logo
م. أحمد عواد يكتب: الشرق الأوسط بين أوهام التوسع ورؤية السلام والازدهار المشترك

م. أحمد عواد يكتب: الشرق الأوسط بين أوهام التوسع ورؤية السلام والازدهار المشترك

سرايا الإخباريةمنذ 21 ساعات
بقلم :
التصريحات الأخيرة حول ما يسمى "إسرائيل الكبرى" ليست مجرد نزوة سياسية أو رأي عابر، بل هي إعلان صريح عن مشروع توسعي يتحدى القانون الدولي، ويهدد السيادة الأردنية، ويضرب الاستقرار الإقليمي، ويمس السلم العالمي. إنها رؤية تتجاهل حقائق التاريخ والجغرافيا، وتستحضر أوهامًا تجاوزها الزمن، بينما ما يحتاجه الشرق الأوسط والعالم هو إيقاف نزيف الدماء، والانتقال من لغة الحروب والدمار إلى لغة البناء والعمران.
الأردن، بقيادته الهاشمية الرشيدة، وبشعبه الوفي، وقواته المسلحة وأجهزته الأمنية الباسلة، كان وسيبقى السد المنيع أمام أي مشروع يمس ترابه أو يهدد أمنه. إن التشبث بالثوابت الوطنية، وتعزيز العمل العربي والإسلامي والإنساني المشترك، هو الرد الأمثل على كل المخططات التي تحاول العبث بواقع المنطقة ومستقبلها.
وفي الداخل الأردني، فإن وحدة الصف والتماسك المجتمعي هما خط الدفاع الأول عن الوطن. مواجهة الحملات الإعلامية المضللة، والتصدي لمحاولات بث الفتنة على وسائل التواصل الاجتماعي، ورفض أي خطاب يهدد أمننا واستقرارنا، هي مسؤولية كل مواطن. الوقوف إلى جانب الدولة الأردنية وجلالة الملك في مواجهة المخططات التوسعية ومحاولات زعزعة الاستقرار، واجب وطني وديني، وحق للأرض علينا. في الأردن رجال نثق بهم، من قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وجميع أبناء الوطن وقت الجد هم جيش واحد يذود عن الأرض والعرض، بكل ما أوتوا من عزم وأمل بمستقبل مشرق للإنسانية جمعاء.
بديل الحروب هو السلام، وبديل الأطماع هو التنمية. منطقتنا لا تحتاج إلى خرائط دم، بل إلى خرائط تنمية مشتركة، قائمة على احترام سيادة الدول، وحماية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وصون المقدسات في القدس باعتبارها أمانة دينية وإنسانية مشتركة. كما أن إطلاق مشروع وطني–عربي–إسلامي–إنساني–أممي، يقوم على القيم الأخلاقية، ومحاربة الفساد والتطرف، وتمكين الشباب، والاستثمار في الإنسان، وتعزيز التكافل الاجتماعي، هو السبيل الأمثل لبناء مستقبل مزدهر ومستدام للجميع.
السلام العادل ليس خسارة لأحد، بل هو الضمانة الحقيقية للأمن والازدهار المشترك. أما الاحتلال والحروب، فليس لها إلا أن تزرع الكراهية وتغذي عدم الاستقرار. الأمن الدائم لا يتحقق إلا بالاعتراف بحقوق الآخرين واحترام سيادة الدول، والتخلي عن أوهام التوسع التي لفظها التاريخ.
إن مستقبل الشرق الأوسط يجب أن يُبنى على العدل والفضيلة والتنمية، لا على الحروب والمشاريع الاستعمارية. وكما قال الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، فإن تكريم الإنسان يبدأ بصون حياته وحقوقه وكرامته. وما زالت الفرصة قائمة لصنع شرق أوسط آمن ومزدهر ومتصالح مع نفسه، إذا ما انتصرنا لقوة المنطق على منطق القوة، ووضعنا مصلحة الإنسان فوق كل اعتبار.
يكفي الشرق الأوسط حروبًا ودماء، ويكفي العالم دمارًا وكراهية. ففي الاتحاد قوة، وفي التفرقة ضعف وهوان، ومع كل فجر جديد تشرق معه شمس الحرية، يتجدد الأمل، ويرتفع الصوت الحق: اللّه أكبر… اللّه أكبر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'لا ينفع العليق عند الغارة'
'لا ينفع العليق عند الغارة'

وطنا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • وطنا نيوز

'لا ينفع العليق عند الغارة'

بقلم: المحامي حسين أحمد عطا الله الضمور المثل الشعبي يقول: 'لا ينفع العليق عند الغارة'، وهو مثل بسيط في ألفاظه، عميق في معناه، يلخص حكمة الأجداد الذين خبروا صعاب الحياة وأدركوا أن الاستعداد قبل الشدّة ضرورة لا يمكن التفريط بها. فالذي ينتظر وقوع الخطر حتى يتأهب، يكون كمن يهيئ زاده بعد أن حلّ الجوع، أو يملأ دلوه بعد أن جفّت أرضه. وهنا يبرز سؤال وطني ملحّ: لماذا نحتاج إلى الجيش الشعبي؟ ولماذا نريد تدريب المواطنين على التعامل مع مختلف الأزمات والكوارث؟ ولماذا نحرص على أن يتعلم أبناؤنا من خبرات المتقاعدين العسكريين في الانضباط، واستخدام السلاح، وفنون التعامل مع الطوارئ؟ الإجابة في حقيقتها واحدة: حتى لا نُفاجأ ونحن في وضعية المصدومين، عاجزين عن المبادرة عند وقوع أي طارئ — لا قدّر الله. الأمن مسؤولية الجميع فالقوات المسلحة الأردنية، وأجهزتنا الأمنية، تبذل الغالي والنفيس لحماية الوطن. لكن الوطن ليس جيشاً فقط، بل هو شعب أيضًا. وحين يكون الشعب متماسكاً مدرباً ومهيأً، يصبح _جزءًا_ من منظومة الردع والدفاع، ويشكّل سدّاً منيعاً أمام أي خطر داخلي أو خارجي. إن الجيش الشعبي لا يعني عسكرة المجتمع، بل يعني أن يكون المواطن شريكاً واعياً، يعرف كيف يتصرف عند الأزمات، سواء كانت أمنيّة، أو طبيعية، أو حتى اجتماعية واقتصادية. فالمعركة قد تكون مع عدو على الحدود، وقد تكون مع كارثة طبيعية، أو أزمة طاقة وغذاء، أو حتى وباء عالمي، كما شهدنا في السنوات الأخيرة. نقل الخبرة من جيل إلى جيل فلدينا ثروة بشرية عظيمة من 'المتقاعدين العسكريين' الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الجيش والأمن. هؤلاء الرجال يملكون خبرات لا تُقدّر بثمن، ونقلها إلى الأجيال الجديدة هو استثمار في الأمن الوطني، ووسيلة لتحويل المواطن إلى عنصر قوة لا عبء في زمن الأزمات. علينا الاستعداد لأن أخطر ما قد يصيب أي مجتمع هو ثقافة اللامبالاة، والركون إلى الطمأنينة المزيّفة، وكأن الخطر لا يُطرق أبوابنا. والحقيقة أن التاريخ والجغرافيا والواقع السياسي والإقليمي كلها تقول: لا أحد في مأمن إذا غفل عن الاستعداد. ولذلك فإن نشر ثقافة الاستعداد، والتدريب، وتعزيز روح الانتماء، لا يقل أهمية عن السلاح في الميدان. فالمجتمع الواعي هو الدرع الأولى للوطن. إن 'العليق' الذي نحتاجه هو في الوعي، وفي التدريب، وفي بثّ روح المسؤولية. فإن حضر قبل 'الغارة' كان وقاية، وإن تأخر فلن يغني عنّا شيئاً. فلنأخذ من هذا المثل الشعبي قاعدة وطنية: جاهزيتنا اليوم هي أمننا غداً. فالوطن لا يحميه الجيش وحده، بل يحميه الشعب كلّه، صفاً واحداً خلف قيادته وأجهزته الأمنية.

النقد مثل الملح
النقد مثل الملح

صراحة نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • صراحة نيوز

النقد مثل الملح

صراحة نيوز – المهندس مدحت الخطيب النقد ضرورة، لكنه مثل الملح في الطعام؛ قليل منه يعطي النكهة، وكثرته تفسد الطبخة. فالنقد المستمر بلا توقف يصبح مثل المديح الكاذب كلام لا يهز شعرة ولا يغيّر شيئًا، بل يفقد صاحبه محبة الناس واهتمامهم وللأسف الشديد هذا الفخ أصبح طعما لعدد من الكتاب والمؤثرين وأصحاب الرد السريع… خذ مثالًا بسيطًا: بعضهم ينتقد التفتيش عند الدخول إلى وزارة الداخلية وينتقد الوزير على ذلك ويتحدث عن ذلك مرارا وتكرارا !! يا رعاك الله !! هل تريد دخول وزارة أمنية أو مؤسسة رسمية دون أي تفتيش مثلا ؟! والسؤال الأهم ما الهدف من الزيارات المتكررة للمواطن العادي لمكاتب الوزراء ؟؟ طبيعي أن تجد على باب الوزير والتلفزيون الرسمي رجل أمن يسألك: «وين رايح؟» هذا أمر بديهي، لا انتقاص فيه ولا إهانة لأي مواطن وخصوصا أن المتربصين بالوطن كثر يبحثون عن اي ثغرة أمنية مفاجئة للدخول من خلالها قبحهم الله… هنا لا أدافع لا عن وزير الداخلية ولا عن التلفزيون الأردني أو قناة المملكة التي أصبح أحدهم يجلدها ليل نهار أكثر مما يتجه في صلاته الى القبلة وهو يعلم أنها خلقت حالة أردنية تحترم ولا يجوز أن تقارن بقنوات الدولار والدرهم… على الصعيد الشخصي جلستُ مع وزير الداخلية الحالي الباشا مازن الفراية، في أكثر من مناسبة ؛ رجل قروي، بسيط، عصامي لم ينزل علينا ببرشوت فهو خريج مدرسة الجيش والعسكر، جيشنا العربي المصطفوي الباسل، لم يتوارث المنصب، خرج من عمق الحرمان من قلب قرى الجنوب الشامخة برجالها وانتمائهم الى هذا الوطن الطيب ذكره. في القنوات الفضائية الكبيرة كالجزيرة، والعربية، والمَيادين، وسكاي نيوز، وحتى «بطيخ نيوز» و»ترمسعيا» قبل دخولك الشارع المؤدي للمبنى تجد الأمن يسألك ويرافقك، وبوصولك للمدخل الرئيسي يكون التفتيش قد بلغ حدّ المبالغة. أما عندنا، في التلفزيون الأردني، المملكة، أو رؤيا، والحقيقة الدولية والقنوات والصحف الرسمية والمواقع الإخبارية وغيرها تجد العسكري (أو رجل الأمن ) على الباب يرحب بك بابتسامة واسعة وكأنك ضيف في بيته ويُدوعك بمثلها من الترحاب… حتى المطارات والمناطق التي تتواجد فيها معسكرات او مناطق أمنية حساسة تحتاج الى تدقيق وتمحيص والتروي قبل الوصول اليها، إذا سافرت إلى أمريكا أم النظام والقانون؟ هناك تبدأ حفلة النبش عنك، تجدهم يبحثون في كل تفصيلة من تفاصيل حياتك، حتى لو كنت مسافراً للسياحة والتلذذ بوجبة ماكدونالدز!! أو كأسًا في حانة من حانات لاس فيغاس !! الخلاصة: النقد ضروري، لكن لا تجعله هوسًا دائمًا وخصوصا عندما يكون لقلمك مكان يحترم فلكل مكان قواعده، ولكل ظرف منطقه، والذكاء أن تعرف متى تتكلم ومتى تبتسم ومتى تنتقد أو تمدح، إلا أذا كنت ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى ( وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) وأتمنى أن لا يكون بيننا أحد منهم مقالي ليوم الأحد في الدستور

جمعية عَون الثقافية الوطنية تدعو للوقوف بوجه أطماع الكيان الصهيوني
جمعية عَون الثقافية الوطنية تدعو للوقوف بوجه أطماع الكيان الصهيوني

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 6 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

جمعية عَون الثقافية الوطنية تدعو للوقوف بوجه أطماع الكيان الصهيوني

#سواليف تابع أعضاء هيئات ولجان جمعية عَون الثقافية الوطنية كغيرهم من أبناء #الوطن التصريحات العدائية الصادرة عن رئيس حكومة الكيان الصهيوني تجاه الأردن بشكل خاص والدول العربية بشكل عام التي كشف خلالها عن أطماعه التوسعية بإقامة ' #اسرائيل_الكبرى ' على حساب الأردن ومصر ودعوته لتنفيذ المخططات الصهيونية الإستعمارية في المنطقة العربية. وعليه فإننا في جمعية عَون الثقافية الوطنية نستنكر ونرفض بأشد العبارات هذه التصريحات غير المسؤولة التي تخالف بشكل سافر القانون والأعراف الدولية،والتي تُعد تهديداً للأمن والسلم في المنطقة والعالم أجمع،ونعتبرها بمثابة إعلان حرب من شأنها إبقاء المنطقة في حالة صراع وتنذر بزيادة العنف والتطرف بما حملته من إعتداء صارخ على سيادة وإستقلال دول الجوار دون أي إعتبار للمواثيق وإتفاقيات السلام الموقعة مع الدول العربية وخصوصاً الأردن. ونؤكد على أن الاردن القوي بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي وجيشه المصطفوي وأجهزته الأمنية ليس بالدولة التي تقبل بالتنازلات وتخضع للتهديدات،فهي جاهزة وقادرة على القيام بكل ما يمليه عليها واجبها المقدس لدحر أطماع الأعداء والحفاظ على أمن الأردن واستقراره وسيادته وسلامة أرضه. كما أننا في جمعية عَون الثقافية الوطنية نرى أن هذه التصريحات تكشف عن مدى إتساع العزلة الدولية التي يعيشها رئيس وأعضاء الحكومة اليمينية المتطرفة في الكيان الصهيوني المحتل بسبب ما تمارسه آلته العسكرية من أفعال إجرامية من تقتيل وتجويع وتشريد وتهجير قصري لأهلنا في غزة لم يشهد التاريخ مثيل لها.وما أقواله تلك إلا محاولة يائسة وبائسة منه لتصدير أزمته الداخلية إلى دول الجوار. كما ندعو أبناء الوطن كل من موقعه ومكانته ومؤسساتنا العامة والخاصة بالوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا الهاشمية التي لم تستكين يوماً ولا في أحلك الظروف لأي تهديدات.كما أن جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ونصره لم ولن يدخر جهداً للدفاع عن الأردن وحماية أرضه وشعبه ولن يتوقف عن دعم أهلنا في فلسطين والدفاع عن قضايا أمتنا العادلة بالرغم من الضغوطات الكبيرة التي تمارس ضد الأردن منذ ما يزيد على قرن من الزمان في محاولة لثنيه عن مواقفه الوطنية والقومية المشرفة. وختاماً نقول أننا كشعب أردني ندعم كل ما يقوم به جلالة الملك المفدى ونؤيد كل ما يتخذه الأردن عبر مؤسساته الرسمية من إجراءات سياسية وعسكرية تضمن حماية أمنه وحدوده ومستقبل أجياله وتضع حداً لعنجهية رئيس حكومة الكيان الصهيوني المأزوم. حفظ الله الاردن قيادة وأرضاً وشعباً حراً عزيزاً،وعاشت فلسطين حرة عربية أبية جمعية عَون الثقافية الوطنية/عمان-الأردن السبت:16-آب-2025 اسعد ابراهيم ناجي العزام رئيس الهيئة الإدارية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store