
الفنون والآداب في دبي.. سرديات إبداعية مسكونة بالجمال والانفتاح
تشكل الفنون والآداب جزءاً لا يتجزأ من منظومة التنوع والثراء الثقافي والتاريخي والإبداعي المجتمعي للشعوب، وهي تتجلى في هذا السياق وتلك الطبيعة، بصورة خلاقة في دبي تنسج في ضوئها قصص تناغم حيوية بين الثقافات، من خلال باقات فعاليات وألوان إبداع شيقة جاذبة، تعكس مكانة الإمارة بوصفها عاصمة عالمية للفن والثقافة، والحاضنة الأولى للإبداع والابتكار كرسالة في المعمورة.
ومن المؤكد أن للمثقفين الإماراتيين، من المخضرمين والمعاصرين، كبير الدور في هذا الصدد، حيث يعززون القيم الجمالية والإنسانية التي تثريها وترسخها الفنون، ومن بين أبرز النماذج في هذا الخصوص، الشاعر الراحل، سلطان بن علي العويس، الذي يعد رمزاً من رموز الأدب والثقافة في الإمارات، والذي يحتفى في العام الجاري، بمرور 100 عام على ولادته.
وتقول الدكتورة فاطمة الصايغ، عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، حول أهمية تجارب فنية وأدبية معاصرة قادرة على إيجاد مقاربات تفاعلية بين جيل اليوم نحو قضايا الهوية الأدبية والفنية: «تسهم الفعاليات الثقافية في بناء مجتمع يحظى بالشمولية والتنوع، وهو ما نلمسه ونتبين فاعلية تأثيراته في دبي، الحاضرة الإبداعية العالمية، حيث يلتقي الأفراد من مختلف الخلفيات لتبادل الأفكار والخبرات في العديد من المناسبات والمعارض وكذلك الندوات.
إذ تبرز من بين ذلك الفعاليات التي تخلد ذكرى المبدعين في الإمارات، ويعد هذا أمراً مهماً للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية».
وتتابع: «نحن نسعى إلى تقديم وتجسيد هذا المنوال والنهج عبر مبادرات المؤسسة من خلال استخدام أساليب جديدة في مجالات الفنون والآداب والسينما، وإنشاء بودكاست أو فيديوهات قصيرة والقصص المصورة لجذب اهتمام الجيل الجديد، ومنها: المعارض الافتراضية، ما يتيح للزوار من جميع أنحاء العالم الاطلاع على إنجازاتهم، إلى جانب استخدام تقنيات الواقع المعزز لإحياء تجارب مبدعين مثل الراحل سلطان العويس، حيث يمكن للزوار رؤية مقاطع من أعمالهم بشكل تفاعلي.
إلى جانب تقديم أفلام قصيرة تركز على قصص ملهمة من حياة هؤلاء المبدعين، ما يجعلها أكثر قرباً للجيل الجديد».
ويؤكد خليل عبدالواحد، مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، أنه لا بد من توثيق تجارب الرواد والمبدعين وفقاً لآليات ووسائل تفاعلية قادرة على الوصول إلى أبناء الجيل الجديد، حيث إن ذلك يعزز، بشكل ما .. وبصيغ تأثير عميقة، أدوار الثقافة في تمكين أطر التنوع والانفتاح الحضاري، والذي يتجسد في دبي في أنجح نماذجه وصوره المثالية على صعيد العالم كافة، ولا شك في أن التوثيق العالمي والاحتفاء بسير حياة وعطاء قامات الإبداع له كبير التأثير في السياق، بفعل المنجز الكبير الذي حققوه بشأن تقارب الحضارات وإثراء إمكانات الثقافة الإماراتية في الصدد وتعزيز مكانة دبي بهذا الحقل، فهذا الفعل والنهج يخلد إسهامات نوعية حققوها في المجال ويحفز على الاقتداء بهم.
ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر: الشاعر سلطان العويس، «فتاة العرب» عوشة السويدي رائدة الشعر النبطي، الشاعر والكاتب مانع العتيبة، الأديبة مريم فرج، راشد بن طناف.. وعبدالرحيم سالم والدكتورة نجاة مكي.
محتوى ثري
وتوضح الشاعرة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، أن السينما والفنون مثل الأنيميشن من الوسائل، فعّالة في نقل الرسائل والمشاعر وتعزيز تواصل الحضارات، كما هي الحال في دبي ودولة الإمارات.
وفي السنوات الأخيرة، شهدنا تطوراً في إنتاج الأفلام الإماراتية وتمكيناً نوعياً لها للعب دور جوهري في تقارب الحضارات، حيث تتناول موضوعات محلية وعالمية، وتسليط الضوء على المبدعين والتناغم واللقاء الإنساني، عبر إنتاج أفلام وثائقية تسرد قصص حياة المبدعين وتأثيرهم وتواصل المجتمعات، بموازاة تضمنها مقابلات مع أفراد عائلاتهم وزملائهم.
وفعلياً، تساهم هذه الأعمال في تعزيز الهوية الوطنية وتغدو مصدر إلهام للأجيال الجديدة، عبر استحضار إنجازات هذه الشخصيات الوطنية الثقافية والتعريف بتميز ثقافة وحضارة الإمارات.
ويشير الفنان التشكيلي فيصل عبدالقادر البستكي، إلى أن الأدباء الشباب الإماراتيين، يمثلون اليوم العمود الفقري للحراك الثقافي والتقارب الحضاري الذي يبرز بصورة ملهمة في دبي ودولة الإمارات، من خلال الأطروحات الفنية المبتكرة والممارسات الإبداعية التي تستند إلى عوالم التراث، وما تم توثيقه من منجز أدبي وفني لجيل الرواد أيضاً.
ويتم بلورة هذه الأفكار اليوم عبر مشاركتهم في الفعاليات الثقافية والفنية، حيث يمكن للشباب أن يسهموا في تعزيز الثقافة المحلية والعالمية، ونقل حاضرها ومستقبلها جيلاً بعد جيل في حراك متواصل من ترسيخ القيم والتقاليد وفقاً لمتطلبات العصر ولغته البصرية وتقنياته التكنولوجية المتطورة، بهدف إعادة سرد قصص حياة المبدعين بأسلوب جذاب ومشوق، ما يسهل على الشباب فهم تراثهم الثقافي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
١١-٠٥-٢٠٢٥
- الإمارات اليوم
«الأنيميشن» العربي.. الجمهور يريد أعمالاً تروي قصصنا
أكد مختصون وعاملون في مجال «الأنيميشن» أن عدم وجود أعمال عربية مميزة تروي قصص مجتمعاتنا بالرسوم المتحركة، يعود إلى وجود خلل في المنظومة المتكاملة لهذه الصناعة، بدءاً من ضعف الدعم المادي، ووصولاً إلى الاستثمار في المواهب أو حتى التعليم الأكاديمي الذي يؤدي إلى ازدهار هذا الفن. وشدد صناع «الأنيميشن» - الذين التقتهم «الإمارات اليوم» على هامش مؤتمر الرسوم المتحركة، الذي عقد أخيراً - على أهمية الانطلاق من القصص المحلية، وتقديم القضايا المرتبطة بعالمنا العربي، لأن تحقيق العالمية يأتي من الانطلاق من صفة المحلية. منح الفرصة وقال مؤسس «سمكة استوديو»، أحمد ثابت، إن هناك الكثير من المحاولات في العالم العربي الخاصة بإنتاج رسوم متحركة، وينبغي منح الفرصة للموهوبين لتقديم إبداعاتهم، مشيراً إلى أن انتشار الرسوم الغربية يعود إلى أن الجمهور ينجذب على نحو أكبر إلى كل ما هو ناجح. وأوضح أنه يسعى باستمرار من خلال الاستوديو الخاص به إلى تقديم إنتاجات مختلفة، وبأفكار ورؤى جديدة، فالجمهور يحتاج إلى مشاهدة مُنتَج جميل، وهذا سيشجعه على متابعة المحتوى العربي والوثوق به، مشيداً بالتجارب البسيطة التي قدمت في المنطقة وكانت ناجحة، وحول المعايير الخاصة بالإنتاج في عالم الرسوم المتحركة، نوه ثابت بأن هناك مجموعة منها لابد من الالتزام بها، لتقديم عمل مميز، بدءاً من الشخصيات الحقيقية والابتعاد عن الشخصيات الخيالية التي لا تشبه الناس، مروراً بالقيام بالبحث الكافي من أجل تقديم محتوى يحمل الثقافة المحلية، من المباني والشوارع إلى العادات التي تلمس الناس، وأكد أهمية الاستثمار في الإنتاجات الخاصة بـ«الأنيميشن»، إذ إن هناك ضعف ثقة من قبل المنتجين في العالم العربي، الذي مازال ينظر إلى هذا الفن على أنه منتج خاص بالأطفال، وليس وسيلة كالسينما يمكن من خلاله تقديم الكثير من القضايا والأفكار، معتبراً أن عالمية العمل الفني تأتي من العناصر المحلية فيه. حاجة إلى التطوير من جهته، قال مدير وكالة الشارقة الأدبية، تامر سعيد، الذي يعمل على تحويل المحتوى إلى رسوم متحركة، إن عدم ابتكار الرسوم المتحركة الخاصة بالعالم العربي يرتبط بالاستثمار الطويل الأمد، سواء من الناحية المالية، أو حتى من ناحية الاستثمار في السردية العربية، وكذلك في الفن نفسه، لأن تطوير الرسوم المتحركة يتطلب الكثير من الجهود والمدارس، فهناك حاجة إلى العناية بهذا الفن وتطويره في الأكاديميات والجامعات، على أن يكون العائد المادي جيداً من المجال كي يصبح جاذباً. وأشار سعيد إلى أهمية وجود مساحة لحرية التعبير والرأي من خلال الفن، لأن غياب القدرة على التعبير سيحد من الإبداع، فضلاً عن مجموعة من العوامل الأخرى المرتبطة بالمشكلات والاضطرابات في العديد من الدول العربية. ورأى أن الحل يكمن في وضع إطار للعمل، سواء عبر وضع القوانين التي تحمي الحقوق وكذلك الاستثمارات وقوانين حقوق الملكية الفكرية، فضلاً عن المبادرات التي من شأنها الإسهام في ازدهار هذه الصناعة، واصفاً المحتوى الذي يقدم في العالم العربي بالجيد جداً، ولكن هناك حاجة إلى الاستثمار فيه، بدءاً من التسويق إلى التقديم وتجهيزه كي يتناسب مع التكنولوجيا الجديدة، معتبراً أن توفير المناخ الجيد يمكن من الوصول إلى إنتاج المحتوى القادر على المنافسة. وأضاف سعيد أن الذكاء الاصطناعي سيترك أثراً كبيراً بالطبع على مجال الرسوم المتحركة، مع أن أحد تحديات هذه التقنيات هو عدم المعرفة بكيفية تطورها في الأيام المقبلة. محاولات فردية أما مؤسس شركة «زيز للإنتاج»، عبدالعزيز عثمان، فأشار إلى العديد من التحديات في العالم العربي لجهة إنتاج الرسوم المتحركة الخاصة بنا، ومن أبرزها، البحث عن المنتجين والمنصات الراغبة في الاستثمار الاستراتيجي بهذا المجال، والذي يستغرق الكثير من الوقت، وكذلك اكتمال المنظومة من الشركات القادرة على إنتاج الرسوم المتحركة بجودة عالية، وكذلك الموزعين، مروراً بالمواهب. ولفت إلى أن هناك الكثير من الجهود المبذولة في المجال، ولكنها عبارة عن محاولات فردية، وغير مؤسساتية بشكل مستدام، ولم تبنَ بشكل تجاري صحيح، وحول وجود الكثير من المواهب في فن «الكوميكس» بخلاف مجال «الأنيميشين»، أكد عثمان أن الأخير صناعة معقدة، ويتطلب كادراً بشرياً كبيراً، فضلاً عن التداخل الكبير بين التخصصات، مشدداً على أهمية التعامل مع هذا المجال كصناعة حقيقية. وعن ضعف الثقة بالاستثمار في إنتاج «الأنيميشين» أضاف: «إننا في حالة من الدوران بدوامة وجود الصناعة نفسها، فالمستثمر لا يريد الإقدام على صناعة غير مؤسسة بعد، وفي المقابل يبقى السؤال: كيف يمكن لهذه الصناعة أن تنهض في غياب الاستثمار؟». واعتبر أن الاستراتيجية التي يمكن وضعها لتحسين «الأنيميشن» يجب أن تكون على أكثر من مستوى، أولاً بالمزيد من الصناديق الداعمة، خصوصاً لمحتوى الطفل، لأنه من الصعب المنافسة مع أنواع الإنتاجات الأخرى كـ«لايف أكشن» الذي يتطلب سنوات، كما يجب على الشركات أن تطور من نفسها، من خلال تقديم الإنتاجات القادرة على المنافسة عالمياً، وعدم التفكير فقط في مجال ضيق، علاوة على الحاجة لمزيد من المواهب، ليس على مستوى الرسم والتحريك فحسب، بل أيضاً في الجوانب الأخرى المكملة للإنتاج والتسويق. «لايف أكشن» من جهتها، رأت الرسامة وصانعة المحتوى، نوران عويس، أن الرسوم المتحركة كصناعة مازالت لم تنضج كما يكفي في العالم العربي، كما الحال في الغرب، ما يؤدي إلى ضعف الاستثمار فيها، فضلاً عن قلة الأكاديميات التي تدرس المجال، ما يؤدي إلى قلة القوة العاملة التي تتيح ازدهاره ونموه، وأشارت إلى أن الاستثمار يتجه، على نحو أكبر، إلى أفلام «لايف أكشن»، لأنها جاذبة للجمهور، وكذلك كون إنتاجها أقل كلفة وأكثر سرعة، منوهة بأهمية إنشاء منصة تجمع العاملين في «الأنيميشن»، توفر للفنانين التمويل، وكذلك تتيح للجمهور مشاهدة الأعمال المختلفة، سواء كانت من إنتاج شركات كبيرة أو حتى صغيرة مستقلة، فضلاً عن إيجاد المعاهد التي تسرع من عملية التعليم، وتشجع على الانضمام لهذا الميدان الواعد، وطالبت عويس بضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، خصوصاً من قبل الفنانين كي يتمكنوا من تحقيق نمو كبير في المجال الذي يتطلب العمل فيه نوعاً من المغامرة. وأوضحت أنها كرسامة كانت دراستها الأساسية البرمجيات، ولكنها من خلال الدورات والتعليم المستمر، تمكنت من العمل على مشروعات متعددة، لافتة إلى أن المنصات العالمية والمعروفة التي تعرض الرسوم المتحركة مازالت لا تقدم الدعم الكافي للإنتاجات المحلية. وشددت على أهمية المزج في الإنتاجات بين العناصر المحلية، وكذلك ما يحمل سمة العالمية. تعلم الأساسيات من ناحيتها، أكدت الرسامة والفنانة البصرية، نورا زيد، أن هناك نقصاً في تعلم أساسيات عمل الرسوم المتحركة، مطالبة بأهمية الاستفادة من التجارب الغربية، سواء في أميركا أو اليابان، ثم العمل على كتابة القصص المحلية التي تعكس التاريخ العربي، بدلاً من الاستلهام من القصص الغربية التي لا تمت لواقع عالمنا بأي صلة. وأضافت: «من الممكن اعتماد خطط بديلة في صناعة المحتوى، واللجوء إلى سؤال الجمهور حول القضايا التي يهتم بمشاهدتها وتقديمها بدلاً من تقديم أشياء لا تهمه». محتوى خاص تعمل الرسامة، نورا زيد، على تقديم محتوى خاص بالرسم و«الأنيميشين» عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة أن الطريقة التي تقدم بها الرسوم الخاصة بها هي التي تصنع من خلالها المحتوى، لأن اللوحة نفسها ليست المحتوى، مع الإشارة إلى أنها تسعى إلى جعل الجمهور مشاركاً في صناعة المحتوى، ولفتت إلى أن هناك تفاعلاً كبيراً من الجمهور مع «الأنيميشين» التي تبدل شكلها مع الوقت، مشددة على أن العديد من العاملين بالمجال في الغرب يعانون تهديد الذكاء الاصطناعي، واعتبرت أن أبرز التحديات في المجال هو عدم ظهور الكثير من المواهب بسبب النواحي المادية، خصوصاً أنها تفاصيل لا تدّرس، ويمكن اختبارها من خلال العمل.


الشارقة 24
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- الشارقة 24
"الشارقة للرسوم المتحركة" يختتم فعالياته وسط حضور"أساطير الأنميشن"
الشارقة 24: اختتمت، الأحد، فعاليات الدورة الثالثة من "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، التي نظمتها "هيئة الشارقة للكتاب" على مدار أربعة أيام في مركز إكسبو الشارقة، بالتزامن مع "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، حيث شهدت فعالياته حضور أكثر من 5,600 زائر، وسط مشاركة واسعة من صنّاع المحتوى، والرسامين، وخبراء الأنيمي من 18 دولة، مثلت آسيا والأميركتين، وأوروبا وإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. وشهد حفل الختام تكريم الفائزين في المسابقات التي أطلقها المؤتمر ضمن فئتين رئيسيتين مجموعهما 20 ألف دولار، حيث قام سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وبيترو بينيتي، المدير الفني لمؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، بتكريم الفائزين بجائزة "اعرض مشروعك"، التي فاز بها محمد جندلي بالمركز الأول، وعبد الله المنجد بالمركز الثاني، وإسلام أبو شادي بالمركز الثالث. كما تم تكريم الفائزين بجائزة "الإعلان الترويجي للكتاب"، حيث حصل أحمد أرنعوطي على المركز الأول، تليه أيشواريا كارياپا في المركز الثاني، وزينب جبور في المركز الثالث، وذلك ضمن أجواء احتفالية ختامية سلّطت الضوء على المواهب الإبداعية في مجال إنتاج المحتوى البصري والترويجي. كما شهد الحفل تكريم عدد من الشخصيات والمؤثرين في مجال الرسوم المتحركة، حيث كرّم المؤتمر اسم أسطورة الكرتون الراحل مسامي سودا، مبتكر شخصيات أيقونية مثل "دراغون بول"، تقديراً لإرثه الفني الذي ألهم أجيالاً من عشاق الأنيميشن حول العالم، وتسلمت الجائزة عنه زوجته تشودا سودا. كما كرّم المؤتمر فنان الرسوم المتحركة العالمي ساندرو كليوزو، بجائزة "سفير مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، والتي تُمنح للشخصيات التي أسهمت في دعم رؤية المؤتمر وتعزيز حضوره الإقليمي والعالمي. ورسّخ المؤتمر مكانته كمنصة إقليمية وعالمية لصناعة الرسوم المتحركة، من خلال برامجه التي تنوعت بين ورش تفاعلية، وعروض موسيقية، وجلسات حوارية ناقشت أحدث الاتجاهات الفنية والتقنية في هذا القطاع المتطور، وشهد المؤتمر نجاحاً ملحوظاً بفضل التعاون مع مجموعة من الشركاء، وهم؛ "دو"، شريك الاتصالات الرسمي، ومعهد SAE ، الشريك التعليمي، و"تون بوم"، و"واكوم"، "إتش بي"، الذين قدموا الخبرة والتكنولوجيا اللازمة لضمان نجاح المؤتمر الذي أقيم على مدار 4 أيام. رؤية طموحة لبناء جسور ثقافية عابرة للحدود وفي كلمتها خلال حفل ختام مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة 2025، أكدت خولة المجيني، المديرة التنفيذية للمؤتمر، أن النجاح المتنامي الذي يشهده المؤتمر يجسّد رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي علّم أجيالاً كاملة أن المشاريع الثقافية والفنية العظيمة لا تُبنى في عام، بل تحتاج إلى رؤية طويلة الأمد وإيمان حقيقي بالإنسان. وأشارت إلى أن هذا النهج هو ما ألهم فرق العمل لصناعة منصة تُنمي الإبداع وتحتفي بالمواهب في مجال الرسوم المتحركة، لتكون امتداداً لطموح الشارقة في بناء جسور ثقافية عابرة للحدود. وأضافت أن المؤتمر انطلق من حلم بسيط بأن ترى القصص العربية النور على الشاشات، مدفوعة بالشغف والدعم اللامحدود من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي آمنت بأهمية بناء منصة تحتفي بالمحتوى العربي وتمنح المبدعين فضاءً حراً للتعبير. وأشارت إلى أن المؤتمر، في عامه الثالث، تحوّل إلى منصة حقيقية للنمو الإبداعي والتعاون المهني، تجمع الناشرين والفنانين وقادة الصناعة والموزعين، ليحملوا معاً رسالة الشارقة في بناء مجتمعٍ ثقافي ينبض بالحكايات والمواهب. نقاشات متعمقة حول حاضر ومستقبل الإنمي واستعرض المؤتمر ملامح المستقبل الرقمي لصناعة الرسوم المتحركة، من خلال نقاشات متقدمة حول الذكاء الاصطناعي، وسرد القصص التفاعلي، والدمج بين الألعاب والرسوم، إلى جانب استضافة روّاد في مجال تصميم الشخصيات وفنون الأداء الكوميدي، الذين كشفوا للجمهور أسرار إخراج المشاهد الكلاسيكية، وتقنيات تحريك الشخصيات بأساليب معاصرة. كما سلّط الضوء على تجارب عالمية متميزة في تحويل الأعمال الأدبية إلى إنتاجات تلفزيونية وسينمائية. وشكّلت جلسات المؤتمر مساحة حوارية جمعت بين صنّاع المحتوى من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا، حيث ناقشوا التحديات المؤسسية وسبل تطوير بنى تحتية داعمة للإنتاج المحلي، إلى جانب تعزيز فرص التعاون الدولي في مجالات البث وتوزيع المحتوى. كما كانت مشاركة المرأة محوراً لافتاً، حيث طرحت رائدات أفريقيات تجاربهن الملهمة في قيادة مشاريع مستقلة تركت بصمتها على الساحة العالمية. حفلات موسيقية ومؤثرات بصرية وفي لفتة مؤثرة، أضاء المؤتمر على مسيرة عدد من رموز الأنيمي الياباني، مقدماً لجمهوره العربي لمحات نادرة من كواليس أعمال شهيرة مثل "سيلور مون" و"يوغي-يوه"، وسط تفاعل كبير من الزوّار ومحبي هذا الفن. كما أتاح المؤتمر الفرصة للأجيال الصاعدة من الطلبة والهواة لاكتساب مهارات مباشرة من كبار المخرجين، عبر ورش تخصصية مزجت بين التطبيق الفني والتقنيات الرقمية الحديثة. ولم تقتصر الفعاليات على الورش والجلسات، حيث امتد تأثير المؤتمر إلى الجوانب الفنية الحيّة، حيث استمتع الجمهور بعدد من الحفلات الموسيقية التي مزجت بين الفن البصري والسمعي، حيث شهدت أمسيات اليومين الأول والثالث حفلات موسيقية واحتفت بأشهر المقطوعات في أفلام الرسوم المتحركة، مثل أعمال "ديزني" مثل فيلم "يون كنغ" و"فروزن"، إلى جنب عرض لموسيقة استديو "جيبلي" الذي تضمن موسيقى جو هيسايشي الشهيرة من فيلمي "المخطوفة" و"جاري توتورو"، وفي حفل الختام، استمتع الجمهور بحفل فني قدمته أوركسترا فلورنسا بوبس الإيطالية. وفي مساء اليوم الثاني، استضاف "بيت اللوال" التاريخي أمسية تواصل جمعت رواد الصناعة والمبتكرين والمبدعين، ووفرت لهم فرصة تعزيز الشراكات، كما احتفت عروض الأفلام على مدار 4 أيام، بإرث الرسوم المتحركة وحاضرها ومستقبلها، مسلطة الضوء على أعمال مستقلة ومواهب إقليمية ناشئة، إلى جانب أعمال كلاسيكية حائزة على "جوائز الأوسكار".


الاتحاد
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الاتحاد
«ريادة الشعر وصدى القصيدة» في «أبوظبي للكتاب»
أبوظبي (الاتحاد) احتضن مجلس «ليالي الشعر»، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، أمسية بعنوان «ريادة الشعر وغواية البحر»، سلّطت الضوء على سيرة ومسيرة الشاعر الإماراتي سلطان بن علي العويس، أحد أبرز رواد الشعر في منطقة الخليج العربي. أقيمت الأمسية بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وشارك فيها إبراهيم الهاشمي، المدير التنفيذي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، والبروفيسور يوسف عيد، المدير السابق لكلية الآداب في الجامعة اللبنانية، وأدار الحوار الدكتور يوسف حطيني، أستاذ الأدب الحديث في جامعة الإمارات العربية والمتحدة. توقفت الجلسة عند الإرث الشعري والإنساني الغني للعويس، الذي عُرف بأسلوبه العاطفي العميق وتعبيره الصادق عن قضايا الإنسان والطبيعة والوطن. وقدّم عيد قراءة تحليلية في تجربة العويس، مؤكداً مكانته بوصفه أحد أعمدة الشعر العربي الحديث، لافتاً إلى دور البحر والمرأة كمصدرَي إلهام رئيسين في نصوصه الشعرية. من جهته، أضاء إبراهيم الهاشمي على الجانب الإنساني في شخصية العويس، مستعرضاً مواقفه النبيلة ومبادراته الخفية لمساعدة الناس وتعليم الطلبة، وهي مواقف لم يُكشف عنها إلا بعد رحيله. وأكد أن هذه الروح الإنسانية، إضافة إلى موهبته الثقافية، هي ما دفعه لتأسيس مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية التي لعبت دوراً محورياً في تنشيط الحركة الثقافية داخل الدولة، وأسهمت في دعم شرائح متعددة من المجتمع. في أمسية شعرية موازية بعنوان «صدى القصيدة»، نُظّمت بالتعاون مع هيئة أبوظبي للتراث، كرّم «ليالي الشعر» مجموعة من الشعراء من فئة ذوي الهمم، في احتفاء خاص بتجاربهم الإبداعية التي تتجاوز التحديات، وتؤكد أن الإبداع لا يعرف حواجز. وتألق في الأمسية الشاعر مسعود الأحبابي، الحائز جائزة «شاعر الهمم» في مهرجان الشيخ زايد، والذي ألقى قصائد تنبض بالعزيمة والإرادة، مجسداً من خلالها المعاني الحقيقية للإعاقة باعتبارها شكلاً آخر من أشكال القوة والتفوق. وقد حملت قصائده معاني الحمد والرضا، وفاضت بالحكمة وفهم الحياة. وأتاح الإعلامي عارف عمر، مدير الجلسة، الفرصة لعدد من الشعراء من ذوي الهمم لمشاركة قصائدهم مع الحضور، مخصّصاً تحية خاصة للمتطوعين منهم في المعرض، وعلى رأسهم منى الحمادي من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، التي تحرص سنوياً على التطوع، لتؤكد أن حب العطاء لا يعرف حدوداً.