logo
لماذا اعتمدت إيران على أسلحتها القديمة في ضرب إسرائيل؟

لماذا اعتمدت إيران على أسلحتها القديمة في ضرب إسرائيل؟

الجزيرةمنذ 5 ساعات

طهران – منذ بدء إسرائيل حربها الشاملة ضد إيران فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري، أطلقت طهران مئات الصواريخ في أولى موجات ردها، لكن سرعان ما بدأ عددها يتراجع تدريجيا، مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت إيران قد غيّرت إستراتيجيتها العسكرية، خاصة مع تأكيد مؤسساتها العسكرية استخدام نماذج من الجيل القديم في تلك الضربات الصاروخية.
وفي هذا السياق، كشف رئيس دائرة التوجيه العقائدي والسياسي في القيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانية علي سعيدي، أن بلاده اعتمدت على صواريخ قديمة في هجماتها الأخيرة على إسرائيل، مؤكدا -في تصريح نقلته وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري – أن إدخال أسلحة متطورة إلى ساحة المواجهة "سيجعل الكيان الصهيوني يدرك الحجم الحقيقي لقوة الجمهورية الإسلامية".
وفي حين تتحدث طهران عن امتلاكها مئات "المدن الصاروخية" المدفونة في أعماق الأرض، طرح تصريح سعيدي تساؤلات حول ما إذا كانت إيران تعاني بالفعل من نقص في الذخائر الحديثة بعد ضرب مستودعاتها الإستراتيجية كما تقول إسرائيل، أم إن طهران تتعمد استنزاف الدفاعات الإسرائيلية بصواريخ قديمة وتحتفظ بالأجيال الأحدث لجولات لاحقة من الصراع.
تكتيك استنزاف
من ناحيته، فسّر المستشار السابق للوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي اعتماد بلاده على صواريخ قديمة بأنه جزء من إستراتيجية محسوبة لتقليل الكلفة واستنزاف دفاعات إسرائيل.
وفي منشور له على منصة "إكس"، كتب مرندي "معظم الصواريخ التي استخدمتها إيران عمرها بين 20 و30 عاما، لكن لاحظوا الصاروخ الحديث الذي أصاب حيفا وتسبب بانقطاع الكهرباء. انتظروا قليلا، فعندما تنفد الصواريخ القديمة ستصبح الأمور أكثر إثارة بالنسبة لهذا النظام المجرم قاتل الأطفال".
ويوحي حديث مرندي بأن إيران تتبع سياسة الرد التدريجي وتحتفظ بما هو أكثر تدميرا لجولات مقبلة من المواجهة، في إطار إدارة محسوبة للصراع، قائمة على مزيج من الإرباك والاستنزاف.
ما الجدوى؟
ورغم أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين توحي بأن ما جرى حتى الآن لا يمثل سوى "قمة جبل الجليد" من ترسانة إيران الصاروخية، تساءلت دوائر سياسية في طهران عن جدوى استخدام هذا الكم من الصواريخ القديمة، في حين تمتلك البلاد ترسانة حديثة ومتطورة؟
وفي تفسير لذلك، تقول الباحثة في الشؤون العسكرية إلميرا بابائي إن الاستخدام الإيراني للصواريخ لا يخضع فقط لمعياري المدى أو القدرة التفجيرية، بل يأتي في إطار "رقعة شطرنج إستراتيجية" تعتمد على خلط النماذج القديمة بالجديدة لإرباك العدو.
وفي مقال لها بموقع "ألفبا خبر"، توضح بابائي أن إيران تهدف من خلال هذا التكتيك إلى استنزاف الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي تعتمد أنظمة مكلفة مثل " القبة الحديدية" و" ثاد" و" آرو"، حيث يمكن أن تتراوح تكلفة كل صاروخ اعتراض بين 50 ألفا و3 ملايين دولار.
وبذلك، فإن استخدام صواريخ من المخزونات القديمة يجبر إسرائيل على استنزاف مواردها الدفاعية بمردود مالي ونفسي مرتفع لطهران.
هشاشة في الصمود
وتشير تقديرات غربية -وفق بابائي- إلى أن قدرة إسرائيل على مقاومة كثافة الضربات الصاروخية الإيرانية قد لا تتجاوز 7 إلى 10 أيام، وقد تمتد إلى 15 يوما في حال الحصول على دعم فوري من الجيش الأميركي وقواعده في المنطقة، وتضيف أن "هذه القدرة تبدو هشة للغاية في مواجهة وابل من الصواريخ ينطلق من إيران ومجموعات المقاومة في لبنان وسوريا والعراق".
وترى بابائي أن هذا النهج يخدم هدفا مزدوجا، من جهة، استنزاف الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومن جهة أخرى، تضليل العدو بشأن الحجم الحقيقي للترسانة الإيرانية، وبالتالي عندما تبدأ طهران باستخدام صواريخها الأحدث، تكون إسرائيل قد فقدت قدراتها الفاعلة على التصدي.
واعتمدت إيران، حسب المقال، على مبدأ "إشباع دفاعات العدو" من خلال إطلاق كميات هائلة من الصواريخ الرخيصة، لإجبار المنظومة الدفاعية على العمل بأقصى طاقتها، ما يؤدي إلى إنهاكها اقتصاديا وتشغيليا.
كما يسمح هذا التكتيك لبعض الصواريخ باختراق طبقات الدفاع وتدمير أهداف حساسة، مما يفاقم الضغط على متخذي القرار في الجانب الإسرائيلي.
وتخلص بابائي إلى أن طهران نفذت هجمات مركبة، من خلال توزيع الأجيال المختلفة من الصواريخ بشكل مدروس، لتكون بذلك قد وجّهت ضربة ذكية وغير مكلفة، تمهّد الطريق لضربات أكثر قسوة إذا تطلبت المواجهة ذلك.
حماية وتضليل
وفي وقت تتسابق فيه الدول الكبرى لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومات التسلح، تشير الكاتبة إلى أن إطلاق الصواريخ الحديثة قد يعرض بصماتها التقنية لخطر الرصد أو الاختراق، لذلك، فإن استخدام النماذج القديمة يوفر -وفق منظور إيراني- تغطية تكتيكية تمنع إسرائيل من فهم كامل القدرات الإيرانية.
وبالإضافة إلى تلك الحسابات، يرى مراقبون إيرانيون أن بث صور لصواريخ قديمة وهي تضرب أهدافا في عمق تل أبيب، يحمل رسائل رمزية تهدف إلى تفكيك أسطورة "الجيش الذي لا يقهر"، وفضح هشاشة الدفاعات الإسرائيلية، لا سيما أن تلك الصواريخ لا تكلف إيران شيئا يُذكَر، في مقابل خسائر نفسية وسياسية جسيمة "للعدو".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العشائر بغزة تواجه فوضى الاحتلال وتؤمّن المساعدات لأصحابها
العشائر بغزة تواجه فوضى الاحتلال وتؤمّن المساعدات لأصحابها

الجزيرة

timeمنذ 24 دقائق

  • الجزيرة

العشائر بغزة تواجه فوضى الاحتلال وتؤمّن المساعدات لأصحابها

غزة- تحرص إسرائيل وجيشها على استمرار مشاهد الفوضى وتكدس الجوعى أمام شاحنات المساعدات الواردة إلى قطاع غزة ، وتُفشل كل محاولات مرورها بسلاسة إلى مخازن التوزيع عبر استهداف العناصر المكلّفة بتأمينها. وحالت الفوضى دون وصول المساعدات إلى مستحقيها منذ أن أعادت الحكومة الإسرائيلية السماح بدخولها للقطاع نهاية مايو/أيار الماضي، ما دفع العشائر الفلسطينية في غزة للمبادرة في حماية الشاحنات وتسهيل عبورها للمؤسسات الدولية. ونجحت الجهود المجتمعية، الأربعاء الماضي، بتأمين دخول المواد الغذائية للمخازن في مدينة غزة بعيدا عن الفوضى، وهو ما لم يرق للاحتلال الذي قرر منعها مرة أخرى بحجة سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عليها. وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة. دور وطني وأدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة في موجة جوع جديدة بعدما قرر إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الغذائية منذ مطلع مارس/آذار الماضي، وذلك ضمن سياسة تشديد الخناق على أكثر من مليوني فلسطيني. وتعمَّد استهداف عناصر تأمين المساعدات، في الوقت الذي دخل قرار الكنيست بحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا" في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، مما تسبب بمزيد من الفوضى وسرقة المساعدات. وحول ذلك، يقول عضو الهيئة الإدارية للتجمع الوطني للعشائر والقبائل الفلسطينية، علاء الدين العكلوك، إن الحالة الراهنة في قطاع غزة تتطلب تضافر جميع الجهود المجتمعية لتجاوز المجاعة التي يعاني منها الفلسطينيون هناك، بما يضمن وصول المساعدات للجميع. وأوضح العكلوك للجزيرة نت أن العشائر كانت على تواصل مستمر مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وأبدت استعدادها لتأمين دخول شاحنات المساعدات في شمال غزة، والتي بدورها تتواصل مع الجانب الإسرائيلي. وأكد أن العشائر تتواصل مع الجميع لتحقيق مصلحة مشتركة بتأمين المساعدات ووصولها للسكان بطريقة سلسة دون مشاهد الفوضى، وبعيدا عن عمليات السطو والسرقة. وأجرى المخاتير ومسؤولو العشائر اجتماعات مكوكية لحث أبناء العائلات على تأمين وحماية المساعدات، ومنع انخراطهم في أعمال الفوضى، ونجحوا في مهمتهم بجهود المجموع الوطني، يقول العكلوك الذي شدد على دور العشائر بالوقوف لجانب المواطنين بهذه المرحلة الحرجة التي يحتاجون فيها للمساعدات. وهذا الدور -يشير العكلوك- يأتي ضمن سلسلة عمل وطني متكامل للحفاظ على النسيج المجتمعي وكرامة الإنسان الفلسطيني، بعيدا عن ظواهر السرقة والفوضى التي يريدها الاحتلال. من جهته، أشاد رئيس جمعية النقل الخاص، ناهض شحيبر، بمبادرة الوجهاء لتأمين المساعدات وإنهاء حالة الفوضى التي تعيق وصول المواد الأساسية للجميع. وقال شحيبر للجزيرة نت إن مكتب "أوتشا" كرر مرارا مطالبته للجميع بمنع اعتراض المواطنين لشاحنات المساعدات، وبادرت العشائر في محافظتي غزة والشمال للمساهمة في عملية تأمينها، مضيفا أن نجاح وصول المساعدات لمخازن التوزيع، سيزيد تدفق المواد الغذائية وتعميم التجربة في وسط وجنوب القطاع. ورصدت الجزيرة نت أجواء الفرحة التي عمت الفلسطينيين بغزة، بعدما نجحت جهود العشائر في منع حالة الفوضى، التي راهن الاحتلال الإسرائيلي على استمرارها ولم يتوقع نجاح جهود العشائر لمنع السرقات، حيث قال الصحفي الإسرائيلي ينون يغال، إنه في أعقاب انتشار مشاهد دخول المساعدات لشمالي القطاع، وزعمه أنها وصلت مخازن حماس، أبلغ وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) أنه وفي حال عدم وقف إدخال المساعدات فورا فسيقدم كتاب استقالته على البث المباشر. وفي استجابة سريعة أصدر نتنياهو ووزير جيشه يسرائيل كاتس بيانا مشتركا قالا فيه "في أعقاب معلومات عن سيطرة حماس على المساعدات شمال القطاع، تقرر الإيعاز للجيش بعرض خطة عمل خلال 48 ساعة لمنع ذلك". رفضا للفوضى وفنَّد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ادعاءات نتنياهو حول مزاعم سيطرة الحكومة وحماس على المساعدات شمال القطاع، وقال إن هدفها شرعنة استمرار الحصار والتجويع ومنع دخول الإغاثة الإنسانية لليوم الـ118 على التوالي. وشدد المكتب الحكومي، في بيان له، على أن العائلات والعشائر الفلسطينية هي التي أمَّنت قوافل المساعدات دون أي تدخل من الحكومة أو الفصائل، في موقف شعبي منهم، لتوفير فتات الغذاء لمئات آلاف المجوّعين من المدنيين. ولفت إلى أن الاحتلال يواصل "هندسة الفوضى" ونشر الافتراءات لخلق مبررات واهية للاستمرار في إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، في جريمة مكتملة الأركان ضد أكثر من 2.2 مليون إنسان فلسطيني مجوّع في قطاع غزة. وتعتقد الهيئة العليا لشؤون العشائر أن نجاح المبادرة الأهلية في تأمين الشاحنات، يؤكد صواب خطوتها، مشيرة إلى أنها ستواصل ذلك بعيدة عن أي صيغة تنظيمية، حتى وإن أوقف الاحتلال إدخال الشاحنات، ورفضت حالة الفوضى التي يريد الاحتلال فرضها على قطاع غزة.

طهران وواشنطن وتل أبيب.. ما إستراتيجيات المرحلة المقبلة؟
طهران وواشنطن وتل أبيب.. ما إستراتيجيات المرحلة المقبلة؟

الجزيرة

timeمنذ 24 دقائق

  • الجزيرة

طهران وواشنطن وتل أبيب.. ما إستراتيجيات المرحلة المقبلة؟

ما وراء الخبر ناقش برنامج 'ما وراء الخبر' -في حلقته بتاريخ (2025/6/26)- التضارب الكبير في التقييمات الإيرانية والأميركية والإسرائيلية لنتائج الحرب، وطبيعة القضايا التي شملها الاتفاق الذي قاد لوقف إطلاق النار. اقرأ المزيد

ما أوراق قوة إسرائيل وإيران بعد الحرب؟ وما احتمالية تجددها؟
ما أوراق قوة إسرائيل وإيران بعد الحرب؟ وما احتمالية تجددها؟

الجزيرة

timeمنذ 24 دقائق

  • الجزيرة

ما أوراق قوة إسرائيل وإيران بعد الحرب؟ وما احتمالية تجددها؟

تتضارب التقييمات في طهران وواشنطن وتل أبيب لنتائج الحرب، وسط تساؤلات بشأن إستراتيجية إيران إزاء الولايات المتحدة و إسرائيل ، فضلا عن الأوراق التي يمكن أن تلجأ إليها الأطراف المختلفة إزاء الصراع المجمد. ونقلت صحيفة تلغراف البريطانية عن مسؤولين أوروبيين قولهم إن حكومات أوروبية تلقت تقييمات استخبارية أولية تفيد بأن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب "لا يزال سليما"، رغم الضربات الأميركية لمفاعلاتها النووية. وأضافت الصحيفة أن واشنطن لم تقدم معلومات استخبارية حاسمة لحلفائها الأوروبيين بشأن القدرات النووية الإيرانية المتبقية، وأنها تمسكت بعدم الكشف عن توجهاتها المستقبلية إزاء طهران. اتفاق أم هدنة؟ وفي هذا السياق، يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن تل أبيب لم تضع إسقاط النظام الإيراني هدفا للحرب، لكنها عولت أن تُحدث ضرباتها "ديناميكية تؤدي إلى تفككه من الداخل". وأعرب مصطفى عن قناعته -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- بأن الحرب كانت حسب الجدول الزمني الإسرائيلي، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت تريد حربا قصيرة لكن حاسمة، بعدما حققت هدفي تدمير المشروع النووي الإيراني ، وإضعاف القدرات الصاروخية الإيرانية. بدوره، وصف رئيس مؤسسة المصلحة الوطنية في واشنطن خالد صفوري ما حدث بأنه "اتفاق الحاجة والضرورة"، وجاء مفاجئا في وقت كان يتوعد فيه الإسرائيليون بحرب طويلة. ووفق صفوري، فإن كلا الطرفين ادعيا الانتصار، إذ ضربت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني، لكنه لا يزال باقيا ومن الصعب تدميره بشكل كامل، وهو ما يعد في صالح إيران. وأعرب عن قناعته بأن إسرائيل "هي من سربت بأن برنامج إيران النووي لم يتضرر بشكل كامل"، مشيرا إلى أن ترامب أرضى جميع الأطراف بقصفه المنشآت النووية الإيرانية من دون الانخراط بحرب جديدة. من جانبه، وصف مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز ما حدث بأنه هدنة غامضة وليس اتفاقا، وقد يبنى عليها اتفاق وفقا لنتائج طاولة المفاوضات السياسية بين واشنطن وطهران. وأشار فايز إلى أن عملية الإخراج في إيران بشأن الحرب الأخيرة "تقدم سردية سياسية وعسكرية أشبه بالانتصار"، خاصة أن النظام لم يسقط ولا تزال أركانه موجودة. وفي هذا الإطار، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن بلاده حققت انتصارا على "الكيان الصهيوني الزائف"، ووجهت "صفعة قاسية" للولايات المتحدة الأميركية التي لم تحقق أي إنجاز من هذه الحرب. بدوره، يقول الخبير العسكري أحمد الشريفي إن لا أحد يدعي الهزيمة في الحروب الأيديولوجية والعقائدية، مؤكدا أن "لا رابح في الحروب، ومن الطبيعي أن يدعي كل طرف الانتصار". وأشار إلى أن إسرائيل وإيران حققت بعض الأهداف، إذ كانت الأولى تدفع نحو تقييد واحتواء البرنامج النووي، في حين أحدثت إيران خللا في قدرة الردع الإسرائيلية. وأعرب الشريفي عن قناعته بأن الرابح هي الدول الكبيرة التي تتصارع لإيجاد منافذ بحرية ومسالك برية بشأن التجارة والطاقة. ماذا بعد؟ وبشأن الخطوات المقبلة، فإن الصراع الإسرائيلي مع إيران لم ينتهِ -وفق مصطفى- واصفا ما حدث بأنه أهم جولة في تاريخ هذا الصراع، إذ ستستمر إسرائيل بـ"حرب الظل" مع إيران. وتدرك إسرائيل أن إيران لديها القدرة على إعادة برنامجها النووي، لذلك تريد -حسب مصطفى- أن يتضمن أي اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران "تثبيت عدم قدرة إيران على إعادة بناء البرنامج النووي، وكذلك قدراتها الصاروخية". أما صفوري، فقال إن واشنطن تريد "بدء مفاوضات مع إيران منصبة نحو إنهاء برنامجها النووي"، خاصة في ظل قدرة طهران وخبرتها المعرفية على إعادته. وتؤيد الولايات المتحدة هذا التوجه -وفق صفوري- لأنها تخشى فوضى عارمة من إسقاط النظام الإيراني، وهو الخلاف الأساسي مع إسرائيل. وضمن المشهد ذاته، هناك من يعتقد في إيران -حسب فايز- أن الحرب قد تتجدد انطلاقا من أن البرنامج النووي "لم يحذف، إذ تم ضرب 30% من الشق الحيوي فيه". وأمس الأربعاء، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في لاهاي إن إسرائيل وإيران منهكتان، لكن الصراع بينهما قد يتجدد. أوراق إسرائيل وإيران وبشأن المكاسب التي حققتها تل أبيب، قال مصطفى إن إسرائيل تعتقد أنها فتحت خط مواجهة مستقبلية من خلال الحرية الجوية في الداخل الإيراني، مؤكدا أنها "لن تتوقف حتى تحقيق هدفها الإستراتيجي بإسقاط النظام الإيراني". وأشار إلى أن تل أبيب كسرت خطوطا حمراء، إذ باتت قادرة على تنفيذ هجمات داخل إيران، مما يحولها إلى جبهة مفتوحة "عندما تشعر بأن هناك تهديدا ضدها". لكن إيران تريد صنع أوراق تفاوضية جديدة بشأن علاقتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وموقفها من معاهدة حظر الانتشار النووي ، وكذلك المفتشين الدوليين، حسب مدير مكتب الجزيرة بطهران. ووفق فايز، فإن هذه الالتزامات كبلت إيران في اتفاق 2015 ، لذلك تريد "العودة إلى الخلف والبدء من جديد"، معربا عن قناعته بأن دخول الأميركيين وقصف منشآتها النووية يعد سابقة في تاريخ العلاقة بين طهران وواشنطن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store