logo
ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل

ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل

الإمارات اليوممنذ يوم واحد

ينهى الله تعالى عباده عن أن يأكلوا أموال الناس بالباطل، أي بغير وجه حق، كسرقة أو غصب أو رشوة أو خيانة أو اختلاس، أو نحو ذلك من أنواع المظالم التي قد تستهوي بعض النفوس الضعيفة، المعرِضة عن الله تعالى، اللاهثة وراء حطام الدنيا الفانية، من حلال أو حرام، ظناً أن ذلك يسعدها في الحياة، والحقيقة أن هذا الأكل مُهلك لآخذه عاجلاً أو آجلاً، والتعبير بالأكل يشمل كل تصرف في مال الغير أكلاً أو غيره.
وقد أضافت الآية الكريمة الأموال إلى من يظلم غيره، إشارة إلى أن للآخر حقاً عليه في حماية ماله كما يحمي مال نفسه، وأنه إن لم يفعل فسيحمل الآخر على أن يستوفي حقه بطريقة مماثلة، وهكذا تتسلسل المظالم، فيؤدي ذلك إلى إضاعة الحقوق وكثرة الباطل بين الناس.
وقد جاء هذا التوجيه القرآني في سياق منهجه العظيم في إقامة العدل بين الناس، لاسيما المسلمين الذين يرعوُون عند الأوامر والنواهي، لعلمهم أنه لا يؤمن أحدهم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام. وقد عظّم النبي عليه الصلاة والسلام حرمة أموال الناس، فجعلها كحرمة الشهر الحرام في البلد الحرام واليوم الحرام، فقال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، في شهركم هذا». وقال: «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه».
وهذا النهي عن أكل مال الغير بغير وجه حق، هو كذلك لحماية الآكل نفسه، لأنه إن استمرأ الباطل وخاض فيه ونال شيئاً بباطله، فإن ما يأخذه من مال غيره باطلاً يكون وبالاً عليه، فلا يقبل الله له دعاء، ولا تنشط جوارحه لطاعة، ويكون ما أخذه بالباطل وقوداً له في النار، وبئس القرار، فيكون من الخاسرين، وقد تُخوّل له نفسه وشيطانه أن يستحل ذلك بالمخاصمة القضائية فيلجّ بباطله في القضاء، ولعله يقضي له بحسب ما ظهر، فيظن جهلاً أنه استحلّه بذلك، وهو لا يحله له ديناً وشرعاً، فإن القضاء لا يحل ما حرم الله. وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلـيّ، ولعلّ بعضكم أن يكون ألحَن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيتُ له من حق أخيه شيئاً، فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار».
ألا فليتق الظالمون ربهم بحفظ حقوق غيرهم، وألا يستحلوا ما حرم الله.
لقراءة
مقالات
سابقة
للكاتب،
يرجى
النقر
على
اسمه

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قائد الحرس الثوري الجديد: "ستفتح أبواب جهنم" على إسرائيل
قائد الحرس الثوري الجديد: "ستفتح أبواب جهنم" على إسرائيل

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

قائد الحرس الثوري الجديد: "ستفتح أبواب جهنم" على إسرائيل

وقال باكبور إن "الجريمة التي ارتكبها اليوم الكيان الإرهابي الصهيوني... لن تمرّ دون ردّ" وستترتب عليها "تبعات جسيمة ومُدمّرة". وأضاف المسؤول الإيراني الجديد "سنفتح قريبا أبواب جهنم في وجه هذا الكيان القاتل للأطفال". جاء ذلك في رسالة وجهها باكبور إلى المرشد الإيراني علي خامنئي ، ونشرتها وسائل إعلام محلية، بعد ساعات من تعيينه قائدا للحرس خلفا لحسين سلامي الذي قتل في الهجوم الإسرائيلي. ونفذت مقاتلات سلاح الجو هذا الهجوم بتوجيه استخباراتي دقيق، مستهدفة منظومات الدفاع الجوي غرب إيران، وأسفرت الضربات عن تدمير عشرات الرادارات ومنصات إطلاق الصواريخ الأرضية. كما استهدف الهجوم قادة إيرانيين بارزين، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي وقائد أركان الجيش محمد باقري، اللذين لقيا مصرعهما خلال الضربات.

مهدوا الطريق للهجوم الأخير.. لماذا تخفق إيران أمام الموساد؟
مهدوا الطريق للهجوم الأخير.. لماذا تخفق إيران أمام الموساد؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

مهدوا الطريق للهجوم الأخير.. لماذا تخفق إيران أمام الموساد؟

تظهر المعلومات التي كشفتها مصادر إسرائيلية أن الهجوم الأخير على طهران لم يكن رد فعل عابر، بل ثمرة خطة محكمة وعمليات استخبارية طويلة الأمد، تضمنت "زرع" طائرات مسيّرة مفخخة داخل العمق الإيراني ، وتجهيز بنى تحتية سرية تم تفعيلها في اللحظة المناسبة. وفتح هذا التطور الباب أمام احتمالات تصعيد أمني خطير في المنطقة، وسط مساع إقليمية ودولية مكثفة لاحتواء الموقف ومنع انزلاقه إلى مواجهة أوسع. "جواسيس الموساد" في قلب طهران بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست ، بدأت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قبل أشهر عمليات تهريب لطائرات مسيّرة وصواريخ إلى داخل إيران، تم من خلالها إنشاء "قاعدة داخلية للطائرات المفخخة"، وهو ما يمثل اختراقا أمنيا غير مسبوق للسيادة الإيرانية. ومع انطلاق الهجمات فجر الجمعة، تم تفعيل الطائرات المخبأة التي استهدفت مواقع صاروخية بالقرب من العاصمة، في هجوم يُشبه من حيث الأسلوب ضربات أوكرانيا ضد القواعد الروسية الجوية، وإن "لم يكن هناك تنسيق مباشر" بحسب وصف المصادر. وأوضحت تقارير إسرائيلية أن عناصر من الموساد زرعوا أسلحة دقيقة قرب بطاريات الدفاع الجوي الإيراني ، تم تفعيلها بالتزامن مع بدء القصف، مما ساهم في تحييد تلك الأنظمة. كما أفادت مصادر استخباراتية بأن الموساد جهز مركبات داخل إيران بأنظمة هجومية متقدمة، تم تركيبها سرًا لاستهداف القدرات الدفاعية الإيرانية من الداخل. وبرز ذلك من خلال مقطع مصور بثته وسائل إعلام إسرائيلية، يُظهر عناصر يرتدون خوذات مزودة بكاميرات أثناء تركيب أسلحة في منطقة مهجورة داخل إيران. اختراق واسع النطاق من لندن، يؤكد الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، وجدان عبد الرحمن، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الاختراقات الإسرائيلية في إيران ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى سنوات مضت، وتعمّقت تدريجيًا مع تصاعد التوترات بين البلدين. ويشير عبد الرحمن إلى أن إسرائيل استطاعت تجنيد عملاء داخل مؤسسات إيرانية حساسة، ليس فقط داخل الأجهزة الأمنية، بل حتى في صفوف الحرس الثوري ومؤسسات الدولة العليا، ما يفسر قدرة الموساد على تنفيذ هجمات دقيقة داخل إيران مرارًا، آخرها استهداف مواقع لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في كرج وأصفهان بطائرات مسيّرة. ويضيف: "من المرجح أن غالبية العملاء هم من الإيرانيين الذين تم تجنيدهم، لكن لا يُستبعد وجود عناصر إسرائيلية فاعلة على الأرض أيضًا، بالنظر إلى هذا الاختراق العميق". ويتابع: "تمكنت إسرائيل من رصد تحركات قيادات بارزة مثل إسماعيل هنية، الذي اغتيل داخل مقر للحرس الثوري، بنفس الطريقة التي تم بها تصفية علماء ومهندسين إيرانيين في السابق، مما يكشف حجم الثغرات داخل المنظومة الأمنية الإيرانية". ويعتقد عبد الرحمن أن طهران باتت "مكبّلة اليدين" في الرد على الهجوم الإسرائيلي، لعدة عوامل، أبرزها استهداف بنيتها التحتية الدفاعية ومنصات الصواريخ وقياداتها، مرجّحًا أن يكون الرد الإيراني محدودًا لعدة عوامل على رأسها استهداف القيادات الرئيسية، واستهداف القدرات والدفاعات، وأيضًا منصات إطلاق الصواريخ. ولفت مسؤول مسؤول أمني لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن عمليات إسرائيل اعتمدت على "تفكير مبتكر، وتخطيط جريء، وتنفيذ دقيق باستخدام تكنولوجيا متقدمة، وقوات خاصة وعملاء يعملون في قلب إيران، بينما يتفادون أعين الاستخبارات المحلية". بحسب ما ورد في كتاب "التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل"، للمؤلف الإسرائيلي رونين بيرغمان، فقد رسم رئيس الموساد الأسبق مئير داغان، منذ توليه رئاسة الجهاز عام 2002، استراتيجية تضع البرنامج النووي الإيراني في صدارة التهديدات الوجودية لإسرائيل. وانطلاقًا من هذه الرؤية، أعاد داغان هيكلة عمل الموساد ليتركز على هدفين رئيسيين: الأول، منع خصوم إسرائيل، وفي مقدمتهم إيران، من امتلاك قدرات نووية؛ والثاني، مواجهة التنظيمات المسلحة كحزب الله وحماس. وتضمنت الخطة التي وُضعت عام 2003 استخدام مزيج من أدوات "القوة الخشنة والناعمة"، شملت أنشطة تخريبية داخل إيران، واغتيالات دقيقة لعلماء نوويين، إلى جانب دعم جماعات معارضة وأقليات بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي، فضلاً عن دور دبلوماسي مكثف وعقوبات اقتصادية محكمة. كما سعت الخطة إلى عرقلة حصول طهران على المعدات والتقنيات اللازمة لتطوير برنامجها النووي، عبر عمليات اعتراض دولية وتخريب مباشر، وهو ما تجسّد في سلسلة طويلة من الهجمات السيبرانية والتفجيرات في منشآت نووية.

تعرف إلى جريمة غسل الأموال وأثرها في الاقتصاد والمجتمع
تعرف إلى جريمة غسل الأموال وأثرها في الاقتصاد والمجتمع

صحيفة الخليج

timeمنذ 5 ساعات

  • صحيفة الخليج

تعرف إلى جريمة غسل الأموال وأثرها في الاقتصاد والمجتمع

في إطار حرص صحيفة «الخليج»، على نشر التوعية القانونية بين القراء ورد سؤال من أحد القراء، حول مفهوم جريمة غسل الأموال وكيف ينظر إليها القانون الإماراتي، وأجاب عن التساؤل المستشار القانوني الدكتور علاء نصر، وقال إن دولة الإمارات تمثل نموذجاً متكاملاً في مجال مكافحة غسل الأموال ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل أيضاً على المستوى العالمي، وذلك بفضل التطوير المستمر للتشريعات والأنظمة الرقابية المتعلقة بمكافحة هذه الجريمة التي تترك آثاراً سلبية وخطِرة على الاقتصاد وحقوق الأفراد واستقرار المجتمع. وأوضح الدكتور نصر، أن الشخص الذي يرتكب جريمة غسل الأموال هو من يعلم أن الأموال التي يتعامل بها متحصلة من جريمة أصلية ثم يتصرف بها عمداً سواء بتحويلها أو نقلها أو إجراء أي عملية مالية عليها بقصد إخفاء أو تمويه مصدرها غير المشروع أو من يخفي أو يموه حقيقة هذه الأموال أو مصدرها أو مكانها أو طريقة التصرف فيها أو حركتها أو ملكيتها أو الحقوق المرتبطة بها، كما يدخل في نطاق الجريمة أيضاً من يكتسب أو يحوز أو يستخدم هذه الأموال مع علمه بمصدرها أو يساعد مرتكب الجريمة الأصلية على الإفلات من العقوبة. وأكد أن جريمة غسل الأموال تعتبر جريمة مستقلة بذاتها ولا يشترط لإثباتها صدور حكم إدانة عن الجريمة الأصلية التي نشأت منها تلك الأموال فحتى إذا كان الشخص متهماً في قضية تجارة مخدرات ولم يصدر بحقه حكم بالإدانة الجنائية، فإن القانون لا يمنع من معاقبته على جريمة غسل الأموال متى ثبت أن الأموال التي بحوزته متحصلة من نشاط غير مشروع. وقال: يأتي هذا النهج من دولة الإمارات ضمن جهودها المستمرة لحماية الاقتصاد الوطني والحفاظ على سمعتها المرموقة عالمياً باعتبارها مركزاً مالياً واقتصادياً موثوقاً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store