logo
تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية

تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية

الجزيرةمنذ 12 ساعات

طهران- بعد يومين من التصعيد العسكري غير المسبوق بين تل أبيب و طهران ، تمحورت عناوين الصحافة الفارسية، اليوم الأحد، حول انتقال الصراع من الظل إلى المواجهة المفتوحة، ومن الحرب بالنيابة إلى صراع مباشر، بيد أنها أجمعت على دعم عملية " الوعد الصادق" الإيرانية بمواجهة ضربة "الأسد الصاعد" الإسرائيلية.
وبعد مضي اليومين الأوليين من الحرب تزامنا مع عطلة رسمية في إيران، أجرت الجزيرة نت مسحا للصحف الصادرة صباح اليوم الأحد، وتوقفت أمام عناوينها الرئيسية وافتتاحياتها التي تركزت في أولى إصدارتها بعد الحرب على تكريس فكرة "الرد المشروع" على "العدوان الإسرائيلي السافر".
ولا يصعب على المتتبع لافتتاحيات الصحف الفارسية الصادرة اليوم في طهران، أن يستنتج رسالة مشابهة مفادها أن "إسرائيل هي من بدأت هذه الحرب، لكن طهران هي من ستحدد نهايتها"، إلى جانب الإشادة المعهودة بنجاح الصواريخ الباليستية و الفرط صوتية الإيرانية في تخطي الدفاعات الجوية الإسرائيلية وإلحاقها أضرارا بـ"وزارة الحرب" في تل أبيب و" معهد وايزمن للأبحاث" ومنشأت اقتصادية أخرى في حيفا المحتلة.
إختراق أمني
وفيما تتسابق الصحافة الفارسية في نشر تقارير ميدانية عن الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من البلاد، يركز الخطاب الثوري، الذي تقوده وسائل الإعلام المحافظة والمقربة من الحرس الثوري ، على تقديس "الشهداء" ويصف القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قضوا بالهجوم الإسرائيلي بأنهم "حماة الوطن و برنامجه النووي السلمي".
في حين أبرز طيف من الصحف موضوع "الإختراق الأمني" وتوقيف الاستخبارات الإيرانية شاحنات صغيرة كانت تحمل مُسيَّرات إسرائيلية، متسائلة عن فاعلية الأجهزة الأمنية المتعددة التي فوجئت باستهداف عدد من قادة الصف الأول أثناء إجتماعهم في مركز قيادة محصن بواسطة مسيرات وقذائف يشغلها مندسون وعملاء لإسرائيل.
في السياق، أبرزت صحيفة همشهري التابعة لبلدية طهران بيانا للاستخبارات يناشد المواطنين بالإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة لشاحنات صغيرة وتلك التي تنقل حمولات مموهة أو مغطاة، بينما حذَّرت صحف أخرى من مغبة وقوع الباعة المتجولين الذين يجوبون الشوارع حاملين أكياسا كبيرة في أشباك الأجهزة الأمنية المعادية لنقل التسليحات والمُسيَّرات وقطع الغيار.
من جهة أخرى، احتل القصف الصاروخي الإيراني المتواصل على الأراضي الفلسطينية المحتلة حيزا كبيرا من مساحة الصحافة الفارسية؛ إذ وصفت صحيفة كيهان، المقربة من مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي ، الهجوم الإسرائيلي فجر يوم الجمعة الماضي "مقامرة"، مؤكدة ضرورة استمرار القصف الإيراني بقوة متزايدة.
وجاء في افتتاحية كيهان تحت عنوان "سننهي الحرب وإسرائيل سوية"، أن إسرائيل تظن باعتمادها على الشيك الأميركي الأبيض يمكّنها من استهداف إيران والنجاة من تبعات ذلك، لكن هذا الخيال الطائش سيتحوّل إلى كابوس يطاردها.
وتكاد تجمع الصحافة الفارسية الصادرة اليوم الأحد، على اعتبار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية والفرط صوتية الإيرانية علی إسرائيل بأنها "مؤشر على قوة الردع" لدى طهران التي تعرَّضت لهجوم واسع على منشآتها العسكرية والنووية، وذلك عشية توجه وفدها المفاوض إلى العاصمة العمانية مسقط لعقد جولة سادسة من المفاوضات النووية مع الأميركيين.
في غضون ذلك، اعتبر الناشط السياسي والنائب السابق غلام علي زاده، أن الرد الإيراني "أعاد إسرائيل إلى مكانها" وكشف ثغراتنا الأمنية، مؤكدا أن طهران "لا تتهاون في مسألة السيادة الوطنية وأن ضرباتها اخترقت منظومة القبة الحديدية التي استثمرت فيها إسرائيل لسنوات، ووصلت إلى عمق تل أبيب وحيفا".
وفي تصريح لصحيفة اعتماد، وجَّه علي زاده رسالة إلى واشنطن مفادها أن "التحدث بلغة القوة مع إيران غير مجدٍ"، داعيا المسؤولين الإيرانيين إلى "إتمام الحجة مع أمريكا بوضوح وتحذيرها من أنه "إذا لم تُكبح جماح إسرائيل فإنها ستتحمل العواقب".
وختم حديثه مؤكدا على أن أي تفاوض ناجح مع أميركا"يتطلب الاحترام المتبادل والإنصاف"، مشيراً إلى أن واشنطن "إن أرادت إنجازاً سياسياً داخلياً عبر الاتفاق مع إيران، فعليها تغيير نهجها"، معتبرا أن الترويج الأميركي لـ"لغة القوة" كحل وحيد، ينم عن جهل الطرف المقابل بطبيعة الشعب الإيراني".
حرب إقليمية
من جانبه، يعتقد رئيس تحرير قسم العلاقات الدولية بصحيفة هم ميهن، آرمين منتظري، أن الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية يظهر عزم تل أبيب على تصعيد التوترات بشكل متعمد لإضعاف القدرات النووية والقيادة العسكرية لطهران.
وأوضح أن بلاده استخدمت في ردها على إسرائيل رؤوساً حربية أثقل، وصواريخ متطورة مقارنة بعمليتي الوعد الصادق الأولى والثانية، ما أتاح لها توجيه ضربات أكثر تدميرا للبنية الإسرائيلية.
ولا يستبعد منتظري احتمال توسع النزاع إلى حرب إقليمية وانهيار المفاوضات النووية بين إيران وأميركا على الأقل في الأمد القصير، مبينا أن التصريحات الإسرائيلية حول احتمال استمرار العمليات لفترة غير قصيرة تشير إلى المزيد من الهجمات ضد البرنامج النووي والقدرات العسكرية الإيرانية، ما يفتح الباب على مصراعية للرد الإيراني باستهداف المنشآت العسكرية والنووية الإسرائيلية.
وخلص إلى أنه رغم المساعي الإسرائيلية لاستدراج الإدارة الأميركية إلى الصراع في الشرق الأوسط ، إلا أن إيران قد تسعى لتجنب التصعيد مع أميركا، خاصة في ظل الموقف العربي الرافض للاعتداءات الإسرائيلية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران أم إسرائيل.. من منهما لديها مخاوف التهديد الوجودي؟
إيران أم إسرائيل.. من منهما لديها مخاوف التهديد الوجودي؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

إيران أم إسرائيل.. من منهما لديها مخاوف التهديد الوجودي؟

يرى محللون، أن إيران وإسرائيل تتبادلان الشعور بمخاطر وجودية من بعضهما بعضا، لكن إسرائيل لديها الهواجس الأكبر، وأنها تشعر أن امتلاك إيران أو غيرها من دول المنطقة السلاح النووي يمكن أن يهدد وجودها وينهيه. وحسب الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، فإن إسرائيل تدعي أن حربها مع إيران حرب وجودية، لكن إيران لم يكن لديها هذا الهاجس في البداية والآن فقط بدأت تستشعر أن هذه الحرب تتحول إلى حرب وجودية. وتتصور إسرائيل، أن امتلاك إيران أو أي دولة أخرى في المنطقة السلاح النووي، هو تهديد وجودي لها، ولديها هذا الهاجس لأنها طارئة على المنطقة ويمكن أن تنتهي بطريقة سريعة، بخلاف إيران التي هي دولة عميقة وعريقة في المنطقة، وشعبها الذي تمتد جذوره إلى آلاف السنين سيورث الأرض لأجيال قادمة، وفقا لمكي. ومن جهته، يقول الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل اعتبرت في البداية أن السلاح النووي الإيراني يهدد وجودها، ثم زعمت لاحقا، أن القدرات الصاروخية لإيران تهدد وجودها أيضا، وبعدها أصبحت ترى أن النظام الإيراني يهدد وجودها، ثم بدأت في السنوات الأخيرة تربط بين بقاء هذا النظام وبين المشروع النووي الإيراني. وحتى لو تمكنت إسرائيل من تدمير المشروع النووي وأبقت النظام الإيراني بتوجهاته الأيديولوجية والسياسية، فستظل إسرائيل ترى في إيران تهديدا وجوديا لها، لأن نظامها سيعيد بناء مشروع نووي جديد. وعلى ضوء التفكير الإسرائيلي، يضيف مصطفى، فإن العملية العسكرية التي شنتها تل أبيب على إيران تهدف لإسقاط نظامها. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب لـ المحكمة الجنائية الدولية) قد قال -في مقابلة لشبكة فوكس نيوز الأميركية- "بدأت الهجوم على إيران لأننا كنا نواجه تهديدا وشيكا.. كنا نواجه تهديدا وجوديا، يشمل تسريع صُنع قنابل ذرية وزيادة الترسانة الباليستية". أوراق القوة من جانبها ترى الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات الدكتورة فاطمة الصمادي، أن الشعور بالخطر الوجودي متبادل بين الطرفين، ففي الرؤية الإيرانية أيضا يوجد استشعار بالخطر، ومنذ نشأة الجمهورية الإسلامية وإلى اليوم، لا تعتبر إيران في تصوراتها أن لإسرائيل مكانا في المنطقة، ورغم تأكيدها دوما بعدم السعي إلى الحرب، لكن في سلوكها العسكري راكمت المزيد من القوة لعلمها أن المواجهة مع إسرائيل حتمية. وتحاول إيران التي طورت برنامجها الصاروخي ومشروعها النووي والمسيّرات، أن تعزز من أوراق قوتها في المواجهة الحالية مع إسرائيل، وبحسب الصمادي فإنه حتى لو توقفت هذه المواجهة فإن طهران تدرك، أن مواجهة أخرى سوف تندلع. وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، سمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. في المقابل بدأت إيران مساء اليوم ذاته، بالرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، مما أسفر عن قتلى وعشرات المصابين، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.

الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل
الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل

الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل الجيش الإسرائيلي: رصد صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل ونعمل على اعتراضه الجيش الإسرائيلي: دفاعاتنا الجوية تمكنت من اعتراض الصاروخ اليمني التفاصيل بعد قليل..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store