
ماذا بين المحققين في رواية "اللجنة" و"الأخ الأكبر" في "1984"؟
تؤسس رواية "الديستوبيا"، على نحو ما، أحد اتجاهات أدب اللامعقول، إذ تمثل إيماناً بلا معقولية الشكل ولا معقولية الوجود معاً، عبر اقتراح علاقات بديلة للعلاقات المألوفة في العالم، وعبر وجود معاكس للمأمول الذي تحركه القيم المطلقة: الحق والخير والجمال، فيبلغ التمرد في رواية "الديستوبيا" حد قلب نظام العلاقات إلى ما أساسه الجور، والشر، والقبح، وليس ذلك بهدف فهم اللامعنى، بل لمضاهاة لا معناه، ولتحديه بتأكيده. تعود جذور هذا الاتجاه إلى القرن الـ19، حيث هاجمت كثير من الأعمال المعقول، عبر قصص الرعب والفزع، المزدحمة بعالم الأشباح والأساطير، كقصص إدغار آلان بو.
الفنان الفرنسي توماس أزويلوس يحوّل سرد صنع الله إبراهيم في رواية "اللجنة" إلى رواية مصوّرة تكشف ملامح المجتمع المصري عبر العقود (مواقع التواصل)
لكن أبطال هذا النوع من القصص لم ينتموا إلى عالم البشر أو أنهم بشر لم يتمتعوا بقوى الإنسان العاقل كلها، فهم على حافة الجنون أو اللاشعور، في حين نجد معظم أبطال الديستوبيا عاديين، لكنهم يعيشون في عالم غير عادي بالنسبة إلينا، بوصفنا متلقين، ويأتي عدم عاديته من شذوذ قيمه، واختلال خريطة العلاقات بين عناصره، مما يؤدي إلى اختلاف منطق الحدث الروائي ومغايرة سيرورته للمألوف. في حين غالباً ما نجد المكان باسمه المألوف وبتفاصيله ذاتها، مقدماً بعين القبح، وليس المكان هنا قلاعاً موحشة، وقصوراً عتيقة بأثاث مهمل رطب، كما في قصص الرعب التي تحدثنا عنها، كما يتجاور في هذا الفضاء الناس العاديون والمشوهين، والأشباح، والضواري، متقبلين جميعاً تجاورهم هذا، مما يجعلنا نتقبله أيضاً.
التحليق بالخيال الأسود هرباً من الأنظمة الشمولية
لقد كان لانتشار نصوص التشيكي فرانز كافكا، والبريطاني جورج أورويل في الثقافة العربية أثر كبير في التوجه لكتابة رواية "الديستوبيا"، لا سيما في النصف الثاني من القرن الـ20، في حين بقي انتشار رواية "نحن" للروسي يفغيني زامياتين محدوداً، التي كتبها في عام 1923، نتيجة منعها، وعدم ظهورها كاملة بالروسية إلى عام 1988، وتأخر وصول ترجمتها إلى اللغات الأخرى، حتى إن جورج أورويل نفسه قرأها بالفرنسية وكتب نقداً عنها في عام 1946، لقد صار اسم كافكا دالاً على فظائع المدينة في القرن الـ20، لكنه لم ينتشر في أوروبا إلا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تراخت قبضة النازية من جهة، وابتدأ المتحدثون بالألمانية من الجيل الجديد يسمعون عنه، ويتعرفون إليه من تقارير الأجانب من جهة ثانية.
رواية جورج أورويل بالترجمة العربية (نيل وفرات)
كان طه حسين قد عرف الثقافة العربية إلى كافكا، إذ كتب في عام 1946 مقالة عنه بعنوان "الأدب المظلم"، ونشر الدسوقي فهمي في صحيفة "المساء" عام 1968 ترجمته عن الإنجليزية لنصي "التحول" و"الدودة الهائلة". أما رواية أورويل "1984" التي نشرها في عام 1949 فقد ترجمها إلى العربية أول مرة أحمد عجيل عام 1984 في بغداد، ونشرتها الدار العالمية للنشر، والتي يشير صاحبها إلى أنه قرأها أول مرة بالعربية في عام 1957، إذ ظهرت في مكتبات مصر لفترة قصيرة ثم سحبت. ولم تنتشر في العالم العربي على الوجه المستحق، كما يبدو لي، نتيجة القبضة الأمنية المستحكمة على الفكر والمنشورات، نظراً إلى أن جمهورية الخوف التي تعريها الرواية تتطابق مع البلدان العربية ذات الأنظمة الديكتاتورية الشمولية، التي استمدت بنيتها الحديثة من النهج الستاليني الذي فككه أورويل برؤية تهكمية.
فظائع الانفتاح الرأسمالي في القرن الـ20
لا نستطيع استثناء المقاربة بين أعضاء "لجنة" صنع الله إبراهيم، و"الأخ الأكبر الذي يراقبك" في "1984"، أو بين شخصية السارد/ البطل في اللجنة، ووينستون سميث السارد/ البطل في رواية أورويل، ولا بين اللغة الجديدة التي تكلم عليها بطل "اللجنة"، و"نيوسبيك"، وهي اللغة الجديدة التي ابتكرتها حكومة "أوقيانيا". ظهرت رواية "اللجنة" للكاتب المصري صنع الله إبراهيم في عام 1981، عن دار الكلمة في بيروت. ويمكن أن أعدها أول نص ديستوبي عربي متكامل، ويمثل تجربة فريدة في تلك المرحلة، فهي تقدم بلا احتجاج من السارد/ البطل خريطة العلاقات المضادة للمألوف في المجتمع على أنها المألوفة، والتي يحركها ثالوث بديل للقيم المطلقة المعروفة منذ أفلاطون (الحق، الخير، الجمال)، حيث سيصير النموذج الجمالي السائد هو القبيح، والأخلاقي هو السيئ، والسياسي هو الجبان، والاقتصادي هو الفاسد.
رواية "المحاكمة" بالترجمة العربية (دار تكوين)
ولا بد من الحديث عن السياق التاريخي للنص، إذ تولد عن سياسة الانفتاح الاقتصادي السياسي المصرية، التي أنتجت كلاً من الخصخصة، وتغول الرأسمالية، وضرب الإنتاج الوطني، فعاثت القطط السمان في السوق واستشرى الفساد، وقد حدث ذلك كله بعد "كامب ديفيد" 1978، إذ انكسر الحلم بالدولة الوطنية المستقلة ذات اقتصاد الاكتفاء الذاتي، وتحكم كومبرادورات الاقتصاد، أصحاب التوكيلات العالمية، في خريطة السوق وحركة النقد، الذين يمثلون دور العملاء لطبقة أخطر، وهي طبقة الشركات متعددة الجنسيات، المرتبطة بأفراد ذوي سطوة ينتمون إلى محفل ما، كالماسونية أو الصهيونية، ويتحكمون باقتصاد العالم، وقد تمثل "اللجنة" ظلهم في مصر، ويشير محمود أمين العالم قائلاً، "ومن المقارنة بين مرحلتي الستينيات والسبعينيات أن هذا الذي يجري هو الانفتاح الاقتصادي الذي بدأ مع منتصف السبعينيات، وما يتعلق بهذا الانفتاح من سلوك وقيم ومواقف".
تقدم الرواية تصويراً أليغورياً للمجتمع، مؤسساً، حسب العالم، على "مسح نقدي ساخر للتضاريس الاجتماعية، والأيديولوجية لمصر السبعينيات... بل تمتد بإشارات عامة إلى بقية البلاد العربية". ويشير مصلح النجار إلى أن "الرواية تلج عالم المثقف المنتهك في العالم الثالث، تقدمه وهو مسحوق بأحلامه في أن يكون شيئاً. وهو عندما يسلك السبل المتاحة أمامه لا يجد سوى اللجنة التي من شروطها أن يكون متفوقاً في الرقص، وعلى رغم ذلك لم تكتف بأن يكون راقصاً، وإنما أصرت على أن يعطيها كل نفسه من الداخل، وكل جسده وفكره، وعندما لاحت فيه إشارة تمرد واحدة كان قرارها أن يأكل نفسه، وبدأ الأكل من ذراعه المعطوبة التي لم يجد من يعالجها له جيداً"، وذلك نتيجة استشراء الفساد في مفاصل المجتمع. يدين نص "اللجنة" الفئات الاجتماعية كافة: الكتاب، والقضاة، والصحافيين، وزعماء العمال، ونواب الشعب، والأطباء، والمهندسين، والمغنين، والمدرسين، وأساتذة الجامعات... فهم جميعاً مشغولون بجمع الثروات، وبحسب محمود أمين العالم مرة أخرى: "إنه يدينهم جميعاً لأنهم يقفون موقفاً سلبياً أو متواطئاً لما يجري، أي إنهم يستسلمون كما استسلم هو... إدانة للواقع السائد".
يبحث السارد/ البطل عن "ألمع شخصية عربية معاصرة"، وسيكون معيار اللمعان هو الفاعلية في صياغة الحاضر والمستقبل، وهذا الحاضر هو حاضر الانفتاح، حاضر السماسرة، والكومسيونجية، والمقاولين وعملاء الشركات الأجنبية والأميركية بخاصة، والفئات الطفيلية من الرأسماليين. يتواكب بل يتناسج كشف مظاهر لمعان الشخصية- القيمة السائدة، مع كشف مظاهر التبعية الاقتصادية، فضلاً عن صور الفساد والخراب والانحدار المستشرية في المجتمع مادياً ومعنوياً، مثل صعوبة المواصلات، وانقطاع الكهرباء والمياه وتعطل التلفونات واستيراد السلع المصنعة والسجائر الأجنبية على حساب إنتاج الصناعات المصرية، وتحايل المالكين على القوانين، وخلع الأشجار العامة لمصلحة تجار الأخشاب الذين يتلاعبون بالسوق السوداء، وتفاقم الفساد والاستغلال وسيادة روح المتاجرة بكل شيء، والاستسلام لإغراء البحث عن الثروة، وتحول مياه الحنفيات إلى اللون الأسود تمهيداً لظهور تجارة المياه المعدنية المستوردة، واختفاء المشروبات المصرية لمصلحة المشروبات المستوردة، وبخاصة الكوكا كولا، مما يرمز إلى التبعية الشاملة للشركات الاحتكارية العالمية، وانتشار أساليب التعذيب والتصفيات الجسدية في السجون وتعطش الزعماء العرب للدم، فضلاً عن خيانة المصالح الوطنية والقومية والتعاون والتواطؤ مع الأعداء من صهاينة وأميركان إلى جانب انتشار مرض الاكتئاب النفسي والعنة الجنسية، وفتور الهمة واللامبالاة والتعصب الديني، وظهور كلمات منحوتة ليس لها سابقة ولكنها تعبر عن الأوضاع الجديدة السائدة مثل: التهليب والتطنيش والتطبيع والتنويع، وتدني الصحف الرسمية التي أصبح المكان الملائم لقراءتها، كما يقول الأنا السارد في سخرية مرة، هو مكان قضاء الحاجة.
حيونة الإنسان بتفريغه من الحلم
تنتهي تلك الديستوبيا بأن يبدأ السارد بأكل يده المعطوبة نتيجة علاج طبيب فاسد، وذلك تنفيذاً لحكم اللجنة، وهي ديستوبيا مناسبة للمرحلة التي عاشها المجتمع العربي بعامة، إذ بدت التحولات في منتهى الفداحة آنذاك، وقد مثلت الرواية تجاوزاً معرفياً جمالياً شاسعاً لقيم مجتمعها باتجاه القبيح. لقد كان سقوط اليوتوبيا الاشتراكية العربية مدوياً في تلك المرحلة، إذ انكسرت أحلام اليسار العربي في الاستقلال منذ كامب ديفيد، وفي التحرر الاقتصادي، واكتفاء الفرد والدولة، وإقامة مجتمع المساواة والعدالة الاجتماعية، وتحقيق الكرامة الإنسانية، وهي تلك الأحلام التي ظهرت بظهور الدولة القومية، أي قبل ما يقارب قرن من الزمان على ظهور رواية "اللجنة". قد نبطل اليوم عما حدث وصف الكارثة، فهي أقل بكثير مما شهدناه بعدها من الحروب والموت والدمار، وما ذلك إلا بسبب الاعتياد على الهزيمة، أو المضي في عملية "الحيونة"، أي عملية الانحطاط والتقزيم والتشويه التي تعرض لها الإنسان منذ فقد الجنة، والذي يشير إليها ممدوح عدوان بقوله، "تصور حجم ما مات فينا حتى تعودنا على كل ما يجري حولنا".
تعقد جلسات اللجنة في المحكمة، والتي تشبه "قلعة" كافكا، وتشبه مقر وزارة الحقيقة حيث يعمل وينستون سميث بطل أورويل، حيث يراجع التاريخ، كما يفعل بطل اللجنة في بحثه التاريخي. يمكن القول إن رواية "اللجنة" هي ديستوبيا القتل النفسي، والتمثيل بالفرد، والكرامة الإنسانية، استعداداً للقتل الجسدي العبثي في الروايات التالية، التي ستظهر في بنى ديستوبية دامغة، وستبقى "اللجنة" لصنع الله إبراهيم عتبة ثابتة لتاريخ المجزرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رواتب السعودية
منذ يوم واحد
- رواتب السعودية
أغنية هايل هيتلر لكانييه ويست تحقق ملايين المشاهدات
نشر في: 19 مايو، 2025 - بواسطة: خالد العلي حققت أغنية هايل هيتلر للمغني الأمريكي كانييه ويست نجاحاً مبهراً حيث وصلت للملايين من المشاهدات على منصة «إكس» المملوكة لإيلون ماسك منذ إصدارها في 8 مايو (أيار)، رغم حظر الأغنية من منصات رئيسية أخرى مثل «يوتيوب». وأطلق المغني سلسلة تصريحات اعتُبرت معادية للسامية ومؤيدة للنازية في السنوات الأخيرة. وحقق المقطع الذي نشر في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما يقرب من 10 ملايين مشاهدة حتى اليوم (الأحد). وتظهر في الأغنية مجموعة من الأميركيين السود يرتدون جلود الحيوانات ويرددون عنوان الأغنية الذي يحيي أدولف هتلر، مهندس إبادة نحو ستة ملايين يهودي في أوروبا بين عامي 1933 و1945. وتنتهي الأغنية بخطاب ألقاه الديكتاتور النازي. الرجاء تلخيص المقال التالى الى 50 كلمة فقط حققت أغنية هايل هيتلر للمغني الأمريكي كانييه ويست نجاحاً مبهراً حيث وصلت للملايين من المشاهدات على منصة «إكس» المملوكة لإيلون ماسك منذ إصدارها في 8 مايو (أيار)، رغم حظر الأغنية من منصات رئيسية أخرى مثل «يوتيوب». وأطلق المغني سلسلة تصريحات اعتُبرت معادية للسامية ومؤيدة للنازية في السنوات الأخيرة. وحقق المقطع الذي نشر في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما يقرب من 10 ملايين مشاهدة حتى اليوم (الأحد). وتظهر في الأغنية مجموعة من الأميركيين السود يرتدون جلود الحيوانات ويرددون عنوان الأغنية الذي يحيي أدولف هتلر، مهندس إبادة نحو ستة ملايين يهودي في أوروبا بين عامي 1933 و1945. وتنتهي الأغنية بخطاب ألقاه الديكتاتور النازي. المصدر: صدى


صدى الالكترونية
منذ يوم واحد
- صدى الالكترونية
أغنية هايل هيتلر لكانييه ويست تحقق ملايين المشاهدات
حققت أغنية هايل هيتلر للمغني الأمريكي كانييه ويست نجاحاً مبهراً حيث وصلت للملايين من المشاهدات على منصة «إكس» المملوكة لإيلون ماسك منذ إصدارها في 8 مايو (أيار)، رغم حظر الأغنية من منصات رئيسية أخرى مثل «يوتيوب». وأطلق المغني سلسلة تصريحات اعتُبرت معادية للسامية ومؤيدة للنازية في السنوات الأخيرة. وحقق المقطع الذي نشر في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما يقرب من 10 ملايين مشاهدة حتى اليوم (الأحد). وتظهر في الأغنية مجموعة من الأميركيين السود يرتدون جلود الحيوانات ويرددون عنوان الأغنية الذي يحيي أدولف هتلر، مهندس إبادة نحو ستة ملايين يهودي في أوروبا بين عامي 1933 و1945. وتنتهي الأغنية بخطاب ألقاه الديكتاتور النازي.


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
ملايين المشاهدات عبر "إكس" لأغنية تمجد هتلر لكانييه ويست
حققت أغنية "هيل هتلر" (Heil Hitler) للمغني الأميركي كانييه ويست ملايين المشاهدات على منصة "إكس" المملوكة لإيلون ماسك منذ إصدارها في الثامن من مايو (أيار) الجاري، على رغم حظر الأغنية من منصات رئيسة أخرى مثل "يوتيوب". وبعدما حقق هذا الفنان الذي بات يعرف باسم "يي" شهرة بفضل أغانيه التي نال من خلالها 24 جائزة غرامي، أطلق المغني سلسلة تصريحات معادية للسامية ومؤيدة للنازية في السنوات الأخيرة. وعلى حسابه في منصة "إكس"، حقق المقطع الذي نشر في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما يقارب 10 ملايين مشاهدة حتى الأحد. وتظهر في الأغنية مجموعة من الأميركيين السود يرتدون جلود الحيوانات ويرددون عنوان الأغنية الذي يحيي أدولف هتلر، مهندس إبادة نحو ستة ملايين يهودي في أوروبا بين عامي 1933 و1945. وتنتهي الأغنية بخطاب ألقاه الديكتاتور النازي. وبحسب بيان نقلته محطة "أن بي سي نيوز" الأميركية قررت "يوتيوب" "إزالة المحتوى" المذكور، مؤكدة أنها ستواصل "إزالة التحميلات الجديدة" للأغنية من منصتها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت شبكة التواصل الاجتماعي "ريديت" للوسيلة الإعلامية نفسها إنها ستزيل أي تحميلات للأغنية من المنصة. وقال ناطق باسم الموقع "الكراهية ومعاداة السامية ليس لها مكان على الإطلاق على ريديت". وأزيلت الأغنية أيضاً من منصتي البث الموسيقي الرئيستين سبوتيفاي وآبل ميوزيك. منذ استحواذه على "تويتر" في أواخر عام 2022، قرر إيلون ماسك السماح بخطاب الكراهية والمعلومات المضللة على المنصة التي بات اسمها "إكس". وينصب أغنى أغنياء العالم نفسه مدافعاً عن حرية التعبير، لكن منتقديه يتهمونه بالترويج لمعتقداته السياسية الخاصة. وأصبح رئيس شركتي "تيسلا" و"سبايس إكس" حليفاً وثيقاً لدونالد ترمب خلال الحملة الرئاسية الأميركية لعام 2024، وخصص 277 مليون دولار من ثروته الشخصية لدعم المرشح الجمهوري وحزبه. ولم ترد "إكس" على الفور على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية في الموضوع. في فبراير (شباط) الماضي أعلن كانييه ويست عزمه الانكفاء عن منصة "إكس"، حيث اختفى حسابه لأيام، ولم يتضح بعد إذا كان قد تم حظره أو أن المغني ألغى الحساب بنفسه. وقبل ذلك بفترة وجيزة، كان قد نشر رسائل معادية للسامية مثل "أنا أحب هتلر"، وأعرب عن دعمه لمغني الراب شون كومز، المعروف أيضاً باسم "بي. ديدي"، والذي يخضع للمحاكمة حالياً في نيويورك في قضية كبرى تتعلق بالاتجار بالجنس. كذلك جرى إغلاق موقع العلامة التجارية للأزياء "ييزي" في فبراير من جانب منصة "شوبيفاي"، بعدما طرح عليها للبيع قمصاناً بيضاء عليها صليب معقوف. وفي خريف عام 2022 كان كانييه ويست الذي يقول إنه يعاني الاضطراب ثنائي القطب، أدلى بتصريحات معادية للسامية. وجرى تعليق حساب الفنان على "تويتر" بسبب "التحريض على العنف" بعد نشر صورة تظهر صليباً معقوفاً متشابكاً مع نجمة داوود. وأعيد تفعيل حسابه لاحقاً بواسطة الشبكة الاجتماعية التي اشتراها إيلون ماسك. كذلك، قررت شركة المعدات والألبسة الرياضية "أديداس" إنهاء تعاونها مع مغني الراب، أحد أنجح نجوم عالم الموضة.