
بيانات واستعراض قوّة في الضاحية... ورسالة الحزب
وكان يوم الاثنين قد حفل بالمعلومات والشائعات والبيانات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى المجموعات الخاصة تدعو إلى تحركات شعبية في موازاة انعقاد الجلسة بعد ظهر الثلاثاء، بعضها موقع باسم «أبناء الجنوب» وبعضها موقع باسم «أبناء العشائر في البقاع»، وهي المناطق المعروفة بأنها محسوبة على «حزب الله»، وأفادت «وكالة الأنباء المركزية» أن القوى الأمنية أقفلت الطريق أمام منزل رئيس الحكومة نواف سلام، قبل أن تنتشر مقاطع فيديو تظهر تحركات على دراجات نارية لشبان في مناطق الصفير والشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت ما استدعى انتشاراً أمنياً واسعاً ولا سيما في منطقة عين الرمانة التي ارتبط اسمها بالحرب الأهلية وتعتبر «منطقة تماس»، كما سبق أن شهدت عام 2021 مواجهات بين مناصرين لـ«حزب الله» وآخرين لـ«حزب القوات اللبنانية»، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
حراك سياسي بدل تحريك الشارع
وفيما بقيت هذه التحركات في إطارها المناطقي، لم يعلن «حزب الله» تبنيه لها أو يصدر دعوة رسمية للتحرك، كان لافتاً الحراك السياسي الذي يقوم به أخيراً الحزب؛ حيث قام، الاثنين، وفد نيابي منه بزيارة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون وزار صباح الثلاثاء، صهر عون رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يرفع في الفترة الأخيرة مواقف واضحة ضد سلاح الحزب، على غرار حلفاء سابقين له.
وتلفت مصادر متابعة للملف لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحراك السياسي الذي يقوم به «حزب الله» سيستكمل في الفترة المقبلة ليشمل أفرقاء آخرين في رسالة منه للقول إنه مستعد للانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة والاستثمار فيها. وهو ما عكسته التصريحات التي أطلقها نواب الحزب، بعد لقائهم عون أو باسيل؛ إذ ورغم تمسكهم بأولوية الانسحاب الإسرائيلي يبعثون برسائل مرتبطة بأهمية بناء الدولة، وهو ما لفت إليه النائب علي فياض بعد اللقاء مع باسيل، بالقول: «الفرصة مواتية لبناء دولة ويجب أن تتضافر كل الجهود لبناء دولة، لكن العقبة أمام هذا الموضوع الآن هي الاعتداءات الإسرائيلية التي تعطل مسار التعافي وبناء الدولة».
من هنا، وفي حين يلفت المحلل السياسي علي الأمين إلى أن «حزب الله» اتخذ قراراً بعد مباحثات، بعدم القيام بأي تحركات قبل ساعات من الجلسة، يتوقف في الوقت عينه عند الزيارات التي يقوم بها في هذا التوقيت بالتحديد «للقول أنا مستعد للتنازل لكن ثمّروا موقفي باتجاه الدولة».
قدرته على الاستثمار في الشارع باتت معدومة
ومع القرار بعدم التصعيد واللجوء إلى الشارع، يرى الأمين أن «الحزب بات يدرك جيداً أن أي تحركات شعبية على الأرض لن تكون لصالحه، وأن قدرته على الاستثمار في التحركات تكاد تكون معدومة أو انتحارية، كما أنه سيزيد من الخصوم له داخلياً فيما هو في حالة حصار كما قد تؤدي أي حركة في هذا الاتجاه إلى ابتعاد (حركة أمل) ورئيس البرلمان نبيه بري عنه أكثر».
وبالتالي ما حصل خلال الساعات التي سبقت موعد الجلسة، كان أقرب إلى التهويل بل يعكس حالة من الإرباك أكثر ما يعكس وجهة مدروسة وواضحة، بحسب الأمين، الذي يكشف أنه جرى مباحثات جدية في أوساط «حزب الله» في اليومين الماضين قبل أن يتخذ القرار بعدم النزول إلى الشارع، مشيراً إلى أن بعض الهيئات كانت تعد العدة لذلك لكنها كانت تنتظر إشارة من قيادة الحزب.
من هنا، يقول الأمين: «(حزب الله) فقد ما كنا نعرفه عن قدرته على الاستثمار في مثل هذه التحركات التي أصبحت اليوم رهن حسابات شديدة، ولم يعد من السهل عليه أن يأخذ أي قرار قد يحمل أي مغامرة»، مرجحاً أن تكون قيادة الحزب في المرحلة المقبلة بعيدة عن أي محاولة واضحة ومعلنة لتحريك الشارع.
مع العلم أنه ومع قناعة الجميع بأن الواقع السياسي الحالي والظروف الراهنة لم تعد من مصلحة «حزب الله» الذي لطالما كان يلجأ إلى التحركات الشعبية لممارسة ضغوطه في لبنان، لم تكن المحاولة التي قام بها مناصرون من «حزب الله» بدعم من قيادته قبل نحو 6 أشهر على طريق المطار رفضاً لمنع هبوط الطيران الإيراني، حيث قام عدد من المحتجين بالاعتداء على آلية لقوات الـ«يونيفيل»، وهو ما قوبل بقرار صارم وحاسم بالملاحقة حيث تم توقيف عدد من الشبان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 37 دقائق
- IM Lebanon
أدرعي: استهدفنا مواقع لـ'الحزب' في جنوب لبنان
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن 'جيش الدفاع هاجم أهدافًا إرهابية لحزب الله الإرهابي في جنوب لبنان'. وقال عبر منصة 'اكس': 'أغار جيش الدفاع قبل قليل على أهداف إرهابية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان ومن بينها مستودعات أسلحة ومنصة صاروخية وبنى تحتية تابعة لحزب الله والتي استخدمها لتخزين آليات هندسية مخصصة لاعادة اعمار بنى تحتية ارهابية في المنطقة'. وأضاف: 'يواصل حزب الله الارهابي محاولاته لترميم بنى تحتية ارهابية في أنحاء لبنان مخاطرًا بسكان لبنان ومستخدمًا أباهم دروعًا بشرية حيث يعتبر وجود مثل هذه الوسائل القتالية وقيام حزب الله بهذه الأنشطة الارهابية انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان'. وختم أدرعي: 'جيش الدفاع سيواصل العمل لحماية دولة إسرائيل'.


المنار
منذ 39 دقائق
- المنار
في ظل أزمة التجنيد: 'الجيش الإسرائيلي' يصادق على إنشاء كتيبة مقاتلين من عمر 50 وما فوق
كشفت قناة 'i24' الإسرائيلية، امس الأربعاء، أنّ شعبة التخطيط في 'الجيش' الإسرائيلي صادقت اول من أمس على إنشاء كتيبة 'عتصمون' لمقاتلي المشاة في الاحتياط من الفئة العمرية الأكبر، من سن 50 حتى 55، وفي المناصب القيادية حتى أعمار أكبر. وذكرت القناة أنّ 'تشكيل الكتيبة بدأ مع بداية الحرب، وهي تتحوّل الآن إلى كتيبة عملياتية، وهدفها أن تكون قوة إضافية لمهام حماية الحدود بقدرة مشاة كاملة'. التقديرات تشير إلى أنّ عدد المقاتلين المحتملين في هذه الفئة العمرية قد يتجاوز 3,000 مقاتل، وهذه واحدة من الأسباب التي دفعت شخصيات عامّة عديدة، من بينها سياسيون، مثل عضو الكنيست ألموغ كوهن وآخرون، لدعم هذه الخطوة، وفقاً لـ 'i24'. على صعيد آخر، يقول جيش الاحتلال إنّ 'العمل التنظيمي لا يزال جارياً، وإنّ الإعلان الرسمي سيصدر لاحقاً' حسبما نقلت القناة المذكورة. في السياق، كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، أواخر الشهر الماضي، أن عدد الجنود الإسرائيليين المصابين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 تجاوز 18.500 جندي، من بينهم آلاف يعانون من أضرار نفسية حادّة، وسط تقديرات تشير إلى بلوغ عدد الجرحى 100 ألف بحلول عام 2028. المصدر: مواقع اخبارية


المنار
منذ 40 دقائق
- المنار
قوات العدو الإسرائيلي تداهم عددا من المنازل في بلدة طمون بمدينة طوباس في الضفة الغربية
قوات العدو الإسرائيلي تداهم عددا من المنازل في بلدة طمون بمدينة طوباس في الضفة الغربية