logo
بين البابا فرنسيس والبابا ليو.. أسلوبان مختلفان في قيادة الكنيسة الكاثوليكية

بين البابا فرنسيس والبابا ليو.. أسلوبان مختلفان في قيادة الكنيسة الكاثوليكية

يورو نيوزمنذ 2 أيام

البابا الجديد، واسمه المدني الكاردينال روبرت بريفوست، لم يُجرِ حتى الآن تغييرات كبيرة في مناصب الفاتيكان، ولم يُعلن عن خطط لرحلات خارجية، كما لم يُفصح عن مقر إقامته الجديد، هذا التريث يتناقض مع سرعة تحركات البابا فرنسيس الذي، في غضون أسابيع من انتخابه عام 2013، أعلن أنه لن يقيم في القصر الرسولي، وعيّن خلفًا له في بوينس آيرس، وشكّل مجلسًا استشاريًا من كبار الكرادلة.
ورغم هذه البداية البطيئة، إلا أن مراقبين يرون أن البابا ليو، البالغ من العمر 69 عامًا، يتبع استراتيجية محسوبة تتسم بالحذر، يقول القس مارك فرنسيس، صديق البابا منذ سبعينيات القرن الماضي: "ليو يسير على نهج فرنسيس، لكنه يختلف عنه في الطبع؛ أكثر هدوءاً، دقيق، ويُفضّل التروي في اتخاذ القرارات".
وخلال شهره الأول كررالبابا ليو بعض المواضيع الرئيسية للبابا فرانسيس، كما كرر النداءات العاطفية للبابا الأرجنتيني لإنهاء الحروب في غزة وأوكرانيا.
من أبرز التحديات التي تواجه البابا الجديد، العجز في ميزانية الفاتيكان والذي يُقدّر بنحو 83 مليون يورو (95 مليون دولار)، كما يواجه الفاتيكان فجوة أكبر في صندوق التقاعد، قدّرتها تقارير رسمية عام 2022 بنحو 631 مليون يورو، ويُعتقد أنها تزايدت منذ ذلك الحين.
إلى جانب القضايا المالية، تلوح في الأفق أزمات أخرى تهدد مستقبل الكنيسة، أبرزها تراجع أعداد المؤمنين في أوروبا، واستمرار الفضائح المتعلقة بانتهاكات جنسية ارتكبها رجال دين، فضلًا عن نقاشات لاهوتية حساسة حول دور المرأة في الكنيسة، ومكانة الكاثوليك من مجتمع الميم.
البابا فرنسيس سبق وأن أثار جدلًا واسعًا حين فتح الباب أمام منح المناولة للمطلقين، وسمح بمباركة الأزواج المثليين، ما أثار انتقادات من أوساط كنسية محافظة، رغم أنه لم يُغيّر العقيدة رسميًا.
القس أنتوني بيزو، الذي رافق ليو في دراسته بجامعة فيلانوفا عام 1974، يرى في البابا الجديد رجلًا يصغي بعمق، يسعى لفهم الآراء المتعددة قبل اتخاذ قراراته. يقول: "أسلوبه قائم على الاستماع، والتعرف على الجمهور الذي يخدمه، ثم اتخاذ قرار مبني على معرفة شاملة".
هذا النمط يتماشى مع سيرة ليو الذي عاش سنوات طويلة كمبشر في بيرو، بعيدًا عن أضواء الفاتيكان، قبل أن يُعيّنه فرنسيس أسقفًا عام 2015، ثم مسؤولًا رفيعًا في الفاتيكان قبل عامين فقط. وبذلك، يدخل ليو الكرسي البابوي باعتباره شخصية غير معروفة عالميًا نسبيًا، مقارنة بفرنسيس الذي كان قد شغل منصب كاردينال لاثني عشر عامًا قبل انتخابه.
لم يعلن ليو حتى الآن عن مقر إقامته الجديد، لكن مصادر مطلعة لوكالة أسوشييتد برس، رجّحت أنه سينتقل إلى الشقق البابوية بالقصر الرسولي، والتي لم تُستخدم منذ عام 2013، وتشير التقديرات إلى أن تلك الشقق تحتاج إلى ترميمات قد تستغرق ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وكان البابا فرنسيس قد اختار آنذاك الإقامة في نُزل داخل الفاتيكان، تجنبًا للفخامة والانعزال.
في المقابل، عقد ليو عددًا من الاجتماعات الرسمية مع كبار مسؤولي الفاتيكان، في خطوة يرى فيها المراقبون رغبة في فهم خريطة السلطة ومراكز القرار عن كثب. ويقول القس خورخي مارتينيز، الذي عرف ليو أثناء عمله في بيرو: "إنه يُصغي كثيرًا، وربما بخجل، لكنه يُنصت لكل ما يُقال له باهتمام".
فيما يتعلق بالرحلات البابوية، لم يُعلن الفاتيكان حتى الآن عن أول زيارة خارجية للبابا ليو، لكن من المرجّح أن تكون وجهته الأولى إلى تركيا، للمشاركة في الاحتفال بمرور 1700 عام على انعقاد أول مجمع كنسي كبير، إلى جانب البطريرك برثلماوس، الزعيم الروحي للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.
وكانت هذه الرحلة مخططة مسبقًا في عهد فرنسيس، وقال برثلماوس في تصريحات لتلفزيون إيطالي إنّه ناقش الأمر مع البابا ليو، وربما تتم الزيارة في نوفمبر المقبل.
تميّز البابا فرنسيس بأسلوبه العفوي، خصوصًا في المؤتمرات الصحفية على متن الطائرات، والتي كانت تتضمن أحيانًا تصريحات مفاجئة، مثل ردّه الشهير حين سُئل عن مسؤول في الفاتيكان يُشاع أنه مثلي الجنس، فأجاب: "إذا كان شخص ما مثليًا ويسعى إلى الله وبنوايا طيبة، فمن أكون لأحكم عليه؟".
لكن يبدو أن البابا ليو سيتجنب هذا النهج، حيث التزم في شهره الأول بقراءة نصوص مكتوبة في كل خطاباته، ما يعكس حرصًا على الانضباط في التعبير، ويقول القس فرنسيس: "لن يُطلق التصريحات العفوية مثل فرنسيس أثناء الحديث مع الصحفيين، سيكون أكثر حذرًا في كلماته".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شركة استثمار خاصة في شيكاغو على خط المساعدات في غزة.. ما الذي يحدث خلف الكواليس؟
شركة استثمار خاصة في شيكاغو على خط المساعدات في غزة.. ما الذي يحدث خلف الكواليس؟

يورو نيوز

timeمنذ 43 دقائق

  • يورو نيوز

شركة استثمار خاصة في شيكاغو على خط المساعدات في غزة.. ما الذي يحدث خلف الكواليس؟

تُدعى شركة الاستثمار "ماكنالي كابيتال"، وقد أُنشئت عام 2008 على يد وورد ماكنالي. وأوضح متحدث باسم الشركة أنها ساهمت في "دعم تأسيس" شركة SRS، وهي شركة ربحية مسجّلة في ولاية وايومنغ منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وفقًا للوثائق الرسمية. وتسلّط الأضواء حاليًا على SRS بسبب تورّطها في أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" GHF، وهي مبادرة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بدأت مؤخرًا بتوزيع المساعدات في قطاع غزة الذي يشهد دمارًا واسعًا نتيجة الحرب. وأضاف المتحدث باسم "ماكنالي كابيتال" أن شركته "قدّمت استشارات إدارية" إلى SRS، وتعاونت مع جهات متعددة لمساعدتها في تنفيذ مهامها، مؤكّدًا أن "ماكنالي كابيتال" تحتفظ بـ"مصلحة اقتصادية" في SRS، لكنها لا تشرف على إدارتها اليومية. وتتولى إدارة شركة SRS شخصية بارزة في الاستخبارات الأمريكية، هو فيل رايلي، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA). ولم تكن تفاصيل مالكي الشركة قد كُشف عنها سابقًا. ورفض المتحدث الإفصاح عن حجم الاستثمار الذي ضخته "ماكنالي كابيتال" في SRS، علمًا أن الشركة تدير أصولًا تُقدَّر بحوالى 380 مليون دولار. كانت إسرائيل قد منعت إدخال المساعدات إلى غزة لمدة 11 أسبوعًا، قبل أن تسمح بمرور كميات محدودة اعتبارًا من 19 أيار/مايو، تُشرف على توزيعها بشكل أساسي "مؤسسة غزة الإنسانية" GHF. ورغم أن إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان تمويل هذه العمليات، إلا أن مصادر متعددة أشارت إلى أنهما مارستا ضغوطًا على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية للتعاون مع GHF، بزعم أن المساعدات الأممية تُحوّل إلى حركة "حماس"، وهو ما نفته الأخيرة. وترفض الأمم المتحدة وغالبية منظمات الإغاثة الدولية التعاون مع GHF، معتبرة أنها جهة غير محايدة، وأن نموذجها في توزيع المساعدات يُضفي طابعًا عسكريًا على العمل الإنساني ويؤدي إلى تهجير السكان. وبحسب مصدرَين مطلعَين، تتعاون SRS مع شركة الأمن الأمريكية الخاصة UG Solutions، التي توفّر حراسًا مسلّحين من قدامى المحاربين الأمريكيين لحماية مراكز التوزيع ومواكب نقل المساعدات. هذا الأسبوع، دعت GHF إسرائيل إلى تعزيز حماية المدنيين في محيط مواقع توزيع المساعدات، وذلك في أعقاب إعلان وزارة الصحة في غزة مقتل 27 فلسطينيًا على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلي قرب أحد مراكز التوزيع. وأعلنت GHF تعليق عملياتها يوم الأربعاء، عقب سلسلة من حوادث إطلاق النار قرب مراكز توزيع المساعدات، والتي استهدفت فلسطينيين أثناء توجههم للحصول على الإغاثة، بينما تمر المؤسسة بحالة من التوتر أدت إلى انسحاب كوادر بارزة من صفوفها. دعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق مستقل في الحادثة. وفي سياق متصل، كشف تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، استند إلى مقاطع فيديو وتحليلات خبراء وشهادات شهود عيان، أن القوات الإسرائيلية أطلقت وابلاً من الرصاص في موقع قريب من دوار تل السلطان بمدينة رفح، بينما كان مئات الفلسطينيين يحاولون الوصول إلى المساعدات الغذائية. وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ أشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى تكرار إطلاق النار في محيط نقاط توزيع المساعدات، خصوصًا في رفح، متهمًا تلك الآلية في توزيع المساعدات بأنها جزء من سياسة "الإبادة الجماعية".

ألكسندر فوتشيتش يكشف: صربيا دعمت إسرائيل عسكريًا بعد 7 أكتوبر رغم الإنتقادات الأوروبية
ألكسندر فوتشيتش يكشف: صربيا دعمت إسرائيل عسكريًا بعد 7 أكتوبر رغم الإنتقادات الأوروبية

يورو نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • يورو نيوز

ألكسندر فوتشيتش يكشف: صربيا دعمت إسرائيل عسكريًا بعد 7 أكتوبر رغم الإنتقادات الأوروبية

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، في مقابلة حصرية مع صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن بلاده قدّمت مساعدات عسكرية لإسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر / تشرين الأول، رغم الانتقادات التي واجهتها من شركائها الأوروبيين. وأكد أن هذه المساعدة نُفذت بسرعة غير مسبوقة، في غضون أربعة أيام فقط، ما شكّل تحوّلًا لافتًا في العلاقات الثنائية بين بلغراد وتل أبيب. فوتشيتش، الذي يتولى رئاسة صربيا منذ عام 2017، شدد على أن بلاده لن تغيّر موقفها من إسرائيل رغم الضغوط، مشيرًا إلى أن "صربيا ستكون دائمًا إلى جانب الشعب اليهودي ودولة إسرائيل". وأضاف أن صادرات الأسلحة الصربية إلى إسرائيل بلغت أكثر من 42 مليون يورو في عام 2024، أي ما يعادل ثلاثين ضعف ما كانت عليه قبل عام، ما جعل صربيا شريكًا رئيسيًا في سلسلة التوريد الدفاعية لإسرائيل، وأشار: "أنا الزعيم الوحيد في أوروبا الذي يتعامل عسكريًا مع إسرائيل، ولذلك أتعرض لانتقادات كثيرة". وأكد فوتشيتش أنه بذل جهودًا دبلوماسية شخصية للمساعدة في الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي-الصربي ألون أوهل، المحتجز في غزة منذ أكثر من 600 يوم. وقال إنه تواصل مع زعماء عرب طلبًا للدعم، مشيرًا إلى تلقيه معلومات تشير إلى أن أوهل لا يزال على قيد الحياة رغم إصاباته الخطيرة. كما نوّه الرئيس الصربي إلى احتضان بلاده للفرق الرياضية الإسرائيلية بعد 7 تشرين الأول، في ظل المقاطعات الأمنية والرياضية في دول أوروبية أخرى، مؤكدًا أن المباريات أُقيمت دون أي حادثة معادية للسامية. على الصعيد الاقتصادي، سجّلت العلاقات التجارية بين البلدين نموًا غير مسبوق، إذ ارتفعت صادرات صربيا إلى إسرائيل بنسبة 196% خلال أول شهرين من عام 2025، ووصل حجم التبادل التجاري في 2024 إلى نحو 199 مليون دولار. وتنوّعت الصادرات بين المنتجات الصناعية والزراعية، بينما تركزت الواردات على التكنولوجيا الطبية والبصرية. واستعرض فوتشيتش جانبًا من الدعم الإسرائيلي لصربيا في المحافل الدولية، مشيدًا بموقف تل أبيب الذي امتنعت عن التصويت لصالح قرار الأمم المتحدة باعتبار 11 تموز يومًا دوليًا لضحايا مذبحة سربرنيتسا، وهو قرار أثار حساسية شديدة في صربيا. وفي ما يخص معاداة السامية، شدد فوتشيتش على أن بلاده لم تشهد موجات الكراهية التي شهدتها دول أوروبية أخرى، معتبرًا أن العداء لليهود "تحوّل إلى موضة سياسية مرفوضة وخطيرة". ولفت إلى الخطوات التي اتخذتها صربيا في السنوات الأخيرة لتكريم ضحايا المحرقة، من بينها قانون استرداد ممتلكات اليهود الذين لا ورثة لهم، وإنشاء مركز تذكاري في موقع معسكر "ستارو سايميشتا"، حيث قُتل آلاف اليهود والصرب إبان الاحتلال النازي. الرئيس الصربي، الذي تربطه علاقات وثيقة مع قادة عرب وإسرائيليين على حد سواء، أبدى خشيته من تصاعد موجات الكراهية في جامعات ومجتمعات غربية، وقال: "ما يحصل في بعض الجامعات الأميركية ضد اليهود أمر خطير وجاهل وغير إنساني". وختم حديثه بالتأكيد على أن العلاقة مع إسرائيل ليست مجرد تحالف سياسي، بل "سياسة دائمة" تعكس رؤية صربيا الاستراتيجية في عالم مضطرب، معتبرًا أن البلدين يتقاسمان المصير ذاته في محيط إقليمي معقّد يتطلب استقلالية القرار وقوة التحالفات.

تسلسل زمني.. من التحالف إلى التصعيد: كيف انقلبت علاقة ماسك وترامب رأسًا على عقب؟
تسلسل زمني.. من التحالف إلى التصعيد: كيف انقلبت علاقة ماسك وترامب رأسًا على عقب؟

يورو نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • يورو نيوز

تسلسل زمني.. من التحالف إلى التصعيد: كيف انقلبت علاقة ماسك وترامب رأسًا على عقب؟

من علاقة وُصفت يومًا بالأخوية، إلى مواجهة علنية على الإنترنت، يبدو أن الخلاف بين الملياردير التكنولوجي إيلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلغت مرحلة غير مسبوقة، مع دعوة ماسك الصريحة لعزل ترامب. فمنذ أقل من أسبوع، تنحى ماسك عن منصبه كرئيس لإدارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، وسط إشادات علنية من ترامب، الذي وصفه بـ"الرجل الذكي والوطني". إلا أن الأجواء الودية لم تدم طويلاً. الخلاف انفجر عندما وجّه ماسك انتقادات لاذعة إلى مشروع الميزانية الجديد الذي اقترحته إدارة ترامب، والذي بلغت قيمته 2.4 تريليون دولار، ويهدف إلى تعزيز أمن الحدود وخفض الضرائب، تنفيذًا لوعود انتخابية سابقة. ماسك وصف المشروع بأنه "بغيض ومثير للاشمئزاز"، معلنًا رفضًا قاطعًا لسياساته المالية. وتفاقم التوتر خلال زيارة المستشار الألماني فريدريك ميرتس إلى البيت الأبيض، حين اشتعلت منصات التواصل بمنشورات نارية من الطرفين: ترامب نشر على منصته "تروث سوشال" (Truth Social)، بينما رد ماسك على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، التي يمتلكها حاليًا. لكن، كيف تحول العلاقة بين الرجلين ووصلت إلى هذا المستوى من الخصام؟ في الرابع من حزيران/يونيو، صعّد الملياردير التكنولوجي إيلون ماسك لهجته تجاه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفًا مشروع قانون الميزانية الذي اقترحته إدارته بأنه "مثير للاشمئزاز". ويمنح المشروع الحكومة الأمريكية صلاحية اقتراض المزيد من الأموال، وهو ما أثار انتقادات ماسك، الذي وصف دعم النواب له بـ"العار". وبحسب تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس (CBO)، فإن الصيغة الحالية لمشروع القانون قد تؤدي إلى زيادة العجز الفيدرالي بنحو 3.8 مليار دولار (ما يعادل 3.3 مليون يورو) نتيجة السياسات الضريبية وحدها. من جهته، هاجم ترامب المكتب المركزي للميزانية، مشككًا في مصداقيته، بزعم أنه "خاضع لسيطرة الديمقراطيين". ويُعد هذا التصريح الأشد حدة من ماسك ضد ترامب حتى الآن، إذ كان قد وصف مشروع القانون سابقًا بأنه "مخيب للآمال"، خاصة بسبب ما يتضمنه من خفض في تمويل برامج دعم السيارات الكهربائية. خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس، وُجّه سؤال للرئيس السابق دونالد ترامب حول انتقادات إيلون ماسك لمشروع قانون الميزانية. ورد ترامب قائلاً إنه يشعر "بخيبة أمل كبيرة" تجاه ماسك، مهاجمًا إياه بالقول: "بدأ اعتراضه عندما اكتشف أن المشروع يتضمن إلغاء تفويض دعم المحركات الكهربائية". ويبدو أن ماسك كان يتابع المؤتمر مباشرة، إذ لم تمر سوى خمس عشرة دقيقة حتى نشر على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "مهما يكن. تخلّصوا من تفويض المحرك الكهربائي… بل ألغوه بالكامل". وأضاف ترامب خلال المؤتمر: "إنهم يواجهون صعوبة مع السيارات الكهربائية، ويريدون منا أن ندفع مليارات الدولارات على شكل إعانات. إيلون كان يعرف ذلك منذ البداية". لكن ماسك سارع إلى نفي علمه المسبق بتفاصيل المشروع، قائلاً في منشور آخر: "لم يُعرض عليّ مشروع القانون ولو لمرة واحدة". رد ترامب على منصة تروث سوشيال الخاصة به بأن ماسك قد فقد صوابه ببساطة، وقال: "لقد "تعب إيلون، وطلبت منه الرحيل، وسحبت منه تفويضه للسيارات الكهربائية الذي أجبر الجميع على شرائها". وفي تصعيد جديد، أعاد إيلون ماسك تسليط الضوء على تغريدة قديمة لترامب تعود إلى عام 2012، قال فيها: "لا ينبغي لأحد أن يترشح لإعادة الانتخاب إذا لم يكن قادرًا على موازنة الميزانية. لا يجوز السماح بأي عجز". علّق ماسك على التغريدة مستخدمًا الرمز التعبيري "100%" في إشارة واضحة إلى موافقته التامة، كما بدا أنه يستغل كلمات ترامب ضده، معتبرًا أنه — وفق منطقه السابق — لا ينبغي أن يُسمح له بتمرير مشروع ميزانية يتضمن عجزًا بهذا الحجم. رد الرئيس الأمريكي قائلاً: "أسهل طريقة لتوفير مليارات الدولارات في ميزانيتنا هي إنهاء الإعانات والعقود الحكومية التي يحصل عليها إيلون". وردّ ماسك في منشور على موضوع عقود شركاته التكنولوجية مع الحكومة الأمريكية قائلاً: "ستبدأ شركة سبيس إكس على الفور في وقف تشغيل مركبتها الفضائية دراغون". وبالإضافة إلى الهجوم الشخصي على ماسك، دافع ترامب عن مشروع قانونه ووصفه بأنه "أحد أفضل التشريعات التي شهدها الكونغرس على الإطلاق". وشرح التفاصيل وقال إن البديل سيكون "زيادة ضريبية بنسبة 68 في المائة، وسيزداد الأمر سوءًا". بعد ذلك أدخل ماسك الملفات الشخصية إلى صلب الخلاف، وقال: "حان الوقت لإلقاء القنبلة الكبيرة حقًا"، مشيرًا إلى أن دونالد ترامب كان مذكورًا في ملفات إبستين. لم يقدم ماسك أي دليل على ادعائه ولم يذكر كيف ادعى أنه حصل على الملفات. ومنذ ذلك الحين، شارك رائد الأعمال في شركة تسلا منشورًا تلو الآخر ينتقد فيه حكومة ترامب. وفي سلسلة من المواقف المتلاحقة، حذّر إيلون ماسك من أن الرسوم الجمركية التي يروّج لها ترامب قد تؤدي إلى ركود اقتصادي في النصف الثاني من العام الجاري، في إشارة إلى مخاوفه من تداعيات السياسات التجارية المقترحة. كما تفاعل ماسك مع ثقافة "الميمز" المنتشرة على منصات التواصل، من خلال إعادة نشر بعض الصور الساخرة المفضلة لديه والتي تداولها المستخدمون تعليقًا على الخلاف، ما أضفى بُعدًا تهكميًا على المشهد. واختتم ماسك سلسلة منشوراته بتساؤل لافت: "هل حان الوقت لتشكيل حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة يُمثّل 80% من الطبقة الوسطى؟"، في إشارة ضمنية إلى ما يراه فراغًا سياسيًا بين الحزبين التقليديين. وشارك ماسك أيضاً منشور أحد المستخدمين الذي اقترح أن يتم عزل ترامب من منصبه، وعلّق ماسك بـ"نعم" على ذلك. أراد نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، أن يوضح موقفه صراحة، فنشر — وللمفارقة على منصة "إكس" التي يملكها إيلون ماسك — تصريحًا أكد فيه أنه فخور بالوقوف إلى جانب دونالد ترامب. وقال: "لقد فعل الرئيس ترامب أكثر من أي شخص آخر في حياتي لكسب ثقة الحركة التي يقودها". وفي ظل هذا التصعيد، لا تلوح في الأفق نهاية وشيكة للنزاع. وتيرة منشورات ماسك على منصته "إكس" تفوق بكثير ما ينشره ترامب على منصته الخاصة "تروث سوشال"، ما يعكس اتساع الفجوة بين الطرفين. وفي الوقت نفسه، يواجه مشروع قانون الميزانية الذي قدّمه ترامب تحديات داخل الكونغرس. فرغم تمريره في مجلس النواب بفارق صوت واحد فقط، ما زال مجلس الشيوخ قادرًا على إدخال تعديلات عليه قبل إعادة التصويت. وتزداد الأصوات المنتقدة داخل الأوساط السياسية بسبب العجز الكبير المحتمل الذي قد يخلّفه المشروع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store