logo
غزارة الدورة الشهرية.. العلاج (2)

غزارة الدورة الشهرية.. العلاج (2)

نهنيء القراء بمناسبة شهر رمضان الكريم، و يمكن للقارئات العودة إلى موضوعين نشرناهما في رمضان الماضي عن صوم الحامل، و تأخير الدورة في رمضان، و الموضوعان منشوران على هذا الموقع لجريدة البلاد الغراء، نعود الى اكمال موضوعنا عن علاج غزارة دورة الطمث.
خط العلاج الثاني هو استعمال عقار يساعد على ايقاف الدم عن طريق تثبيت الخثرات التي تحدث بشكل طبيعي في مكان خروج الدم لمنع النزف، الداء المقصود هو حمض ترانكساميك ، وهو دواء شائع الاستخدام يستخدم في إيقاف نزيف الدم خلال الدورة الشهرية، و ايقاف النزف الأنفى( الرعاف) و النزف من الاسنان بسبب العمليات وما يشبه ذلك، ومنه سوائل و حقن و حبوب. تستعمل الحبوب في حالات غزارة الطمث، يبدأ استخدامها مع نزول الدم، وينتهي بنهايته، و ربما نصح البعض بالاكتفاء بخمسة أيام، توجد أقراص تحتوى كل منها على ٥٠٠ ملجم تؤخذ على شكل قرصين ثلاث أو أربع مرات في اليوم، كما أن هناك أقراص تحتوى كل منها على ٦٥٠ ملجم تؤخذ على شكل قرصين ثلاث مرات في اليوم. يستحسن ألا تؤخذ مع اقراص منع الحمل. و لا تعطى لمن سبق لها أن عانت من جلطات في الساقين أو في الرئتين.
خط العلاج الثالث هو موانع الحمل ثنائية الهرمون، و خط العلاج الرابع هو تركيب لولب هرموني مانع الحمل.
اللولب الهرموني يشبه شكلا اللولب النحاسي، و لكنه يحتوي على كمية من هرمون البروجستوجين الذي تفرز نسبةٌ منه يوميا لتعمل على خلايا باطن الرحم فتتحول إلى طبقة أنحف، مما يؤدى إلى تقليل كمية الدورة الشهرية إلى حد أن تنقطع لفترات طويلة و ربما تتحول إلى مجرد قطرات قليلة من الدم سرعان ما تنتهي، ومن هنا تأتي أهميته كعلاج فعال لغزارة الطمث، حالات انقطاع الطمث غير مقلقة، خاصة وأن هذا النوع من اللولب كفؤ جدا كمانع للحمل، لكن إذا صاحب انقطاع الطمث آلام حوضية يستحسن عمل تحليل للتأكد من عدم حدوث حمل، و هو احتمال يقل عن ا٪. بعض السيدات يشتكين من استمرار فترات الطمث لمدد طويلة، و خاصة في الفترة التي تتلو تركيب اللولب مباشرة، و عادة ما تتحسن الأمور بالتدريج، وتعود الامور إلى طبيعتها خلال ثلاثة إلى ستة اشهر. يعمل اللولب كمانع للحمل مدة خمس سنوات أو أكثر.
و في حالات نادرة، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام حقن تمنع منشطات المبيض القادمة من الغدة النخامية، يؤدى استخدامها إلى الوصول إلى حالة مؤقتة تشبه ما يحدث عند سن انقطاع الطمث الطبيعي، و هذا علاج فعَّال إلا أنه علاج مؤقت لا يستحسن أخذه لمدة تزيد على ستة أشهر.
في حالة فشل كل الوسائل التي ذكرناها يتم اللجوء إلى وسائل جراحية، يتم اختيارها حسب حاجة المرأة للاحتفاظ بالرحم أو استغنائها عنه.
SalehElshehry@

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حكاية طفل الأنابيب (4)
حكاية طفل الأنابيب (4)

البلاد السعودية

timeمنذ 19 ساعات

  • البلاد السعودية

حكاية طفل الأنابيب (4)

بعد أن يتم التلقيح المجهري، تبدأ الخلية المتكونة بالانقسام بإذن الله إلى خليتين، ثم أربع، ثم ثماني، وهكذا، و عندما تصل إلى مرحلة تُسمى الحويصلة الجنينية ( الكيسة الأريمية – blastocyst)، وهى تركيب أشبه بالكرة، تنتظم الخلايا على محيطه الخارجي حول سائل يملأ تجويفه، وفي أحد الأطراف تتجمع مجموعة من الخلايا داخل محيط الحوصلة، منها يبدأ التكون الجنيني، نكون هنا قد قطعنا خمسة أيام بعد التلقيح المجهري، و من ثم يتم إعادة الجنين المتكون إلى الرحم، أو يتم تخزينه الى حالة حفظ بالتبريد الشديد، و يُسمى حينها بالجنين المجمَد. يقوم الطبيب بإعادة الحوصلة الجنينية عن طريق أنبوب يحملها عليه عبر قناة عنق الرحم، إلى تجويف الرحم، و تتم هذه العملية بالاستعانة بجهاز السونار حتى لا يصطدم بجدران عنق الرحم، و بتوفيق الله يبدأ هذا الجنين بالإنغراس داخل الطبقة المبطنة لتجويف الرحم عبر نمو ما يشبه جذور النبات التى تثبته في التربة، وهنا تثبت الجنين في الطبقة المبطنة للرحم. و من ثم تشتبك الدورة الدموية للأم مع الطفل. و ينتقل الغذاء من الأم الجنين. لا يُنصح بإجراء فحص للحمل إلا بعد أسبوعين من إرجاع الجنين إلى الرحم. في بعض الدول يًمنع نقل أكثر من حويصلة جنينية و يسمح بنقل حويصلتين فقط عندما يكون عمر الأم أكثر من أربعين عاما، وفي دول أخرى تترك المسألة للاتفاق بين الطبيب والأم كما هو الحال في الدول العربية، والهدف هو تقليل احتمالات حدوث حمل بتوأمين أو أكثر، لأن التوائم معرضون لخطر ولادة مبكرة أكثر بكثير من الحمل بالواحد، و الولادة المبكرة تعرِّض الطفل لكثير من المشاكل الصحية المزمنة، و قد تحدث حالات قصور عقلى يؤثر على قدراته الدراسية و العملية. أما في حالة الاتفاق على تأجيل إعادة الجنين حتى الوقت المناسب للأم، بحيث يكون جسد الأم قد استراح من عمليات تنشيط المبايض، نتحول إلى عملية تبريد فائقة السرعة، تتغير فيها حرارة الحويصلة الجنينية من ٣٧ درجة مئوية إلى ١٩٦ درجة تحت الصفر خلال ثانية، و مع أن الترجمة الحرفية لمسمى الجنين في هذه الحالة هي الجنين المتجمِّد، إلا أننا نضيف مادة بتركيز عال تحمى الجنين من التجمُّد، وتحوله إلى شكل يشبه الزجاج، و هكذا يحتفظ الجنين بالحيوية التي تبقيه طبيعيا جاهزاً عندما يحين الوقت إرجاعه للرحم . القصد من عملية حفظ الحويصلة الجنينية ( التجميد)، هو الاحتفاظ بها حتى موعد مناسب لنقلها إلى الرحم. فمثلاً لو استطاع الطبيب الحصول على عدد من البويضات الناضجة، و تخصيبها مجهرياً، بحيث تكون أكثر عدداً من إمكانية نقلها، فإن العدد الإضافي من هذه الأجنة، يتم الإحتفاظ به حتى يمكن استخدامه لحمل ٱخر، و هناك حالات يكون لدى الأبوين احتمال كبير ليحمل إبنهما عيباً جينياً، كحالة أن يكون كل الأبوين حاملا لصفة الأنيميا المنجلية، هنا يتم أخذ خلية من الخلايا الواقعة على محيط الحويصلة الجنينية و فحصها، و لا تعاد إلى الرحم إلا بعد التأكد من خلو الجنين من هذا المرض، و هى عملية ٱمنة، لأنها لا تأخذ من الخلايا الموجودة داخل تجويف الحويصلة الجنينية. ( يتبع) SalehElshehry@

حكاية أطفال الأنابيب (٢)
حكاية أطفال الأنابيب (٢)

البلاد السعودية

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • البلاد السعودية

حكاية أطفال الأنابيب (٢)

يبدأ طفل الأنابيب بالتحام الحيوان المنوي بالبويضة في المختبر، و هذا يعنى أن نحصل من مبيض الأم على بويضة ناضجة، أو مجموعة بويضات ناضجة، ثم تحضير السائل المنوي من الزوج ، واستخراج الحيوانات المنوية. بالطريقة التقليدية يجمع عدد كبير من الحيوانات المنوية مع البويضة في طبق مخبري يوفر أجواء مثالية لكى يخترق واحد من هذه الحيوانات جدار البويضة، و تلتحم المادة الجينية للحيوان المنوي بالمادة الجينية البويضة، و بمشيئة الله يحدث أن تبث الحياة في البويضة المخصّبة، و تبدأ الخلية بالانقسام إلى مجموعة خلايا، و بعد خمسة أيام من اتحاد الحيوان المنوي بالبويضة، يصبح المسمَّى جنينا، و تتم إعادته إلى الرحم. الأغلب حاليا ألا يتم العمل بهذا الشكل التقليدى الذي شرحناه، و لكن يقوم الطبيب بعمل تلقيح مجهري، و يتم ذلك لزيادة احتمالات النجاح، و خاصة إذا كان عدد الحيوانات المنوية قليلا، أو أن هناك عيب كبير في قدرتها على الحركة، و بدلا من أن تترك المسألة لقدرة الحيوان المنوي الذاتية على اختراق جدار البويضة، يتم استخدام أنبوبة مخبرية دقيقة تحمل الحيوان المنوي و تخترق جدار البويضة ، و قد أصبح هذا هو الغالب في مختبرات أطفال الأنابيب. في بداية تاريخ أطفال الأنابيب كانت البويضة تؤخذ من الأم التى وصل المبيض فيها إلى مرحلة إنتاج بويضة ناضجة بالطريقة الطبيعية، و حيث أن كثيرا من الأخوات لا تكتمل لديهن الدورة المبيضية بحيث نحصل على البويضة الناضجة، كان لا بد من اتباع طرق علمية تحقق اكتمال الدورة المبيضية حتى مرحلة البويضة كاملة النضج، ليتم استخراجها جاهزة للتلقيح المجهري، والسؤال كيف؟ تمكن العلم من فهم الطرق الفسيولوجية التى توصل المبيض لإنتاج البويضه الناضجة، وهذا قادنا إلى التوصل إلى صناعة الأدوية المشابهة تركيبا و وظيفة للهرمونات التي تفرزها أجهزة الجسم، و تؤدى إلى تحفيز و اكتمال الدورة المبيضية حتي نحصل على البويضات الناضجة. و بتبسيط شديد يمكن شرح هذه الدورة الفسيولوجية كالتالي : يحتوى كل مبيض على آلاف الجريبات، و كل جريب منها يحتوى على بويضة بدائية ( غير ناضجة)، في الأحوال الطبيعية تدخل عدد من هذه الجريبات في عملية إنضاج ينتهى واحد منها أو اثنين للوصول إلى البويضة الناضجة. و لحدوث هذه الدورة و اكتمالها، فإن المبيض يكون تحت تأثير حافز يفرزه الفص الأمامي للغدة النخامية الموجودة في المخ وهو هرمون (FSH ) ، وعند الوصول إلى هذه المرحلة، يلزم إخراج البويضة الناضجة من الجريب الذي يحتويها، و يتم هذا إذا تعرضت لمؤثر يعمل كمشغل العربة، يعنى مثل طفرة فجائية، و هذا الحافز هو هرمون ( LH ) ، وهو يُفرز عند توفر شروط خاصة لها علاقة بمستوى هرمون الاستروجين الذي ينتج من المبيض، وعدم خروج هذا الهرمون في الوقت المناسب، أو خروجه قبل اكتمال نضج البويضة، يعنى عدم القدرة على الحصول على البويضة الناضجة. و هذه العمليات العبقرية التى تحدث يوميا مع آلاف الانات تخضع لإدارة منطقة في الدماغ ( hypothalamhs ) و يسميها العرب المهاد أو الوطاء، و يصدر عنها مواد تتحكم في الدورة الهرمونية التى تحدث في الغدة النخامية و من ثم في المبيض. وعندما تم اكتشاف تركيب هذه الهرمونات و الحصول عليها بعدة طرق أحدثها طريقة الهندسة الوراثية، أصبح استخدامها يؤدي إلى الحصول على عدد أكبر من البويضات الناضجة، و هذا يزيد من فرص النجاح، كما أمكن تفادى خروج هرمون ( LH ) قبل الوقت المناسب، و ذلك باستخدام أدوية تلغى تأثير العوامل التى يفرزها المهاد،و بالتالى نصل إلى التحكم الكامل بعملية الإباضة دون تدخل الجسم، وهذا أيضا أدى إلى زيادة فرص النجاح. SalehElshehry@

حكاية أطفال الأنابيب (1)
حكاية أطفال الأنابيب (1)

البلاد السعودية

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • البلاد السعودية

حكاية أطفال الأنابيب (1)

لا زال الحمل عن طريق تقنية طفل الأنابيب، من أكثر فروع الطب استئثاراً باهتمام الجمهور، وأصبحت مسميات كالتلقيح المجهري متداولة على ألسنة الناس، والسبب بالطبع هو أنه شكَّل أملا للكثير من الأزواج الذين كانت احتمالات الحمل لأمثالهم تكاد تلامس الصفر، من هؤلاء مثلا النساء اللواتي تبين لديهن وجود انسداد في قناة فالوب، وهي القناة التي يمر بها الحيوان المنوي في طريقه للبويضة، ثم ترجع منه البويضة بعد تخصيبها لتستقر في باطن الرحم، و كذلك عندما يكون هناك نقص شديد في عدد الحيوانات المنوية عند الأزواج، إذ بتقنية أطفال الأنابيب تستطيع استخدام حيوان منوي واحد ليتم به التلقيح المجهري، بينما إذا نقص عدد الحيوانات المنوية عند الرجل عن عشرين مليونا تتدنى إحتمالات الحمل إلى حد كبير. لويزا براون أول طفلة أنجبت عن طريق أطفال الأنابيب في بريطانيا، بلغ عمرها الآن السابعة و الأربعين، وعاشت حياتها بصحة جيدة، و قد تم الإنجاب في عام ١٩٧٨م على يدى طبيب النساء والتوليد ستبتو ، وزميله الدكتور إدواردز، وهو طبيب بيطري كان له الفضل في نقل تقنية طفل الأنابيب بعد استخدامها بنجاح في حيوانات التجارب إلى الإنسان. وبعده بدأت تقنيات الحمل بتقنية أطفال الأنابيب تنتشر ببطء شديد في البداية ثم تسارع انتشارها بعد أن اكتسبت موثوقية على المستوى الطبى والاجتماعي و الديني في تسعينيات القرن الماضي. في السعودية ولد أول طفل أنابيب على يدي الدكتور سمير عباس عام ١٩٨٦، و كانت أول حالة في الشرق الأوسط، و بالطبع كان لا بد قبل الترخيص بتقنية أطفال الأنابيب من إجازتها شرعيا، و قد تم ذلك بعد دراسات و مباحثات مستفيضة بين الفريق الطبي الذي خطط ليستفيد الناس من هذه التقنية في العالم الإسلامي، و بين علماء المجمع الفقهي في مكة المكرمة، وكانت الفتوى بالإباحة ، أصبح هذا النجاح ملهماً لكل الأطباء في الأقطار الإسلامية التي تنافست للحاق بركب الطب. والعالم الإسلامى اليوم أكثر مناطق العالم من حيث وجود مراكز هذه التقنية، نظرا لاهتمام الناس بالإنجاب. قد تبدو المسائل سهلة و ميسورة اليوم لكن الأمور لم تكن كذلك، فإن العمل للوصول إلى فهم عملية الإنجاب، بدأ منذ بداية القرن الميلادى الماضى، و في العشرينيات تم تحديد هرموني الاستروجين و البروجستيرون، و هما الهرمونان اللذان لا يمكن فهم ودعم تقنيات الإنجاب بغيرهما، و في عام ١٩٤٣ تم تصنيع هذين الهرمونين وبدأ استعمالهما في علاجات الإخصاب، و في عام ١٩٥٠، بدأت تجربة تقنيات طفل الأنابيب على الفئران والأرانب، و في بداية الستينيات تمت صناعة مجموعات من الأدوية التى تنشط المبيض لكى تتحول البويضات الابتدائية المخزنة فيه إلى بويضات ناضجة جاهزة للتلقيح. و في نهاية الستينيات، أمكن استخراج البويضات الناضجة من المبيض إلى خارج الجسم و تخصيبها بالحيوانات المنوية، و حيث أن هذه العملية تمت في أنابيب المختبر، فقد شاعت تسمية أطفال الأنابيب. في بداية السبعينيات تمت لأول مرة إعادة البويضة المخصبة إلى رحم إمرأة، و لكن المسألة احتاجت عدة سنوات أخري لتكمل البويضة المخصبة نموها داخل الرحم و يكتمل الحمل و تولد لويزا براون. (يتبع) SalehElshehry@

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store