
العلاج المناعي يساعد بعض مرضى السرطان على تجنب الجراحة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما شُخّصت المريضة كيلي سبيل في عام 2020، بسرطان المستقيم في المرحلة الثالثة، كانت تبلغ من العمر 28 عامًا.
أوصى الأطباء حينها بخطة علاجية تشمل أدوية كيميائية قوية، وعلاجًا إشعاعيًا، وجراحة تدخلية. لكن قبل أن يُحدّد موعد أول جلسة للعلاج الكيميائي، أُتيحت لها فرصة المشاركة في دراسة جديدة.
وعندما أدركت أنّ النهج العلاجي القائم فقط على استخدام دواء العلاج المناعي "دوستارليماب" سيكون أقل قسوة على جسمها، وافقت بسرعة للانضمام إلى الدراسة.
تُعتبر سبيل من بين أكثر من 100 شخص بالغ في الولايات المتحدة أنهوا علاج مرض السرطان في دراسة جديدة اعتمدت فقط على دواء العلاج المناعي "دوستارليماب"، وقد وصفت تجربتها بأنها غيّرت حياتها تمامًا. ثورة طبية جديدة
يعتمد العلاج المناعي وهو نوع من العلاجات السرطانية على تسخير جهاز المناعة لدى المريض لمهاجمة المرض ومحاربته. أما دواء "دوستارليماب" الذي طورته شركة الأدوية البريطانية "GSK"، ويُسوّق تحت الاسم التجاري "Jemperli"، فهو من أبرز العلاجات المناعية الواعدة، خاصة أن دراسات سابقة أظهرت قدرته على جعل الأورام الصلبة لدى مرضى سرطان المستقيم تختفي تقريبًا.
في العام الماضي، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) دواء "دوستارليماب" تصنيف "دواء اختراقي" لعلاج أنواع معينة من سرطانات المستقيم، وهو تصنيف يُمنح للعلاجات التي تُظهر نتائج واعدة في علاج حالات خطيرة أو مهددة الحياة.
لكن، كشفت الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine الأسبوع الماضي، أنّ العلاج المناعي لم يكن فعالًا فقط ضد سرطان المستقيم المتقدم، بل أثبت فعاليته أيضًا ضد أنواع أخرى من السرطانات الصلبة، ما سمح للمرضى بتجنّب الجراحة وغيرها من العلاجات التدخلية القاسية. شفاء من دون آثار جانبية
تلقت سبيل، التي كانت من المشاركين في الدراسة، جرعات من دواء "دوستارليماب" عبر الحقن الوريدي لمدة 30 دقيقة كل ثلاثة أسابيع، ولم تُسجل لديها أي آثار جانبية سلبية.
بعد خضوعها لأربع جلسات، قالت إنّ "الأطباء أخبروها أنّ الورم انكمش إلى نصف حجمه، وبحلول الجلسة التاسعة، اختفى نهائيًا، وأصبحت خالية من السرطان في تلك اللحظة".
وأضافت: "قيل لي بعدها إنني لن أحتاج إلى علاج إشعاعي أو جراحة، وكان ذلك أحد أفضل أيام حياتي، لأنني كنت أعلم أنني سأتمكن من تحقيق حلمي في إنجاب طفل. هذه التجربة السريرية غيّرت حياتي تمامًا.. كان الأمر أشبه بمعجزة". "ليس فقط لسرطان المستقيم"
شملت الدراسة الجديدة 117 مريضًا بمرض السرطان، قُسّموا إلى مجموعتين: الأولى لمرضى سرطان المستقيم المتقدم، والثانية لمرضى يعانون من أورام صلبة أخرى مثل سرطان القولون، والمعدة، والمثانة، والبروستاتا.
كان جميع المشاركين في الدراسة لديهم إصابة بأورام ناقصة إصلاح عدم التطابق (dMMR)، وهي خلايا سرطانية لا تستطيع إصلاح الطفرات الجينية بشكل طبيعي.
يؤدي هذا النوع من الخلل الجيني إلى تراكم طفرات كثيرة في الحمض النووي، ويُعتقد أنه موجود في نحو 3% من الأورام الصلبة في مراحلها المبكرة.
وشرح الدكتور ويليام داهوت، كبير الباحثين في الجمعية الأمريكية للسرطان، غير المشارك في الدراسة أنّ "أجسامنا تتعرّض باستمرار لأضرار خلوية، ونستخدم الحمض النووي لإصلاح هذه الأضرار مع مرور الوقت. لكن إذا كان هناك خلل في آلية الإصلاح، فإننا نحصل على عدد أكبر من الطفرات، وهذا ما يُعرف بالتحولات الجينية".
وأضاف: "نعلم أن المرضى الذين لديهم عدد كبير من الطفرات الجينية غالبًا ما تكون استجابتهم للعلاج المناعي أقوى"، وهو ما أثبتته نتائج هذه الدراسة الحديثة. نتائج واعدة
جُمعت بيانات الدراسة بين ديسمبر/ كانون الأول 2019 وأبريل/ نيسان 2025، حيث أكمل 103 من المشاركين العلاج ضمن مجموعتي الدراسة.
تلقى المرضى جرعات وريدية من دواء "دوستارليماب" لمدة ستة أشهر، وتمت متابعتهم لمدة عامين، كامتداد لأبحاث سابقة.
قال الدكتور لويس دييز، رئيس قسم الأورام الصلبة واختصاصي الأورام المعدية والمعوية في مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان وأحد مؤلفي الدراسة الجديدة: "أظهرت أول دراسة نشرناها في عام 2022 أنه يمكننا وصف هذا العلاج لمرضى سرطان المستقيم الذين لديهم طفرة نقص إصلاح عدم التطابق الجيني (dMMR)، وكان الأمر اللافت أن 100% من المرضى اختفى لديهم الورم، وهذا لم يحدث من قبل في تاريخ علم الأورام".
وأضاف أنّ الدراسة الجديدة التي نشرناها تُظهر أمرين: أولاً، مرضى سرطان المستقيم الذين شملتهم الدراسة يستمرون بالاستجابة للعلاج بنسبة 100%، والأهم أن الاستجابة مستدامة، أي أن الورم لم يظهر مجددًا لمدة تصل إلى خمس سنوات وما فوق، وقد عاد هؤلاء إلى ممارسة حياتهم الطبيعية.
ثانيًا، العلاج لا يقتصر على سرطان المستقيم فقط، بل يمكن تطبيقه على أي نوع من السرطان في الجسم، طالما أن الورم يحتوي على الطفرة الجينية المطلوبة.
وفقًا للنتائج التي قُدمت خلال الاجتماع السنوي لعام 2025، للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان (AACR)، فإن 80% من المرضى الذين أكملوا علاج "دوستارليماب" لم يحتاجوا إلى جراحة، أو إشعاع، أو علاج كيميائي، بعد ستة أشهر من بدء العلاج.
وأشار الباحثون في الدراسة إلى أنّ: "جميع المرضى الذين حققوا استجابة سريرية كاملة تم الحفاظ على أعضائهم من دون الحاجة إلى علاجات إضافية. كما أنّ ثلاث مريضات كنّ يُعانين من سرطان المستقيم تمكنّ لاحقًا من الحمل وإنجاب أطفال أصحاء، وهو ما لم يكن ممكنًا في ظل العلاج التقليدي لسرطان المستقيم". نتائج واعدة للعلاج المناعي بدواء "دوستارليماب"
بعد عامين من المتابعة، تبيّن أنّ حوالي 92% من المرضى في المجموعتين لم يصابوا بالمرض مجددا. وسُجّلت حالات انتكاس محدودة لدى خمسة مرضى فقط: مريض واحد بسرطان المستقيم عاد لديه الورم، بينما ظهرت الانتكاسات الأربعة الأخرى في العقد اللمفاوية فقط.
رغم أن 65% من المشاركين الذين تلقوا جرعة واحدة بالحد الأدنى من دواء "دوستارليماب" أبلغوا عن آثار جانبية، إلا أنّ غالبيتها كانت طفيفة، مثل التعب، أو الطفح الجلدي، أو التهيّج في موقع الحقن، أو الحكة. ولم تُسجَّل أي حالة وفاة بين المشاركين في أي من المجموعتين خلال فترة الدراسة.
وأوضحت الدكتورة أندريا سيرتسيك، اختصاصية أورام الجهاز الهضمي في مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "لقد كانت النتائج مذهلة بالنسبة للمرضى، لأننا تمكّنا فعليًا من القضاء على المرض بأقل قدر من السمية".
وأضافت: "هدفنا دومًا في علم الأورام يتمثل بالشفاء، لكن كثيرًا ما تترك العلاجات التقليدية المرضى منهكين أو يعانون من تبعات طويلة الأمد. ما رأيناه هنا أننا تمكّنا من الاستغناء عن العلاجات التقليدية، مثل الإشعاع والعلاج الكيميائي، والأهم من ذلك الجراحة لدى 80% من المرضى، وبأقل آثار جانبية، ما سمح لهم بالحفاظ على أعضاء الجسم لديهم، والشعور بصحة جيدة، والعيش حياة طبيعية قدر الإمكان".
رغم هذه النتائج المبشرة، أكد الباحثون أن "هناك حاجة إلى دراسات أوسع لتأكيد الفوائد طويلة المدى لهذا العلاج، خصوصًا بين المرضى الذين يعانون من أورام غير مرتبطة بسرطان المستقيم"، إلا أن الدراسة الحالية "تُعدّ أساسًا مهمًا" للمرحلة التالية من الأبحاث. عصر جديد في علم الأورام
لطالما كانت الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي من الركائز الأساسية في خطط علاج غالبية أنواع الأمراض السرطانية، وقد استُخدمت هذه الأساليب على نطاق واسع لعقود.
لكن في السنوات الأخيرة، ظهرت أدلة علمية متزايدة تُظهر أن العلاج المناعي يمكن أن يكون فعالًا بشكل خاص لدى المرضى المصابين بأورام تعاني من نقص إصلاح عدم التطابق الجيني (dMMR)، بحسب ما ذكرته الدكتورة ستايسي كوهين، بمركز فريد هاتشينسون للسرطان في مدينة سياتل الأمريكية، غير المشاركة في الدراسة الجديدة.
وقالت كوهين: "نعلم أن الاستجابة ليست ذاتها لدى جميع المرضى حتى لو كان لديهم المؤشّر البيولوجي الصحيح. وهذا فقط لأنّ هناك بعض الاختلافات بين أورام المرضى، والحقيقة أن علاجًا واحدًا لا يناسب الجميع".
ولفتت إلى أن لديها "نقطتين للحذر" في ما يتعلّق بنتائج الدراسة الجديدة: "الأولى تتمثّل بأن العلاج المناعي لم ينجح بين جميع المرضى في هذه الدراسة، والثاني، ينطبق فقط على مجموعة مختارة جدًا من المرضى الذين لديهم أورام dMMR/MSI. ومن الضروري فحص هذا المؤشر البيولوجي قبل النظر في العلاج المناعي".
وأكّد الدكتور ويليام داهوت، كبير العلماء في الجمعية الأمريكية للسرطان، أنّه من المهم جدًا لمرضى السرطان أن يعمد الأطباء إلى سلسلة أورامهم جينيًا، لأنّ هذه العملية يمكن أن تساعد في توجيه قرارات العلاج من خلال تحديد الطفرات الجينية التي قد تسبب بنمو السرطان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 9 ساعات
- CNN عربية
العمل لساعات طويلة قد يغيّر في بنية دماغك
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أنّ العمل لساعات طويلة لا تقتصر تبعاته على الصحة فقط، بل قد تطال بنية الدماغ. وجدت الدراسة التي نُشرت في مجلة "الطب المهني والبيئي" تغييرات كبيرة في أدمغة الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة، وهو مزيج من الإجهاد البدني والعاطفي المفرط، بالإضافة إلى نقص في الراحة. أجرى البحث عالمان من جامعة تشونغ آنغ وجامعة يونسي في كوريا الجنوبية، حيث تتبّعا حالة 110 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، تم توزيعهم على مجموعتين: "مجموعة العمل المفرط" و"مجموعة العمل غير المفرط". في كوريا الجنوبية، حيث تُعد 52 ساعة عمل أسبوعيًا الحد القانوني الأعلى، أصبح الإفراط في العمل مصدر قلق للصحة العامة. تكوّنت مجموعة العاملين لساعات مفرطة، الذين يعملون 52 ساعة وما فوق في الأسبوع، من 32 شخصًا كانوا، في المتوسط، أصغر سنًا، وأقل خبرة وظيفية، مقارنةً بمن يعملون عدد ساعات اعتيادية. من خلال مقارنة بيانات من دراسة مختلفة وفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، تمكن الباحثون من استخدام تقنية تصوير عصبي لتحليل حجم أدمغة هؤلاء العاملين. أتاحت لهم هذه التقنية بتحديد الفروقات بمستويات المادة الرمادية في مناطق مختلفة من الدماغ ومقارنتها، في حين مكّنهم استخدام تحليل قائم على أطلس دماغي من التعرف إلى البنى المختلفة في صور الدماغ، وتصنيفها بدقة. دراسة: ساعات العمل غير المنتظمة تسبب تداعيات على صحتك مع الوقت أفاد الباحثون في بيان صحفي أن "الأشخاص الذين عملوا 52 ساعة وما فوق أسبوعيًا، أظهروا تغييرات كبيرة في مناطق الدماغ المرتبطة بالوظائف التنفيذية وتنظيم المشاعر، بخلاف المشاركين الذين عملوا ساعات اعتيادية". شملت مناطق الدماغ التي أظهرت زيادة في الحجم كلاً من التلفيف الجبهي الأوسط، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في الوظائف المعرفية، والانتباه، والذاكرة، والعمليات المرتبطة باللغة، بالإضافة إلى القشرة المعزولة (الإنسيولا) التي تشارك في معالجة المشاعر، والوعي الذاتي، وفهم السياق الاجتماعي. يعتقد الباحثون أن نتائجهم تشير إلى "علاقة محتملة" بين زيادة عبء العمل وحدوث تغيّرات في هذه الأجزاء من الدماغ، ما يوفر أساسًا بيولوجيًا للتحديات المعرفية والعاطفية التي يبلّغ عنها الأشخاص الذين يعانون من الإفراط في العمل. قال جون يول تشوي، المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ مساعد بقسم الهندسة الطبية الحيوية في جامعة يونسي، لـCNN إن هذه التغيرات "قد تكون قابلة للعكس جزئيًا على الأقل"، إذا تم تقليل الضغوط البيئية، لكن العودة إلى الحالة الأصلية للدماغ قد تستغرق وقتًا أطول بكثير. كانت أبحاث سابقة وجدت أيضًا أدلّة على الآثار السلبية لساعات العمل الطويلة على الصحة. في عام 2021، قدّرت دراسة مشتركة بين منظمة العمل الدولية (ILO) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) أنّ الإفراط في العمل يُسبّب أكثر من 745 ألف حالة وفاة خلال عام واحد. كما تبين أن ساعات العمل الطويلة تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري لدى النساء وتسهم بتدهور القدرات الإدراكية. رغم أنّ العواقب السلوكية والنفسية للعمل المفرط معروفة جيدًا، إلا إنّ الآليات العصبية والتغيّرات التشريحية الأساسية ما زالت أقل فهمًا. وقال فرانك بيغا الذي قاد دراسة WHO-ILO في عام 2021، إنّ النتائج الجديدة تمثل "دليلًا جديدًا مهمًا" يمكن أن يساعد على فهم أفضل لكيفية تأثير ساعات العمل الطويلة "بشكل جذري" على الصحة الجسدية للعاملين. وأضاف بيغا، وهو موظف فني في منظمة الصحة العالمية، غير مشارك في الدراسة الأخيرة، أن البحث يدعم نتائج WHO-ILO بأن ساعات العمل الطويلة تسهم بأكبر عبء مرضي بين جميع مخاطر العمل المعروفة حتى الآن. لكنّه أشار إلى أنّ حجم العينة الصغير في الدراسة، وتركّزها فقط على العاملين في مجال الرعاية الصحية بكوريا الجنوبية يُصعّب تعميم نتائجها، مضيفًا: "هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات على مجموعات سكانية مختلفة". دراسة: تعديلات بسيطة على دوام العمل قد يشفيك من أعراض الأرق رأى الباحثون أنه "رغم وجوب تفسير النتائج بحذر بسبب الطبيعة الاستكشافية لهذه الدراسة الأولية، إلا أنها تمثل خطوة أولى مهمة في فهم العلاقة بين العمل المفرط وصحة الدماغ". أما بالنسبة لأي شخص مضطر للعمل لساعات طويلة، فقد يكون لديه أساس علمي لتقليص وقته في العمل. وأوضح بيغا أن "الحكومات، وأرباب العمل، والعاملين يمكنهم جميعًا اتخاذ إجراءات لحماية صحة العاملين والحدّ من ساعات العمل الطويلة"، مستشهدًا بالقوانين واللوائح والسياسات التي يمكن أن تضمن ساعات عمل صحية. كتب مؤلفو الدراسة: "تُبرز النتائج أهمية التعامل مع العمل المفرط كمشكلة صحية مهنية". ولفت جوني جيفورد، الزميل البحثي الرئيسي في معهد دراسات العمل ببرايتون، إنجلترا، وغير المشارك في الدراسة إلى أنّ البحث "يؤكد بعض الأسباب الفسيولوجية التي تجعل العمل لساعات طويلة يؤثر على رفاهيتنا"، مضيفًا أنّ "استخدام معدّات مسح الدماغ لتقديم تفسيرات عصبية يوفر دليلاً قويًا جديدًا يربط العمل المفرط بتغييرات هيكلية في أجزاء الدماغ المرتبطة بالوظائف التنفيذية وتنظيم المشاعر". وأكدّ جيفورد أنه "رغم أن الدراسة صغيرة وتضم 110 عاملين في الرعاية الصحية بكوريا فقط، إلا أنها تعتمد على مقاييس عصبية قوية وتتناول الآليات الأساسية (مثل العمل المفرط والإرهاق) التي يمكن أن تؤثر على أي شخص، ما يؤكد على نتائج الدراسة".


CNN عربية
منذ 9 ساعات
- CNN عربية
من الترطيب إلى التثبيت.. خطوات "الكونسيلر" الناجح
دبي، الإمارات العربية المتحدة-- (CNN) في عالم التجميل، قد يبدو مستحضر "الكونسيلر" التجميلي كخطوة ثانوية، لكنّ خفاياه كثيرة وتأثيره كبير على النتيجة النهائية للمكياج، خصوصًا عند استخدامه بالشكل الصحيح. في هذا السياق، تشاركنا خبيرة التجميل اللبنانية سوزانا قرانوح بنصائح ترتبط بطريقة اختيار الكونسيلر المناسب، وتطبيقه بطريقة مثالية. قالت قرانوح في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنّ الخطوة الأهم التي يجب اتباعها قبل أي شيء هي الترطيب الجيد وتحضير البشرة باستخدام البرايمر، لتفادي أي تشققات أو ملمس غير ناعم، ولتجنّب أن تظهر البشرة بشكل متشقق أو "Cakey" كما يُقال في عالم المكياج. وعن كيفية اختيار درجة "الكونسيلر" المناسبة للون البشرة، شرحت قرانوح أنها تختار لصاحبات البشرة البيضاء المصحّح باللون الزهري، بينما تميل إلى استخدام المصحّح المائل إلى الأصفر للنساء من ذوات البشرة السمراء. وأوضحت خبيرة التجميل اللبنانية أن "الكونسيلر" اليومي يجب ألا يكون فاتحًا جدًا، بل قريبًا من لون البشرة، أو أفتح بدرجة واحدة فقط، وذلك لتجنّب ظهور الهالات بلون رمادي غير مرغوب فيه. A post shared by Suzana Karanouh - Makeup & Tattoo Artist (@suzanakaranouh) أشارت قرانوح إلى وجود فرق بين "الكونسيلر" المخصص للهالات السوداء وذلك المصمّم لتغطية الحبوب أو التصبغات، إذ أن النوع الثاني يُستخدم فقط لإخفاء العيوب وليس لعلاجها. لذلك لا تنصح باستخدامه بشكل يومي لأنه قد يزيد من تفاقم المشكلة، خاصة أن تركيبة هذا النوع عادة ما تكون كثيفة لتمنح تغطية كاملة، فيما يتميز "الكونسيلر" المخصص للهالات بتركيبة أخف، وهو ما تنصح به كخيار دائم. أشارت خبيرة التجميل اللبنانية إلى أنه من المهم جدًا معرفة كيفية تجنّب تكتل "الكونسيلر" تحت العين أو في خطوط التعبير، وهذا لا يتحقق إلا من خلال خطوات متسلسلة تبدأ بالترطيب، تليه طبقة خفيفة من "البرايمر"، ثم اختيار "الكونسيلر" المناسب لطبيعة البشرة، مع ضرورة وضع كمية صغيرة جدًا، ودمجها بعناية، وأخيرًا تثبيتها ببودرة غير سميكة. A post shared by Suzana Karanouh - Makeup & Tattoo Artist (@suzanakaranouh)وعن ترتيب وضع "الكونسيلر" بالنسبة لكريم الأساس، أوضحت قرانوح أنها لا تضعهما فوق بعضهما البعض أبدًا، بل تفضّل تخصيص كل مستحضر لمنطقة معيّنة في الوجه، وترفض تمامًا تراكم الطبقات الذي يؤدي إلى مظهر غير طبيعي.وعن استخدام أكثر من درجة "كونسيلر" في إطلالة واحدة، قالت خبيرة التجميل اللبنانية إن ذلك ضروري في مكياج السهرات، إذ لا يمكن الاكتفاء بلون واحد، حيث تبدأ عادة بلون مماثل للون البشرة من أجل التصحيح، ثم تضيف لونًا أفتح لإضاءة المناطق المراد إبرازها، مما يضفي لمسة مشرقة، أشبه بـ"الهايلايتر". وشرحت قرانوح أنّ طبيعة البشرة تؤدي دورًا محوريًا في اختيار تركيبة "الكونسيلر"، إذ لا تحتاج البشرة الدهنية إلى "كونسيلر" غني بالزيوت، بينما تحتاج البشرة الجافة إلى تركيبة مرطّبة تمنحها المرونة. A post shared by Suzana Karanouh - Makeup & Tattoo Artist (@suzanakaranouh) وحذرت قرانوح من بعض الأخطاء الشائعة التي ترتكبها النساء عند تطبيق "الكونسيلر"، ومنها اختيار درجة أفتح بكثير من لون البشرة ما يؤدي إلى نتيجة رمادية وغير متجانسة، لافتة إلى أهمية عدم إهمال خطوة تصحيح اللون قبل استخدام "الكونسيلر"، لا سيما في حال وجود هالات داكنة، حيث يُستحسن استعمال المصحّح الزهري أو البرتقالي أولًا. وشدّدت على أنّ الإفراط في استخدام "الكونسيلر" يؤدي إلى نتيجة عكسية، إذ أن الكمية الكبيرة تتجمّع على شكل طبقات واضحة تحت العين، وتُظهر التجاعيد بوضوح وتمنح نظرة متعبة، لافتة إلى أن ما تحتاجه المرأة هو فقط نقطة أو نقطتين، توضعان عند الزاوية الداخلية للعين وعند طرفها الخارجي، ثم تُدمجان بلطف. وكشفت خبيرة التجميل اللبنانية عن اعتمادها لتقنية تثبيت "الكونسيلر" بواسطة البودرة الحرّة، وأحيانًا استخدامها لتقنية الـ "Baking" أو الخبز، لا سيما في المكياج الخاص بالتصوير، حيث قد تلجأ إلى البودرة المضغوطة بحسب الحاجة. A post shared by Suzana Karanouh - Makeup & Tattoo Artist (@suzanakaranouh) أوضحت قرانوح أنّه يمكن الاكتفاء باستخدام الكونسيلر في المكياج اليومي، من دون الحاجة إلى تطبيق كريم الأساس، حيث لا تنصح باستخدامه يوميًا لما له من تأثير سلبي على البشرة مع مرور الوقت.


CNN عربية
منذ يوم واحد
- CNN عربية
عسر الهضم..ما أسباب هذه الحالة وأعراضها؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعرف حالة عسر الهضم أيضًا باضطراب المعدة، وتضم مجموعة من أعراض الجهاز الهضمي. تؤثر هذه الحالة على ما يصل إلى 20٪ من الأشخاص في الولايات المتحدة سنويًا بحسب ما ورد على موقع المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى التابع للمعهد الوطني للصحة في أمريكا. ألم أو شعور بالحرقان أو انزعاج في الجزء العلوي من البطن الشعور بالشبع قبل أوانه أثناء تناول الطعام الشعور بامتلاء المعدة غير المريح بعد تناول كمية قليلة من الطعام الشعور بالانتفاخ، أو الغثيان، أو التجشؤ قد يحدث عسر الهضم من وقت لآخر، أو قد يكون مزمنًا، أي بشكل منتظم لبضعة أسابيع أو أشهر، وقد لا يرتبط عسر الهضم دائمًا بتناول الطعام. لا يُعتبر عسر الهضم مرضًا، ولكنه قد يكون علامة على بعض الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي، مثل قرحة المعدة، والتهاب المعدة، وسرطان المعدة، والتي بدورها تسبب أحياناً عسر هضم مزمنًا. يُطلق على عسر الهضم المزمن، من دون وجود مشكلة صحية أو مرض في الجهاز الهضمي قد يُفسر الأعراض، اسم عسر الهضم الوظيفي. قد يحدث أحياناً لغط بين عسر الهضم وحالات أخرى، مثل ارتجاع المريء، أو حرقة المعدة، أو شلل المعدة. لا يعرف الأطباء سبب إصابة الأشخاص بعسر الهضم من حين لآخر. وتُشخَّص غالبية حالات عسر الهضم المزمن على أنها عسر هضم وظيفي، أي اضطراب في تفاعل الأمعاء والدماغ. وفي بعض الحالات، يكون لعسر الهضم المزمن أسباب أخرى. يُعتبر عسر الهضم الوظيفي اضطرابًا في التفاعل بين الأمعاء والدماغ وكيفية عملهما معاً. لكن، أوضح موقع المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى أن اضطرابات التفاعل بين الأمعاء والدماغ ليست أمراضًا، بل هي مجموعة من الأعراض التي تحدث معًا.في غالبية الحالات، لا يعرف الأطباء سبب هذا الاضطراب، في حين أشارت بعض الأبحاث إلى أن العوامل التالية قد تلعب دورًا: بعض الأطعمة والمشروبات مشاكل في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، بما في ذلك الالتهاب والحساسية المفرطة لأحماض المعدة مشاكل في قدرة المعدة على الاسترخاء والتمدد مع الطعام مشاكل الصحة النفسية، مثل القلق والاكتئاب الجينات ألم ناتج عن وظائف المعدة الطبيعيةقد تُسبب بعض أنواع الأدوية أعراض عسر الهضم، مثل: بعض المضادات الحيوية أي الأدوية التي من شأنها أن تقضي على البكتيريا مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مكملات الحديد الأدوية المستخدمة لعلاج هشاشة العظام وأمراض العظام الأخرى مُنبهات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 أي الأدوية التي تُستخدم لعلاج مرض السكري أو السمنة الكورتيكوستيرويدات، وتُسمى أيضًا الستيرويدات قد تُسبب المشاكل الصحية وأمراض الجهاز الهضمي أيضًا عسر الهضم، ومن أكثرها شيوعًا: قرحة المعدة بكتيريا الملوية البوابية أو عدوى أخرى مثل السالمونيلا، والإشريكية القولونية، والعطيفة، والجيارديا، والنوروفيروس. رغم أن أنواع الأطعمة والمشروبات ليست مسبباً لعسر الهضم، إلا أنها قد تؤدي لظهور الأعراض لدى بعض الأشخاص الذين يُعانون من عسر الهضم الوظيفي.