logo
أناقة لا تُرى بالعين

أناقة لا تُرى بالعين

الرياض٢٨-٠٧-٢٠٢٥
في زمنٍ تتكدس فيه القيم المادية وتتشابك فيه مظاهر السطحية مع الإعجاب الزائف، تبرز المرأة القارئة كرمزٍ استثنائي للأناقة الحقيقية، تلك التي تتجاوز حدود الشكل لتستقر في عمق وعيها وثراء فكرها.
إنها ليست مجرد قارئة؛ بل هي صانعة لعالمها الداخلي المتجدد، مهندسة لمعارفها المتشابكة، ورسامة لمسارات وعيها التي لا تتوقف عن الاتساع.
هذه المرأة تدرك أن الجمال الحقيقي ينبع من الداخل، من الروح التي تتغذى على الكلمات، والعقل الذي يتشكل على صفحات الكتب. تمتلك سحرًا خاصًا لا يمكن شراؤه؛ سحر الثقافة الذي ينعكس في هدوء حضورها، وعمق نظرتها، واتزان حديثها الذي يتجاوز سطحية الأمور.
القراءة بالنسبة لها ليست مجرد هواية، بل هي رحلة مستمرة لاكتشاف الذات والعالم، محاورة صامتة مع أعظم العقول عبر العصور، كل صفحة تقلبها تضيف لبنة جديدة في صرح فكرها، وكل فكرة تستوعبها تمنحها بعدًا جديدًا للنظر إلى الحياة.
هذا التراكم المعرفي ليس مجرد معلومات تُحفظ، بل هو تحول جوهري في طريقة تفكيرها، في قدرتها على التحليل والنقد، وفي اتساع صدرها لاستيعاب وجهات النظر المختلفة.
القارئة تتمتع بمرونة فكرية تمكنها من التكيف مع المتغيرات، وبصلابة مبدئية تجعلها ثابتة أمام التحديات، كل ذلك نابع من مخزون ثقافي وفكري غزير.
الأناقة في وعي المرأة القارئة تتجلى في قدرتها على رؤية ما وراء السطور، وفهم ما بين الكلمات، واستشعار النبض الخفي للحياة، هي لا تسعى لإثارة الإعجاب بثرائها المادي أو جمالها الخارجي فحسب، بل بكاريزما عقلها المستنير، وبهاء روحها المتألقة بالمعرفة.
عندما تتحدث، لا تسمع منها كلمات جوفاء، بل أفكارًا ناضجة، وتحليلات عميقة، ونظرة ثاقبة للمستقبل. إنها امرأة لا تتوقف عن التعلم والنمو، تظل فضولية ومنفتحة على كل جديد، لأنها تدرك أن التوقف عن القراءة هو توقف عن الحياة الحقيقية للفكر. هذه هي الأناقة الخالدة التي لا تتقادم، بل تزداد رقيًا وتألقًا مع كل كتاب يُقرأ، ومع كل فكرة تُولد، هي حقًا أيقونة للأناقة التي تتجاوز القشور لتمس جوهر الإنسان.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أقلامٌ للإيجار!
أقلامٌ للإيجار!

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

أقلامٌ للإيجار!

قبل ثورة المعلومات، وبعدها، وقبل عصر الذكاء الاصطناعي، كانت هناك «أقلام للإيجار». منذ أن صار للكلمة ثمن وللشهرة سوق، وحيثما كان هناك مبدعون يعرضون -راغبين أو مكرَهين- بضاعتهم للبيع على قارعة الطريق؛ وُجدت «أقلام للإيجار»، حيث يمكن للعاجزين عن الإبداع أن يشتروا أقلاماً تكتب لهم، وعقولاً تُسخِّر إبداعها لمصلحتهم. في ذهن كل واحدٍ منَّا كاتبٌ أو كاتبة، اشتهر أنها اشترت شهرتها الشعرية أو الروائية خصوصاً من أديب آخر. اليوم هؤلاء ليسوا بحاجة إلى المغامرة. يمكنهم أن يستلقوا على الأريكة ويكتبوا رواية مكتملة الأركان بلمسة زرٍّ على شاشة المحمول. الذكاء الاصطناعي سيوفر لهم سوقاً لتوليد الأفكار والقصص والحبكات وحتى الصياغات. في سبتمبر (أيلول) 2024 أعلن الكاتب المصري الشاب محمد أحمد فؤاد إصدار أول رواية عربية كتبها بواسطة الذكاء الاصطناعي بعنوان «حيوات الكائن الأخير»، وقال في حوار مع «الأهرام»، (في 8 - 9 - 2024)، إن هذه الرواية نُفِّذتْ في 23 ساعة فقط، فقد استغرق تأليفها 12 ساعة، واستغرق التحرير والمراجعة 11 ساعة لا غير! لكن ما زال هناك من يبيع في السوق القديمة! قبل يومين نشر الصديق إبراهيم الهاشمي، المدير التنفيذي لـ«مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية»، في جريدة «الخليج» الإماراتية، رسالة وصلت إليه من أحدهم عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي عرّف نفسه بأنه يعمل «كاتب ظل متخصصاً في كتابة الروايات، والقصص القصيرة، والمسرحيات، ومقالات الرأي لحساب الغير»، ويعرض خدماته؛ إذ يستطيع «العمل على نص أدبي كامل انطلاقاً من فكرة يقدّمها العميل، أو تطوير عمل مكتوب مسبقاً وضبطه ليناسب البيئة الثقافية والاجتماعية التي يختارها الكاتب، وحدّد سعره بما يعادل 20 دولاراً لكل ألف كلمة مكتوبة». وسائل التواصل أعطت زخماً هائلاً لعملية الكتابة والنشر وصناعة المحتوى، لأنها تمثل مجالاً واسعاً للتربح والشهرة، وبفضلها تكاثر المبدعون الجدد، وانتشرت كالفطر أعمالهم ورواياتهم الأدبية الغامضة، التي تملأ سوق الكتاب اليوم، وتشكل مزاج وذائقة القراء الجدد. الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لا تعني إلقاء الحمل على عاتق الآلة لكي تفكّر نيابةً عن الإنسان. هناك كتّاب اعترفوا أنهم استعانوا ببرامج الذكاء الاصطناعي للمساعدة في توليد نصوصهم، بينهم الروائية اليابانية ري كودان التي حصلت روايتها «برج الرحمة في طوكيو» على أرقى جائزة أدبية في اليابان، لكن اللافت في هذه الرواية أن الكاتبة اعترفت رسمياً بأنها استخدمت برنامج الذكاء الاصطناعي «ChatGPT» لكتابة نحو 5 في المائة من نص الرواية. وهي نسبة معقولة قياساً بأعمال كاملة جرت صياغتها بواسطة الذكاء الاصطناعي، فحتى منتصف فبراير (شباط) 2023، ظهر على متجر «أمازون»، «Kindle»، أكثر من 200 كتاب إلكتروني يحمل اسم «ChatGPT» كمؤلف أو مشارك في التأليف. المثير في الأمر أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتطور أسرع مما نظن، ويمكنها فعلياً أن ترث الإنسان. في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 حضرتُ ندوة في الحيّ الثقافي القطري «كتارا» عن «الرواية في عصر الذكاء الاصطناعي»، تحدث خلالها الروائي واسيني الأعرج قائلاً: «الذكاء الاصطناعي لا يمكنه حالياً الوصول إلى نفس العمق الذي يبلغه الكاتب فـي عمله الإبداعي؛ لأنه يفتقر إلى المخزون العاطفـي والتجربة الشخصية التي تميز الكتابة الأدبية. لكن فـي حال تمكُّن الذكاء الاصطناعي من استيعاب جميع الأعمال السابقة وفهم نفسية الكاتب، فقد يقترب من ذلك، وإن لم يكن بصورة حرفية». وفي الندوة ذاتها، خفف الروائي السوداني أمير تاج السر من منسوب القلق قائلاً: «الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلاً للكاتب لأسباب كثيرة. فالنص الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي يكون نصاً معداً مسبقاً، وهو يعتمد على برمجة موجهة وتخزين كمية هائلة من المفردات، لكن هذه المفردات لا تعكس بالضرورة الأسلوب الإبداعي الذي يستخدمه الكاتب، فالكاتب دائماً يبتكر فـي استخدام اللغة، ويخلق ترتيبات لغوية مميزة، ويضيف تفاصيل ورؤى غير متوقعة، وهذا ما يفتقر إليه الذكاء الاصطناعي». أما الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد، فقال: «الذكاء الاصطناعي قد يفتح أفقاً جديداً بالفعل، لكنّ الإبداع الحقيقي هو نشاط روحاني يتجلى فـي الصدق الإنساني. الإبداع الأدبي يأتي من الروح، وهو مختلف تماماً عن الإنجازات التي تعتمد على الحسابات العقلية البحتة. الإبداع هو مزيج من الأحاسيس والتجارب الإنسانية والخيال، وهذه أمور يصعب على الذكاء الاصطناعي تحقيقها». حسناً، ما دمنا في عصر روايات «الروبوت» هل يمكن أن يأتي يومٌ نحضر فيه أمسية شعرية أو أدبية يكون المتحدثون فيها «روبوتات» توظِّف الذكاء الاصطناعي في إلقاء نصوص أدبية، وتقديم قراءات نقدية بشأنها؟ وإذا كان الأمرُ كذلك؛ فلماذا نتجشم عناء الحضور، حيث يمكننا أن نتابع تلك الأمسية الافتراضية عبر شاشات البث المحمولة؟ ماذا سيبقى حينئذٍ للإبداع البشري؟!

وزارة الثقافة تحتفي بالحِرف اليدوية في «كتاب المدينة»
وزارة الثقافة تحتفي بالحِرف اليدوية في «كتاب المدينة»

الرياض

timeمنذ 3 ساعات

  • الرياض

وزارة الثقافة تحتفي بالحِرف اليدوية في «كتاب المدينة»

شاركت وزارة الثقافة في معرض المدينة المنورة الدولي للكتاب 2025، بجناح مميز يحتفي بعام "الحرف اليدوية 2025"، مسلطةً الضوء على أصالة الحرف بوصفها مكونًا حيويًا من التراث الثقافي الوطني، يعكس عمق الهوية المحلية وتاريخها. ويعرّف الجناح الزوار بأهداف عام الحرف اليدوية الذي أُعلن ضمن مبادرات الوزارة لهذا العام، انطلاقًا من إدراكها لأهميتها كموروث حيّ يربط الماضي بالحاضر، ويجسد القيم الجمالية والإبداعية في الثقافة السعودية. ومن بين أبرز الأهداف التي يستعرضها الجناح: التوعية المجتمعية بقيمة المنتجات الحرفية، وإبراز التنوع الثقافي في أشكال الحرف وأدواتها، وتمكين الحرفيين السعوديين وتعزيز مساهمتهم في الاقتصاد المحلي، إلى جانب التعريف بالبعد الجغرافي للحرف كعامل مؤثر في أنماط الإنتاج الحرفي بين مختلف المناطق. ويلفت الجناح الانتباه إلى أن الحرف اليدوية إرث ثقافي يحمل أبعادًا اقتصادية واجتماعية، نظرًا لارتباطها الوثيق بأنماط الحياة اليومية في مختلف أنحاء المملكة، ويسعى إلى فتح نوافذ تفاعلية للتواصل بين الحرفيين والجمهور المحلي والدولي، بما يعزز نقل المعرفة ويُوسّع من دائرة المشاركة في دعم الصناعات التقليدية. وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود وزارة الثقافة لحفظ وتطوير الحرف اليدوية، من خلال مبادرات ومشاريع تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، لا سيما في ما يتصل بتنويع مصادر الاقتصاد الوطني، وحماية الموروث الثقافي وتعزيزه.

النقد السلبي
النقد السلبي

الرياض

timeمنذ 3 ساعات

  • الرياض

النقد السلبي

النقد مهمة ليست متاحة للجميع، الثقافة والموضوعية والمصداقية متطلبات مهمة -قبل التخصص– تؤهل من يريد ممارسة النقد في أي مجال. لماذا؟ لأن النقد هو التقييم وهذا يعني إبراز الجوانب الإيجابية أو القوية، ونقاط الضعف أو الجوانب التي تحتاج إلى تطوير، وهذا هو المفهوم المتبع في مجالات مختلفة، ويتضمن التقييم تسليط الضوء على النجاح وعوامل النجاح، ومناقشة الأخطاء ومسبباتها وفق تحليل يعتمد على منهجية معينة، أما النقد السلبي فهو أن يتخذ الناقد موقفًا سلبيًا عدائيًا تجاه عمل معين أو مؤسسة معينة، ثم تكون مهمته في الحياة البحث بشكل مستمر عن أي شيء يدعم هذا الموقف، ليس هذا فحسب بل يجعل هدفه الثابت شيطنة هذا العمل أو المؤسسة وتحويل النجاح إلى فشل! عين الناقد في هذه الحالة تبحث فقط عن الأخطاء والسلبيات –حسب وجهة نظره– فيعمل على تضخيمها، أما الأشياء الجميلة فهي في نظره لا وجود لها! من يفعل ذلك يصدق النظرية التي تقول، اكذب ثم اكذب حتى تتحول الكذبة إلى حقيقة. الواقع أنها لن تتحول إلى حقيقة إلا لدى المتلقي الذي يتفق مع فكر الناقد أو بعبارة أكثر دقة مع توجهاته، الأكاذيب عمرها قصير. النقد السلبي يحول النقد (التقييم) إلى انتقادات شاملة إنشائية حاسمة لا تقبل النقاش، أي أن الحالة هنا هي إصدار الحكم السلبي القاطع ثم البث المتواصل لتأكيد ذلك الحكم حتى لو تطلب الأمر قلب الحقائق وبمعنى آخر ممارسة الكذب. إبداء الرأي حرية شخصية وهو يختلف عن النقد، إبداء الرأي في موضوع معين يأتي معبراً عن شخصية صاحب الرأي وخبراته وميوله ولا يتطلب التخصص، وقد يأتي على شكل تعليق سريع حول أحداث أو أخبار اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، أما النقد فيستند على التخصص وعلى معايير ومنهجية تعتمد أسلوب التحليل والوصول إلى نتائج. إذا كانت الآراء حول عمل أو مؤسسة أو فعالية أو منتج ثقافي عبارة عن انطباعات سلبية ثابتة لا تتغير فإن هذه الآراء لا علاقة لها بعالم النقد. الرأي جزء من النقد إذا كان ينطلق من تخصص وتحليل موضوعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store