logo
زيلينسكي يرفض ألاعيب بوتين بالهدنات القصيرة ويشيد بلقاء ترمب في روما

زيلينسكي يرفض ألاعيب بوتين بالهدنات القصيرة ويشيد بلقاء ترمب في روما

Independent عربية٠٣-٠٥-٢٠٢٥

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لن يلعب "ألعاب" الهدنات القصيرة، كتلك التي طرحها نظيره الروسي فلاديمير بوتين بين الثامن والـ10 من مايو (أيار) الجاري، معتبراً أن هذه المُهل الزمنية قصيرة للغاية لإجراء محادثات جادة.
وقال زيلينسكي لعدد من الصحافيين، من بينهم مراسل وكالة الصحافة الفرنسية مساء أمس الجمعة، في تصريحات حُظر نشرها حتى اليوم السبت، "من المستحيل التفاهم على أي شيء في ثلاثة أو خمسة أو سبعة أيام، لنكن صريحين، هذا أداء مسرحي من قبله (فلاديمير بوتين)، في يومين أو ثلاثة، من المستحيل التوصل إلى خطة لتحديد الخطوات التالية لإنهاء الحرب، لا يبدو الأمر جدياً".
وأضاف أن "أحداً لن يساعد بوتين في لعب هذا النوع من الألعاب، لخلق أجواء مريحة حول خروجه من العزلة في التاسع من مايو، ومنح شعور بالأمان والارتياح لقادة وأصدقاء وشركاء بوتين الذين سيأتون إلى الساحة الحمراء".
ومن المتوقع أن يشارك هذا العام قادة حوالى 20 دولة في الاحتفالات بالذكرى الـ80 للانتصار على ألمانيا النازية في التاسع من مايو، ومن بين هؤلاء الرئيس الصيني شي جينبينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إضافة إلى حلفاء روسيا التقليديين مثل قادة كازاخستان وبيلاروس وكوبا وفنزويلا.
وفي السياق، أشار الرئيس الأوكراني إلى أنه لا يستطيع ضمان "سلامة" القادة الدوليين الذين سيكونون حاضرين في هذا اليوم، وقال، "لا نعرف ما ستفعله روسيا في هذا التاريخ، قد تتخذ إجراءات مختلفة، كحرائق وانفجارات، ثم تتهمنا" بالوقوف وراءها. وأضاف متوجهاً إلى قادة الدول الذين سيزورون موسكو، "لا يمكننا تحمّل مسؤولية ما يحدث على أراضي الاتحاد الروسي، هم يضمنون سلامتكم".
وتطالب كييف بـ"وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار" كشرط مسبق لأي مفاوضات مع موسكو التي تجدّد من جانبها استعدادها للتفاوض مع أوكرانيا، لكنها مع ذلك تظهر تردداً في شأن هدنة طويلة الأمد. وتقول موسكو التي تتقدم قواتها على الجبهة، إنها تخشى من أن يسمح وقف إطلاق النار لكييف باستعادة قوتها بدعم عسكري من حلفائها.
لقاء ترمب
قال زيلينسكي إن اجتماعه القصير مع نظيره الأميركي دونالد ترمب على هامش جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان قبل أسبوع كان أفضل اجتماع بينهما. وأضاف بحسب تصريحات نقلتها الرئاسة أنه وترمب اتفقا على أن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً بين كييف وموسكو هو الخطوة الأولى الصحيحة نحو السلام في حرب أوكرانيا.
وأضاف الرئيس الأوكراني أن نظيره الأميركي بدأ ينظر إلى النزاع في أوكرانيا "بصورة مختلفة قليلاً". وقال، "أنا واثق من أنه بعد لقائنا في الفاتيكان، بدأ الرئيس ترمب يرى الأمور بصورة مختلفة قليلاً، سنرى، إنها رؤيته وخياره على أية حال".
وذكر أنه أثار مسألة العقوبات خلال الاجتماع مع ترمب وأن رد الرئيس الأميركي كان "قوياً جداً"، ولم يخض زيلينسكي في تفاصيل حول هذا الموضوع.
هجمات ليلية
أعلن رئيس بلدية مدينة نوفوروسيسك الساحلية الروسية أندريه كرافتشينكو، اليوم السبت، حال الطوارئ، قائلاً إن أوكرانيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة ألحق أضراراً بمبانٍ سكنية وأصاب خمسة أشخاص في الأقل بينهم طفلان.
وجاء إعلان القرار عبر حساب كرافتشينكو الرسمي على "تيليغرام" الذي نشر مقاطع ظهر فيها وهو يتفقد الأضرار التي لحقت بالمباني السكنية ويعطي الأوامر للمسؤولين، وقال كرافتشينكو إن من بين المصابين امرأة نقلت إلى المستشفى في حال خطرة. ولم يصدر تعليق بعد من أوكرانيا.
في المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية صباح اليوم إن روسيا شنت هجوماً على البلاد خلال الليل أطلقت خلاله 183 طائرة مسيرة وصاروخين باليستيين، وأضافت أنها أسقطت 77 مسيرة منها، بينما سقطت 73 أخرى من دون التسبب في أي أضرار.
إصابة 50 في خاركيف
قال مسؤولون أوكرانيون إن غارات روسية بطائرات مسيرة على خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا أسفرت عن إصابة نحو 50 شخصاً مساء أمس الجمعة.
وجاءت هذه الغارات بعد ساعات من هجوم روسي آخر على مدينة زابوريجيا الجنوبية أسفر عن إصابة أكثر من 20 شخصاً.
وأدت الهجمات الروسية على المناطق المدنية الأوكرانية إلى مقتل العشرات في الأسابيع الأخيرة على رغم مساعي الولايات المتحدة مع الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام.
وكتب حاكم خاركيف أوليغ سينيغوبوف على "تيليغرام"، "أصيب نحو 50 شخصاً جراء الهجوم الواسع الذي شنه الغزاة" على أربع مناطق، مضيفاً أن من بين المصابين فتاة تبلغ 11 سنة. وتابع "اندلعت حرائق وتضررت مبان سكنية وبنى تحتية مدنية وسيارات" جراء المسيرات الروسية.
وتقع خاركيف قرب الحدود الروسية، وقد تعرضت لهجمات متواصلة طوال فترة الحرب.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يدلي بتصريحات وفي الخلفية إحدى طائرات "أف-16" (أ ف ب)
وتأتي هذه الهجمات بعد توقيع كييف وواشنطن اتفاقاً تاريخياً لاستخراج المعادن في أوكرانيا.
وأعلنت روسيا عن وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في أوكرانيا الأسبوع المقبل، بالتزامن مع احتفالات موسكو بذكرى الحرب العالمية الثانية. ووصفت كييف هذا القرار بأنه "تلاعب" من أجل "الاستعراض" الذي ينظمه الكرملين كل عام في الساحة الحمراء.
مقاتلات "أف-16"
وافقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على توفير التدريب وقطع الغيار لمقاتلات أف-16 التي تسلمتها أوكرانيا في صفقة كان الرئيس السابق جو بايدن أعطى الضوء الأخضر لها بعد اندلاع العملية العسكرية الروسية الخاصة ضد كييف.
وأعلنت الخارجية الأميركية أنها أخطرت الكونغرس بموافقتها على صفقة لأوكرانيا بقيمة 310 ملايين ونصف المليون دولار تشمل تزويدها معدات وخدمات لصيانة طائرات "أف-16".
وقالت الخارجية في بيان "إن الصفقة المقترحة من شأنها تحسين قدرة أوكرانيا على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال ضمان تدريب طياريها بصورة فعالة وتعزيز التشغيل البيني مع الولايات المتحدة".
وتأتي الصفقة التي ستسدد أوكرانيا ثمنها بعد انتقادات ترمب المتكررة للدعم العسكري والاقتصادي الذي قدمه بايدن لكييف بمليارات الدولارات.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووقعت واشنطن وكييف الأربعاء الماضي اتفاقاً لاستغلال المعادن والنفط والغاز في أوكرانيا تقول الإدارة الأميركية إنه يهدف إلى تعويضها عن المساعدات الكبيرة التي قدمتها لكييف للدفاع عن أراضيها منذ بدء الحرب.
وتلقت أوكرانيا أولى شحنة من مقاتلات أف-16 منتصف عام 2024 بعد ممارستها ضغوطاً لعامين على بايدن الذي كان قلقاً من أن يؤدي نقص التدريب لدى الطيارين الأوكرانيين إلى خسارة هذه الطائرات.
وأعلنت أوكرانيا في أبريل (نيسان) الماضي مقتل طيار لطائرة "أف-16" خلال القتال، وهي الخسارة الثانية التي تلحق بهذه الطائرات منذ تسلمها.
وأعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مارس (آذار) الماضي عن تسلم دفعة جديدة من الطائرات المقاتلة من دون أن يحدد عددها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماليزيا تدعو دول «آسيان» لتعميق التكامل الاقتصادي لمواجهة الرسوم الأميركية
ماليزيا تدعو دول «آسيان» لتعميق التكامل الاقتصادي لمواجهة الرسوم الأميركية

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

ماليزيا تدعو دول «آسيان» لتعميق التكامل الاقتصادي لمواجهة الرسوم الأميركية

قال وزير الخارجية الماليزي محمد حسن، الأحد، إنه يجب على دول جنوب شرقي آسيا تسريع التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتنويع أسواقها، والبقاء موحدة لمعالجة تداعيات اضطرابات التجارة العالمية الناتجة عن الزيادات الكبيرة في الرسوم الجمركية الأميركية. وأوضح حسن: «دول (آسيان) هي من بين الأكثر تضرراً من الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة... الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تعطل بشكل كبير أنماط الإنتاج والتجارة في جميع أنحاء العالم». وأضاف الوزير: «من المرجح أن يحدث تباطؤ اقتصادي عالمي. يجب أن نغتنم هذه اللحظة لتعميق التكامل الاقتصادي الإقليمي، حتى نتمكن من حماية منطقتنا بشكل أفضل من الصدمات الخارجية». وتعاني دول «آسيان»، التي يعتمد كثير منها على الصادرات إلى الولايات المتحدة، من تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب، والتي تتراوح بين 10 و49 في المائة. وكانت 6 من أصل 10 دول أعضاء في الرابطة من بين الأكثر تضرراً برسوم جمركية تتراوح بين 32 و49 في المائة. وسعت رابطة «آسيان» دون جدوى إلى عقد اجتماع أولي مع الولايات المتحدة بوصفها تكتلاً. وعندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي، عن وقف لمدة 90 يوماً للرسوم الجمركية، بدأت دول مثل ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وفيتنام بسرعة مفاوضات تجارية مع واشنطن. واستبق اجتماع وزراء الخارجية قمة مقررة لقادة «آسيان» يوم الاثنين في ماليزيا، الرئيس الحالي للتكتل. ومن المتوقع أن يتبع ذلك قمة يوم الثلاثاء المقبل مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، وقادة من مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان وقطر. ورفض أعضاء «آسيان» الانحياز لأي طرف، ويتعاملون مع الولايات المتحدة والصين، وكلاهما شريك تجاري واستثماري رئيسي في المنطقة.

ترمب يرسل وفدا لفحص الديمقراطية البريطانية
ترمب يرسل وفدا لفحص الديمقراطية البريطانية

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

ترمب يرسل وفدا لفحص الديمقراطية البريطانية

أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترمب أخيراً وفداً إلى بريطانيا بمهمة "رصد" لحرية التعبير فيها، فالتقى الوفد مسؤولين حكوميين وناشطين تقول صحيفة "تليغراف" إنهم تلقوا تهديدات فقط لأنهم يبوحون بما يفكرون. وفق الصحيفة البريطانية أمضى الوفد المكون من خمسة أفراد يتبعون للخارجية الأميركية أياماً في البلاد خلال مارس (آذار) الماضي، واجتمعوا مع مسؤولين وناشطين اعتقلوا بسبب احتجاجهم الصامت أمام عيادات الإجهاض على امتداد المملكة المتحدة. ترأس وفد الولايات المتحدة كبير المستشارين في الخارجية الأميركية، صاموئيل سامسون، وعنوان الزيارة وفق ما تسرب في الإعلام المحلي كان "تأكيد إدارة ترمب أهمية حرية التعبير في المملكة المتحدة وعموم أوروبا". التقى الأميركيون نظراءهم في الخارجية البريطانية، وأثاروا معهم نقاطاً عدة على رأسها حرية التعبير في ظل قانون "التصفح الآمن للإنترنت" الذي أقرته لندن نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكنه دخل حيز التنفيذ عام 2024، بعدما وضعت "هيئة إدارة المعلومات" المعروفة باسم "أوفكوم" لوائحه التنظيمية ثم أجرت عليه بعض التعديلات استدعتها أحداث الشغب التي شهدتها المملكة المتحدة نهاية يوليو (تموز) 2024. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تقول "تليغراف" إن الرسالة المبطنة في هذه الزيارة هي استعداد أميركا ترمب للتدخل أكثر في الشؤون الداخلية البريطانية، ويبدو هذا واقعياً في ظل مشاحنات عدة وقعت بين الطرفين حول حرية التعبير خلال الأشهر الماضية. بدأ الأمر مع أحداث شغب تفجرت في بريطانيا قبل نحو عام على خلفية جريمة قتل فتيات صغيرات في مدينة ساوثبورت شمال غربي إنجلترا، انتشرت حينها معلومة خاطئة في وسائل التواصل تفيد بأن القاتل من المهاجرين مما أطلق احتجاجات عنيفة ضد المسلمين واللاجئين، وتعرضت أملاك وأرواح للخطر حتى إن العنف طاول عناصر الشرطة. المسؤول في إدارة ترمب اليوم ومالك منصة "إكس" إيلون ماسك، دافع حينها عن المحتجين المنتمين بغالبيتهم إلى اليمين الشعبوي، ووصف تعامل حكومة لندن معهم بالقمع، كما تعرض بصورة مباشرة لرئيس الوزراء، مما استدعى رداً على الملياردير الأميركي من قبل كير ستارمر نفسه إضافة إلى كثير من المسؤولين البريطانيين. الصدام بين الاثنين تجدد بعد فوز ترمب وانضمام ماسك إلى إدارة البيت الأبيض الجديدة، فقد تسرب في الإعلام أن وزير "الكفاءة الحكومية" الأميركي يريد إطاحة رئيس الحكومة البريطانية، وانتقد مالك "إكس" قانون "التصفح الآمن للإنترنت" في بريطانيا الذي تصدر أجندة زيارة الوفد الأميركي إلى لندن في مارس الماضي. مالك "إكس" كذلك دعم حزب "ريفورم" اليميني الذي يعد من أشرس خصوم "العمال" الحاكم في بريطانيا اليوم، ولكن ماسك ليس وحده في الإدارة الأميركية الجديدة يؤيد الشعبويين ويتهم حكومة لندن بالتضييق على حرية التعبير، فهناك أيضاً نائب الرئيس جي دي فانس الذي انتقد الأوروبيين عموماً في هذا الشأن خلال مؤتمر ميونيخ للدفاع في فبراير (شباط) الماضي، ثم وجه الانتقاد ذاته إلى ستارمر عندما زار البيت الأبيض بعدها بنحو أسبوعين. اضطر رئيس الحكومة البريطانية في حضرة ترمب وفانس إلى الدفاع عن الديمقراطية في بلاده، لكن يبدو أن ردوده لم تكن مقنعة كفاية لإدارة البيت الأبيض فأرسلت وفد الخارجية لمناقشة "الخشية الأميركية على مستقبل الديمقراطية الغربية" وامتنع المنزل رقم 10 في لندن عن الرد على أسئلة "تليغراف" في شأن تلك الزيارة.

أعنف ضربة منذ بداية الحرب.. روسيا تشن هجومًا واسعًا على المدن الأوكرانية
أعنف ضربة منذ بداية الحرب.. روسيا تشن هجومًا واسعًا على المدن الأوكرانية

صحيفة سبق

timeمنذ 5 ساعات

  • صحيفة سبق

أعنف ضربة منذ بداية الحرب.. روسيا تشن هجومًا واسعًا على المدن الأوكرانية

عاشت أوكرانيا صباحًا داميًا في الساعات الأولى من اليوم (الأحد)، حيث استهدفت القوات الروسية المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف، بوابل غير مسبوق من 367 طائرة مسيّرة وصاروخًا، في تصعيد عسكري يعد الأكبر من نوعه منذ اندلاع الحرب، وهذا الهجوم المكثف أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا، بينهم ثلاثة أطفال أبرياء في منطقة جيتومير الشمالية، وإصابة العشرات، مما يجدد المخاوف بشأن مصير المدنيين في هذا الصراع الطويل. وشكّل هذا الهجوم، الذي وصفه وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو بأنه "وحشي ويستهدف المدنيين"، علامة فارقة في طبيعة الصراع، فبينما تجاوزت الضربات السابقة أحيانًا هذا العدد من الضحايا، إلا أن هذا الهجوم تميز بحجم ونوعية الأسلحة المستخدمة، مؤكدًا استهدافًا منهجيًا للبنية التحتية المدنية وإثارة الذعر، ووصلت حصيلة القتلى الرسمية إلى 12 شخصًا و60 جريحًا، على الرغم من أن الأرقام الأولية من السلطات الإقليمية تحدثت عن 13 قتيلاً، وفقًا لـ"رويترز". وفي أعقاب هذا الهجوم المروع، وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة حارة للولايات المتحدة، مطالبًا بكسر صمتها تجاه روسيا، مشيرًا إلى أن "صمت أمريكا، وصمت الآخرين في العالم يشجع بوتين فقط"، وأكد أن كل ضربة روسية كهذه تشكل سببًا كافيًا لفرض عقوبات جديدة على موسكو، في محاولة لحشد الدعم الدولي ضد العدوان الروسي. والغريب في الأمر أن هذا الهجوم يأتي في توقيت حساس للغاية، بينما تستعد أوكرانيا وروسيا لإكمال اليوم الثالث والأخير من عملية تبادل أسرى تاريخية، يتم خلالها تبادل ألف شخص من كلا الجانبين، وهذا التناقض بين العمليات العسكرية المدمرة وجهود بناء الثقة يثير تساؤلات حول دوافع روسيا الحقيقية وقدرتها على الفصل بين المسارين. وتسعى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون لدفع موسكو نحو توقيع وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، كخطوة أولى نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، لكن هذه الجهود تلقّت ضربة قاسية في وقت سابق من الأسبوع، عندما رفضت شخصية سياسية أمريكية بارزة فرض مزيد من العقوبات على موسكو لعدم موافقتها على وقف فوري للقتال، وهو ما كانت كييف تأمله بشدة. وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا أطلقت 298 طائرة مسيّرة و69 صاروخًا في هذا الهجوم، مشيرًا إلى تمكنه من إسقاط 266 طائرة مسيّرة و45 صاروخًا، ومع ذلك، امتدت الأضرار إلى مراكز إقليمية عدة، بما في ذلك خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، بالإضافة إلى ميكولايف جنوبًا وتيرنوبيل غربًا، وفي كييف، أصيب 11 شخصًا من جراء ضربات الطائرات المسيّرة، بينما قُتل أربعة في المنطقة المحيطة بالعاصمة، مما يعكس مدى اتساع نطاق هذا الهجوم. ولم تقتصر الأضرار على العاصمة، ففي شمال شرق أوكرانيا، قال عمدة خاركيف إيهور تيريخوف إن الطائرات المسيّرة أصابت ثلاث مناطق بالمدينة وأصابت ثلاثة أشخاص، محطمة نوافذ المباني السكنية الشاهقة، وفي ميكولايف الجنوبية، أسفرت ضربات الطائرات المسيّرة عن مقتل رجل يبلغ من العمر 77 عامًا وإصابة خمسة، بينما نشر الحاكم الإقليمي صورًا تظهر حجم الدمار في المباني السكنية. وفي منطقة خملنيتسكي الغربية، البعيدة مئات الكيلومترات عن خطوط القتال الأمامية، قُتل أربعة أشخاص وأُصيب خمسة آخرون. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن وحدات الدفاع الجوي التابعة لها اعترضت أو دمرت 95 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال أربع ساعات، بينما قال عمدة موسكو، سيرجي سوبيانين، إنه تم اعتراض 12 طائرة مسيّرة أوكرانية كانت في طريقها إلى العاصمة، وهذه الأرقام تعكس استمرار وتيرة القتال وتبادل الضربات، مع تكثيف روسيا لهجماتها الجوية. فهل سيمثل هذا التصعيد الأخير نقطة تحول في مسار الحرب، أم أنه سيقود إلى مزيد من الدماء والدمار دون أفق قريب للسلام؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store