
ما قصة الخلاف بين الفرقة التي هزت عالم "الكي بوب" والشركة التي أطلقتها؟
"لقد تطلب الأمر شجاعة هائلة للتحدث علناً"، هذا ما قالته فرقة نيوجينز لبي بي سي في أول مقابلة لها بعد أن منعتها المحكمة من مغادرة شركة التسجيلات التي تعاقدت معها، في قضية هزت صناعة الكي بوب.
وقالت هايرين، إحدى عضوات الفرقة المكونة من خمس عضوات إن "هذه المعركة ضرورية، على الرغم من أنها ستكون صعبة ومضنية للغاية، إلا أننا سنواصل ما فعلناه حتى الآن وسنتحدث بصراحة".
وأضافت: "رأينا أنه من المهم أن نخبر العالم بما مررنا به، جميع الخيارات التي اتخذناها حتى الآن كانت أفضل الخيارات التي كان بإمكاننا اتخاذها".
وظهرت فرقة نيوجينز بقوة في صدارة قوائم الأغاني عندما أطلقت ما كان بمثابة تمرد غير عادي في عالم الكي بوب، الذي يتعرض لضغوط عالية ورقابة مشددة، وفاجأت الفرقة المكونة من هاني، وهيين، وهارين، ودانييل، ومينجي، معجبيهم في كوريا الجنوبية وأماكن أخرى، بقرارها في نوفمبر/ تشرين الثاني بالانفصال عن شركة أدور، الشركة التي أطلقتها.
وقالت العضوات إنهن تعرضن لسوء معاملة ومضايقات في مكان العمل ومحاولة "تقويض مسيرتهم المهنية"، وهو ما تنفيه شركة أدور.
ورفعت الشركة دعوى قضائية لإنفاذ العقد الذي يمتد لسبع سنوات، والمقرر أن ينتهي عام 2029، وسعت للحصول على أمر قضائي يمنع أي أنشطة تجارية للمجموعة خارج مظلتها.
ويوم الجمعة، أصدرت محكمة كورية جنوبية حكماً يقضي بإيقاف نيوجينز جميع أنشطتها "المستقلة"، بما في ذلك إصدار الأغاني وعروض الإعلانات، بينما كانت القضية لا تزال قيد النظر.
ومنذ ذلك الحين، طعنت نيوجينز في الأمر القضائي أمام المحكمة، وقالت الفرقة لبي بي سي إن الحكم الصادر يوم الجمعة كان "صادماً".
وقالت هيين: "يعتقد البعض أننا مشهورون بما يكفي لفعل وقول ما يحلو لنا، لكن الحقيقة هي أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، لقد قاومنا الأمر لفترة طويلة، والآن فقط تحدثنا أخيراً عمّا نفكر فيه وما نشعر به والظلم الذي تعرضنا له".
لطالما تعرضت صناعة الكي بوب لانتقادات لاذعة بسبب الضغوط التي تمارسها على نجومها، ليس فقط لتقديم أداء ناجح، بل للظهور بمظهر مثالي، لكن نادراً ما تتسرب الخلافات التي تتمثل عادة في مظالم النجوم وخلافاتهم مع شركات الإنتاج، إلى العلن.
وجاء إعلان نيوجينز المثير العام الماضي في أعقاب خلاف طويل وعلني مع أدور وشركتها الأم هايبي، أكبر شركة إنتاج موسيقي في كوريا الجنوبية، وتضم قائمة عملائها مشاهير الكي بوب مثل بي تي إس وسفنتين.
وصرحت أدور لبي بي سي في بيان لها أن العقد مع نيوجينز لا يزال قائماً، مضيفةً أن "معظم مطالباتهن نشأت عن سوء فهم".
وقالت المحكمة إن نيوجينز لم "تُثبت بشكل كافٍ" أن أدور انتهكت العقد، مضيفةً أن الشركة التزمت "بمعظم واجباتها، بما في ذلك الدفع".
وكانت الفتيات يتدربن على عرض في هونغ كونغ، عندما صدر الحكم، واكتشفن ذلك عندما تلقت مينجي رسالة من والدتها، وتوضح: "سألتني: هل أنتِ بخير؟" وتساءلتُ: "ماذا حدث؟".
وتقول مينجي: "لقد صُدمتُ، وكذلك صُدم الآخرون عندما أخبرتهم"، بينما قالت دانييل: "في البداية، ظننتُ أنني لم أسمعها جيداً. كنا جميعاً في حالة صدمة".
وكانت هذه ثاني مقابلة لهن مع بي بي سي خلال أسبوعين، ففي المقابلة الأولى، التي أُجريت قبل صدور الحكم، كانت الفرقة متحمسة لإصدار أغنيتهن الجديدة، "بيت ستوب"، وهي الأولى لهن منذ إعلان انفصالهن عن شركة أدور وتغيير اسمهن إلى NJZ.
وتحدثن عن كيفية تعاملهن مع فترة صعبة، بما في ذلك إيجاد وسائل أخرى للترويح عن النفس كالطبخ. وقالت مينجي: "لستُ بارعة في الطبخ، ولكنه يُشعرني بالراحة نوعاً ما"، قبل أن تعد بتحضير "عشاء رائع" للفرقة.
وفي المقابلة الثانية، التي أُجريت بعد 24 ساعة من صدور الحكم، بدت العضوات محبطات ومضطربات، وأقل ثقةً فيما ينتظرهن، وقالت هاني وهي تبكي: "لو كنا نعلم أننا سنمر بهذا، لربما اخترنا...".
وبعد ثوانٍ، تابعت: "حتى لو بذلنا قصارى جهدنا ولم تسر الأمور كما نأمل، فسنترك الأمر للوقت، أنا متأكدة أن الوقت سيحسم أمرنا".
وفي الليلة التالية، صعدن إلى المسرح في هونغ كونغ، ورغم قرار المحكمة، قدمن أغنية "بيت ستوب" باسمهم الجديد، لكن الأمسية التي قدموها للجماهير كبداية جديدة، انتهت بالبكاء وهم يخبرون الجمهور بتوقفهم عن الغناء.
وقالت هيين على المسرح، بينما تناوبت كلٌّ منهن على مخاطبة معجبيها: "لم يكن قراراً سهلاً. لكن في الوقت الحالي، الأمر يتعلق بحماية أنفسنا، حتى نتمكن من العودة أقوى".
وبعد ثلاث سنوات فقط من ظهورهن الأول، أصبح مستقبل هؤلاء النجمات الشابات، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 16 و20 عاماً، موضع شك.
ولكنهن صرحن لبي بي سي أن هذه ليست نهاية المطاف بالنسبة لهن، إذ إنهم "يجدون المزيد من الطرق" للمضي قدماً، مع توقعات باستمرار المعركة القانونية لأشهر، إن لم يكن لسنوات، وتقول مينجي إن ذلك يمنحهن وقتاً للتخطيط لما يردن فعله لاحقاً.
ومنذ انطلاقتهم في يوليو/ تموز 2022، حافظت فرقة نيو جينز على تحقيق نجاح باهر مع كل إصدار جديد، من خلال OMG، Ditto، Super Shy، Attention وبعد عام، أصبحت ثامن أكثر الفرق مبيعاً في العالم.
ووصفهم النقاد بأنهم "غيروا قواعد اللعبة" لأن مزيجهم الفريد من موسيقى الآر أند بي من التسعينيات وألحان البوب، اخترق سوق موسيقى البوب الكورية الذي تهيمن عليه الإيقاعات الإلكترونية، وبرزت حركات رقصهم المرحة بين مقاطع الفيديو فائقة التزامن.
وكانت الفرقة في أوج صعودها عندما بدأت مين هي جين رئيسة أدور السابقة - ومرشدة الفتيات منذ فترة طويلة وكان لها الفضل في إطلاقهم - بتبادل الاتهامات علناً مع هايبي.
وكانت شركة الموسيقى قد منحت جين حصة أقلية في الشركة وخيارات أسهم إضافية، قبل إقالتها من منصبها في أغسطس/ آب الماضي.
وكسرت نيوجينز صمتها، وطالبت بعودة جين خلال أسبوعين في بث مباشر.
وصرحت دانييل لبي بي سي في المقابلة الأولى: "لم نكن نعرف ما كان يحدث، ولم تكن لدينا طريقة لدعمها. كان هذا بحد ذاته أمراً صعباً لأنها كانت دائماً بجانبنا، وبطريقة ما كانت شخصاً يُحتذى به".
وصرحت أدور بأن جين لا يمكنها العودة كرئيسة تنفيذية، بل يمكنها الاستمرار كمديرة داخلية ومنتجة في نيوجينز. وعندما لم تعد جين، أعلنت نيوجينز مغادرتها أدور واتهمت الشركة بعدم تلبية مطالب أخرى، مثل: الاعتذار عن التنمر المزعوم واتخاذ إجراءات ضد ما زعمت أنها تقارير داخلية مثيرة للجدل.
أدور، التي تنفي جميع هذه الادعاءات، يبدو أنها تُلقي باللوم على جين في نزاعها مع نيوجينز، وقالت لبي بي سي في بيان: "يكمن جوهر هذه المشكلة في أن الإدارة السابقة للشركة قدمت تفسيرات مُحرّفة لفنانيها، مما أدى إلى سوء فهم. ويمكن معالجة هذه الأمور وحلّها بشكل كامل عند عودة الأعضاء إلى الشركة".
وفي الأشهر التي تلت ذلك، أدلت هاني - وهي فيتنامية أسترالية - بشهادتها وهي تبكي أمام المشرعين الكوريين الجنوبيين في تحقيق حول التحرش في مكان العمل، وقالت بعد وصفها لعدة حوادث، إنها شعرت بالتقويض والتنمر: "أدركت أن هذا لم يكن مجرد شعور. كنت مقتنعة تماماً أن الشركة تكرهنا".
ورُفضت قضية نيوجينز لأن وزارة العمل قالت إن نجوم الكي بوب لا يُصنفون كعمال، ولا يحق لهم التمتع بالحقوق نفسها.
ثم في ديسمبر/ كانون الأول، اتخذت نيوجينز خطوة نادرة أخرى بدعم المعجبين الذين كانوا يطالبون بعزل رئيس كوريا الجنوبية المخلوع، يون سوك يول، الذي فرض الأحكام العرفية لفترة وجيزة، حيث قدمت الفرقة طعاماً ومشروبات مجانية للمعجبين الذين شاركوا في مسيرات الاحتجاج الضخمة.
ومع كل جولة دعائية، كانت هناك أيضاً انتقادات معظمها يتعلق بعمرهم، إذ قال البعض إنهم "تجاوزوا الحدود"، بينما وصفهم آخرون بـ"الغباء والمتهورين"، وحتى "الجاحدين" لاختلاقهم شجاراً مع أدور، فيما تساءل آخرون عما إذا كانوا يتخذون قراراتهم بأنفسهم.
وتقول الفرقة إن كونهن صغيرات، لا يعني أنه لا يجب أخذهن على محمل الجد. وتقول هاني: "هذه طريقة سهلة للتقليل من قيمة أننا نحاول فعل شيء ما. إن القرارات التي اتخذناها في العام الماضي تم اتخاذها من خلال قدر كبير جداً من المناقشات بيننا".
ومع استمرار النزاع، ارتفعت أصوات المنتقدين، واصفين الفتيات بأنهن مثيرات للمشاكل لا مُغيرات للقواعد. وعقب صدور الحكم، الذي رحّب به منتقدوهن، تقول نيوجينز إنها كانت "على وعي تام بالتدقيق الشديد والأحكام" منذ عقد مؤتمرها الصحفي العام الماضي.
وتقول مينجي: "لم نعبر ولو للحظة واحدة عن آرائنا دون قلق أو توتر. لقد فكّرنا أكثر من أي شخص آخر في مقدار المسؤولية التي يفرضها كل فعل من أفعالنا، ونحن نتحمل هذه المسؤولية بأنفسنا حالياً".
وليس من الواضح إلى متى ستستمر فترة انقطاعهن. وتقول أدور إنها تأمل في الاجتماع بالفرقة قريباً لمناقشة المستقبل، لكن نيوجينز تُصرّ على أنها لا تشعر بالحماية الكافية للعودة.
وستعود قضيتهن مع أدور إلى عناوين الأخبار الأسبوع المقبل مع بدء جلسات الاستماع، والشيء الوحيد الذي يبدو ثابتاً هو تصميمهن على تجاوز هذا الأمر معاً.
وقبل أسبوعين، قالت هاني: "لطالما قلنا لبعضنا البعض: إذا لم ترغب إحدانا في القيام بشيء، فلن نقوم به. يجب أن نتفق نحن الخمسة على القيام بذلك. هكذا وصلنا إلى هنا، وهكذا سنصل إلى النهاية".
ويوم السبت، كرّرت: "سنتجاوز الأمر معاً".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- BBC عربية
طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف هولندي
ألحق طفل ضرراً بلوحة للفنان الأمريكي، مارك روثكو، تُقدر بملايين الدولارات في متحف بمدينة روتردام في هولندا. وصرّح متحدث باسم متحف "بويجمانز فان بيونينغن" أن المتحف يدرس "الخطوات التالية" لترميم اللوحة المسماة "رمادي، برتقالي على كستنائي، رقم 8" لروثكو. وقال متحدث باسم المتحف لصحيفة "ألجمين داغبلاد" الهولندية المعروفة اختصاراً باسم (AD)، الأسبوع الماضي، إن الضرر وقع في "لحظة غفلة". وأضاف متحدث باسم المتحف لبي بي سي، أن الضرر "سطحي"، وتابع: "تظهر خدوش صغيرة في طبقة الطلاء غير المصقولة، في الجزء السفلي من اللوحة". وتُقدر قيمة اللوحة التجريدية بما يصل إلى 50 مليون يورو، وفقاً للصحيفة الهولندية. وقال متحدث باسم المتحف لبي بي سي: "تم البحث عن خبراء في مجال الترميم في هولندا وخارجها. ونبحث حاليا في الخطوات التالية لمعالجة اللوحة". وأضاف: "نتوقع أن يُتاح عرض العمل مرة أخرى في المستقبل". قالت صوفي مكالون، مديرة الحفظ في شركة ترميم الفنون الجميلة، إن اللوحات "غير المطلية بالورنيش الحديث" مثل لوحة روتشكو (الرمادي، البرتقالي على المارون، رقم 8) "معرضة بشكل خاص للتلف". وأضافت: "يُعزى ذلك إلى مزيج من المواد الحديثة المعقدة، وغياب طبقة طلاء تقليدية، وكثافة مساحات الألوان المسطحة، ما يجعل حتى أصغر مناطق التلف ظاهرة على الفور". وتشرح: "في هذه الحالة، يمكن أن يكون خدش طبقات الطلاء العليا له تأثير كبير على تجربة المشاهد في تذوق القطعة الفنية". كانت لوحة روتشكو معلقة في "دِيبو" المتحف - وهو منشأة تخزين مفتوحة للجمهور بجوار المتحف الرئيسي - كجزء من معرض يعرض مجموعة مختارة من "القطع المفضلة للجمهور" من مجموعة المعرض الفني. صرح جوني هيلم، في شركة بلاودن آند سميث، لخدمات ترميم الأعمال الفنية، أن للحادث تداعيات على المؤسسات البريطانية مثل متحف فيكتوريا وألبرت إيست والمتحف البريطاني، اللذين يدرسان "فتح المجال لعرض قطع كانت ستظل مخبأة في الأرشيفات لولا ذلك." وتساءل هيلم: "كيف سيؤثر هذا الحادث على المؤسسات البريطانية الأخرى، التي تُتيح عرض أعمالها بنفس الطريقة؟" وأضاف هيلم أن ترميم لوحة روثكو مهمة صعبة لأن "مزيج روثكو من الأصباغ والراتنجات (مواد صمغية) والمواد اللاصقة كان مُعقداً للغاية". وأضاف قائلاً إن حقيقة أن اللوحة غير مطليّة بالورنيش، يعني أنها "مكشوفة للبيئة المحيطة"، ما يشكل تحدياً إضافياً لفريق الترميم. ومن المرجح أن يعكف خبراء الترميم الذين يعملون على ترميم اللوحة الآن على توثيق مدى الضرر، والبحث في "المعالجات السابقة الناجحة" للوحات روثكو. وقال هيلم: "يبدو أن أعمال روثكو لم يحالفها الحظ - فهذه ليست أول لوحة لروثكو تتعرض للتلف نسمع عنها". تعرضت لوحة روثكو، "أسود على كستنائي"، التي رسمها عام 1958، للتخريب المتعمد على يد فلودزيميرز أومانيك، في معرض تيت مودرن، في لندن، في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2012. حُكم على أومانيك بالسجن لمدة عامين، ثم اعتذر لاحقاً عن أفعاله. وخلال محاكمته، قال محامي الادعاء، غريغور ماكينلي، إن تكلفة إصلاح اللوحة ستبلغ حوالي 200 ألف جنيه إسترليني. واستغرق خبراء الترميم 18 شهراً لإصلاح اللوحة. صرحت راشيل ميرتل، رئيسة قسم العملات والفنون الجميلة في شركة التأمين أون، بأن بوليصة تأمين الفنون الجميلة تغطي عادةً "جميع المخاطر المرتبطة بالخسائر المادية والضرر الذي يلحق بالأعمال الفنية، بما في ذلك الأضرار العرضية التي يسببها الأطفال أو الزوار، مع استثناءات معينة". وأضافت أنه عند تلف عمل فني، تُعيّن شركة تأمين المعرض خبيراً متخصصاً في تقدير خسائر الأعمال الفنية لزيارة المتحف. وأضافت ميرتل أن خبير تقدير الخسائر عادةً "يراجع الضرر الذي لحق بالعمل الفني، ويفحص أي تسجيلات من كاميرات المراقبة لتحديد السبب الدقيق لهذا الضرر، ويُقيّم خيارات الترميم". ولم يُعلّق المتحف على الجهة التي ستتحمل مسؤولية الضرر الذي لحق باللوحة، المرسومة عام 1960، والتي يُقال إن المعرض اشتراها في سبعينيات القرن الماضي. سبق وأن أصدر متحف بويجمانز فان بيونينغن، فواتير طالب فيها الزوار، الذين تسببوا في أضرار للأعمال الفنية المعروضة، بدفع أموال مقابل ترميمها. في عام 2011، طالب المتحف سائحاً داس دون قصد على عمل فني على الأرض من زبدة الفول السوداني، للفنان ويم تي. شيبرز، بدفع تكاليف إصلاح العمل. ونقلت صحيفة ألجمين داغبلاد، عن شارون كوهين، المتحدثة باسم المتحف آنذاك، قولها: "من الطبيعي أن يدفع الناس ثمناً إذا ألحقوا ضرراً ما بعمل فني". تُعد لوحة "رمادي، برتقالي على كستنائي، رقم 8"، لروثكو، واحدة من عدة أعمال فنية حديثة تعرضت للتلف في هولندا في السنوات الأخيرة. في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، تعرّضت عدة مطبوعات فنية لفنان البوب الأمريكي، آندي وارهول، للتلف على يد لصوص خلال محاولة سرقة معرض إم بي في الفني في مدينة أويسترفيك. وفي حادثة أخرى، أقرّت بلدية هولندية بأنها "على الأرجح" تخلصت من 46 عملاً فنياً عن طريق الخطأ، أثناء أعمال التجديد خلال العام الماضي. ولدى المتاحف سياسات مختلفة عند التعامل مع الأضرار التي يسببها الأطفال. في أغسطس/ آب من العام الماضي، حطم طفل يبلغ من العمر أربع سنوات عن طريق الخطأ جرَّة (إناء من الخزف أو الفُخار) عمرها 3500 عام في متحف هيشت في إسرائيل. في ذلك الوقت، صرّح ليهي لازلو الذي يعمل بمتحف هيشت، لبي بي سي، بأن المتحف لن يتعامل مع الحادث "بصرامة" لأن "الجرَّة تضررت عن طريق الخطأ من قبل طفل صغير". ودُعي الطفل للعودة إلى المتحف برفقة عائلته في جولة منظمة، بعد وقت قصير من وقوع الحادث.


BBC عربية
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- BBC عربية
القيادة الأمريكية استهدفت 800 موقع للحوثيين، والإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته منذ الحرب الباردة
قتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص خلال قصف جوي استهدف العاصمة صنعاء الأحد، حسبما أعلنت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، بينما قالت القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط إنها ضربت مئات الأهداف التابعة للحوثيين منذ منتصف مارس/أذار الماضي. وأوضحت قناة المسيرة أن "قصفاً أمريكياً على منطقة ثقبان بمديرية بني الحارث" شمال العاصمة صنعاء، تسبب في مقتل " ثمانية أشخاص بينهم أطفال ونساء وعدد من الإصابات كحصيلة أولية"، مشيرة إلى أن القصف استهدف ثلاثة منازل في المنطقة. وبثت القناة مقاطع فيديو تظهر ركام منازل وسيارات مُدمّرة كلّيا وبقع دماء على الأرض، فيما كان منقذون يجمعون أشلاء بشرية على الأرجح في قطعة قماش أبيض، نقلت عن مراسلها قوله إنّ "هناك أشلاء لنساء وأطفال" في المكان. وفي وقت سابق أفادت جماعة الحوثيين بتعرض أنحاء أخرى من البلاد لضربات أمريكية، ولا سيما في صعدة ومحافظة عمران في الشمال. ومنذ 15 آذار/مارس الماضي، أسفرت الغارات الأميركية عن مقتل 228 شخصاً على الأقل - بما في ذلك حصيلة الأحد - بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى البيانات التي تنشرها جماعة الحوثيين. ولم يتسنى لبي بي سي التأكد من الحصيلة بشكل مستقل. تراجع الهجمات الحوثية تزامناً مع ذلك، أعلن مركز القيادة الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، أن الولايات المتحدة استهدفت أكثر من 800 هدف في اليمن منذ منتصف مارس/أذار الماضي، ما أسفر عن مقتل مئات المقاتلين من جماعة الحوثيين، بمن فيهم أعضاء في القيادة. وأوضح بيان (سنتكوم) أنه "منذ بداية عملية (راف رايدر)، دمرت الضربات العديد من منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع الأسلحة المتقدمة، ومرافق تخزين الأسلحة المتقدمة" التابعة للحوثيين في اليمن. وأضاف مركز القيادة الأميركية في الشرق الأوسط في بيانه، أنه "مع أن الحوثيين واصلوا مهاجمة سفننا، إلا أن عملياتنا قللت من معدل هجماتهم وفعاليتها"، مشيراً إلى أن "معدل إطلاق الصواريخ البالستية تراجع بنسبة 69 في المئة، فيما تراجعت الهجمات الانتحارية بالطائرات المسيّرة بنسبة 55 في المئة". وقال بيان (سنتكوم) إن "إيران تواصل بلا شك تقديم الدعم للحوثيين، ولا يمكن للحوثيين مواصلة مهاجمة قواتنا إلا بدعم من النظام الإيراني"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل "زيادة الضغط حتى يتحقق الهدف، وهو استعادة حرية الملاحة في المنطقة". ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها "على ارتباط بإسرائيل". وشكلت تلك الهجمات تهديداً لحركة الملاحة عبر قناة السويس التي يمرّ عبرها حوالى 12 في المئة من حركة الملاحة العالميّة، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا. الإنفاق العسكري الأكبر منذ الحرب الباردة ومع استمرار التوترات والحروب لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، قال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن الإنفاق العسكري العالمي، شهد ارتفاعاً كبيراً في عام 2024. وأوضح المعهد في تقرير نشره فجر الاثنين، أن الانفاق العسكري العالمي وصل إلى قرابة 2.7 تريليون دولار أميركي خلال العام الماضي، وهو أكبر قيمة يتم تسجيلها منذ نهاية الحرب الباردة. وأرجع المعهد ارتفاع الانفاق العسكري في العالم إلى الحروب والنزاعات الدائرة حول العالم، مشيراً إلى أن الزيادة كانت ملحوظة في دول أوروبا والشرق الأوسط.


BBC عربية
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- BBC عربية
هل صنعت لنفسك صورة مصغرة على هيئة دمية بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ هل يستحق الأمر العناء؟
عند تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ربما صادفت أحد الأصدقاء أو أفراد عائلتك وقد صنع لنفسه صورة مصغرة على شكل دمية بواسطة الذكاء الاصطناعي. إنه جزء من صيحة جديدة يستخدم فيه الناس أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وCopilot لإعادة صياغة أنفسهم حرفياً على شكل دمى ومجسمات صغيرة بحجم الجيب. انتشرت هذه الصيحة على الإنترنت، حيث تنخرط علامات تجارية ومؤثرون في ابتكار نسخ مصغرة عن أنفسهم. لكن البعض يحث على تجنب هذا الاستخدام الذي يبدو بريئاً، قائلين إن الخوف من أن تفوتك فرصة مثل هذه لا ينبغي أن يطغى على المخاوف، بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي للبيانات، ومقدار الطاقة التي يتم صرفها على مثل تلك التقليعات. الذكاء الاصطناعي: كيف تُميز بين الصور التي ينتجها والصور الحقيقية؟ كيف يعمل مُولّد دمى الذكاء الاصطناعي؟ قد يبدو الأمر معقداً في البداية، لكن العملية بسيطة. يقوم المستخدمون بتحميل صورهم لأي من الأدوات، مثل ChatGPT، برفقة إرشادات مكتوبة تشرح كيف يريدون أن تبدو الصورة النهائية. هذه التعليمات بالغة الأهمية. تُخبر هذه الإرشادات الذكاء الاصطناعي بكل ما يُفترض أن يتم انتاجه، بدءاً من العناصر التي يرغب المستخدم في الظهور بها، وصولا إلى نوع التغليف المناسب، بما في ذلك محاكاة شكل صندوق التغليف وطريقة كتابة العلامات التجارية الشهيرة لألعاب الأطفال، مثل باربي. هذا يشجع العديد من المستخدمين عبر الإنترنت من تجربة هذه الأدوات وتخصيصها كي تكون تتناسب معهم شخصياً، من خلال أسمائهم ووظائفهم وخيارات ملابسهم. على الرغم من أن النتيجه ليست مضمونة دوماً، إلا أن الكثيرين شاركوا بعض الأخطاء الطريفة التي ارتكبتها الأدوات، حيث لا تبدو المجسمات الصغيرة مشابهة لهم على الإطلاق. ومثل غيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي، تميل مُولِدات الصور أيضا إلى اختلاق او افتراض أشياء، غير تلك الموجودة بالواقع، كأن تضع افتراضات حول الشكل الذي ينبغي أن يبدو عليه الشخص. ولا يقتصر استخدامها على الأشخاص العاديين - فقد استغلت مجموعة كبيرة من العلامات التجارية عبر الإنترنت هذه الفرصة، بما في ذلك شركة التجميل "ماريو باديسكو" وحتى "رويال ميل". ما سر جاذبيتها؟ تأتي الصيحات وتذهب، ولكن لطالما ما جذبت الناس لتجعلهم يشعرون بالرغبة في تجريب هذه الأدوات خوفاً من أن تفوتهم الصيحة. تقول جاسمين إنبرغ، كبيرة محللي وسائل التواصل الاجتماعي في شركة أبحاث السوق EMarketer: "يُسهل الذكاء الاصطناعي التوليدي على الناس إنشاء الصيحات ومواكبتها بشكل أسرع". تقول إن التكنولوجيا سهلت وسرَّعت إنشاء المحتوى عبر الإنترنت، ما قد يكون له تأثير غير متوقع في تسريع وتيرة انزعاج مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الآخرين منها. لكنها تعتقد أن التوجهات القائمة على الذكاء الاصطناعي ستصبح أكثر شيوعا على صفحاتنا "مع تزايد انخراط التكنولوجيا في حياتنا الرقمية". ما هي أبرز المخاوف؟ في حين أن طابعها المرح ربما يجذب الناس إليها، إلا أن هذا التوجه أثار انتقادات من بعض المهتمين بتأثيره البيئي. صرحت البروفيسورة جينا نيف من جامعة كوين ماري في لندن لبي بي سي أن ChatGPT "يستهلك طاقة هائلة"، وأن مراكز البيانات المستخدمة لتشغيله تستهلك كهرباء سنويا أكثر مما تستهلكه 117 دولة. يقول لانس أولانوف، محرر قسم الولايات المتحدة في موقع TechRadar، في مقال حول هذا التوجه: "لدينا نكتة في منزلي، مفادها أنه في كل مرة ننشئ فيها إحدى ميمات الذكاء الاصطناعي هذه، يتم قتل شجرة". ويضيف "هذه مبالغة بالطبع، لكن من الآمن أن نقول إن إنتاج محتوى الذكاء الاصطناعي ليس بلا تكلفة، وربما علينا التفكير فيه واستخدامه بشكل مختلف". كما سلط آخرون الضوء على مخاوف، بشأن احتمال استخدام البيانات المحمية بحقوق الطبع والنشر، في إنشاء التكنولوجيا التي تولد الصور دون دفع ثمنها. تقول السيدة نيف: "تمثل باربي المولدة عن طريقChatGPT تهديداً ثلاثياً لخصوصيتنا وثقافتنا وكوكبنا"، وتضيف أنه "على الرغم من أن إضفاء الطابع الشخصي قد يبدو لطيفا، إلا أن هذه الأنظمة تضع العلامات التجارية والشخصيات في خلاط دون أي مسؤولية عن أي فوضى ستنتج لاحقاً". وتتساءل جو بروميلو، مديرة قسم التواصل الاجتماعي والمؤثرين في وكالة العلاقات العامة والإبداع MSL UK: "هل تستحق النتيجة اللطيفة والمضحكة كل هذا العناء حقا؟" وتقول: "إذا أردنا استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، فعلينا وضع ضوابط حول كيفية استخدامه بضمير يقظ". تجربة توليد دمى الذكاء الاصطناعي بقلم/ زوي كلاينمان، محررة شؤون التكنولوجيا في بي بي سي بدأت بالبحث عن مُوجِّه عبر الإنترنت، وهي قائمة من التعليمات التي يجب إدخالها إلى أداة الذكاء الاصطناعي حتى تتمكن من إنشاء الصورة. عليك تحميل صورة شخصية مع مُوجِّهكِ، كما يجب أن تكون مُحدداً للغاية بشأن ما تُريده، بما في ذلك قائمة بالملحقات التي تُريد تضمينها ولون العلبة المُفضل. عندما تعلق الأمر بتقديم مسمى وظيفتي، رُفضت محاولتي الأولى لأنني أدرجتُ أخبار بي بي سي، وقيل لي إن هذا ينتهك سياسة المحتوى - أعتقد لأن بي بي سي لا تسمح حالياً لبرنامج ChatGPT باستخدام مُخرجاته. بمجرد الحصول على صورة، من المُرجح أنك سترغب في تعديلها أكثر، كانت محاولتي الأولى أشبه بصورة لرسم متحرك. النسخة التالية، الأكثر واقعية، جعلتني أبدو أكبر سناً بكثير عن الواقع، ثم أبدو طفولية جداً، واستسلمتُ في النهاية في محاولة جعله يستخدم لون عينيّ الحقيقي، الذي ظل يعود إلى اللون الأزرق على الرغم من أن عيناي مزيج من البني والأخضر. استغرق إنشاء كل نسخة دقيقتين، وكانت العملية أبطأ مما كنتُ أرغب، ربما بسبب الإقبال عليه. بدأ الأمر يبدو وكأنه جهد كبير لمواكبة صيحة عابرة، وهو ليس متقناً تماماً، فالدمية التي حصلت كانت تخرج بعيداً عن العبوة المفترضة لها. لكن الأهم من ذلك، في مكان ما في مركز بيانات، كانت بعض خوادم الكمبيوتر المُجهّزة تعمل بجهد كبير لصنع دمية لزوي، كان من الممكن بالتأكيد توظيفها في قضايا أكثر استحقاقا.