logo
"من أين يأتي الثلج" لطه درويش .. قصص تغوص بالأبعاد النفسية

"من أين يأتي الثلج" لطه درويش .. قصص تغوص بالأبعاد النفسية

عمون٠٩-٠٣-٢٠٢٥

عمون - تغوص قصص "من أين يأتي الثلج" للكاتب الأردني طه درويش في الأبعاد النفسيّة لأبطالها، حتى يكاد القارئ يشعر أن الشخصيّات القصصية التي يتتبع حركاتها وتقاطعات مصائرها من لحم ودم!.
يأتي الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن، في 96 صفحة، ويضمّ إحدى عشرة قصة، إضافةً إلى تقديم بقلم الأستاذ الدّكتور فاضِل السّعدوني يقول فيه إلى أنّ طه درويش "مسكونٌ بالموت إلى حد الألفة"، مستدلّاً على ذلك بالعناوين التي اختارها طه لقصص مجموعته.
ويضيف السعدوني عن لغة المجموعة: "لُغَةُ طه نادِرَة الوُجود في أيّام العسف اللغويّ هذه، لُغة مُنقَّاة، بسيطة، مُتَدفِّقة، يُجَسِّم فيها طه ما هُوَ هلامِيٌّ وَضبابِيٌّ فَيُحيله إلى تمثالٍ مِنَ الصُّلبِ بارِز المَلامِح والتّفاصيل".
وتجسيداً لقول السعدوني فإنّ قصة "التابوت"، والذي يعني به الكاتب مصعد الشّركة التي يعمل بها البطل، يقول طه درويش فيها، مخاطباً بطل قصَّته الذي يكاد يتماهى معه: "تَقِفُ وَحيداً أمامَ المصعد، هيكله صَدِئٌ، لونُهُ كريهٌ كالرّماد، تَضغطُ بِعصبيّة "زِرّ" الهبوط، تستدعي "النّعشَ" مِنَ الطّابِق السّادِس، تَنتَظِرُ ثوانٍ كأنّها الدّهر، ترقبُ مَشدوهاً السّهمَ الأحمر الذي يُشيرُ إلى الأسفل. كالقَيء، تَنْدَلِقُ الأرقام الصَمّاء مِنْ أحشاءِ البَيْتِ البَغيض: 5..، 4..، 3..، 2..، 1..، 0، ارتطامُ القاعِدَة بِالأرضِيّة يُصدِرُ حفيفاً اعتادتْهُ أُذناك.
وفي قصّة "نوم لذيذ" يُصوّر طه درويش مشهداً شديد الواقعيّة رغم خيَّاليته، في ذهنه، حاسماً المعركة قبل أن تبدأ في لهجة ساخرة تضجُّ بالمرارة، يقول طه درويش: "العرق يغرقني. قميصي يلتصق بجسدي الضّامِر. أراني عارياً بشكلٍ فضائحيّ. سنة بطولها من العذابات الممضَّة والوساطات الكريهة حتّى تكرّمَت "البلديّة" بمنحي ترخيصاً لهذا الجُحر. اعتقدتُ يوْمها كنزاً منشوداً أهدَتنيه السّماء. كلّ شيءٍ تبخَّر بسرعةٍ مُذهلة، حتّى الصّحف اليوميّة ما عادت تنفد كسابِق عهدها. أصبحت الأمور لا تُطاق. الأسعار ترتفع بصورة جنونيّة. أظنّ "الزّبائن" يتساءلون ساخرين: ما جدوى الكُتُب؟!".
وفي قصّة "الميت" نجد أنفسنا أمام ملحمة خياليّة نكاد نصدّقها لو لم تنتهِ الملحمة والمجموعة بعد لم تنتهِ، إذ يتصوَّر الكاتب نفسه ميتاً، وبناءً على ذلك يحكي مشهد الموت من وجهة نظر البطل/ الذات حائزاً اهتمام القارئ حتى نهاية القصّة.
وأمّا قصة "أوراق نبيل عبد السلام" فهي قصّة ذات طابع مميّز، وكأنّها رواية قصيرة مكتملة الأركان، يقول طه درويش على لسان بطل قصته نبيل عبد السلام: "تُحاصرني الآن كآبة غامِضة، وحزنٌ مُبهَم، وَقَلقٌ ضبابِيّ. أشعرُ أنّ رائحة الكآبة، وطعم الحُزن، ولوْن القلق، كُلّها مُجْتَمِعةً تَنْبَثِقُ هذه اللحظات مِنَ الكُتُبِ الجاثِمَة في روحي، مِنَ السّرير المُستَلقي في أقصى الغُرفَة، مِنْ صَوْت المُغنّي الحَزين الذي يشتعلُ الآنَ نشيداً لِلحُبّ، والوَطَنِ، والمَطَر، والأطفال، وَعالَمٍ قادِمٍ أكثر عدلاً وأماناً".
وفي القصة المُعَنْوَنَة "مفتاح" يتقمَّص طه درويش شخصيّة بطله المُحاط بالأوجاع، فيقول: "أزْحَفُ، أزْحَفُ وأنا الفاقِد قَلْبي، وأصابِع كفّي اليُسرى، وَيَدي اليُمنى، أزْحَفُ نَحْوَ الغُرَفة الأخْرى. الجُثّة تسكنها منذ دهور، تنتظر الكفن الأبيض يحضنها، وأنا أحمل كفني أمنحه البائس وأقول له: تدثّر يا بردان، فهذا الجسد المتناثر شِلْواً، شِلْواً، سيموت كما عاش: وحيداً عريان. هذي الغرفة أيضاً يحرسها سجّانٌ يحمل ساطوراً أسطوريّاً يتلهّى بِسَلْخِ ذراعَي شيْخٍ عاجِز. وأنا المنهوك، المطعون، أجُرّ الخَطْوَ حثيثاً كي ألحَقَ ذاكَ النّائم خوْفاً مِنْ أنْ يَتَعَفَّن. واجَهْتُ السّاطور اللامع كالشّمس، تأمَّلْتُ المَوْتَ السّاكِن حَدّاً كالشَّفْرَة، ضَحِكْتُ بِوَجْهِ المَوْت. بِصدري وحيداً قاوَمْتُ السّاطور. بَدَأَ السجّانُ بِسَلْخِ اللحْمِ عَنِ العَظْم. صارَ الجسَدُ عِظاماً يعلوها الرّأسُ الصّامِد كالنَّسْر".
يذكر أن طه درويش يعمل مُدرّساً لِمساقات "الكتابة" في قسم الصّحافة والإعلام الرقميّ بِكُليّة الإعلام في جامعة البترا، حصل على درجة الماجستير في الإعلام والاتّصال الجماهيري من جامعة "ليستر" في إنجلترا، سبق أن صدر له كِتاب بعنوان "سيّدة المُدُن"، كما نَشَرَ وًينشر أعماله في عدد من الصّحف والمجّلات مِنْ بينها صحيفة "رأي اليوم" الّتي تصدر في لندن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«من أين يأتي الثلج؟» لطه درويش.. قصص تغوص بالأبعاد النفسية
«من أين يأتي الثلج؟» لطه درويش.. قصص تغوص بالأبعاد النفسية

الدستور

time٠٩-٠٣-٢٠٢٥

  • الدستور

«من أين يأتي الثلج؟» لطه درويش.. قصص تغوص بالأبعاد النفسية

عمَّانتغوص قصص «من أين يأتي الثلج؟» للكاتب الأردني طه درويش في الأبعاد النفسيّة لأبطالها، حتى يكاد القارئ يشعر أن الشخصيّات القصصية التي يتتبع حركاتها وتقاطعات مصائرها من لحم ودم!يأتي الكتاب الصادر حديثًا عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن، في 96 صفحة، ويضمّ إحدى عشرة قصة، إضافةً إلى تقديم بقلم الأستاذ الدّكتور فاضِل السّعدوني يقول فيه إلى أنّ طه درويش «مسكونٌ بالموت إلى حد الألفة»، مستدلّاً على ذلك بالعناوين التي اختارها طه لقصص مجموعته.ويضيف السعدوني عن لغة المجموعة: «لُغَةُ طه نادِرَة الوُجود في أيّام العسف اللغويّ هذه، لُغة مُنقَّاة، بسيطة، مُتَدفِّقة، يُجَسِّم فيها طه ما هُوَ هلامِيٌّ وَضبابِيٌّ فَيُحيله إلى تمثالٍ مِنَ الصُّلبِ بارِز المَلامِح والتّفاصيل».وتجسيداً لقول السعدوني فإنّ قصة «التابوت»، والذي يعني به الكاتب مصعد الشّركة التي يعمل بها البطل، يقول طه درويش فيها، مخاطباً بطل قصَّته الذي يكاد يتماهى معه: «تَقِفُ وَحيداً أمامَ المصعد، هيكله صَدِئٌ، لونُهُ كريهٌ كالرّماد، تَضغطُ بِعصبيّة «زِرّ» الهبوط، تستدعي «النّعشَ» مِنَ الطّابِق السّادِس، تَنتَظِرُ ثوانٍ كأنّها الدّهر، ترقبُ مَشدوهاً السّهمَ الأحمر الذي يُشيرُ إلى الأسفل. كالقَيء، تَنْدَلِقُ الأرقام الصَمّاء مِنْ أحشاءِ البَيْتِ البَغيض: 5..، 4..، 3..، 2..، 1..، 0، ارتطامُ القاعِدَة بِالأرضِيّة يُصدِرُ حفيفاً اعتادتْهُ أُذناك.وفي قصّة «نوم لذيذ» يُصوّر طه درويش مشهداً شديد الواقعيّة رغم خيَّاليته، في ذهنه، حاسماً المعركة قبل أن تبدأ في لهجة ساخرة تضجُّ بالمرارة، يقول طه درويش: «العرق يغرقني. قميصي يلتصق بجسدي الضّامِر. أراني عارياً بشكلٍ فضائحيّ. سنة بطولها من العذابات الممضَّة والوساطات الكريهة حتّى تكرّمَت «البلديّة» بمنحي ترخيصاً لهذا الجُحر. اعتقدتُ يوْمها كنزاً منشوداً أهدَتنيه السّماء. كلّ شيءٍ تبخَّر بسرعةٍ مُذهلة، حتّى الصّحف اليوميّة ما عادت تنفد كسابِق عهدها. أصبحت الأمور لا تُطاق. الأسعار ترتفع بصورة جنونيّة. أظنّ «الزّبائن» يتساءلون ساخرين: ما جدوى الكُتُب؟!».وفي قصّة «الميت» نجد أنفسنا أمام ملحمة خياليّة نكاد نصدّقها لو لم تنتهِ الملحمة والمجموعة بعد لم تنتهِ، إذ يتصوَّر الكاتب نفسه ميتاً، وبناءً على ذلك يحكي مشهد الموت من وجهة نظر البطل/ الذات حائزاً اهتمام القارئ حتى نهاية القصّة.يذكر أن طه درويش يعمل مُدرّساً لِمساقات «الكتابة» في قسم الصّحافة والإعلام الرقميّ بِكُليّة الإعلام في جامعة البترا، حصل على درجة الماجستير في الإعلام والاتّصال الجماهيري من جامعة «ليستر» في إنجلترا، سبق أن صدر له كِتاب بعنوان «سيّدة المُدُن»، كما نَشَرَ وًينشر أعماله في عدد من الصّحف والمجّلات مِنْ بينها صحيفة «رأي اليوم» الّتي تصدر في لندن.

"من أين يأتي الثلج" لطه درويش .. قصص تغوص بالأبعاد النفسية
"من أين يأتي الثلج" لطه درويش .. قصص تغوص بالأبعاد النفسية

عمون

time٠٩-٠٣-٢٠٢٥

  • عمون

"من أين يأتي الثلج" لطه درويش .. قصص تغوص بالأبعاد النفسية

عمون - تغوص قصص "من أين يأتي الثلج" للكاتب الأردني طه درويش في الأبعاد النفسيّة لأبطالها، حتى يكاد القارئ يشعر أن الشخصيّات القصصية التي يتتبع حركاتها وتقاطعات مصائرها من لحم ودم!. يأتي الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن، في 96 صفحة، ويضمّ إحدى عشرة قصة، إضافةً إلى تقديم بقلم الأستاذ الدّكتور فاضِل السّعدوني يقول فيه إلى أنّ طه درويش "مسكونٌ بالموت إلى حد الألفة"، مستدلّاً على ذلك بالعناوين التي اختارها طه لقصص مجموعته. ويضيف السعدوني عن لغة المجموعة: "لُغَةُ طه نادِرَة الوُجود في أيّام العسف اللغويّ هذه، لُغة مُنقَّاة، بسيطة، مُتَدفِّقة، يُجَسِّم فيها طه ما هُوَ هلامِيٌّ وَضبابِيٌّ فَيُحيله إلى تمثالٍ مِنَ الصُّلبِ بارِز المَلامِح والتّفاصيل". وتجسيداً لقول السعدوني فإنّ قصة "التابوت"، والذي يعني به الكاتب مصعد الشّركة التي يعمل بها البطل، يقول طه درويش فيها، مخاطباً بطل قصَّته الذي يكاد يتماهى معه: "تَقِفُ وَحيداً أمامَ المصعد، هيكله صَدِئٌ، لونُهُ كريهٌ كالرّماد، تَضغطُ بِعصبيّة "زِرّ" الهبوط، تستدعي "النّعشَ" مِنَ الطّابِق السّادِس، تَنتَظِرُ ثوانٍ كأنّها الدّهر، ترقبُ مَشدوهاً السّهمَ الأحمر الذي يُشيرُ إلى الأسفل. كالقَيء، تَنْدَلِقُ الأرقام الصَمّاء مِنْ أحشاءِ البَيْتِ البَغيض: 5..، 4..، 3..، 2..، 1..، 0، ارتطامُ القاعِدَة بِالأرضِيّة يُصدِرُ حفيفاً اعتادتْهُ أُذناك. وفي قصّة "نوم لذيذ" يُصوّر طه درويش مشهداً شديد الواقعيّة رغم خيَّاليته، في ذهنه، حاسماً المعركة قبل أن تبدأ في لهجة ساخرة تضجُّ بالمرارة، يقول طه درويش: "العرق يغرقني. قميصي يلتصق بجسدي الضّامِر. أراني عارياً بشكلٍ فضائحيّ. سنة بطولها من العذابات الممضَّة والوساطات الكريهة حتّى تكرّمَت "البلديّة" بمنحي ترخيصاً لهذا الجُحر. اعتقدتُ يوْمها كنزاً منشوداً أهدَتنيه السّماء. كلّ شيءٍ تبخَّر بسرعةٍ مُذهلة، حتّى الصّحف اليوميّة ما عادت تنفد كسابِق عهدها. أصبحت الأمور لا تُطاق. الأسعار ترتفع بصورة جنونيّة. أظنّ "الزّبائن" يتساءلون ساخرين: ما جدوى الكُتُب؟!". وفي قصّة "الميت" نجد أنفسنا أمام ملحمة خياليّة نكاد نصدّقها لو لم تنتهِ الملحمة والمجموعة بعد لم تنتهِ، إذ يتصوَّر الكاتب نفسه ميتاً، وبناءً على ذلك يحكي مشهد الموت من وجهة نظر البطل/ الذات حائزاً اهتمام القارئ حتى نهاية القصّة. وأمّا قصة "أوراق نبيل عبد السلام" فهي قصّة ذات طابع مميّز، وكأنّها رواية قصيرة مكتملة الأركان، يقول طه درويش على لسان بطل قصته نبيل عبد السلام: "تُحاصرني الآن كآبة غامِضة، وحزنٌ مُبهَم، وَقَلقٌ ضبابِيّ. أشعرُ أنّ رائحة الكآبة، وطعم الحُزن، ولوْن القلق، كُلّها مُجْتَمِعةً تَنْبَثِقُ هذه اللحظات مِنَ الكُتُبِ الجاثِمَة في روحي، مِنَ السّرير المُستَلقي في أقصى الغُرفَة، مِنْ صَوْت المُغنّي الحَزين الذي يشتعلُ الآنَ نشيداً لِلحُبّ، والوَطَنِ، والمَطَر، والأطفال، وَعالَمٍ قادِمٍ أكثر عدلاً وأماناً". وفي القصة المُعَنْوَنَة "مفتاح" يتقمَّص طه درويش شخصيّة بطله المُحاط بالأوجاع، فيقول: "أزْحَفُ، أزْحَفُ وأنا الفاقِد قَلْبي، وأصابِع كفّي اليُسرى، وَيَدي اليُمنى، أزْحَفُ نَحْوَ الغُرَفة الأخْرى. الجُثّة تسكنها منذ دهور، تنتظر الكفن الأبيض يحضنها، وأنا أحمل كفني أمنحه البائس وأقول له: تدثّر يا بردان، فهذا الجسد المتناثر شِلْواً، شِلْواً، سيموت كما عاش: وحيداً عريان. هذي الغرفة أيضاً يحرسها سجّانٌ يحمل ساطوراً أسطوريّاً يتلهّى بِسَلْخِ ذراعَي شيْخٍ عاجِز. وأنا المنهوك، المطعون، أجُرّ الخَطْوَ حثيثاً كي ألحَقَ ذاكَ النّائم خوْفاً مِنْ أنْ يَتَعَفَّن. واجَهْتُ السّاطور اللامع كالشّمس، تأمَّلْتُ المَوْتَ السّاكِن حَدّاً كالشَّفْرَة، ضَحِكْتُ بِوَجْهِ المَوْت. بِصدري وحيداً قاوَمْتُ السّاطور. بَدَأَ السجّانُ بِسَلْخِ اللحْمِ عَنِ العَظْم. صارَ الجسَدُ عِظاماً يعلوها الرّأسُ الصّامِد كالنَّسْر". يذكر أن طه درويش يعمل مُدرّساً لِمساقات "الكتابة" في قسم الصّحافة والإعلام الرقميّ بِكُليّة الإعلام في جامعة البترا، حصل على درجة الماجستير في الإعلام والاتّصال الجماهيري من جامعة "ليستر" في إنجلترا، سبق أن صدر له كِتاب بعنوان "سيّدة المُدُن"، كما نَشَرَ وًينشر أعماله في عدد من الصّحف والمجّلات مِنْ بينها صحيفة "رأي اليوم" الّتي تصدر في لندن.

تفسير حلم نبش قبر الميت
تفسير حلم نبش قبر الميت

السوسنة

time٢٠-١٠-٢٠٢٤

  • السوسنة

تفسير حلم نبش قبر الميت

السوسنة- يقول ابن سيرين: ومن رأى كأنه نبش عن قبر ميت، فإنه يبحث عن سيرة ذلك في حال حياته ديناً ودنيا، ليسير بمثل سيرته، فإن رأى الميت حياً في قبره، نال براً، وحكمة ومالاً حلالاً، وإن وجده ميتاً في قبره، فلا يصفو ذلك المال. الرؤى والأحلام هي رحلة غامضة نخوضها خلال ساعات الليل، تقودنا إلى عوالم اللاوعي وتبعث في نفوسنا تساؤلات حول معانيها وتأثيراتها على حياتنا. ابن سيرين، العالِم الرمزي الشهير، قدم تفسيرات متنوعة للعديد من الرموز، منها رؤية نبش قبر الميت في المنام. في تفسيره لهذه الرؤية، أشار ابن سيرين إلى مجموعة من الدلالات الروحية والعملية، ومنها: البحث عن العبرة والعظة: إذا رأى الإنسان في المنام نفسه ينبش عن قبر ميت، فقد تكون هذه الرؤية إشارة إلى رغبته في استخلاص العبرة والدروس من سيرة هذا الميت. يمكن أن يكون الشخص يبحث عن تجارب حياتية تساعده على تطوير طريقته في الحياة. تطابق السيرة مع الميت: تشير الرؤية إلى أهمية أن يسير الشخص في طريق حياته بمثل سيرة الشخص المتوفى. إذا كان الميت قد ترك وراءه سيرة حسنة وقيمة، فإن رؤية الميت حيًا في قبره تشير إلى أن الشخص سينال برًا وحكمة وثروة حلال. التحذير من الانتهازية والمحاذير: إذا وجد الشخص الميت متوفىً في قبره، دون أن يكون حيًّا، قد يُشير ذلك إلى ضرورة تجنب الميل للانتهازية والطمع في الأمور الغير مشروعة. تُظهر هذه الرؤية أهمية الحرص على تحقيق الرزق بوسائل مشروعة ونزيهة. التأمل في تأثير رؤية نبش قبر الميت في المنام على فئات مختلفة: البحث عن سيرة الميت: وفقًا لتفسير ابن سيرين، فإن رؤية نبش قبر الميت في المنام تدل على أن الشخص يبحث عن معرفة وفهم أعمق لسيرة الميت. قد يكون ذلك بغرض الاستفادة من تجاربه ودروسه في الحياة، سواء من الناحية الدينية أو الدنيوية. نيل البر والحكمة والمال الحلال: إذا رأى الشخص الميت حيًا في قبره في الحلم، قد يرمز ذلك إلى البر والخير الذي يتحقق له بفضل تعلقه بمبادئ وقيم دينية. الحكمة والمال الحلال يمكن أن يكونان نتيجة لاستمرار الشخص في اتباع السلوكيات الصالحة. مال غير مصفوف: وفقًا لتفسير ابن سيرين، إذا وجد الشخص الميت ميتًا في قبره في الرؤيا، يشير ذلك إلى أن المال الذي يتعامل به ليس نقيًا ولا يستنبط من طرق حلال. يمكن أن يكون هذا التفسير تذكيرًا للشخص بأهمية تقوية الأخلاق والتزام المبادئ الدينية في كل جوانب حياته. تحمل هذه الرؤية العديد من الإشارات الروحية التي تؤثر على فئات مختلفة من المجتمع: للمتزوجة والعزباء: إذا رأت المرأة نبش قبر الميت في المنام، قد تكون هذه الرؤية تذكيرًا لها بأهمية التعلم من تجارب الآخرين واستخلاص الدروس. يمكن أن تُظهِر الرؤية أهمية تكوين قواعد وقيم تستند إلى الإسلام لتوجيه خطواتها في الحياة. للرجل: إذا رأى الرجل نبش قبر الميت في المنام، قد تكون هذه الرؤية تشجيعًا له على التفكير بعمق في تصرفاته وقراراته. يمكن أن تُظهِر الرؤية أهمية النظر إلى المبادئ الدينية في جميع نواحي حياته والالتزام بالأخلاق الحسنة. للمطلقة والحامل: قد تكون رؤية نبش قبر الميت في المنام تذكيرًا للمطلقة بأهمية تحقيق النقاء في القرارات والأفعال. يمكن أن تُظهِر الرؤية أهمية تفصيل القرارات والأمور المادية بشكل دقيق، خاصة فيما يتعلق بتربية الأولاد. للمتزوجة: إذا رأت المتزوجة هذه الرؤية، فقد تكون إشارة إلى أهمية تقدير التجارب الماضية والبحث عن العبرة منها. يمكن للرؤية أن تشجعها على مشاركة الدروس مع شريكها وتوجيه الحوار نحو تطوير الحياة المشتركة. للعزباء: تُشير الرؤية للعزباء إلى أهمية تقدير الحياة الشخصية والتطلع للاستفادة من تجارب الآخرين. يمكن أن تُحثها الرؤية على البحث عن نماذج إيجابية تلهمها في بناء مستقبلها. للرجل: يمكن أن تدفع الرؤية الرجل إلى النظر في مسار حياته وضبط سلوكه. قد تشجعه الرؤية على السير بأخلاق وقيم مماثلة للميت الذي يتنبأ به في الرؤية. للمطلقة: تُذكِّر الرؤية المطلقة بأهمية اتخاذ قرارات مستنيرة وسليمة بناءً على التجارب والدروس السابقة. قد تكون دعوة لها للبحث عن استقرار مالي وروحي يقوم على أسس صحيحة. باختصار، يُظهِر تفسير رؤية نبش قبر الميت في المنام أهمية البحث عن العبرة والدروس من حياة الآخرين، وضرورة السير على الطريق الصحيح وتجنب الطمع والمحاذير. يجب أن يتم التعامل مع تفسيرات الأحلام بحذر وفهم عميق، والاستفادة منها في تطوير النفس وبناء الحياة بأسس إيجابية ونزيهة. اقرأ المزيد عن :

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store