
هجوم إسرائيل على إيران وتداعياته المحتملة
قد يكون هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية مبررًا إذا ما أُخذ تفسير نتنياهو على محمل الجدّ. ومع ذلك، أشك في أن يكون هو وترامب قد فكرا مليًا في التداعيات الإقليمية الوخيمة للهجوم، وما إذا كانت المفاوضات للحدّ من البرنامج النووي الإيراني ستؤدي إلى نتائج أكثر إيجابية.
أخيرًا نفّذ نتنياهو ما كان يتوق إليه منذ سنوات عديدة – مهاجمة المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية وتصفية العديد من قادتها العسكريين وعلمائها النوويين. ورغم أن ترامب بدا في البداية وكأنه ينأى بنفسه عن العملية الإسرائيلية، فلا شك أنه أعطى الضوء الأخضر لها، ولولا ذلك لما تجرأ نتنياهو على اتخاذ مثل هذه الخطوة التي قد تجرّ الولايات المتحدة إلى المعركة وتُغرق المنطقة بأكملها في حرب، قد تكون لها عواقب وخيمة.
وضع ترامب ونتنياهو استراتيجية تُنكر بموجبها الولايات المتحدة أي تورط لها في قرار إسرائيل بمهاجمة إيران. حذّروا طهران، كما صرّح وزير الخارجية ماركو روبيو: 'لسنا متورطين في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة. أبلغتنا إسرائيل بأنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها. وقد اتخذ الرئيس ترامب وإدارته جميع الخطوات اللازمة لحماية قواتنا، وظلوا على اتصال وثيق بشركائنا الإقليميين. دعوني أكون واضحا ً: ينبغي ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأمريكيين'.
ويوم الأربعاء أعرب ترامب عن شكوكه بشأن التوصل إلى اتفاق تفاوضي خلال الجولة السادسة من المفاوضات بين الممثلين الأمريكيين والإيرانيين المقرر عقدها الأحد المقبل في قطر. كان بحلول ذلك الوقت على علم بهجوم نتنياهو المرتقب. وعلى الرغم من أن العديد من كبار الديمقراطيين والجمهوريين رفضوا تجرّؤ نتنياهو على اتخاذ مثل هذا الإجراء المشؤوم عند تحديد جولة أخرى من المحادثات، إلا أنهم يبدون غافلين عما تم الإتفاق عليه خلف الكواليس بين ترامب ونتنياهو:
وهو أنّ نتنياهو سيشن هجومًا وستنأى الولايات المتحدة بنفسها عن هذا الهجوم لمنع إيران من مهاجمة أهداف عسكرية أمريكية في المنطقة، لعلمها أن إيران سترغب في تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، ستدافع الولايات المتحدة عن إسرائيل باعتراض الصواريخ الباليستية القادمة.
رد ترامب على الهجوم على موقعه 'تروث سوشيال' يُظهر كل شيء، مُهددًا بشن المزيد من الهجمات ما لم تقبل إيران بالإتفاق النووي. وفي منشور مُطول قال:
'لقد منحت إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام صفقة. قلت لهم، بأشد العبارات، 'افعلوا ذلك فحسب'، ولكن مهما حاولوا، ومهما اقتربوا، لن يتمكنوا من إنجازها. قلت لهم إنها ستكون أسوأ بكثير مما يعرفونه أو يتوقعونه… تحدث بعض المتشددين الإيرانيين بشجاعة، لكنهم لم يكونوا يعلمون ما سيحدث. لقد ماتوا جميعًا الآن، وسيزداد الأمر سوءًا! لقد كان هناك بالفعل موت ودمار هائلان، ولكن لا يزال هناك وقت لإنهاء هذه المذبحة مع هجمات مُخطط لها مسبقًا ستكون أكثر وحشية. يجب على إيران إبرام صفقة قبل أن يضيع كل شيء وإنقاذ ما كان يُعرف سابقًا بالإمبراطورية الإيرانية. لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار. فقط إقبلوا الصفقة قبل فوات الأوان !'
وعلاوة على ذلك، وصف ترامب الهجوم الإسرائيلي بأنه 'ممتاز' في مقابلة مع قناة ABC، وحذّر من أن 'هناك المزيد في المستقبل – الكثير جدًا'، ما لم توافق إيران على اتفاق.
المشكلة هنا هي أنه بغض النظر عن مدى ضعف إيران نتيجة حملة إسرائيل الناجحة لتقليص محور المقاومة الإيراني، حزب الله وحماس، وأنظمة دفاعهما الجوي المحطمة نتيجة الهجوم الإسرائيلي قبل بضعة أشهر، فإن إيران لا تزال تحتفظ بقوة عسكرية هائلة ولن تستسلم. إن الإيحاء بأن آية الله سيستأنف المفاوضات بعد إذلاله هو أمر أحمق.
لن تستسلم إيران وسترد على إسرائيل. وبغض النظر عن حجم الضرر والدمار الذي ستتكبده، ستسعى إيران للحفاظ على كبريائها، ولهذا، ستكون على أتمّ الإستعداد للتضحية بالكثير. الشعب الإيراني الذي يكره معظمه نظامه سيدعمه الآن، إذ يعتبر الهجوم الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة ليس مهينًا فحسب، ولكنه سيفاقم الوضع الإقتصادي في البلاد الذي يعاني منه الشعب بالفعل.
ومن نتائج سوء التقدير الإسرائيلي -الأمريكي أيضًا أن الهجوم عزّز أصوات العديد من المسؤولين الإيرانيين المتشددين الذين يعارضون المفاوضات مع الولايات المتحدة في المقام الأول. كانت لديهم شكوك جدية حول النوايا الحقيقية للولايات المتحدة، والآن يشعرون بالرّضا بعد أن اتضح بشكل متزايد أن ترامب قد منح نتنياهو مباركته.
وعلاوة على ذلك، ورغم أن دول الخليج العربي قد تُرحب بهدوء بالدمار الذي ألحقته إسرائيل بإيران، إلا أنها الآن في حالة ليس فقط من القلق، بل من الخوف من أن تُجرّ إلى حرب لا تريدها. فأي حرب إقليمية ستكون لها تداعيات اقتصادية جسيمة تُعيق تنميتها الإقتصادية التي تُقدّرها أشد التقدير، وخاصةً مخاوفها من انقطاع صادراتها النفطية التي تُمثل القلب النابض لاقتصاداتها.
إن هجوم إسرائيل على إيران بدعم أمريكي سيدفعها أكثر إلى أحضان روسيا والصين. وبالنسبة لهاتين الدولتين، يُعد هذا تطورًا مُباركًا، ولن تدخرا جهدًا في استغلاله والإستفادة منه على حساب الولايات المتحدة تحديدًا.
وأخيرًا، حتى لو تمكنت إسرائيل من تدمير جميع المنشآت النووية الإيرانية، وهو أمر مستبعد، فلن يكون الأمر سوى مسألة وقت قبل أن تُعيد بناء برنامجها النووي واستئنافه، إلا أنها هذه المرة ستفعل ذلك بقوة وعزيمة أكبر لإنتاج أسلحة نووية. علاوة على ذلك، من المرجح أن تنسحب إيران من معاهدة حظر الإنتشار النووي، مما سيفتح الباب أمام الإنتشار النووي الإقليمي، وهو ما سعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى تجنبه.
يبدو أن ترامب ونتنياهو قد نسيا أن إيران قوة إقليمية عظمى إذ يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، ولديها موارد طبيعية وبشرية هائلة وتتمتع بموقع جيوستراتيجي بالغ الأهمية وتاريخ غني يمنحها حضورًا إقليميًا فريدًا. حتى بعد معاناتها من حرب مدمرة، ستبرز إيران مجددًا كقوة عظمى يجب على ترامب ونتنياهو أخذها في الحسبان. إيران وجدت لتبقى وسيتعين على إسرائيل والولايات المتحدة التعايش مع هذه الحقيقة.
وبغض النظر عن كيفية انتهاء الأعمال العدائية الحالية، فإن الحل طويل الأمد للبرنامج النووي الإيراني مطروح على طاولة المفاوضات. ربما كانت رغبة ترامب في التوصل إلى حلّ سريع لإظهار بعض النجاح، خاصة بعد فشله في إنهاء الحروب في أوكرانيا وغزة، قد أدت إلى إفشال المفاوضات مع إيران.
ولكن نتنياهوالذي يعاني من مأزق سياسي في الداخل ويتوق إلى مهاجمة إيران ويريد أن يظهر بمظهر البطل قرّر استغلال ضعف إيران دون أن يفكر مليّا في أن الثمن الذي قد تضطر إسرائيل إلى دفعه في وقت لاحق سوف يفوق بكثير ما كان يمكن أن يكسبه اليوم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أكادير 24
منذ ساعة واحدة
- أكادير 24
تصاعد الصراع: هجمات صاروخية متبادلة بين إيران وإسرائيل وتهديدات أمريكية جديدة
شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء تصعيدًا خطيرًا في الصراع بين إيران وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان هجمات صاروخية مكثفة استهدفت مناطق حيوية في كلا البلدين. وأصدر الطرفان تحذيرات لإخلاء مناطق سكنية معينة، ما يشير إلى تصاعد كبير في التوترات. هجمات إيران الصاروخية على إسرائيل أفادت الإذاعة الإسرائيلية بسقوط حوالي 30 صاروخًا إيرانيًا على دفعتين في وسط إسرائيل خلال 20 دقيقة بعد منتصف ليلة الثلاثاء. وأكدت القناة الـ 12 الإسرائيلية أن فرق الإطفاء تعاملت مع حرائق واسعة النطاق، طالت نحو 20 سيارة، جراء هذه الهجمات. من جانبها، حذرت وسائل إعلام إيرانية، نقلًا عن الحرس الثوري، سكان منطقة نيفيه تسيديك في تل أبيب بضرورة الإخلاء. تزامنًا مع هذه الهجمات، نشر المرشد الإيراني علي خامنئي منشورًا على منصة 'إكس' باللغة العربية، مؤكدًا على ضرورة 'التعامل بقوة في مواجهة الكيان الصهيوني.. لا مساومة مع الصهاينة أبدًا'. وكانت وكالة أنباء فارس قد أفادت في وقت سابق بأن القوات الإيرانية استهدفت قاعدة ميرون الجوية شمالي إسرائيل، وقصفت مقر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) في هرتسيليا شمال تل أبيب، بالإضافة إلى موقع آخر في تل أبيب يُزعم استخدامه للتخطيط لعمليات الاغتيال. وتقدر القناة الـ 12 الإسرائيلية أن إيران لا تزال تمتلك حوالي 1800 صاروخ باليستي، مشيرة إلى أن إيران شنت 17 موجة هجومية على إسرائيل بحوالي 400 صاروخ باليستي منذ بداية الحرب. وفي تطور مقلق، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن تقييم استخباراتي أمريكي وإسرائيلي أن إسرائيل يمكنها التصدي للصواريخ لمدة 12 يومًا دون دعم أمريكي، وأن قدرة منظومات الدفاع الإسرائيلية على اعتراض الصواريخ قد تتراجع بنهاية الأسبوع، مما سيجبرها على اختيار الأهداف التي ستعترضها في ظل منظومتها الدفاعية المنهكة. رد إسرائيل على طهران وتصريحات أمريكية في المقابل، أفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات قوية في العاصمة الإيرانية طهران، موضحًا أن المضادات الدفاعية تصدت لأهداف إسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو نفذ موجة من الهجمات في طهران، ودمر عشرات من بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية. كما وجه تحذيرًا لسكان وعمال مربع 18 وسط طهران مطالبًا إياهم بالإخلاء. أفادت وسائل إعلام إيرانية أن الغارات الإسرائيلية الجديدة شملت مواقع في أصفهان ونهاوند وتبريز، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وأقر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن 'النظام الإيراني لا يزال يتمتع بقدرات كبيرة تسمح له بإلحاق الأضرار بنا'، مؤكدًا وجود 'عدد كبير من الأهداف التي علينا ضربها في إيران'. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق عن تدمير أكثر من 70 بطارية صواريخ للدفاع الجوي الإيراني منذ بدء الحرب. وردًا على ذلك، أعلن الجيش الإيراني أن منظومات الدفاع الجوي رصدت ودمرت 28 هدفًا معاديًا خلال الـ 24 ساعة الماضية. تأتي هذه الأحداث في سياق حرب مستمرة تشنها إسرائيل على إيران منذ يوم الجمعة الماضي، استهدفت خلالها منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. ردت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي تسببت في دمار غير مسبوق في مدن إسرائيلية عدة. تصريحات دونالد ترامب وتصاعد التكهنات بالتدخل الأمريكي من جانب آخر، أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات مثيرة للجدل، مؤكدًا أن مكان المرشد الإيراني علي خامنئي معروف، وأنه 'هدف سهل لكن لن يتم استهدافه في الوقت الحالي'، مطالبًا إيران بالاستسلام غير المشروط. وقال ترامب في تغريدة على منصة 'تروث سوشيال': 'نعرف تمامًا أين يختبئ المرشد الأعلى في إيران.. المرشد الأعلى هدف سهل ولن نقضي عليه على الأقل في الوقت الحالي'، مضيفًا 'صبرنا ينفد.. لا نريد استهداف جنودنا'. وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق أنه يريد 'نهاية حقيقية' للنزاع بين إسرائيل وإيران وليس مجرد وقف إطلاق النار، وذلك قبل اجتماع مخصص لهذا الموضوع في البيت الأبيض، نافيًا عقد محادثات سلام مع طهران بعد بدء المواجهة. وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية إنه يريد 'رضوخًا كاملًا' من إيران، دون توضيح ما إذا كان يعني تخليها عن برنامجها النووي أو غير ذلك. وجدد تحذيره لطهران من التعرض للقوات أو المصالح الأمريكية، متوعدًا 'سنرد بقوة شديدة، لن يكون هناك أي رادع'. وفي ظل التكهنات المتزايدة بمشاركة واشنطن الوشيكة في الحرب، قال ترامب في أحدث تصريحاته إنه بات 'لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران'، في إشارة إلى التفوق الجوي الإسرائيلي منذ بداية القصف. وفي تأكيد لهذه التكهنات، نقلت فوكس نيوز عن مسؤول بالبيت الأبيض أن الضربات الأمريكية على أهداف في إيران، بما في ذلك المنشآت النووية، 'مطروحة على الطاولة'. كما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، إلى أن ترامب يدرس خلال اجتماع مجلس الأمن القومي خيارات تتضمن توجيه ضربة لإيران.


برلمان
منذ 5 ساعات
- برلمان
ترامب يطالب إيران بـ'الاستسلام غير المشروط' ويهدد: نعرف أين يختبئ المرشد الأعلى
الخط : A- A+ إستمع للمقال في خضم التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، رسالة شديدة اللهجة إلى طهران، دعا فيها إلى 'الاستسلام غير المشروط'، محذرا من أن صبر واشنطن بدأ ينفذ، ومشيرا إلى أنه يعلم مكان اختباء المرشد الأعلى الإيراني. وفي منشور على منصته 'تروث سوشيال'، قال ترامب: 'نحن نعرف بالضبط أين يختبئ من يُسمى بالمرشد الأعلى. إنه هدف سهل، لكنه آمن في مكانه — ولسنا بصدد تصفيته في الوقت الحالي. لكننا لا نريد أن تُطلق الصواريخ على المدنيين أو الجنود الأميركيين. صبرنا بدأ ينفد'. وأضاف الرئيس الأميركي عبارة مقتضبة: 'استسلام غير مشروط'، مؤكدا أن الولايات المتحدة تفرض 'سيطرة كاملة وتامة على الأجواء فوق إيران'. ورغم إشادته بما تمتلكه إيران من أنظمة تتبع جوي ومعدات دفاعية، إلا أنه اعتبرها 'غير قابلة للمقارنة بالمعدات الأميركية المصنوعة والمصممة داخل الولايات المتحدة'، مضيفا: 'لا أحد يفعل ذلك أفضل من الولايات المتحدة الأميركية'. وتزامنت تصريحات ترامب مع استمرار تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران لليوم الخامس على التوالي، ما يُنذر بإمكانية تحول المواجهات إلى صراع إقليمي واسع، في ظل قلق متزايد لدى المجتمع الدولي. وتُشكل تصريحات ترامب تصعيدا لافتا في لهجة الخطاب الأميركي تجاه طهران، في وقت تتكثف فيه الدعوات لاحتواء الأزمة وتفادي تداعيات كارثية على استقرار المنطقة.


الأيام
منذ 6 ساعات
- الأيام
هل تشي تغريدات ترامب وتصريحاته بهجوم أمريكي وشيك على إيران؟
Getty Images دونالد ترامب قال للصحفيين على متن طائرته الرئاسية في طريق عودته من كندا إنه يريد "إذعانا تاما" من قبل إيران. تثير التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن الحرب بين إسرائيل وإيران تساؤلات عدة حول الموقف الأمريكي الحقيقي منها وما إذا كانت نيته تميل حقا إلى وقف تلك الحرب كونها تمثل خطرا جسيما على حلفائه العرب وغير العرب في المنطقة في حال توسعها أو خروجها عن نطاق السيطرة، أم أن الهدف المضمر من تلك الحرب لا يختلف عن هدف إسرائيل المعلن وهو تدمير البرنامج والمنشآت النووية الإيرانية وإضعاف النظام السياسي الإيراني وربما الإطاحة به. سارعت الإدارة الأمريكية، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة 13 يونيو/ حزيران الجاري، إلى التأكيد على النأي بنفسها عن المشاركة الفعلية فيه. ورغم أنها ساعدت إسرائيل في اعتراض الصواريخ أوضحت واشنطن أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتصرف بمفردها في الهجوم على إيران وأن واشنطن كانت على علم بموعده ووافقت على شنه.وكان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مصدرين في الشرق الأوسط أن إدارة الرئيس ترامب أبلغت حلفاءها في المنطقة بعدم اعتزامها الانخراط الفعلي في الحرب بين إسرائيل وإيران، ما لم تقدم طهران على استهداف قواعد أو مصالح أمريكية في منطقة الخليج.ورغم تنديد بعض من قادة الدول العربية والغربية والإسلامية بالهجوم الإسرائيلي على إيران ودعوات ضبط النفس ومناشدات خفض التصعيد، توالت تغريدات الرئيس ترامب بصيغ مختلفة تبرر الغارات الإسرائيلية على طهران.و اكتست تصريحاته صيغة تحذيرية وخطيرة على نحو متصاعد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ففي أحدث منشوراته على موقع "تروث سوشل" للتواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء قال ترامب، وكأن الصراع قائم بين واشنطن وطهران، إن صبر الولايات المتحدة من إيران بدأ ينفد مطالبا إياها بالاستسلام غير المشروط مضيفا:" نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى في إيران... هو هدف سهل ولن نقضي عليه على الأقل في الوقت الحالي".ويرى محللون أن الرئيس ترامب ربما بدأ يغلق الباب أمام الفرص الديبلوماسية لوقف الحرب بعد تصريحات أدلى بها لشبكة "سي إن إن" الأمريكية بعد عودته من مؤتمر مجموعة الدول السبع الكبرى في كندا قال فيها إن الستين يوما التي أمهلها لإيران انتهت دون إبرام أي اتفاق. وأضاف: "إيران لا تكسب هذه الحرب ويجب عليها التفاوض على الفور قبل فوات الأوان". وعلى غرار الجيش الإسرائيلي دعا ترامب سكان العاصمة طهران إلى إخلائها فورا.وإثر عودته السريعة من قمة مجموعة الدول السبع واحتدام الصراع بين إيران وإسرائيل عقد الرئيس اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي الأمريكي وأعلنت القوات الأمريكية قرار نقل 28 طائرة تزود بالوقود إلى المنطقة وعشرات المقاتلات فيما أبحرت حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" من بحر الصين الجنوبي باتجاه المنطقة. كما أرسلت بريطانيا ودول غربية أخرى طائرات حربية إلى قبرص تحسبا لأي تصعيد يقتضي مساعدة عسكرية فعلية أوروبية للجهد العسكري الإسرائيلي.ويرى محللون أن تصريحات ترامب ليست مجرد مواقف انفعالية ومتناقضة أحيانا، بل أنها أتت في سياق استباق تطورات خطيرة محتملة في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية ربما تقتضي التدخل الأمريكي المباشر لحسم الحرب.قد لا تنتظر الولايات المتحدة استهداف إيران المصالح والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط لتتدخل عسكريا إلى جانب إسرائيل لكن لهجة الرئيس ترامب وتهديداته وتحذيراته تشي، طبقا لمحللين، أن الساعات والأيام القليلة الماضية قد تكون فاصلة في تاريخ المنطقة.برأيكم هل تشي تغريدات الرئيس ترامب بهجوم أمريكي وشيك على إيران؟ لماذا قرر الرئيس تصعيد لهجته التحذيرية ضد إيران؟ هل يقدم ترامب فعلا على خوض حرب على طهران دعما لإسرائيل؟ كيف تتوقع تطور الحرب في حال قررت الولايات المتحدة ضرب لإيران؟ ما المخاطر المترتبة على تعرض إيران لضربات عسكرية امريكية؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 18 يونيو/حزيران.خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewarيمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.