logo
صوت الجيل 32: مسافة الفكر والإبداع وسط تطلعات الشباب

صوت الجيل 32: مسافة الفكر والإبداع وسط تطلعات الشباب

الغد٢٦-٠٣-٢٠٢٥

عزيزة علي
عمان- تسعى مجلة "صوت الجيل" التي تصدرها وزارة الثقافة، في عددها "32"، تسليط الضوء على علاقة الكاتب الشاب بالكاتب المكرس، وما إذا كانت هذه العلاقة قد شهدت تغيرات مع تطور الزمن، في ظل التحولات الثقافية والاجتماعية التي يشهدها العالم العربي. كما يتميز هذا العدد بتركيز خاص على تطلعات الشباب وأحلامهم، مما يعكس تطور الفكر الأدبي في المنطقة. بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد، يتناول العدد مواضيع تتراوح بين التوجهات النقدية الحديثة والحرية الإبداعية التي توفرها الرواية، بالإضافة إلى تقديم قراءات جديدة في مجالات الشعر، السرد، والنقد الأدبي.
اضافة اعلان
رئيس تحرير المجلة، الروائي والشاعر جلال برجس، كتب "عتبة العدد" التي جاءت بعنوان "لماذا أصبحت الرواية الأكثر شيوعا"، قائلا فيها: "هل يذهب القراء إلى متاجر الكتب والمعارض والمنصات الإلكترونية لاقتناء رواية تحقق لهم المتعة؟ نعم، إن هذا أحد دوافع القراءة التي لن تنقرض. لكن هناك دوافع أخرى أمام ما يكتنف العالم من تعقيدات، تنعكس على البناء الداخلي للإنسان قبل البناء الخارجي. منهم من يقرأ لأجل المتعة، ومنهم من يقرأ لأجل المعرفة، وهناك من يفعل ذلك هربًا من أزمة نفسية، وهناك من يرغب في رؤية حقيقة أزمته الشخصية والعامة. وثمة قراء يسعون لاكتشاف ثقافات جديدة، وأماكن أخرى، وقراء يريدون أن يعرفوا كيف يفكر الآخرون".
ويضيف: "هذه العوالم متوفرة في السينما والمسرح والقصة والقصيدة، وفي كل أشكال الفنون، لكن هذه العوالم توفرت في صنف أدبي واحد، يتعامل معها بوعي متكامل الأبعاد، ألا وهو الرواية. إذ تعتبر هذه الميزة السبب الأكثر قوة وراء انتشار الفن الروائي على الصعيد العالمي."
باتت الرواية، وفق الرؤى النقدية الحديثة، هاضمة لكل أشكال الفنون والآداب، وحتى فضاءات الرقمنة من وسائل التواصل وما فيها من مميزات ولغة. فما عادت مجرد نوع أدبي يُقرأ للتسلية أو لطرد الأرق، بل بتعبير الروائي الأردني الراحل مؤنس الرزاز، صارت هي الأرق بعينه، لأنها أخذت تخرج على السائد السياسي والاجتماعي والتقليدي بمستوى لافت من الحرية في تجاوز التابوهات ومقاربة كثير من قضايا الإنسان، سواء كانت عودة إلى التاريخ، أم استلهاما للحاضر، أم ذهابا إلى المستقبل. إنها تفعل ذلك بوعي يفكك الأزمة ويثير زوبعة من الأسئلة، فتحدث جدلاً.
وفيما فعلته الرواية الحديثة أو رواية ما بعد الحداثة، خروج على كل أشكال المراكز، ودفع باتجاه أن يصبح الإنسان مركزًا بحد ذاته، الأمر الذي أفقد كثيرًا من المسلمات شرعية وجودها. لكن هذه الميزات التي عبدت الطريق نحو اعتلاء الرواية عرش الأجناس الأدبية، جاءت خليطًا من التوجهات الحديثة والشعبية، إذ تجاوزت النتاجات التجريبية التي ظهرت فيها نصوص تُحجم المسافة بينها وبين القراء، مع ضرورة الارتقاء بسوية المتلقي. ولكن، لم تتنازل الرواية في هذه المرحلة عن قدرتها على الوصول إلى أكبر عدد من قرائها. فقد التفت - في العالم العربي على الأقل - إلى وعي ألف ليلة وليلة الحكائي واستثمرته ضمن إعادة تدوير أفضى إلى طرائق سردية جديدة ولغة مغايرة ووعي معرفي عميق.
كما شهد هذا الانتشار الكبير للفن الروائي تبشير بمرحلة أدبية جديدة، يعول عليها، وجد في عالمنا العربي نقدا لاذعا؛ انطلاقا من ذلك شهدت إقصاءً لباقي الأجناس الأدبية، وتحول العديد من الكتاب إلى الكتابة الروائية، مع انتشار الجوائز المخصصة لهذا النوع الأدبي، وتوجه الصحافة الثقافية إليه بشكل لافت.
يعلم الكثير أن في مثل هذه الانطلاقات الأدبية ما هو غث، وما هو سمين، لكن هذا ليس مؤشرًا على عدم سلامة المرحلة ثقافيًا، بل إنه دليل على صحتها. فالعمل الأدبي الجيد لا بد أن يؤسس له مكانة ليدوم طويلًا بين قرائه، بينما الأعمال التي بنيت على أساسات ضعيفة لا يصمدها الوقت.
وخلص برجس إلى ان الرواية باتت الجنس الأدبي الأكثر قدرة على التعبير عن هموم الإنسان وطموحاته، ومكانه وزمانه، وبنائه الداخلي في مرحلة عالمية ملتبسة. صارت الرواية قادرة على أن تجعل من يخوض غمارها قراءة وكتابة، يرى جيدا اين يقف على هذه الأرض.
وفي زاوية "البوابة الرقمية"، كتب الشاعر علي شنينات حول "الروبوت بوصفه عنصرًا مهمًا في حياتنا اليومية". وفي زاوية "مصفوفة العدد" التي أعدتها سماح موسى، جاء العدد بعنوان "الكاتب الشاب والكاتب المكرس.. هل اتسعت المسافة بينهما؟"، وشارك فيها كل من سماح موسى، موسى إبراهيم أبو رياش، هازار الدبايبة، د. خولة شخاترة، حسام شديفات، عبد الكريم أبو الشيح، مرح يوسف. أما في زاوية "ملتقى الأجيال"، فكان هناك حوار بين الشاعر شفيق العطاونة والشاعر مهدي نصير تحت عنوان "جيلان يتحاوران على طاولة (صوت الجيل)".
وفي زاوية "ورد بلدي" المخصصة للإبداع الشبابي، التي تضم قصصا وقصائد وخواطر ونصوص، شارك فيها كل من زكريا الزغاميم، حسن النبراوي، أمين الربيع، حاكم عقرباوي، أحمد خير، صقر الحمايدة، سمر الزعبي. أما زاوية "خرائط البوح" فخُصصت للأديبة عهود عبد الكريم، وحملت عنوان: "الحياة في قرية صحراوية: تأثير العزلة على الكتابة والفكر والشخصية". وفي مختبر العدد، وردت المواد التالية: "الشعراء الشباب وأزمة الشكل الشعري: د. راشد عيسى"، "وجهة النظر النسوية في مجموعة تغريد أبو شاور "كحل": د. ليندا عبيد"، "صوت الأنثى في (انكسارات على حبّات المسبحة) للقاصة ناريمان أبو إسماعيل: د. عماد الضمور"، "رواية (ويزهر المطر أحيانًا) لنرمين الرفاعي.. رؤية أنثوية ناضجة للعالم: د.سلطان الزغول"، "تجارب سردية شبابية: مجموعة الدكتورة أسماء النوايسة "شمس وراء الغيوم": بيان أيمن صوفان، "الفلسفة والشباب: د. زهير توفيق"، "شباب يعدون بسينما عربية مختلفة: أحمد طمليه".
وفي زاوية "مراسيل"، كتب شريف الشافعي بعنوان "سرديات المدينة بعيون الفوتوغرافيين الشباب.. الناس والمكان والتاريخ في مصر المحروسة". وفي زاوية "نقوش"، نشر سمير عبد الصمد مقالًا بعنوان: "عمّان. المحبة والسلام".
وتتكون هيئة تحرير المجلة من رئيس التحرير الروائي والشاعر جلال برجس، وأعضاء هيئة التحرير من : الشاعر علي شنينات، الأديب والإعلامي جعفر العقيلي، الشاعر تيسير الشماسين، مدير التحرير، أ. محمد المشايخ، أ. فادية نوفل سكرتيرة التحرير، د. أنس الزيود، المدقق اللغوي، عبد الهادي البرغوثي الإخراج الفني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلة صوت الجيل... عدد جديد يحتفي بالإبداع الشبابي
مجلة صوت الجيل... عدد جديد يحتفي بالإبداع الشبابي

الدستور

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الدستور

مجلة صوت الجيل... عدد جديد يحتفي بالإبداع الشبابي

عمان عن وزارة الثقافة، صدر مؤخرا العدد 33 من مجلة صوت الجيل، المعنية بالإبداع الشبابي، والتي أخذت على عاتقها مهمة كشف النقاب عن عدد كبير من شباب وشابات المملكة الموهوبين والمبدعين، بالإضافة إلى إبراز مواد شبابية، تـُعبر عن آمال وتطلعات الجيل الجديد، اختارتها هيئة تحرير المجلة التي تتألف من: الروائي والشاعر جلال برجس (رئيسا للتحرير)، الشاعر علي شنينات، والأديب والإعلامي جعفر العقيلي، والشاعر تيسير الشماسين (أعضاء هيئة التحرير)، أ. محمد المشايخ (مدير التحرير)، أ. فادية نوفل (سكرتيرة التحرير)، د. أنس الزيود: المدقق اللغوي، أ. عبد الهادي البرغوثي: الإخراج الفني. (عتبة العدد) كتبها الروائي والشاعر جلال برجس رئيس تحرير المجلة تحت عنوان: «صدمةُ «السوشال ميديا»»، وفيها قال: (مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وجد الكاتب نفسه أمام قرائه من دون تلك المسافات التي كانت تفصل بينه وبينهم، الأمر الذي جعله يهبط من برجه العاجي ويشتبك مع القارئ بما يفضي إلى مساحات إبداعية جديدة، وأضاف: «استفاد بعض الكتاب من هذا القرب الثقافي حين أنصتوا لقصص الناس وحكاياتهم وأفكارهم عبر أدوات جديدة، تضاف إلى أدوات الواقع، وعاين بعضهم انعكاسات ما يكتب على قرائه، لكن الصورة العامة لهذا الفضاء لم تتوقف عند هذا الحد بل اتخذت مسارات سلبية على الصعيدين الثقافي، والإنساني المعيش، فعلى الصعيد الثقافي انخرط كثير من الكتاب في حمى الظهور، وحصد إعجاب المزيد من القراء مقابل خسارتهم للطقس الكلاسيكي الذي بددته للأسف الشديد هذه الثورة الاتصالاتية). وفي (البوابة الرقمية) كتب الشاعر علي شنينات تحت عنوان « Open AIتعلن أنها ستغير طريقة الكتابة الإبداعية بواسطة الذكاء الاصطناعي» وفي ملتقى الأجيال، وتحت عنوان: حوارٌ على طاولة صوت الجيل، حاورت منال العبادي الدكتورة خولة شخاترة. وأعدت عهود عبد الكريم مصفوفة العدد التي حملت عنوان (القارئ الشاب بين الرواية العربية والمترجمة) وشارك معها: تسنيم معابره، محمد زلوم، إكرام العطاري، د. ليث الرواجفة، ميمونة الشباطات، محمد دلكي. وفي الباب الخاص بالأعمال الإبداعية الشبابية الذي يحمل عنوان (ورد بلدي) وردت قصص وقصائد وخواطر ونصوص لكل من: أسماء العمري، أسيل علي، زينب السعود، رندا المهر، شهيد قبيلات، وفاء بني عامر، محمد كنعان. أما زاوية خرائط البوح فقد خـُصصت لآية نصر محمود وحملت عنوان: «الأدبُ بينَ النَّجاةِ والغرق.. ارتواءٌ وظمأ». وفي مختبر العدد، وردت المواد التالية: أدبُ الشَّبابِ.. أدبُ التَّجدُّدِ والمغامرة: د. محمد عبيد الله، تجاربُ شعريّةٌ شبابيّةٌ.. ديوان أميمة يوسف (أُرتّل لهفتي شعرًا) : إياد أبو ريان، الشَّبابُ والنُّجوميّة...فرقعةٌ ودويٌّ بلا صوت: إيهاب مصطفى، سردُ الشَّبابِ الكلاسيكيّ والكتابةُ التقليديّةُ..بينَ غيابِ الصّورِ والطَّرحِ المباشر: سامر المعاني، معاني الوجودِ الإنسانيِّ الهشِّ في شعرِ نضال برقان: أحمد الشيخاوي، جيلٌ بلا كتب...التَّحوُّلُ من المكتباتِ إلى الشاشات: ميرفت هليل، أدبُ الشَّبابِ في عصرِ الرَّقْمنة : د. أماني سليمان داود. وفي زاوية مراسيل، كتبت إسراء النمر تحت عنوان: الشُّعراءُ المصريّونَ الشّبابُ وإغراءاتُ الرِّواية، وفي زاوية نقوش مقالة ميس تيسير، التي حملت عنوان: قلب اللويبدة. يتضح من هذه الزوايا والمواد التي تضمنتها والأدباء الذين نشروا فيها، قدرة وزارة الثقافة، وهيئة تحرير المجلة، على الإحاطة بالمشهد الثقافي الشبابي في المملكة، وإبراز كل ما فيه من تجليات إبداعية، ومن تنوّع يـُثري المشهد الثقافي.

«كجرح في نحر أبيض» إصدار شعري جديد لجلال برجس
«كجرح في نحر أبيض» إصدار شعري جديد لجلال برجس

الدستور

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الدستور

«كجرح في نحر أبيض» إصدار شعري جديد لجلال برجس

نضال برقانعن دار بو ملحة للنشر والتوزيع في الإمارات العربية المتحدة صدر للشاعر والروائي الأردني جلال برجس مجموعة شعرية بعنوان: (كجرح في نحر أبيض). وهي الإصدار الشعري الثالث بعد (كأي غصن على شجر) و(قمر بلا منازل).وقد تطرق برجس في إصداره الشعري الجديد إلى أزمة الإنسان في هذه المرحلة التي تشهد العديد من التقلبات، وقد صعد برجس في قصائد هذه المجموعة الروح السردية لتتقاطع بالروح الشعرية، سعيًا إلى مقاربة الانسان ومصيره.واشتملت (كجرح في نحر أبيض) على عدد من القصائد التي قاربت الذات، والمرأة، والزمن القادم، والتاريخ، كل ذلك أتى عبر رؤية شعرية تشير إلى وضوح اللحظة القادمة، بناء على ما يحدث للإنسان في هذه المرحلة، إذ إن جلال برجس انحاز في هذه القصائد إلى الوعي الفلسفي بالأشياء، ومحاولة قراءة العالم شعريًا. ومن أجواء المجموعة الشعرية (كجرح في نحر أبيض)نكتب عن الحبّلأن الموت يتجوَّل في الطرقات بُخُفَّيْنِ من مَعْدَنونحن نيام يقلقنا حتى هَسِيْسُ بعوضةكسولة في الفراغنكتب عن الحبلأن الليل صار أطْوَلَمن حلم دجاجة في الطيرانولأن حنجرة الصباح مصابة بالسرطاننكتب عن الحبلأن الغزاة ضاجعوا بَنَات أفكارناونحن نحلم في الظهيرةببلاد تأخذنا في نهاية الأسبوعإلى نُزْهة في سُهُوب الحَبَقيذكر أن جلال برجس شاعر وروائي أردني، نال عن روايته «دفاتر الوراق» الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) 2021. وصلت سيرته الروائية «نشيج الدودوك» للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023، واعتمدت في منهاج البكالوريا الفرنسي، وصلت روايته «سيدات الحواس الخمس» إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2019، نال عن روايته «أفاعي النار» جائزة كتارا للرواية العربية 2015. فازت روايته «مقصلة الحالم» (2013) بجائزة رفقة دودين للإبداع السردي، وفازت مجموعته القصصية «الزلزال» بجائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع 2012. صدر له في الشعر: «كأي غصن على شجر»، و»قمر بلا منازل»، و«كجرح في نحر أبيض».صدر له في أدب المكان «شبابيك مادبا تحرس القدس» و»رذاذ على زجاج الذاكرة»، وهو صاحب فكرة «حكايات المقهى العتيق» أول رواية مشتركة يكتبها تسعة كتاب. ترجمت رواياته إلى الإنجليزية، والفرنسية، والفارسية، والهندية، والإيطالية. يعمل الروائي جلال برجس في المركز الأردني للتصميم والتطوير، يعد ويقدم برنامجا إذاعيا بعنوان بيت الرواية. شغل عدة مناصب ثقافية منها رئيس مختبر السرديات الأردني، ورئيس عدد من الهيئات الثقافية الأردنية، ومدير تحرير لعدد من المجلات الثقافية، ويترأس هذه الأيام هيئة تحرير مجلة صوت الجيل التي تعنى بأدب الشباب.

أفكار: مسيرة ثقافية أردنية رائدة في عالم الفكر والأدب
أفكار: مسيرة ثقافية أردنية رائدة في عالم الفكر والأدب

الغد

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • الغد

أفكار: مسيرة ثقافية أردنية رائدة في عالم الفكر والأدب

عزيزة علي عمان – يسلط كتاب "كشاف منشورات وزارة الثقافة (2012-2023)"، الذي قام بإعداده وتقديمه الدكتور زياد أبو لبن. الضوء على تاريخ "أفكار" ودورها البارز في إثراء الثقافة العربية، مع تسليط الضوء على التحديات والإنجازات التي مرت بها المجلة، إضافة إلى تأثيرها الكبير في دعم الكتّاب والمبدعين المحليين والعرب. اضافة اعلان ويوضح أبو لبن من خلال مقدمة الكتاب الذي صدر ضمن سلسلة "فكر ومعرفة" التي تصدرها وزارة الثقافة، أن مجلة "أفكار"، تعد إحدى أبرز الإصدارات الثقافية في الأردن والعالم العربي، حيث لعبت دورا محوريا في إثراء الساحة الأدبية والفكرية منذ تأسيسها في عام 1966. انطلقت المجلة لتكون منصة مفتوحة للكتّاب والمثقفين الأردنيين والعرب، وتوثق الحركة الثقافية والفكرية في المنطقة. من خلال نشر قصائد الشعراء، ودراسات المفكرين، وترجمات الأعمال العالمية، استطاعت "أفكار" أن تظل رائدة في مجال النشر الثقافي، على الرغم من التحديات التي واجهتها. ويشير أبو لبن إلى أن المجلة مرت بالعديد من المراحل والتطورات التي ساعدت على تعزيز مكانتها، بدءا من توقفها في أوقات عصيبة، وصولا إلى استئناف صدورها بصورة منتظمة، لتكون اليوم مرجعا مهما للباحثين والمهتمين بالأدب والفكر في العالم العربي. يوضح أبو لبن أن كتابه يأتي استكمالا لكشاف منشورات وزارة الثقافة للفترة 1966-2011، الذي صدر في عام 2013 ضمن سلسلة "كتاب الشهر" رقم (171). كما يشير إلى أنه تم تكليفه من قبل وزيرة الثقافة السابقة هيفاء النجار بإعداد هذا العمل، وقد كان له شرف القيام بذلك للمرة الثانية. ويضيف أنه استغرق عشرة أشهر من البحث والتنقيب والجمع حتى اكتمل الكتاب، مع الاعتراف بأنه قد يجد القارئ أو الباحث بعض الأخطاء التي قد تُصَحح في طبعة ثانية إن حالف الحظ لهذا الكشاف أن يرى النور. ويؤكد أن الهدف من هذا الكتاب هو توثيق علمي وضبط ببليوغرافي لكل ما صدر عن الوزارة من كتب في السلاسل خلال الفترة من 2012 إلى 2023. أما بالنسبة للمجلات والدوريات التي صدرت خلال هذه السنوات، فقد أشار أبو لبن إليها بشكل عام في مقدمته، حيث توقف على واحدة من المجلات المهمة التي تصدرها الوزارة، وهي مجلة "أفكار". وقد اختار التوقف عند هذه المجلة لكونها الأبرز والأكثر انتظاما في الصدور منذ عام 1966 وحتى الآن، حيث تعد واحدة من المجلات الأردنية الوحيدة التي حافظت على صدورها بانتظام. أيضا، مجلة "وسام" للأطفال. ويشير إلى أن "أفكار" تتمتع بشهرة وتوزيع كبيرين مقارنة ببقية المجلات الأردنية. وقد أصدرت وزارة الثقافة العديد من المجلات الأخرى إلى جانب "أفكار"، مثل: مجلة "الفنون الشعبية"، مجلة "صوت الجيل"، مجلة "وسام"، مجلة "فنون"، ومجلة "تراث". ويتحدث أبو لبن عن مجلة "أفكار" باعتبارها نموذجا لعلاقة الأدب بالإعلام، حيث تمثل حاضنة للكتّاب الأردنيين والعرب. ويؤكد أن الصحافة تعتمد بشكل أساسي على صدور الصحف والمجلات، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وأنه مع تطور التكنولوجيا أصبحت وسائل الاتصال الجماهيري أكثر تنوعا وشمولية، تضم فضائيات وإذاعات وإنترنت وفيسبوك وتويتر، فضلا عن الهواتف المحمولة. ويشير أبو لبن إلى أن أول عدد من مجلة "أفكار" صدر في عام 1966، أي قبل أكثر من نصف قرن، عن وزارة الإعلام التي أُنشئت في عام 1964، وكان يترأسها آنذاك المرحوم عبد الحميد شرف. حيث تقدم الشاعر عبد الرحيم عمر باقتراح إصدار مجلة ثقافية بعد توقف مجلتي "القلم الجديد"، لصاحبها عيسى الناعوري، "الأفق الجديد". التي كانت تصدر عن "جريدة المنار" المقدسية عام 965، وأول رئيس تحرير لها كان جمعة حماد، ثم تولى رئاستها أمين شنار. ويشير أبو لبن إلى أن المجلة واجهت صعوبات مالية منذ بدايتها، لكن فريق التحرير تمكن من التغلب عليها، حيث صدر العدد الأول في حزيران 1966 برئاسة عبدالرحيم عمر، وضم فريق التحرير آنذاك عددا من الأسماء المميزة مثل زهدي السقا وسعيد كمال وتيسير سبول وفايز الصياغ ونازك البيطار، ومهنا الدرة مشرفا فنيا، وتولّى رئاسة تحرير أفكار بعد عبدالرحيم عمر، سليمان الموسى ومحمود سيف الدين الإيراني وحسين جمعة وإبراهيم العجلوني وحسني فريز وأمينة العدوان ومحمد سمحان وسلامة محاسنة وبدر عبد الحق وغيرهم. وغيرهم. كما يذكر أبو لبن أن المجلة كانت حريصة على اختيار اسم يعكس تنوع اهتماماتها الثقافية والفكرية، حيث طرح عبدالرحيم عمر سؤالين: الأول عن الفئة المستهدفة من المجلة، والثاني عن اسم المجلة، فكان الرد أن المجلة موجهة إلى جميع المثقفين، وعُرفت باسم "أفكار" لتجنب الارتباط بأي جهة رسمية قد تثير حساسية لدى بعض الكتاب والمثقفين. بدأ صدور مجلة "أفكار" في حزيران من عام 1966، وقد لاقت صدى واسعا بين الكتّاب والمثقفين، واستُقبلت بحفاوة في مختلف الأوساط الثقافية والإعلامية، خاصة أنها مثلت صوتا إعلاميا جديدا في وقت كان فيه الصوت الإعلامي محدودا جدا بالمقارنة مع الوضع الحالي. وما إن صدر منها ثلاثة عشر عددا حتى توقفت عن الصدور في أعقاب حرب حزيران عام 1967، واستمر توقفها حتى أيلول من عام 1971. ويشير أبو لبن إلى أن محمود سيف الدين الإيراني، الذي كان يشغل منصب رئيس تحرير "أفكار"، كتب في افتتاحية العدد الذي صدر بعد توقف المجلة قائلا: "تعود "أفكار" إلى الصدور بعد احتجاب طويل، لم يكن لنا فيه يد، بل كانت الظروف في أعقاب معركة حزيران هي السبب. وفي اعتقادنا أن إصدار "أفكار" أربع مرات في السنة، وعلى هذه الصورة الماثلة بين يدي القارئ من حيث المستوى الثقافي الجيد، خير من بقائها محتجبة. غير أننا نعد قراءنا في الأردن والعالم العربي أن نصدرها شهريا، موصولين الأسباب بأفضل المستويات الثقافية في الوقت الملائم، والفرصة المواتية. ونأمل ألا تكون بعيدة ولا عزيزة المنال." استمرت "أفكار" في الصدور بشكل فصلي حتى آب من عام 1981، حيث بدأت تصدر بعد ذلك شهريا. وعلى الرغم من الصعوبات المالية التي واجهتها المجلة نتيجة لميزانية الوزارة المحدودة، استمرت المجلة في الصدور ولعبت دورا بارزا في الحياة الأدبية في الأردن من خلال نشر الكتابات الإبداعية والفكرية للكتّاب الأردنيين والعرب. ساعدت المجلة في نشر هذه الأعمال وانتشارها، وفتحت أمام الكتّاب آفاقا واسعة. كما تُعتبر "أفكار" سجلا توثيقيا مهما للحركة الأدبية والفكرية في الأردن، حيث تابعت أخبار النشاطات الثقافية والفنية محليا وعربيا وعالميا. وأسهمت المجلة من خلال الترجمة والحوارات في تنشيط الحركة الثقافية والفنية في الأردن، وحققت شهرة واسعة للعديد من الكتاب في مختلف مجالات الإبداع والمعرفة. بعبارة أخرى، يمكن القول إن العديد من الكتاب قد تخرجوا في "مدرسة أفكار". كما تُعد المجلة نافذة الأردن على الآداب العالمية. استمرت هيئات تحرير مجلة "أفكار" في النهوض بها ودفع عجلة الثقافة إلى الأمام، وركزت المجلة اهتمامها بشكل كبير على الشأن الأدبي والفكري. فنشرت قصائد لأعلام الشعر الأردني، بالإضافة إلى شعراء عرب بارزين مثل: حيدر محمود، إبراهيم نصرالله، يوسف عبد العزيز، يوسف أبو لوز، عبد الرحيم عمر، نبيلة الخطيب، زليخة أبوريشة، حبيب الزيودي، عبد الله رضوان، محمد لافي، حميد سعيد، عصام شرتح، وغيرهم العديد من الشعراء الذين برزوا وتميزوا في صفحات "أفكار". كما نشرت المجلة قصصا لكتّاب قصص أردنيين وعرب، مثل: "بسمة النسور، جميلة عمايرة، هند أبو الشعر، حنان بيروتي، مفلح العدوان، محمود الريماوي، إلياس فركوح وغيرهم"، بالإضافة إلى دراسات فكرية وأدبية لكتّاب أردنيين وعرب، مثل: د. ناصر الدين الأسد، د. إبراهيم خليل، د. يوسف بكار، د. نبيل حداد، د. سامح الرواشدة، د. صلاح جرار، د. عبد القادر الرباعي، د. علي الشرع، د. يحيى عبابنة، د. رفقة دودين، د. عباس عبد الحليم عباس، د. نضال الشمالي، د. محمد عبيد الله، د. زياد أبو لبن، د. صالح أبو أصبع، د. فهمي جدعان، د. حسن حنفي، سعيد بوعيطة، د. نجم عبد الله كاظم، د. عبد الجبار العلمي، وغيرهم. في مجال الترجمة، نشرت "أفكار" ترجمات من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والفارسية والتركية والصينية. كما خصصت المجلة ملفات لأعلام الفكر والأدب الأردنيين والعرب، مثل: د. إحسان عباس، د. ناصر الدين الأسد، د. محمود السمرة، د.يوسف بكار، د. نصرت عبد الرحمن، إبراهيم نصر الله، د. جميل علوش وغيرهم. كما تناولت المجلة ملفات فكرية متنوعة مثل: "الثقافة والإصلاح"، "التحلل الأيديولوجي"، و"المثقف والمعارضة"، وغيرها من المواضيع الفكرية. بالإضافة إلى ذلك، نشرت المجلة متابعات للكتب الحديثة، وتغطيات إخبارية ثقافية محليا وعربيا وعالميا، فضلا عن مقالات متنوعة وحوارات مع الكتاب وأعلام الفكر العربي. خلص أبو لبن إلى أن الألفية الثالثة قد أعادت للمجلة وهجها وأعادت تواصلها محليا وعربيا، على الرغم من العقبات التي واجهتها. كما أعادت الثقة بين المجلة والكتّاب والمثقفين. إن انتشار المجلة وتداولها بشكل ورقي وإلكتروني أحدث نقلة نوعية في السنوات الأخيرة. ويعود الفضل في ذلك إلى هيئات تحرير "أفكار" والأسماء البارزة في الأدب والفكر، وكذلك لرؤساء التحرير، مثل: مؤنس الرزاز، حيدر محمود، د. محمد المجالي، د. أحمد ماضي، د. زياد أبو لبن، د. يوسف ربابعة، د. غسان عبد الخالق، وصولا إلى الروائية سميحة خريس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store