
حجاج "الفوج الأخير" يروون تفاصيل نجاتهم من قصف طائرة صنعاء قبل الإقلاع
خرج حجاج "الفوج الأخير" من اليمن في رحلة حج استثنائية، اختلطت فيها مشقة الطريق بمرارة الحرب، إذ لم تكن رحلتهم إلى المشاعر المقدسة كسائر الحجاج، بعد أن تحولت الطائرة التي كانت ستقلهم من مطار صنعاء إلى جدة إلى حطام إثر غارات إسرائيلية مباغتة.
وذلك بعد أن شن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء الـ28 من مايو (أيار) الماضي، غارات جوية على المطار، استهدفت خلالها الطائرة المدنية الأخيرة المخصصة لنقل الحجاج اليمنيين لأداء الفريضة إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة.
وكانت الطائرة، من طراز "إيرباص A320"، واحدة من أربع طائرات استولت عليها جماعة الحوثي منتصف العام الماضي، وسبق تدمير ثلاث منها في غارات مماثلة مطلع الشهر الماضي.
وفي جولة ميدانية لـ"اندبندنت عربية" في المشاعر المقدسة، التقت عدداً من حجاج هذا الفوج الذين تجاوزوا أهوال الانفجارات، وواصلوا طريقهم إما براً عبر منفذ الوديعة جنوب السعودية، أو جواً بعد تنقل شاق إلى مطار عدن.
رحلة "الفوج الأخير" لم تنته بالقصف
ويروي الحجاج اليمنيين اللحظات الأخيرة التي لم يكن يفصلهم عن الصعود إلى الطائرة سوى بضع خطوات وخمس دقائق فقط، لكنها كانت كفيلة بتحويل مسار الرحلة المقدسة إلى تجربة مريرة بدأت بانفجار عنيف وانتهت برحلات بديلة شاقة براً وجواً.
ومع ساعات الصباح الأولى من يوم موعد الرحلة، توافد عشرات الحجاج رجالاً ونساء إلى مطار صنعاء الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي، وهم يرتدون لباس الإحرام وتغمرهم الفرحة بقرب الوصول إلى بيت الله الحرام.
لكن المشهد سرعان ما انقلب رأساً على عقب بعد سماع دوي هائل في محيط المطار، أعقبه انفجار ثان على المدرج، ثم ثالث استهدف الطائرة التي كانت على وشك الإقلاع إلى جدة، لتحترق خلال لحظات وهي محملة بأمتعة الحجاج، نتيجة سلسلة غارات جوية نفذتها إسرائيل.
ومع تصاعد الدخان خيم الذهول على المكان، ولم يكن أمام الحجاج ضمن "الفوج الأخير" سوى العودة أدراجهم، لكن 78 حاجاً تشبثوا برغبتهم على رغم الصدمة، مدفوعاً بالشوق والإيمان للوصول إلى المشاعر المقدسة لإداء مناسك الحج، فاختاروا مواصلة الطريق براً في رحلة طويلة، بينما توجه آخرون جنوباً إلى عدن بحثاً عن رحلة بديلة تقلهم.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويروي الحاج عز الطافحي، أحد الناجين من القصف، لـ"اندبندنت عربية" اللحظات الصعبة التي عاشها قائلاً "كان بيني وبين الصعود للطائرة خمس دقائق، كنا في صالة الانتظار سمعنا دوياً هائلاً في محيط المطار، تبعه انفجار للطائرة، لم نستوعب ما حدث إلا بعد دقائق من الصدمة"، مضيفاً أنه "رجال الأمن أبلغونا بمغادرة المطار فوراً وأن الرحلة ألغيت".
ومع حالة الذعر التي أعقبت الانفجار، خيمت مشاعر الخوف والارتباك على الحجاج الذين كانوا أنهوا إجراءات السفر استعداداً للإقلاع، وتسببت الصدمة في تردد بعض الحجاج في استكمال الرحلة.
وأفاد حاج يمني، طلب عدم الكشف عن اسمه، بأن اللحظات التي سبقت الانفجار كانت من أشد ما مر به في حياته، قائلاً "مع تصاعد الأصوات ودوي الانفجارات المتتالية، كانت لحظات مرعبة وصعبة للغاية، استوعبت لاحقاً أنها خمس دقائق كانت فاصلة بينه وبين الصعود على تلك الطائرة".
ويضيف أنه تعمد عدم إبلاغ عائلته بما جرى في تلك اللحظة، حرصاً على ألا يزرع في نفوسهم القلق والخوف، وبعد ساعات من الترقب والتنسيق مع مكتب شؤون الحجاج، جرى ترتيب مسار بديل لنقل الفوج، واستؤنفت الرحلة براً نحو مكة المكرمة عبر منفذ الوديعة الذي يشق صحراء الربع الخالي في رحلة استغرقت أربع أيام.
وأكد أن الأمتعة التي شحنت على متن الطائرة احترقت بالكامل، بما تحويه من ملابس ومقتنيات شخصية ووثائق رسمية، مما زاد من معاناة الحجاج، الذين اضطروا إلى مواجهة تحديات إضافية في رحلتهم الإيمانية الشاقة.
تحديات حجاج اليمن
وفي حوار وزير الأوقاف والإرشاد اليمني الدكتور محمد بن عيضة شبيبة مع "اندبندنت عربية" أوضح أن الوزارة بدأت مبكراً استعداداتها عقب انتهاء الموسم، موضحاً أنه على رغم التحديات التي فرضتها الحرب والاضطرابات الأمنية، نجحت الوزارة في تفويج 24255 حاجاً إلى مكة المكرمة لهذا العام.
وفي شأن حادثة الطائرة التي كانت مخصصة لنقل "الفوج الأخير" من الحجاج، أفاد بأن الوزارة تحركت بصورة عاجلة لمعالجة الموقف وأعادت جدولة سفر 78 حاجاً ممن كانوا ضمن الفوج المتضرر، وجرى نقل بعضهم عبر مطار عدن، وآخرين عبر منفذ الوديعة البري، وتكفلت الوزارة بنقلهم من صنعاء إلى عدن، قبل أن يستقبلهم الوزير شخصياً لدى وصولهم إلى مكة، ويوجه بتقديم الرعاية الكاملة لهم، كما حمل وزير الأوقاف والإرشاد اليمني جماعة الحوثي مسؤولية عرقلة سفر اليمنيين خلال مواسم الحج.
وعن التحديات الأوسع نطاقاً، أشار شبيبة إلى أن الوضع الأمني الهش في بعض المناطق، وإغلاق مطار صنعاء، وارتفاع تكاليف السفر نتيجة الأوضاع الاقتصادية، شكلت عقبات أمام استكمال الترتيبات، ومع ذلك عملت الوزارة على توسيع الطاقة الاستيعابية للمنافذ، وتوفير وسائل نقل برية مريحة، وتعزيز التنسيق مع الخطوط اليمنية وهيئة النقل واتحاد السياحة، لضمان تفويج منظم وآمن.
كما أوضح أن الوزارة دفعت بعدد من اللجان الميدانية إلى مواقع سكن الحجاج والمشاعر المقدسة، لمتابعة مختلف الجوانب الإرشادية والخدمية والطبية والغذائية، مؤكداً أن هدف الوزارة هو ضمان تجربة حج آمنة وكريمة، ومراعية لكرامة الحاج اليمني وظروفه على رغم التحديات المعقدة.
وثمن الوزير اليمني الدعم السعودي قائلاً إن "المملكة قدمت تسهيلات كبيرة لضمان انسيابية تفويج الحجاج اليمنيين"، موضحاً بأن منفذ الوديعة استقبل أكثر من 14 ألف حاج يمني، وأن الإجراءات سارت بسلاسة بفضل التنسيق الوثيق مع السلطات السعودية، بما في ذلك توفير أكثر من 30 مكتباً للاستقبال، كما جرى نقل أكثر من 9 آلاف حاج جواً من خمسة مطارات يمنية، بما فيها مطار صنعاء الدولي قبل إغلاقه.
الحج يؤجل خلاف اليمنين
في موسم الحج الماضي، أدت تدخلات الجماعة إلى عرقلة الترتيبات الخاصة بسفر الحجاج عبر مطار صنعاء، إذ منعت وكالات الحج من أداء مهماتها، وفرضت ضغوطاً على الحجاج المسجلين، إلى جانب تعطيل عمليات سداد تذاكر الطيران، مما تسبب في حرمان عدد كبير من اليمنيين من أداء المناسك.
وتواصل جماعة الحوثي ممارساتها الهادفة إلى تعطيل موسم الحج لليمنيين، إذ استبقت الغارات الإسرائلية الأخيرة على مطار صنعاء حملات إعلامية دعت فيها الجماعة المواطنين إلى عدم أداء الفريضة هذا العام، مطالبة بتوجيه الأموال المخصصة للحج لدعم ما تسميه "القوة الصاروخية" و"الطيران المسير"، تحت ذريعة مناصرة غزة واستمرار استهداف إسرائيل.
ومع وصول الحجاج اليمنيين إلى المشاعر المقدسة، طوت مناسك الحج الخلافات والانقسامات السياسية التي أثقلت كاهلهم لسنوات، ومن لحظة ارتداء الإحرام، وتجرد الحجاج من انتماءاتهم، توحدوا تحت راية واحدة عنوانها الإيمان، وفي بقاع مكة تلاشت الحدود والاصطفافات، لتحل محلها قواسم روحية جامعة، وحدتها طقوس الحج وسمو المقصد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 37 دقائق
- سعورس
عبدالعزيز بن سعود يلتقي القيادات الأمنية والعسكرية للقطاعات المشاركة في مهمة حج هذا العام
جاء ذلك خلال لقاء سموه بالقيادات في مقر وزارة الداخلية بمكة المكرمة. وأكد سموه حرص القيادة الرشيدة على تقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، مشيرًا إلى أن موسم الحج يمثل أهمية كبرى لدى القيادة الرشيدة -حفظها الله- حيث وفرت كل الممكنات التي تمكن الجهات من أداء واجبها بالشكل الذي يحفظ أمن وسلامة الحجاج في كل مراحل الحج. وتطرق سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا إلى أن التكامل بين الجهات الأمنية والعسكرية والخدمية، أسهم في تحقيق أرقام ومؤشرات إيجابية من خلال وصول حجاج بيت الله الحرام إلى المشاعر المقدسة وقضاء يوم التروية، وبدء تصعيدهم لمشعر عرفات ، وهم ينعمون بالأمن والأمان، موجهًا بأهمية المتابعة المستمرة لضمان أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، منوهًا سموه بوعي الحجاج من جميع الجنسيات ودورهم في نجاح الخطط المعدة لخدمتهم من خلال التزامهم بإرشادات الجهات المعنية. وثمن سموه الجهود الكبيرة التي يبذلها منسوبو القطاعات الأمنية والعسكرية من خلال عملهم بروح الفريق الواحد لخدمة ضيوف الرحمن، موجهًا سموه بنقل تحياته وتقديره لمنسوبي القطاعات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية ومنسوبي وزارة الحرس الوطني ووزارة الدفاع ورئاسة أمن الدولة ورئاسة الاستخبارات العامة. وكان معالي مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج الفريق محمد البسامي قد قدم خلال اللقاء إيجازًا عن النتائج التي حققتها قوات أمن الحج خلال ما تم تنفيذه من مراحل الخطط الأمنية، مؤكدًا جاهزية جميع الجهات الأمنية والعسكرية المشاركة في حج هذا العام لتنفيذ بقية مراحل الخطط الأمنية لضمان أمن وسلامة وطمأنينة حجاج بيت الله الحرام. حضر اللقاء صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف نائب وزير الداخلية المكلف، ومعالي مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني، ومعالي مساعد وزير الداخلية الدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح، ومعالي وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية الأستاذ محمد بن مهنا المهنا.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
من القائد الجديد لقوات الـ"يونيفيل" في لبنان؟
عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غزتيريش أمس الأربعاء الميجر جنرال ديوداتو أبانيارا قائداً لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل"، وسيخلف الجنرال الإيطالي في المنصب اللفتنانت جنرال الإسباني أرولدو لازارو ساينز. وتمتد مسيرة أبانيارا العسكرية على مدى أكثر من 36 عاماً، شغل خلالها مناصب قيادية رفيعة في القوات المسلحة الإيطالية، وتولى أخيراً منصب قائد ورئيس اللجنة الفنية العسكرية للبنان، إذ أشرف على جهود التنسيق متعددة الجنسيات دعماً للجيش اللبناني. وقبل ذلك، شغل عدداً من المناصب البارزة، منها رئيس شعبة الموارد البشرية ومستشار رئيس أركان الدفاع في هيئة الأركان العامة للدفاع، وقائد لواء مشاة، ورئيس مكتب توظيف الضباط، كما شغل منصب قائد القطاع الغربي في الـ"يونيفيل" بين عامي 2018 و2019. ويحمل أبانيارا أربع شهادات بكالوريوس من جامعات إيطالية، في العلوم السياسية من جامعة تورينو، وفي العلوم الدولية والدبلوماسية من جامعة ترييستي، وفي إدارة الأعمال والتواصل من جامعة تيرامو، وفي العلوم الاستراتيجية من جامعة تورينو. كما يحمل ست درجات ماجستير من جامعات إيطالية، في القانون من جامعة روما، وفي العلوم الاستراتيجية من جامعة تورينو، وفي الدراسات الاستراتيجية - العسكرية الدولية، والدراسات المتقدمة في الاستخبارات والأمن، والأمن السيبراني وأمن المعلومات من جامعة روما، وفي القيادة الاستراتيجية والتحول الرقمي من مدرسة لويس للأعمال في روما. يتقن الإنجليزية والإيطالية، ويتحدث الفرنسية والإسبانية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والقوة الدولية التابعة للأمم المتحدة منتشرة في جنوب لبنان منذ عام 1978، وهي عضو في لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. ويأتي تعيين أبانيارا قبيل أشهر قليلة من موعد قرار التمديد لـ"اليونيفيل" في نهاية أغسطس (آب) المقبل، وسط أنباء عن رفض أميركي لتمديد مهمة القوات الدولية واتجاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب نحو وقف تمويلها بسبب شكوك واشنطن في فعاليتها. ويعول لبنان على وجود "اليونيفيل" في الجنوب لمساندة الجيش اللبناني في الانتشار جنوب نهر الليطاني وتوثيق الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، لاسيما أن الجيش الإسرائيلي يواصل شن غارات يومية على مناطق حدودية يقول إنه يستهدف فيها مواقع لـ"حزب الله". وفي هذا السياق، أفادت "الوكالة الوطنية الإعلام" الرسمية، بأن قوة مشاة إسرائيلية من 20 جندياً تجاوزت بعد منتصف الليل الخط الأزرق الحدودي شرق بلدة ميس الجبل في منطقة كروم المراح، ثم اتجهت إلى منطقة كروم الشراقي برفقة جرافة وعملت على استحداث خندق ورفع سواتر ترابية داخل الأراضي اللبنانية، مما دفع الجيش اللبناني إلى استقدام تعزيزات عسكرية إلى قبالة المنطقة. كما أفادت الوكالة بأن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة من نوع "رابيد" بالقرب من المدرسة الرسمية في بلدة قلويه جنوب لبنان. في سياق منفصل، فاز لبنان اليوم الخميس بعضوية المجلس الاقتصادي والإجتماعي في الأمم المتحدة في نيويورك عن الفترة ما بين 2026 و2028، وذلك بعد أن تم إنتخاب لبنان أيضاً كأحد نواب رئيسة الجمعية العامة للدورة 80 وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
دون تخطيط هوليودي... هرب ساذج يربك سجن ذمار
في واقعة غير مألوفة وثقتها كاميرا أحد المارة، شهد السجن المركزي في مدينة ذمار وسط اليمن حادثة هرب لخمسة سجناء، بينهم محكومون بالإعدام في قضية اغتيال قيادي أمني بارز. وتداول سكان محليون المشهد الذي أظهر عملية الفرار وسط ذهول واستغراب، ولا سيما لتزامنه مع اقتراب عيد الأضحى، إذ تشير المعلومات الأولية إلى أن عملية الهرب جرت بمساعدة من داخل السجن، مما أثار تساؤلات حول الإهمال الأمني، في وقت لم تصدر السلطات تعليقاً رسمياً حتى الآن. عز الظهر وعلى رغم بدائية سيناريو الهرب الذي وصفه مراقبون بـ "غير المألوف"، تمكن خمسة سجناء من الفرار من السجن المركزي في ذمار وبينهم متهمون بجرائم قتل واعتداء، ووفقاً لمصادر محلية فإن الفارين ينتمون إلى جماعة الحوثي، فيما أثارت طريقة الهرب جدلاً واسعاً حين جرت في وضح النهار وأمام أعين المارة، في مشهد يناقض ما درج عليه العالم من محاولات فرار تحدث سراً وتحت جنح الظلام. وبطريقة بدائية استخدم السجناء الخمسة أشمغة لربطها ببعضها وتشكيل حبل تسلقوا به سور السجن العالي، في عملية لم تستغرق سوى دقائق وانتهت بوصولهم إلى سيارة سوداء من نوع "جيب كروزر" كانت بانتظارهم أسفل السور، في مشهد التقط أمام أبراج المراقبة ومن دون تدخل حراس السجن. وأثار الهرب جدلاً واسعاً بين اتهامات شعبية لأجهزة أمن جماعة الحوثي بالتواطؤ وتهريب سجناء متهمين بجرائم قتل، وبين موجة استغراب من تدهور الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرتهم، وسط مطالبات بتحقيق شفاف يكشف ملابسات ما جرى، وبحسب سكان محليين في محافظة ذمار فإن الفارين متهمون بالمشاركة في اغتيال مدير أمن مديرية ضوران آنس، قيس ناجي البخيتي، في سبتمبر (أيلول) 2022، على يد نائبه وعدد من مرافقيه الموالين لجماعة الحوثي، في سياق صراع داخلي بين أجنحة الجماعة في المحافظة. صراعات وأسئلة الهرب وتداول الأهالي معلومات غير مؤكدة عن تورط شخصيات أمنية حوثية بارزة في تنسيق عملية التهريب ومن بينهم مدير أمن المحافظة محمد غالب المهدي، ومدير السجن المركزي أحمد عبدالله الشرفي، وسط اتهامات بتصفية حسابات داخلية، كما عبّر نشطاء عن استغرابهم من غياب أية استجابة من عناصر الحراسة، وتساءلوا عن كيفية تمكن السجناء من مغادرة العنابر واختفاء تغطية كاميرات المراقبة، فضلاً عن التنسيق المحتمل مع سيارة كانت في انتظارهم خارج السور، بينما لم تصدر سلطات جماعة الحوثي حتى الآن أي بيان رسمي في شأن الحادثة، في وقت تزايد الجدل الشعبي بين من اعتبر أن العملية مدبرة ومن وصفها بالفشل الأمني. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) صمت كالعادة وغضب قبلي وتحدثت مصادر محلية عن اجتماع قبلي لذوي الضحايا الذين أعربوا عن غضبهم، وسط مساع من الجماعة إلى احتواء التوتر، إذ تعد محافظة ذمار من أبرز المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ويقدر عدد سكانها بأكثر من مليوني نسمة يتوزعون على 12 مديرية، ضمن مساحة تقارب 9500 كيلومتر مربع، وفق بيانات "المركز الوطني للمعلومات والإحصاء"، كما أنها تكتسب أهمية إستراتيجية نظراً إلى موقعها الجغرافي جنوب العاصمة صنعاء، حيث تتوسط عدداً من المحافظات وتشكل نقطة ربط بين شمال اليمن وجنوبه.