logo
رواية «مكان ثانٍ».. كيف نرى أنفسنا؟ وكيف تمنح القوة للآخرين؟

رواية «مكان ثانٍ».. كيف نرى أنفسنا؟ وكيف تمنح القوة للآخرين؟

الاتحادمنذ 2 أيام
فاطمة عطفة (أبوظبي)
نظمت مؤسسة بحر الثقافة بمقرها بالخالدية، أول أمس، جلسة أدبية خاصة لمناقشة رواية «مكان ثانٍ» للكاتبة الكندية البريطانية رايتشل كاسك، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر2021، أدارت الجلسة المهندسة هناء حبيب، مشيرة إلى أن الكاتبة اشتهرت بأسلوبها العميق الذي يمزج بين السيرة الذاتية والتأملات الفكرية، كما أنها معروفة بطرحها أسئلة وجودية حول الهوية، الفن، العلاقات، والمرأة في عالم يتغير باستمرار.
وأوضحت المهندسة حبيب أن الرواية تدور حول امرأة تستضيف فناناً غامضاً في بيتها الريفي المعزول الذي تسميه «المكان الثاني»، لكنها في الحقيقة لا تستضيفه فقط، بل تستضيف ذاتها من جديد، وتبدأ رحلة مراجعة مع مشاعرها، أحلامها، وظلالها الداخلية، مبينة أن الحكاية تروى بصوت داخلي عميق، على شكل رسالة طويلة لصديق مليئة بالتساؤلات والشكوك والتأملات. والرواية ليست عن الحدث، بل عن: كيف نرى أنفسنا؟ وكيف تمنح القوة للآخرين؟ وهل الفن يحررنا.. أم يزيد غرقنا؟ الكثير من الأسئلة طرحت من دون إجابة، وتركت مفتوحة للقارئ.
وجاء في مداخلة الروائية مريم الغفلي أن الرواية تمت روايتها بصوت امرأة تعرف فقط باسم (م)، وهي كاتبة وروائية بريطانية تعيش في منطقة معزولة مع زوجها «طوني». تسعى «م» لاستضافة رسام شهير يشار إليه بالحرف «ل» في «بيت ثانٍ»، وهو بيت صغير منعزل على أرضها، على أمل أن يلقي حضور الفنان نوعاً من الضوء أو التفسير على تجربتها الداخلية، وعلى حياتها، خاصة كامرأة في منتصف العمر تتصارع مع الإبداع، الأمومة، والرغبة في الاعتراف، مشيرة إلى أنه يقال إن الرواية مستوحاة من مذكرات الكاتب الفرنسي لورانس داريل عن زيارته للكاتبة الأميركية مارغريت يونغ في مكان ناءٍ، ولكن راشيل كاسك تعيد بناء الحكاية بأسلوبها الخاص وبلغة داخلية ميتافكرية، أقرب ما تكون إلى المونولوج الداخلي الطويل.
وأوضحت الغفلي أن الكاتبة كاسك تعتمد على الجمل المنحوتة بعناية، المتدفقة كأفكار غير متقطعة، بحيث تكثر من التوصيفات النفسية والتفكيك العاطفي أكثر من الأحداث الخارجية، إضافة إلى بنية السرد، مبينة أن الرواية مكتوبة على شكل رسالة طويلة موجهة إلى شخصية تُدعى «جيف» (لا يظهر في النص)، ما يضفي بعداً من الحميمية والاعتراف، وتتعمد كاسك عدم تسمية معظم الشخصيات، مما يجعلها رموزاً أكثر من كونها أفراداً.
وجاء في قراءة فاطمة الرميثي أن «مكان ثانٍ» ليست رواية أحداث بل رحلة داخلية في الوعي الإنساني، مشيرة إلى أنها شعرت بأن الرواية دعوة للدخول إلى غرفة ثانية في النفس، مكان نتعرى فيه من أدوارنا المعتادة نرى حقيقتنا، والرموز مثل البحر والمستنقع والنوافذ لم تكن مجرد خلفية، بل رواية لعوالم الرواية الداخلية، حيث كل فصل أشبه بصفحة من دفتر يوميات شخص يراقب العالم من نافذة وعيه، ويحاول أن يفهم نفسه من خلال الآخرين.
وأضافت الرميثي أن أكثر ما شدها في الرواية هو طرح الكاتبة كاسك للعلاقة بين الفن والمرأة، وكيف يتقاطع الإبداع مع أزمات العمر ونظرة الآخر لنا، كما أن خط الأم وابنتها أضاف عمقاً إنسانياً يعكس صدى الحب والحرية عبر جيلين، ويعكس العلاقة المتغيرة عبر الزمن.
وختمت بأن هذا العمل الروائي يمزج بين السيرة الذاتية والرسالة الأدبية والتأمل الفلسفي.
وبدورها قالت فايقة النعيمي إن الكاتبة وثقت روايتها بأسلوب أدبي مباشر وبخيال جريء جداً، لتسلط الضوء على فضاء المرأة الغربية المعاصرة، مشيرة إلى أن الكاتبة ذكرتها برواية «قواعد العشق الأربعون» للتركية أليف شافاك، حيث تلتقي الكاتبتان في جزئية التحولات والتناقضات الجذرية في حياة المرأة والمحفزة في تحقيق الذات، بعد تأمل عميق داخل قضايا النفس من خلال استدعاء الأشياء والأحداث في حياتها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فنون العمارة بالسعديات.. حوار بين الأرض والإنسان
فنون العمارة بالسعديات.. حوار بين الأرض والإنسان

الاتحاد

timeمنذ يوم واحد

  • الاتحاد

فنون العمارة بالسعديات.. حوار بين الأرض والإنسان

فاطمة عطفة «في جزيرة السعديات، لا تشيد المتاحف فحسب، بل تُبْنَى سرديات حضارية تتقاطع فيها العمارة بالثقافة، والهوية بالكونية. بين اللوفر أبوظبي، ومتحف التاريخ الطبيعي، ومتحف زايد الوطني، وجوجنهايم، تتشكّل خريطة ثقافية طموحة»، هذه الكلمات التي جاءت على لسان المهندسة هنادي الصلح، تكثّف المعنى وتضيء على ما تمثله المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات بأبوظبي، باعتبارها مركزاً ثقافياً عالمياً؛ وحسب ما يشير إليه موقعها الإلكتروني الرسمي، فإنها «من موقعها المتميز في قلب جزيرة السعديات، الذي يبعد دقائق قليلة عن المدينة، تتيح المنطقة الثقافية في السعديات لزوّارها تجربة رحلة منظمة للتاريخ العالمي والثقافة الجماعية من خلال سرد متنوع ومبتكر». على جانب آخر تجسد عمارة المتاحف في المنطقة الثقافية إبداعاً يجمع بين الأصالة والحداثة، وتعكس في تنوعها وبنائها مدارس هندسية وخبرات عالمية بارزة استطاعت أن تستلهم التراث المحلي وتقدم مفاهيم هندسية استثنائية ترتبط بالمكان وتاريخه وتراثه. وتضيف المهندسة هنادي الصلح: «في جزيرة السعديات، لا تشيد المتاحف فحسب، بل تبنى سرديات حضارية تتقاطع فيها العمارة بالثقافة، والهوية بالكونية، حيث المعمار يخاطب الروح، ويستدعي جوهر اللقاء الإنساني الشامل والمتنوع. ومتحف الشيخ زايد يلامس أعماقي، حيث يتماهى مع الصحراء ككائن حي، يحاكيها بأجنحة صقر ترمز إلى العلو والرؤية، وترمز إلى الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه»، مشيرة إلى أن الضوء، الظل، الامتداد، هذه كلها عناصر تتآلف مع الذاكرة والهوية، فتولد عمارة لا تستعرض، بل تنصت وتحتضن. من هنا، تبدو السعديات بالنسبة لي أكثر من مشروع عمراني. إنها بيان حضاري عن دور الإمارات في بناء بيئة حاضنة للفكر والثقافة، لا تقصي المجتمع بل تشركه. هي مساحة تشكّلت لتنتج الثقافة لا لتستهلكها، ومتاحف بُنيت لتنبت الحوار لا لتحنطه، فالمتاحف مشاريع تشرك الناس، وتلك هي القيمة الحقيقية: أن تصبح العمارة حواراً حيّاً بين الأرض والإنسان، بين الرؤية والإرث، بين الذاكرة والمستقبل، وبين الفن والثقافة. حضور عالمي من جانبه يقول المهندس المعماري والشاعر الإماراتي أحمد بالحمر: «وجود أسماء عالمية وراء هذه الصروح هو بحد ذاته حضور عالمي، وترسيخ لمدينة أبوظبي كجهة ثقافية ومحط أنظار المعماريين حول العالم: جيري وفوستر ونوفيل وسير ديفيد، هؤلاء الذين وضعوا تصاميم هذه الصروح في أرض السعديات، وها نحن نستظل بظل هذه المباني التي صنعت الظلال وغطت أشعة الشمس الساطعة». ويرى المهندس بالحمر أن السعديات ستكون محط أنظار العالم من جميع الأصعدة السياحية والثقافية والمعمارية بكل تأكيد، مبيناً أن هذه الصروح وضعت أبوظبي كمدينة حاضنة للمعمار الحديث وللأفكار الإبداعية الخارجة عن المألوف، ووجود أسماء عالمية كآباء روحيين لهذه الصروح، هو بحد ذاته حضور عالمي وترسيخ لمدينة أبوظبي كجهة ومحط أنظار كبار المعماريين حول العالم، مؤكداً أن السعديات ستكون محط أنظار العالم من جميع الأصعدة السياحية والثقافية والمعمارية بكل تأكيد. ويتابع المهندس أحمد بالحمر حديثه مؤكداً أن هذه الصروح وضعت أبوظبي كمدينة حاضنة للمعمار الحديث وللأفكار الإبداعية الخارجة عن المألوف، إنها قمة فنية عائمة في متحف اللوفر على سطح البحر، تتخللها أشعة الشمس وتحتضن أمواج الخليج العربي، وهي ميناء للفن تستقبل كل الفنون من كل أنحاء العالم، وقبة تستقبل النور من كل اتجاه وتستغل كل لحظة من شروق شمسها في أبوظبي حتى المغيب. ويضيف: «أما أجنحة الصقور في متحف زايد الوطني، فكأنها تحمل المتحف ليحلّق إلى السماء ويراه العالم، وكذلك التصميم المتسامح في «البيت الإبراهيمي» الذي يعكس البساطة والوضوح والتآلف مع جميع الأديان، كما يعكس التسامح الإنساني السامي بين جميع البشر والأديان. أما متحف جوجنهايم فهو تصميم فريد من نوعه»، مؤكداً أن جميع المتاحف والمباني الثقافية تحف وصروح رائعة ترسم خط الأفق في مدينة أبوظبي والإمارات. نبض حي من جهتها تقول المهندسة رنيم معمار، مديرة مشاريع وبنى تحتية في دبي ونيوزيلاندا: «في أبوظبي، حيث يلتقي الرمل بالضوء والنخيل، تنبثق السعديات كجزيرة لا تشبه سواها لأن العمارة فيها تتكلم لغة الثقافة، حيث تشيَّد المباني لتروي حكايات وتفتح نوافذ على ثقافاتٍ تتعانق، كما تتعانق أمواج الخليج العربي. في السعديات، لا ينظر إلى العمارة كمادة صلبة، بل كنبضٍ حيّ، وكائن ثقافيّ يروي سيرة شعبٍ يصنع مستقبله بيد، ويحفظ ذاكرته باليد الأخرى». وتضيف المهندسة رنيم أن فن العمارة في السعديات هوية تتنفس، وفي قلب هذه الجزيرة، ترتفع المتاحف كمنارات شامخة، وكأن كل حجرٍ فيها يعرف موقعه من الرواية. فالعمارة هنا ليست زخرفاً ولا مجرد تجريب في الشكل، بل هي حالة ثقافية، تقف شاهدة على طموح حضاري يراد له أن يتجاوز الجغرافيا. فقبة اللوفر أبوظبي، على سبيل المثال، ليست قبة فحسب، بل سماء ثانية ترسل عبر ثقوبها ضوءاً» يتساقط كقطرات معرفة. أما أجنحة متحف زايد الوطني فتمتد كأذرع صقرٍ يعلو بالأحلام، شاهدة على إرث قائد أسس وطناً، وحلم بمستقبل يعانق السحاب. وترى رنيم أن التصاميم المعمارية في السعديات ليست معزولة عن مضمونها، بل ترتبط به كما يرتبط الشعر بإيقاعه. كل شكل فيها يعبّر عن رسالة، يحمل دلالة، ويسهِم في بناء التجربة الذهنية والحسيّة للزائر. أما متحف جوجنهايم في أبوظبي الذي لا يزال قيد الإنشاء، فهو لا يقدم فقط شكلاً معمارياً متفرداً، بل يجسّد الفكرة ذاتها التي يقوم عليها المتحف وهي التحرر من القوالب، والانفتاح على الممكن الفني اللامحدود، مبينة أن البيئة شريك خفي في فن البناء. وفي أبوظبي، هذه المدينة الساحرة، حيث الشمس سيدة السماء، كان لابد للعمارة أن تصغي إلى الطبيعة، لا أن تعاندها، فجاءت التصاميم في السعديات متصالحة مع المناخ، تحتمي بالظل، وتستثمر الضوء، وتستخدم الهواء لا كمجرد عنصر، بل كصوتٍ في سيمفونية المكان، مشيرة إلى أن قبة اللوفر مثلاً، تلطف حرارة الشمس وتحولها إلى نورٍ طري، كأنها تنسج من القسوة جمالاً، ومن الطبيعة حليفاً معمارياً. وهكذا، يتبدى أن احترام البيئة هنا ليس خياراً هندسياً، بل قيمة جمالية وأخلاقية. وتؤكد المهندسة رنيم معمار أن السعديات منارة الحاضر وأفق المستقبل، وهي اليوم تقف شامخةً، ليس فقط بما تملكه من متاحف ومراكز ثقافية، بل بما تقدمه من رؤية مختلفة للعالم. إنها دعوة للحوار، وجسر بين الثقافات، ومساحة للالتقاء بين الشرق والغرب. ومستقبلاً، تطل السعديات كمركزٍ لا يكتفي بعرض الفن، بل ينتجه، يناقشه، ويحتضنه، لتغدو بذلك منصة فكرية وإنسانية، تنافس المدن العالمية الكبرى، لا بعدد الأبراج، بل بعمق الفكرة وصدق الرؤية. وتختم المهندسة رنيم معمار أن فن العمارة في السعديات ليس صمتاً من حجر، بل حديث من نورٍ وظلال، يحمل بين طياته رسائل عن الهوية، والبيئة، والتاريخ، والمستقبل. إنها أرض تُبنى فيها الثقافة كما تُبنى البيوت: أساس من حلم، وجدران من فكر، وسقف من أمل. وهكذا، تظل السعديات شاهدة على كيف يمكن للمعمار أن يتحول إلى نص سردي مفتوح، تقرؤه العيون، وتحفظه الذاكرة. الباحث الرئيسي سلطان الربيعي، رئيس معهد تريندز الدولي للتدريب، يشير إلى روعة التصميم في عمارة المتاحف قائلاً: «تشكّل المنطقة الثقافية السعديات في أبوظبي نموذجاً فريداً لحضور العمارة كحالة ثقافية تتجاوز الجانب الجمالي، لتعبّر عن هوية حضارية ورؤية استشرافية؛ فتصاميم المتاحف كمتحف اللوفر أبوظبي تجسّد اندماجاً بين الحداثة وروح المكان، حيث تعكس اللغة المعمارية قيما إنسانية وتاريخية تنسجم مع رسالة المتحف الثقافية». وحول علاقة الشكل المعماري بالمضمون، يبين أن الشكل المعماري للمتاحف في السعديات ليس مجرد غلاف جمالي، بل يحمل دلالات وظيفية وثقافية. فتصميم قبة اللوفر بأشعتها المتناثرة يرمز إلى التسامح والانفتاح، بينما يخدم في الوقت ذاته وظيفة التحكم بالضوء الطبيعي، ما يعزّز من تجربة الزائر. ويرى الربيعي أن التصاميم المعمارية في السعديات تراعي الجوانب البيئية من خلال استخدام المواد المستدامة، وتقنيات التهوية الطبيعية، والإضاءة الذكية، وتوازن بذلك بين الاستدامة والمتطلبات الوظيفية والثقافية للمتحف. يؤكد أن السعديات اليوم تشكل محوراً عالميا للثقافة والفن، وستستمر في لعب هذا الدور مستقبلاً، بفضل استراتيجياتها الثقافية التي توازن بين المحلية والعالمية، ما يجعلها منبراً للحوار الحضاري ومركز إشعاع ثقافي.

دي كابريو يثير المزيد من الشكوك.. لماذا يغطي وجهه دائما؟
دي كابريو يثير المزيد من الشكوك.. لماذا يغطي وجهه دائما؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ يوم واحد

  • سكاي نيوز عربية

دي كابريو يثير المزيد من الشكوك.. لماذا يغطي وجهه دائما؟

وبينما اعتاد النجم الحائز على الأوسكار استخدام أقنعة، قبعات، مظلات، وحتى الهواتف لإخفاء ملامحه عن عدسات المصورين، عاد الجدل مؤخرا بعد ظهوره في حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز الفخم في مدينة البندقية ، حيث التُقطت له صور وهو يخفي وجهه بقبعة بيسبول بطريقة أثارت المزيد من الشكوك. تعليقات المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي لم تتأخر، إذ علّق أحدهم على صورة من الحفل قائلا: "هذا ليس هو، بالتأكيد شخص شبيه". وأضاف آخر: "أعتقد أنه بديله". بينما تساءل ثالث: "هل أنتم متأكدون أنه هو؟ وجهه مغطى بالكامل، ربما يكون شخصا آخر". عمليات تجميل أم زراعة شعر؟ نظريات المؤامرة لم تتوقف عند مسألة الشبيه. فالبعض ذهب إلى احتمال أن دي كابريو يُخفي وجهه بسبب خضوعه لجراحة تجميلية فاشلة أو عملية زراعة شعر، حيث كتب أحدهم: "ما الذي يخفيه؟ شد وجه سيئ؟"، فيما سأل آخر: "هل يتعافى من زراعة شعر سرية". ورغم غرابة هذه النظريات، إلا أن السبب المرجح، بحسب متابعين، هو أن ليوناردو يحاول ببساطة الحفاظ على خصوصيته، وتجنّب المصورين، خاصة في ظل الانتقادات التي لاحقته بعد حضوره الزفاف المثير للجدل. دي كابريو، المعروف بدفاعه الشرس عن قضايا المناخ، وُصف بالمنافق بعد مشاركته في المناسبة التي حضرها عشرات الضيوف على متن طائرات خاصة، ما يتعارض مع مواقفه البيئية العلنية. ليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها النجم العالمي للتخفي. ففي عام 2004 ارتدى جاكيتًا منتفخًا وقبعة ليخفي رأسه تماما، وفي 2013 اختار قناعًا فينيسيا تقليديا أثناء تجوله في البندقية، وفي 2015 استخدم مظلة لحجب وجهه أثناء حضوره بطولة أميركا المفتوحة في نيويورك. وغالبا ما يستخدم القبعات، النظارات الشمسية، يديه، وحتى هاتفه المحمول لتفادي الكاميرات.

رواية «مكان ثانٍ».. كيف نرى أنفسنا؟ وكيف تمنح القوة للآخرين؟
رواية «مكان ثانٍ».. كيف نرى أنفسنا؟ وكيف تمنح القوة للآخرين؟

الاتحاد

timeمنذ 2 أيام

  • الاتحاد

رواية «مكان ثانٍ».. كيف نرى أنفسنا؟ وكيف تمنح القوة للآخرين؟

فاطمة عطفة (أبوظبي) نظمت مؤسسة بحر الثقافة بمقرها بالخالدية، أول أمس، جلسة أدبية خاصة لمناقشة رواية «مكان ثانٍ» للكاتبة الكندية البريطانية رايتشل كاسك، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر2021، أدارت الجلسة المهندسة هناء حبيب، مشيرة إلى أن الكاتبة اشتهرت بأسلوبها العميق الذي يمزج بين السيرة الذاتية والتأملات الفكرية، كما أنها معروفة بطرحها أسئلة وجودية حول الهوية، الفن، العلاقات، والمرأة في عالم يتغير باستمرار. وأوضحت المهندسة حبيب أن الرواية تدور حول امرأة تستضيف فناناً غامضاً في بيتها الريفي المعزول الذي تسميه «المكان الثاني»، لكنها في الحقيقة لا تستضيفه فقط، بل تستضيف ذاتها من جديد، وتبدأ رحلة مراجعة مع مشاعرها، أحلامها، وظلالها الداخلية، مبينة أن الحكاية تروى بصوت داخلي عميق، على شكل رسالة طويلة لصديق مليئة بالتساؤلات والشكوك والتأملات. والرواية ليست عن الحدث، بل عن: كيف نرى أنفسنا؟ وكيف تمنح القوة للآخرين؟ وهل الفن يحررنا.. أم يزيد غرقنا؟ الكثير من الأسئلة طرحت من دون إجابة، وتركت مفتوحة للقارئ. وجاء في مداخلة الروائية مريم الغفلي أن الرواية تمت روايتها بصوت امرأة تعرف فقط باسم (م)، وهي كاتبة وروائية بريطانية تعيش في منطقة معزولة مع زوجها «طوني». تسعى «م» لاستضافة رسام شهير يشار إليه بالحرف «ل» في «بيت ثانٍ»، وهو بيت صغير منعزل على أرضها، على أمل أن يلقي حضور الفنان نوعاً من الضوء أو التفسير على تجربتها الداخلية، وعلى حياتها، خاصة كامرأة في منتصف العمر تتصارع مع الإبداع، الأمومة، والرغبة في الاعتراف، مشيرة إلى أنه يقال إن الرواية مستوحاة من مذكرات الكاتب الفرنسي لورانس داريل عن زيارته للكاتبة الأميركية مارغريت يونغ في مكان ناءٍ، ولكن راشيل كاسك تعيد بناء الحكاية بأسلوبها الخاص وبلغة داخلية ميتافكرية، أقرب ما تكون إلى المونولوج الداخلي الطويل. وأوضحت الغفلي أن الكاتبة كاسك تعتمد على الجمل المنحوتة بعناية، المتدفقة كأفكار غير متقطعة، بحيث تكثر من التوصيفات النفسية والتفكيك العاطفي أكثر من الأحداث الخارجية، إضافة إلى بنية السرد، مبينة أن الرواية مكتوبة على شكل رسالة طويلة موجهة إلى شخصية تُدعى «جيف» (لا يظهر في النص)، ما يضفي بعداً من الحميمية والاعتراف، وتتعمد كاسك عدم تسمية معظم الشخصيات، مما يجعلها رموزاً أكثر من كونها أفراداً. وجاء في قراءة فاطمة الرميثي أن «مكان ثانٍ» ليست رواية أحداث بل رحلة داخلية في الوعي الإنساني، مشيرة إلى أنها شعرت بأن الرواية دعوة للدخول إلى غرفة ثانية في النفس، مكان نتعرى فيه من أدوارنا المعتادة نرى حقيقتنا، والرموز مثل البحر والمستنقع والنوافذ لم تكن مجرد خلفية، بل رواية لعوالم الرواية الداخلية، حيث كل فصل أشبه بصفحة من دفتر يوميات شخص يراقب العالم من نافذة وعيه، ويحاول أن يفهم نفسه من خلال الآخرين. وأضافت الرميثي أن أكثر ما شدها في الرواية هو طرح الكاتبة كاسك للعلاقة بين الفن والمرأة، وكيف يتقاطع الإبداع مع أزمات العمر ونظرة الآخر لنا، كما أن خط الأم وابنتها أضاف عمقاً إنسانياً يعكس صدى الحب والحرية عبر جيلين، ويعكس العلاقة المتغيرة عبر الزمن. وختمت بأن هذا العمل الروائي يمزج بين السيرة الذاتية والرسالة الأدبية والتأمل الفلسفي. وبدورها قالت فايقة النعيمي إن الكاتبة وثقت روايتها بأسلوب أدبي مباشر وبخيال جريء جداً، لتسلط الضوء على فضاء المرأة الغربية المعاصرة، مشيرة إلى أن الكاتبة ذكرتها برواية «قواعد العشق الأربعون» للتركية أليف شافاك، حيث تلتقي الكاتبتان في جزئية التحولات والتناقضات الجذرية في حياة المرأة والمحفزة في تحقيق الذات، بعد تأمل عميق داخل قضايا النفس من خلال استدعاء الأشياء والأحداث في حياتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store