
إكس تطلق النسخة التجريبية من رسائل "XChat" للمستخدمين المدفوعين
بدأت منصة إكس، التي كانت تُعرف سابقًا بتويتر، اختبار نسخة تجريبية من رسائل "XChat"، وهي ميزة جديدة تهدف إلى تحسين تجربة المراسلة داخل التطبيق؛ وقد تمكّن بعض مستخدمي منصة إكس الذين لديهم حسابات مدفوعة من الوصول إلى هذه الرسائل الجديدة.
ميزات جديدة في "XChat" تضمن مزيدًا من الأمان والوظائف المتقدمة
بحسب تقرير نشره موقع TechCrunch المتخصص في أخبار التكنولوجيا، أشار المهندس العكسي نيما أوجي إلى أن نظام المراسلة الجديد يبدو جاهزًا للطرح للمستخدمين قريبًا؛ ويمثل "XChat" نسخة متطورة من الرسائل المباشرة الحالية في إكس، ويضيف مجموعة من الميزات الجديدة التي تتيح للمستخدمين تفاعلًا أكثر سلاسة وأمانًا.
من أبرز الميزات التي من المتوقع أن يتضمنها "XChat": القدرة على إرسال رسائل جماعية، وتوفير التشفير التام بين الطرفين، وهي ميزة تضمن خصوصية أكبر في المحادثات؛ بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن المستخدمون من وضع علامة على الرسائل كـ "غير مقروءة" وتنظيم المحادثات بشكل أفضل. كما ستكون هناك ميزة جديدة تسمح بمشاركة الملفات بشكل سهل وآمن.
حماية إضافية للمحادثات
يُقال أيضًا إن الرسائل في "XChat" ستكون محمية بواسطة رمز مرور مكون من 4 أرقام، ما يوفر طبقة أمان إضافية للمستخدمين.
أعلنت منصة إكس يوم الخميس أنها ستوقف العمل بنظام الرسائل المباشرة المشفرة مؤقتًا، وهو أمر قد يكون مرتبطًا بالإصدار الوشيك لـ "XChat"؛ من المتوقع أن يتسبب هذا النظام الجديد في إلغاء الحاجة إلى الرسائل المباشرة الحالية، ما يجعلها غير مفيدة في المستقبل.
منذ استحواذ إيلون ماسك على تويتر (إكس حاليًا) في عام 2022، تحدث عن العديد من المرات عن طموحاته في تطوير خدمة مراسلة شبيهة بـ "Signal" مدمجة داخل منصة إكس؛ مع التحديثات الجديدة مثل "XChat"، يبدو أن ماسك يحقق خطوة إضافية نحو جعل منصة إكس منصة مراسلة متكاملة تمامًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«الميديا» ليست دائماً مذنبة
أكَّد النجم أنه أبداً لم يقل شيئاً ينال من طليقته، وأن هناك من يتصيد له كلماتٍ لم تصدر عنه، رغم أن تصريحاته موثَّقة، لم يكتفِ بهذا القدر، تعمَّد أن يتواصل مع إحدى المذيعات، شارحاً لها تفاصيل التفاصيل، أعلنت أنه اختصَّها فقط بتلك المعلومات، التي تضع الطرفَ الآخر تحت مرمى الاتهامات، ليرى الناس كم هو معطاء وكم هي ناكرة للجميل، لنصبح أمام حكاية «الرجل الطيب والست الشريرة». لاحظت أننا كثيراً ما نكتشف أن الشخصيات العامة التي عادة تتهم الإعلام بهتك المستور والدخول في الممنوع، هي التي هتكت من كان ينبغي أن يظل مصوناً، وأتاحت الممنوع ووضعته بأوراق «سوليفان» شفافة على باب «الميديا»، ليثير شهية الإعلام في البحث عن فضيحة. عندما تتناول هذا الحدث بعض الأقلام، ويتناقله عدد من البرامج، تنهال الاتهامات على الإعلام الذي يخترق «مواثيق الشرف»، ولا يعنيه شيء سوى اقتناص «الترند». الحكاية ليست أبداً وليدة زمن «الترند» الحالي، فهي موغلة في القِدَم، وتحميل الصحافة المسؤولية الأدبية أيضاً موغل في القدم. في جلسة الصلح الشهيرة التي جمعت عام 1970 في التليفزيون اللبناني بين العملاقين فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، أكد الاثنان، أن العلاقة بينهما «سمن على عسل»، ولكنها الملعونة «الصحافة»، التي تنسب آراء سلبية للعندليب ضد فريد، وتقول على لسان فريد أكاذيب لم ينطق أبداً بها لسانه ضد حليم، بينما كل منهما لا يمكن أن يمس صديقه بسوء، وأكدا في النهاية، أنهما سوف يقدمان أغنية بتلحين فريد وغناء حليم لإيقاف باب الشائعات تماماً، عاش فريد 4 سنوات بعد هذا التسجيل، وعاش حليم سبعاً، ولم نرَ أو نسمع شيئاً عن اللقاء الفني المزعوم، كل ما كان يحدث هو فقط الإعلان عن أغنية مشتركة، ثم وكأن شيئاً لم يكن، عبد الحليم كما هي العادة وفي اللحظة الحاسمة «فص ملح وداب». لو قلبت في صفحات الماضي، ستكتشف أن حليم كثيراً ما وجَّه ضربات تحت الحزام لفريد، وفريد أيضاً لا يتورع أن يرد له «الصاع صاعين»، والصفعة صفعتين. فريد كثيراً ما كان يتباهى بأن أغنياته منتشرة عند الجمهور أكثر من أغنيات، ليس فقط حليم ولكن أيضاً عبد الوهاب وأم كلثوم، وأن الثلاثة مجتمعون، لا يحققون في الشارع ما وصل إليه فريد. كان فريد يعتقد من دون أن يفصح مباشرة، أن عبد الوهاب لعب دوراً لإيقاف كل محاولات غناء «العندليب» و«كوكب الشرق» من ألحانه. رغم أن فريد الأطرش في عام 1964 ليلة تقديم أول أغنية من تلحين عبد الوهاب وغناء أم كلثوم «أنت عمري»، أقام فرحاً في بيته، استقبل فيه مهنئاً الجميع. مواقف الفنانين تصل للذروة في جنوحها، يتأرجحون بسهولة بين الثلج والنار، بين الحب الكراهية، وفي النهاية تتحمل الصحافة كل الموبقات. في الماضي كان من الممكن أن تنطلي تلك الأكاذيب، الآن من المستحيل إخفاء معالم الجريمة الموثَّقة بالصوت والصورة! ماذا لو تخيلنا هذا الشريط وقد أعلنه النجم: «أنا أسف انفلتت مني الكلمات وأشعر بالندم، فلم يكن من اللائق أن أجرح أم أبنائي، حتى لو بعد الانفصال». غير أن التجربة تؤكد دائماً أن الهروب من تحمل المسؤولية، وإنكار الواقعة سيظل هو الحل الأول، ومع الأسف نكتشف أيضاً أنه الحل الأخير.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
عراقجي والقنبلة والقطار
لا مصلحة لأميركا في اللجوء إلى الحلّ العسكري لحسم الخلاف مع إيرانَ بشأن برنامجها النووي. استخدام القوة في الشرق الأوسط يعيد إلى الأذهان تجارب مكلفة وبغضّ النظر عن الأسباب. الرئيس دونالد ترمب نفسه لا يعتبر الخيار العسكري خياراً مقبولاً إلا إذا سُدَّت كل الطرق أمام إقناع طهران بالتخلي عن الحلم النووي. وترد إيران أن لا وجود لحلم من هذا النوع وأنَّه محرم شرعاً بالنسبة إليها. وعلى رغم هذا النفي المتكرر من جانب طهران، عاد الملف النووي الإيراني إلى الواجهة. لا غرابة أصلاً أن تكون هناك أزمة ثقة بين إيران وأميركا. تبادل الضربات في العقود الماضية مباشرة أو بالواسطة كرس أزمة ثقة عميقة. نظرت إيران الحالية دائماً إلى أميركا بوصفها الخطر الأول و«الشيطان الأكبر». تدرك طهران أنَّ أميركا قوة هائلة قادرة على قلب موازين القوى في معظم بقاع العالم. في المقابل، نظرت أميركا إلى إيران بوصفها القوة الرئيسية الداعمة للإرهاب في الشرق الأوسط ولمحت بصماتها في كل محاولات زعزعة الاستقرار. عودة ترمب إلى البيت الأبيض صبت النار على زيت الأزمة مع إيران. اسمه مرتبط بحدثين إيرانيين كبيرين، هما الخروج من الاتفاق النووي وإصدار الأمر بقتل قاسم سليماني. فتح ترمب نافذة التفاوض مع إيران لكنَّه حرص على التذكير بوعد قاطع وهو أنَّ إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً حتى لو استلزم الأمر في النهاية خياراً عسكرياً لمنعها من ذلك. دخلت الأزمة النووية الحالية مع إيران مرحلة جديدة بعد التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يتهم طهران بتسريع وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب. حرص ترمب على تكرار عبارة «لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي» يترافق مع إشارات متكررة منه إلى أنَّ الاتفاق «ممكن وقريب». لا مصلحة لأميركا في الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مع إيران. ولا مصلحة لها أيضاً في أن تتولَّى إسرائيلُ القيامَ بمثل هذه المهمة التي يصعب ضبط انعكاساتها وذيولها. وأغلب الظن أنَّ إيران التي تفادت طويلاً الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع أميركا ستواصل تفادي مثل هذا الصدام المكلف. يضاف إلى ذلك أنَّ إيران قد لا تكون اليوم في أفضل أحوالها للدخول في اختبار قوة من هذا النوع. التغييرات التي شهدها الشرق الأوسط في الشهور الأخيرة لم تكن أبداً لمصلحة إيران، وهي حرمتها من بعض أبرز أوراقها. لهذا يمكن طرح السؤال؛ بماذا سيشعر عباس عراقجي حين تحوم طائرته اليوم مقتربة من مطار بيروت؟ هل يشعر أنَّ بيروت تغيرت، أم تراه سيشعر أنَّ المنطقة تغيَّرت، ومعها موقع إيران فيها؟ يعرف عراقجي أنَّ مهمته هذه الأيام بالغة الصعوبة كي لا يقال إنَّها شبه مستحيلة. تطالب إيران العالم بطمأنتها، فيرد عليها مطالباً إياها بطمأنته. يعرف عراقجي ماذا أصاب بعض عربات القطار الإيراني في الشهور الماضية. غادرت سوريا القطار الإيراني، ولا شيء يسمح بالاعتقاد أنَّها ستعود إليه. ما تغير في سوريا ليس اسم رئيسها. تغيَّر قاموس كامل في التعامل مع السوريين وجيران سوريا والعالم. أسقطت دمشق «قاموس الممانعة» الذي اتكأ عليه نظام الأسد طويلاً. لم تعد أميركا مصنفة في خانة الأعداء. صارت مرغوبة ومطلوبة، ويتم التجاوب مع نصائحها ومطالبها. لم تعد سوريا تستضيف ضباط «الحرس الثوري» الإيراني في إطار الخطة التي رسم الجنرال قاسم سليماني ملامحها على مدى سنوات، خصوصاً بعدما نجح بالتعاون مع روسيا بوتين في إنقاذ نظام الأسد الذي شارف الانهيار. لم تعد سوريا تستضيف مقرات المنظمات الفلسطينية الممانعة وتوفر لقادتها ملاذات اعتبرتها آمنة. لم تعد هذه المنظمات مقبولة في سوريا، وبات «حزب الله» اللبناني مدرجاً في خانة الأعداء. لبنان نفسه لم يعد كما كان. لم تعد صناعة الرؤساء من مهام قيادة «حزب الله». ورئيس الجمهورية الجالس في بعبدا دخل القصر على قاعدة «حصرية السلاح» بيد الدولة. يمكن قول الشيء نفسه عن رئيس الوزراء الجالس في السراي الحكومي. برنامج الحكم الحالي هو التطبيق الكامل للقرار 1701، والإفراط في التأخير يبدو محفوفاً بالأخطار وإضاعة فرص إعادة الإعمار والاستقرار. يعرف عراقجي أنَّ أزمة الملف النووي الحالي جاءت في ظروف بالغة الصعوبة. التغيير الذي حصل في سوريا يكاد يوازي الذي حصل في العراق ساعة اقتلاع تمثال صدام حسين. عراق آخر. وسوريا أخرى. وأمام خسارة بهذا الحجم لا تملك إيران تعويضاً. لم يغادر العراق القطار الإيراني بعد انطلاق «طوفان الاقصى» وحروبه، لكنَّه آثر البقاء خارج العاصفة أو المغامرة. صواريخ الحوثيين لا تشكل بدورها تعويضاً. وعلاوة على المشهدين السوري واللبناني لا بدَّ من التوقف عند المشهد في غزة. لا حدود للكارثة هناك ولا حدود لوحشية إسرائيل. قاتلت «حماس» كثيراً وطويلاً ودفعت أثماناً باهظة، لكنَّها لا تملك اليوم عملياً غير محاولة الاحتماء بويتكوف. يعرف عراقجي ماذا أصاب القطار الإيراني بعد «طوفان الأقصى». يعرف أيضاً أنَّ دول المنطقة تشجع سياسة بناء الجسور مع بلاده. وربما يعرف أيضاً أنَّ القبول بدور أقل يبقى أفضل بكثير من المجازفة بتعريض بلاده ونظامها لصدام مباشر مع الآلة العسكرية الأميركية.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
ما بين سوريا وجنوب أفريقيا
أيام مبهجة تعيشها سوريا هذه الفترة؛ فعقب إعلان كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع معظم العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، انتهت أكثر من ثلاثة عشر عاماً من العزلة المالية والسياسية التي فُرضت على خلفية الحرب المدمّرة. وشُكّلت حكومة انتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع. وهو ما عُد في الأوساط الدولية مؤشراً على انطلاق صفحة جديدة لسوريا، تُبنى فيها معالم الدولة على أسس مختلفة. هذه الخطوة التاريخية فتحت الأبواب أمام عودة سوريا إلى الساحة الاقتصادية العالمية، في وقت تعاني فيه البلاد من تحديات هائلة؛ من انكماش اقتصادي تجاوز 70 في المائة منذ عام 2011، وبنية تحتية مدمرة، ومؤسسات حكومية متهالكة. لكن التاريخ علّمنا أن الفرص الجديدة تولد من بين الأنقاض، وأن لحظات التحوّل الكبرى تُبنى على إرادة التجاوز لا على إرث المعاناة. والسؤال اليوم ليس فقط ما إذا كانت سوريا ستتعافى، بل كيف ستنهض؟ وبأي طموح ستبني مستقبلها الاقتصادي؟ إن التاريخ مليء بالتجارب الإيجابية لدول ظن البعض أنها لن تقوم لها قائمة، ولعل تجربة جنوب أفريقيا تمنح بارقة أمل وإطاراً واقعياً للتفاؤل؛ ففي ثمانينات القرن الماضي، كانت البلاد ترزح تحت نظام الفصل العنصري. وكانت العقوبات الاقتصادية والسياسية التي فرضها المجتمع الدولي شديدة الوطأة؛ فانهارت الاستثمارات، وتدهور النمو، وارتفعت البطالة، ودخلت البلاد في عزلة شبه تامة، لكن مع نهاية النظام العنصري في أوائل التسعينات، بدأت جنوب أفريقيا تتغير؛ فرُفعت العقوبات الدولية، وعادت رؤوس الأموال، ودخلت البلاد مرحلة من الازدهار الاقتصادي والسياسي. خلال العقدين التاليين، تضاعف الناتج المحلي الإجمالي لجنوب أفريقيا مرتين، وعادت بورصتها لتكون من بين الأقوى في الأسواق الناشئة، وارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مستويات غير مسبوقة، وزاد معدل النمو السنوي على 3 في المائة لأكثر من عقد ونصف، وغدت مكسباً لكل تجمّع اقتصادي دولي؛ فأصبحت البلاد إحدى دول «مجموعة العشرين»، ومجموعة «بريكس»، وشريكة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. صحيح أن عديد التحديات ظلت قائمة، إلا أن التجربة أكدت أن العزلة ليست نهاية الطريق، بل قد تكون بدايته إذا أُحسن الاستفادة من لحظة التحول. وما يحدث عادة عند رفع العقوبات الدولية، أن تنفتح الآفاق الواسعة للنمو والازدهار، وتنشط القطاعات الحيوية مثل الطاقة، والنقل، والبنية التحتية، والاتصالات، والزراعة، والصناعات التحويلية، ويعود تدفق الاستثمارات الأجنبية، وتُستأنف العمليات المصرفية والتجارية، مما يعزز من استقرار العملة، وتحسن المؤشرات الاقتصادية. كما تستعيد الدولة أصولها المجمدة، وتتمكن من الوصول إلى التمويل الدولي؛ ما يدعم المشاريع الكبرى، ويُعيد تشغيل المرافق الحيوية، وتنعكس هذه التحولات إيجابياً على حياة المواطنين من خلال توفر السلع والخدمات وفرص العمل، وتترافق مع عودة العلاقات الدبلوماسية. وسوريا اليوم أمام لحظة شبيهة بالتجربة الجنوب أفريقية، بل ربما أكثر ثراءً بالفرص إذا ما أُحسن استثمارها؛ فالدول الصديقة، لا سيما من الإقليم، لم تتأخر في التعبير عن دعمها؛ فالسعودية سعت بقيادة ولي عهدها إلى رفع العقوبات عنها، مستثمرة حسن العلاقة والشراكة مع الولايات المتحدة خلال زيارة الرئيس دونالد ترمب للرياض، ليزور بعدها بأقل من شهر وزير الخارجية السعودي سوريا مع وفد اقتصادي رفيع المستوى لتعزيز العلاقة الاقتصادية، وهي وقطر بادرتا إلى تقديم دعم مالي مباشر لموظفي القطاع العام، وسدّدتا المستحقات السورية لدى البنك الدولي، بما يفتح المجال أمام عودة دمشق إلى مؤسسات التمويل العالمية. والكويت عبّرت عن رغبة واضحة في الاستثمار في إعادة الإعمار، ليزور بعدها الرئيس السوري الكويت بدعوة من أميرها. وتركيا بدأت تحشد شركاتها للمشاركة في المشاريع التنموية داخل سوريا، خصوصاً في مجالات الطاقة والنقل والبنية التحتية. وجانَبَ الدعم الخارجي لسوريا، روحٌ جديدة متفائلة في الداخل السوري؛ فالجيل الشاب الذي عاش في قلب المعاناة، يتطلع اليوم إلى مستقبل مختلف، مبني على الشراكة، والعمل، والانفتاح على العالم، وإذا ما تم ربط هذه التطلعات بخطط واضحة للإصلاح، وتوفير بيئة قانونية وتشريعية جاذبة للاستثمار، فإن سوريا لا تستعيد فقط ما فقدته، بل تبني اقتصاداً أكثر تنوعاً وقدرة على الصمود. إن ما تحتاجه سوريا الآن هو أن تثبت للعالم أن اللحظة السياسية الجديدة ليست عابرة، بل هي بداية لمسار من التعافي، يقوده السوريون أنفسهم، بمساندة شركائهم الإقليميين والدوليين. والعالم، وقد بدأ يفتح أبوابه من جديد أمام دمشق، لا ينتظر منها الكمال، بل ينتظر منها أن تمضي قدماً، بشجاعة، في طريق البناء. والتاريخ لا يعيد نفسه حرفياً، لكن دروسه حاضرة بوضوح؛ فكما نجحت جنوب أفريقيا في التحول من دولة منبوذة إلى شريك عالمي، يمكن لسوريا أن تنجح في بناء قصة تعافٍ مشرفة، تنطلق من جراح الماضي نحو اقتصاد مزدهر، ومجتمع متماسك، ودولة تستعيد مكانتها بثقة وتوازن. والمستقبل المشرق لا يأتي محض الصدفة، بل هو خيارٌ يُصنع، وسوريا اليوم أقرب إليه من أي وقت مضى.