logo
ثقافة : الدروز والقاهرة الفاطمية.. ما علاقة الحاكم بأمر الله بالعقيدة الدرزية؟

ثقافة : الدروز والقاهرة الفاطمية.. ما علاقة الحاكم بأمر الله بالعقيدة الدرزية؟

الأحد 20 يوليو 2025 11:50 مساءً
نافذة على العالم - ظهر الدروز على السطح بعد الاشتباكات التي وقعت في سوريا مؤخرا وتحديدا في السويداء وفى إطار التعريف بذلك المذهب او تلك الفرقة نتوقف مع كتاب ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط لجيرارد راسل والذى يقول مؤلفه إن القاهرة الفاطمية كانت بيئةً مُواتية جدًّا لأولئك الذين أرادوا مزْجَ الفلسفة الإغريقية بالإسلام.
ويضيف: أَولى الفاطميُّون اهتمامًا كبيرًا بالتعليم فبنَوا الجامع الأزهر ومدرسةً لتعليم الشريعة الإسلامية، والفلسفة، وعلم الفلك؛ وظلَّ الفكر الإغريقي دارجًا بين علماء المسلمين في كلٍّ من القاهرة وبغداد. كيَّف هؤلاء العلماءُ أفكارَ الأفلاطونيين المحدَثين لتتلاءم مع الإسلام. وكان من الطبيعي أن يُنظر إلى «الواحد» على أنه الله. اعتبر بعضُ العلماء أن الكائنات الوسيطة بين الله والخلق على عقولٍ غير مادية أو «رؤساء ملائكة»، وقال فيلسوفٌ واحد على الأقل، وهو الفارابي، إن هذه العقول اتخذَت هيئة النجوم والكواكب.
وبعد مائة عام من الوحي المثير للمهدي، كان حفيدُ حفيدِه يحكم القاهرة. كان يُعرف باسم الحاكم بأمر الله، وقد خالف تقليدَ التسامح وفرض الشريعة على رعاياه بقسوةٍ غيرِ مسبوقة. وأصدر عددًا من المراسيم المثيرة للجدل؛ حيث طالب بنشر اللعنات الموجَّهة ضد الخلفاء السُّنة الأوائل في المساجد ومداخل الأسواق، ومنع رعاياه المسيحيِّين من الاحتفال بعيد الفِصْح، وأمر بحرق الزبيب في المدينة (لأنه قد يُستخدم في صنع النبيذ)، ودعا إلى سَكْب عسل المدينة في نهر النيل (لأنه قد يُستخدم في صُنع شراب الميد المخمَّر)، وأعلن أنه لم يعُد بإمكان الإسكافيين صنعُ أحذيةٍ نسائية (حيث لم يكن مسموحًا للنساء بالخروج). وأمر غير المسلمين بارتداء أشياءَ ثقيلةٍ لدرجة مؤلمة حول أعناقهم. وسمع عن طقس النار المقدَّسة، الذي يُجرى في كنيسة القيامة بالقدس يوم أحَد الفِصح، وقرَّر أنه خدعة، واستشاط غضبًا منه لدرجة أنه سَوَّى الكنيسة بالأرض. ولم يُعَد بِناؤها إلا بعد وفاته.
وعلى الرغم من أن سلوك الحاكم بدا قاسيًا أو حتى غيرَ عقلاني لضحاياه (وكثيرين غيرهم)، ظنَّ المعجَبون به أن غرابة أطواره دليلٌ على قربه من الله.
وأثارت سلسلةٌ من الأحداث التوقعاتِ بأن نهاية العالم قد تكون قريبة. وفي هذا الجوِّ المحموم ابتكر مجموعةٌ من المفكرين فلسفةَ التوحيد؛ أي العقيدة الدُّرزية. حتى إن سبب تسمية «الدروز» بهذا الاسم غامض وربما كان نسخةً معدَّلة من لقب نشتكين الدرزي، وهو من أوائل الموالين واعتُبِر زِنديقًا فيما بعد. وأثارت تعاليمُ الديانة شائعاتٍ مروِّعة فقد اعتقد الدروز، أو هكذا شاع في القاهرة، أن الحاكم كان الظهورَ أو التجسد البشريَّ لله نفسِه. لكن الدروز اليوم ينفُون هذه الشائعات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محمود مسلم: مصر لا تقبل بالإملاءات.. والرئيس السيسي يقود موقفا وطنيا مشرفا في دعم فلسطين
محمود مسلم: مصر لا تقبل بالإملاءات.. والرئيس السيسي يقود موقفا وطنيا مشرفا في دعم فلسطين

بوابة الأهرام

timeمنذ 23 دقائق

  • بوابة الأهرام

محمود مسلم: مصر لا تقبل بالإملاءات.. والرئيس السيسي يقود موقفا وطنيا مشرفا في دعم فلسطين

- محمود مسلم يشيد بثبات الدولة المصرية ووعي الشعب في الوقوف خلف قيادته السياسية موضوعات مقترحة أكد الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ د. محمود مسلم، أن مصر كانت وستظل ركيزة أساسية في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن "لولا مصر، لما بقيت هذه القضية حية في وجدان الأمة بهذا الزخم". الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ د. محمود مسلم من مؤتمر سوهاج مؤتمر جماهيري بسوهاج جاء ذلك خلال كلمته بالمؤتمر الجماهيري الذي عُقد بمحافظة سوهاج، حيث شدد على أن الدولة المصرية لا تقبل الإملاءات من الأساس لا من الغرب، ولا تتلقى نصائح من الشرق، قائلاً "نحن دولة تعرف جيدًا ما تفعل، وتتحرك بثقة ومسؤولية كاملين، دون وصاية من أحد.. بل لدينا منهجنا وأهدافنا واستراتيجتنا التي تعكس وعيا بقضايانا ويقيننا بتوفيق الله في خطواتنا لا حدود له". الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ د. محمود مسلم من مؤتمر سوهاج السيد الرئيس يقود تحركا وطنيا مشرفا وأشاد مسلم بالموقف الذي تتبناه القيادة السياسية المصرية تجاه الشعب الفلسطيني، معتبرا أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يقود تحركا وطنيا مشرفا، يتسم بالشجاعة والاتزان، ويعكس مسؤولية تاريخية تجاه قضايا الأمة. الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ د. محمود مسلم من مؤتمر سوهاج كما وصف مسلم الموقف المصري بأنه "عنوان الثبات والكرامة"، مؤكدا أن تحركات الدولة المصرية في هذا الملف تنبع من قناعات راسخة واستقلالية في القرار الوطني. الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ د. محمود مسلم من مؤتمر سوهاج وفي ختام كلمته، أشاد مسلم بوعي الشعب المصري والتفافه الصادق حول قيادته، معتبرًا أن هذا الاصطفاف الشعبي هو أحد أهم مصادر قوة الدولة في مواجهة التحديات وتعزيز دورها في دعم القضايا العادلة. الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ د. محمود مسلم من مؤتمر سوهاج

الحضارم لا يعرفون الرئاسي والانتقالي.. يريدون حياة كريمة
الحضارم لا يعرفون الرئاسي والانتقالي.. يريدون حياة كريمة

يمرس

timeمنذ 32 دقائق

  • يمرس

الحضارم لا يعرفون الرئاسي والانتقالي.. يريدون حياة كريمة

أفيقوا من الغفلة.. النوم في سراديب الظلام الباردة بلغ مداه... الوطن جريح تتناهشه ضباع الغاب الشاردة .. أفيقوا من الغفلة .. لايكفي قرارات هيكلة المجلس الإنتقالي فما وراء الحدود لايعرف ذلك في يديه خنجر مسموم سيغرسه في صدر الوطن الجريح.. هناك شعب يثور في الشارع ويغلي فماذا تقدمون لهم ؟ هل تقولون حلينا مشكلة الشعب؟ من وراءها؟ تدمير قادم ممنهج سيحيل سراديبكم الباردة إلى نار تلتهب.. في حضرموت النار تشتعل لايعرف الحضارم مجلس رئاسي ومجلس إنتقالي يريد كهرباء وحياة كريمة.. الحضرمي في الصحراء ينصب خيمته وتحته بحر من النفط.. وفي الجبال يبني بيته وتحته جبال من الذهب ولاينال من ذلك شيئا.. تتأجج النار وتنتقل من الشرق الى الغرب لتحاصر الإنتقالي في الزاوية الغربية الضيقة من للجنوب ولن يسلم منها فعدن تعاني كما تعاني حضرموت. ومن الضالع نفسها تتمدد الإنتفاضة لتصل إلى عدن.. أفيقوا من الغفلة كل محافظة تبحث عن مشروعها سيكون مدمرا للجنوب والرعاة حقيقة لايبحثون إلا عن مصلحة آنية .. يطبل المطبلون . أحببنا الرئيس عيدروس الزبيدي رمزنا وفخرنا وقائدنا .. إنتقالي والراس عالي أصبحت كلمات مملة يرددها الببغاوات.. أيها المطبلون أفيقوا من الغفلة الخطر الداهم من الشرق لايبقي ولايذر.. خفض العملة دون إيرادات ومردود إقتصادي خطة خبيثة إبتلعها المغفلون وخلفهم الأفعى وعشر سنوات ليس من الصعب إصلاح الوضع، ولكن هناك أمر يراد لن يكون بعدها شقرة ، لاحد فاصل تعيدون فيه قواكم.. ثلاث محافظات كبرى لديها مشاريعها الخاصة الكل يقول محافظتي أولا.. مزقوا صورة عيدروس الزبيدي في المكلا..أفيقوا من الغفلة لن يكون بعدها مشروعكم أنما مشاريع تدمير يقوم بها أعداء الجنوب.. ياعيدروس الزبيدي من الأفضل أن تأمر بإنزال صورك من كل مكان ارتفعت فيه تواضعا لله ولشعبك.. شعبك يحتاح عمل وليس رفع صور.. كن راقي كما رؤساء العالم المتقدم لم يرفعوا صورهم على سواري مقرات حكمهم.. ياعيدروس الزبيدي أعد أحمد سعيد بن بريك إلى واجهة الإنتقالي فهو الجدير باستمالة شعب حضرموت.. واعطي لشبوة وحضرموت والمهرة مكانتهم في صنع القرار السياسي داخل الإنتقالي.. الخطر قادم وقواعد الإنتقالي في المحافظات والمديريات خاملة تظن أن الدولة قد جاءت.. في الخارج يعدون نارا لإشعال الجنوب كامل ... لقد سئمنا من الصمت المريب .. أفيقوا من الغفلة فالعواصف المدمرة تزحف بإتجاه عدن.. إفتحوا باب الحوار لكل القوى الجنوبية وتنازلوا عن كبريائكم فهو المدمر وتواضعوا لكل فئات الشعب فهو الذي سيعيد بناء الوطن.. وسعوا المشاركة في الجيش والأمن واعطوا القيادة لمن يستحقها ولو كان في أقصى الشرق تكسبون الشعب فوالله ما دورتم المناصب مناطقيا إلا وجلبتم للجنوب الخراب.. أعطوا لحضرموت وشبوة والمهرة نصيبها الأكبر في الميراث السياسي والإقتصادي والعسكري تجدوا هذه المحافظات بجانبكم.. أفيقوا من الغفلة المصطنعة المتعمدة فإنها شر ووبال علينا وعلى الأجيال القادمة.

محمود عابدين يكتب: ماراثون الانتخابات البرلمانية 2025 ( 4 )
محمود عابدين يكتب: ماراثون الانتخابات البرلمانية 2025 ( 4 )

صوت بلادي

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت بلادي

محمود عابدين يكتب: ماراثون الانتخابات البرلمانية 2025 ( 4 )

سمعنا كثيرا عن الثقافة البرلمانية، وأهميتها في تفعيل الحياة الديمقراطية بأي مجتمع ينشد الشفافية والارتقاء لتقديم الخدمات الأفضل لمواطنيه، ولكي نصل إلى هذا المستوى من الوعي، لابد وأن تشمل هذه الثقافة فهمًا عميقًا لدور المؤسسات البرلمانية، وكذلك آليات عملها، وحقوق وواجبات المواطنين تجاهها، نضف إلى ذلك ضرورة احترام الرأي الآخر، وتقبل الاختلاف، والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية. كما يمكن أن تساهم الثقافة البرلمانية في زيادة وعي المواطنين بحقوقهم ودورهم في العملية الديمقراطية، مما يشجعهم على المشاركة في الانتخابات، والمساءلة، والرقابة على أداء الحكومة والبرلمان معا، بعيدا عن الشعارات: الزائفة، المغرضة، التجارية التي تستخدمها بعض: الجهات أو الأفراد أو الأحزاب أو الجماعات كجماعة الإخوان وشعارهم: " الإسلام هو الحل "....!! وبحسب الدستور، فالثقافة حق تكفله الدولة، لذا فنحن الآن في أمس الحاجة إلى وعي بديل، تتكاتف فيه مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها وزارات: الثقافة، التربية والتعليم، التعليم العالي والبحث العلمي، الأوقاف، الكنيسة و.... بدورهم الفعال، خاصة أن هناك جيل في عام 2013 كان عمره 12 و13 عاما، وليس لديه أدنى معلومة بما تعرض له وطنه من مكائد ومؤامرات داخلية وخارجية، هذا الجيل هو من نعول عليه مستقبلا اختيار النائب الذي يخدم وطنه بعيدا عن المصالح والأهواء والتحزب و..... ، وخيرا فعل مجلس الشيوخ حينما طالب بعودة بيوت الثقافة، والمكتبات العامة في المناطق الشعبية التي تسكنها الأغلبية، فلدينا 25 مليون مواطن في سن العشرينيات، ولهم حق الانتخاب قريبا، ونحشى ما نخشاه من وقوعهم تحت تأثير الخطب المنبرية، أو أصحاب المال السياسي أو..... في هذا السياق، يمكننا طرح السؤال التالي: من يحاسب من ...؟؟!!، سؤال "مش" برئ خاااالص: فإذا كان البرلمان يحاسب الحكومة على تقصيرها تجاه قضايا تمس أمن واستقرار المواطن، فمن يحاسب البرلمان على مسئوليته الرقابية على الحكومة عندما يقع حدث جلل مثل حريق سنترال رمسيس، الذي أعقبه انعقاد جلسة عامة طارئة بمجلس النواب، والتي شهدت، هجوما حادا من الأعضاء على الحكومة بسبب تعطيل شبكات الاتصال والإنترنت والبنوك....؟؟!! وخيرا فعل رئيس المجلس حينما جميع البيانات العاجلة إلى لجنة الاتصالات، قائلا: «يعنى هناك أخطاء جسيمة يا سيادة الوزير وحضرتك اعترفت بهذا، وأى خطأ جسيم نتج عنه وفيات ينم عن أخطاء جسيمة للوزارة، هذا خطأ جسيم لا يمر مرور الكرام»، وتابع: - «بعد ان أوضح وزير الشؤون النيابية وجود وزير الاتصالات بالبلاد، يقرر المجلس إحالة جميع هذه البيانات العاجلة إلى لجنة الاتصالات، وعلى اللجنة عقد اجتماع عاجل عقب الجلسة، بحضور وزير الاتصالات، وسأقوم بنفسى بمتابعة مناقشات اللجنة فى هذا الشأن، ونقل الحقائق كاملة للرأى العام دون زيادة أو نقصان، وما يترتب على ذلك من آثار». أما النائب ضياء داود، فقال: "كان من المتوقع أن يكون اليوم آخر يوم فى دور الانعقاد الخامس، لكنى أطالب ألا يرفع مجلس النواب ولا يفض دور الانعقاد إلا قبل أن نعلن نتائج كارثة سنترال رمسيس، كيف حدث هذا الفشل المركب للحكومة"، منتقدا أداء الحكومة بقوله: "مصر اللي صرفنا عليها تريليونات، فمتى يتحمل المسؤولون فى هذا البلد مسؤوليتهم، متى تحضر الحكومة مجتمعة تقدم كشف حساب، هنروح نقول إيه للناس واحنا على أبواب الانتخابات، هى دى الحكومة اللى لسه واخدة ثقة من البرلمان، هذه الحكومة لابد من محاسبتها حتى واحنا فى آخر ساعة لدور الانعقاد»، وتساءل النائب: - "أمال لو احنا فى حرب وحد ضربلنا حاجة بالشكل ده، والأمن السيبرانى بتاعنا اتأثر، كانت الحكومة هتتصرف ازاي.. هل نفض دور الانعقاد ونترك النيران مشتعلة، أمان مصر فى هذا التوقيت أهم من أى شيء، أهم من الموازنة العامة للدولة، فهل هذه الحكومة هى اللى هتحل مشكلة الإيجار القديم، أتحدى، هذا التوقيت الصعب يتحمل كل منا مسؤوليته وفى المقدمة الحكومة، ونحن فى البرلمان ممتد عملنا حتى ١٢ يناير ٢٠٢٦". ده كلام جميل جدا، وحتى تتضح الأمور أكثر، فلابد من تسليط الضوء على أن السلطة التشريعية والرقابية، تتمتع دائما وأبدا بقوة ونفوذ، كما انها تخلق قدرا مهما من الحراك السياسي العام، وهي سلطة إن تمثلت بقدر من النزاهة والأمانة انعكس ذلك على أداء السلطات الأخرى، والعكس هو الصحيح. مع العلم، انه ليس بالضرورة أن كل من حصد عضوية البرلمان ممثلا للشعب، أن يكون هو الأفضل والأكثر نزاهة، بل إن هناك في السلطات الأخرى التي يفترض أن تحاسبها السلطة التشريعية من هو أكثر نزاهة وأمانة وصدقاً من بعض ممثلي الشعب، ولدينا عدد لا بأس به من الأمثلة بهذا الصدد، ولا نبالغ حين نؤكد بأن برلمانات العالم مملوءة بممثلين عن شعوبهم الذين انتفت عنهم صفات: الأمانة، النزاهة، الصدق، وذلك بسبب تضخم جيوبهم وزيادة فسادهم، وبالمقابل فإن هناك من كان منهم صادقا في تمثيله، نزيها في مواقفه، عاملا للصالح العام لا الخاص. ما سبق يمثل معضلة حقيقية في آلية محاسبة النواب على مواقفهم ومغانمهم، مشكلة - أحيانا – تكون أصعب من محاسبة السلطات الأخرى، فإذا كانت المجالس التشريعية، هي السلطة المكلفة والمخولة بمحاسبة السلطة التنفيذية، فمن هو المخول والمكلف بمحاسبة السلطة التشريعية عند تجاوز أعضائها مسئولياتهم...؟؟!!، إذا دور النواب في مراقبة الحكومة ومحاسبتها، يفتح تساؤلات حول كيفية مراقبة أداء النواب أنفسهم تحت قبة البرلمان، وكيفية تقييم دور كل عضو منهم، بما يضمن تفعيل الدور الإيجابي للنائب وتقديمه خدمة حقيقة للمواطن فى البرلمان. صحيح ان واقعنا الحالي، لا يوجد به طرق محددة وواضحة المعالم لكيفية محاسبة البرلمان ونوابه، سواء أكان ذلك قانونيا بمواد فى الدستور، أو من خلال جهات محددة تراقبه وتحدد آليات محاسبته سوى الناخب نفسه، فهو الجهة الوحيدة المخولة للقيام بهذا الدور، باعتباره ( الناخب )، هو صاحب الحق الأصيل والشرعي الذي منح النائب رخصة الفوز بعضوية البرلمان. ولكي تكون مراقبة الناخب لنائب فاعلة، فهي تحتاج إلى بوصلة لوضع آليات لهذه المراقبة، بما يضمن تحسين أداء النائب لصالح الناخب، الأمر الذي دفع العديد من المراكز البحثية، ومنظمات المجتمع المدنى إلى الحديث عن تأسيس حملات متخصصة لمراقبة البرلمان، وأداء نوابه في فترة ما، وعرض هذه المراقبة على الرأي العام، صاحب الحق في محاسبة النواب، أو بشكل أبسط وأيسر، يفترض ان يكون في دائرة كل عضو برلماني مجموعة من الشخصيات الوطنية المحترمة التي تفرض عليه طريقة ما للمحاسبة عن أدائه البرلماني كل 6 شهور مثلا، هذا بالنسبة للنواب الذين فازوا بالعضوية بشكل قانوني ودستوري وشعبي بعيدا عن نواب المال السياسي ومن على شاكلتهم.. وللحديث بقية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store