
قرار باللحظة الحاسمة.. لماذا أوقف ترامب الضربة الإسرائيلية لإيران؟
قرار باللحظة الحاسمة.. لماذا أوقف ترامب الضربة الإسرائيلية لإيران؟
فجرت صحيفة 'نيويورك تايمز' مفاجأة مدوية، بعدما كشفت إحباط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخططًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضرب إيران، ما يثير التساؤلات حول إمكانية تفوق الدبلوماسية على السلاح بالمفاوضات الأمريكية الإيرانية.
وفق الصحيفة، فإن إسرائيل خططت لضرب المواقع النووية الإيرانية الشهر المقبل؛ إلا أن ترامب تراجع عن الخطة، وذلك لصالح التفاوض على اتفاق مع طهران للحد من برنامجها النووي.
وأوضحت أن 'ترامب اتخذ قراره بعد أشهر من النقاش الداخلي حول ما إذا كان سيواصل الدبلوماسية أو يدعم إسرائيل في سعيها لمنع إيران من صنع قنبلة نووية، في وقت أصبحت فيه إيران ضعيفة عسكريًا واقتصاديًا'.
استياء إسرائيلي
ونقلت صحيفة 'معاريف' العبرية، عن مصدر أمني قوله، إن 'المستوى السياسي في إسرائيل ترك دائمًا التهديد العسكري كخيار متاح'، مبينًا أن 'تل أبيب تلقت الرد صاعًا بصاعين'، وذلك في إشارة للاستياء من قرار ترامب.
وأوضحت الصحيفة، أنه 'في الوقت الحالي ليس من الواضح ما هي التحركات أو النفوذ الذي تمتلكه إسرائيل على الإدارة الأمريكية لتغيير القرار ودعم الهجوم على إيران، أو حتى تنفيذه بمساعدتها'، مبينًا أن 'نتنياهو تلقى تحذيرًا من الجيش بشأن عدم جاهزيته لأي عملية ضد إيران قبل أكتوبر المقبل'.
وفي وقت سابق، عقدت الولايات المتحدة وإيران محادثات في سلطنة عمان، وذلك للمرة الأولى خلال تولي ترامب للرئاسة بما في ذلك خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021، حيث وصف البلدان المحادثات بأنها 'إيجابية' و'بناءة'.
العصا والجزرة
وقال الخبير في الشؤون الدولية، إياد جودة، إن 'المعلومات التي كشفتها الصحيفة تأتي في إطار سعي الولايات المتحدة لترهيب إيران والتلويح بإمكانية توجيه ضربة عسكرية ضدها، حال لم يتم التوصل لاتفاق بالطرق الدبلوماسية.
وأوضح جودة، لـ'إرم نيوز'، أن 'التسريبات الصحفية تأتي في إطار سياسة العصا والجزرة أو مبدأ الثواب والعقاب الذي تحاول الولايات المتحدة ترسيخه'، متابعًا 'رغم كل هذا لا يمكن إغفال نية اسرائيل استهداف المنشآت الإيرانية'.
ولفت إلى أن 'إسرائيل لا يمكن أن تقدم على ذلك دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة، ومن خلال الحصول على القنابل الأمريكية مخترقة الحصون، وهي القنابل التي وصلت مؤخرًا إلى الجيش الإسرائيلي'.
وأضاف 'سياسة ترامب واضحة وهي العمل على التوصل لصفقة دون الحاجة للحرب، وأن الحرب لا تحتاج للتلويح بها، خاصة وأنه يمتلك القدرة على تنفيذها في أي وقت شاء وتوجيه ضربة قاسية للبرنامج النووي الإيراني'.
وتابع 'وجود ترامب بالبيت الأبيض مصلحة لإيران خاصة وأنه رجل الصفقات، وهي بحاجة للتوصل لصفقة'، مستدركًا 'لكن السؤال حول طبيعة الثمن الذي ستدفعه إيران من أجل التوصل لصفقة مع الولايات المتحدة، والذي بالغالب سيكون التضحية بميليشيا الحوثي في اليمن'.
تجربة كوريا الشمالية
ويرى الخبير في الشأن السياسي، عاهد فروانة، أن 'ترامب يعمل في إطار الدبلوماسية في الوقت الحالي ومهتم بشكل كبير في التوصل لاتفاق مع إيران عبر التفاوض'، مبينًا أنه يعيد تجربته مع كوريا الشمالية وزعيمها خلال ولايته السابقة.
وقال فروانة، لـ'إرم نيوز'، إن 'ذلك بالرغم من الأزمات والضغط الكبير الذي يتعرض له ترامب من إسرائيل'، مشيرًا إلى أنه بدأ بالتهديد والوعيد لإيران لكنه كان يسعى للوصول إلى نقطة يتم التفاوض من خلالها مع طهران.
وزاد 'ترامب معني بتحييد الملف النووي الإيراني وضمان استقرار المنطقة، وتخفيف التوترات الإقليمية، والتركيز على الصفقات الاقتصادية، وهذا ما يظهر في العديد من الملفات'، مشددًا على أن ترامب يحاول تحييد إيران عبر الدبلوماسية.
واستكمل 'بتقديري سيكون هناك اتفاق سياسي يجري العمل عليه بين الولايات المتحدة وإيران وهو مصلحة للأخيرة'، قائلًا 'الأمر أثر على إيران وجعل لديها حالة من الانكفاء وهذا يقرب التفاهمات، ترامب يستغل الظرف الذي تعيشه إيران لتحقيق أهدافه السياسية والدبلوماسية'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد اليمني الأول
منذ ساعة واحدة
- المشهد اليمني الأول
"فوينيه أوبزرينيه" الروسية: ترمب أوقف العدوان على اليمن بعد فشل عسكري أمريكي أمام قدرات صنعاء المتقدمة
كشفت مجلة 'فوينيه أوبزرينيه' الروسية المتخصصة في الشؤون العسكرية أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بوقف العدوان على اليمن لم يكن نتيجة اتفاق مع القيادة اليمنية كما روّج له إعلاميًا بل نتيجة مباشرة للفشل العسكري الذي واجهته القوات الأمريكية أمام قدرات صنعاء المتقدمة. وأوضحت المجلة أن الجيش الأمريكي الذي يُوصف بأنه 'الأعظم في العالم' فشل في التغلب على مقاومة قوات صنعاء التي أظهرت مرونة وقدرة عسكرية عالية في مواجهة الترسانة الأمريكية، مشيرة إلى أن الأسلحة التي تمتلكها اليمن شكلت تهديدًا مباشرًا للمعدات الأمريكية الأحدث والأغلى. وسلط التقرير الضوء على إسقاط 22 طائرة أمريكية مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper معتبرًا أن هذا الإنجاز لا يُعد الأهم مقارنة بإسقاط طائرات مقاتلة مأهولة، حيث أكدت المجلة أن الدفاعات الجوية اليمنية أسقطت خلال الأسابيع الماضية عددًا من مقاتلات F-18 وطائرة شبحية من الجيل الخامس من طراز F-35 تابعة للقوات الجوية الأمريكية. وبحسب ما نقله التقرير عن نيويورك تايمز فإن ترمب كان قد أصدر أوامر في مارس الماضي بتنفيذ عملية عسكرية كاسحة ضد اليمن، تضمنت تحريك مجموعتين من حاملات الطائرات الأمريكية إلى البحر الأحمر بالإضافة إلى أسراب من القاذفات الاستراتيجية، بهدف تدمير البنية التحتية الصاروخية لقوات صنعاء خلال 30 يومًا. لكن الأحداث على الأرض جرت عكس المخطط حيث واجهت القوات الأمريكية مقاومة لم تكن في الحسبان، وأخفقت العمليات الجوية في تحقيق أي إنجاز حاسم، ما اضطر واشنطن إلى وقف الحملة فجأة لتفادي المزيد من الخسائر وتداعيات الفشل العسكري والسياسي. وخلص التقرير الروسي إلى أن ما جرى مثّل إحراجًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، وأعاد رسم موازين القوى في البحر الأحمر، حيث أثبتت صنعاء أنها ليست مجرد خصم محلي، بل قوة إقليمية تمتلك إرادة وقدرات تمنع حتى أكبر الجيوش من فرض إرادتها عليها.


المشهد اليمني الأول
منذ ساعة واحدة
- المشهد اليمني الأول
"ميدل إيست مونيتور": أمريكا خسرت معركة البحر الأحمر سياسيًا وعسكريًا أمام اليمنيين
نشر موقع ميدل إيست مونيتور تقريرًا تحليليًا للكاتب البريطاني بيتر رودجرز اعتبر فيه أن الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة ضد قوات صنعاء في البحر الأحمر، والتي عُرفت باسم 'عملية الفارس الخشن' تحولت من استعراض للقوة إلى نموذج واضح للفشل الاستراتيجي والعسكري الأمريكي. وأوضح التقرير أن الحملة التي استمرت شهرين وبلغت تكلفتها أكثر من مليار دولار، انتهت بوقف مفاجئ لإطلاق النار تم التوصل إليه عبر وساطة عمانية دون إشراك إسرائيل أو تنسيق مسبق مع الحلفاء الخليجيين، ما شكل ضربة سياسية موجعة لواشنطن وحلفائها في المنطقة. ورغم ضخامة الحملة التي شاركت فيها حاملات طائرات وقاذفات استراتيجية ونُفذت خلالها أكثر من 800 غارة على أهداف داخل اليمن، فإنها فشلت في وقف هجمات قوات صنعاء التي واصلت استهداف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وباب المندب بل ونفذت عمليات مباشرة ضد مدمرات أمريكية في سابقة لم تُسجل منذ الحرب العالمية الثانية. وأشار رودجرز إلى أن جوهر الفشل لا يكمن في العتاد أو التفوق العسكري بل في النظرة الأمريكية الضيقة التي اعتمدت بالكامل على القوة الخشنة دون قراءة أعمق لأبعاد الصراع السياسي والاقتصادي في اليمن والمنطقة. كما لفت التقرير إلى أن غياب التنسيق مع السعودية والإمارات وتجاهل الاحتلال الإسرائيلي في اتفاق وقف إطلاق النار كشف هشاشة التحالف الإقليمي أمام تصاعد نفوذ محور المقاومة. وفي سياق موازٍ استهدفت قوات صنعاء مطار بن غوريون بصواريخ باليستية، ما دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى الرد بغارات على ميناء الحديدة ومطار صنعاء دون تنسيق مع واشنطن وهو ما فُهم كدليل على تصدع العلاقة بين الطرفين. واعتبر الكاتب أن الاتفاق مع صنعاء لم يكن مجرد هدنة بل هزيمة استراتيجية نقلت زمام المبادرة من واشنطن إلى صنعاء، التي خرجت من المواجهة أكثر رسوخًا واعتبرت الاتفاق نصرًا تاريخيًا ضد أقوى دولة في العالم. كما أورد التقرير أن الإيكونوميست وصفت الاتفاق بأنه 'حلف فاوستي' منح صنعاء نفوذًا أوسع بدلًا من إضعافها، في حين كشف الميدان أن قوة الردع اليمنية تجاوزت كل التوقعات. على الجانب العسكري أشار التقرير إلى استنزاف خطير في الذخائر الدقيقة داخل المخازن الأمريكية نتيجة الحملة، ما أثار قلقًا في البنتاغون خاصة مع تصاعد التوتر في المحيطين الهندي والهادئ مقابل الصين. كما حمّل التقرير إدارة ترامب مسؤولية تعقيد المشهد بسبب سوء الإدارة والتسريبات الأمنية وتعيين شخصيات متشددة في مراكز القرار العسكري والسياسي. وفي ختام تحليله أكد رودجرز أن قوات صنعاء أثبتت قدرتها على خوض معارك معقدة تجمع بين البُعد العسكري والسياسي والإعلامي وأن تجاهلها بات مستحيلًا في الحسابات الجيوسياسية الإقليمية معتبرًا أن قرار وقف إطلاق النار لا يُعبّر عن نصر أمريكي بل عن فشل استراتيجي عميق ومتراكم.


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
نائب ترامب "فانس" يتراجع عن زيارة إسرائيل بسبب العملية العسكرية في غزة
مشاهدات قال مسؤول أميركي رفيع، إن جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، كان يعتزم السفر إلى إسرائيل، يوم الثلاثاء، لكنه قرر عدم القيام بذلك بسبب تصاعد العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة. وأوضح المسؤول الأميركي لموقع "أكسيوس"، أن فانس اتخذ القرار لأنه لم يرد أن تفهم تل أبيب ودول المنطقة من زيارته أن إدارة دونالد ترامب تؤيد قرار إسرائيل بشن عملية عسكرية واسعة في القطاع الفلسطيني، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس. كما قال إن فانس علّل عدم قيامه بالزيارة رسميا بـ"أسباب لوجستية"، لكن مسؤولا أميركيا مطلعا على التفاصيل قال لموقع "أكسيوس" إن اللوجستيات لم تكن هي المشكلة الحقيقية. ويوم السبت، أبلغت إدارة ترامب الحكومة الإسرائيلية أن فانس يدرس زيارة إسرائيل بعد حضوره حفل تنصيب البابا، بحسب ما أفاد مسؤولون إسرائيليون. وجرت مناقشات إضافية يوم الأحد بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين للتحضير للزيارة. لكن بعد ساعات، نفى مسؤول في البيت الأبيض هذه التقارير في بيان للصحافيين المرافقين لنائب الرئيس، قائلاً: "بينما قامت الخدمة السرية بوضع خطط احتياطية لإمكانية زيارة عدة دول، لم تُتخذ قرارات نهائية بشأن أي زيارات إضافية، والقيود اللوجستية حالت دون تمديد الرحلة لما بعد روما"، مشيرين إلى أن "فانس سيعود إلى واشنطن يوم الاثنين". عملية برية واسعة ويوم الجمعة، بدأ الجيش الإسرائيلي حشد قواته لعملية تحمل اسم "مركبات جدعون"، وتدعو إلى تهجير جميع سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني شخص إلى "منطقة إنسانية"، وهدم غالبية القطاع. وأمس الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية البرية بدأت في عدة مناطق من قطاع غزة. وأتى إعلان الجيش بعد ساعات من إبداء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انفتاحه على اتفاق "ينهي القتال" في قطاع غزة، بشرط إقصاء حماس وجعل غزة منزوعة السلاح. وتؤكد إسرائيل أن هدفها من توسيع العمليات زيادة الضغط على حماس ودفعها للإفراج عن الرهائن المحتجزين.