
الجوع يفتك بسكان غزة وشهادات ميدانية تُدمي القلب وتبكي العين
وأعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 18 حالة وفاة خلال 24 ساعة بسبب اشتداد أزمة المجاعة في القطاع، مع نفاد مخزونات الطعام لدى غالبية الغزيين، وكذلك توقف جميع المؤسسات التي تقدم مساعدات غذائية.
وبرزت الطفلة رزان أبو زاهر، التي تبلغ الرابعة من العمر، من بين الضحايا، إذ أفاد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط القطاع) باستشهادها نتيجة سوء التغذية والجوع داخل قسم الأطفال.
وشيع الأهالي في خان يونس جنوبا الطفل يحيى النجار البالغ من العمر 4 أشهر، بعدما توفي أيضا بسبب الجوع المتفاقم إثر منع دخول المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وتتسارع أعداد الوفيات في غزة، إذ يتوقف نبض غزي مع كل ساعة تمر وتنطفئ روح أخرى بسبب سياسة التجويع التي تستخدمها إسرائيل سلاحا في حربها المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويلتحق يوميا بقائمة القتل في غزة رضيع أو طفل أو امرأة أو رجل افترسه ألم الأمعاء الخاوية، فلم يعد الجوع خبرا يُروى بل مشاهد باتت في أرجاء قطاع غزة وأزقته الضيقة.
ووثقت الكاميرات أبا جائعا يحمل رضيعا جائعا لم يدخل الفتات أمعاءه منذ يومين، ليصل إلى مستشفى يغصّ بالمجوعين، ويستقبله في الوقت ذاته طبيب يخجل من أن يقول للأب الجائع، إنه هو أيضا يموت جوعا.
مرسلو الجزيرة
ووثقت الجزيرة عبر شبكة مراسليها في قطاع غزة تمدد الجوع المفترس في غزة بإرادة الاحتلال الإسرائيلي وعجز العالم، ونقلوا واقع الألم القاتل.
ورصد مراسل الجزيرة أنس الشريف -خلال مداخلة على الهواء مباشرة- سقوط سيدة فلسطينية على الأرض أمام بوابة مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، وقال إن الانهيار بسبب شدة الجوع.
ولفت الشريف بصوت متهدج وهو يغالب الدموع إلى أن هذه الحالة تتكرر في أكثر من مكان في القطاع الذي منعت إسرائيل دخول جميع المساعدات إليه منذ شهر مارس/آذار الماضي.
وكانت وزارة الصحة في غزة قالت إن أعدادا غير مسبوقة من المواطنين المُجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالات إجهاد وإعياء شديدين.
بدوره، أكد مراسل الجزيرة رامي أبو طعيمة أنه وزملاءه يرجفون بسبب الجوع، بعدما كانوا ينقلون رسائل الغزيين المكلومين من الحرب الإسرائيلية المدمرة.
وقال مراسل الجزيرة هاني الشاعر إن جميع السكان داخل القطاع باتوا مجوعين، وصار الحصول على الطعام بشق الأنفس.
من جانبه، كشف مراسل الجزيرة في وسط القطاع أشرف أبو عمرة أن أبناءه اتصلوا به ليخبروه بأن البيت يخلو من أي طعام أو كسرة خبز، مشيرا في الوقت ذاته إلى معاناة الأهالي وخاصة الآباء في البحث عن أرغفة الخبز لسد رمق أطفالهم.
وفي إشارة إلى حجم الكارثة وخطورتها، أطلقت سيارات الإسعاف في مختلف مناطق قطاع غزة ومستشفياتها صفاراتها في وقت متزامن اليوم، لعل العالم يرى ما يجري في غزة من إبادة وتجويع.
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن إطلاق الصفارات بالقطاع، هو نداء استغاثة وتحذير من تفاقم المجاعة وتدهور الوضع الصحي، بسبب سياسة التجويع التي يتبعها الاحتلال.
وأكدت الوزارة استشهاد أكثر من 900 فلسطيني -بينهم 71 طفلا- بسبب الجوع وسوء التغذية، إضافة إلى 6 آلاف مصاب من الباحثين عن لقمة العيش منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.
وحذرت مؤسسات فلسطينية ودولية من أن القطاع يمر حاليا بأسوأ مراحل المجاعة نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
الصحة العالمية: الجيش الإسرائيلي هاجم مقرنا بدير البلح واحتجز موظفا
قالت منظمة الصحة العالمية إن مقر إقامة موظفيها في دير البلح (وسط قطاع غزة) تعرض للهجوم 3 مرات أمس الاثنين من طرف الجيش الإسرائيلي، وطالبت بالإفراج عن أحد موظفيها الذي مازال محتجزا. وأضافت المنظمة -في بيان لها مساء أمس- أن القوات الإسرائيلية دخلت إلى موقعها في دير البلح وأجبرت النساء والأطفال على الإخلاء سيرا على الأقدام باتجاه منطقة المواصي وسط استمرار الاشتباكات. وتابعت أن الجنود الإسرائيليين "قيدوا أيدي الموظفين الذكور وأفراد عائلاتهم، وتم تجريدهم من ملابسهم واستجوابهم في الموقع وتفتيشهم تحت تهديد السلاح". وأوضحت الصحة العالمية أنه جرى اعتقال اثنين من موظفيها واثنين من أفراد عائلتيهما، وأفادت بأنه تم الإفراج لاحقا عن 3 منهم بينما لا يزال أحد الموظفين قيد الاعتقال. وطالبت المنظمة بالإفراج الفوري عن الموظف المحتجز وبحماية جميع موظفيها، مشيرة إلى أنه تم إجلاء 32 من هؤلاء الموظفين وأفراد عائلاتهم إلى مكتب المنظمة بعد أن أصبح الوصول إليه ممكنا. واعتبرت أن أمر الإخلاء الأخير في دير البلح أثر على عدد من مرافق الصحة العالمية، مما قوّض قدرتها على العمل في غزة ودفع بالنظام الصحي نحو الانهيار. ويقع المستودع الرئيسي للصحة العالمية في دير البلح داخل منطقة الإخلاء، وقد تضرر عندما تسبب هجوم في حدوث انفجارات وحريق داخله، وفق ما ورد في بيان المنظمة. وأوضحت منظمة الصحة أنه -بعد خروج المستودع الرئيسي عن الخدمة ونفاد غالبية الإمدادات الطبية في غزة- أصبحت غير قادرة على دعم المستشفيات وفرق الطوارئ الطبية وشركاء القطاع الصحي الذين يعانون أصلا من نقص حاد بالأدوية والوقود والمعدات. ودعت المنظمة الدول الأعضاء بشكل عاجل إلى ضمان تدفق منتظم ومستدام للإمدادات الطبية إلى غزة، واعتبرت أن تقويض عملياتها يعني شل الاستجابة الصحية برمتها في القطاع الفلسطيني. وشددت الصحة العالمية على أن وقف إطلاق النار في غزة "ليس مجرد ضرورة بل تأخر كثيراً". وسبق أن حذر مدير عام المنظمة تيدروس غيبريسوس من أن إعادة بناء النظام الصحي في غزة ستكون مهمة معقدة وصعبة بعد عدوان إسرائيلي مدمر استمر لأكثر من 20 شهرا.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
الأمم المتحدة للجزيرة: يمكننا إطعام الناس لكن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها
قال فرحان حق -نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة- إن المنظمة الدولية حاضرة في قطاع غزة، وإن موظفيها يعانون الجوع ويتعرضون للخطر وهم يحاولون مساعدة الفلسطينيين، مؤكدا أن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها. وفي مقابلة مع الجزيرة، قال حق إن إسرائيل لا تسمح إلا بإدخال كميات قليلة جدا من الطعام والوقود، وإن عليها الالتزام بما عليها كقوة احتلال لأن هناك مليوني فلسطيني يواجهون الموت جوعا. وباستطاعة الأمم المتحدة إطعام الناس كما فعلت خلال الهدنة السابقة وستقوم بالأمر نفسه في حال تم وقف إطلاق النار ، كما قال المسؤول الأممي مؤكدا استعداد كافة موظفي المنظمة للقيام بما يجب عليهم. وأكد حق أن مسألة المعابر مرتبطة بالحكومتين المصرية والإسرائيلية، وقال إن إجبار أي شعب على مغادرة أهله يمثل جريمة حرب وفق القانون الدولي ، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لا يمكنها إعطاء توصيفات بعينها ما لم تصدر المؤسسات القضائية الدولية رأيها بشأنها. وأمس الاثنين، أقادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 11 فلسطينيا من طالبي المساعدات بنيران جيش الاحتلال في القطاع خلال يوم واحد. كما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن "الجوع ينتشر في غزة والناس يموتون وسوء التغذية المميت بين الأطفال يصل إلى مستويات كارثية". وفي غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس دونالد ترامب يرى أن الحرب في غزة طالت وأن القتال أصبح أكثر دموية في الأيام الأخيرة، مؤكدة أنه يريد دخول المساعدات بطريقة آمنة. وشهدت الأيام الماضية تحذيرات متزايدة من تفشي الجوع في القطاع المنكوب الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا تاما منذ عودتها للحرب في مارس/آذار الماضي. وخلال شهرين اثنين، قتلت قوات الاحتلال 800 فلسطيني على الأقل خلال سعيهم للحصول على مساعدات وفق الآلية التي حددتها مع الولايات المتحدة. وتم الإعلان عن موت أطفال في غزة بسبب سوء التغذية الحاد، ولم تعد المستشفيات تجد وجبة واحدة للمرضى ولا للطواقم الطبية، وأكدت العديد من المنظمات الأممية أن القطاع يواجه كارثة حقيقية.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
غوتيريش: شريان الحياة في غزة ينهار
عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ، حيث ينهار آخر شريان يُبقي الناس على قيد الحياة، على حد تعبيره. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، اليوم الاثنين، إن غوتيريش يعبّر عن أسفه للتقارير المتزايدة عن معاناة الأطفال والكبار من سوء التغذية. وأضاف أن على إسرائيل الالتزام بالسماح بتقديم الإغاثة الإنسانية التي تُوفرها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، وتسهيلها بكل الوسائل المتاحة لها. ومع تصاعد التحذيرات الدولية من خطر المجاعة في قطاع غزة، تؤكد تقارير أممية وإعلامية أن السكان يعانون من انعدام شبه كامل للغذاء، في وقت تتكرر فيه مشاهد إغماء الأطفال والنساء وكبار السن في الشوارع وأمام مراكز توزيع المساعدات، وسط شح بالغ في المواد الأساسية وتقييد صارم لإدخال الإغاثة الإنسانية. وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال.