
العرب والأكراد .. واللغة
فى الأسبوع الماضى زرت أربيل عاصمة إقليم كردستان لمدة أربعة أيام لحضور معرض أربيل الدولى للكتاب بدعوة كريمة من فخرى كريم صاحب دار المدى التى ساهمت فى تنظيم المعرض بالمشاركة مع وزارة الثقافة بإقليم كردستان.
فى هذه الزيارة كانت هناك فرصة كبيرة للتعرف على أربيل وأهلها وشوارعها وبعض آثارها وجبالها والأخيرة تتميز بجمال كبير.
خلال التجوال فى الشوارع برفقة بعض الكتاب والمثقفين، فإن الانطباع العام أن غالبية الناس العاديين الذين قابلناهم مهذبون ولطفاء ومبتسمون ومرحبون.
لم ألحظ فظاظة أو فهلوة فى غالبية من تعاملت معهم من أول البائعين وسائقى التاكسيات نهاية بكبار الموظفين والمسؤلين.
ولا تزال لمصر مكانة كبيرة لدى كل من قابلناهم، وخلال الجلوس فى أحد المقاهى بجوار قلعة أربيل التاريخية، سمعنا صوت أم كلثوم يشدو من مذياع بالمقهى وفى مكان آخر سمعنا صوت فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وهو ما يؤكد على القوة الناعمة للفن والثقافة.
يقول الأكراد إن هناك نجوما مصريين لهم أصول كردية مثل رشدى أباظة الذى تعود أصوله إلى القوقاز الكردى وسعاد حسنى وشقيقتها نجاة من أصول كردية سورية والفنانة منى واصف.
قلعة أربيل وطبقا لما يقوله الأكراد ونقلا عن ألواح أبيلا فإنها تعود للألفية الخامسة قبل الميلاد، وكانت مركزا مهما للمسيحية فى الفترة الساسانية والخلافة العباسية، وتراجع دورها الى حد ما بعد أن استولى عليها المغول عام ١٢٥٨، وتخضع الآن لعمليات ترميم مستمرة، وتعيش فيها أسرة واحدة بصورة رمزية.
من أشهر الشخصيات الكردية قاضى محمد موسى، وهو مؤسس أول دولة كردية فى التاريخ الحديث لكنها لم تستمر شهورا ويعتبره الأكراد بطلا أسطوريا وأعلن الدولة فى مهاباد الإيرانية عام ١٩٤٦ لكن السلطات الإيرانية اعتقلته ونفذت فيه حكم الإعدام فى مارس ١٩٤٧.
هناك أيضا الملا مصطفى البرزانى والد مسعود برزانى زعيم الحزب الديمقراطى الكردى الحالى وجد نيشرفيان الذى يتولى رئاسة وزراء الإقليم.
وكذلك جلال طالبانى أول رئيس كردى للعراق بعد إسقاط صدام حسين الذى رحل قبل سنوات وخلفه ابنه بافل.
وبالطبع فإن الحزبين الأساسيين هما الوطنى الديمقراطى برئاسة آل البرازنى والاتحاد الديمقراطى بزعامة آل الطالبانى.
غالبية أكراد العراق سنة وعددهم نحو ٩ ملايين نسمة، ويتركزون فى محافظات الإقليم الثلاثة: أربيل والسليمانية ودهوك.
والتقديرات أنهم يشكلون ما بين ١٧ ــ ٢٠٪ من سكان العراق، كما يعيش حوالى ٥٠ ألف كردى فى بغداد و٥٠ ألفا فى الموصل و١٠٠ ألف فى مدن جنوب العراق.
إقليم كردستان العراق يقع فى شمال البلاد وتحده إيران من جهة الشرق وتركيا من جهة الشمال وسوريا من جهة الغرب وعاصمته أربيل التى تنطق بـ«هولير» فى اللغة الكردية.
وبسبب هذا الموقع عانى الأكراد تاريخيا بسبب مخاوف كل الدول المحيطة من وجود دولة كردية مستقلة تسمى كردستان الكبرى.
ومساحة الإقليم ٨٣ ألف كيلو متر مربع واللغة الرسمية هى الكردية.
وبمناسبة اللغة فإن أكثر ما يؤلم أى مواطن عربى هو تراجع اللغة العربية فى الإقليم.
فعليا فإن اللغة الثانية بعد الكردية هى الإنجليزية وليست العربية، ولم يعد يجيد العربية إلا الأجيال القديمة، أما غالبية من هم تحت سن العشرين فلا يتحدثونها.
السبب الفعلى هو فترات الصدام الكبرى مع صدام حسين خصوصا بعد أحداث ١٩٩١، واتهام الأكراد لصدام باستخدام الأسلحة الكيماوية فى «حلبجة» ثم الصراع السياسى مع بغداد بعد إسقاط صدام عام ٢٠٠٣.
كل ذلك أدى إلى الابتعاد عن اللغة العربية التى يقول المسئولون إنه يتم تدريسها فى المدارس، لكن بالطبع ليست كلغة رسمية إجبارية.
وكل الأمل أن تعود اللغة العربية رسمية للمدارس الكردية؛ لتكون أحد الجسور الأساسية بين الشعبين العربى والكردى، خصوصا أن الأكراد لهم دور كبير فى الثقافة العربية ولا ننسى تحديدا دور أمير الشعراء أحمد شوقى ومحمد تيمور.
من مصلحة العرب والأكراد التعايش السلمى القائم على الوحدة لكن فى احترام التنوع، وعدم السماح لإسرائيل باستغلال الورقة الكردية كما حاولت وتحاول فى سوريا الآن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سواليف احمد الزعبي
'التحقيق مع الرئيس'.. مسلسل أمريكي جديد يحاول تقديم صورة واقعية عن صدام حسين
#سواليف كشف المنتج و #المخرج_الأمريكي #ليزلي_جريف عن #مسلسل جديد بعنوان ' #التحقيق_مع_الرئيس' وهو فيلم أمريكي يتناول حياة الرئيس العراقي السابق #صدام_حسين ويجري تصويره حاليا في مصر. وقال المنتج الأمريكي إن المسلسل الجديد عن حياة الرئيس العراقي السابق صدام حسين يستند إلى قصة حقيقية تروي تجربة ضابط مخابرات أمريكي أجرى استجوابات مع صدام حسين بعد القبض عليه في ديسمبر 2003، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق. وأضاف خلال لقاء مع الإعلامي المصري أسامة كمال، على قناة dmc المصرية أن العمل يتناول كواليس مرحلة ما قبل غزو العراق عام 2003، مضيفا أن بداية المسلسل تنطلق من عام 2002، ولا تتطرق إلى حرب الخليج الأولى أو أزمة الكويت في 1990. وأشار إلى أن العمل يستعرض ما دار داخل كواليس الإدارة الأمريكية في تلك المرحلة الحساسة، كاشفًا عن اختياره لممثل أردني لأداء دور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مشيرًا إلى أن الفارق بين اللهجات العربية شكّل تحديًا كبيرًا، وأن 'الممثل الأردني وليد زعراني بذل جهدًا هائلًا لتعلم وإتقان اللكنة العراقية'. وأوضح أن العمل يهدف إلى تقديم صورة واقعية عن صدام حسين بعيدا عن الصورة النمطية للديكتاتور، من خلال إلقاء الضوء على ما حدث خلف الكواليس خلال استجوابه، مشيرا إلى أن ضابط المخابرات الحقيقي، الذي استندت إليه القصة، حضر أحد المشاهد أثناء التصوير في مصر، مما أضفى طابعًا خاصًا على العمل. يعد اختيار مصر كموقع للتصوير قرارا استراتيجيا حيث تتمتع البلاد ببنية تحتية سينمائية متطورة واستوديوهات مثل مدينة الإنتاج الإعلامي، إلى جانب مناظرها الطبيعية التي تشبه المناطق العراقية. يأتي هذا الفيلم في سياق اهتمام متزايد بالسينما الأمريكية بشخصية صدام حسين حيث سبق أن تناولته أعمال مثل 'بيت صدام' (2008) و'المزدوج الشيطاني' (2011)، ومع ذلك يُعد 'التحقيق مع الرئيس' فريدًا لتركيزه على فترة الاستجواب التي كشفت عن جوانب غير معروفة من شخصية الرئيس العراقي السابق، وفقًا لما وثّقه ضابط المخابرات الأمريكي جورج بيرو في تقاريره.


العرب اليوم
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- العرب اليوم
العرب والأكراد .. واللغة
فى الأسبوع الماضى زرت أربيل عاصمة إقليم كردستان لمدة أربعة أيام لحضور معرض أربيل الدولى للكتاب بدعوة كريمة من فخرى كريم صاحب دار المدى التى ساهمت فى تنظيم المعرض بالمشاركة مع وزارة الثقافة بإقليم كردستان. فى هذه الزيارة كانت هناك فرصة كبيرة للتعرف على أربيل وأهلها وشوارعها وبعض آثارها وجبالها والأخيرة تتميز بجمال كبير. خلال التجوال فى الشوارع برفقة بعض الكتاب والمثقفين، فإن الانطباع العام أن غالبية الناس العاديين الذين قابلناهم مهذبون ولطفاء ومبتسمون ومرحبون. لم ألحظ فظاظة أو فهلوة فى غالبية من تعاملت معهم من أول البائعين وسائقى التاكسيات نهاية بكبار الموظفين والمسؤلين. ولا تزال لمصر مكانة كبيرة لدى كل من قابلناهم، وخلال الجلوس فى أحد المقاهى بجوار قلعة أربيل التاريخية، سمعنا صوت أم كلثوم يشدو من مذياع بالمقهى وفى مكان آخر سمعنا صوت فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وهو ما يؤكد على القوة الناعمة للفن والثقافة. يقول الأكراد إن هناك نجوما مصريين لهم أصول كردية مثل رشدى أباظة الذى تعود أصوله إلى القوقاز الكردى وسعاد حسنى وشقيقتها نجاة من أصول كردية سورية والفنانة منى واصف. قلعة أربيل وطبقا لما يقوله الأكراد ونقلا عن ألواح أبيلا فإنها تعود للألفية الخامسة قبل الميلاد، وكانت مركزا مهما للمسيحية فى الفترة الساسانية والخلافة العباسية، وتراجع دورها الى حد ما بعد أن استولى عليها المغول عام ١٢٥٨، وتخضع الآن لعمليات ترميم مستمرة، وتعيش فيها أسرة واحدة بصورة رمزية. من أشهر الشخصيات الكردية قاضى محمد موسى، وهو مؤسس أول دولة كردية فى التاريخ الحديث لكنها لم تستمر شهورا ويعتبره الأكراد بطلا أسطوريا وأعلن الدولة فى مهاباد الإيرانية عام ١٩٤٦ لكن السلطات الإيرانية اعتقلته ونفذت فيه حكم الإعدام فى مارس ١٩٤٧. هناك أيضا الملا مصطفى البرزانى والد مسعود برزانى زعيم الحزب الديمقراطى الكردى الحالى وجد نيشرفيان الذى يتولى رئاسة وزراء الإقليم. وكذلك جلال طالبانى أول رئيس كردى للعراق بعد إسقاط صدام حسين الذى رحل قبل سنوات وخلفه ابنه بافل. وبالطبع فإن الحزبين الأساسيين هما الوطنى الديمقراطى برئاسة آل البرازنى والاتحاد الديمقراطى بزعامة آل الطالبانى. غالبية أكراد العراق سنة وعددهم نحو ٩ ملايين نسمة، ويتركزون فى محافظات الإقليم الثلاثة: أربيل والسليمانية ودهوك. والتقديرات أنهم يشكلون ما بين ١٧ ــ ٢٠٪ من سكان العراق، كما يعيش حوالى ٥٠ ألف كردى فى بغداد و٥٠ ألفا فى الموصل و١٠٠ ألف فى مدن جنوب العراق. إقليم كردستان العراق يقع فى شمال البلاد وتحده إيران من جهة الشرق وتركيا من جهة الشمال وسوريا من جهة الغرب وعاصمته أربيل التى تنطق بـ«هولير» فى اللغة الكردية. وبسبب هذا الموقع عانى الأكراد تاريخيا بسبب مخاوف كل الدول المحيطة من وجود دولة كردية مستقلة تسمى كردستان الكبرى. ومساحة الإقليم ٨٣ ألف كيلو متر مربع واللغة الرسمية هى الكردية. وبمناسبة اللغة فإن أكثر ما يؤلم أى مواطن عربى هو تراجع اللغة العربية فى الإقليم. فعليا فإن اللغة الثانية بعد الكردية هى الإنجليزية وليست العربية، ولم يعد يجيد العربية إلا الأجيال القديمة، أما غالبية من هم تحت سن العشرين فلا يتحدثونها. السبب الفعلى هو فترات الصدام الكبرى مع صدام حسين خصوصا بعد أحداث ١٩٩١، واتهام الأكراد لصدام باستخدام الأسلحة الكيماوية فى «حلبجة» ثم الصراع السياسى مع بغداد بعد إسقاط صدام عام ٢٠٠٣. كل ذلك أدى إلى الابتعاد عن اللغة العربية التى يقول المسئولون إنه يتم تدريسها فى المدارس، لكن بالطبع ليست كلغة رسمية إجبارية. وكل الأمل أن تعود اللغة العربية رسمية للمدارس الكردية؛ لتكون أحد الجسور الأساسية بين الشعبين العربى والكردى، خصوصا أن الأكراد لهم دور كبير فى الثقافة العربية ولا ننسى تحديدا دور أمير الشعراء أحمد شوقى ومحمد تيمور. من مصلحة العرب والأكراد التعايش السلمى القائم على الوحدة لكن فى احترام التنوع، وعدم السماح لإسرائيل باستغلال الورقة الكردية كما حاولت وتحاول فى سوريا الآن.


الغد
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- الغد
"مو" مسلسل عربي أميركي يتصدر قائمة الأكثر مشاهدة على نتفلكس
لمدة أسبوعين على التوالي، حافظ مسلسل "مو" على موقعه في قائمة أعلى 10 مسلسلات تلفزيونية مشاهدة على شبكة "نتفليكس" بنسختها داخل الولايات المتحدة. اضافة اعلان ويروي "مو" جوانب حقيقية من قصة الكوميدي الفلسطيني الأميركي محمد عامر، الذي هاجر مع عائلته طفلاً إلى الكويت، بسبب الاحتلال الإسرائيلي. وبعد الغزو العراقي بقيادة صدام حسين للكويت، هاجرت العائلة مجدداً إلى الولايات المتحدة. Week 2 and Mo is still in the top 10, don't forget to binge this weekend! — MO AMER (@realmoamer) ولمدة 20 عاماً من العيش في أميركا، لم يحصل أفراد العائلة على موافقة طلب اللجوء، ليبدأ المسلسل من هذه الذروة مع الإضاءة على التاريخ العائلي المليء بالمصاعب والتحديات، وأيضاً يحمل ذكريات حنين لمكان النشأة. لاجئ ومهاجرون احتفت أبرز الصحف الأميركية بنجاح المسلسل، سيما مع حساسية التوقيت، الذي جاء بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. كما تزامن مع بداية ولاية دونالد ترامب الثانية وسياسات حكومته بخصوص المهاجرين غير الشرعيين، فقد تعرض المسلسل للظروف التي يعيشها المكسيكيون عند الحدود بين البلدين، بعد أن يتم إيداعهم في مراكز الاحتجاز. و"مو" الذي بدأ بثه في 30 يناير الماضي، هو الجزء الثاني والأخير. عُرض الأول منه قبل ثلاث سنوات. إلى جانب محمد عامر، مجموعة من المؤلفين للحلقات، وكذلك عدد من الفنانين العرب والفلسطينيين المعروفين، مثل فرح بسيسو وشيرين دعيبس وعمر إلبا. Mexican Mo — MO AMER (@realmoamer) كما ظهر في دور صغير الكوميديان الأميركي مات رايف (موظف الحدود). وفي 8 حلقات يلخص المسلسل سيرة بطل القصة وينقل حياة العربي الأميركي والمسلم داخل الولايات المتحدة، مجبولة برمزيات عديدة أسهمت في جعله مكثفاً في المعاني. وأضافت الشخصيات الموجودة في "مو"، أبعاداً أخرى للقصة، جعلت منه مسلسلاً يروي حكاية الكثير من الأميركيين وكذلك المهاجرين إليها، والذين ما زالوا يؤمنون بـ"الحلم الأميركي". وبطريقة كوميدية، يدمج محمد عامر بين مختلف القضايا (كفاح لتحقيق الأحلام، هجرة غير شرعية، أطعمة تثير حروبا ثقافية، وعلاقة مرتبكة مع أعياد وطنية، وغيرها) لتصل إلى المشاهد بطريقة تشبه الدردشة بين أصدقاء.- وكالات