logo
من سيختار بابا الفاتيكان الجديد؟

من سيختار بابا الفاتيكان الجديد؟

إيطاليا تلغراف٠٧-٠٥-٢٠٢٥

إيطاليا تلغراف
ملاك الطالب
باحثة في تاريخ الأديان في معهد التفكر الإسلامي في أنقرة – تركيا
بين أسوار الفاتيكان المرتفعة، وتحت قبّة كنيسة سيستنا، يُهيمن الآن سؤال واحد على أذهان الكرادلة والجمهور المتابع: من سيرث عباءة بطرس؟ من سيكون ذلك الرجل الذي سيجلس على عرش يهتزّ اليوم تحت وطأة العالم الحديث ومتغيراته، حيث غدت الكنيسة الكاثوليكية ميدانًا مفتوحًا للصراع بين الأصالة والتجديد، وبين العقيدة والتأويل.
في صباح 21 أبريل/ نيسان، وبينما كانت ساحة القديس بطرس لا تزال تحت وقع صدى دعاء الفِصح الأخير، انطفأ صوت البابا فرانشيسكو عن عمر يناهز الثامنة والثمانين.
كانت وفاة البابا لحظة فارقة أعادت فتح ملفّ الصراع الحاصل في هُوية الكنيسة. فالخلافة القادمة لا تتعلّق بمدى استمرار أو توقّف مسار رجل فقط، بل بمعركة حول هُوية الكنيسة نفسها.
فالهُوية الكاثوليكية كما صاغتها المجامع الكبرى – من نيقية إلى الفاتيكان الثاني – عاشت دائمًا على الحافة، في شدٍّ دائم بين 'الثابت المقدّس' و'الطارئ التاريخي'. وفي هذا السياق، يصبح السؤال عن البابا القادم اختبارًا جديدًا لذلك التوتّر الخلّاق.
ميراث فرانشيسكو
منذ لحظة انتخابه عام 2013، وقدومه المفاجئ من أقصى جنوب أميركا اللاتينية حاملًا رؤية تستمد جوهرها من شوارع بوينس آيرس الأرجنتينية أكثر من صالات المجامع، اختار التواضع، وتخلَّى عن القصر الرسولي ليسكن في دار الضيافة، ورفض ارتداء الزينة المذهّبة والأحذية الحمراء.
لكن رمزية هذه البداية تحوّلت إلى مشروع شامل: كنسية للفقراء، مفتوحة على العالم، تقف إلى جانب المهمّشين.
ففي زمن تتكالب فيه الأصوليات والتيارات الشعبوية، رفع فرانشيسكو شعار 'الرحمة لا الإقصاء'، وانفتح على أتباع الديانات الأخرى، وانتقد الرأسمالية، وركز في خطاباته على القضايا البيئية واللاجئين والمهاجرين حول العالم. وهو ما عبّر عنه في رسالته الأشهر 'كن مسبّحًا' (Laudato Si') التي شكّلت حجر الزاوية في اللاهوت البيئي المعاصر.
بيدَ أن هذه الإصلاحات لم تسلم من المعارضة. فقد تصاعدت أصوات غاضبة داخل الكنيسة، تتهم البابا بالتفريط في الثوابت، وبأنه يقرّب الكنيسة من الحداثة إلى حد التمييع. فكانت سنوات فرانشيسكو أشبه بمعركة مزدوجة: خارجية من أجل العدالة والسلام، وداخلية ضد جمود المؤسسة وروح البيروقراطية الكنسية.
ملامح المعركة المرتقبة داخل المجمع البابوي
وفاة فرانشيسكو أطلقت العد التنازلي لانعقاد مجمع الكرادلة (الكونكلاف)، وكما يصور الفيلم المتصدر حاليًا 'Conclave 2024″ حيث يجتمع 135 كاردينالًا ممن لم يبلغوا سن الثمانين لاختيار البابا الجديد، فإن المجمع الذي يبدو شكلًا طقسيًا بحتًا يخفي وراءه صراعًا محتدمًا بين رؤيتين متناقضتين للكنيسة: الأولى تريد استكمال ما بدأه فرانشيسكو من انفتاح وتجديد، والثانية تسعى للعودة إلى الثبات اللاهوتي والانغلاق العقائدي.
المفارقة أن فرانشيسكو نفسه هو من عيّن أكثر من ثلثي الكرادلة الناخبين، وبهذا المعنى، فإن المجمع مشكّل – نظريًا – على صورته. لكنه لم يكن يومًا رجل الولاءات المطلقة، بل اختار تنوعًا متعمّدًا في أعضاء المجمع.
وهذا ما يفسّر وجود تيارات متباينة داخله: من اليسار اللاهوتي التقدمي، إلى اليمين الكاثوليكي التقليدي. كما أن التوازن الجغرافي يلعب دورًا حاسمًا. فاليوم، لم تعد أوروبا تحتكر الصوت الكاثوليكي، بل صعدت أصوات من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وهي مناطق يشهد فيها الكاثوليك تطورًا ديمغرافيًا وروحيًا.
المشهد البابوي المقبل يتصدر فيه وجوه بارزة، لكل منها خلفيته اللاهوتية ورؤيته للكنيسة، وموقفه من إرث فرانشيسكو. لعل من أبرز هؤلاء الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي، الذي يلقّب بـ'فرانشيسكو الإيطالي' لقربه من المدرسة الفكرية للبابا الراحل.
في المقابل، يبرز اسم الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، كمرشح توافقي يجمع بين الكفاءة الدبلوماسية والخبرة الطويلة في دهاليز الحكم الكنسي. بارولين يتمتع بثقة غالبية الكرادلة، وقد قاد تفاهمات حساسة مع الصين وفيتنام، ويُنظر إليه باعتباره قادرًا على الحفاظ على وحدة الكنيسة دون خوض مغامرات إصلاحية جذرية.
ومن خارج القارة الأوروبية، يلوح اسم الكاردينال الفلبيني لويس أنطونيو تاغلي، الذي ينظر إليه كثيرون بوصفه الوريث الروحي لفرانشيسكو في العالم الآسيوي.
أما الكاردينال الغاني بيتر توركسون، فهو من أبرز المرشحين غير الأوروبيين، يتمتع بخبرة عريضة في مجالات العدالة والسلام، ويملك سجلًا قويًا في حوار الأديان. وإذا ما انتُخب، فسيكون أول بابا أفريقي منذ القرن الخامس، وهو ما قد يعكس التغير الديمغرافي الحاد في قلب الكنيسة.
في الجهة المقابلة، يقف التيار المحافظ ممثلًا بالكاردينال روبرت سارا من غينيا، والكاردينال ريمون بيرك من الولايات المتحدة. كلاهما معروف بتمسكه بالطقوس التقليدية، وبموقفه الصلب من قضايا كالشذوذ والليتورجيا، ويعبّران عن رغبة شريحة من الكرادلة في كبح المد الإصلاحي الذي أطلقه فرانشيسكو. وهناك أسماء مرشحين آخرين -الإصلاحيين منهم والمحافظين- لا تقل أهميتهم عن المذكورين.
الدعم الأميركي للتيار المحافظ وكاثوليك حركة MAGA
مع اقتراب انعقاد المجمع، برز إلى السطح تيار كاثوليكي محافظ متشدد، يُعرف بلقب 'MAGA Catholics'، وهو تيار أميركي يميني يسعى لإعادة الكنيسة إلى مواقف أكثر تشددًا. وهو مزيج من الكاثوليكية المحافظة والحركة الشعبوية اليمينية المرتبطة بدونالد ترامب.
هذه الحركة، التي تقودها شخصيات بارزة مثل ستيف بانون (المستشار السابق لدونالد ترامب) تعبر عن استياء عميق من البابا فرانشيسكو وتوجهه الإصلاحي. وتسعى هذه الحركة إلى إعادة الكنيسة إلى تعاليمها الأصلية، خصوصًا في قضايا الزواج والإجهاض والشذوذ، في وقت تشهد فيه الكنيسة تباينًا حادًا بين المواقف الليبرالية والمحافظة.
بحسب ما نشرته صحيفة 'غارديان' فإن جهود كاثوليك MAGA تتمثل في التأثير على مستقبل الكنيسة الكاثوليكية عبر مجموعة من التحركات الإستراتيجية. فعلى الرغم من أن هذه الحركات قد لا تُسمى رسميًا 'ضغطًا'، فإن أعضاء الحركة يعملون خلف الكواليس بشكل فعال.
يلتقي العديد من الشخصيات المؤثرة من الحركة مع الكرادلة المحافظين لتوجيههم نحو انتخاب البابا الذي يتماشى مع قيمهم التقليدية، في محاولة لخلق بيئة مؤيدة لهذه المواقف قبل بداية انتخابات البابا المقبل.
إلى جانب هذه التحركات السياسية الإستراتيجية، تعتمد الحركة أيضًا على تأثيرها الإعلامي الواسع. حيث يوظف ستيف بانون منصاته الإعلامية، وخاصة البودكاست War Room، لتوجيه انتقادات لاذعة ضد البابا فرانشيسكو.
من خلال هذه الحملات الإعلامية، تسعى حركة كاثوليك MAGA إلى تعزيز رسالتها بين الكاثوليك التقليديين وجذب انتباههم إلى ما يرونه تدهورًا في المبادئ الكاثوليكية في ظل البابوية الحالية.
أما من الجانب المالي، فإن الكاثوليك MAGA يمتلكون أيضًا تأثيرًا كبيرًا. بما أن الحركة تدعم مرشحين ومبادرات تتوافق مع رؤيتها، فإنهم يستخدمون قوتهم الاقتصادية لدعم الشخصيات داخل الكنيسة التي تدعم مواقفهم.
وهذا التأثير المالي يمكن أن يكون حاسمًا في تقوية مواقفهم داخل الفاتيكان، إذ يحتاج البابا المقبل إلى دعم اقتصادي كبير من المؤسسات الكاثوليكية في الولايات المتحدة.
من جانب آخر، تنظم الحركة فعاليات شعبية ودينية تهدف إلى تحفيز الكاثوليك المحافظين على المشاركة السياسية واللاهوتية. على سبيل المثال، نظمت مجموعة Catholics for Catholics فعاليات دينية في مارالاغو، مع التركيز على تعبئة الناخبين الكاثوليك في الولايات المتأرجحة لدعم المرشحين الذين يتبنون مواقف الحركة.
ونجد مؤخرًا تتويجًا للموقف الأميركي في التّصريح الساخر لترامب بقوله: ' أود أن أكون البابا، هذا خياري الأول'، ثم أبدى دعمه للكاردينال الأميركي تيموثي دولان المعروف بمواقفه المحافظة، معتبرًا أنه 'كاردينال ممتاز من نيويورك'، إلا أنه يُعتقد أن احتمالية فوز دولان ضئيلة مقارنة بغيره من الكرادلة.
رغم امتلاكهم نفوذًا ماليًا وإعلاميًا، فإن توازن القوى داخل الكلية الكاردينالية، الذي مالت كفته للإصلاحيين بفضل تعيينات فرانشيسكو، يجعل فرص نجاحهم محدودة. ومع ذلك، فإن مجرد وجودهم النشط في كواليس المجمع يضغط باتجاه انتخاب بابا يتجنب السياسات الإصلاحية التقدمية التي ميزت فترة فرانشيسكو.
في الختام يبقى السؤال: هل سيستمر السباق البابوي في تعزيز الإصلاحات التي أطلقها فرانشيسكو، أم ستعود الكنيسة إلى ثوابتها التقليدية بدعم أميركي؟ من سيختار البابا هذه المرّة؟ الكرادلة أم دونالد ترامب؟ الجواب سيُفصح عنه الدخان الأبيض.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأقلّ أميركيّة بين الأميركيين - إيطاليا تلغراف
الأقلّ أميركيّة بين الأميركيين - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • إيطاليا تلغراف

الأقلّ أميركيّة بين الأميركيين - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف حسن مدن كاتب وباحث من البحرين، صدرت له مؤلفات في قضايا الخليج، الثقافة، الأدب، السيرة، اليوميات، وغيرها. ولد الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست، البالغ نحو 70 عاماً، في 14 سبتمبر/ أيلول 1955 في شيكاغو بالولايات المتحدة. إنّه بابا الفاتيكان الجديد، لاوون الرابع عشر، الذي عاش في جمهورية بيرو (غرب القارّة الأميركية اللاتينية) ما يقارب ربع حياته، فبعد نيله السيامة الكهنوتية في 1982، التحق بالدعوة الأوغسطينية في تلك البلاد عام 1985، وتولّى منصب مستشار الولاية الكنسية الإقليمية في مدينة شولوكاناس بين عامي 1985 و1986، ورغم أنّه عاد إلى مسقط رأسه، شيكاغو، ليقضي هناك عامين (1987 – 1988)، شغل خلالهما منصب منسّق الدعوات الكهنوتية ومدير البعثات في الرهبانية الأوغسطينية لإقليم شيكاغو، لكنّه عاد إلى بيرو ليمكث فيها حتى 1999، وانقطعت إقامته ثانية، ولكن مؤقتاً أيضاً، بعودته إلى شيكاغو وانتخابه رئيساً إقليمياً لمقاطعة 'سيدة المشورة الصالحة' التابعة للأبرشية. لم تنقطع علاقة بريفوست بالقارّة اللاتينية بتلك العودة إلى شيكاغو إذن، ففي 2014 أعاده إلى بيرو نفسها البابا فرنسيس الراحل، معيّناً إياه مديراً رسولياً لأبرشية تشيكلايو، وجرت ترقيته إلى درجة أسقف لتلك الأبرشية في 2015، وبين 2018 و2023، تولّى منصب نائب رئيس وعضو في المجلس الدائم لمؤتمر الأساقفة فيها. وتضمّ البيرو التي أمضى البابا الجديد فيها قرابة عقدين من عمره، ويحمل، إضافة إلى جنسيته الأصل، جنسيتها أيضاً، أكثر من 30 مليون نسمة، هم خليط متعدد الأعراق، بينهم سكّانها الأًصليون، وأوروبيون وأفارقة وآسيويون. وينقل أحد التقارير أنّ بريفوست أظهر فترة توليه مهامه في تلك البلاد 'التزاماً عميقاً بخدمة المجتمعات المهمّشة، ما جعله شخصية محبوبة بين الناس'. وفي خطابه الأول بابا، وجّه تحيّة خاصة بالإسبانية إلى شعب البلد الذي خدم فيه، معتزّاً بالجذور العميقة التي تربطه به. الغاية هنا من البدء في تسليط الضوء على هذا الجانب من سيرة البابا الجديد، إظهار ما يمكن أن يعدّ وجه تشابه بينه وبين سلفه البابا فرانسيس ابن أميركا اللاتينية، المولود في الأرجنتين عام 1936، والذي تأثر، في بداية تكوينه الديني والكنسي، بما عرفت بمدرسة 'لاهوت التحرير' في القارّة، التي عُرف مريدوها بقربهم من هموم الناس ودفاعهم عن حقوق الفقراء، وهو ما انعكس في سلوك البابا الراحل ونهجه، وربما اقترب البابا الجديد من هذا التوجه في كلمته في أوّل قدّاس له بصفته رئيساً للكنيسة الكاثوليكية، حين أبدى أسفه لتراجع الإيمان لحساب 'يقينيات أخرى، مثل التكنولوجيا والمال والنجاح والسلطة واللذّة'، ومن الإشارات إلى قربه من نهج سلفه ما أوردته التقارير أنّ 80% من الكرادلة الذين شاركوا في المجمع الانتخابي عيّنهم البابا الراحل، لذا لم يكن مفاجئاً انتخاب شخصٍ مثل بريفوست لتولي موقع 'الحبر الأعظم'. ومن الإشارات أيضاً على قربه من نهج البابا فرانسيس وتبنّيه وجهات نظره بشأن قضايا المهاجرين والفقراء والبيئة، انتقاده بصفته كاردينالاً، آراء نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، وإعادته نشر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد فيه ترحيل إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعض المهاجرين. وفي مقابلة له مع الموقع الإخباري لإذاعة الفاتيكان في العام الماضي قال: 'ينبغي ألا يكون الأسقف مثل أمير صغير متربّع في مملكته، بل عليه أن يكون قريباً من الشعب ويخدمه، ويسير معه ويقاسي معه'. مع ذلك، يجنح البابا الجديد إلى الاعتدال، ويوصَف بقدرته على التوفيق بين آراء متباينة، ما يجعل من اختياره لهذا الموقع عاملاً مطمئناً للكرادلة المحافظين الذين ينادون بتركيز أكبر على المبادئ اللاهوتية. وإليه ينسب القول 'إنّ عالم اليوم الذي تعيش فيه الكنيسة لم يعد ما كان عليه قبل 10 أو 20 عاماً (…) الرسالة لا تزال عينها… لكن السبيل لبلوغ الناس اليوم، من شباب وفقراء وسياسيين، مختلف'. لا يزال مبكراً الجزم إذا كانت الفترة المقبلة من ولاية البابا الجديد، لاوون الرابع عشر، ستكون امتداداً لسلفه الذي حظيَ بشعبية واسعة في العالم، أو أنّه سيشقّ لنفسه مساراً مختلفاً. لكن يلفتنا وصف بليغ عنه بعد انتخابه على رأس الفاتيكان نقله موقع دي. دبليو عن صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية أنه، وبفضل اعتداله وانفتاحه الثقافي، يعدّ 'الرجل الأقلّ أميركيّة بين الأميركيين'.

روبرت بريفوست (ليو الـ14) أول بابا أميركي في تاريخ الفاتيكان
روبرت بريفوست (ليو الـ14) أول بابا أميركي في تاريخ الفاتيكان

إيطاليا تلغراف

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • إيطاليا تلغراف

روبرت بريفوست (ليو الـ14) أول بابا أميركي في تاريخ الفاتيكان

إيطاليا تلغراف روبرت فرانسيس بريفوست، كاردينال أميركي وُلد عام 1955 في شيكاغو، حصل على بكالوريوس في الرياضيات وماجستير في علم اللاهوت، ثم دكتوراه في القانون الكنسي. شغل العديد من المناصب في الكنيسة الكاثوليكية، بما في ذلك أسقف أبرشية تشيكلايو ومدير أبرشية كاياو في بيرو. انتُخب في الثامن من مايو/أيار 2025 بابا للفاتيكان تحت اسم 'ليو 14″، خلفا للبابا فرانشيسكو، فأصبح أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. المولد والتعليم وُلد روبرت فرانسيس بريفوست في 14 سبتمبر/أيلول 1955 في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية، وبدأ مرحلة التكوين الأولى في الحياة الرهبانية داخل رهبنة القديس أوغستين عام 1977، وأعلن 'النذور الدائمة' بالرهبنة عام 1981. حصل على بكالوريوس في الرياضيات من جامعة فيلانوفا عام 1977، ثم الماجستير في علم اللاهوت من الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي في شيكاغو، إضافة إلى دكتوراه في القانون الكنسي من الكلية الحبرية للقديس توما الأكويني في روما. التجربة الدينية أصبح بريفوست رسميا كاهنا عام 1982، وانضم إلى البعثة الأغستنية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في بيرو عام 1985، كما عمل مستشارا قانونيا لأبرشية تشولوكاناس بين عامي 1985 و1986. عاد إلى الولايات المتحدة عام 1987 وعمل مرشدا ومديرا للبعثات في إقليم الرهبنة الأغستينية بشكياغو، ثم رجع إلى بيرو، وأمضى 10 أعوام في إدارة المعهد الإكليريكي الأغستيني في تروخيو، وكان يُدرس القانون الكنسي في أحد المعاهد. كما عمل أيضا مشرفا على الدراسات وموظفا أبرشيا ومدرسا في الإكليريكية ونائبا قضائيا بالكنيسة. عام 1999، عاد إلى شيكاغو وانتُخب رئيسا لإقليم تابع للأبرشية (منطقة جغرافية كنائسية) وبعد عامين ونصف، انتُخب رئيسا عاما للرهبنة الأغستينية وخدم ولايتين. في عام 2014، انتقل إلى بيرو بعد أن عينه البابا الراحل فرانشيسكو مديرا لشؤون أبرشية تشيكلايو الكاثوليكية، ثم أصبح أسقفا للأبرشية في العام التالي. بين عامي 2018 و2023، شغل بريفوست منصب نائب رئيس ومقرر دائم في مجلس أساقفة البيرو، وكان له دور محوري في الحفاظ على الاستقرار المؤسسي للكنيسة أثناء الأزمات السياسية التي أدت إلى الإطاحة برؤساء في البلاد. وفي عام 2020، عُين مديرا لأبرشية كاياو في بيرو، وظل في منصبه حتى العالم التالي. وفي يناير/كانون الثاني 2023، عينه البابا فرانشيسكو رئيسا لدائرة الأساقفة، وهو منصب جعله يشرف على تعيين الأساقفة. وفي 30 سبتمبر/أيلول 2023، رقاه البابا فرانشيسكو إلى رتبة كاردينال، وهي من أعلى الرتب في التسلسل الهرمي للكنيسة الكاثوليكية. عُرف عنه تحفظه في الظهور الإعلامي، وحظي بالتقدير بسبب قدرته على الاستماع والفهم العميق للقضايا. كما يُعرف بقربه من توجهات البابا فرانشيسكو بشأن البيئة والفقراء والمهاجرين والانفتاح على واقع الناس. وقد أيد بريفوست التغييرات التي اتخذها البابا فرانشيسكو في الممارسات التي تسمح للكاثوليك المطلقين والمعاد زواجهم بتناول 'القربان المقدس'، كما أبدى دعما محدودا لآراء البابا الراحل بشأن المثليين. بابا الفاتيكان أعلن الفاتيكان في الثامن من مايو/أيار 2025 انتخاب روبرت بريفوست بابا جديدا للفاتيكان وزعيما للكنيسة الكاثوليكية، متخذا اسم 'ليو 14'. واختار مجمع الكرادلة بريفوست بابا رقم 267 خلفا للبابا فرانشيسكو الذي توفي في 21 أبريل/نيسان 2025 بعد معاناة طويلة مع المرض. وفي كلماته الأولى التي أدلى بها، دعا البابا الجديد إلى 'بناء جسور الحوار'. ويعد أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان. المصدر : مواقع إلكترونية

الفاتيكان: البابا الجديد الكاردينال الأمريكي بريفوست
الفاتيكان: البابا الجديد الكاردينال الأمريكي بريفوست

بلد نيوز

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • بلد نيوز

الفاتيكان: البابا الجديد الكاردينال الأمريكي بريفوست

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: الفاتيكان: البابا الجديد الكاردينال الأمريكي بريفوست - بلد نيوز, اليوم الخميس 8 مايو 2025 11:46 مساءً رام الله - دنيا الوطنانتخب الفاتيكان الكاردينال الأميركي روبرت بريفوست، بابا جديدا للفاتيكان، ليصبح أول أمريكي يتولى منصب البابوية. وسيحمل البابا (69 عامًا) اسم ليو الرابع عشر، وهي المرة الأولى التي يُستخدم فيها اسم "ليو" منذ القرن التاسع عشر. وظهر البابا المنتخب حديثًا على الشرفة المركزية لكاتدرائية القديس بطرس ليلقي أول خطاب له كبابا. وفي كلمته أمام الحشد باللغة الإيطالية، قال البابا ليون الرابع عشر: "السلام عليكم جميعًا، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أود أن أقدم تحية سلام لعائلاتكم، لكم جميعًا، أينما كنتم، السلام عليكم". وفي منشور عبر منصة (إكس)، قال الفاتيكان إن "الكرادلة الذين اجتمعوا في كنيسة سيستين انتخبوا في اليوم الثاني من العملية الانتخابية الكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست، ليصبح البابا رقم 267، والذي سيحمل اسم البابا ليو الرابع عشر". وفي منشور منفصل، كتب الفاتيكان: "البابا ليو الرابع عشر يُحيي العالم لأول مرة". وفي وقت سابق الخميس، تصاعد دخان أبيض من مدخنة كنيسة سيستين إيذانًا بانتخاب بابا جديد للفاتيكان خلفا للراحل فرنسيس. يأتي ذلك بعدما أدلى 133 كاردينالًا (المخولون باختيار البابا)، وهم يرتدون ثيابًا حمراء من أنحاء العالم بأصواتهم لانتخاب البابا الجديد. وخلال المجمع البابوي، مُنع الكرادلة من مغادرة المكان أو الاتصال بالعالم الخارجي، أثناء اختيارهم الزعيم رئيس الكنيسة الكاثوليكية، التي يبلغ عدد أعضائها 1.4 مليار شخص حول العالم. وفي 21 نيسان / أبريل الماضي، توفي فرانسيس عن عمر يناهز 88 عاما، بعد معاناته من سلسلة من المشاكل الصحية، بما في ذلك سكتة قلبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store