logo
الهجرة غير الشرعية... مصر تقطع الطريق لكن المصريين يتحايلون

الهجرة غير الشرعية... مصر تقطع الطريق لكن المصريين يتحايلون

Independent عربيةمنذ 7 ساعات
جاءت واقعة مصرع 18 مصرياً في غرق قارب هجرة غير شرعية يحمل على متنه أكثر من 80 مهاجراً قبالة سواحل مدينة طبرق (شرق ليبيا) أثناء محاولته الوصول إلى الشواطئ الأوروبية قبل أيام، لتضيف رقماً جديداً في تعداد دفاتر "قوارب الموت"، معمقة الجرح الغائر عن رحلات الهجرة "غير النظامية" التي تبتلع عدداً من الشباب المصريين الحالمين بالهجرة من أجل الثراء السريع وبحثاً عن ظروف معيشية أفضل.
الواقعة السالفة الذكر أعادت للأذهان سلسلة الحوادث المتكررة لرحلات هجرة غير شرعية أودت بحياة مصريين خلال الآونة الماضية، فخلال يونيو (حزيران) الماضي أعلنت مؤسسة "العابرين" الليبية لمساعدة المهاجرين، عن وفاة مهاجر مصري وإنقاذ 36 آخرين بعد احتراق مركب في عرض البحر قبالة ساحل مدينة طبرق شرق ليبيا، وخلال أبريل (نيسان) الماضي تمكنت السلطات الليبية من إنقاذ 62 مصرياً كانوا داخل مركب بالبحر المتوسط في طريقهم إلى أوروبا عبر هجرة غير شرعية، وخلال مارس (آذار) الماضي، ضبطت السلطات الليبية 65 مصرياً وسودانياً من المهاجرين غير الشرعيين في عرض البحر شمال منطقة البنمبة قبل تهريبهم إلى أوروبا، وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024 تمكنت القوات البحرية المصرية من إحباط محاولة هجرة غير شرعية لمركب على متنه 63 شخصاً، على مسافة 135 ميلاً بحرياً شمال مدينة السلوم قرب الحدود مع ليبيا.
تلك الوقائع خلفت وراءها تساؤلات ملحة في شأن أسباب لجوء كثير من الشباب المصري للمخاطرة بحياتهم من أجل الهجرة، وجدوى حملات التوعية والزيارات الميدانية التي تقوم بها المؤسسات المصرية للقرى الأكثر تصديراً للهجرة، ولماذا تحولت الحدود والسواحل الليبية إلى نقطة عبور وانطلاق للمهاجرين المصريين في تلك الرحلات؟
مصير مجهول
في مركز البداري بمحافظة أسيوط (جنوب مصر)، اتشح الأهالي بالسواد حزناً على الضحايا والمفقودين، بعدما شيع ثلاثة جثامين بينما لا يزال آخرون مفقودين وينتظرون عمليات البحث التي تجرى في ليبيا بالتنسيق مع السلطات المصرية.
"نعيش كابوساً مفزعاً منذ وقوع الحادثة. لا نعلم مصيره، ما إذا كان حياً أو ميتاً"، بتلك الكلمات لخص محمد عاطف محمد نجل عم معتز هاشم عبدالرحمن عبيد (25 سنة)، أحد المفقودين في الحادثة، واقع المأساة المريرة التي تعيشها أسرته جراء فقدانه.
بصوت خافت، يروى عاطف في شهادته لـ"اندبندنت عربية" تفاصيل الاتصال الأخير الذي جمع معتز بوالدته "قبل رحيله أخبر جميع أفراد الأسرة أنه سيسافر بحثاً عن فرصة عمل بالقاهرة، لكن فوجئت والدته باتصال هاتفي منه قبل 20 يوماً يخبرها أنه سافر إلى ليبيا، للانطلاق منها للعمل باليونان، برفقة أحد أقاربه يدعى محمد فاروق بحثاً عن ظروف معيشية أفضل ورغبة في كسب المال، وبخاصة في ظل تعثره في الحصول على فرص عمل مناسبة منذ حصوله على شهادة دبلوم التجارة".
ويمضي عاطف "حاولت الأم التماسك على رغم الصدمة، وفشلت كل محاولاتها للعدول عن خطته للهجرة والعودة إلى البلد، حتى فوجئت بكارثة أكبر بانتشار أخبار عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي تفيد بغرق القارب ووفاة فاروق المرافق له بالرحلة وفقدان معتز وآخرين".
مضت الأيام ثقيلة على الأسرة، وطرقت كل الأبواب بحثاً عنه وسط تضارب الروايات بين من يزعم أنه يرقد في مستشفى تحت العناية المركزة، وبين من يقول إنه نقل للعلاج داخل مكان آخر، مختتماً "نتمنى أن يخرج أحد ويخبرنا بحقيقة مصيره ويثلج صدورنا عنه وراضين بقضاء الله وقدره".
لا تختلف الحال كثيراً مع الشاب الثلاثيني محيي نصير، الذي فقد شقيقه محمد (31 سنة) واثنين من أقاربه مصطفى طلعت (24 سنة) وأحمد أحمد محمد (33 سنة) في الحادثة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً منذ رحيلهم بوساطة اثنين من سماسرة بالقرية عبر منفذ السلوم والحدود الليبية خلال الثاني من يوليو (تموز) الماضي.
يقول نصير الذي يقطن أيضاً مركز البداري بأسيوط ضمن شهادته لـ"اندبندنت عربية"، "الشباب الثلاثة خرجوا باحثين عن مستقبل أفضل لأبنائهم وزوجاتهم، فضلوا خوض رحلة محفوفة الأخطار للسفر إلى اليونان في تجربة جديدة"، مضيفاً "تلقيت اتصالاً من شقيقي خلال الـ17 من يوليو الماضي، أخبرني أنه موجود على الحدود الليبية تمهيداً للسفر إلى اليونان، ويطلب تجهيز مبلغ يصل لـ220 ألف جنيه (4541.70 دولار أميركي) لمنحه لسمسار بالقرية، والمبلغ نفسه من أسر أقاربه المهاجرين برفقته بمجرد الوصول إلى البلد المستهدف".
يواصل الشاب الثلاثيني، فوجئت صباح يوم الحادثة باتصال هاتفي منه يبلغني أن المركب تعطل وطلب منهم السماسرة التحرك عبر عربة صغيرة والاختباء عن الأعين عبر تغطية رؤوسهم بسجاد واستبن سيارات للوصول إلى مكان جبلي وركوب مركب آخر.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"علمت لاحقاً من أحد الناجين بالحادثة أنهم تعرضوا لتعذيب وإهانة وتوبيخ من قبل السماسرة وعصابات الاتجار بالبشر، وبلغ الأمر حد إطلاق النيران على أحد المهاجرين السودانيين لمخالفته التعليمات ووفاته على الفور"، يقول نصير.
وخلال مايو (أيار) الماضي، وثقت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 3400 حالة وفاة وفقدان لمهاجرين داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام 2024، من بينهم 159 طفلاً و257 امرأة، ووفق التقرير يجبر عدد من المهاجرين، في ظل الصراعات والانهيار الاقتصادي وانعدام المسارات النظامية، على خوض رحلات محفوفة بالأخطار تهدد حياتهم. وكشف تقرير المنظمة أن الطرق البحرية المغادرة من المنطقة لا تزال الأكثر فتكاً، إذ شهدت أكثر من 2500 حالة وفاة وفقدان، فيما جرى تسجيل أكثر من 900 حالة على الطرق البرية عبر المنطقة.
لماذا يفضل الشباب الهجرة؟
يعزو خبير دراسات السكان والهجرة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان الدكتور أيمن زهري إقبال الشباب على الهجرة غير النظامية على رغم أخطارها، إلى "تزايد الضغوط المعيشية وتفاقم الأعباء الاقتصادية، مما يضطر كثيراً من الشباب للبحث عن طوق نجاة بالسفر إلى الخارج أملاً في مستوى معيشي أفضل"، موضحاً "لدينا 800 ألف خريج سنوياً بينما القدرة الاقتصادية في الظروف الراهنة لا تستوعب أكثر من 200 ألف، مما يعني أن هناك 600 ألف خريج لن يحظوا بفرص عمل في السوق".
وفي رأي زهري، فإن إحكام مصر قبضتها على منافذ ومسارات التهريب للهجرة غير النظامية عبر حدودها قبل أعوام، جعل كثيراً من الشباب ينساقون وراء إغراءات مافيا الاتجار بالبشر عبر الحدود مع ليبيا كبوابة بديلة للعبور منها للشواطئ الأوروبية، بسبب طول تلك الحدود التي تمتد لمسافة 1000 كيلومتر، وكونها صحراء غير مسيجة (بلا سياج)، وتنشط فيها عصابات التهريب والاتجار بقوة كونها تمثل تجارة مربحة لهم، فضلاً عن أن حدودها البرية غير مأهولة بالسكان.
وفى تقدير زهري، فإن المؤسسات المصرية عملت على عدة محاور أمنية وتشريعية وإعلامية وتنموية، فضلاً عن التعاون والتنسيق الدولي من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومنع خروج أي مركب للهجرة من أراضيها. وخلال مايو (أيار) الماضي، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقائه نظيره اليوناني أن "مصر لم تكن أبداً معبراً للهجرة إلى أوروبا، ولم تخرج مركب هجرة غير شرعية باتجاه أوروبا من مياهها منذ 2016".
تعضد الباحثة المتخصصة في ملف الهجرة غير الشرعية الدكتورة نانسي طلال زيدان الطرح السابق، مؤكدة أن غالب الشباب الحالمين بالهجرة والثراء السريع، لا سيما في القرى والنجوع المصرية يلجأون لأساليب مختلفة من أجل الهجرة للخارج، إما عبر مسارات التهريب ومعظمها يجري من السواحل الليبية أو عبر الحصول على تأشيرة عمل، والدخول تحت مظلة وهمية مثل عمال بناء أو الالتحاق بالشركات، وبمجرد وصولهم للحدود الليبية يسلمون أنفسهم لسماسرة التهريب وعصابات الاتجار بالبشر في رحلة محفوفة بالأخطار نحو بلدان أوروبا.
وتضيف نانسي صاحبة كتاب "الهجرة غير النظامية بين التأريخ والتعقيد" أن نقص الوعي وضعف المستوى الثقافي والتعليمي تجعلهم يلجأون إلى الاستدانة من أجل السفر، وتعريض حياتهم للخطر بدلاً من التفكير في إقامة مشروع تجاري أو البحث عن فرصة عمل ملائمة، مضيفة "على رغم حملات التوعية المستمرة فإن بعض الشباب يشعرون أنهم يعيشون كالأموات بسبب تردي الظروف الاقتصادية ويفضلون المخاطرة بحياتهم، حتى لو كانت نسبة النجاح في رحلة الهجرة تمثل واحداً في المئة فقط".
وفق نانسي، فإن الهجرة غير النظامية أصبحت تجارة مربحة لعصابات الاتجار بالبشر وترتبط بمافيا داخل بلدان مختلفة لتسهيل عمليات الهجرة غير النظامية، لافتة إلى أن غالب المراكب الصغيرة المستخدمة في تلك العمليات المحظورة يجري تصنيعها داخل إحدى القرى بدولة تونس.
عوامل طاردة
يتفق المتخصص في علم الاجتماع السياسي الدكتور سعيد صادق مع الأطروحات السابقة، موضحاً أن عوامل الجذب للشباب المصري داخل البلدان الأوروبية أصبحت أقوى وأكبر، لا سيما في ظل ضعف الأجور وزيادة نسب البطالة بمصر، مؤكداً أن "كثيراً من الشباب أصبح لديهم رغبة في المقامرة والمغامرة بحياتهم في سبيل الحصول على طوق نجاة لتحسين أوضاعهم المعيشية"، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة عوامل الجذب الداخلي لا الطرد، مثل تحسين الأوضاع الاقتصادية وفتح آفاق جديدة لفرص العمل.
وتوصلت دراسة بحثية أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة بين الشباب المصري الذي يرغب في الهجرة بصورة غير شرعية، إلى أن هناك 11 محافظة كانت تضم أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين هي الشرقية والدقهلية والقليوبية والمنوفية والغربية والبحيرة وكفر الشيخ والفيوم وأسيوط والأقصر والمنيا.
وأورد تقرير صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات (هيئة حكومية مصرية) مارس 2022، بعنوان "مصر وملف الهجرة غير الشرعية"، العوامل التي تدفع إلى الهجرة غير الشرعية متمثلة في البطالة وانخفاض الأجور وتدني المستوى الاقتصادي والمعيشي داخل البلدان المصدرة للمهاجرين، علاوة على العوامل الاجتماعية المتمثلة في ضعف أو انعدام الروابط الاجتماعية والأسرية، أما عوامل جذب المهاجرين فتتمثل في ارتفاع أجور العمال في البلد المراد الهجرة إليها، وارتفاع المستوى المعيشي بها ووجود خدمات اجتماعية وصحية أفضل مقارنة بدولة المهاجر.
"حادثة فردية"، بتلك الكلمات تصف السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر غرق قارب طبرق خلال حديثها لـ"اندبندنت عربية"، موضحة أن الحوادث المترتبة على الهجرة غير النظامية لن تتوقف وستظل مستمرة طالما هناك عصابات تهريب وشباب ينساقون وراء الإغراءات والأحلام الوردية بالهجرة للخارج، لافتة إلى أن مصر بذلت جهوداً كبيرة في هذا الملف، كان هدفها في المقام الأول الحد من تلك الممارسات، ومجابتها لتقليل أخطارها والأضرار الناجمة عنها.
وفي تقدير نائلة، فإن تلك الوقائع عددها ضئيل مقارنة بتعداد سكان مصر علاوة على أن تحركات الدولة المكثفة أسهمت في تقليص وتحجيم تلك الممارسات نسبياً، كاشفة عن أن مسارات الهجرة غير الشرعية أصبحت تجري عبر ليبيا أو البلقان خلال الوقت الراهن.
وفق نائلة، فإن مصر أدت جهوداً متكاملة لمواجهة جريمة تهريب المهاجرين عبر رحلات الهجرة غير النظامية، إذ أنشأت لجنة وزارية لوضع الخطط والاستراتيجيات، علاوة على وضع أول تشريع في الشرق الأوسط لمجابهة هذه الجريمة، وهو القانون رقم 82 لعام 2016، ثم غلظت خلال عام 2022 العقوبات لردع المهربين، علاوة على إعداد خريطة بالمحافظات الأكثر تصديراً للشباب والصغار، لبحث دوافع وأسباب الهجرة للخارج، فضلاً عن الزيارات الميدانية لتلك القرى وأبرزها أسيوط والمنيا، إضافة إلى وضع استراتيجية قائمة على تدريب العاملين على أساليب تنفيذ العدالة وحملات التوعية، وهو ما يعكس وجود إرادة سياسية للدولة المصرية لمواجهة تلك القضية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إعلام الكيزان: لو كانت التفاهة تقتل صاحبها..!
إعلام الكيزان: لو كانت التفاهة تقتل صاحبها..!

سودارس

timeمنذ 3 ساعات

  • سودارس

إعلام الكيزان: لو كانت التفاهة تقتل صاحبها..!

قال الصحفي اللبناني "سمبر عطا الله" معلّقاً على أحداث غزة: (لو كانت التفاهة تقتل صاحبها لما بقى سياسي إسرائيلي واحد حياً). طبعاً لا احد يتمنى الموت للصحفيين والإعلاميين الكيزان مؤيدي الانقلاب والفساد والحرب؛ ولكن الشيء بالشيء يُذكر..(أحسن الله خاتمتنا وخاتمتهم)..! أحد صحفجية الإنقاذ (بل من كبارهم) كتب بالأمس يقول وهو يقصد جماعة صمود والحرية والتغيير: (بأي شعار سوف يعودون)..؟! هل تصدق..؟! هذا الرجل لا يقول بأي وجه يعود الكيزان للساحة السياسية..؟ إنما يقول بأي شعار سيعود مؤيدو الثورة من جماعة "صمود والحرية والتغيير"..؟! إنها صحافة الفجور..! هذه الشرذمة منزوعة الحياء تظن أن النجاح كل النجاح في تزوير الوقائع وقلب الحقائق وتسويق الموت والخراب على انه انتصار..! وترى أن البجاحة واتهام الآخرين بالخيانة وإلقاء جرائم الكيزان على ظهور الأحرار هو الفوز الأكبر..! حتى لو جرى ذلك على دماء الشعب..وعلى حساب المنطق والحق والحقيقة والضمير..! الكيزان الذين مزقوا خريطة الوطن وهتكوا نسيجه وانتهوا به إلى الخراب الشامل عبر الإبادة في دارفور وجبال النوبة وسلاسل المذابح من كجبار وبورتسودان والخرطوم والمناصير وميدان الاعتصام.. إلى (أطفال العيلفون).. عصابة سرقة الموارد والمرافق وعبدة الدينار.. أصحاب حاويات المخدرات وجلاوزة بيوت الأشباح ومغتصبي صبيان الخلاوي تحت المنابر..يعودون بوجوه مشرقة وشعارات مضيئة..! والمشكلة كل المشكلة في أنصار الثورة وأحرار الحرية والتغيير.. بأي شعار سيعودون..؟! الكيزان وجنرالات السجم والرماد والانقلابيين وحركات الارتزاق هم الذين يحق لهم التحكّم في الوطن ومستقبله؛ لذلك وتصوّرهم صحافة الارتزاق أبطالاً، وتجعل من تدمير الوطن انتصاراً ومن (الطين والخبوب) عنبراً ومسكاً وكافوراً..! إنها فرقة الأبواق والدفوف والصاجات..(فرقة حسب الله) التي تتجوّل بدلاقينها وهلاهيلها الرثة ونياشينها المزيّفة في الأرياف المهجورة وهي تنفخ على مزاميرها البالية..! ما هذه النماذج المشوّهة من البشر التي نشرها الكيزان في هذا البلد الطيب..؟! ما هذا الجنون الذي انطلق في بلادنا..؟ أين هذا الانتصار ومعظم السودانيين أما تحت القصف والقتل أو الجوع والمرض والنزوح واللجوء..أو يجوسون بين الخرائب والمزابل..؟! ماذا قالت اليونسيف بالأمس عن أطفال السودان..؟! هل يمكن آن بشعر الكيزان وأبواقهم بما يشعر به السودانيون من مسغبة وتشريد وموت وخراب ومرض وجوع وموت..! منذ متى يأبه الكيزان بآلام السودانيين..! لقد نهبوا السودان مالاً وعقاراً وذهباً وعافية وثروات وامتلكوا المليارات واشتروا القصور واليخوت..فهل تبرع واحد منهم (واحد فقط) في أي يوم عبر كل هذه السنوات الكنود بإقامة (سبيل مياه بزير واحد) وكوز واحد..تم تحويره من حديد المعلبات الفاسد..! يا أولاد الكيزان وصحفجيتهم: ما أنكد حياتكم..! تربيتم بالسحت (وعملتوها شقق وعمارات ودولارات) وانتم مرغمون الآن على رد الدين ركوباً على بغلة الباطل..وتنافساً على تزوير الواقع وقلب للحقائق..! انشروا وروّجوا أن أنصار الثورة ومناهضي الحرب هم الذين صنعوا مليشيات الجنجويد وهم الذين فضّوا الاعتصام وسرقوا الموارد...! يا أخي (ببساطة) سيعود أبناء الثورة بذات شعارهم "حرية سلام وعدالة".. فبأي شعار سيعود جماعتك الكيزان..؟! ما أتعس مهانة هؤلاء الصحفجية وهم معزولون منبوذون كمصابي الجرب والقوب والايدز..وكما يقول شكسبير على لسان الملك لير: (أيتها الرياح المتآمرة: وي وي..خجلاً لك خجلا).. الله لا كسّبكم..!

إسرائيل: قتلنا قائد الاستخبارات بقوات "الرضوان" التابعة لحزب الله
إسرائيل: قتلنا قائد الاستخبارات بقوات "الرضوان" التابعة لحزب الله

العربية

timeمنذ 6 ساعات

  • العربية

إسرائيل: قتلنا قائد الاستخبارات بقوات "الرضوان" التابعة لحزب الله

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن قواته شنّت غارة جديدة على جنوبي لبنان، أسفرت عن مقتل محمد حمزة شحادة، قائد الاستخبارات في قوات "الرضوان" التابعة لحزب الله. وأوضح أن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي هاجمت في وقت سابق من اليوم منطقة عدلون (في محافظة النبطية)، وقضت على محمد شحادة. وجاء في البيان أن شحادة عمل، طوال فترة الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، على رفع الجاهزية العملياتية لقوات "الرضوان". وأشار الجيش إلى أن أنشطة شحادة "شكّلت انتهاكاً لاتفاقيات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان". من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخص، الجمعة، جراء ضربة إسرائيلية على جنوب لبنان. وأوضحت الوزارة أن الضربة استهدفت سيارة من طراز "رابيد" على الطريق السريع الرابط بين صيدا وصور، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام. وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي نعي حزب الله لأحد قتلاه اليوم بضربة إسرائيلية. وجاءت الضربة، الجمعة، غداة ضربات شنّتها إسرائيل على شرق لبنان، أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص ، ستة منهم بضربة واحدة في الطريق المؤدي إلى منطقة المصنع التي تضم المعبر الرئيسي مع سوريا. ورغم وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل شن ضربات على مناطق مختلفة في لبنان، مستهدفة بنى تحتية لحزب الله ومستودعات أسلحة وقياديين في الحزب. وتتوعد بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في لبنان ما لم تنجح السلطات في نزع سلاح حزب الله. وكلفت الحكومة اللبنانية، الثلاثاء، الجيش إعداد خطة لنزع سلاح حزب الله، على أن يتم تطبيقها قبل نهاية العام، في خطوة يرفضها حزب الله بالمطلق.

الهجرة غير الشرعية... مصر تقطع الطريق لكن المصريين يتحايلون
الهجرة غير الشرعية... مصر تقطع الطريق لكن المصريين يتحايلون

Independent عربية

timeمنذ 7 ساعات

  • Independent عربية

الهجرة غير الشرعية... مصر تقطع الطريق لكن المصريين يتحايلون

جاءت واقعة مصرع 18 مصرياً في غرق قارب هجرة غير شرعية يحمل على متنه أكثر من 80 مهاجراً قبالة سواحل مدينة طبرق (شرق ليبيا) أثناء محاولته الوصول إلى الشواطئ الأوروبية قبل أيام، لتضيف رقماً جديداً في تعداد دفاتر "قوارب الموت"، معمقة الجرح الغائر عن رحلات الهجرة "غير النظامية" التي تبتلع عدداً من الشباب المصريين الحالمين بالهجرة من أجل الثراء السريع وبحثاً عن ظروف معيشية أفضل. الواقعة السالفة الذكر أعادت للأذهان سلسلة الحوادث المتكررة لرحلات هجرة غير شرعية أودت بحياة مصريين خلال الآونة الماضية، فخلال يونيو (حزيران) الماضي أعلنت مؤسسة "العابرين" الليبية لمساعدة المهاجرين، عن وفاة مهاجر مصري وإنقاذ 36 آخرين بعد احتراق مركب في عرض البحر قبالة ساحل مدينة طبرق شرق ليبيا، وخلال أبريل (نيسان) الماضي تمكنت السلطات الليبية من إنقاذ 62 مصرياً كانوا داخل مركب بالبحر المتوسط في طريقهم إلى أوروبا عبر هجرة غير شرعية، وخلال مارس (آذار) الماضي، ضبطت السلطات الليبية 65 مصرياً وسودانياً من المهاجرين غير الشرعيين في عرض البحر شمال منطقة البنمبة قبل تهريبهم إلى أوروبا، وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024 تمكنت القوات البحرية المصرية من إحباط محاولة هجرة غير شرعية لمركب على متنه 63 شخصاً، على مسافة 135 ميلاً بحرياً شمال مدينة السلوم قرب الحدود مع ليبيا. تلك الوقائع خلفت وراءها تساؤلات ملحة في شأن أسباب لجوء كثير من الشباب المصري للمخاطرة بحياتهم من أجل الهجرة، وجدوى حملات التوعية والزيارات الميدانية التي تقوم بها المؤسسات المصرية للقرى الأكثر تصديراً للهجرة، ولماذا تحولت الحدود والسواحل الليبية إلى نقطة عبور وانطلاق للمهاجرين المصريين في تلك الرحلات؟ مصير مجهول في مركز البداري بمحافظة أسيوط (جنوب مصر)، اتشح الأهالي بالسواد حزناً على الضحايا والمفقودين، بعدما شيع ثلاثة جثامين بينما لا يزال آخرون مفقودين وينتظرون عمليات البحث التي تجرى في ليبيا بالتنسيق مع السلطات المصرية. "نعيش كابوساً مفزعاً منذ وقوع الحادثة. لا نعلم مصيره، ما إذا كان حياً أو ميتاً"، بتلك الكلمات لخص محمد عاطف محمد نجل عم معتز هاشم عبدالرحمن عبيد (25 سنة)، أحد المفقودين في الحادثة، واقع المأساة المريرة التي تعيشها أسرته جراء فقدانه. بصوت خافت، يروى عاطف في شهادته لـ"اندبندنت عربية" تفاصيل الاتصال الأخير الذي جمع معتز بوالدته "قبل رحيله أخبر جميع أفراد الأسرة أنه سيسافر بحثاً عن فرصة عمل بالقاهرة، لكن فوجئت والدته باتصال هاتفي منه قبل 20 يوماً يخبرها أنه سافر إلى ليبيا، للانطلاق منها للعمل باليونان، برفقة أحد أقاربه يدعى محمد فاروق بحثاً عن ظروف معيشية أفضل ورغبة في كسب المال، وبخاصة في ظل تعثره في الحصول على فرص عمل مناسبة منذ حصوله على شهادة دبلوم التجارة". ويمضي عاطف "حاولت الأم التماسك على رغم الصدمة، وفشلت كل محاولاتها للعدول عن خطته للهجرة والعودة إلى البلد، حتى فوجئت بكارثة أكبر بانتشار أخبار عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي تفيد بغرق القارب ووفاة فاروق المرافق له بالرحلة وفقدان معتز وآخرين". مضت الأيام ثقيلة على الأسرة، وطرقت كل الأبواب بحثاً عنه وسط تضارب الروايات بين من يزعم أنه يرقد في مستشفى تحت العناية المركزة، وبين من يقول إنه نقل للعلاج داخل مكان آخر، مختتماً "نتمنى أن يخرج أحد ويخبرنا بحقيقة مصيره ويثلج صدورنا عنه وراضين بقضاء الله وقدره". لا تختلف الحال كثيراً مع الشاب الثلاثيني محيي نصير، الذي فقد شقيقه محمد (31 سنة) واثنين من أقاربه مصطفى طلعت (24 سنة) وأحمد أحمد محمد (33 سنة) في الحادثة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً منذ رحيلهم بوساطة اثنين من سماسرة بالقرية عبر منفذ السلوم والحدود الليبية خلال الثاني من يوليو (تموز) الماضي. يقول نصير الذي يقطن أيضاً مركز البداري بأسيوط ضمن شهادته لـ"اندبندنت عربية"، "الشباب الثلاثة خرجوا باحثين عن مستقبل أفضل لأبنائهم وزوجاتهم، فضلوا خوض رحلة محفوفة الأخطار للسفر إلى اليونان في تجربة جديدة"، مضيفاً "تلقيت اتصالاً من شقيقي خلال الـ17 من يوليو الماضي، أخبرني أنه موجود على الحدود الليبية تمهيداً للسفر إلى اليونان، ويطلب تجهيز مبلغ يصل لـ220 ألف جنيه (4541.70 دولار أميركي) لمنحه لسمسار بالقرية، والمبلغ نفسه من أسر أقاربه المهاجرين برفقته بمجرد الوصول إلى البلد المستهدف". يواصل الشاب الثلاثيني، فوجئت صباح يوم الحادثة باتصال هاتفي منه يبلغني أن المركب تعطل وطلب منهم السماسرة التحرك عبر عربة صغيرة والاختباء عن الأعين عبر تغطية رؤوسهم بسجاد واستبن سيارات للوصول إلى مكان جبلي وركوب مركب آخر. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "علمت لاحقاً من أحد الناجين بالحادثة أنهم تعرضوا لتعذيب وإهانة وتوبيخ من قبل السماسرة وعصابات الاتجار بالبشر، وبلغ الأمر حد إطلاق النيران على أحد المهاجرين السودانيين لمخالفته التعليمات ووفاته على الفور"، يقول نصير. وخلال مايو (أيار) الماضي، وثقت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 3400 حالة وفاة وفقدان لمهاجرين داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام 2024، من بينهم 159 طفلاً و257 امرأة، ووفق التقرير يجبر عدد من المهاجرين، في ظل الصراعات والانهيار الاقتصادي وانعدام المسارات النظامية، على خوض رحلات محفوفة بالأخطار تهدد حياتهم. وكشف تقرير المنظمة أن الطرق البحرية المغادرة من المنطقة لا تزال الأكثر فتكاً، إذ شهدت أكثر من 2500 حالة وفاة وفقدان، فيما جرى تسجيل أكثر من 900 حالة على الطرق البرية عبر المنطقة. لماذا يفضل الشباب الهجرة؟ يعزو خبير دراسات السكان والهجرة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان الدكتور أيمن زهري إقبال الشباب على الهجرة غير النظامية على رغم أخطارها، إلى "تزايد الضغوط المعيشية وتفاقم الأعباء الاقتصادية، مما يضطر كثيراً من الشباب للبحث عن طوق نجاة بالسفر إلى الخارج أملاً في مستوى معيشي أفضل"، موضحاً "لدينا 800 ألف خريج سنوياً بينما القدرة الاقتصادية في الظروف الراهنة لا تستوعب أكثر من 200 ألف، مما يعني أن هناك 600 ألف خريج لن يحظوا بفرص عمل في السوق". وفي رأي زهري، فإن إحكام مصر قبضتها على منافذ ومسارات التهريب للهجرة غير النظامية عبر حدودها قبل أعوام، جعل كثيراً من الشباب ينساقون وراء إغراءات مافيا الاتجار بالبشر عبر الحدود مع ليبيا كبوابة بديلة للعبور منها للشواطئ الأوروبية، بسبب طول تلك الحدود التي تمتد لمسافة 1000 كيلومتر، وكونها صحراء غير مسيجة (بلا سياج)، وتنشط فيها عصابات التهريب والاتجار بقوة كونها تمثل تجارة مربحة لهم، فضلاً عن أن حدودها البرية غير مأهولة بالسكان. وفى تقدير زهري، فإن المؤسسات المصرية عملت على عدة محاور أمنية وتشريعية وإعلامية وتنموية، فضلاً عن التعاون والتنسيق الدولي من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومنع خروج أي مركب للهجرة من أراضيها. وخلال مايو (أيار) الماضي، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقائه نظيره اليوناني أن "مصر لم تكن أبداً معبراً للهجرة إلى أوروبا، ولم تخرج مركب هجرة غير شرعية باتجاه أوروبا من مياهها منذ 2016". تعضد الباحثة المتخصصة في ملف الهجرة غير الشرعية الدكتورة نانسي طلال زيدان الطرح السابق، مؤكدة أن غالب الشباب الحالمين بالهجرة والثراء السريع، لا سيما في القرى والنجوع المصرية يلجأون لأساليب مختلفة من أجل الهجرة للخارج، إما عبر مسارات التهريب ومعظمها يجري من السواحل الليبية أو عبر الحصول على تأشيرة عمل، والدخول تحت مظلة وهمية مثل عمال بناء أو الالتحاق بالشركات، وبمجرد وصولهم للحدود الليبية يسلمون أنفسهم لسماسرة التهريب وعصابات الاتجار بالبشر في رحلة محفوفة بالأخطار نحو بلدان أوروبا. وتضيف نانسي صاحبة كتاب "الهجرة غير النظامية بين التأريخ والتعقيد" أن نقص الوعي وضعف المستوى الثقافي والتعليمي تجعلهم يلجأون إلى الاستدانة من أجل السفر، وتعريض حياتهم للخطر بدلاً من التفكير في إقامة مشروع تجاري أو البحث عن فرصة عمل ملائمة، مضيفة "على رغم حملات التوعية المستمرة فإن بعض الشباب يشعرون أنهم يعيشون كالأموات بسبب تردي الظروف الاقتصادية ويفضلون المخاطرة بحياتهم، حتى لو كانت نسبة النجاح في رحلة الهجرة تمثل واحداً في المئة فقط". وفق نانسي، فإن الهجرة غير النظامية أصبحت تجارة مربحة لعصابات الاتجار بالبشر وترتبط بمافيا داخل بلدان مختلفة لتسهيل عمليات الهجرة غير النظامية، لافتة إلى أن غالب المراكب الصغيرة المستخدمة في تلك العمليات المحظورة يجري تصنيعها داخل إحدى القرى بدولة تونس. عوامل طاردة يتفق المتخصص في علم الاجتماع السياسي الدكتور سعيد صادق مع الأطروحات السابقة، موضحاً أن عوامل الجذب للشباب المصري داخل البلدان الأوروبية أصبحت أقوى وأكبر، لا سيما في ظل ضعف الأجور وزيادة نسب البطالة بمصر، مؤكداً أن "كثيراً من الشباب أصبح لديهم رغبة في المقامرة والمغامرة بحياتهم في سبيل الحصول على طوق نجاة لتحسين أوضاعهم المعيشية"، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة عوامل الجذب الداخلي لا الطرد، مثل تحسين الأوضاع الاقتصادية وفتح آفاق جديدة لفرص العمل. وتوصلت دراسة بحثية أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة بين الشباب المصري الذي يرغب في الهجرة بصورة غير شرعية، إلى أن هناك 11 محافظة كانت تضم أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين هي الشرقية والدقهلية والقليوبية والمنوفية والغربية والبحيرة وكفر الشيخ والفيوم وأسيوط والأقصر والمنيا. وأورد تقرير صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات (هيئة حكومية مصرية) مارس 2022، بعنوان "مصر وملف الهجرة غير الشرعية"، العوامل التي تدفع إلى الهجرة غير الشرعية متمثلة في البطالة وانخفاض الأجور وتدني المستوى الاقتصادي والمعيشي داخل البلدان المصدرة للمهاجرين، علاوة على العوامل الاجتماعية المتمثلة في ضعف أو انعدام الروابط الاجتماعية والأسرية، أما عوامل جذب المهاجرين فتتمثل في ارتفاع أجور العمال في البلد المراد الهجرة إليها، وارتفاع المستوى المعيشي بها ووجود خدمات اجتماعية وصحية أفضل مقارنة بدولة المهاجر. "حادثة فردية"، بتلك الكلمات تصف السفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر غرق قارب طبرق خلال حديثها لـ"اندبندنت عربية"، موضحة أن الحوادث المترتبة على الهجرة غير النظامية لن تتوقف وستظل مستمرة طالما هناك عصابات تهريب وشباب ينساقون وراء الإغراءات والأحلام الوردية بالهجرة للخارج، لافتة إلى أن مصر بذلت جهوداً كبيرة في هذا الملف، كان هدفها في المقام الأول الحد من تلك الممارسات، ومجابتها لتقليل أخطارها والأضرار الناجمة عنها. وفي تقدير نائلة، فإن تلك الوقائع عددها ضئيل مقارنة بتعداد سكان مصر علاوة على أن تحركات الدولة المكثفة أسهمت في تقليص وتحجيم تلك الممارسات نسبياً، كاشفة عن أن مسارات الهجرة غير الشرعية أصبحت تجري عبر ليبيا أو البلقان خلال الوقت الراهن. وفق نائلة، فإن مصر أدت جهوداً متكاملة لمواجهة جريمة تهريب المهاجرين عبر رحلات الهجرة غير النظامية، إذ أنشأت لجنة وزارية لوضع الخطط والاستراتيجيات، علاوة على وضع أول تشريع في الشرق الأوسط لمجابهة هذه الجريمة، وهو القانون رقم 82 لعام 2016، ثم غلظت خلال عام 2022 العقوبات لردع المهربين، علاوة على إعداد خريطة بالمحافظات الأكثر تصديراً للشباب والصغار، لبحث دوافع وأسباب الهجرة للخارج، فضلاً عن الزيارات الميدانية لتلك القرى وأبرزها أسيوط والمنيا، إضافة إلى وضع استراتيجية قائمة على تدريب العاملين على أساليب تنفيذ العدالة وحملات التوعية، وهو ما يعكس وجود إرادة سياسية للدولة المصرية لمواجهة تلك القضية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store