
إيران تكشف: واشنطن قبلت بتقييم الوكالة الدولية بعدم امتلاك طهران أسلحة نووية
شفق نيوز/ أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون السياسية علي شمخاني، يوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة قبلت أخيراً تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووكالة الاستخبارات الأمريكية بشأن عدم امتلاك إيران أسلحة نووية.
وكتب شمخاني، وهو مسؤول الملف النووي، في حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن "إلغاء العقوبات والاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم أصبحا أمرين قريبين للغاية في ظل تطورات المفاوضات الحالية".
وأوضح أن "واشنطن قبلت أخيراً تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووكالة الاستخبارات الأمريكية، التي تؤكد أن إيران لا تمتلك أسلحة نووية".
وأضاف أن "إرادة الطرفين ومواصلة المسار الصحيح للمفاوضات هما السبيل لذلك. إلغاء كامل للعقوبات والتأكيد على حق إيران في تخصيب اليورانيوم صناعيا يجعل الاتفاق في متناول اليد".
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "لم نتخذ قراراً بعد بشأن امتلاك إيران برنامجاً لتخصيب اليورانيوم طالما لا يصل إلى مستوى معين"، متابعاً: "لكن سنعلن موقفنا بشأن برنامجها النووي المدني قريباً".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
حصري.. مخاوف إيرانية من "شلل نووي دائم": المفاوضات تراوح مكانها
شفق نيوز/ ترى أوساط إيرانية، أن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تفقد حماستها بعد الجولة الثالثة من المباحثات، وهذا يعود إلى مطالبة واشنطن بقضايا تعرف مسبقاً أنها مرفوضة عند طهران، وبينما أشار مختصون في الشؤون السياسية الأمريكية، بأن التوقيت هو ما سوف يحسم المفاوضات، توقعوا تقديم الطرفين تنازلات للوصول في النهاية لاتفاق بينهما دون اللجوء إلى الخيار العسكري. واختتمت الجولة الخامسة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني بالسفارة العمانية في روما، يوم أمس الجمعة، في حالة من التفاؤل الحذر، فيما أعلن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، تحقيق تقدم وإن لم يكن حاسماً. في حين وصف نظيره الإيراني عباس عراقجي الجولة بالأكثر مهنية، مؤكداً فهماً أوضح من الجانب الأمريكي للموقف الإيراني، ومن المتوقع أن تعلن عُمان لاحقاً موعد الجولة السادسة. فقدان للحماس وفي هذا السياق، يقول المتخصص في الشؤون الإيرانية، من طهران، سعيد شارودي، إن "الفريق المفاوض الإيراني بدأ يفقد الحماس الذي كان موجوداً في الجولة الأولى والثانية وحتى في الثالثة لكن بعدها فُقد هذا الحماس، وهذا يعود إلى أن موقف أمريكا كان على عكس ما كانت تدعيه في السابق، بأنها مستعدة للوصول إلى اتفاق يضمن حقوق إيران ويرفع عنها العقوبات". ويضيف شارودي لوكالة شفق نيوز، أن "أمريكا على ما يبدو، تريد اتفاقاً من طرف واحد، يسفر عن إيقاف الأنشطة النووية الإيرانية مع الإبقاء على العقوبات عليها، وهذا ظهر جلياً باستمرار واشنطن بفرض عقوبات جديدة على أشخاص وكيانات إيرانية أو مرتبطة بإيران تزامناً مع استمرار المفاوضات، كما أنها تطالب بقضايا تعرف مسبقاً أن طهران لا يمكنها الموافقة عليها، وفي مقدمتها تصفير تخصيب اليورانيوم". ويوضح أن "إيران ترى أن تصفير التخصيب قد يؤدي إلى شلل نهائي في الأنشطة النووية وإلى تفكيك البرنامج، لأنه في حال عدم وجود يورانيوم لتشغيل المنشآت النووية سيؤدي في المستقبل إلى شلل قد يكون تاماً لهذه المنشآت". ونتيجة لما سبق، يلفت شارودي، إلى أن "الأمور بدأت تتضح لإيران بأن أمريكا ليست بصدد حل الخلاف حول الملف النووي، بل هي تحاول تدمير هذا البرنامج من خلال إعطاء وعوداً بأنها سوف ترفع العقوبات وستنفتح على إيران وستعاود الشركات الأمريكية والأوروبية للعمل داخلها، لكن الأهداف المخبئة هي شيء آخر". التوقيت هو الحاسم من جهته، يوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة إكستر البريطانية، هيثم الهيتي، أن التوقيت سوف يحسم كل الأمور، وعلى الرغم من عدم وجود تحديد دقيق للتاريخ، لكن يمكن إعطاء تخمين أو جدول زمني ربما موجود داخل الإدارة الأمريكية، وهو مختلف عن الجدول الزمني لدى الإيرانيين. وعن الجدول الزمني الأمريكي، يشرح الهيتي، للوكالة، أن "التوقيت الأمريكي يتمثل بضرورة إنهاء هذه المفاوضات بأسرع وقت، لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريد مرور عامين على إدارته دون حسم للقضايا". كما يوضح أن "هذا يعود إلى وجود انتخابات مجلس شيوخ وكونغرس بعد عامين، وفي حال عدم التوصل لاتفاق فهذا قد يغير من قوة ترامب داخل الكونغرس الأمريكي، وبالتالي يعوق قدرته على اتخاذ قرارات أمنية أو عسكرية، لذلك لن يقبل ترامب مرور عام على إدارته دون الوصول إلى نتائج، وبعد العام قد يتخذ قرارات حاسمة لكي لا يمر عليه الزمن". وعن الجانب الإيراني، يشير الهيتي، إلى أن "الإيرانيين يلعبون على هذه المسألة، فهم يريدون المراوغة أكثر وأكثر حتى تمر مدة أكبر ويعطون وعوداً ثم يرجون بها حتى يستطيعون تمرير العامين، لحين مجيء الديمقراطيين إلى الكونغرس والشيوخ، وبالتالي تضعف قدرة ترامب بالضغط على الإيرانيين". تنازلات كبرى بدوره، يؤكد المختص في الشؤون السياسية الأمريكية، عقيل عباس، أن "ترامب تحدث عن سقف للتفاوض يقدر بشهرين، وفي تصوري ربما المتبقي جلستين وبعدها ينبغي أن تحسم القضية". ويعزو عباس ذلك خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "ترامب والأوروبيين يريدون تجنب أسلوب المفاوضات السابقة التي استغرقت وقتاً طويلاً بحدود العام ونصف العام ورغم ذلك لم تُحقق نتيجة، لذلك ترامب يرغب بحصر الوقت وأوروبا مع هذا الحصر أيضاً". ووفقاً لعباس، فإن ترامب يريد حسم هذا الملف سريعاً، وبعدها يجرب الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه في سياق إدارته، ومن المتوقع الوصول إلى اتفاق، والمتبقي هو تخريجة هذا الاتفاق. ويرجح عباس في ختام حديثه، أن "الاتفاق سيتضمن تنازلات إيرانية كبرى بخصوص التخصيب، في المقابل ستقدم أمريكا تنازلات لصالح إيران ذات طابع اقتصادي وقد يكون رفعاً شاملاً للعقوبات عنها، لذلك ننتظر ونرى، لكن الأهم هو سيتم الابتعاد عن الخيارات العسكرية والحرب، وهذا أمر إيجابي".


ساحة التحرير
منذ 5 ساعات
- ساحة التحرير
عُقد التفاوض الأمريكي- الإسرائيلي!راسم عبيدات
عُقد التفاوض الأمريكي- الإسرائيلي! بقلم :- راسم عبيدات* على جبهة ايران والمفاوضات حول الملف النووي الإيراني، عقدة تخصيب اليورانيوم، فأمريكا نتيجة ضغوط المتشددين في البيت الأبيض من القوى الصهيونية واليمين المتطرف الأمريكي الانجليكاني، يرفض الحق الإيراني في تخصيب اليورانيوم، وامتلاك برنامج نووي سلمي، وطرحت مسألة تخصيب ايران لليورانيوم بشكل منخفض، عبر اقامة منشأة تخصيب ايرانية في قطر، أثناء زيارة مشتركة للوسيط العُماني ورئيس وزراء ووزير خارجية قطر الى طهران، بحيث تكون تلك المنشأة تحت اشراف وكالة الطاقة الذرية، وبأن تكون المنشأة بمثابة ارض ايرانية تتمتع بحقوق الحصانة، ولكن يبدو بأن هذا المقترح والذي ينتقص من حق ايران، في التخصيب على اراضيها، رفض ايرانياً، وعلى لسان المرشد الأعلى الإيراني الإمام خامنئي يقال' بأن منع او سلب ايران حقها في التخصيب، بمثابة هراء' ،وهذا العقدة ،اذا لم يجر التفكير بحلول ابداعية لها، فواضح بأن العودة ستكون الى سياسة ما تسميه امريكا بالعقوبات القصوى، أو ربما الخيار العسكري، وخاصة بأن الحديث يجري، بأن اسرائيل قد تحاول استغلال الظرف الناتج عن عقدة التفاوض هذه، لكي تقوم ب 'ببروغندا' ،عملية عسكرية استعراضية ضد منشآت ايران النووية وقدراتها العسكرية من الصواريخ البالستية، بدعم من صقور البيض الأبيض والمتصهينين والمتشددين فيه. ايران والتي لها تجربة سيئة مع الإدارة الأمريكية التي انسحبت من الاتفاق النووي في عام2018 ،والتي شاركت في التوقيع عليه روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا والأمم المتحدة عام2015، تريد ضمانات بأن لا يجري التحلل من هذا الاتفاق من قبل الرئيس الأمريكي القادم، وضمان رفع العقوبات، وامريكا تريد ان لا يتحول البرنامج النووي الإيراني الى برنامج عسكري. أما عقدة اسرائيل التفاوضية في قطاع غزة، فهي لربما اعقد من العقدة الأمريكية، فإسرائيل التي تواصل حربها الجنونية على القطاع، وارتكاب المجازر بحق المدنيين وسياسة الحصار والتجويع، والتهديد بعملية برية واسعة ' مركبات جدعون' التوراتية، واستخدام 'عقيدتي' الضاحية وجباليا معاً، أي تدمير ممنهج وإبادة للحاضنة الشعبية ،كما جرى في لبنان، وحرق لتلك الحاضنة في قطاع غزة، والهدف الوصول الى اتفاق يستجيب لطموحاتها بنزع سلاح المقاومة واسقاط 'طحن' كل من يقول بفكرة المقاومة او ينظر لها او يدعمها او يمولها او يمارسها، او يبشر بها او يقول بنهجها وخيارها وثقافتها، واعتبار' اسرائيل' بمثابة البقرة المقدسة، التي لا يجوز المساس بها بالمطلق، ولتكن لبنان وغزة، نموذج ومثال، لكل من يحاول أن يمس بها ،أي ما يتعدى ' كي' الوعي العربي والفلسطيني الى 'تجريف' كامل لهذا الوعي، ولعل دول النظام الرسمي العربي، قاطبة تقف الى جانب اسرائيل في هذه النقطة الجوهرية، أي انها تكره حتى سماع لفظة مقاومة، وتريد التخلص من كل من يقوم بها، ولذلك جزء من دول النظام الرسمي في المفاوضات الدائرة للوصول الى وقف إطلاق النار، تضغط لنزع سلاح المقاومة واسقاطها. اسرائيل وامريكا كمن يبتلعون منجلاً ،فهم غير قادرين على مواصلة الحروب او التراجع عنها والذهاب الى تسويات قادرون على دفع ثمنها، فقوة الدفع لحروب نتنياهو تقترب من النفاذ سواء على الصعيد الداخلي، حيث لم يعد المجتمع الإسرائيلي متماسكاً حول الحكومة والجيش، ويشعر بان هذه الحرب المستمرة، هي فقط من أجل خدمة اهداف نتنياهو السياسية والشخصية، وهي استنفذت اهدافها العسكرية والأمنية، وكذلك الجيش لم يعد متماهياً مع الحكومة في حربها، وهذا الجيش يشهد حالة من تراجع الروح القتالية، والتمرد وعدم الالتحاق بالوحدات العسكرية، وانخفاض الروح المعنوية، والنقص في العنصر البشري، ناهيك عن توقيع عشرات الآلاف الجنود والضباط والمفكرين والسياسيين والأطباء على عرائض تطالب بوقف الحرب واستعادة الأسرى، في حين قوة محرك الدفع الخارجي لاستمرار هذه الحرب، حرب الإبادة والتجويع، يتراجع خارجياً، حيث لم تعد هناك فقط حركة شعبية واعلامية وسياسة ضاغطة لوقف هذه الحرب ،والدعوة الى ادخال مساعدات عاجلة الى سكان القطاع، ورفض سياسة التجويع كأداة في الحرب، بل ارتفع هذه الحراك ليصل الى العديد من الحكومات الأوروبية، فهناك 19 دولة أوروبية وقعت على بيان يدعو الى وقف الحرب وادخال المساعدات الإنسانية ورفض سياسة التجويع، وثلاث دول أوروبية ،وهي الأكثر مناصرة ودعماً لإسرائيل، بريطانيا وفرنسا وكندا، دعت الى اعادة النظر في اتفاقية الشراكة للتجارة الحرة مع دولة الاحتلال، وتفعيل المادة الثانية منها الخاصة بحقوق الإنسان، وبريطانيا التي رعت دولة الاحتلال منذ قيامها، واستمرت في دعمها عسكرياً ومالياً وسياسياً واعلامياً، ووقفت الى جانبها في رفض أي عقوبات قد تفرض عليها في المؤسسات الدولية، نتيجة لخرقها السافر للقوانين الدولية او الدولية الإنسانية ،او ارتكابها لجرائم حرب، باتت تتخذ قرارات بوقف تصدير السلاح الى اسرائيل، ودراسة فرض عقوبات عليها ، اذا لم توقف حربها العبثية على القطاع، ولا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية. مأزق نتنياهو يتعمق ونسبة المؤيدين لاستمرار الحرب، والتي كانت في بدايتها ،تصل الى 94%،في تموز 2024 هبطت الى 58%،وهي الآن تقف عند حدود 20%،وبات الانتقاد لهذه الحرب يطال قيادات عسكرية وأمنية اسرائيلية، فها هو زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيليين يائير جولان، يصف دولته بان جيشها يقتل الأطفال كهواية، في حين رئيس الوزراء الأسبق أولمرت، يقول بأن هذه الحرب العبثية، قد ترتقي الى جريمة حرب، ونتنياهو يعرف جيداً بانه في النهاية سيجبر على وقف الحرب، دون ان يحقق اهدافه في نزع سلاح المقاومة او ابعاد قادتها، وهذا يعني العودة للتساكن مجدداً مع قوى المقاومة على حدود مستوطنات الغلاف، وهذه المقاومة، قد تعيد بناء نفسها مجدداً، ولو بعد سنوات، كما حصل بعد 2005 ،وبالتالي يستمر المأزق الوجودي لإسرائيل، وحتى في إطار التعويض المعنوي، هو لن ينجح لا هو ولا ترامب، في ' هندستهم' الديمغرافية ولا الجغرافية للقطاع، ولا مخططاتهم، للتهجير سكان القطاع، بما يشكل تعويض معنوي للمستوطنين، عن عدم القضاء على المقاومة الفلسطينية، بأن يبقون ما بين النهر والبحر اغلبية، بعد تهجير مليون فلسطيني. ومأزق ترامب لا يقل عن مأزق نتنياهو، فهو يدرك تماماً بان فشل المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي، قد يقود الى نتائج كارثية، اذا ما ذهب الى الخيار العسكري، والذي ستكون كلفته باهظه، استهداف للوجود والقواعد الأمريكية في المنطقة، اهتزازات عميقة في الاقتصاد العالمي، واضطرابات في اسواق البورصة والأسهم، وتأثير كبير لى خطوط توريد وسلاسل الطاقة، ناهيك عن ذهاب ايران لخيار البرنامج النووي العسكري. ترامب استخلص العبر من حربه التي شنها على وسببت له مأزق استراتيجي وفشل كبير، اضطره للانسحاب من حربه الإسنادية لدولة الاحتلال، وهو يدرك بان الرسائل التي اراد توجيها لطهران، قد ارتدت عليه، فاليمن امكانياته متواضعة امام ما تمتلكه ايران من قدرات عسكرية، ولذلك قضية اللجوء للخيار العسكري ،قد يدفع نحو تفجر الأوضاع وخروجها عن السيطرة وتوسع الحرب بشكل أعم واوسع واشمل، ولذلك على ترامب ونتنياهو، كل من ملفه، البحث عن تسويات من خارج تفكيك برنامج ايران النووي ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية. كل التطورات التي تحدث في المنطقة والإقليم، تقول بأن الوقت ينفذ أمام نتنياهو لمواصلة حربه العبثية بدون اهداف وبدون انجازات على الصعيدين الداخلي مجتمعاً وجيشاً والخارجي دعم عسكري وسياسي ومالي واعلامي وتبني رواية وسردية. فلسطين – القدس المحتلة 2025-05-24


شفق نيوز
منذ 12 ساعات
- شفق نيوز
الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر "السكان اليائسون" وصول الطعام
تسببت كمية الغذاء المحدودة التي وصلت إلى غزة بعد رفع الحصار الإسرائيلي جزئياً، في انتشار الفوضى، مع استمرار انتشار الجوع بين سكان القطاع. فقد اكتظت المخابز التي توزع الطعام بالحشود وأُجبرت على الإغلاق يوم الخميس، وفي الليل هاجم لصوص مسلحون قافلة مساعدات، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع مسؤولي أمن حماس، الذين استهدفتهم غارة لطائرة إسرائيلية مُسيرة، بحسب شهود عيان. وتؤكد الحادثة التي وقعت في وسط غزة، ورواها شهود عيان وصحفيون محليون ومسؤولون من حماس لبي بي سي، على تدهور الوضع الأمني في غزة، حيث انهارت حكومة حماس وعمّت الفوضى. ووقعت الحادثة أثناء توجه قافلة مكونة من 20 شاحنة تحمل الدقيق من معبر كرم أبو سالم إلى مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة دير البلح، ودخلت القطاع بتنسيق من برنامج الغذاء العالمي. ورافق القافلة ستة عناصر من أمن حماس عندما تعرضت لكمين نصبه خمسة مسلحين مجهولين، أطلقوا النار على إطارات الشاحنة وحاولوا الاستيلاء على حمولتها. وقال شهود عيان لبي بي سي نيوز إن فريق التأمين التابع لحماس اشتبك مع المهاجمين في تبادل إطلاق نار قصير. وبعد وقت قصير من بدء الاشتباك، استهدفت طائرات إسرائيلية مُسيرة فريق حماس بأربعة صواريخ، ما أدى إلى مقتل ستة ضباط وإصابة آخرين. EPA وأصدرت حماس بياناً أدانت فيه الهجوم ووصفته بأنه "مجزرة مروعة"، متهمة إسرائيل باستهداف الأفراد المكلفين بحماية المساعدات الإنسانية عمداً. بينما رد الجيش الإسرائيلي ببيان قال فيه إن إحدى طائراته حددت هوية "عدد من المسلحين، من بينهم إرهابيون من حماس"، بالقرب من شاحنات مساعدات إنسانية في وسط غزة "وضربت المسلحين بعد التعرف عليهم". وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه سيبذل "كل الجهود الممكنة لضمان عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى أيدي المنظمات الإرهابية". وسمحت إسرائيل بمرور كمية صغيرة من الغذاء إلى غزة هذا الأسبوع؛ حيث عبرت حوالي 130 شاحنة محملة بالمساعدات إلى داخل القطاع في الأيام الثلاثة الماضية، بعد أن رفع الجيش الإسرائيلي جزئياً الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً. وتقول الأمم المتحدة إن غزة تحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة من الإمدادات يومياً. وحذرت وكالات دولية، منها الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، مرارا وتكرارا من أن انعدام الأمن المتزايد يعوق توصيل الإمدادات الغذائية والطبية التي يحتاجها السكان بشدة، ومعظمهم من النازحين داخل غزة. وتقول إسرائيل إن الحصار يهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، كما اتهمت حماس أيضاً بسرقة الإمدادات، وهو ما نفته الحركة. وأكد برنامج الأغذية العالمي نهب 15 شاحنة مساعدات تابعة له مساء الخميس، قائلاً إن "الجوع واليأس والقلق حول إمكان وصول المساعدات الغذائية يساهم في تفاقم انعدام الأمن". ودعت المنظمة الدولية إسرائيل إلى المساعدة في ضمان المرور الآمن للإمدادات. وكتب فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على منصة إكس، أنه لا ينبغي أن "يتفاجأ" أحد "أو يشعر بالصدمة" من نهب المساعدات؛ لأن "أهل غزة يعانون الجوع والحرمان من الأساسيات مثل المياه والأدوية لأكثر من 11 أسبوعاً". وقبل دخول قافلة المساعدات يوم الخميس، تجمع فلسطينيون غاضبون وجائعون خارج المخابز في غزة، في محاولة يائسة للحصول على الخبز، لكن سرعان ما تحول الوضع إلى حالة من الفوضى، ما اضطر السلطات إلى وقف التوزيع. كما اضطرت معظم المخابز لتعليق عملياتها، مشيرة إلى انعدام الأمن. وأعرب العديد من السكان في مختلف أنحاء غزة عن شعورهم بالإحباط المتزايد، بسبب طريقة توزيع المساعدات، وانتقدوا برنامج الأغذية العالمي الذي يشرف على تسليم الأغذية. وطالب البعض بتوزيع الدقيق مباشرة على السكان بمعدل كيس واحد لكل أسرة، بدلاً من توزيعه على المخابز لإنتاج الخبز وتوزيعه على السكان. ويقول السكان المحليون إن توزيع الدقيق سوف يسمح للأسر بالخبز في المنازل أو في الخيام، ما سيكون "أكثر أماناً من الانتظار في مراكز المساعدات المزدحمة." EPA كما تحدث فلسطينيون على الأرض عن انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية، التي يواجهها من يعيشون وسط القتال أو أجبروا على ترك منازلهم، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في تصعيد عملياته العسكرية ضد حماس. ومن داخل أحد مخيمات النازحين في المواصي جنوبي قطاع غزة، قال عبد الفتاح حسين لبي بي سي، عبر تطبيق واتساب، إن الوضع "يزداد سوءاً" بسبب عدد الموجودين في المنطقة. وأضاف، وهو أب لطفلين، أنه "لا توجد مساحة" في المواصي، كما أن الجيش الإسرائيلي أمر سكان المنطقة بمغادرة منازلهم التوجه إلى مكان آمن. وأكد أنه "لا يوجد كهرباء ولا طعام ولا مياه شرب كافية ولا أدوية متاحة"، والغارات الجوية المتكررة، خاصة أثناء الليل، تفاقم المعاناة". ووصف حسين شاحنات المساعدات القادمة بأنها "قطرة في بحر احتياجات سكان غزة." وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه سيُسمح أخيراً بدخول بعض الإمدادات "الأساسية" فقط من الاحتياجات إلى القطاع. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن كمية الغذاء التي دخلت غزة في الأيام الأخيرة لا تقترب حتى من الكمية المطلوبة لإطعام نحومليوني فلسطيني يعيشون هناك، في حين قالت الأمم المتحدة إن نحو 500 شاحنة كانت تدخل القطاع في المتوسط يومياً قبل الحرب. وحذرت منظمات إنسانية من مجاعة "تهدد قطاع غزة على نطاق واسع." وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن 400 شاحنة حصلت على الموافقة لدخول غزة هذا الأسبوع، لكن الإمدادات التي دخلت جُمِعت من 115 شاحنة فقط، مضيفا أنه لم يصل شيء "إلى الشمال المحاصر" حتى الآن. ورغم وصول بعض الطحين/الدقيق وأغذية الأطفال والإمدادات الطبية إلى غزة، وبدء بعض المخابز في الجنوب العمل مرة أخرى، قال غوتيريش إن ذلك يعادل "ملعقة صغيرة من المساعدات بينما هناك حاجة إلى طوفان من المساعدات". وأضاف أن "هناك إمدادات محملة على 160 ألف منصة متنقلة، تكفي لملء نحو 9 آلاف شاحنة، مازالت في الانتظار". وقالت رضا، وهي قابلة تعمل على توليد الحوامل من خلال جمعية مشروع الأمل الخيرية في دير البلح، إن النساء يأتين إليها في حالة إغماء، ويلجأن إلى طلب مساعدتها بسبب عدم تناول أي طعام حتى وجبة الإفطار. وأضافت أن الكثير من النساء يحصلن على وجبة واحدة فقط في اليوم، ويعيشن على البسكويت عالي الطاقة الذي تقدمه لهم الجمعية الخيرية. وتضيف القابلة: "بسبب سوء التغذية، دائماً ما تشكو النساء من عدم حصول أطفالهن على ما يكفي من المكملات الغذائية من الرضاعة، ولا يتوقفوا عن البكاء. إنهم يحتاجون دائماً إلى الرضاعة الطبيعية، لكن الصدور خالية من اللبن". أما صبا ناهض النجار، فهي مراهقة تعيش في خان يونس، حيث أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جماعي للمنطقة في وقت سابق من هذا الأسبوع، تمهيداً لعملية عسكرية "غير مسبوقة" هناك، بحسبه. وقالت صبا إن عائلتها بقيت في منزلها المدمر جزئياً، مضيفة "صدر أمر إخلاء لمنطقتنا، لكننا لم نغادر لأننا لا نجد مكاناً آخر نذهب إليه". وتابعت: "لا يوجد عدد كبير من المواطنين في المنطقة. النازحون ينامون في الشارع ولا يوجد طعام. الظروف متدهورة وصعبة للغاية". وقالت المراهقة الفلسطينية في رسالة عبر تطبيق واتساب، وهي تكاد تكون الطريقة الوحيدة للتحدث إلى الناس في غزة لأن الجيش الإسرائيلي يمنع الصحفيين من دخولها، إن "القصف مستمر بطريقة وحشية". وأكدت أنه لم يتبق لها ولأسرتها سوى القليل، مضيفة: "ليس لدينا طعام، ولا دقيق، ولا أي ضروريات أساسية للحياة".