
صاحبة "ذهب مع الريح"... بين الفن الروائي والسينمائي
شهد العالم في مثل هذا اليوم عام 1937م، الأدبي حدثًا بارزًا عندما تم نشر رواية "ذهب مع الريح" (Gone with the Wind) للكاتبة الأمريكية مارغريت ميتشل. هذه الرواية لم تكن مجرد قصة حب أو سرد لأحداث الحرب الأهلية الأمريكية، بل تحولت إلى عمل أدبي خلد عبر الزمن، واعتبرت واحدة من أعظم الروايات في تاريخ الأدب العالمي.
مارغريت ميتشل
بداية القصة
مارغريت ميتشل لم تكن في الأصل تخطط لكتابة رواية شهيرة. كانت تعمل كصحفية، لكنها بعد إصابة في ساقها، اضطرت للبقاء في المنزل لفترة طويلة. خلال هذه الفترة، بدأت في كتابة قصة عن فتاة جنوبية قوية الإرادة تدعى سكارليت أوهارا، وعلاقتها المعقدة مع شخصيتين رئيسيتين: آشلي ويلكس وريت بتلر. كتبت مارغريت الرواية بنوع من الهواية، دون نية حقيقية للنشر، ولكن أحد أصدقائها شجعها على تقديم المخطوطة إلى دار نشر، وكانت النتيجة نجاحًا مدويًا.
مضمون الرواية
تدور أحداث الرواية في الجنوب الأمريكي خلال الحرب الأهلية (1861-1865) وما تلاها من فترة إعادة الإعمار. تصور الرواية كيف أثرت الحرب على حياة السكان الجنوبيين، وتتناول مواضيع مثل الحب، الفقد، الصراع الطبقي، والقدرة على التكيف مع التغيرات الصعبة. تتميز الرواية بقوة شخصياتها وعمقها النفسي، خصوصًا شخصية سكارليت أوهارا، التي أصبحت رمزًا للمرأة القوية والمثابرة.
النجاح الساحق
عند نشر الرواية، حققت نجاحًا هائلًا وفوريًا. حصلت على جائزة بوليتزر للأدب في عام 1937، وبيع منها ملايين النسخ حول العالم. لم تقتصر شهرة "ذهب مع الريح" على عالم الأدب فقط، بل امتدت إلى السينما.
فيلم Gone with the Wind
التحول إلى فيلم أسطوري
في عام 1939م، تم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي من إنتاج ديفيد سلزنيك، ومن إخراج فيكتور فليمنج. الفيلم بطولة فيفيان لي في دور سكارليت أوهارا، وكلارك جيبل في دور ريت بتلر. يعتبر الفيلم واحدًا من أعظم كلاسيكيات السينما، وفاز بعدة جوائز أوسكار، منها جائزة أفضل فيلم. مشاهد مثل حريق أتلانتا وكلمات ريت الشهيرة: "بصراحة يا عزيزتي، لا أبالي" أصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية الأمريكية.
فيلم Gone with the Wind
إرث خالد
حتى اليوم، لا تزال "ذهب مع الريح" مثار اهتمام وتحليل أدبي وثقافي. أثارت الرواية والفيلم الكثير من النقاشات حول الطريقة التي صورا بها قضايا مثل العبودية والعنصرية، مما فتح الباب أمام قراءات نقدية حديثة ترى في الرواية مرآة لتراث معقد ومثير للجدل.
مع كل هذا، تظل "ذهب مع الريح" شهادة على قوة الأدب في تخليد شخصيات وأزمنة، وعلى قدرة قصة مكتوبة بإحساس صادق أن تبقى نابضة بالحياة لأجيال وأجيال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
١١-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
الخميس.. مناقشة "ولاؤهم للروح" لسارة حواس بالمركز الدولي للكتاب
يستضيف المركز الدولي للكتاب أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة ندوة لمناقشة كتاب "ولاؤهم للروح.. عشرون شاعرا أمريكا حازوا جائزة بوليتزر"، للمترجمة الدكتور سارة حواس، والصادر عن بيت الحكمة للثقافة، وذلك يوم الخميس المقبل في تمام السابعة مساءً. ولاؤهم للروح.. عشرون شاعرًا أمريكيا حازوا جائزة بوليتزر وقالت سارة حامد حواس عن الكتاب:"لم أُترجم قصائدَهم فقط، بل عِشتُ وتوحَّدتُ معهم من خلال قراءتي المُستفيضة عن حيواتهم وأشعارهم ومراحل تطورهم خلال رحلاتهم الشعرية، بماذا مرُّوا،والصعوبات والانتقادات التي واجهوها،وكيف استمروا وكافحوا للوصُول إلى القمة، كيف كانوا يواجهون نواقصهم وكيف عالجوها، كيف تصدُّوا للانتقادات التي كانت من الممكن أن تثبِّط عزيمتهم،لكنَّهم أصرُّوا على النجاح والاستمرار والتكيُّف مع الظروف ؛حتى يصلوا إلى مُبتغاهم في رحلاتهم الشعريَّة الثريَّة الملأى بالنجاحات والجوائز وأيضا الكثير من الإخفاقات. وأضافت في تصريحات سابقة لـ"الدستور":"لا أُقْبِلُ على ترجمة قصائد من دُون قراءة كل ما يخصُّ الشَّاعر من خلفياتٍ اجتماعيةٍ وثقافيةٍ ؛ لأفقهَ ما بين السُّطور وأقرأ ما يهمُّه، وما كان يشغله وما هدفه من كتابة الشعر،وما دوافعه الحقيقية لها. وواصلت: "كل هذه الأشياء تُسهِّلُ عليَّ بوصفي مُترجمةً فهم قصائده بشكل أفضل وأوضح،حتَّى أنها تجعلني أتوحَّد مع أفكاره ومشاعره، وأندمجُ أكثر مع ما يشغله، وذلك يجعلني أيضًا أُجيدُ فكَّ شفرات كل شاعرٍ عندما يكتُبُ كلماتٍ أو سُطورًا أو حتى قصيدة كاملة بشكلٍ غير مباشرٍ، فأنا أُؤمنُ أنَّ القصيدة كالخزانةِ التي نملؤُها بالأشياءِ الثمينةِ لنقتنيها، والإنسان يُشبهُ دومًا ما يحبُّ،وأيضًا من يحب،وكيف لنا أن نعرفَ ما بداخل تلك الخزانة،من دُون أن نتعرَّفَ بالشَّاعر ونفهمه ونتقرَّب منه ؛حتى يفتحَ لنا خزانته،ونرى ما بداخلها من جواهرَ وكنوزٍ خاصة به،ظل يجمعها طوال حياته؟ يتفقُ معي البعض أو يختلفُ معي البعض الآخر، ولكن ذلك ما أُؤمنُ به وأتبنَّاه في ترجمة الشِّعر. سارة حامد حواس أما عن سارة حامد حواس فهي مترجمة ومدرس الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة المنصورة صدر لها العديد من الأعمال، منها "ثقب المفتاح لا يرى"، وتبعته بـ" ولاؤهم للروح.. عشرون شاعرًا أمريكيا حازوا جائزة بوليتزر". كما صدر لها كتابٌ باللغة الإنجليزية في كلكتا بالهند بعنوان قبلة روحي، مئة قصيدة قصيرة، للشاعر أحمد الشهاوي اختارتها وترجمتها وقدمت لها الشاعرة والمترجمة والأكاديمية د.سارة حوَّاس مدرس الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة المنصورة، وقد ترجمه عن الإنجليزية البروفيسور الشاعر شوديبتو شاترجي الأستاذ بكلية الطب جامعة كلكتا إلى اللغة البنغالية وهي لغة الشاعر الهندي طاغور الذي حاز جائزة نوبل في الآداب عام 1913.


الدستور
١١-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
"20 شاعرا أمريكيا فازوا بجائزة بوليتزر" بضيافة المركز الدولي للكتاب الخميس
تحل الشاعرة المترجمة، سارة حواس، ضيفة فى أمسية جديدة، من أمسيات المركز الدولي للكتاب، بمقره الكائن خلف دار القضاء العالي، بوسط القاهرة؛ لمناقشة وتوقيع كتابها، والصادر عن بيت الحكمة للثقافة تحت عنوان: ''ولاؤهم للروح.. عشرون شاعرا أمريكيا حازوا جائزة بوليتزر''. سارة حواس تناقش عشرون شاعرا أمريكيا حازوا جائزة بوليتزر وتعقد الأمسية، في السابعة من مساء الخميس المقبل، والموافق 15 مايو الجاري، يشارك فيها الشاعر والكاتب الكبير أحمد الشهاوي، والناقد الدكتور رضا عطية. وفي تقديمه للكتاب، يذهب الشاعر الكبير أحمد الشهاوي إلى أن كتاب سارة حواس "ولاؤهم للروح".. عِشْرون شاعرًا أمريكيًّا نالوا جائزة بوليتزر- مُختاراتٌ شِعريةٌ وسِيَر، هو"معملُ ترجمةٍ"؛ لأنها تعاملت مع عشرين طريقةً في كتابة الشِّعْر، حيثُ الاختلاف في اللغة الشعرية، وتعدُّد البناء، والتنوُّع في الأسلوب والعالم الشعري ولذا كان عليها أن توائم رُوحها مع تباين هذه العوالم واختلافاتها. وأضاف: سارة حواس لم تعزف عن ترجمة الشِّعْر، بل ذهبت فيه إلى الأقصى في زمنٍ يعزفُ فيه أهلُ الشِّعر والترجمة عن ترجمة الشِّعْر، أو قُل يتهيَّبُون هذا النوعَ من الترجمة ويخشونه، ويذهبُ معظمهم نحو ترجمة الرواية وكتب العلوم الإنسانية، فالترجمة عند سارة حواس ليست مغامرةً محفوفةً بالمخاطر؛ لأنها غامرتْ وخاطرتْ وصارتْ تسعى طوال الوقت إلى البناء. ويشدد 'الشهاوي' على أن هذه مُترجِمةٌ، الترجمة لديها تحدٍّ، فهي لا تنحُو نحو الوعُورة والاستغلاق التي نجدها عند كثيرين من الجيل السَّابق عليها في ترجمة الشِّعْر؛ لأنها تدركُ أنَّ الشِّعر يوحِي ولا يُصرِّحُ، ويومِئ ولا يبوحُ، وبدا إتقانها في كلِّ من الإيجاز والتكثيف، والحذف والذِكر، والتقديم والتأخير. تجدر الإشارة إلي أن، سارة حواس، تعمل مدرسا بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب جامعة المنصورة حاولت أن تقدم حالةً شعريةً خاصة تمثل سيرة روحها مع الفقد والموت وعذابات النفس القلقة بلغة جديدة اعتمدت ما هو غريب وأسطوري. وصدر للدكتورة سارة حواس، ترجمات: "ثقب المفتاح لا يري"، والصادر أيضا عن بيت الحكمة للثقافة، 'ولاؤهم للروح'، كما تنتظر سارة حواس، أحدث ترجماتها، عن نفس الدار، تحت عنوان "جبلٌ على كتفِي".


نافذة على العالم
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
ثقافة : الكاتبة تيسا هولز تفوز بجائزة بوليتزر عن كتابها الأول.. حكاية إطعام الأشباح
الخميس 8 مايو 2025 06:45 صباحاً نافذة على العالم - فازت الكاتبة الأمريكية تيسا هولز والتي تناولت تاريخ عائلتها المعقد والممتد عبر قارات مختلفة في روايتها المصورة "إطعام الأشباح"، بجائزة بوليتزر لعام 2025 عن فئة المذكرات أو السيرة الذاتية وهذا أول كتاب لها. وأُعلنت أسماء الفائزين بجائزة بوليتزر لعام 2025 من قِبل مارجوري ميلر، مديرة جائزة بوليتزر، التي وصفت كتاب "إطعام الأشباح" بأنه "عمل فني أدبي مؤثر واكتشافي، تُجسّد رسوماته ثلاثة أجيال من النساء الصينيات - الكاتبة ووالدتها وجدتها - وتجربة الصدمات التي توارثتها الأجيال عبر تاريخ العائلة" ويحصل الفائزون بجائزة بوليتزر على شهادة وجائزة نقدية قدرها 15,000 دولار أمريكي. هالز، التي وصفت نفسها ذات مرة بأنها "مُقْلِبة بين الأنواع الأدبية" في أعمالها، كاتبة وفنانة نشرت مقالات في صحف مثل واشنطن بوست وأطلس أوبسكورا، بالإضافة إلى قصص مصورة في ذا رامبس وسيتي آرتس، وقدّمت معارض فنية فردية في أماكن محلية مثل جوست جاليري وجو بار. "إطعام الأشباح"، وهو مشروع ضخم من البحث والإبداع استغرق من هالز ما يقرب من عقد من الزمان لإتمامه، يبدأ مع جدتها، صن يي. سون يي، الصحفية المضطهدة التي فرت من الحكومة الشيوعية، وصلت إلى بر الأمان في هونج كونج، وكتبت مذكراتها الأكثر مبيعًا، ثم عانت من انهيار عصبي. وتتبعت هالز جذورها وعلاقاتها بوالدتها وجدتها، درست كيف تنعكس هذه الصدمات عبر الأجيال، بينما كانت تتصارع مع رواة غير موثوقين.