
طب الاسنان علم من الماضي وماض إلى المستقبل
بقلم. د. طارق الرفاعي
لكى نتحدث عن المستقبل لابد أن نعلم ونتعلم الماضي. ولكى نطور لابد أن نعلم الاساس. وهنا بداية علم طب الاسنان فتعالى معنا نغوص في ذلك البحر الذي بدأ من العصر الفرعوني القديم حيث تشير الحفريات القديمة لذلك. أقدم ممارسة مسجلة لطب الأسنان عمرها بين 13,820 و 14,160 سنة وُجدت في إيطاليا لسن تم تنظيفه بواسطة أحجار الصوان. رغم وجود دراسة في عام 2017 تشير إلى أن الإنسان البدائي (نياندرتال) قد استخدم أدوات طب أسنان بدائية. أيضا تم العثور على أدلة تثبت ممارسة طب الأسنان في حضارة بلاد السند قبل الميلاد بـ 7000 سنة.وتنتشر وصفات علاج آلام الأسنان والتهاباتها في برديات اللاهون، وبردية إيبرس، وبردية بروغش، وبردية هورست في مصر القديمة. في بردية إدوين سميث المكتوبة في القرن السابع عشر قبل الميلاد ولكن يُعتقد أنها تعكس تجارب تعود لـ 3 آلاف سنة قبل الميلاد تمت مناقشة طرق علاجية لكسور الفك. في القرن الثامن عشر قبل الميلاد أشارت شريعة حمورابي -دستور قوانين في عهد سادس ملوك مملكة بابل القديمة- لعملية قلع الأسنان مرتين في سياق العقوبات. كما كشفت فحوصات لبقايا المصريين القدماء والرومان اليونانيين عن محاولاتهم في مجال التعويضات السنية. هناك احتمالية أن يكون هذا النوع من المحاولات كان يُطبق على المتوفين ليظهروا بشكل أفضل.
كتب عدة علماء يونانيون كـأبقراط، وأرسطو عن طب الأسنان. كذكرهم لطريقة بزوغ الأسنان وعلاج تسوساتها، وقلع الأسنان بوساطة كلابات وربط الأسنان ببعضها باستخدام أسلاك لتثبيت الأسنان المقلقلة، كما ذكروا أمراض اللثة وكسور الفكين. يُرجع البعض أول استخدام للأجهزة السنية والجسور السنية لـ الأتروريين (من سكان إيطاليا) وذلك قبل الميلاد بـ 700 سنة. في مصر القديمة كان (حسي رع) هو أول من تمت تسميته بـ «طبيب أسنان» في التاريخ. عرف المصريون ربط الأسنان ببعضها بواسطة أسلاك الذهب. كتب الكاتب الطبي الروماني (كورنيليوس سيلسوس) بشكل موسّع عن أمراض الأسنان وعلاجاتها، ككتابته عن التخدير والقابضات الوعائية. وُثقت أول عملية حشو للأسنان بالأملغم السني بنص طبي للسلالة الحاكمة للصين المسماة (تانغ) مكتوب بواسطة الطبيب الصيني (سو كونغ) في 659م وتم عرضها في ألمانيا سنة 1528م.
ومن العلماء المسلمين نذكر (أبو بكر الرازي) (932م)الذي تحدث عن تشريح الفكين والاسنان بالتفصيل وكذلك الجراح الكبير أبو القاسم الزهراوي الذي صمم ورسم العديد من الادوات الجراحية التي تقارب بدقتها الأدوات الحالية، وتحدث ابن سينا في كتابه المشهور القانون في الطب Canon عن معالجة الكسور الفكية وضرورة تجبير قطع الكسر في وضعها الصحيح والاستدلال على ذلك بإطباق الأسنان في مكانها من القوس السنية. ثم جاء أبو القاسم الزهرا�

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وضوح
منذ 3 أيام
- وضوح
طب الاسنان علم من الماضي وماض إلى المستقبل
بقلم. د. طارق الرفاعي لكى نتحدث عن المستقبل لابد أن نعلم ونتعلم الماضي. ولكى نطور لابد أن نعلم الاساس. وهنا بداية علم طب الاسنان فتعالى معنا نغوص في ذلك البحر الذي بدأ من العصر الفرعوني القديم حيث تشير الحفريات القديمة لذلك. أقدم ممارسة مسجلة لطب الأسنان عمرها بين 13,820 و 14,160 سنة وُجدت في إيطاليا لسن تم تنظيفه بواسطة أحجار الصوان. رغم وجود دراسة في عام 2017 تشير إلى أن الإنسان البدائي (نياندرتال) قد استخدم أدوات طب أسنان بدائية. أيضا تم العثور على أدلة تثبت ممارسة طب الأسنان في حضارة بلاد السند قبل الميلاد بـ 7000 سنة.وتنتشر وصفات علاج آلام الأسنان والتهاباتها في برديات اللاهون، وبردية إيبرس، وبردية بروغش، وبردية هورست في مصر القديمة. في بردية إدوين سميث المكتوبة في القرن السابع عشر قبل الميلاد ولكن يُعتقد أنها تعكس تجارب تعود لـ 3 آلاف سنة قبل الميلاد تمت مناقشة طرق علاجية لكسور الفك. في القرن الثامن عشر قبل الميلاد أشارت شريعة حمورابي -دستور قوانين في عهد سادس ملوك مملكة بابل القديمة- لعملية قلع الأسنان مرتين في سياق العقوبات. كما كشفت فحوصات لبقايا المصريين القدماء والرومان اليونانيين عن محاولاتهم في مجال التعويضات السنية. هناك احتمالية أن يكون هذا النوع من المحاولات كان يُطبق على المتوفين ليظهروا بشكل أفضل. كتب عدة علماء يونانيون كـأبقراط، وأرسطو عن طب الأسنان. كذكرهم لطريقة بزوغ الأسنان وعلاج تسوساتها، وقلع الأسنان بوساطة كلابات وربط الأسنان ببعضها باستخدام أسلاك لتثبيت الأسنان المقلقلة، كما ذكروا أمراض اللثة وكسور الفكين. يُرجع البعض أول استخدام للأجهزة السنية والجسور السنية لـ الأتروريين (من سكان إيطاليا) وذلك قبل الميلاد بـ 700 سنة. في مصر القديمة كان (حسي رع) هو أول من تمت تسميته بـ «طبيب أسنان» في التاريخ. عرف المصريون ربط الأسنان ببعضها بواسطة أسلاك الذهب. كتب الكاتب الطبي الروماني (كورنيليوس سيلسوس) بشكل موسّع عن أمراض الأسنان وعلاجاتها، ككتابته عن التخدير والقابضات الوعائية. وُثقت أول عملية حشو للأسنان بالأملغم السني بنص طبي للسلالة الحاكمة للصين المسماة (تانغ) مكتوب بواسطة الطبيب الصيني (سو كونغ) في 659م وتم عرضها في ألمانيا سنة 1528م. ومن العلماء المسلمين نذكر (أبو بكر الرازي) (932م)الذي تحدث عن تشريح الفكين والاسنان بالتفصيل وكذلك الجراح الكبير أبو القاسم الزهراوي الذي صمم ورسم العديد من الادوات الجراحية التي تقارب بدقتها الأدوات الحالية، وتحدث ابن سينا في كتابه المشهور القانون في الطب Canon عن معالجة الكسور الفكية وضرورة تجبير قطع الكسر في وضعها الصحيح والاستدلال على ذلك بإطباق الأسنان في مكانها من القوس السنية. ثم جاء أبو القاسم الزهرا�


مصراوي
٢٠-٠٥-٢٠٢٥
- مصراوي
تسبب تسمم المخ.. ضبط كميات كبيرة من الشعيرية سريعة التحضير ببورسعيد
بورسعيد - طارق الرفاعي: أعلنت مديرية التموين والتجارة الداخلية بمحافظة بورسعيد، برئاسة محمد حلمي، اليوم الثلاثاء، عن ضبط كميات كبيرة من الشعيرية سريعة التحضير تُسبب تسمم المخ. وأشارت المديرية، في بيان لها، إلى أن حملة مكبرة أسفرت عن ضبط كميات كبيرة تقدر بـ 35 كرتونة من الشعيرية سريعة التحضير بها 420 كيس مجهول المصدر، وذلك بأحد المخازن غير المرخصة، مخالفًا بذلك قرار وزير التموين والتجارة الداخلية 45 لسنة 2022 الخاص بحظر تداول السلع الغذائية مجهولة المصدر. وأكدت على أنه أثبتت أبحاث علمية متعددة أن هذا النوع من المكرونة يحتوى على مادة E621 أو الجلوتاميت أحادي الصوديوم وهي مكتوبة على ظهر الكيس، وهذه المادة بعد البحث ظهر أنها تُسبب تسمم المخ لأنها أخطر محسنات الطعم على الإطلاق. تم التحفظ على الكمية المضبوطة وتحرر محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.


نافذة على العالم
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
ثقافة : علاجات عبر العصور للقضاء على الصلع.. تعرف على الوصفات
الأربعاء 9 أبريل 2025 03:00 صباحاً نافذة على العالم - يعد الشعر زينة السيدات والرجال، لذا يلجأ الكثيرون للمحافظة عليه وتقويته لمنع حدوث الصلع المبكر، وعلى مر السنين لجأ الناس لتقديم العديد من الحلول لمواجهة الصلع، وسوف نلقى الضوء عليها خلال السطور التالية. مصر القديمة تقدم بردية إيبرس، وهى نص طبى يعود تاريخه إلى عام 1550 قبل الميلاد، عددًا من العلاجات الموصى بها للمصريين القدماء الذين يعانون من تساقط الشعر، تشمل الاقتراحات مزيجًا من دهون فرس النهر، والتمساح، والقط، والثعبان، والوعل؛ وشعر القنفذ المغلى فى الماء والمطبق على فروة الرأس لمدة أربعة أيام، ويبدو أن اهتمام أفراد العائلة المالكة، ذكورًا وإناثًا، فى مصر القديمة كان واضحًا، إذ كانوا يرتدون الشعر المستعار واللحى الاصطناعية، حرصًا منهم على الحفاظ على كثافة الشعر. أبقراط كان الطبيب اليونانى القديم أبقراط، المولود حوالى عام 460 قبل الميلاد، والذى يُشار إليه غالبًا بأبى الطب الغربى، يعانى شخصيًا من الصلع الوراثى لدى الرجال، وصف لنفسه ولزملائه من "قبة الكروم" خليطًا موضعيًا من الأفيون والفجل الحار وروث الحمام والشمندر والتوابل، لم يمنع هذا الخليط أيًّا من تساقط الشعر، كما ابتكر أبقراط علاجًا جذريًا لتساقط الشعر بعد أن لاحظ أن الخصيان لا يُصابون بتساقط الشعر، مع أنه من غير المُرجح أن الرجال بدأوا باختيار الإخصاء بدلًا من الصلع، إلا أن باحثين في جامعة ديوك أكدوا عام 1995 أن هذا الإجراء يُمكن أن يمنع تساقط الشعر بالفعل، وفقا لما ذكره موقع هيستورى. تسريحات الشعر الممشط وأكاليل الغار عندما بدأ يوليوس قيصر بفقدان شعره، جرّب كل ما في وسعه لعكس هذه اللعنة وإخفاء لمعان رأسه أولاً أطال شعره الخفيف من الخلف ومشطه على فروة رأسه بنسخة قديمة من تسريحة الشعر المشط، عندما لم يُفلح ذلك (لم يكن مثبت الشعر قد اختُرع بعد)، وأوصت حبيبته كليوباترا بعلاج منزلي يتكون من فئران مطحونة وأسنان خيول وشحم دببة، ولم يُجدِ هذا العلاج نفعًا، فلجأ الديكتاتور الروماني إلى تغطية فروة رأسه بإكليل غار. شعر مستعار كانت وصلات الشعر شائعة في العصور القديمة، ثم أُعيد إحياؤها فى القرن السابع عشر على يد أفراد من العائلة المالكة، مثل الملك لويس الثالث عشر ملك فرنسا، الذى كان يرتدى شعرًا مستعارًا لإخفاء صلعه، وأصبحت الباروكات الضخمة، التى غالبًا ما تتميز بتجعيدات متقنة ومُزينة بمسحوق أبيض، رائجة بين النبلاء الفرنسيين والإنجليز، وتبنى المستعمرون الأمريكيون الأثرياء هذه الإكسسوارات كرمز للمكانة الاجتماعية حتى الثورة الأمريكية، التي كبحت جموح الموضة المستوحاة من الملكية. زيت الثعبان فى الولايات المتحدة، شهد القرن التاسع عشر ظهور ما يسمى ببائعى "زيت الثعبان" - وهم في الأساس محتالون متنكرون في زي أطباء ويبيعون وصفاتٍ زائفة تُعدّ بعلاج كل ما يُصيبك، وقد صُممت بعض هذه المقويات، على ما يُزعم، لعلاج تساقط الشعر، بما في ذلك مرهم يُسمى "مُنمّي شعر الأخوات السبع ساذرلاند"، الذي استوحته وسوّقته عائلة من مُؤديات العروض الجانبية ذوات الشعر المُنسدل. الشاي من منا لا يرغب في علاج للصلع، يُضفي عليه مشروبًا منعشًا؟ في إنجلترا في القرن التاسع عشر، كان من يعانون من تساقط الشعر يُدلكون فروة رأسهم بـ"شاي الهند البارد" وقطع الليمون، ولم يكن من المستغرب أن تكون النتائج مخيبة للآمال.