ أمام ما يفعله العدو الإسرائيلي من جرائم واعتداءات».
ورأى أنّ «ما يفعله الأميركي والإسرائيلي في لبنان أكثر من مسألة تدخّل، هو احتلال وانتهاك وقتل واستباحة تامة للسيادة اللبنانية»، معتبراً أنّ «بعض المسؤولين في الحكومة اللبنانية يظهرون لؤمهم حتى تجاه حزب الله والمقاومة وتجاه الشعب اللبناني، ومن اللؤم أن تتبنّى المنطق الإسرائيلي وأن تخضع للإملاءات الإسرائيلية ثم تواجه أي مواقف للتضامن مع بلدك وكأنك سيادي». وتوجّه إلى الحكومة اللبنانية، بالقول: «يا من تخضع للإملاءات الإسرائيلية وتتبنّاها ضدّ شعبك وضدّ أحرار شعبك، أنت لست سيادياً، والسعي لتجريد بلداننا وشعوبنا من السلاح الذي يحميها من الخطر الإسرائيلي هو أحد أركان المخطّط الصهيوني الذي يستهدف أمّتنا».
ولفت إلى أنّ «المغفّلين والجاحدين والعملاء يصوّرون للناس أنّ المشكلة هي في السلاح الذي بيد أحرار الأمة وشرفائها، أمّا السياديون الحقيقيون هم من يحمون الأوطان ويقفون بوجه المعتدي»، معتبراً أنّ «خضوع الحكومة اللبنانية للأوامر والإملاءات الإسرائيلية والأميركية دليل كافٍ وبرهان قاطع على أنّ الحكومة اللبنانية لن تحمي لبنان، وإذا كانت الحكومة اللبنانية بهذا المستوى من الخضوع، فكيف ستحمي شعبها وأبناء شعبها من عدو لبنان الحقيقي؟».
هذا الموقف، وهو الأول من نوعه يطلقه اليمن في وجه الحكومة اللبنانية، وهو أتى بعد زيارة لاريجاني، وفي الوقت الذي يتعرّض حزب الله فيه إلى المحاصرة والتهديد بأوراق عديدة، جنوباً وشرقاً وحتى بتفجير الوضع الداخلي في وجهه. وفي القراءة بين السطور، يُمكن فهم كلام الحوثي باعتباره رسالة ثانية بعد رسالة لاريجاني بأنّ حزب الله ليس متروكاً ولن يكون وحده في المواجهة وأنّ اللبنانيين مثل أهل غزة أيضاً غير متروكين، وتحمل في طياتها دعماً قد يترجم إسناداً في حال فرضت الظروف ذلك.
وهي رسالة ليست مفاجئة، فحكومة صنعاء هي الحكومة العربية الوحيدة التي تحارب إسرائيل تضامناً مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وهي الوحيدة التي لا تزال تعتبر أنها قضية العرب المركزية وقضية الأمة، رغم أنها على بعد 2000 كلم عن فلسطين المحتلة، بينما الأنظمة في دول الطوق مستسلمة أمام التوسّع العسكري الإسرائيلي، من محور فيلادلفيا مع مصر، إلى جنوبي سوريا ولبنان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 17 دقائق
- مصرس
محافظ أسوان ناعيًا شيخ المصالحات في الصعيد: كان نموذجاً فى إنهاء النزاعات والخلافات بين العائلات والقبائل
نعى اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان، السيد تقادم أحمد الليثى رجل المصالحات والإصلاح بين الناس، والذى وافته المنية عن عمر يناهز ال 95 عامًا حيث أفنى عمره بالسعى في رئاسة لجان المصالحات ووأد الفتن بين العائلات والقبائل ومختلف الفئات ليس فقط على مستوى محافظة أسوان، ولكن بجميع محافظات الصعيد بالكامل . وأكد محافظ أسوان بأن الفقيد كان أحد رموز العمل الأهلى، ونموذجًا مشرفًا لرجل الحكمة والعطاء حيث بذل جهوداً مخلصة على مدار عقود في إنهاء النزاعات والخلافات بين العائلات والقبائل، وساهم بدور بارز في تعزيز روح المحبة والتسامح ليظل اسمه علامة مضيئة في سجل رجال الخير والإصلاح، مشيراً إلى أن محافظة أسوان فقدت قامة كبيرة ورمزاً وطنياً مخلصاً له أيادى بيضاء في ميادين الخير والعمل المجتمعى، داعياً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان .

مصرس
منذ 17 دقائق
- مصرس
«اقترن اسمه بحقن الدماء ووأد الخصومات».. صعيد مصر يودع الشيخ تقادم الشريف
ودع صعيد مصر الشيخ تقادم أحمد الليثي بن العارف بالله الشريف ابن إسماعيل الجعفري النقشبندي، حيث وافته المنية اليوم عن عمر ناهز 95 عامًا في قرية العوينية بإدفو. وعُرف الشيخ تقادم الشريف بمهابته وهيبته الممزوجة بالمحبة، ولقب ب«شيخ المصالحات الثأرية»، فكان إذا دخل في نزاع سرعان ما سارع المتخاصمون إلى قبول الصلح إجلالًا لمكانته.ولم يكتف الشيخ بأه يصلح بين الناس في محيطه الاجتماعي في أسوان، بل كان عليه أن يخوض رحلات الأقناع في عموم الصعيد كله؛ ما جعله يستحق أن يكون شيخ المصالحات، معتمدًا على حجته القوية ومكانته الاجتماعية والدينية.ساحة الشيخ تقادمبرغم مكانته الرفيعة، إلا أن الشيخ تقادم عُرف عنه التواضع والزهد، مع كرم غير متكلَّف وبذل دائم في وجوه الخير، ووصفه الشيخ الحبيب على الجفري، الذي كان دائم الزيارة لساحته العتيقة في صعيد مصر، بأنه «كبير قومه بين ظهرانيهم».وتحوّلت ساحة الشيخ تقادم في العوينية إلى واحدة من أبرز ساحات الإصلاح في الصعيد، حيث تولى هذه المهمة منذ شبابه بعد وفاة والده، واضعًا لنفسه منهجًا يقوم على التأنّي والمشاورة قبل إصدار الكلمة الفصل في أي نزاع حتى صارت كلمة منه تحقن الدماء منذ أن تولى المسؤلية في العشرين من عمره بعد وفاة والده الذي تولى مسؤلية الإصلاح بين الناس، وقد كانت له مدرسته الخاصة وهو أن يتأنى في إطلاق رأيه، ويحتاج إلى مشاورة لجنة من الأهالي، ثم يقول كلمته في الصلح.من هو الشيخ تقادم الشريف؟كان تقادم يمتاز بوطنيته وعشقه لوطنه مصر، وأفنى حياته في خدمة الصلح والإصلاح بين العائلات والقبائل، حتى صار اسمه مرادفًا لحقن الدماء ووأد الخصومات التي طالما ابتُلي بها الصعيد.وكان يؤمن أن التوفيق من عند الله هو الذي يهدي النفوس، وقد كانت مدرسته تجتذب له كل عموم مصر من القاهرة والإسكندرية والدلتا والصعيد؛ مما جعله ينهى آلاف المشكلات الثأرية.


الكنانة
منذ 21 دقائق
- الكنانة
شهادات عن دور مجموعات اقتناص الدبابات بالصاروخ الفهد
كتاب نجوم في سماء الوطن للكاتب والمؤرخ العسكري أحمد علي عطية الله دار النشر النوارس للطباعة والنشر بالاسكندرية ثالثاً : أبطال سلاح المدفعية والصواريخ الموجهة للدبابات شهادات عن دور مجموعات اقتناص الدبابات بالصاروخ الفهد أولًا: شهادات القادة المصريين *من كتاب 'أكلة الدبابات' للواء عبد الجابر أحمد علي قائد الكتيبة 35 مقذوفات (مالوتيكا- فهد) أثناء حرب أكتوبر المجيدة صـ 9-10: اعتقد الجميع أن السلاح المضاد للدبابات الذي يستخدمه المصريون سلاح سري حيث إنه كان مفاجأة المعركة، ولقد حذر القادة الإسرائيليون جنودهم ووحداتهم من عدم الاقتراب من القناة، ولم يدرك العدو أن السلاح الذي استخدم ضد دباباته لم يكن سرًا أبدًا وأن إسرائيل كانت تملك أنواعًا كثيرة من هذا السلاح من الترسانة الغربية أكثر تطورًا ومنها من لم يدخل الخدمة بعد مثل الصاروخ 'تاو' المضاد للدبابات وهو من جيل متقدم جدًا من هذا النوع، وقبلها كان لدى الجيش الإسرائيلي صاروخ مشابه للصاروخ الذي استخدمته القوات المصرية مثل: SS-10 و SS-11 (الكوبرا وأنتاك)، كان السر في الصواريخ المصرية هو في الاستخدام بعد التدريب الجيد عليها وانتقاء الأفراد هو الذي كان مفاجأة المعركة والتى أذهلت العالم كله. *وفي كتاب 'حرب رمضان- الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة' لكل من اللواء حسن البدري، وطه المجدوب, والعميد ضياء الدين زهدي صـ 49: نجد أن المشكلة الثامنة كانت تتلخص في توفير القدرة للقوات المترجلة على القتال ضد دبابات العدو وعرباته المدرعة، وفي صـ 116: ولما كانت الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات إحدى المفاجآت الكبرى التي أعدتها مدفعية قواتنا المسلحة لتحطيم مدرعات العدو، ولم تكن هي المفاجأة الوحيدة ولكن كانت المفاجأة في إعداد الرجل الذي يقف خلف هذا الصاروخ وما وصلوا إليه من كفاءة عالية في التدريب والروح المعنوية. * ومن كتاب 'رحلة الساق المعلقة' للعميد عادل يسري أحد قادة ألوية المشاة التي عبرت قناة السويس واقتحمت خط بارليف بنقاطه الحصينة وتصدت لهجمات مدرعاته المضادة والذي فقد ساقه بقذيفة دبابة إسرائيلية في إحدى هذه المعارك تناول بطولة رجال اقتناص الدبابات في فقرات عديدة من كتابه فيذكر في إحدى هذه الفقرات: وفي الجانب الآخر وهو جانبنا كانت مفارز اقتناص الدبابات قيادة عادل عواد مندفعة أمام القوات ومعهم عفاريت عبد الجابر ومنهم عبد العاطي وبيومي وجعفر وأنور كلهم متحفزين في حفر وثنيات يحملون حقائب صغيرة إنها صواريخ الفهد، وفي هدوء وبرود راحوا يتعاونون مع أسلحة المشاة في سحق مدرعات العدو.. كان يتمركز أمامي احتياطو قانصي الدبابات والذين اشتهروا بعد ذلك ومنهم عبد العاطي مفتتح معرض الغنائم وبيومي وجعفر.. ويضيف في فقرة أخرى: وأثناء عودتي أمر على الأبطال وقبل وصولي إلى مركز ملاحظتي أمر على الاحتياطي المضاد للدبابات احتياطي مترجل يضم أسلحة المشاة القصيرة المدى ويضم الفهد.. بيومي، وعبد العاطي جالسين في استرخاء وأعصاب هادئة كالصياد الذي ينتظر رزقه في صبر ولا ييأس من رحمة الله. وفي فقرة أخرى من الكتاب تحت عنوان 'عبد العاطي وإخوانه قانصو الدبابات' يقول: ويقوم عبد العاطي وبيومي مع احتياطي اللواء المضاد للدبابات باصطياد دباباته ويتنافس كل منهما على الصيد وخاصة في خلال معارك الأيام الأولى.. ونجحا, ويستمر القتال في الصحراء وتستمر العمليات الشرسة أربعة أيام على التوالي10و11و12و13 أكتوبر، وألقت الطائرات والمدافع الإسرائيلية قنابل فسفورية لتقطيع أسلاك نيران الفهد لشل حركة عبد العاطي وبيومي وعبد الجابر، ويصبح منظر الأبطال مضحكًا.. إن أجسادهم تضيئ بالفسفور وشفاههم تضيئ ويستمرون في قسوتهم على العدو في اندحاره. وفي فقرة أخرى يقول: وتناثرت القصص عن الملائكة التي قاتلت في صفوفنا وسمعت من يدعي أن فلانًا رآهم ثم ينقل عن آخر فيقسم أنه شاهدها.. ولكن.. كيف؟.. ومن هم؟.. نعم لقد رأيتهم في صورة عبد العاطي وبيومي الذين دمَّرا أرقامًا خرافية.. رأيت الملائكة في شياطين عبد الجابر الذين دمروا الكثير من دبابات العدو وجعلوا قادتهم يصرخون: 'لا تقتربوا من القناة'. ثانيًا: شهادات العدو • جاء بكتابي صائد الدبابات الطبعة الثانية الصادرة من الهيئة المصرية العامة للكتاب بصفحتي 139-140: لقد فاجأت هذه النوعية من الصواريخ العدو وأذهله مدى فعاليتها وتأثيرها المدمر على مدرعاتهم وسجلوا ذلك صراحة في مؤلفاتهم ومنها مؤلف 'حرب عيد الغفران' حيث ذكر به بإحدى الفقرات على لسان أحد أطقم مدرعات العدو بسيناء ويدعى باروخ يذكر: أنه بالقرب من البحيرة المرة الصغرى وغير بعيد عن المكان الذي تتصل منه البحيرة بالقناة توقفت دبابة باروخ وبدأت في فتح نيرانها.. وكان الهدف على الأرض المواجهة لها هو المشاة المصريون وليست الدبابات وأحس باروخ بالدهشة أكثر مما أحس بالارتياح ويسأل قائده: هل يحاولون القيام بعملية انتحارية؟ أم ماذا؟ لقد علمونا في مدرسة المدرعات أن مشكلتنا الأولى هي دبابة العدو، وأن مشكلتنا الثانية هي المدافع المضادة للدبابات، وبعد ذلك فقط يمكن أن نلتفت للمشاة.. وكلما فرغت أشرطة الرصاص في المدافع الرشاشة انبطح الجنود المصريون خلف كثبان الرمال.. وقد عجزت كتيبة الدبابات الإسرائيلية من احتواء الهجوم فقد كان العدو يأتي بأعداد كبيرة.. وألقى باروخ بأغلفة القذائف الفارغة خارج الدبابة وعند ذلك رأى النار تخرج من مدفعه وفي نفس اللحظة شعر بحروق رهيبة في ذراعيه، واستطاع أن يقفز على الأرض.. ويقول باروخ: كانت دبابتي تشتعل وقد تفحم ما فيها وقد ألقيت نظرة حولي فرأيت كرات النار تتراقص في الهواء وتندفع نحو المدرعات.. وقد أدركت فيما بعد أن هذه هي الصواريخ.. لقد سمعت الحديث عنها ولكنها بكل تأكيد لم تكن وردت في قائمة الأشياء التي نوليها الأولوية في اهتمامنا.. وقضينا طول النهار نختبئ من كرات النار التي كانت تنطلق في الصحراء.. وأضاف باروخ: لقد كنا في غاية الإرهاق، فاختبأنا خلف أحد كثبان الرمال، ورحت طوال الوقت أفكر في هذه الصواريخ، كنت أجهل اسمها ولكني كنت أعرف أنها عندما تدخل المدرعة فإنها ترفع درجة الحرارة إلى ألف درجة مئوية.. وهذه هي فعالية هذه الصواريخ.. وأن بقية الدبابات لم يكن لديها الوقت ولا الحظ الذي أتيح لنا.. وإلى ما وراء الكثبان رأينا النار مشتعلة فيها.. وكان الذين بداخلها هم زملاؤنا.. • ووردت مقولة لقائد إسرائيلي يعنف قادة مدرعاته قام برصدها وترجمتها أحد أبطال قوات الاستطلاع المصرية خلال الحرب.. ترجمتها: لماذا تفرون كالأسماك؟؟ * يقول عساف ياجوري أشهر أسير إسرائيلي وقائد اللواء المدرع الإسرائيلي190: لقد انصبت مدافعهم (المدفعية المصرية) علينا بنيران مذهلة الكثافة والدقة في التحكيم كما لو كان ضابط مدفعية مصري يقف فوق دبابتي لضبط وتوجيه نيران مدافعهم… • هذا بعض مما قيل عن صواريخ الفهد وبطولة رجالها.. وسنلقي الضوء على نماذج من هؤلاء الرجال وبطولاتهم بهذا الصاروخ المفاجأة.