
«الميثادون» يطيح برئيسة أمانة الصحة النفسية لكن مأساته مستمرة
في مايو 2024، وقف حسن (اسم مستعار)، 32 عامًا، متعافٍ من الهيروين، داخل مستشفى المعمورة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، هو و200 مريض من المتعافين من المواد الأفيونية في انتظار الحصول على جرعة الميثادون. لم يكن حسن يعرف ما هو الميثادون تحديدًا. «قالولي أنا و200 شخص فيه برنامج جديد للعلاج اسمه وحدة خفض الضرر وهتاخد علاج اسمه الميثادون». أول جرعة حصل عليها حسن وصلت إلى نصف ملي، وبدأت تزيد تدريجيًا كل يوم نصف ملي حتى وصلت في اليوم الثالث إلى واحد ونصف ملي، حينها شعر حسن بنشوة غير معتادة، «حسيت إن جسمي اتظبط ونفسيتي كمان»، يقول حسن.
لكن فجأة، في بداية شهر أبريل الماضي، أبلغت إدارة المستشفى المرضى أنه سيتم تقليل العلاج لأن المخزون انتهى. «حاسس إن علاج لمدة سنة ضاع بعد ما عرفت إنه خلص، وليّ زمايل كتير في مستشفيات تانية انتكسوا تاني. أعراض الانسحاب عندي كبيرة، وممكن نرجع كلنا نشرب تاني لو مكملتش علاج بالميثادون، وغالبًا دي هتكون الانتكاسة التاسعة ليا لو مرجعتش»، يقول حسن.
هذه الأزمة تسببت في الإطاحة برئيسة أمانة الصحة النفسية، منن عبد المقصود، وتعيين وسام أبو الفتوح خلفًا لها، بحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى «مدى مصر»، خلال الأيام الماضية.
وبحسب مصدرين، أحدهما مسؤول بارز، تجري الرقابة الإدارية تحقيقًا واسعًا مع عدد من قيادات الأمانة العامة للصحة النفسية في مخالفات مالية وإدارية، ومنها نفاد الميثادون من المستشفيات العامة للصحة النفسية، بجانب إهدار ملايين الجنيهات على برنامج علاجي دون بروتوكول واضح. وبحسب أحد المسؤول ـ«مدى مصر»، قامت الرقابة الإدارية كذلك بالتحقيق مع المديرين المالي والإداري للأمانة.
تحدث «مدى مصر» إلى مجموعة متنوعة من المصادر شملت مرضى وأطباء ومسؤولين عن الصحة والدواء في مصر، لفهم كيف خلقت الأمانة العامة للصحة النفسية سوقًا لدواء الميثادون في مصر، نظرًا لعلاقتها مع الشركات المنتجة له، دون الالتزام بتطبيق بروتوكول استخدامه، بهدف تجميع أكبر عدد من المرضى للحصول على أموال المنح من الجهات الدولية الممولة لبرامج علاج الإدمان، ما تسبب في زيادة معاناة المرضى المتعافين من الهيروين.
الميثادون؛ عقار يساعد على تهدئة الرغبة الشديدة في تناول الهيروين والأوكسيكودون والتخفيف من أعراض انسحابها، ولهذا يُستخدم في برامج المساعدة على الإقلاع عنها. أظهرت الأبحاث منذ ذلك الحين أن الميثادون، وهو في حد ذاته مادة أفيونية، يُخفف الرغبة الشديدة في تناول مواد أفيونية أكثر خطورة.
يعمل هذا الدواء عن طريق التأثير على مستقبلات الدماغ نفسها التي يؤثر بها الهيروين وغيره من المواد الأفيونية، مثل الأوكسيكودون والهيدروكودون والمورفين، وهي أدوية تُستخدم غالبًا كمسكنات للألم، وقد تؤدي إلى الإدمان.
يساعد الميثادون المرضى على الإقلاع عن الإبر، ويُوجَّه متعددي الانتكاسات ويحميهم من انتقال فيروس الإيدز والفيروسات الكبدية من الإبر، لكنه في النهاية مخدر قد يشكل خطرًا كبيرًا على كثير من المرضى. غير أن الإقلاع عن استخدامه يُسبب أعراض انسحاب من بينها آلام وقشعريرة وقيء وإسهال وقلق. لهذا تعرضت شركات الأدوية العالمية ومراكز العلاج لانتقادات شديدة من الأطباء الذين يعتبرونه مجرد جرعة مخدر وليست علاجًا، تُعلي من شأن الأرباح لمراكز الرعاية وشركات الدواء على حساب رعاية المرضى.
هناك عشر شركات عالمية تنتج الميثادون، ووصل حجم سوقه العالمي 132.9 مليون دولار أمريكي في عام 2024، ويتوقع أن يصل إلى 205.3 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2033.
يشير إيهاب الخراط، استشاري الطب النفسي، لـ«مدى مصر» إلى أن الشركات العالمية تضغط بشكل كبير لتسويق الميثادون وتدفع بقوة لترويجه، على عكس العلاج التأهيلي وبرنامج الـ12 خطوة، رغم أنهم متأكدون من أنها علاجات فعالة.
وفقًا له، يجب أن يكون العلاج بالميثادون موجهًا بعناية، ولا يأتي إلا بعد استنفاد فرص العلاج عن طريق إعادة التأهيل والامتناع.
اطّلع «مدى مصر» على ميثاق للعلاج بالمبادئ التوجيهية للعلاج الدوائي ببدائل الأفيون (الميثادون)، التي وقعت عليها وزارة الصحة مع مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، بإشراف 16 طبيبًا متخصصًا في علاج الإدمان والطب النفسي، أبرزهم أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي ومستشار رئيس الجمهورية.
يشترط البروتوكول ألا تقل فترة العلاج عن 12 شهرًا، ويفضّل أن يكون من سنتين إلى أربع سنوات بعد الوصول إلى مستويات جرعات ثابتة، وألا يتم الضغط على مرضى العلاج ببدائل الأفيون لتقليل الجرعات، أو استخدام العلاج البديل كمكافأة أو حجبه كعقاب. يتطلب البروتوكول كذلك تقييمًا شاملًا لضمان ملاءمته للمريض، ومراقبة المريض وفحصه جسديًا بحثًا عن آثار الحقن مثل علامات الإبر أو ندوب الأنسجة، أو خراجات، أو قرح أو الإصابة بأمراض معدية (فيروس نقص المناعة البشرية، فيروس التهاب الكبد الوبائي فيروس التهاب الكبد سي، السُل)، ووجود تاريخ طويل من تعاطي المواد الأفيونية، واستخدام الميثادون ضمن منظومة متكاملة وعلاج نفسي جماعي، وغيرها من التوجيهات.
لكن، وفقًا للمصادر، لم تلتزم مصر بمحددات هذا البروتوكول. بحسب استشارية علاج نفسي وإدمان، فإن طريقة التعامل مع الميثادون في مصر ودخوله كانت عليها علامة استفهام كبيرة. طبقًا لها، فإن المنطق الذي استخدمته الأمانة هو أن الميثادون سيقضي على قائمة الانتظار الطويلة من المرضى.
بدأ تطبيق برنامج العلاج ببدائل الأفيونات (الميثادون) في مصر، في مارس 2023، داخل المستشفيات التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية (ومقرها داخل حرم مستشفى العباسية للصحة النفسية، وتُشرف على 20 مستشفى نفسي في جميع أنحاء الجمهورية)، بهدف التخفيف عن الدولة من أعباء التكاليف المرتفعة للإقامة طويلة الأمد داخل المستشفيات. ووصل عدد الوحدات المتخصصة في هذا العلاج إلى 17 وحدة موزعة في مختلف المحافظات.
في البداية، تعاقدت «الأمانة» مع شركة دواء لتوريد الميثادون في مارس 2023، قبل أن تحصل على منحة من مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة لتوسيع البرنامج، بحسب مسؤول سابق في مستشفى تابع للأمانة العامة للصحة النفسية.
«فجأة؛ ومن دون دراسة جدوى، قررت الوزارة إنشاء وحدات خفض الضرر والعلاج بالميثادون بتكلفة ملايين الجنيهات»، يقول المسؤول، «فوجئنا بأن علينا ضغطًا شديدًا من الأمانة لعلاج المرضى بالميثادون في أسرع وقت».
يقول أحد المتعافين من إدمان الهيروين لـ«مدى مصر»، والذي بدأ رحلة علاجه بالميثادون قبل شهرين، إنه شعر في بداية علاجه بضغط كبير من المسؤولين للالتحاق بالبرنامج. «اتقالنا العلاج ده فيه أمل ومهم لكم، وكأنه بيحاول يجمع أكبر عدد مننا علشان نتعالج بيه»، يقول، «[لكن] اتفاجئت إن لقينا شباب صغير وأعداد كبيرة فعلًا مش مستحقة العلاج، يعني لقيت مرضى بتاخد ميثادون وعمرهم ما ضربوا حقنة، وفي مرضى مواد غير أفيونية كانوا في البرنامج العلاجي».
يعتبر المسؤول أن الأمانة العامة للصحة النفسية لم تكن مهتمة بوجود إشراف طبي دقيق، قبل مرحلة علاج الميثادون للمرضى، لأن الغرض من البرنامج كان «تسويقيًا»، بحسب تعبيره، أكثر منه خطة علاجية واضحة للمرضى. «كل يوم الأمانة تسألنا: عندكم كام حالة؟ وليه الحالات اللي بتتعالج بيه مش بتزيد؟ شعرنا إن فيه بيزنس كبير، مش مجرد خطة علاجية»، يقول المسؤول.
توسع استخدام الميثادون بشكل كبير وعشوائي. بحسب طبيب داخل مستشفى تابع للأمانة العامة للصحة النفسية، دفع الأمانة لاستخدام الميثادون في علاج الديتوكس «مرحلة سحب السموم»، وهي أمر محظور. «كل ده علشان الدفعة تخلص في أسرع وقت»، يقول.
أرجع مصدران هذا الاستعجال إلى ما وصفوه بالعلاقة القوية لمسؤولي «الأمانة» مع الشركات العالمية المنتجة للميثادون، والتي ضغطت لخلق سوق له في مصر دون اهتمام حقيقي بخطة علاج واضحة.
هذه الضغوط كانت موجودة دائمًا، لهذا باءت جميع محاولات الشركات لفتح سوق للميثادون في مصر بالفشل من قبل. تقول مسؤولة سابقة داخل الأمانة العامة للصحة النفسي، تعمل الآن طبيبة داخل إحدى المستشفيات التابعة للأمانة، إنه سبق وأن ناقشت الأمانة من قبل مقترحًا لبدء برنامج علاجي بالميثادون، إلا أن لجنة ثلاثية جمعت إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية مع وزارتي العدل والصحة انتهت إلى رفض المقترح بسبب الخوف من تسربه خارج القنوات الرسمية، بسبب صعوبات الرقابة. «جميع لواءات إدارة مكافحة المخدرات رفضت علشان كده المشروع اتحط في الدرج لعدة سنوات»، تقول المسؤولة.
لهذا مثّل تنفيذ المشروع قبل عامين مفاجأة بالنسبة لها. وفقًا لها، مارست إحدى مسؤولات «الأمانة»، والتي لازالت تحتفظ بمنصبها حتى الآن، الضغط على الأطباء لتجميع أكبر عدد من المرضى لعلاجهم بالميثادون لكي تحصل على المال من الجهة المانحة في أسرع وقت. «كانت عماله تقول أهم حاجه يكون في عدد كبير هاتوا عدد»، تقول.
ينقل محمود فؤاد، رئيس جمعية الحق في الدواء، عن أحد مديري مستشفى تابع للأمانة العامة للصحة النفسية أن منن عبد المقصود رفضت استشارة مديري المستشفيات، وفرضت عليهم تنفيذ العلاج في أسرع وقت.
كل هذا يدفع المسؤولة السابقة لاستنتاج أنه «ربما يكون هناك بيزنس كبير للغاية».
لكن المصادر التي تحدث معها «مدى مصر» تتفق على أن أزمة الميثادون يشترك فيها أطراف عديدة، وأن الأمر لا يقتصر على منن عبد المقصود، رئيسة الأمانة المُقالة.
يقول المسؤول السابق إنه مع بداية دخول الميثادون إلى مصر، بدأ موظفون من الشركات المنتجة له بزيارة مديري المستشفيات التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية لتسويقه. مسؤول آخر داخل مستشفى الصحة النفسية وعلاج الإدمان التابعة للأمانة يقول إنه بعد بدء العلاج بالميثادون للمرضى، أجرى رئيس شركة خاصة زيارة له وطلب منه جواب توصية للميثادون مقابل رحلة إلى فرنسا، لكنه رفض، «قالي هتاخد سفرية لتعليم البروتوكول العلاجي للميثادون، قولت له أنا فعلًا أخدتها».
بحسب مدير المستشفى، الذي ينقل عنه فؤاد، وصل الأمر إلى أن بعض أعضاء «الأمانة» أصبحوا يتاجرون في الميثادون، والذي أصبح يُباع إلى المستشفيات الخاصة لعلاج الإدمان عن طريقهم.
تضيف المصادر أن البرنامج شهد حالة كبيرة من العشوائية أثناء تنفيذه. على سبيل المثال، يجب أن يخضع صرف الميثادون لنظام يومي دقيق. «في دول أوروبية عديدة، هناك ماكينات مخصصة لصرف الميثادون بالملي يوميًا»، تقول المسؤولة.
لكن هذا لم يحدث في النسخة المصرية من البرنامج. «لم يكن هناك بروتوكول علاجي واضح للعلاج بالميثادون، لدرجة أنهم أصبحوا يعطون المرضى [جرعة] العلاج [كاملة] أسبوعيًا»، يقول المسؤول. «مفيش حاجة اسمها حد ياخد كمية تكفي كام يوم لأن ده مخدر»، بحسب تعبير المسؤولة.
حاول «مدى مصر» التواصل مع منن عبد المقصود لسؤالها عن تفاصيل البرنامج والتحقيق معها دون رد.
هذه العشوائية أدت في النهاية إلى نفاد مخزون الميثادون، وبدء تسربه إلى السوق السوداء.
في بداية شهر أبريل الماضي، نفد الميثادون. «فجأة سمعنا إن الميثادون مبقاش موجود، وإن فيه كمية كبيرة كانت هتنتهي صلاحيتها وتم توزيعها على معاهد الأورام كمسكن للألم، وبعد كده الشركة وقفت صرفه»، يضيف المسؤول. «الميثادون دواء مخدر، ومن المفترض أن تكون هناك خطة واضحة لاستكمال العلاج به لفترة طويلة، لكن فجأة انقطع العلاج»، يقول المسؤول.
تسبب ذلك في تعرض المرضى لأعراض انسحاب مميتة، أدت إلى عودة عدد منهم لتعاطي المخدرات.
بحسب شهادات خمسة من المرضى لـ«مدى مصر»، حدثت حالات وفاة كثيرة وسط المرضى بعد أزمة انقطاع الميثادون. «فيه ناس كتير ماتت من زمايلنا بسبب أعراض الانسحاب المميتة بعد نقص العلاج. اضطرت تشرب جرعات كبيرة، وكانت النتيجة إنهم ماتوا»، بحسب مريض متعافٍ.
تفسّر استشارية علاج الإدمان لـ«مدى مصر» أسباب كثرة الوفيات بعد نفاد الميثادون من المستشفيات. «موت المرضى يرجع إلى أن أعراض الانسحاب قاسية جدًا للميثادون، وبالتالي المرضى رجعوا يضربوا مخدرات على الجرعة اللي واقفين عندها، لو موقف العلاج وهو بياخد 3 جرعات، وبعد كده بدأ جسمه ينضف، هيموت بجرعة عالية».
تعتبر الاستشارية أن «الشركة خلقت سوقًا للميثادون في مصر، وكانت تعلم أن المرضى لن يكونوا قادرين على الاستغناء عنه». بعد التسويق الكبير للميثادون، «الحنفية اتقفلت» فجأة. بحسب وصفها، فإن هذا «أشبه بتجارة مخدرات، مش خدمة علاجية».
يتفق المسؤول السابق مع هذا التوصيف. «كإن تاجر وزّع مخدر بديل، وهو عارف إن بعد أسبوع هيتطلب تاني من الدواء ده علشان محتاجين المخدر ده ومش هيقدروا يستغنوا عنه»، يقول.
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا. بعد النفاد المفاجئ للميثادون، حاولت الأمانة التحكم في حجم الأزمة عن طريق التخلص مع عدد من المرضى الملتحقين بالبرنامج لأسباب واهية. على سبيل المثال، قررت «الأمانة» فجأة إجراء تحاليل مفاجئة للمرضى في جميع المحافظات للكشف عمن عاد للتعاطي وطرده من البرنامج.
أحدهم اسمه علي (اسم مستعار)، كان يعمل موظفًا في مجلس الوزراء، إلا أنه تعرّض للفصل من عمله بسبب تعاطيه مخدر الهيروين، لينضم إلى برنامج العلاج بالميثادون. «بعد العلاج بيه، حياتي اتحسّنت، لكن بداية من شهر أبريل، فوجئت أنا ومجموعة من المرضى بقرار من المستشفى بالانقطاع عن العلاج بالميثادون، وذلك بسبب نفاده. شعرت بفقدان أمل وأعراض انسحاب رهيبة»، يقول علي.
بعد الانقطاع عن الميثادون، انتكس علي وعاد لتعاطي المخدرات، قبل أن يقوم المستشفى بإجراء تحليل مفاجئ لهم. «تعرضت للفصل مع العشرات من برنامج علاج تقليل المخاطر، وهما عملوا تحليل ومتأكدين مليون في المية إن معظمنا انتكس بسبب إنه مفيش ميثادون، علشان يهربوا من مسؤولية علاجنا، وأعراض انسحابه أقوى من الهيروين. وفترة علاجنا بيه كانت سليمة، والتحاليل كانت سليمة»، يقول.
يضيف أن الاتفاق الذي وقّعوه مع المستشفيات ينص على أن الميثادون سيتم تقليله بشكل آمن. «أحد أهم بنود البروتوكول اللي كلنا مضينا عليه، ينص على أن الميثادون يخرج من جسمنا بشكل آمن، لكن بالطريقة دي موتونا، وناس كتير اتفصلت من شغلها، وبيوتها اتخربت علشان مش قادرة تتحرك».
تقول الاستشارية إن انتكاس المرضى طبيعي إذا لم تُقدَّم لهم الخدمة العلاجية بشكل كامل، لهذا تنتقد طرد المرضى الذي انتكسوا بعد انقطاع الميثادون. «هما بيتحاسبوا على إيه؟ المفروض إن المحاسبة تتم إذا كانت الخدمة قُدِّمت كاملة، خاصة إنه مرض مزمن»، تقول.
يضيف طبيب متخصص في علاج الإدمان داخل مستشفى العباسية«فكرة استخدام علاج الميثادون لعلاج المرضى دون وضع خطة علاجية طويلة الأمد كانت أمرًا عجيبًا بالنسبة لنا».
بعد نفاده، بدأ الميثادون يتسرّب إلى السوق السوداء. يقول مريض متعافٍ من الهيروين إنه اشترى كميات كبيرة من السوق السوداء بعد نفاد الميثادون من المستشفيات. «كلفني 15 ألف جنيه، ومعظمنا اشترى من السوق السوداء بعد نفاده في المستشفيات، ولكن حاليًا لم يعد موجودًا».
يقول مريض آخر متعافٍ إن حالة العشوائية التي شهدها توزيع الميثادون في بداية مرحلة العلاج تسببت في وصوله إلى «ناس مش مرضى […] لما عرفوا إنه ليه قيمة في السوق، وإنه تجارة مهمة، وبدأ يوصل لمصحات الإدمان غير المرخصة، واتباع كمخدر في السوق السودا».
بعد نفاد الميثادون في بداية شهر أبريل، بدأت الأمانة العامة للصحة النفسية في استيراد شحنات أخرى بداية من مايو، وبدأت توزيعها على المستشفيات، لكن بكميات أقل.
«أنا حاسس إني بضرب في المستشفى، وكأني بطلت ذل البودرة علشان أتذل للحكومة على جرعة ميثادون. وكل يوم نروح المستشفى نتحايل على الدكاترة علشان جرعة تخليني قاعد في البيت مرتاح. الميثادون انقطع عنّا شهر كامل، رجعنا نضرب تاني، ورجع بس بجرعات بسيطة، والمرضى بيقفوا من الساعة 7 الصبح للساعة 7 بليل علشان سنتي ونص ميثادون، والجرعة قليلة ، علشان كده بيضربوا جنبه»، يقول مريض متعافٍ من الهيروين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 10 دقائق
- 24 القاهرة
كتاب جديد يُفجّر مفاجأة.. جو بايدن كان يعلم بإصابته بالسرطان قبل ترشحه للرئاسة عام 2020
أثار كتاب جديد صدر مؤخرًا عاصفة من التساؤلات بشأن ما إذا كان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على دراية بإصابته بسرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة، قبل ترشحه لمنصب الرئيس في عام 2020. والكتاب الذي حمل عنوان الخطيئة الأصلية، انحدار الرئيس بايدن، وتغطيته الإعلامية، وخطأ ترشحه مرة أخرى، من تأليف مذيع CNN جيك تابر والصحفي أليكس تومسون من Axios، سلّط الضوء على اللحظة، التي بدا فيها بايدن وكأنه يُلمح إلى أنه يتوقع مصيرًا مشابهًا لما واجهه ابنه الراحل بو، الذي توفي بالسرطان عام 2015. تصريح لافت في 2020 ويشير الكتاب إلى مقابلة أجريت مع بايدن خلال فعالية عامة في سبتمبر 2020، عندما سأله جيك تابر عمّا إذا كان سيُعلن بشفافية عن حالته الصحية في حال انتخابه، وأجاب بايدن على الفور، نعم، عندما يحدث أي شيء.. وأي شيء وارد، أصبحت شديد الاحترام للقدر، أعدكم أنني سأكون شفافًا تمامًا فيما يتعلق بصحتي. تشخيص متأخر ومفاجئ وبحسب مصادر RadarOnline، فإن بايدن شُخّص مؤخرًا بنوع شرس من سرطان البروستاتا امتد إلى العظام، مما دفع مختصين في الأورام للتشكيك في توقيت الكشف. والدكتور إيزيكيل إيمانويل، أحد أبرز أطباء الأورام، قال، من المستبعد جدًا أن يكون المرض قد تطور خلال الشهور القليلة الماضية فقط، على الأرجح كان موجودًا خلال رئاسته، وربما حتى منذ بدايتها عام 2021. وذهب الدكتور هوي فورمان، أستاذ الطب في جامعة ييل، إلى أبعد من ذلك، إذ استنكر عدم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة رغم التوصيات الطبية الصارمة بإجراء فحوص دورية للرجال فوق الخمسين، قائلًا: من غير المعقول ألا يكون قد خضع لفحص PSA، الذي كان ليكشف عن السرطان منذ فترة طويلة. بوليتيكو الأمريكية: ترامب يعلن اليوم تخصيص 25 مليار دولار لمشروع الدفاع الصاروخي القبة الذهبية رويترز: الرئيس السوري وافق على تسليم مقتنيات الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل كبادرة حسن نية تجاه ترامب ترامب يعلّق على إصابة جو بايدن بالسرطان وفي أول رد فعل من الرئيس الحالي دونالد ترامب، أعرب عن تعاطفه مع بايدن في البداية، لكنه عاد ليطرح علامات استفهام حول التوقيت، قائلًا: هذا أمر محزن للغاية، الوصول إلى المرحلة التاسعة من سرطان البروستاتا لا يحدث فجأة.. لماذا لم يُخبروا الناس منذ البداية؟ وأضاف: عندما لا يتم قول الحقيقة، فهذه مشكلة كبيرة. تأثير محتمل على الإرث السياسي تشير هذه التطورات إلى احتمالية وجود تستّر طويل الأمد على تدهور الحالة الصحية للرئيس السابق، وهو ما قد يُلقي بظلاله على فترة حكمه، وعلى قرار ترشحه لدورة رئاسية ثانية. ورغم وعود بايدن بالشفافية، فإن محتوى هذا الكتاب الجديد يطرح تساؤلات جوهرية حول ما إذا كان الشعب الأمريكي قد حصل على الحقيقة كاملة، أم تم حجبها حتى اللحظة الأخيرة.


تحيا مصر
منذ 11 دقائق
- تحيا مصر
رئيس شعبة الأدوية: قرار ترامب بخض السعر في الولايات المتحدة قد يوفر لمصر نصف مليار دولار سنويًا
قال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن القرار التنفيذي الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أسبوع، بشأن خفض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة بنسبة تتراوح بين 30% و80%، ستكون له تأثيرات إيجابية مباشرة على السوق الدوائي المصري، لا سيما في ما يخص فاتورة الاستيراد السنوية من الولايات المتحدة. وأوضح عوف، أن ربع الأدوية التي تستوردها مصر سنويًا تأتي من أمريكا، وتشمل أدوية باهظة الثمن مثل أدوية الأورام والأنسولين والأدوية البيولوجية وبعض علاجات الأمراض النادرة، وهو ما يجعل السوق المصري مرتبطًا بشكل وثيق بأسعار الأدوية في بلد المنشأ، التزامًا بالقواعد الدولية لتسعير الأدوية المستوردة. انخفاض مرتقب في فاتورة الاستيراد الدوائي أكد رئيس الشعبة أن أي خفض في سعر الدواء الأمريكي سينعكس على السعر في مصر، وهو ما قد يؤدي إلى توفير ما يقارب نصف مليار دولار سنويًا من إجمالي فاتورة الاستيراد البالغة نحو 1.79 مليار دولار من الأدوية، ضمن فاتورة إجمالية للصناعات الطبية بلغت 4.7 مليار دولار في العام الماضي، وفقًا لبيانات الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات. ورجّح عوف أن نسبة انخفاض الأسعار في السوق المصري قد تتراوح بين 30% و80%، تبعًا لما يتم اعتماده من قبل اللجنة المصرية المختصة، التي تستند في تقييمها إلى 36 دولة مرجعية لتحديد أقل سعر عالمي للدواء تحذير من تبعات القرار على البحث العلمي ورغم الترحيب النسبي بتأثير القرار على السوق المصري، حذّر عوف من تداعيات سلبية محتملة لهذا القرار على المستوى العالمي، خاصة فيما يتعلق بمستقبل البحث العلمي والتطوير الدوائي في الولايات المتحدة، موضحًا أن شركات الأدوية الأمريكية تنفق مليارات الدولارات سنويًا على تطوير مستحضرات وأدوية مبتكرة. وأضاف: "صحيح أن هذه الشركات تحقق أرباحًا مرتفعة، لكن أي تخفيض كبير في أرباحها قد يدفعها إلى تقليص إنفاقها على الأبحاث، ما قد يُضعف ريادة أمريكا في صناعة الدواء عالميًا". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عبر منصة "تروث سوشيال" أن قراره جاء لتصحيح مسار غير عادل في أسعار الأدوية، متسائلًا: "لماذا يدفع الأمريكيون أضعاف ما يدفعه مواطنو دول أخرى لنفس الدواء، المصنع في نفس المعمل ومن نفس الشركة؟"، مشيرًا إلى أن هذا الوضع كان "محيرًا ومحرجًا" على مدى سنوات.


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
ضرب 'سرطان القمر' من بايدن تخفيضات ترامب للبحث في جامعة هارفارد وكولومبيا
لقد عطلت التخفيضات الحادة في منح البحوث الطبية الفيدرالية هذا العام الملايين من الجوائز التي تدعمها مبادرة الرئيس السابق جو بايدن 'سرطان القمر' ، بعد أن جمدت إدارة ترامب التمويل لجامعة كولومبيا وجامعة هارفارد بسبب تعاملهم معهم احتجاجات الحرم الجامعي حول الحرب في غزة. كشف بايدن يوم الأحد أنه كان تم تشخيصه بـ 'شكل عدواني' من سرطان البروستاتا. كانت مبادرته 'Moonshot' شخصية بالفعل لأن ابنه Beau توفي بسبب سرطان الدماغ. يقول العديد من علماء السرطان في جامعة هارفارد أنهم رأوا المعاهد الوطنية للصحة يتبخر التمويل في الأسابيع الأخيرة بسبب تجميد التمويل. 'لا يُسمح لنا بشحن أي شيء على هذه المنح ، وأنا أفهم أن جامعة هارفارد لم يتم تعويضها عن أي رسوم على هذه المنح لمدة 30 يومًا على الأقل ،' جوان بروج وقال أستاذ بيولوجيا الخلايا في كلية الطب بجامعة هارفارد ، لـ CBS News في رسالة بالبريد الإلكتروني. قال بروج إن الجامعة أبلغتها بأنها بحث في طفرات مرتبطة بسرطان الثدي ، وكذلك دراسة تكرار سرطان المبيض ، كان من بين حوالي 350 منحة اتحادية تم إنهاءها في كلية الطب بجامعة هارفارد. وقال أستاذ الهندسة الحيوية في جامعة هارفارد ديفيد موني إن جميع تمويل أبحاث السرطان من المعهد الوطني للسرطان الوطني لفريقه قد تم قطعه ، بما في ذلك منح متعددة لزملاء البحوث بعد الدكتوراه. كما أنهت إدارة ترامب الملايين منحت لتطوير المناعة المضادة للسرطان في مركز هندسة المناعة بالجامعة ، والذي تم إطلاقه في عام 2020 كجزء من مبادرة 'سرطان القمر'. كان مختبر موني أول من قام بتصنيع 'لقاح سرطان المواد الحيوية القابلة للزرع' لإعادة تدريب الجهاز المناعي لتدمير الخلايا السرطانية ، الجامعة يقول. وقال موني في رسالة بالبريد الإلكتروني: 'سيقلل هذا بشكل كبير من قدرتنا على إحراز تقدم في تطوير العلاجات المناعية للسرطان'. تحت إصدارات من مبادرة السرطان أطلقه بايدن أولاً كنائب للرئيس في عام 2016 – وأعاد تشغيله لاحقًا في عام 2022 بعد انتخابه رئيسًا – سكبت الحكومة الفيدرالية أكثر من مليار دولار في مجموعة واسعة من مشاريع الأبحاث والوقاية والعلاج. الذي – التي مال جاء إلى حد كبير من قانون علاجات القرن الحادي والعشرين الذي أقره الكونغرس في عام 2016 ، والذي ذهب إلى أكثر من 100 مؤسسة مختلفة. وشملت الملايين منحت لدعم عمل مراكز السرطان في جميع أنحاء البلاد. وشمل ذلك أيضا أ جائزة طويلة الأمد لدعم مركز هربرت إيرفينغ للسرطان الشامل بجامعة كولومبيا ومستشفى نيويورك-بريسبيتيريان. الآن السجلات الفيدرالية إظهار الجائزة لدعم مركز سرطان كولومبيا كان أيضًا انتهى. 'معاداة السامية-مثل العنصرية-هي مرض روحي وأخلاقي يمرض المجتمعات ويقتل الأشخاص ذوي القتامات التي تشبه أكثر الأوبئة القاتلة في التاريخ' ، وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت ف. كينيدي جونيور. قال في بيان مارس ، أعلن عن خطط للبحث عن تخفيضات لتمويل كولومبيا. استهدفت إدارة ترامب الجامعات للتعامل معها للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي ، زاعمين أنها تركت معاداة السامية دون رادع ، وهو ما تتجاهله الجامعات. المعاهد الوطنية للصحة السجلات أظهر الأموال في مركز Columbia للسرطان قد ذهب إلى مجموعة واسعة من المشاريع ، بدءًا من الدراسات السريرية إلى التكاليف الإدارية. إلى جانب تخفيضات إدارة ترامب إلى كولومبيا وهارفارد ، تم إدراج جائزة أخرى مرتبطة مباشرة بمبادرة بايدن للسرطان على أنها تم إنهاءها: أ مشروع بتمويل في معهد روزويل بارك للسرطان 'معالجة تباينات السرطان بين السكان الأقليات الجنسية والجنسانية الأصلية' مع الأفلام والتواصل والرسوم التوضيحية. مشاريع أخرى بتمويل من قبل المعهد الوطني للسرطان في المعاهد الوطنية المعوية تم إلغاء تمويلهم أيضًا بعد أن اعتبر المسؤولون أنهم خضعوا للاختراق من أوامر تنفيذية أخرى 'تطرف الأيديولوجية بين الجنسين' و 'التنوع والإنصاف والشمول' البرامج. كما لم ينج موظفو الدعم والاتصالات في معهد السرطان في كينيدي ودوج تسريح العمال في وقت سابق من هذا العام. انتقد الديمقراطيون في مجلس الشيوخ كينيدي والرئيس ترامب بسبب تخفيضات في منح المعاهد الوطنية للصحة هذا العام ، وهو ما يهمهم قال في تقرير يصل إلى ما لا يقل عن 15.1 مليون دولار في تمويل السرطان المفقود. 'حرب ترامب على العلم هي هجوم على أي شخص أحب شخصًا مصابًا بالسرطان'. قال في وقت سابق من هذا الشهر.