
"ألو بيلاتس ماتشا"... هل جاء زمن الـ"دي-إنفلونسر"؟
سيدة لبنانية خمسينية خفيفة الظل، مهاجرة مع عائلتها إلى كندا، تنتقد الأحداث اليومية و"الترند" بطريقتها العفوية غير المتكلفة، كانت وراء إطلاق "ترند" (ألو بيلاتس ماتشا) الذي انتشر كالنار في لبنان خلال الأيام الماضية، فبات الناس يستخدمون الصوت لتصوير مقاطعهم الخاصة على تطبيقي "تيك توك" و"إنستغرام" وغيرهما.
ولمن لم يواكب ركب هذا "الترند" بعد، فالـ"ألو" (Alo) هي علامة تجارية أميركية متخصصة في الملابس الرياضية الفاخرة، تأسست عام 2007، والاسم عبارة عن اختصار لـ"Air، Land، Ocean" (الهواء والأرض والمحيط)، مما يعكس التزام العلامة تعزيز الحركة الواعية وأسلوب الحياة الصحي.
أما فحوى "الترند" فإن هذه العلامة افتتحت متجراً جديداً لها في وسط بيروت التجاري لأول مرة، فانهالت عليها طوابير السيدات اللاتي يرغبن بشراء ملابس رياضية من هذه العلامة، بعد أن كان ذلك متعذراً إلا من طريق الشحن من خارج البلاد. أما مقاطع الفيديو القصيرة التي انتشرت استهزاءً من هذه الظاهرة فهي تفوق عدد السيدات اللاتي قصدن المتجر فعلاً.
وأما عن "البيلاتس" (Pilates) فهي بدورها هبة جديدة في بيروت بعدما خفت وهج هبة البادل (Paddle)، وبين ليلة وضحاها، انتشرت في العاصمة استوديوهات مخصصة لصفوف رياضة "البيلاتس"، وبات المؤثرون في مواقع التواصل الاجتماعي وغير المؤثرين يتسابقون لحضور هذه الصفوف، مع توثيقها صوتاً وصورة ومشاركتها مع الأصدقاء والمتابعين عبر "السوشيال ميديا".
"الماتشا" محبوب الجماهير
أما عن "الماتشا" فهي موجة جديدة لا تنحصر في لبنان، لكنها غالباً على مستوى العالم أجمع، فقد شهد هذا المشروب ازدياداً ملحوظاً في شعبيته عالمياً خلال السنوات الأخيرة، ليصبح "المشروب العصري" المفضل لدى كثيرين. و"الماتشا" هي نوع من الشاي الأخضر الياباني يحضر بطحن أوراق الشاي الكاملة إلى مسحوق ناعم، ولها فوائد صحية، فهي غنية بمضادات الأكسدة، وتحتوي على الكافيين.
عبر تقرير نشر في الثاني من شهر أبريل (نيسان) الجاري على منصة "suzy"، وهي منصة متخصصة في تقديم رؤى المستهلكين للشركات، ورد أن منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام" لعبتا دوراً بارزاً في زيادة شهرة "الماتشا". على سبيل المثال، حصد هاشتاغ #Matcha على "تيك توك" أكثر من 16 مليار مشاهدة، حيث يشارك المستخدمون وصفات مبتكرة وتجاربهم مع هذا المشروب، هذا التفاعل الرقمي أسهم في تعزيز جاذبية "الماتشا"، خصوصاً بين الأجيال الشابة.
بحسب مجلة "بيبول" (People)، فقد أدى الطلب العالمي المتزايد على "الماتشا" إلى ضغوط على الإنتاج في اليابان، إذ ارتفع إنتاج "الماتشا" هناك من 1471 طناً في عام 2010 إلى 4176 طناً في عام 2023، مع تصدير أكثر من نصف هذه الكمية دولياً، هذا الطلب المتزايد تسبب في نقص بالمعروض وارتفاع الأسعار، مما دفع بعض الشركات إلى فرض قيود على مشتريات العملاء.
وبما أن اللبنانيات مشهورات باهتمامهن بمتابعة الموضة وأمور الرشاقة، فقد اكتسب مشروب "الماتشا" شعبية بينهن، وازدادت أعداد المقاهي التي تقدمه، فأصبح موضة بحد ذاته، وبات موضوعاً أساسياً لكثير من صناع المحتوى، حيث يتم تبادل وصفات وفوائد "الماتشا" الصحية في المشروبات والحلويات.
ظاهرة الـ"دي-إنفلونسر"
بالعودة إلى "كندا في كندا"، وهي صاحبة التسجيل الصوتي الواسع الانتشار "ألو بيلاتس ماتشا"، فقد لاحظت السيدة انتشار هذه الهبات الثلاث وجمعتها بلفتة ذكية وبطريقتها الساخرة المعهودة بفيديو واحد، فكان ما كان. وفي هذا الإطار تعد كندا نفسها أنها "دي-إنفلونسر"، فماذا يعني هذا المصطلح؟
في عصر "السوشيال ميديا" بات الجميع تقريباً متآلفاً مع مصطلح "إنفلونسر"، أي المؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي، أما الـ"دي-إنفلونسر" (Deinfluencer)، وهو يشير إلى اتجاه جديد، حيث يقوم الناشطون بتقديم محتوى يثني المتابعين عن شراء منتجات أو خدمات معينة، بدلاً من الترويج لها.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يهدف هذا الاتجاه إلى تشجيع الاستهلاك الواعي وتقليل الشراء غير الضروري، خصوصاً ذلك المتأثر بوطأة "السوشيال ميديا"، وغالباً ما يركز على المنتجات التي يعتقد أنها مبالغ في تقديرها أو غير ضرورية، وغالباً ما يتم شراؤها كنوع من الاندماج الاجتماعي فقط لا غير.
هذا الاتجاه ظهر أخيراً بصورة بارزة على منصة "تيك توك"، حيث يشارك المستخدمون تجاربهم السلبية مع منتجات معينة، محذرين الآخرين من شرائها. ويمكن اعتبار أن هذا التحول جاء كرد فعل على ثقافة الاستهلاك المفرط والتسويق المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي، ويعكس رغبة متزايدة في الشفافية والصدقية من قبل المؤثرين.
وفي سياق ظاهرة الـ"دي-إنفلونسر"، فإنه في عام 2022، جرى إنتاج فيلم رعب كندي، حمل العنوان عينه "Deinfluencer"، يتناول قصة مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، يتم احتجازها أثناء رحلة منفردة لها في تايلاند، وإجبارها على تنفيذ تحديات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل خاطف مجهول.
الـ"إنفلونسر" ونظرية حارس البوابة
إعلامياً، من النظريات الإعلامية الكلاسيكية القليلة التي استطاعت مواكبة الإعلام الجديد ولا يزال بالإمكان الاعتماد عليها في الأبحاث العلمية في مجال الإعلام ولتحليل الظواهر الإعلامية، هي نظرية حارس البوابة.
تقليدياً، كان رئيس التحرير والمحرر وأحياناً السلطة السياسة بوابات تمر فيها المعلومة في رحلتها قبل أن تصل إلى الجمهور. أما في عصر الإعلام الرقمي فقد تقلص دور "حارس البوابة"، فالكتابة وصناعة المحتوى على الإنترنت و"السوشيال ميديا" لا تخضع غالباً إلى مقص الرقيب، ولا تحتاج إلى ترخيص. فأصبح الجميع بإمكانه مخاطبة الجميع بصورة مباشرة، وبعيداً من مركزية الوسائل. إلا أن نجم هذا الحارس لم يأفل فعلياً، إنما انتقل تأثيره إلى المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين باتوا يصنفون بدورهم "حراس البوابة"، فيسوقون لما يرغبون به ويحجبون ما لا يرغبون به، ومعظم المتابعين ينساقون وراء آراء ونصائح هؤلاء المؤثرين.
أما عن الـ"دي-إنفلوينسنغ" (deinfluencing)، فبداية ظهوره كانت دعوات صادقة لمناهضة ثقافة الاستهلاك، وهذه حال صاحبة حساب "كندا في كندا" التي أشرنا إليها في بداية التقرير، إذ لفتت في حسابها إلى أن أصل هذا "الترند" (ألو بيلاتس ماتشا) هو دعوة لعدم جعل عادات الإنفاق هذه وشراء منتجات بأسعار باهظة مثل منتجات "ألو" أمر طبيعي لعامة الشعب، بحيث يجعل الفتيات غير المقتدرات يشعرن بالنقص.
إلا أن ما بدأ كفيديوهات بريئة تعبر عما يشعر به المسوقون فعلياً، تحول بسرعة إلى وسيلة ترويج ذكية حالما انتشر الهاشتاغ: فبدلاً من التأثير في الناس لشراء منتجات، أصبح المؤثرون الذين وسموا منشوراتهم بـ"دي-إنفلوينسنغ" ينشرون مراجعات سلبية لمنتجات يرون أنها لا تستحق المال، وغالباً ما يخبروننا في الوقت نفسه عما ينبغي علينا شراؤه بدلاً منها. وإذا كانت المنتجات البديلة المعروضة أرخص ثمناً، هذا لا يلغي فكرة التسويق والتأثير.
فعن أي "لا تأثير" نتحدث هنا، وقد تضاعف حجم سوق التسويق عبر المؤثرين عالمياً أكثر من ثلاث مرات منذ عام 2020. وبحسب موقع "ستاتيستا" (Statista)، قدر أن يصل حجم هذه السوق في عام 2025 إلى رقم قياسي يقدر بنحو 33 مليار دولار أميركي. وفي عام 2024، بلغ الإنفاق في الولايات المتحدة على هذا النوع من التسويق 7.1 مليار دولار أميركي، وهو أعلى مستوى في تاريخه، كما تتوقع "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs)، واحدة من أعرق وأكبر المؤسسات المالية والاستثمارية في العالم أن يرتفع عدد صانعي المحتوى بمعدل نمو سنوي مركب يتراوح بين 10 في المئة و20 في المئة خلال السنوات المقبلة، فضلاً عن أن المعلنين مستمرون بتقليص إنفاقهم على وسائل الإعلام التقليدية وضخ مزيد نحو المؤثرين، لأن المستهلكين الشباب يميلون إلى الوثوق بالمؤثرين أكثر من العلامات التجارية، وبمنصات التواصل الاجتماعي أكثر من وسائل الإعلام التقليدية.
النتيجة هي أن الإنترنت و"السوشيال ميديا" أصبحا بمثابة سوق هدفها الوحيد هو بيع شيء لنا، سواء كان فكرة أو خدمة أو منتجاً. والواضح أن ذلك لن يتغير قريباً وفقاً لمنطق الرأسمالية القائم، بل في الواقع سيزداد سوءاً بصورة أكبر بكثير، مع ميل كثير من الشباب اليوم إلى الاستسهال والربح السريع، والهرب من أي التزامات وظيفية. وإذا كان الهدف من ترند "ألو بيلاتس ماتشا" دعوة إلى عدم التطبيع مع الاستهلاك المفرط، فإن معظم من استخدموا الصوت، أرفقوه بفيديوهات تظهرهم يرتدون ملابس "ألو" الرياضية ويتوجهون إلى صف "البيلاتس" حاملين في يدهم مشروب "الماتشا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
"تعال هون"... رقصة أبناء المهاجرين في ألمانيا تزعج اليمين
حقيبة "لويس فيتون"، نظرة حادة للكاميرا، وعبارة "تعال هون"... هكذا يظهر شباب على "تيك توك" في ألمانيا معظمهم من أصول عربية في فيديوهات قصيرة يتصرفون فيها بثقة وتمرد، لكن ما بدأ كـ"تريند شبابي" مستوحى من أغنية راب تحول بسرعة إلى مادة إعلامية مثيرة للجدل تستخدمها أطراف يمينية لشيطنة المهاجرين ولترويج خطاب الكراهية ضد الشباب العربي المولود في ألمانيا. فهل "تعال هون" حركة تعبر عن حرية الشباب في ارتداء ما يريدون؟ أم هي وقود جديد لخطاب الكراهية؟ وهل أصبح المظهر سبباً في تصنيف غير البيض؟ "تعال هون" هو مصطلح عربي استخدمه للمرة الأولى مغني الراب السوري حسن عام 2022 حينما أصدر أغنية تحمل العنوان نفسه. ومنذ إطلاق الأغنية اجتاح تريند حركة "تعال هون" مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ بعض الشباب من أصول مهاجرة يقدمون أنفسهم على أنهم ينتمون لهذه الحركة ويظهرون "سلوكيات عدوانية"، وتصف صحيفة "بيلد" الألمانية هذه الظاهرة بأنها مثيرة للاشمئزاز على "تيك توك"، بسبب نشرهم فيديوهات توصف بأنها "معادية للنساء". مطالب بالترحيل وتستغل الحركات اليمينية على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات حركة "تعال هون" من أجل التعبئة ضد المهاجرين، وبخاصة الشباب العربي، ووصمهم بالعنف وكراهية النساء. وطالبت بعض المجموعات اليمينية على مواقع التواصل الاجتماعي بترحيل شباب حركة "تعال هون"، ونشرت صوراً لطائرة مكتوب عليها نص الترحيل لمن ينتمون للحركة. تكرس الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي الأحكام المسبقة عن الشباب من أصول عربية باعتبارهم عنيفين ويبصقون على الأرض وأنهم يكرهون النساء. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بحسب صحيفة "فيلت" فإن عديداً من الشباب من ذوي الأصول المهاجرة، أي الشباب الذين ولدوا في ألمانيا يتعاطفون مع هذه الحركة، ويطلقون على أنفسهم لقب "تعال هون". على منصة "تيك توك" ينشر شباب معظمهم من أصول عربية في ألمانيا فيديوهات وهم يرتدون ملابس مقلدة لماركات عالمية مثل "لويس فيتون"، ويضعون حقيبة من ماركة مقلدة أيضاً. محمود ينشر فيديوهات على "تيك توك" وهو يتجول مع أصدقائه بينما يرتدون هذه الملابس ويتصرفون كأنهم أشخاص متمردون يؤدون الحركات نفسها، وينظرون للكاميرا بطريقة حادة ويصورون فيديوهاتهم أمام محطة القطار. تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنشئة الشباب، وأيضاً في كيفية التدريس. ميشيل شواف، وهي متخصصة في التعليم والرقمنة، نشرت مقالاً بموقع "fobizz" تشرح فيه كيفية التعامل مع هذه الحركة، وتشير إلى أن "هذا الاتجاه يعمل على تغذية روايات الأحزاب السياسية اليمينية التي تستخدم صورة العدو المتمثلة في (الأجنبي العني) لكسب الأصوات". بالنسبة إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة تساعد صور وفيديوهات الشباب من أصول مهاجرة بجوار محطات القطار وهم يعبرون عن أنفسهم بصورة متمردة على تكريس كراهية الأجانب. وبحسب ميشيل شواف، فإن "تعال هون" تعمل حالياً على تعزيز العنصرية اليومية من خلال تشجيع تعميم الأحكام المسبقة عن الشباب غير البيض الذين يرتدون نمطاً معيناً من الملابس، ويؤدي هذا إلى تصنيف هؤلاء الأشخاص وإعطائهم صفات معينة مثل العنف وعدم الاندماج والاهتمام بالبصق على الأرض أكثر من العمل". بحثاً عن ثقافة شاملة تعتبر المتخصصة في الرقمنة والتعليم أن "مثل هذه الصور النمطية السلبية تفيد في المقام الأول الجماعات اليمينية التي تستخدمها لتبرير أفعالها، بغض النظر عما إذا كانت مقاطع الفيديو ساخرة". وتضيف "يتعين علينا جميعاً أن نتساءل بصورة نقدية حول هذه الأمور، وأن نحارب الصور النمطية، وأن نعزز ثقافة شاملة ومحترمة على الإنترنت". وينشر اليمينيون تعليقات تحرض ضد هؤلاء الشباب، وتتم السخرية من ملابسهم، وأيضاً طريقة حديثهم. وبحسب النتائج الأولية للمسح المصغر لعام 2024 التي أعلن عنها مكتب الإحصاء الاتحادي (Destatis)، يعيش في ألمانيا عام 2024 نحو21.2 مليون شخص من ذوي الأصول المهاجرة، هذا العدد زاد بنسبة 4 في المئة أو بمعدل 873 ألف شخص مقارنة بعام 2023، أي 20.4 مليون. "وقد أظهرت الدراسات منذ فترة طويلة أن الأطفال والشباب من الأسر المهاجرة على وجه الخصوص يتأثرون بارتفاع معدلات فقر الأطفال، بالتالي الفقر والحرمان في النظام التعليمي الألماني"، وفق تقرير لهاينريش بول ستيفتونغ. وتعد حركة "تعال هون" من الظواهر الاجتماعية المثيرة للجدل في ألمانيا، بسبب ارتداء عدد كبير من المراهقين من أصول مهاجرة الملابس نفسها، والقيام بالحركات ذاتها بحثاً عن انتماء لمجموعة تقبلهم.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
"تعالى هون"... رقصة أبناء المهاجرين في ألمانيا تزعج اليمين
حقيبة "لويس فيتون"، نظرة حادة للكاميرا، وعبارة "تعالى هون"... هكذا يظهر شباب على "تيك توك" في ألمانيا معظمهم من أصول عربية في فيديوهات قصيرة يتصرفون فيها بثقة وتمرد، لكن ما بدأ كـ"تريند شبابي" مستوحى من أغنية راب تحول بسرعة إلى مادة إعلامية مثيرة للجدل تستخدمها أطراف يمينية لشيطنة المهاجرين ولترويج خطاب الكراهية ضد الشباب العربي المولود في ألمانيا. فهل "تعالى هون" حركة تعبر عن حرية الشباب في ارتداء ما يريدون؟ أم هي وقود جديد لخطاب الكراهية؟ وهل أصبح المظهر سبباً في تصنيف غير البيض؟ "تعالى هون" هو مصطلح عربي استخدمه للمرة الأولى مغني الراب السوري حسن عام 2022حينما أصدر أغنية تعمل العنوان نفسه. ومنذ إطلاق الأغنية اجتاح تريند حركة "تعالى هون" مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ بعض الشباب من أصول مهاجرة يقدمون أنفسهم على أنهم ينتمون لهذه الحركة ويظهرون "سلوكيات عدوانية"، وتصف صحيفة "بيلد" الألمانية هذه الظاهرة بأنها مثيرة للاشمئزاز على "تيك توك"، بسبب نشرهم فيديوهات توصف بأنها "معادية للنساء". مطالب بالترحيل وتستغل الحركات اليمينية على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات حركة "تعالى هون" من أجل التعبئة ضد المهاجرين، وبخاصة الشباب العربي، ووصمهم بالعنف وكراهية النساء. وطالبت بعض المجموعات اليمينية على مواقع التواصل الاجتماعي بترحيل شباب حركة "تعالى هون"، ونشرت صوراً لطائرة مكتوب عليها نص الترحيل لمن ينتمون للحركة. تكرس الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي الأحكام المسبقة عن الشباب من أصول عربية باعتبارهم عنيفين ويبصقون على الأرض وأنهم يكرهون النساء. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بحسب صحيفة "فيلت" فإن عديداً من الشباب من ذوي الأصول المهاجرة، أي الشباب الذين ولدوا في ألمانيا يتعاطفون مع هذه الحركة، ويطلقون على أنفسهم لقب "تعالى هون". على منصة "تيك توك" ينشر شباب معظمهم من أصول عربية في ألمانيا فيديوهات وهم يرتدون ملابس مقلدة لماركات عالمية مثل "لويس فيتون"، ويضعون حقيبة من ماركة مقلدة أيضاً. محمود ينشر فيديوهات على "تيك توك" وهو يتجول مع أصدقائه بينما يرتدون هذه الملابس ويتصرفون كأنهم أشخاص متمردون يؤدون الحركات نفسها، وينظرون للكاميرا بطريقة حادة ويصورون فيديوهاتهم أمام محطة القطار. تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنشئة الشباب، وأيضاً في كيفية التدريس. ميشيل شواف، وهي متخصصة في التعليم والرقمنة، نشرت مقالاً بموقع "fobizz" تشرح فيه كيفية التعامل مع هذه الحركة، وتشير إلى أن "هذا الاتجاه يعمل على تغذية روايات الأحزاب السياسية اليمينية التي تستخدم صورة العدو المتمثلة في (الأجنبي العني) لكسب الأصوات". بالنسبة إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة تساعد صور وفيديوهات الشباب من أصول مهاجرة بجوار محطات القطار وهم يعبرون عن أنفسهم بصورة متمردة على تكريس كراهية الأجانب. وبحسب ميشيل شواف، فإن "تعالى هون" تعمل حالياً على تعزيز العنصرية اليومية من خلال تشجيع تعميم الأحكام المسبقة عن الشباب غير البيض الذين يرتدون نمطاً معيناً من الملابس، ويؤدي هذا إلى تصنيف هؤلاء الأشخاص وإعطائهم صفات معينة مثل العنف وعدم الاندماج والاهتمام بالبصق على الأرض أكثر من العمل". بحثاً عن ثقافة شاملة تعتبر المتخصصة في الرقمنة والتعليم أن "مثل هذه الصور النمطية السلبية تفيد في المقام الأول الجماعات اليمينية التي تستخدمها لتبرير أفعالها، بغض النظر عما إذا كانت مقاطع الفيديو ساخرة". وتضيف "يتعين علينا جميعاً أن نتساءل بصورة نقدية حول هذه الأمور، وأن نحارب الصور النمطية، وأن نعزز ثقافة شاملة ومحترمة على الإنترنت". وينشر اليمينيون تعليقات تحرض ضد هؤلاء الشباب، وتتم السخرية من ملابسهم، وأيضاً طريقة حديثهم. وبحسب النتائج الأولية للمسح المصغر لعام 2024 التي أعلن عنها مكتب الإحصاء الاتحادي (Destatis)، يعيش في ألمانيا عام 2024 نحو21.2 مليون شخص من ذوي الأصول المهاجرة، هذا العدد زاد بنسبة 4 في المئة أو بمعدل 873 ألف شخص مقارنة بعام 2023، أي 20.4 مليون. "وقد أظهرت الدراسات منذ فترة طويلة أن الأطفال والشباب من الأسر المهاجرة على وجه الخصوص يتأثرون بارتفاع معدلات فقر الأطفال، بالتالي الفقر والحرمان في النظام التعليمي الألماني"، وفق تقرير لهاينريش بول ستيفتونغ. وتعد حركة "تعالى هون" من الظواهر الاجتماعية المثيرة للجدل في ألمانيا، بسبب ارتداء عدد كبير من المراهقين من أصول مهاجرة الملابس نفسها، والقيام بالحركات ذاتها بحثاً عن انتماء لمجموعة تقبلهم.


المرصد
منذ 2 أيام
- المرصد
بالفيديو.. "الذبياني" يكشف عن 5 أشياء تدل على الشخص الذي خلص راتبه
بالفيديو.. "الذبياني" يكشف عن 5 أشياء تدل على الشخص الذي خلص راتبه صحيفة المرصد: كشف الخبير التربوي والباحث في التطوير عبدالرحمن الذبياني، عن 5 أشياء تدل على الشخص الذي خلص راتبه. وقال الذبياني، في مقطع فيديو عبر حسابه بتطبيق "تيك توك": أول شيء يبدأ الاعتذار عن الطلعات فجأة، ثانيا يصبح خبير في العروض والتخفيضات، ثالثا يقول إن شاء الله لكل دعوة بدلاً من أكيد. وأضاف بأن رابعا يستخدم عبارة الشهر طويل، وخامسا يصبح خبير في طبخ البيت والتوفير المنزلي.