logo
استعادة الخرطوم.. تقريبًا

استعادة الخرطوم.. تقريبًا

الدستور٢٢-٠٣-٢٠٢٥

برفع العلم السودانى على القصر الرئاسى والوزارات السيادية ومقر البنك المركزى ومتحف السودان القومى ومبانٍ رئيسية أخرى، استرد السودانيون تقريبًا عاصمتهم الخرطوم من ميليشيا «الدعم السريع»، بعد معارك ضارية زادت شراستها، منذ مساء الأربعاء الماضى، وألحق خلالها الجيش السودانى خسائر فادحة بالميليشيا المتمردة التى كان قد كلَّفها قبل اندلاع الحرب بحراسة القصر ومناطق استراتيجية أخرى، مثل مقر قيادة القوات المسلحة والمطار ومبنى الإذاعة والتليفزيون.
فى بيان أصدرته، أمس الأول الجمعة، قالت الخارجية السودانية إن «هذا النصر هو إسفين آخر فى نعش المؤامرة الخارجية على سيادة السودان واستقراره ووحدته وعزة وكرامة شعبه الذى لم تلن عزيمته فى مساندة قيادة البلاد وقواته المسلحة فى معركة الكرامة». وفى اليوم نفسه، أعلن الجيش السودانى عن بدء عملية تطهير لوسط المدينة من المسلحين، وقال المتحدث باسم الجيش، فى بيان عرضه التليفزيون الرسمى، إن القوات المسلحة السودانية «استولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته». وفى عزاء أحد الضباط، الذين استشهدوا بعد سيطرة الجيش على القصر الجمهورى، قال الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى، إنه لن يتفاوض مع ميليشيا الدعم السريع، إلا بشأن شروط استسلامها.
من العاصمة الموريتانية نواكشوط، التى زارها فى يناير الماضى، اتّهم البرهان «قوى استعمارية» لم يحددها بأنها تقف خلف «الدعم السريع وتدعمها بالمال والسلاح والمرتزقة»، وتعهّد بمواصلة الحرب حتى تحرير «كل المدن والأرياف والقرى»، و«كل شبر دنسه هؤلاء المجرمون»، واصفًا المعركة بأنها «معركة الشعب السودانى بكل قطاعاته المختلفة الذى يدافع عن شرفه وعرضه وسكنه ووطنه». وهنا قد تكون الإشارة مهمة إلى أن رئيس مجلس السيادة السودانى أعرب مرارًا عن بالغ تقديره لجهود مصر الداعمة للسودان، واستضافتها السودانيين الفارين من ويلات الحرب وتوفير الرعاية اللازمة لهم.
بعد خلاف حول خطط دمج ميليشيا «الدعم السريع» فى القوات المسلحة السودانية، بدأت الحرب بين الطرفين فى منتصف أبريل ٢٠٢٣، وراح ضحيتها إلى الآن أكثر من ١٥٠ ألفًا، وتسببت فى «أكبر أزمة نزوح فى العالم»، بوصف «المنظمة الدولية للهجرة»، و«أكبر كارثة إنسانية»، طبقًا لتقارير الأمم المتحدة. ولعلك تتذكر أننا كنا قد أشرنا، فى مقال سابق، إلى أن المناطق التى اجتاحتها ميليشيا «الدعم السريع» تحولت حرفيًا إلى جحيم، وأوضحنا أن هذه الميليشيا نهبت كل بنوك الخرطوم والجزيرة ودارفور، وصولًا إلى البنك المركزى ودمّرت آبار وأنابيب البترول، وأخرجت ٨٥٪ من المصانع عن الخدمة، ودمّرت البنية التحتية لمشروع الجزيرة الزراعى الذى كان يعد عماد الأمن الغذائى فى السودان.
المهم هو أن الجيش السودانى تمكن فى يناير الماضى من فك حصار فرضته «ميليشيا الدعم» على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، كما تمكن خلال الشهر نفسه من دخول مدينة «ود مدنى» الاستراتيجية التى كانت الميليشيا قد استولت عليها فى ديسمبر ٢٠٢٣، كما يسيطر الجيش السوادنى، كذلك، منذ السنة الماضية، على مدينة أم درمان، الواقعة على الضفة الأخرى من النيل الأزرق، وتشكّل امتدادًا للعاصمة.
وفى المقابل، تعمل ميليشيا الدعم السريع على تشكيل حكومة موازية، وقامت مع الجماعات الإرهابية المتحالفة معها الشهر الماضى بتوقيع ما وصفته بالميثاق السياسى فى العاصمة الكينية نيروبى.
.. وتبقى الإشارة إلى أن مصر لا تزال مستمرة فى بذل كل ما فى وسعها، لوقف نزيف الدم السودانى، كما لا يزال الموقف المصرى الثابت قولًا وفعلًا يشدد على أن أى حل سياسى حقيقى للأزمة لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة، دون إملاءات أو ضغوط خارجية، وفى إطار احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها. ولعلك تتذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد، فى سياقات ومناسبات مختلفة، أن النزاع يخص الأشقاء السودانيين، وأن دور الأطراف، الدولية أو الإقليمية، ينبغى أن يقتصر على مساعدتهم فى إيقافه وتحقيق التوافق حول حل الأسباب التى أدت إليه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تظاهرات فی العالم تطالب بوقف الإبادة الإسرائیلیة فی غزة- الأخبار الدولی
تظاهرات فی العالم تطالب بوقف الإبادة الإسرائیلیة فی غزة- الأخبار الدولی

وكالة نيوز

timeمنذ 25 دقائق

  • وكالة نيوز

تظاهرات فی العالم تطالب بوقف الإبادة الإسرائیلیة فی غزة- الأخبار الدولی

ففي العاصمة السويدية ستوكهولم، تظاهر مئات الأشخاص في مطالبين حكومة بلادهم بالتحرك الفوري لوقف حرب الإبادة التي تواصل 'إسرائيل' ارتكابها في قطاع غزة. وانطلق المتظاهرون من ساحة أودنبلان باتجاه مقر وزارة الخارجية، استجابة لدعوة العديد من منظمات المجتمع المدني، احتجاجا على صمت الحكومة السويدية إزاء الإبادة في غزة. وطالب المشاركون الحكومة السويدية بالتحرك الفوري لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، مستنكرين صمتها في هذا الإطار. وحمل المتظاهرون في أيديهم لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل 'الأطفال يقتلون في غزة'، و'المدارس والمستشفيات تتعرض للقصف'. وفي العاصمة الموريتانية نواكشوط، شارك عشرات الآلاف، السبت، في مسيرة للتنديد باستمرار حرب الإبادة التي تشنها 'إسرائيل' على غزةز وانطلقت المسيرة من محيط القصر الرئاسي، وجابت شوارع رئيسية قبل أن تتوجه إلى مقر ممثلية الأمم المتحدة في نواكشوط. ودعت إلى المسيرة الأحزاب السياسية الموريتانية ومن بينها حزب 'الإنصاف' الحاكم، وحزب 'التجمع الوطني للإصلاح والتنمية' (أكبر أحزاب المعارضة) بالإضافة إلى العديد من المنظمات والهيئات الموريتانية تحت شعار: 'مليونية نساء موريتانيا لوقف قتل نساء وأطفال غزة'. ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تنتقد صمت العالم تجاه المجازر في غزة، وتطالب بوقف حرب الإبادة التي تشنها 'إسرائيل' على القطاع. ودعا المشاركون في المسيرة شعوب العالم إلى المشاركة في مسيرات مليونية من أجل الضغط على الأنظمة الحاكمة لعزل 'إسرائيل' دوليا ومحاصرتها اقتصاديا. وشدد المشاركون في المسيرة على أن ما يحصل 'يبرهن على الإرادة الآثمة المتعمدة للقادة الإسرائيليين في القتل الجماعي للسكان المدنيين في قطاع غزة'. تظاهر عشرات النشطاء بالعاصمة تونس للمطالبة بكسر الحصار عن قطاع غزة وإدانة الإبادة المستمرة والتجاوزات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وكانت جمعية 'أنصار فلسطين' دعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية، مساء السبت، تحت شعار 'الإبادة الجماعية والتجويع مستمران.. العالم ينتفض وأنت متى؟'، تعبيرا عن الاحتجاج والغضب إزاء استمرار الحرب على غزة. وعلى هامش الوقفة أمام المسرح البلدي بالعاصمة تونس، قال عضو الهيئة المديرة للجمعية رياض الزحافي، إن 'الهدف الأساسي من الوقفة اليوم هو المطالبة بكسر الحصار على غزة، وهي الوقفة عدد 84 منذ بدء عملية طوفان الأقصى' في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأضاف الزحافي للأناضول، أن 'من أهداف الوقفة أيضا إدانة الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني منذ خرق الكيان الصهيوني للهدنة، في مارس/ آذار الماضي، وللتنديد بالتجاوزات الإسرائيلية وممارسات التجويع ضد الفلسطينيين'. وأشار إلى أن الوقفة اختارت شعار 'العالم ينتفض وأنت متى؟'، موضحا أن 'الجمعية توجّه هذا الشعار إلى كل شخص لم ينخرط بعد في التحركات المناصرة للشعب الفلسطيني، ولم يشارك في حملات المقاطعة للمنتجات الداعمة لإسرائيل ولكل من لم يساند غزة إعلاميا أو بكلمة'. وأكّد أن 'شعار الوقفة محاولة لاستنفار واستفزاز مكونات الشعب التونسي التي لم تنخرط بعد في التحركات المناصرة لغزة، حتى تنخرط بأي شكل من أشكال النضال في مقاومة العدو الصهيوني، ومساندة المقاومة الفلسطينية'. واعتبر الزحافي أن 'الاحتلال تجاوز كل الأعراف الإنسانية والقانونية وكل المنظمات العالمية'. ورفع المشاركون التونسيون في الاحتجاج لافتات كُتب عليها 'أوقفوا الإبادة الجماعية'، و'أوقفوا المجزرة'، و'أنقذوا طفولة غزة'، و'الحرية لفلسطين'. وتواصل إسرائيل إبادة جماعية واسعة ضد سكان قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة جميع النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي. وفي حين التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق الإعلام الإسرائيلي. وأسفرت المجازر الإسرائيلية عن 176 ألف شهيد وجريح وأكثر من 10 آلاف مفقود، ونزوح جميع سكان القطاع.

«الأونروا» تكشف السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة بغزة.. ما هو؟
«الأونروا» تكشف السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة بغزة.. ما هو؟

المصري اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • المصري اليوم

«الأونروا» تكشف السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة بغزة.. ما هو؟

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، اليوم الأحد، إن السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة الحالية في قطاع غزة هو تدفق المساعدات بشكل فعال ومتواصل. وكتبت الوكالة الأممية في تدوينة عبر منصة «إكس»، أن فلسطينيي قطاع غزة لم يعودوا يستطيعون الانتظار أكثر من ذلك. وأوضحت أن قطاع غزة يحتاج على أقل تقدير ما بين 500 و600 شاحنة مساعدات يوميا، تديرها الأمم المتحدة، بما في ذلك أونروا. وأكدت أونروا، أن السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة الحالية في القطاع هو تدفق المساعدات بشكل «فعال ومتواصل». A meaningful and uninterrupted flow of aid into #Gaza is the only way to prevent the current disaster from spiraling further. The least needed is 500-600 trucks every day managed through the UN including UNRWA. The people of Gaza cannot wait any longer. — UNRWA (@UNRWA) May 25، 2025

التحرك الدبلوماسي السعودي في مدريد: دعم متجدد لحل الدولتين وإنهاء معاناة غزة
التحرك الدبلوماسي السعودي في مدريد: دعم متجدد لحل الدولتين وإنهاء معاناة غزة

تحيا مصر

timeمنذ 4 ساعات

  • تحيا مصر

التحرك الدبلوماسي السعودي في مدريد: دعم متجدد لحل الدولتين وإنهاء معاناة غزة

في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، شهدت العاصمة الإسبانية مدريد اجتماعًا موسعًا للجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة، برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لبحث التطورات في دعم سعودي متواصل للقضية الفلسطينية أكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال الاجتماع المنعقد في مدريد، التزام المملكة العربية السعودية بدعم الشعب الفلسطيني، مشددًا على أهمية تنفيذ حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن المملكة، بالتعاون مع فرنسا، تسعى لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى في مقر الأمم المتحدة بنيويورك خلال يونيو المقبل، يهدف إلى دفع الجهود نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة. جهود دولية متضافرة شارك في اجتماع مدريد وزراء خارجية من دول عربية وإسلامية، بالإضافة إلى ممثلين عن دول أوروبية، حيث تم بحث سبل تنسيق الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأعمال القتالية في غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع إلى سكان القطاع. كما تم التأكيد على ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي، واحترام القانون الدولي، والعمل على إعادة إعمار غزة بالتعاون مع المجتمع الدولي. تأكيد على أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية دعا المشاركون في الاجتماع المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدين أن ذلك يعد خطوة أساسية نحو تحقيق السلام العادل والشامل. كما تم التأكيد على أهمية دعم الحكومة الفلسطينية، وتمكينها من أداء مهامها في جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة. تحضيرات لمؤتمر دولي في نيويورك تجري التحضيرات لعقد مؤتمر دولي في نيويورك خلال يونيو المقبل، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، يهدف إلى دفع الجهود نحو تنفيذ حل الدولتين، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر ممثلون عن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى منظمات دولية وإقليمية. يأتي هذا التحرك الدبلوماسي في وقت تتصاعد فيه الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في غزة، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية، وتزايد وتيرة العنف والتصعيد العسكري الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني. ويعكس الاجتماع في مدريد التزام المجتمع الدولي، بقيادة المملكة العربية السعودية، بدعم القضية الفلسطينية، والعمل على تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store