
وسط استقطاب سياسي واسع.. بولندا تستعد لجولة حاسمة في الانتخابات الرئاسية
تتجه الأنظار إلى بولندا حيث يخوض المرشحان للرئاسة، رافال ترزاسكوفسكي المدعوم من التحالف المدني، وكارول ناوروكي المدعوم من حزب القانون والعدالة المحافظ، منافسة متقاربة مع اقتراب الجولة الثانية من الانتخابات المقرر إجراؤها في 1 حزيران/ يونيو.
وشهدت العاصمة وارسو نهاية هذا الأسبوع تظاهرات حاشدة مؤيدة للطرفين. حيث نظم رافال ترزاسكوفسكي، الذي يشغل منصب عمدة وارسو، "مسيرة الوطنيين العظماء"، التي تميزت برفع الأعلام البولندية وأعلام الاتحاد الأوروبي، في تعبير واضح عن توجهه الأوروبي التقدمي.
وقالت إحدى المشاركات في المسيرة لـ"يورونيوز": "نحن من قرية صغيرة قرب ستاروغارد غدانسكي. جئنا لدعم ترزاسكوفسكي، لا يمكننا تخيل دعم غيره. نأمل أن يستيقظ الضمير الجمعي".
بينما أضاف آخر: "نريد بولندا لطيفة، لا يصطدم فيها الناس ببعضهم البعض بسبب الخلافات السياسية".
ومن اللافت أن بعض المشاركين أعلنوا أنهم لم يصوتوا لترزاسكوفسكي في الجولة الأولى، لكنهم قرروا دعمه في هذه المرحلة الحاسمة، معتبرين أن تعبئة الأصوات ضرورية.
في المقابل، نظم أنصار كارول ناوروكي مسيرة مضادة بعنوان "مسيرة من أجل بولندا"، عبّر خلالها المشاركون عن تمسّكهم بالقيم التقليدية والسيادة الوطنية.
وقال أحد المتظاهرين: "أريد أن تبقى بولندا كما هي. هذا هو الأساس بالنسبة لي". بينما أكدت مشاركة أخرى: "ندافع عن الزلوتي البولندي، عن سيادة الحدود، وعن أمننا. لا نريد مهاجرين غير شرعيين".
أثار حجم المشاركات في المسيرات جدلاً واسعًا، حيث قدّر رئيس الوزراء دونالد توسك أن نحو 500 ألف شخص شاركوا في مسيرة ترزاسكوفسكي، بينما زعم منظمو مسيرة ناوروكي مشاركة 100 ألف شخص على الأقل. غير أن السلطات الأمنية لم تصدر أرقامًا رسمية، ويُعتقد أن التقديرات من كلا الجانبين قد تكون مبالغًا فيها.
شهدت المسيرات أيضًا مشاركة شخصيات سياسية من خارج بولندا. فقد حضر عمدة بوخارست، نيكوسور دان، مسيرة ترزاسكوفسكي، مؤكدًا دعمه له كرمز للقيم الأوروبية، وداعيًا إلى تعاون إقليمي داخل إطار الاتحاد الأوروبي.
وفي المقابل، عبّر المرشح الرئاسي الروماني القومي جورج سيميون عن دعمه لكارول ناوروكي من خلال مشاركته في مسيرة مؤيدة له في وارسو، في خطوة اعتُبرت رسالة تأييد للقيم المحافظة والسيادة الوطنية.
مع اقتراب الجولة الثانية من التصويت، يحتدم السباق بين مرشحين يعكسان توجهين متباينين تمامًا: توجه ليبرالي منفتح على الاتحاد الأوروبي يمثله ترزاسكوفسكي، وآخر قومي محافظ يعكس سياسة حزب القانون والعدالة يمثله ناوروكي.
في بلد يعاني من انقسامات حادة حول قضايا الهجرة، والقيم الاجتماعية، وعلاقة بولندا بالاتحاد الأوروبي، ستكون نتيجة هذه الانتخابات حاسمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 42 دقائق
- فرانس 24
استقالة مفاجئة لمدير "مؤسسة غزة الإنسانية" وسط تحديات توزيع المساعدات في القطاع
قدم المدير التنفيذي لمنظمة إنسانية تدعمها الولايات المتحدة وتخطط لدخول مساعدات إلى قطاع غزة استقالته بشكل مفاجئ وفوري يوم الأحد، مما زاد من حالة الغموض حول مصير هذه المبادرة الإغاثية. وأشار جيك وود، المدير التنفيذي لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، في بيان رسمي، إلى أنه اضطر لاتخاذ قرار الاستقالة بعدما تأكد لديه أن المنظمة غير قادرة على تنفيذ مهمتها والحفاظ في الوقت نفسه على "المبادئ الإنسانية". ومنذ شباط/ فبراير، التزمت المؤسسة التي تتخذ من جنيف مقرا لها، بتوزيع نحو 300 مليون وجبة خلال أول 90 يوما من انطلاق عملها. في المقابل، رفضت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التقليدية التعاون مع المنظمة، في ظل اتهامات بتورطها في شراكة مع إسرائيل. وتزامن بروز دور 'مؤسسة غزة الإنسانية' مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، في ظل استمرار هجوم الجيش الإسرائيلي ردا على عملية حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وسجلت الأيام الأخيرة تخفيفا جزئيا للحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من شهرين، وسط تحذيرات وكالات الإغاثة من تصاعد مخاطر المجاعة. وأوضح وود في بيانه: "قبل شهرين، طلب مني قيادة جهود مؤسسة غزة الإنسانية نظرا لخبرتي في الميدان الإنساني". وبين أيضا: "مثل الكثيرين حول العالم، هالني حجم الجوع في غزة وتأثرت إنسانيا بالأزمة، وانطلاقا من مسؤوليتي الإنسانية، شعرت بأن من واجبي بذل كل جهد لتخفيف المعاناة". وأضاف وود أنه يشعر "بالفخر حيال العمل الذي أشرفت عليه، من وضع خطط لإطعام الجياع، والتعامل مع الهواجس الأمنية المتعلقة بتحويل المساعدات، ودعم جهود المنظمات غير الحكومية الميدانية في غزة". لكنه ألمح في الوقت ذاته إلى أن "تنفيذ هذه الخطة يظل مستحيلا ما لم يتم التمسك الصارم بالمبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلالية، وهي قيم لن أتنازل عنها". وكشف المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في بيان أن الجيش الإسرائيلي "يحكم سيطرته فعليا على 77% من مساحة قطاع غزة"، الذي يسكنه 2.4 مليون نسمة، يشكل اللاجئون أكثر من ثلثيهم. وطالب وود إسرائيل "بتوسيع عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بكافة الوسائل والآليات الممكنة"، كما دعا "جميع الأطراف الفاعلة لمواصلة استكشاف حلول وأفكار مبتكرة لإيصال المساعدات دون تأخير أو تمييز أو انحراف عن المسار".


فرانس 24
منذ 42 دقائق
- فرانس 24
ترامب يصف بوتين ب"المجنون" بعد هجوم روسي على مدن أوكرانية أدى إلى مقتل 13 شخصا
شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما على نظيره الروسي فلاديمير بوتين ، واصفا إياه بـ"المجنون"، محذرا من أن أي محاولة من قبله للسيطرة على أوكرانيا كلها "ستؤدي إلى سقوط روسيا". وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشال "كانت لدي دائما علاقة جيدة جدا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن شيئا ما أصابه. لقد أصبح مجنونا تماما". وأضاف "قلت دائما إنه يريد أوكرانيا كلها وليس جزءا منها فقط، وربما يتضح أن هذا صحيح، ولكنه إن فعل، فسوف يؤدي ذلك إلى سقوط روسيا". وعبر ترامب عن استيائه الشديد أمام الصافيين في مطار موريستاون بنيوجيرسي، وقال: "أنا مستاء مما يفعله بوتين. إنه يقتل الكثير من الناس، ولا أعرف ما الذي أصابه". وخلال الأسابيع الماضية، برزت مؤشرات على تحول في موقف ترامب تجاه بوتين، إذ أظهر الرئيس الأمريكي إحباطا متزايدا من السياسات الروسية، خاصة مع تعثر مفاوضات الهدنة مع كييف. وفي سياق الهجمات الأخيرة، شهدت أوكرانيا ليلة من الرعب نتيجة قصف روسي مكثف بالمسيرات والصواريخ أسفر عن سقوط 13 قتيلا على الأقل. كما أدت هجمات بمسيرات أوكرانية إلى إغلاق مؤقت لبعض مطارات موسكو، قبل ساعات من تنفيذ البلدين المرحلة الأخيرة من عملية تبادل أسرى واسعة. ووصقت خدمات الطوارئ الأوكرانية ما حدث بأنه "ليلة رعب" مع استمرار الهجمات الروسية لليلة الثانية على التوالي، حيث استخدمت الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. وبينما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 45 صاروخا و266 مسيرة روسية خلال هذه الضربات، أشار الجيش إلى أن غالبية مناطق البلاد تأثرت، وسجلت غارات جوية في 22 منطقة مع سقوط صواريخ وطائرات هجومية في 15 موقعا مختلفا. من جانبه، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتشديد الضغط على موسكو لإيقاف الهجمات وإنهاء النزاع، مؤكدا أن "بدون ضغط قوي على القيادة الروسية لا يمكن وقف هذه الوحشية". كما دعا الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى إظهار العزم لدفع بوتين إلى إنهاء الحرب. من جهتها، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ضرورة ممارسة "أقوى ضغط دولي" على روسيا، موضحة في منشور عبر منصة إكس أن هجمات الليلة الماضية تظهر أن موسكو "مصممة على التسبب بمزيد من المعاناة وإبادة أوكرانيا". وأوضح الجيش الروسي في بيان أنه استهدف ليلا "مؤسسات تابعة للمجمع الصناعي العسكري" الأوكراني ضمن عملياته الأخيرة.


فرانس 24
منذ ساعة واحدة
- فرانس 24
فنزويلا: مشاركة ضعيفة في الانتخابات التشريعية والإقليمية والتوقعات تصب لصالح السلطة
سجلت الانتخابات التشريعية والإقليمية في فنزويلا نسبة مشاركة ضعيفة حتى منتصف النهار، وسط توقعات بفوز كبير للسلطة، وذلك في ظل مقاطعة المعارضة بعد 10 أشهر من إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو واتهامها العملية بالتزوير. وجرى اعتقال المعارض البارز خوان بابلو غوانيبا، المقرب من زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، خلال حملة الانتخابات يوم الجمعة، حيث كان من بين الداعين إلى المقاطعة. ويواجه لغوانيبا، النائب السابق، اتهام بالانتماء إلى "منظمة إجرامية" يزعم أنها سعت إلى "تخريب" الانتخابات الأحد. وأطلقت عملية الاعتقال موجة من الإدانات، إذ صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأنها "غير مبررة وتعسفية". في 19 أيار/مايو، أوقفت فنزويلا الرحلات الجوية مع كولومبيا، معلنة احتجاجها على تسلل "مرتزقة" من الأراضي الكولومبية بهدف "تخريب" الانتخابات التشريعية والمحلية. وتولت أكثر من 400 ألف عنصر أمني مهمة تأمين سير التصويت، الذي استمر حتى الساعة السادسة مساء (العاشرة ليلاً بتوقيت غرينتش) على أن يتم إعلان النتائج في المساء. ولوحظ عزوف الناخبين عن مراكز الاقتراع، بحسب روايات مراسلي وكالة الأنباء الفرنسية في كراكاس وسان كريستوبال (جنوب غرب البلاد، قرب الحدود مع كولومبيا) وباريناس (جنوب غرب)، ما يشكل تناقضاً مع الطوابير التي شهدتها المراكز خلال الانتخابات الرئاسية السابقة في 28 تموز/ يوليو. وكشف استطلاع أجرته شركة ديلفوس أن نسبة المشاركة يتوقع أن تبلغ نحو 16% من بين 21 مليون ناخب مسجل، مع ترجيح أن أغلبية المشاركين من أنصار الحكومة. وقالت الطالبة الجامعية سامادي روميرو (32 عاما): "إنها عملية مهمة لمشاركة المواطنين". وأكدت أنها منحت صوتها لنيكولاس مادورو نجل الرئيس مادورو، المعروف بلقب "نيكولاسيتو"، رئيس قائمة حزب مادورو في كراكاس. أما كانديلاريا روخاس سييرا، الموظفة الحكومية المتقاعدة (78 عاما)، فقد صرحت في سان كريستوبال وهي في طريقها إلى القداس "للصلاة من أجل فنزويلا": "لن أصوت لأنني شاركت في 28 تموز/يوليو (في الانتخابات الرئاسية) وسرقوا الانتخابات. إنها مهزلة حقيقية". ممثلو إيسيكويبو اعتمدت الحكومة خلال هذه الانتخابات تقسيما انتخابيا جديدا لتمكين انتخاب حاكم وثمانية نواب لمنطقة إيسيكيبو، التي تقع في غويانا المجاورة والغنية بالنفط والتي تشكل موضع نزاع مع فنزويلا. وكان رئيس غويانا، عرفان علي، قد صرح الأسبوع الماضي لوكالة الأنباء الفرنسية أن الاقتراع يشكل "تهديدًا"، رغم أن التصويت يجري فقط في الجانب الفنزويلي من الحدود. ولا توجد أي مراكز اقتراع في هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع. ويحتفظ أنصار "الشافية"، الحركة التي أسسها الرئيس الراحل هوغو تشافيز ويقودها مادورو، بسلطتهم حالياً على 19 ولاية من أصل 23، كما يملكون 253 مقعداً من أصل 277 داخل البرلمان. وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن حزب مادورو قد يحقق الأغلبية المطلقة من مقاعد البرلمان. ورجحت تحليلات فوز المعارضة في ولايتين فقط من أصل 24، وهما ولاية زوليا النفطية، ونويفا سبارتا في جزيرة مارغريتا. وأوضح الخبير السياسي خيسوس كاستيو أن "غالبية المعارضة لن تشارك بالتصويت، ما يرجح فوز السلطة. بتاريخ 25 أيار/مايو، وسنحصل على خريطة شديدة الاحمرار" في إشارة إلى لون أنصار تشافيز. وأتت الحملة الانتخابية هادئة إجمالاً من جانب المعارضة والحكومة. وأشار مادورو إلى أن "هناك 54 حزبًا وأكثر من 6500 مرشح... الخيارات متاحة للجميع"، مؤكداً أن معسكره سيحقق "فوزاً ساحقاً". من جهتها، وصفت ماتشادو العملية بـ"المهزلة الضخمة التي يحاول النظام من خلالها إخفاء هزيمته (في انتخابات 28 يوليو الرئاسية)". وأضافت: "سنؤكد (...) هذه الهزيمة من خلال الغياب التام (...) بجعل مراكز الاقتراع خالية تماماً". وتتمسك المعارضة بروايتها حول فوزها في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 التي تزعم أنها شابتها عمليات تزوير. وتسببت الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات بمقتل 28 شخصًا واعتقال 2400 شخص، أفرج عن 1900 منهم حتى الآن. وشهد هنريك كابريليس، المرشح الرئاسي مرتين، انقساماً في صفوف المعارضة، مؤكدًا أهمية المشاركة في الانتخابات. أما المرشح لمنصب حاكم ميراندا، خوان ريكيسينس، فأكد أن "التصويت هو وسيلة للتغيير والنضال والمقاومة. أفهم استياء الناس، لكن هذه هي طبيعة النضالات، صعبة (...) وعلينا أن نستمر في الكفاح".