
سوريون يفرون من عمليات القتل الطائفي إلى لبنان
ليلى بسام (رويترز) – عبر رجال ونساء وأطفال سوريون أحد الأنهار بحثا عن الأمان في لبنان يوم الثلاثاء، لينضموا إلى المئات الذين فروا إلى الدولة المجاورة خوفا على حياتهم وهربا من عمليات قتل طائفية تستهدف العلويين.
وقالت امرأة عبرت النهر يوم الأحد إنها رأت جثث سبعة أشخاص قتلوا في قريتها. وقالت أخرى إنها قضت ثلاثة أيام محاصرة داخل منزلها وسط إطلاق نار كثيف. وقال رجل إن مسلحين هددوا بقتل كل سكان قريته لأنهم ينتمون إلى الأقلية العلوية.
وبعد أيام من بدء عمليات القتل في منطقة الساحل السوري، استمر تدفق اللاجئين دون توقف. ورأى مراسلون من رويترز أكثر من 50 شخصا يعبرون مياه النهر الكبير إلى لبنان خلال نصف ساعة يوم الثلاثاء، وهم يحملون أطفالهم والأغراض التي تمكنوا من جمعها.
رجل سوري من الطائفة العلوية يحمل طفليه على كتفيه بينما يعبر مع آخرين مياه النهر الكبير في غرب سوريا إلى لبنان في يوم 11 مارس آذار 2025 فرارا من عمليات قتل طائفية استهدفت مئات العلويين . تصوير: محمد عزاقير – رويترز
رجل سوري من الطائفة العلوية يحمل طفليه على كتفيه بينما يعبر مع آخرين مياه النهر الكبير في غرب سوريا إلى لبنان في يوم 11 مارس آذار 2025 فرارا من عمليات قتل طائفية استهدفت مئات العلويين . تصوير: محمد عزاقير – رويترز
© Thomson Reuters
وقالت ندى محمد، التي عبرت إلى لبنان يوم الأحد، إنها استيقظت على مكالمة هاتفية في الرابعة صباحا من أقاربها أخبروها فيها أن المسلحين وصلوا إلى قريتها (كرتو) القريبة من الحدود وأن عليها أن تحزم أمتعتها.
وأضافت 'سبعهم ذبحوهم وجابوهم دفنوهم عنا هون'.
ووصفت ابنتها سالي رجب عبود أجانب بلحى وشعر طويل كانوا يتحدثون العربية الفصحى بدلا من اللهجة السورية.
وقالت السلطات اللبنانية إن أكثر من 350 عائلة عبرت إلى لبنان عبر النهر في الأيام القليلة الماضية، هربا من العنف الذي قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنه أودى بحياة عائلات بأكملها تضم نساء وأطفالا.
وبدأت أعمال العنف تتصاعد في منطقة الساحل السوري التي يقطنها عدد كبير من العلويين يوم الخميس عندما قالت الحكومة السورية التي يقودها السنة الإسلاميون إن قواتها تعرضت لهجوم من قبل فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وهو من الطائفة العلوية.
أبو جعفر صقّور ،الذي فر إلى لبنان من قرية خربة الحمام قرب الحدود اللبنانية بسبب عمليات القتل الطائفي التي استهدفت العلويين، يتحدث خلال مقابلة مع رويترز في يوم 11 مارس آذار 2025 . تصوير: محمد عزاقير – رويترز
أبو جعفر صقّور ،الذي فر إلى لبنان من قرية خربة الحمام قرب الحدود اللبنانية بسبب عمليات القتل الطائفي التي استهدفت العلويين، يتحدث خلال مقابلة مع رويترز في يوم 11 مارس آذار 2025 . تصوير: محمد عزاقير – رويترز
© Thomson Reuters
وتدفقت قوات الأمن إلى المنطقة لإخماد التمرد، في حين أطلقت المساجد في المناطق الموالية للحكومة دعوات إلى الجهاد. وخلال أعمال العنف التي أعقبت ذلك، يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 1200 مدني قتلوا والغالبية العظمى منهم من العلويين.
وتعهد الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الاثنين بمعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم، بمن فيهم حلفاؤه إذا لزم الأمر. وقال الشرع إنه لا يستطيع حتى الآن أن يقول ما إذا كانت قوات تابعة لوزارة الدفاع، التي دمجت معارضين سابقين في كيان واحد، ضالعة في عمليات القتل الطائفية.
وقال أبو جعفر صقّور الذي فر إلى لبنان من قرية خربة الحمام قرب الحدود اللبنانية إن المسلحين هددوا بذبح سكانها لأنهم علويون.
وذكر أن بعض المسلحين سوريون والبعض الآخر أجانب، وأن المسلحين أمروا النساء بمغادرة القرية، وأعلنوا أنها تابعة لهم.
وأضاف 'شو الذنب تبعنا؟ بدنا حماية دولية من إسرائيل من روسيا من فرنسا. أي حماية… جهة تحضننا وتحمينا'.
وساعد لبنانيون من القرى العلوية المجاورة اللاجئين السوريين في أثناء عبورهم النهر إلى لبنان يوم الثلاثاء.
واستقبل لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011 مع فرار أشخاص من حكم الأسد.
وقالت امرأة خلال عبور النهر مع طفليها يوم الثلاثاء إنها فرت من منزلها في مدينة طرطوس بعد أن حوصرت داخل المنزل لثلاثة أيام بسبب إطلاق النار الكثيف.
وقالت رافضة الكشف عن اسمها 'نحنا ضلينا (بقينا) ببيوتنا ما طلعنا، ولا وقفنا على الشبابيك (النوافذ) وسكرنا (أغلقنا) البرادي (الستائر) وما طلعنا أبدا والأبواب مقفلة كلياتها، بس إلنا تلات ليالي ما نمنا'. وأضافت 'في خوف'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 21 ساعات
- ليبانون 24
السنيورة: ليس خائفاً على الوضع السني في لبنان وأدعو السنة ليلعبوا دورهم الأساسي
السنيورة: ليس خائفاً على الوضع السني في لبنان وأدعو السنة ليلعبوا دورهم الأساسي Lebanon 24

القناة الثالثة والعشرون
منذ يوم واحد
- القناة الثالثة والعشرون
ينفذون أمر الحزب في هجومهم على الشرع والممانعة .؟
يعتبر دبلوماسي في طاقم دولة عربية ، بان الذين ينتقدون الرئيس السوري المؤقت احمد الشرع ويحملونه اوزار ما تشهد سوريا من احداث ، ولا سيما من الذين كانوا في فلك الممانعة على عدة اصعدة ، بانهم لا يزالون يعملون مع الجهاز الامني للحزب رغم انتقادهم للحزب ولايران ، لان انتقادهم للممانعة لا يغير ولا يقدم فيما اصابها ، ولاعتبار امن الحزب يعتبر بان انتقاداتهم تعطيهم مصداقية في حملتهم على الشرع . واضاف الدبلوماسي بان الشرع رئيس ميليشا ويتقدم ليكون رئيس دولة سوريا ويلتقي رؤساء دول ، فيما هؤلاء العملاء للحزب ، باتوا مكشوفين لدينا ، لانهم لم ينتقدو الرئيس السوري المخلوع بشار الاسد الرجس والمجرم ، والمختبئ في روسيا ، عندما قتل مئات الالاف من اهل السنة وتصرف كزعيم ميليشيا وهجر الملايين منهم ، فيما يهاجمون الشرع لانه سني فقط وليس اكثر ، ولا يقدرون تدخله السريع عندما اقدم الشرع على تحريك قوات الامن العام لوقف التعديات التي اقدمت عليها عدة فصاىل يتم استيعابها على مراحل والحد من تجاوزاتها .. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


صوت لبنان
منذ 3 أيام
- صوت لبنان
قراءة هادئة لانتخابات حامية
الإعلامي منير الحافي لمتابعة الكاتب: mounirhafi@ X, Facebook, Instagram كانت انتخابات بيروت البلدية، التي جرت الأحد الماضي، معركة حامية بين ست لوائح على الإجمال، إلا أنّ البارز كان التنافس ما بين لائحة «بيروت بتجمعنا» التي جمعت فعلاً أحزاباً سياسية ودينية، وبين لائحة «بيروت بتحبك» بقيادة العميد المتقاعد محمود الجمل. واستطاع رئيس اللائحة في نهاية المطاف أن يخرق البلوك الانتخابي القوي الذي مثلته اللائحة الأولى. بدا أن جميع الأطراف، أرادوا أن يعملوا بروفة على قوتهم الانتخابية وبالتالي قدرتهم الشخصية على خوض الانتخابات النيابية المقبلة بعد سنة، أو على الأقل دعم مرشحين من قبلهم، مثلما حصل في الانتخابات البلدية نفسها. لذلك دعم اللائحة الأولى، سنياًّ، جمعيةُ المشاريع (الأحباش) والنائب فؤاد مخزومي والوزير السابق محمد شقير وشخصيات سنية أخرى، إضافة إلى الثنائي الشيعي، والحزب الاشتراكي. مسيحياً دعم «بيروت بتجمعنا»، القوات اللبنانية والكتائب والتيار الوطني الحر والنائب السابق ميشال فرعون والطاشناق والهانشاك إضافةً إلى المطران إلياس عودة. مقابل هذه اللائحة، دعم النائب نبيل بدر والنائب عماد الحوت، لائحة برئاسة محمود الجمل. ويؤكد مقربون من هذه اللائحة أنها شكلت من دون كثير أموال ودون ماكينة انتخابية منظمة، والدليل أنه في منتصف النهار الانتخابي فُقد الاتصال مع كثير من مندوبي لائحة الجمل، ولم يشاهد لها مندوبون في أقلام الاقتراع. المفاجأة كانت في نتائج لائحة «بيروت مدينتي» المتدنية مقارنة مع نتائجها في انتخابات العام ٢٠١٦. وبدا أن اختيار اللائحة لشخصية فذة على الصعيد المهني والعائلي هي فادي عمر درويش، لم ينقذها من الفشل. درويش الذي نال ١٣٥٦٨ صوتاً، نالها لشخصه، فيما نال آخر مرشح من لائحته ٥٦٥٧ صوتاً وهذا معناه أن التصويت كان لفادي وليس لكل اللائحة. في النهاية، خسر النواب التغييريون الداعمون لمدينتي وهم إبراهيم منيمنة وبولا يعقوبيان وملحم خلف. ويؤكد مقربون من لائحة بيروت بتحبك أن هناك من أقنع رولا العجوز التي لها مكانة في بيروت، بأن تعمل لائحة تضم خيرة الناس لخوض الانتخابات. فلو صبّ مناصرو لائحة رولا العجوز للائحة «بيروت بتحبك» لارتفعت حظوظ الأخيرة. وبحسب معنيين فإن الـ ٧٤٤٦ صوتاً التي نالتها رولا، لو أضيفت للائحة الجمل لكانت حصلت لائحته على ١٤ مقعداً من أصل ٢٤. كذلك فإن تشكيل لائحة من قبل عدنان الحكيم وأخرى من قبل «مواطنين ومواطنات في دولة»، أضعف لائحة الجمل. كذلك أضعف ترشح المنفردين لائحة «العميد». في النتيجة خرق الجمل لائحة الكبار. وهذا يعزى لوقوف الناس دائماً مع المستفرد. أي أنه خارج لائحة الأقوياء في العاصمة. غير أن الجمل أثبت أنه «قوي» عند الصوت السني، إذ إن لائحته حصلت على نسبة ٧٠ في المئة من أصوات المقترعين السنّة. في ما الناخب المسيحي في العاصمة صبّ بنسبة ٩٠ في المئة للائحة الأحزاب. أما الشيعي فصوّت مئة في المئة والدرزي مئة في المئة للأحزاب، وحصلت لائحة بيروت بتجمعنا على ١٥ في المئة من أصوات المقترعين السنة. ويقرأ محللون انخفاض نسبة تصويت السنة للائحة القوية بأن جمهور رفيق الحريري لم يتحمس للائحة. ويحكى عن رقم يراوح ما بين ٢٠ ألفاً إلى ٣٠ ألفاً لم يشارك في الانتخاب. كما لوحظ عدم إقبال الناخب البيروتي المقيم خارج بيروت ولا من المصطافين في الجبل. على الصعيد الاختياري، فازت لوائح العائلات في أحياء بيروت الإثني عشر التاريخية وعاد معظم القديم إلى المخترة مطعّماً ببعض المرشحين الجدد. يُلاحظ في هذا المجال وصول المختارة السيدة دلال سامي السبليني في دار المريسة وهي أول سيدة مختارة في بيروت الثانية. أما الملاحظة الثانية فهي أن منطقة المصيطبة جسدت وحدة وطنية بالقول والفعل. إذ أوصل الناخبون خصوصاً السنة الذين يمثلون ٥٢ ألف صوت وحدهم، لائحة من خمسة عشر مختاراً برئاسة صائب كلش، تكونت من ٩ مخاتير سنة و٢ شيعة ودرزي وسرياني وكاثوليكي وأرثوذكسي. هذه التركيبة الفريدة لم تحصل في أي منطقة أخرى في بيروت ولا في كل لبنان.