
هل هدأت التوترات الأمنية في صحنايا وجرمانا؟
قال مسؤول في العلاقات العامة التابعة لوزارة الإعلام السورية إن منطقة أشرفية صحنايا تشهد انتشارا "مسؤولا ومنظما" لوحدات الأمن العام وقوات من وزارة الدفاع، في ظل الجهود المبذولة لحفظ الاستقرار، بهدف تأمين الأهالي وتعزيز الشعور بالأمان بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرا.
ولفت المسؤول في حديث للجزيرة نت، إلى أن الحياة بدأت بالعودة إلى طبيعتها تدريجيا، وسط تعاون كبير بين السكان والجهات المختصة، التي تعمل على تأمينهم والحفاظ على ممتلكاتهم، وتسيير حركة تنقلهم وإكمال أعمالهم وأشغالهم، وأكد في الوقت نفسه على أن وحدة الموقف وتكاتف جميع أبناء الوطن، مدنيين وعسكريين، هو السبيل الأوحد لحماية استقرار بلدنا ومجتمعنا.
وكانت العاصمة دمشق شهدت توترات أمنية في بلدة أشرفية صحنايا و مدينة جرمانا ، بعد الاعتداء على حاجز للأمن العام عند أحد مداخل جرمانا، ما أدى لمقتل عنصرين وجرح آخرين، لتندلع بعدها اشتباكات أدت لمقتل 14 شخصا من الطرفين.
وجاءت هذه التوترات عقب انتشار رسالة صوتية تم التعرض فيها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، نسبت إلى أحد مشايخ العقل من الطائفة الدرزية، الذي بدوره خرج بمقطع فيديو ونفى صلته بها.
وعقب هذه التوترات أرسلت وزارة الداخلية قوة مدعومة من وزارة الدفاع لإعادة الأمن للمنطقة وفرض الحماية لتأمين المدنيين، وثم دخل وفد من محافظة دمشق والتقى الجهاتِ الدينية والمدنية في المنطقة للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
ما وراء الكواليس
ينحدر أغلبية سكان مدينة جرمانا وبلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا من الطائفة الدرزية ، وتخضع لسيطرة الفصائل العسكرية التابعة للسويداء، والتي لم تنضوِ تحت سلطة سوريا الجديدة حتى الآن، وتشهد العلاقة بينهم وبين الدولة توترات من الناحية التنظيمية والعسكرية والأمنية.
وقال مصدر أمني خاص للجزيرة نت إن "ما حدث ليس وليد اللحظة، إنما هو مخطط بدأ العمل عليه قبل 10 أيام بإشراف الشيخ حكمت الهجري والمجلس العسكري في السويداء ، وفي حال نجاحه كان سيتبع بتحركات من مكونات أخرى داخل الحدود وأخرى من خارجها، حيث كان من هدفهم الأول قطع الطريق بين العاصمة دمشق ومطار دمشق الدولي".
وأضاف أن هذه التراكمات والتوترات تسببها عدة جهات من الفصائل في السويداء، وبدأ العمل عليها منذ اليوم الأول لـ"تحرير" سوريا، وتنقسم إلى 3 فئات:
الأولى: مرتبطة بالنظام البائد، وبينهم جنود وعناصر وبقايا فلول وعناصر وضباط أمنيين، وهم مجموعات امتهنت تجارة المخدرات بأنواعها، بالإضافة للسلب والنهب.
الثانية: مرتبطة بشكل عضوي بإسرائيل وتأخذهم كشعار للتهديد، وحقق ذلك التواصل بينهم تصريحات إسرائيلية مستمرة بالتهديد لمن يعتدي عليهم.
الثالثة: مرتبطة بالمليشيات الشيعية، وتتلقى أوامرها منهم، ويحاولون إثارة القلائل بشكل دائم.
وأشار إلى أن الشيخ حكمت الهجري يخضع لقرارات أحد أبنائه، وهو سلمان، الذي يتخذ القرارات ويكتب البيانات التي تصدر عن الشيخ، وكان هو المتسبب بتوتر العلاقة بين الهجري وطارق الشوفي رئيس المجلس العسكري الذي تم تشكيله بالسويداء، عقب طلب سلمان من أبيه أن يكون هو قائد المجلس العسكري العام، والشوفي قائدا عسكريا، بينما رفض الأخير ذلك فتوترت العلاقة بينهما.
تياران
من جهة أخرى، قال الراصد العسكري أحمد خطاب للجزيرة نت إنه خلال الوقت الذي كانت عمليات ردع العدوان قد سيطرت على محافظة حمص وقطعت الطريق إلى الساحل السوري، لجأ كبار الضباط والمجرمين التابعين للنظام البائد إلى الشيخ حكمت الهجري، الذي كان معروفا بمواقفه المؤيدة للأسد.
وأضاف أن الضباط من قيادات الصف الأول، الذين كانوا موجودين بقطعهم العسكرية في مطار خلخلة ومطار الثعلة، وقيادة الفيلق الأول الواقعة بريف السويداء، فروا باتجاه الهجري بعد دخول إدارة العمليات العسكرية للمنطقة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، وما زالوا للآن بحمايته.
كما أشار خطاب إلى أن المخدرات التي كان يجري تهريبها باتجاه الأردن كانت تتم من خلال الفصائل العسكرية التي تأتمر بأمر الشيخ حكمت الهجري.
لكنه بالمقابل لفت إلى أن القسم الأكبر من أبناء السويداء يتبنون موقفا معارضا لأي صدام مع الدولة، ولا يأخذون موقف العداء من أي طرف موجود في سوريا، وهم مؤيدون للحكم الجديد، ويعتبرون أنفسهم من التيار الوطني والذين ينتمون للوطن الأم سوريا.
وأضاف أن عددا من قادة الفصائل العسكرية ومشايخ العقل هم مع الدولة السورية، وضد الانفصال والانقسام أو التوجه نحو إسرائيل، وخص بالذكر:
الشيخ حمود الحناوي: الذي يحمل الموقف الوطني منذ القدم، ولم يذهب باتجاه طلب الدعم أو الحماية من إسرائيل، وهو قريب من الدولة السورية الجديدة.
ليث البلعوس: المعروف بمعارضته للنظام السابق، وكان والده من المعارضين أيضا، وساعد خلال الثورة السورية بمنع الشباب في السويداء من الالتحاق بقوات النظام السابق وقتال الشعب السوري.
الشيخ يوسف جربوع: الذي يعتبر إسرائيل عدوا ولا يجب الاقتراب منها.
سليمان عبد الباقي: الذي وقف لجانب الدولة وحاول بشكل مستمر -منذ تحرير سوريا- المساهمة في إدخال مؤسسات الدولة إلى السويداء.
الأمير حسن الأطرش: الذي رغم تحالفه خلال الفترة الأخيرة مع المجلس العسكري إلا أنه يتمتع بالحس الوطني وموقفه معروف بمعارضة النظام السابق.
مبرر الحزم العسكري
يقول الكاتب والباحث السياسي بسام سليمان للجزيرة نت إن "الحزم من قبل الدولة السورية جاء لكي لا تستساغ فكرة الاعتداء على الأمن، والوقف بحزم ضد أي اعتداء على قوات الأمنية، كما حدث في صحنايا".
وأضاف أن "التدخل الإسرائيلي كان هو السبب الأهم الذي جعل الحسم العسكري حتميا، لقطع الطريق على إسرائيل حتى لا تتدخل بالشأن السوري، لأن السكوت عن ذلك التجاوز سيجعلها تتدخل في كل أمر صغير أو كبير".
ولفت إلى أن هذه المنطقة تشكل حزاما حول العاصمة دمشق، حيث تربط جرمانا بين دمشق ومحافظة السويداء، أما أشرفية صحنايا فتقع على طريق مطار دمشق، وقد تشكل جماعات مسلحة فاصلا بين العاصمة والمطار، وهذا لا يمكن السكوت أو غض الطرف عنه.
وأشار إلى من حق أي دولة -كانت ناشئة أو جديدة أو غير ذلك- أن تقتلع أي قوة خارجة عن القانون وتحمل السلاح، وخاصة تلك التي توجد قرب نقاط حساسة ومهمة بالقرب من العاصمة، وعلى طريق حيوي مثل مطار دمشق الدولي.
صفيح ساخن
بعد ساعات من التوتر في مدينة جرمانا، عادت الحركة الطبيعية للسكان القاطنين فيها، بعد تأمين مدخل المدينة للداخلين والخارجين إليها من قبل الأمن العام الداخلي والشرطة التابعين لوزارة الداخلية السورية.
لكن الوضع في المدينة مستمر على صفيح ساخن، في ظل وجود فصائل عسكرية تتبع للسويداء وتملك أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة، في الوقت الذي تطالب فيه الدولة السورية بنزع السلاح بشكل كامل وحصره بيد الدولة فقط.
وفي لقاء مع محلل عسكري -فضل عدم الكشف عن اسمه- قال للجزيرة نت إن "جرمانا منطقة حساسة جدا أمنيا، فهي تقع في خاصرة دمشق الجنوبية الشرقية، وتضم تركيبة سكانية متنوعة، درزية ومسيحية وسنية، وشهدت في السنوات الماضية توترات أمنية متقطعة".
ولفت إلى أن المدينة تعاني في الوقت الراهن من وضع أمني هش، وحالة من الاحتقان الشعبي نتيجة غياب الدولة الاجتماعية وتغوّل المليشيات المحلية، بالإضافة لانتشار السلاح والفوضى الأمنية، وهذا يدفع القوى الأمنية الحكومية لتكثيف تدخلها تحت ذريعة "فرض النظام ونزع السلاح".
كما تنتشر في جرمانا مخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة مع مجموعات محلية مسلحة، بعضها مرتبط بعصابات تهريب ومخدرات، وبعضها الآخر ذو طابع أهلي أو مناطقي.
وأشار إلى أن السيناريوهات المحتملة في جرمانا تنحصر بين تصعيد أمني محدود عبر مداهمات واعتقالات مركزة، أو احتمال الدخول في صدامات مسلحة حال وجود رفض لنزع السلاح أو دخول القوات الأمنية، أو عقد تفاهم محلي برعاية الوجهاء والمسؤولين الحكوميين لتجنب التصعيد، خاصة أن النظام يسعى لتجنب جبهات داخلية مفتوحة وهو مشغول في الشأن الخارجي.
وأضاف أن ما جرى في أشرفية صحنايا يمكن اعتباره اختبار للجميع، وله عدة دلالات كإنهاء ظاهرة السلاح المنفلت والعصابات، وإعادة هيبة السلطة في محيط العاصمة خاصة بعد ازدياد جرائم القتل والخطف، كما قد تتابع قوات الأمن والجيش التحرك نحو جرمانا وغيرها، لكن بوتيرة محسوبة، كي لا تفتح مواجهة شاملة.
واعتبر المحلل أن "بقاء الوضع كما هو في جرمانا والسويداء سيكون بمثابة تشجيع لمناطق أخرى على إبداء قدر من التمرد أو الاستقلال، والحكومة تخشى انتقال العدوى" حسب قوله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 19 ساعات
- العرب القطرية
«الأخذ بأسباب الوحدة والاتحاد والاجتماع»
-A A A+ «الأخذ بأسباب الوحدة والاتحاد والاجتماع» إذا كانت الفرقة هي طريق الانحطاط والضعف، فإن الوحدة هي سبيل الارتقاء وتبوؤ المكانة الفاضلة من جديد. إن اتحاد الأمة الإسلامية على أسس ديننا العظيم أمل كل المسلمين الصادقين في كل مكان، ذلك أن الإسلام هو الذي جعل من العرب المتناحرين إخوة في دين الله «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» [الحجرات: 10]. كما أن الإسلام بعقيدته الصحيحة وعبادته الصادقة وأخلاقه الرفيعة، صهر الأمم والشعوب والحضارات التي دخلت فيه وجعل منهم أمة واحدة مترابطةً ترابط الجسد الواحد، لا فرق بين الفارسي ولا البربري، ولا الرومي ولا العربي إلا بالتقوى. وأصبحت أمة الإسلام أمة واحدة في عقيدتها وتصوراتها ومنهجها، وانعكس ذلك في توادهم وتراحمهم فيما بينهم وأصبحوا كالجسد الواحد، الذي يخفق فيه قلب واحد، وتسري فيه روح واحدة، ويتأثر كل عضو فيه بما يصيب بقية الأعضاء، أو هو كالجدار المتين الذي تجتمع لبناته لتشكل فيما بينها وحدة واحدة متماسكة متراصة. وإن من الأهمية بمكان أن تهتم الحركات الإسلامية في كل الأقطار بالأصول المهمة التي يجتمع عليها المسلمون في كل بلد، ومن ثم تجتمع عليها الأمة حتى يكون الاتحاد على أصول قوية ثابتة. قال تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا» [آل عمران: 103]. إن طريق الوحدة والتعاون والتآخي والاجتماع على البر والتقوى هو طريق أهل السنة والجماعة الذين التزموا في جميع أمورهم بما كان عليه رسول الله ﷺ وأصحابه في العقائد والأخلاق والعبادة والمعاملات وكل شؤون الحياة. وأهم أسس وأصول أهل السنة والجماعة هي الاعتصام بالكتاب والسنة، وحصر التلقي لأحكام الدين؛ أصوله وفروعه في هذين المصدرين، وأن يرد الخلاف إليهما عند التنازع، وأن لا يعارضا بشيء من المعارضات، لا بمعقول ولا رأي ولا قياس، ولا ذوق ولا وجد ولا مكاشفة، ولا منام ولا غير ذلك. إن الكتاب والسنة هما الميزان الذي توزن به الأقوال والأعمال والمعتقدات، وإن أهل السنة والجماعة يحتجون بالقرآن والسنة، لا يفرقون بينهما، كما هو حال أهل البدع، فالسنة مبينة للقرآن موضحة له، ولا يمكن أن يستغنى عنهما بالقرآن وحده بحال من الأحوال، وهي حجة في العقائد كما أنها حجة في الأحكام. وقد أمر الله تعالى ورسوله ﷺ بكل ما يحفظ على المسلمين جماعتهم وألفتهم، ونهيا عن كل ما يعكر صفو هذا الأمر العظيم، وإن ما حصل من فرقة بين المسلمين وتدابر وتقاطع وتناحر، بسبب عدم مراعاة هذا الأصل وضوابطه، مما ترتب عليه تفرق في الصفوف، وضعف في الاتحاد، وأصبحوا شيعاً وأحزاباً كل حزب بما لديهم فرحون. (فقه النصر والتمكين، د. علي الصلابي، ص308) وهذا الأمر وإن كان مما قدره الله عز وجل كوناً، ووقع كما قدر، إلا أنه -سبحانه- لم يأمر به شرعاً، فوحدة المسلمين واجتماعهم مطلب شرعي، ومقصد عظيم من مقاصد الشريعة، بل هو من أهم أسباب التمكين لدين الله تعالى، ونحن مأمورون بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر. فلابد من تضافر الجهود بين الدعاة وقادة الحركات الإسلامية وبين علماء المسلمين وطلبة العلم لإصلاح ذات البين إصلاحاً حقيقياً لا تلفيقيًّا، لأن أنصاف الحلول تفسد أكثر مما تصلح. قال الشيخ السعدي - رحمه الله -: «الجهاد نوعان: جهاد يقصد به صلاح المسلمين، وإصلاحهم في عقائدهم وأخلاقهم وآدابهم، وجميع شؤونهم الدينية والدنيوية، وفي تربيتهم العلمية، وهذا النوع هو الجهاد وقوامه، وعليه يتأسس النوع الثاني، وهو جهاد يقصد به دفع المعتدين على الإسلام والمسلمين من الكفار والمنافقين والملحدين وجميع أعداء الدين ومقاومتهم، وهذا نوعان: جهاد بالحجة والبرهان واللسان، وجهاد بالسلاح المناسب في كل وقت وزمان».


العرب القطرية
منذ 3 أيام
- العرب القطرية
د. محمد محمود المحمود رئيس الوحدة الشرعية بالبعثة: توجيه حجاجنا وفق منهج علمي موحّد.. و17 مرشداً للحملات
الدوحة - العرب أكد فضيلة الشيخ الدكتور محمد محمود المحمود، رئيس الوحدة الشرعية والإرشاد الديني ببعثة الحج القطرية، أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تواصل عملها المتكامل لتجهيز الوحدة الشرعية وتكثيف جهودها لخدمة حجاج دولة قطر من النواحي الفقهية والمنهجية. وقال في بيان أمس «نعمل على تهيئة الحجاج معرفياً وتثقيفياً ومنهجياً لأداء المناسك وفقاً للسنة النبوية المطهرة، اتباعاً لتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «خذوا عني مناسككم». وأوضح الدكتور المحمود أن الوحدة عقدت اجتماعاً تنسيقياً مع المرشدين الشرعيين المرافقين للحملات، تم خلاله استعراض الخطط والضوابط الإدارية والشرعية، وتوحيد المرجعية الفقهية التي يعتمدها الجميع، ما يسهم في تقديم فتاوى متزنة لا تتعارض مع الأنظمة المعتمدة سواء في قطر أو من قبل الجهات الرسمية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. وتُولي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أهمية خاصة للوحدة الشرعية والإرشاد الديني المصاحبة للبعثة وللحملات القطرية، والتي تُعنى بإرشاد وتوجيه الحجاج بأحكام المناسك وتهيئتهم لأداء الفريضة على الوجه المشروع، وتقديم التوجيه الديني والفتاوى الموثوقة للحجاج. وحول معايير اختيار المرشدين الشرعيين، بيّن المحمود أن عملية الاختيار تتم بالتنسيق مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني، وفق معايير دقيقة تشمل المؤهل العلمي، والإلمام الفقهي، والخبرة العملية بالحج، لضمان الكفاءة في الإفتاء والتوجيه. وأشار إلى أن هذا الموسم يشهد مرافقة 17 مرشداً شرعياً لجميع الحملات القطرية، حيث يُخصص مرشد ديني لكل حملة، وتتركز مهامهم في توعية الحجاج والرد على استفساراتهم، وإلقاء المحاضرات والدروس التوعوية قبل السفر، وفي مقار السكن بمكة، وفي المشاعر المقدسة بمنى وعرفة، بالإضافة إلى مرافقة الحجاج ميدانياً لتقديم الإرشاد الشرعي اللازم أثناء تأدية المناسك. وفيما يخص البرامج التثقيفية والتوعوية، أوضح فضيلته أن العمل يجري على أكثر من مسار، منها اللقاءات التعريفية التي تنظمها الحملات في الدوحة، فضلاً عن إنتاج مقاطع مرئية وصوتية بالتعاون مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني، تُبث عبر المنصات الرقمية للوزارة، لضمان وصول الإرشاد الشرعي لأكبر شريحة من الحجاج. كما يتم تنظيم سلسلة دروس من أحكام الحج في عدد من مساجد الدولة، طوال الأسبوع الجاري من السبت إلى الخميس، يقدمها نخبة من الدعاة من وزارة الأوقاف، للوقوف على جميع الأمور المتعلقة بأحكام الحج والعمرة، والرد على أسئلة واستفسارات الجمهور فيما يتعلق بأداء فريضة الركن الخامس. ولفت د. المحمود أنه في إطار حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تسهيل وصول الحجاج والمواطنين إلى المعلومة الشرعية الصحيحة، فقد تم تخصيص خط ساخن للفتوى على الرقم: (44700073)، يعمل يوميًا على فترتين: من السابعة والنصف صباحاً حتي الواحدة والنصف ظهرًا، ومن الرابعة عصرًا حتي الثامنة مساءً، ويُشرف عليه نخبة من العلماء والدعاة المختصين، كما يمكن الاستفادة من خدمة الفتاوى الحية عبر تطبيق واتساب على الرقم: (50004564)، بالإضافة إلى قناة الفتوى على تليغرام التي يمكن الوصول إليها من خلال مسح الباركود. كما خصصت إدارة شؤون الحج والعمرة الخط الساخن: (132) لاستقبال استفسارات الجمهور والمتقدمين للحج، ويشرف عليه فريق مؤهل لتقديم الدعم والإرشاد اللازمين لضمان سهولة التواصل وتكامل الخدمات المقدمة. وأكد المحمود أن مهام الوحدة الشرعية في الأراضي المقدسة تتضمن متابعة أداء المرشدين الشرعيين، وزيارة مقار الحملات للتأكد من التزامهم بالخطة الإرشادية، وضمان تيسير تواصل الحجاج مع المرشدين بشكل مباشر، كما نراقب مدى توفير الظروف المناسبة للمرشدين للقيام بمهامهم، ونتابع تنفيذ جدول الدروس والبرامج التوعوية والتثقيفية للحجاج، إضافة إلى ذلك، فإن الوحدة تكون على تواصل دائم مع الحجاج للرد على أي استفسارات شرعية طارئة أثناء وجودهم في المشاعر.


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
إصابات برصاص الاحتلال واقتحامات عدة في الضفة الغربية
أُصيب 3 فلسطينيين، جراح أحدهم خطيرة، برصاص إسرائيلي في قرية بيتللو غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، مساء اليوم الثلاثاء. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن 3 مواطنين أصيبوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ونُقلوا إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله من بلدة بيتللو، بينهم إصابة حرجة في البطن. ولم توضح الوزارة إن كان مصدر الرصاص جنودا أم مستوطنين إسرائيليين، لكن وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ذكرت أن الإصابات وقعت برصاص مستوطنين وقوات إسرائيلية. اعتداءات تحت حماية الاحتلال وأفادت الوكالة بأن مستوطنين من مستوطنة حلميش وبؤر استيطانية تابعة لها هاجموا منطقة الظهر على أطراف قرية بيتللو، تحت حماية قوات إسرائيلية، واعتدوا على عدد من المنازل. وأشارت إلى أن المستوطنين أطلقوا النار باتجاه الأهالي الذين حاولوا التصدي لهم، ما أسفر عن إصابة 3 مواطنين بالرصاص الحي، نُقلوا إلى مجمع فلسطين الطبي، حيث وُصفت حالة أحدهم بالحرجة. كما ذكرت أن قوات الاحتلال، التي وفّرت الحماية للمستوطنين، أطلقت قنابل الغاز السام بكثافة، واعتدت بالضرب على عدد من المواطنين، ما أدى إلى إصابات برضوض وحالات اختناق. وفي السياق، بثّ تلفزيون فلسطين الرسمي مقطع فيديو يُظهر تجمعا لمستوطنين مسلحين قرب قرية بيتللو، في حين أفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بأن مستوطنين أطلقوا الرصاص الحي على منازل المواطنين في القرية. وفي السياق، أفادت مصادر للجزيرة بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة ميثلون جنوب جنين بالضفة الغربية. وأفادت المصادر أيضا أن مستوطنين اقتحموا جبل التل جنوب بلدة سنجل شمال شرقي رام الله بالضفة الغربية. قلق أممي وقال مكتب حقوق الإنسان الأممي بالأراضي الفلسطينية إن مستوطنين شنوا مؤخرا موجة عنف ضد تجمعات بالضفة الغربية، وإن هجمات عدة نفذها مستوطنون بالضفة تمت غالبا بحضور قوات إسرائيلية. وأعرب المكتب الأممي بالأراضي الفلسطينية عن قلقه من أن هذه الاعتداءات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرا، مشيرا إلى أن وزيرا إسرائيليا دعا في 15 مايو/أيار لتسوية قريتين فلسطينيتين بالأرض. ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية)، نفّذ المستوطنون 341 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال أبريل/نيسان الماضي. وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية ، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية. وترتكب إسرائيل ، بدعم أميركي مطلق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين.