مفكرون وأكاديميون يناقشون عناصر قوة المشروع الحضاري للأمة
وناقشت الندوة التي أدارها د. بيان العمري مدير تحرير مجلة دراسات شرق أوسطية، وشارك فيها أكاديمون وخبراء وحضرها جمع غفير من الشباب الأردنيّ، ملامح المشروع الحضاري وعناصره ومزاياه عن المشاريع الأخرى، وأكّدت أن الحضارة العربية الإسلامية جمعت بين "القيم والأنماط"، حيث تمتاز هذه الحضارة برسالتها وبجوهر تقديرها للإنسان كفاعل وهدف للحضارة، والسعي لإعمار الأرض ببناء الجوانب المادية (الأنماط).
وبيّن د. قاصد محمود الخبير الاستراتيجي أنّ الحضارة نمط وبناء متكاملٌ ضمن مستويات متعددة وفروع شاملة لمجالات الحياة المعنوية والمادّية، وهي جميعاً تمثل مكونات النهضة التي يبنيها الإنسان وتحميها القوة، وأشار إلى أنّ المجتمعات العربية تمتلك عناصر المشروع الحضاري والبنية التحتية اللازمة للنهوض به، مثل الدين والجغرافيا والطاقات البشرية.
وأوضح أنّ المشروع الحضاري العربيّ الإسلاميّ مرّ بمحطات ومراحل عبر تاريخه الممتدّ لخمسة عشر قرناً، بدءأ بعصر النبوّة وحتى العصر الحديث من التأسيس والتمكين والتطوير والتوسّع، لكنه منذ أكثر من قرن تعرض إلى انتكاسة، وتحتاج إلى الشباب لإعادة بنائه وتفعيله.
بدوره أشار الأكاديمي وأستاذ الريادة في جامعة الخليج د. عودة الجيوسي إلى دور السياق التاريخي والبيئة في توليد نماذج قيادية تسهم في البناء الحضاري، وأن ثمّة نظريات تفسّر بروز النماذج الحضارية في القيادة والريادة، ومنها نظرية التحدي والاستجابة، ونظرية السياق.
واستعرض الجيوسي عدداً من النماذج القيادية في حضارتنا العربية والإسلامية قديماً وحديثاً، سواء من من القيادات الدينية أو السياسية أو العسكرية، مؤكّداً أنها جميعاً قد خرجت من رحم الأمة ومن سياقاتها وظروفها وأزماتها، الأمر الذي يشير بوضوح إلى قدرة الأمة دوماً على اجتراح الحلول وولادة القيادات والنماذج الفذّة في كافة مراحلها وظروفها.
فيما أكد أ. جواد الحمد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط على أنّ تناول المشروع الحضاري للأمة لا بدّ أن ينطلق من الثقة به وبالذات، حيث لا يزال المشروع يمتلك عناصر وموارد القوة، وخصوصاً القوة الجيوسياسة والقدرة الجيواسترايتجية للأمة بمجموعها، كما يملك أن يقدّم للبشرية النهضة المادية بجوار العدالة والمساواة واحترام الإنسان ورعايته، كما لا بدّ من الجمع بين التفكير الواقعي والطموح لدى الشباب للمساهمة في صياغة مستقبل حضاري ريادي للأمة، ومنطلقاً من الماضي وعِبره ودروسه، وبامتلاك المقوّم الحضاري الرسالي الشامل المتكامل للأمة.
وأشار الحمد إلى أنّ الغرب قام على استغلال الثروات العربية والإسلامية ويسعى دوماً لإبقاء الهيمنة عليها لمنع أي نهضة حضارية مستقلة وشاملة لهذه الأمة، بما في ذلك التنمية الاقتصادية والسياسية والبناء الديمقراطي، ليترتب على المشروع الحضاري العربي الإسلامي أن يبحث عن أي فرصة للعودة للفاعلية الحضارية إلى جانب الحضارات الأخرى في مضمار التنافس الحضاري العالمي.
وأشار الحمد إلى دور الشباب في المشروع الحضاري للأمة يتمثل في خماسية: "الفهم، والثقة بإمكانية استئناف المشروع الحضاري، والاستفادة من تجارب الماضي، وتبنّي المشروع الحضاري، واتخاذ المسارات الحياتية التي تخدم إعادة بناء واستئناف المشروع"، والعمل لتحريك الواقع باتجاهات المستقبل المرغوبة وفق المصالح العليا والمنظومة الحضارية العربية الإسلامية.
وخلص المتحدثون إلى أنّ الفرص لإحياء المشروع الحضاري والقدرات اللازمة لذلك متوفرة في ظل حيوية الأمة وشبابها الذي يشكل أكثر من 60% من المجتمعات، وأن الفرصة والقدرات لإحياء وبلورة آفاق المشروع الحضاري، واستشراف رؤية مستقبلية حضارية نهضوية عربية إسلامية إنسانية تتواصل مع دول وشعوب العالم لبناء العلاقات على ما هو مشترك وإنساني قائمة كما أظهرت الندوة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 4 دقائق
- سرايا الإخبارية
الأردن يدين بأشد العبارات "مشروع فرض السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية
سرايا - دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشدّ العبارات تصويت الكنيست الإسرائيلي على بيان لدعم السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية المحتلة، باعتباره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتقويضًا واضحًا لحل الدولتين ولحق الشعب الفلسطيني في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة، مُشدّدةً على أن لا سيادة لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د. سفيان القضاة رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لأيّة محاولات إسرائيلية لفرض سيطرتها على الضفة الغربية، في خرق للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصًا القرار ٢٣٣٤ الذي يدين جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير التكوين الديموغرافي وطابع ووضع الأرض الفلسطينية المحتلة منذ ١٩٦٧، بما فيها القدس الشرقية، إضافة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي أكّد عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي وبطلان بناء المستوطنات وإجراءات ضمّ أراضي الضفة الغربية. وحذّر السفير القضاة من استمرار السياسات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي والقرارات الأمميّة ذات الصلة، مُجدّدًا التأكيد أن جميع الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية وغير قانونية. ودعا السفير القضاة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف العدوان على غزة بشكل فوري والتصعيد الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وتلبية حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني سبيلًا وحيدًا لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.


خبرني
منذ 4 دقائق
- خبرني
الأردن يدين تصويت الكنيست على دعم السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية
خبرني - دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشدّ العبارات تصويت الكنيست الإسرائيلي على بيان لدعم السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية المحتلة، باعتباره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتقويضًا واضحًا لحل الدولتين ولحق الشعب الفلسطيني في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، مُشدّدةً على أن لا سيادة لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لأيّة محاولات إسرائيلية لفرض سيطرتها على الضفة الغربية، في خرق للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصًا القرار ٢٣٣٤ الذي يدين جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير التكوين الديموغرافي وطابع ووضع الأرض الفلسطينية المحتلة منذ ١٩٦٧، بما فيها القدس الشرقية، إضافة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي أكّد عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي وبطلان بناء المستوطنات وإجراءات ضمّ أراضي الضفة الغربية. وحذّر السفير القضاة من استمرار السياسات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي والقرارات الأمميّة ذات الصلة، مُجدّدًا التأكيد أن جميع الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية وغير قانونية. ودعا السفير القضاة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف العدوان على غزة بشكل فوري والتصعيد الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وتلبية حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني سبيلًا وحيدًا لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة. صوّت الكنيست الإسرائيلي، الأربعاء، على بيان يُعبّر عن دعم رسمي لفرض "السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية المحتلة، وذلك في ختام جدول أعمال الجلسة الأخيرة قبل خروج الكنيست إلى عطلته الصيفية. وجاءت المصادقة على المقترح بأغلبية 71 عضو كنيست، مقابل 13 صوتًا معارضًا فقط، حيث صوّت لصالح المقترح أعضاء من أحزاب الائتلاف كافة، بما في ذلك نواب من حزب "شاس" الذي انسحب مؤخرا من الحكومة. ويأتي القرار في إطار "اقتراح على جدول الأعمال" بادر إليه أعضاء الكنيست سيمحا روتمان، وأوريت ستروك، ودان إيلوز، وعوديد فورير، وحظي بموافقة رئاسة الكنيست، الاثنين.


خبرني
منذ 4 دقائق
- خبرني
كراهية وسحر أسود وقتل.. منع أنشطة عبدة الشيطان في روسيا
خبرني - أفادت وسائل إعلام روسية، الأربعاء، بأن المحكمة العليا في روسيا قد وافقت على طلب المدعي العام إيغور كراسنوف اعتبار ما يسمى بـ"الحركة الدولية لعبدة الشيطان" تنظيما نازيا جديدا، ومنع أنشطتها في الأراضي الروسية. وقالت إن النيابة العامة الروسية أوضحت أن هذه "الحركة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمظاهر القومية المتطرفة والنازية الجديدة". وتابعت أن "الحركة تقوم على أيديولوجية متطرفة، وعلى الكراهية والعداء تجاه الأديان السماوية ويقوم أعضاؤها بالدعوة علنا إلى تدمير وتدنيس الكنائس الأرثوذكسية، وممارسة طقوس السحر الأسود والقتل، كما يستخدمون رموزا وشارات موحدة، وتستند أسسهم الفكرية إلى منشورات عنصرية متطرفة". ووفي يناير الماضي، كان البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا قد تحدث عن "الحركة الدولية لأتباع الشيطان" وطالب بفرض حظر قانوني على عبادة الشيطان في روسيا.