logo
واشنطن تعيد رسم قواعد اللعبة مع «طهران النووية»

واشنطن تعيد رسم قواعد اللعبة مع «طهران النووية»

مصرسمنذ 5 ساعات

من كان يراقب دينامية المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن خلال الأسابيع الأخيرة، سيلاحظ أن إلغاء الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة، التى كانت مقررة فى عُمان السبت الماضى، وما تلاها من إلغاء اللقاء بين إيران والترويكا الأوروبية فى روما، لا يشير إلى انهيار المسار التفاوضى بقدر ما يشى بتحول استراتيجى فى طريقة إدارة الصراع. فالسؤال الحقيقى لم يعد ما إذا كانت المفاوضات فشلت، بل ما إذا كانت واشنطن تعمدت الضغط على زر «إعادة التشكيل» قبل الانتقال إلى الجولة التالية بشروط أكثر تشددًا.
قرار التأجيل جاء فى سياق تغييرات غير عادية فى بنية صنع القرار الأمريكى: إقالة مايك والتز من منصب مستشار الأمن القومى، وتكليف ماركو روبيو، المعروف بعدائه الصريح لإيران، بالمنصب إلى جانب مهامه كوزير للخارجية. هذا التعيين لم يكن فقط تبديل أسماء، بل يمثل، فى جوهره، نقل دفة القيادة إلى الجناح الأكثر تشددًا فى الإدارة، وقد تجلّى ذلك فى إعلان ترامب نفسه أن هدفه الوحيد هو «التفكيك الكامل» للبنية النووية الإيرانية، وهو موقف يقارب إلى حد التطابق الرؤية الإسرائيلية.لكن فى المقابل، كشفت منصة Axios إلى أن مفاوضى الإدارة وعلى رأسهم المبعوث ستيف ويتكوف لم يكونوا يسيرون بهذا الاتجاه، بل انخرطوا سابقًا فى صياغة مسودة اتفاق يعيد إحياء روح اتفاق 2015، مع تعديلات زمنية وهيكلية، دون المساس بحق إيران فى التخصيب، وتعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من دون المساس بالبنية الأساسية للبرنامج النووى الإيرانى. الإيرانيون أبدوا مرونة تكتيكية، كقبولهم بفكرة خفض مستوى التخصيب وتوسيع عمليات التفتيش، لكنهم رفضوا بشكل قاطع أى مساس بحقهم فى امتلاك دورة الوقود النووى.***لا يمكن فهم تأجيل الجولة الرابعة للمفاوضات بمعزل عن التصعيد الإسرائيلى خلف الكواليس، عبر زيارات رفيعة المستوى لمسئولين إسرائيليين، بينهم رئيس الموساد دافيد برنياع ووزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر، إلى واشنطن فى الأسابيع الماضية، حملت معهم ما وُصف ب«الإنذار الاستراتيجى»: إذا لم يتم تفكيك البرنامج النووى الإيرانى، فإسرائيل ستتصرف. الرسالة واضحة: لا تنازلات، لا اتفاق.فى الوقت نفسه، واجه ترامب هجومًا من قادة اليمين والإنجيليين، الذين اعتبروا أى اتفاق يشبه اتفاق 2015 بمثابة خيانة سياسية لرصيد الرئيس ترامب، الذى نسف اتفاق أوباما فى 2018.. كل ذلك دفع الإدارة إلى التريث فى المفاوضات لا إلغائها، بل وتشديد شروط العودة إليها.إيران من جانبها، لم تغلق الأبواب. وزير الخارجية عباس عراقجى أعلن بوضوح أن بلاده باقية على التزاماتها التفاوضية، لكنها لن تتخلى عن ثوابتها. من بينها: الحق فى تخصيب اليورانيوم، ورفض إدراج الصواريخ الباليستية أو النفوذ الإقليمى ضمن أى اتفاق، والتمسك بمرجعية معاهدة عدم الانتشار النووى (NPT).بل إن طهران ذهبت أبعد، حين وضعت عبر تصريحات عراقجى وبقائى الإطار الذى يمكن أن يتم فيه التوصل إلى اتفاق: قيود تقنية مقبولة، ضمانات متبادلة، ورفع العقوبات الاقتصادية غير المشروعة، لكن دون مساس بجوهر السيادة النووية.***ما حصل فى الأسبوع الأول من مايو ليس انسحابًا بل إعادة ترتيب الأوراق. تأجيل الجولة الرابعة لا يعكس انهيارًا بل اختبارًا جديدًا لقدرة كل طرف على الصمود فى لعبة حافة الهاوية. الرسائل المتبادلة الآن أكثر صلابة، وأكثر دقة. الإدارة الأمريكية تحاول هندسة اتفاق يُباع انتخابيًا كرؤية جديدة أكثر صرامة من اتفاق أوباما، بينما تحاول إيران الحفاظ على الحد الأدنى من مكاسبها الاستراتيجية من دون الانجرار إلى حرب أو انهيار اقتصادى.النافذة التفاوضية لم تُغلق بعد، لكنها تضيق. أى فشل فى صياغة اتفاق جديد قبل سبتمبر، موعد إعادة فرض عقوبات أوروبية محتملة، سيعنى العودة إلى دائرة التصعيد المتبادل. وهنا يصبح التأجيل الحالى لحظة محورية: إمّا مدخلًا لاتفاق معقّد لكن ممكن، وإما بداية مسار نحو المواجهة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"بوليتيكو": ترامب سيخصص 25 مليار دولار لتنفيذ مشروع القبة الذهبية
"بوليتيكو": ترامب سيخصص 25 مليار دولار لتنفيذ مشروع القبة الذهبية

بوابة الفجر

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الفجر

"بوليتيكو": ترامب سيخصص 25 مليار دولار لتنفيذ مشروع القبة الذهبية

أفاد موقع "بوليتيكو" نقلا عن مصادر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيعلن عن تخصيص 25 مليار دولار لتنفيذ مشروع نظام الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية". وذكر موقع "بوليتيكو" نقلا عن مصدر مطلع في البيت الأبيض، أن "المبلغ يتوافق مع الطلب المضمن في مشروع قانون الميزانية الضخم للإدارة، والذي لم يوافق عليه الكونغرس بعد". وأضاف: "تقدر التكلفة الإجمالية للمشروع، وفقا لتقديرات مكتب الميزانية بالكونغرس، بنحو 500 مليار دولار على مدى عشرين عاما". ومن المتوقع أن يعلن ترامب قراره في وقت لاحق بالبيت الأبيض، برفقة وزير الدفاع بيت هيغسيث، فيما أشارت التقارير إلى أنه سيتم تعيين الجنرال مايكل جيتلين من قوة الفضاء الأمريكية رئيسا للبرنامج. واقترح المشرعون الجمهوريون "استثمارا أوليا بقيمة 25 مليار دولار للقبة الذهبية كجزء من حزمة دفاعية أوسع نطاقا، لكن هذا التمويل مرتبط بمشروع قانون مثير للجدل يواجه عقبات كبيرة في الكونغرس". كما أعرب الديمقراطيون عن قلقهم بشأن "فعالية الدرع الدفاعية الباهظة التكلفة". وذكرت وسائل إعلام أمريكية في وقت سابق، أن وزارة الدفاع "البنتاغون" قدمت خيارات إلى البيت الأبيض لتطوير نظام "القبة الذهبية" الدفاعي الصاروخي، الذي يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يكون قادرا على حماية الولايات المتحدة من الضربات بعيدة المدى

جولة ترامب الأخيرة في المنطقة.. جباية أموال ودعم مسار العدوان الاسرائيلي على غزة
جولة ترامب الأخيرة في المنطقة.. جباية أموال ودعم مسار العدوان الاسرائيلي على غزة

يمني برس

timeمنذ ساعة واحدة

  • يمني برس

جولة ترامب الأخيرة في المنطقة.. جباية أموال ودعم مسار العدوان الاسرائيلي على غزة

كشفت الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للمنطقة، وتحديدا السعودية وقطر والإمارات النزوع الشديد للبيت الأبيض نحو تحقق مكاسب مالية كعادتها في نهب ثروات الشعوب تحت تأثير القوة من ناحية، ومن ناحية أخرى إمعان ترامب في تجاهل الوعي العربي في علاقته بالأرض وتحديدا فلسطين وغزة؛ واصراره على اطلاق تصريحات تتعامل مع غزة، وكأنها مشروع استثماري تجاري، مؤكدًا ، غير مرة، ما معناه أن غزة بحاجة إلى مستثمر؛ غير مبال بمشاعر العرب والمسلمين في تجاهله لمعاناة غزة، حتى وهو يحل ضيفا عليهم. غادر ترامب المنطقة محملا بغنائم تتجاوز ترليون دولار بينما يستمر العدو الاسرائيلي في ارتكاب أبشع المجازر في قطاع غزة مراكما ارقاما من الشهداء والجرحى والجوعى والنازحين في مأساة لم يسبق أن شهدها العالم الحديث. وبدلا عن ذلك ركز، خلال زيارته، على جباية أموال الخليج، وبالموازاة طرح أفكاره الاستعمارية لغزة، وهو بذلك إنما يعطي الضوء الأخضر للكيان الإسرائيلي لتوسيع عدوانه الوحشي وعملياته البرية على قطاع غزة، أو ما يعرف بـ ' عربات جدعون'. عين ترامب على غزة أبدى ترامب، الخميس الماضي، رغبته في الانخراط الأمريكي إلى جانب دول عربية في إدارة قطاع غزة بعد الحرب. وقال إنه يريد أن 'تمتلك' الولايات المتحدة قطاع غزة وتحويله إلى ما دعاها بـ 'منطقة حرية'، مضيفًا أن لديه تصورات جيدة جداً لغزة؛ وهي جعلها منطقة حرية. تجاوز ترامب في تصوره طرح الفكرة إلى التعبير عن شعوره حيال تنفيذها مضيفاً 'سأكون فخوراً لو امتلكت الولايات المتحدة قطاع غزة وجعلتها منطقة الحرية'. يقول ترامب هذه الترهات بينما غزة تنزف خيرة أبناءها، وتعيش واقعا مأساويا لم يعد العالم يتحمل صم أذنيه عنه؛ وها هو الغرب الأوروبي بدأ يتفاعل ويرفض السلوك الصهيوني ويدينه بعد شهور طويلة من النزف، بينما واشنطن مازالت تتعامى وتفكر كتاجر حرب قذر في استثمار قطاع غزة، متجاوزُة ما عليه من بشر؛ وهكذا هي الرؤية الأمريكية تتجاوز الانسان ، وتؤمن بالمال ومصالح العصابات. لم تكن التصريحات مجرد تمنيات، بل كشفت عن أفكار مطروحة في مفاوضات لوسطاء في الدوحة، إذ بدا ترامب مؤيداً لفكرة انخراط عربي أمريكي في إدارة القطاع بعد الحرب، وسط تسريبات تقول إن هذه الإدارة المشتركة قد تستمر لمدة عشر سنوات. وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي وسط عدوان إسرائيلي غير مسبوق على كامل قطاع غزة، أوقع أكثر من 400 شهيد بالتزامن مع جولته التي استمرت ثلاثة أيام. هكذا هي أمريكا تكشف عن وجهها القبيح في استغلال ونهب ثروات الشعوب وتدمير قواها الحية؛ ودعم الخراب وسفك الدماء والقتل المتواصل، كما تدعم واشنطن الكيان الاسرائيلي؛ وهي في نفس الوقت تصر على إغلاق عينيها عن رؤية جثث الموتى وركام الخراب وسماع أنين الجرحي والجوعي في قطاع غزة؛ لكن التاريخ لن يرحم مصاصي الدماء وناهبي أموال الشعوب وثرواتهم! بدعم أمريكي مطلق يرتكب العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي خلفت نحو 173 ألف مواطن بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

بوليتيكو الأمريكية: ترامب يعلن اليوم تخصيص 25 مليار دولار لمشروع الدفاع الصاروخي القبة الذهبية
بوليتيكو الأمريكية: ترامب يعلن اليوم تخصيص 25 مليار دولار لمشروع الدفاع الصاروخي القبة الذهبية

24 القاهرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • 24 القاهرة

بوليتيكو الأمريكية: ترامب يعلن اليوم تخصيص 25 مليار دولار لمشروع الدفاع الصاروخي القبة الذهبية

صرّح مسؤول في البيت الأبيض بأنه من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، اليوم، تخصيص 25 مليار دولار لمشروعه الدفاعي القبة الذهبية. وأفادت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، اليوم الثلاثاء، بأن ترامب سيعلن تخصيص 25 مليار دولار لمشروعه الدفاعي القبة الذهبية، إلى جانب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيت، في محاولة لبلورة فكرة لا تزال في مراحلها الأولى وهي إنشاء فقاعة دفاع جوي تشمل أجهزة استشعار وأقمارًا صناعية وبطاريات صواريخ تغطي كامل الولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المبلغ يعد جزءًا بسيطًا من التكلفة الإجمالية المتوقعة لبناء نظام الدفاع الصاروخي الوطني الطموح الذي يطالب به ترامب. ويتطابق هذا المبلغ مع ما طلبه البيت الأبيض في مشروع القانون الضخم، الذي لم يقره الكونجرس بعد، وقدر مكتب الميزانية في الكونجرس أن نظامًا وطنيًا للدفاع ضد الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز سيكلف أكثر من 500 مليار دولار خلال العقدين المقبلين. ومن المتوقع أن يعلن ترامب أن نائب رئيس عمليات الفضاء في قوة الفضاء الأمريكية، مايكل جايتلاين، سيتولى قيادة المشروع، وفقًا لمسؤول في وزارة الدفاع، ومسؤول في البيت الأبيض، وشخص مطّلع على الأمر. رويترز: الرئيس السوري وافق على تسليم مقتنيات الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل كبادرة حسن نية تجاه ترامب تراجع في وول ستريت مع ترقب الأسواق لتعليقات الفيدرالي وتقييم تأثير رسوم ترامب نظام الدفاع الصاروخي الطموح الذي يطالب به ترامب وكان الرئيس الأمريكي قد وقّع أمرًا تنفيذيًا في يناير الماضي أطلق من خلاله نظام الدفاع الجديد، ودعا فيه إلى إنشاء برنامج دفاعي متعدد الطبقات، يدمج بين البرامج القائمة في وزارة الدفاع وبين تقنيات جديدة قيد التطوير، مثل المستشعرات والأسلحة الفضائية. وبحسب الصحيفة، يأتي استثمار الإدارة الأمريكية في مشروع القبة الذهبية وسط مخاوف لدى أجهزتها الاستخباراتية بشأن التهديدات الصاروخية التي تواجه الولايات المتحدة، مضيفة أن وكالة الاستخبارات الدفاعية قالت الأسبوع الماضي إن الصين وروسيا تطوران صواريخ فرط صوتية جديدة مصممة لتفادي أنظمة الدفاع الجوي التقليدية. وأضافت المصادر للصحيفة أن موسكو وبكين قادرتان على زيادة ترسانتيهما إلى نحو 5000 صاروخ كروز للهجوم البري بحلول عام 2035، مما قد يتيح لهما استهداف أجزاء واسعة من الأراضي الأمريكية القارية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store