
ديوان المحاسبة: التوجه لإجراء مراجعة نظير 'Peer Review' لأول مرة في تاريخ المملكة بالتعاون مع أجهزة رقابية دولية
أكد رئيس ديوان المحاسبة الدكتور راضي الحمادين أن الديوان يشهد اليوم تحولاً نوعياً غير مسبوق في آلياته وأدواته، عبر تبني استراتيجية رقمية شاملة تهدف إلى تعزيز كفاءة العمل الرقابي، وتطوير منظومة الحوكمة، وحماية المال العام، بما يتماشى مع متطلبات العصر للنهوض بأداء القطاع العام وترسيخ الشفافية.
وقال الدكتور الحمادين إن الديوان أطلق خطة استراتيجية متكاملة للتحول الرقمي تمتد من عام 2024 حتى 2027، وتركّز على خمسة محاور رئيسية تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في آليات الرقابة المالية والإدارية.
وبيّن أن الخطة تعتمد بشكل جوهري على استخدام التكنولوجيا كأداة رئيسية في تعزيز فعالية عمليات التدقيق، مشيرًا إلى أن أحد أبرز أهدافها هو بناء قدرات الكوادر البشرية وتأهيلها لاستخدام أدوات رقمية متقدمة في توثيق الملاحظات وتحليل البيانات، بما يضمن الاستجابة السريعة والفعالة لأي خلل في الأداء المؤسسي.
وأشار إلى أن تحليل البيانات الضخمة أصبح اليوم أداة رقابية رئيسية تعتمد عليها فرق العمل داخل الديوان، حيث تسهم في الكشف المبكر عن أوجه القصور والاختلالات المحتملة، وتساعد في اتخاذ قرارات مبنية على حقائق ومعطيات دقيقة، ما يعزز من فاعلية الدور الرقابي.
وكشف الحمادين عن إطلاق برمجية رقمية متكاملة أُطلق عليها اسم 'برمجية متابعة المخرجات الرقابية'، والتي تمثل تحولًا جذريًا في العلاقة بين ديوان المحاسبة والجهات الخاضعة للرقابة.
وقال إن هذه البرمجية التي بدأ العمل بها رسميًا اعتبارًا من شهر نيسان 2025، تمثل نقلة نوعية من حيث سرعة التواصل ومتابعة الاستجابة للملاحظات، إذ تتيح تصنيف الملاحظات حسب درجة الخطورة (عالية، متوسطة، منخفضة)، وتُلزم الجهات المعنية بالرد ضمن أطر زمنية محددة عبر النظام الإلكتروني، ما يُنهي عصر المخاطبات الورقية والاتصالات التقليدية.
وأضاف أن كل جهة خاضعة للرقابة باتت مطالبة بتعيين ضابط ارتباط أصيل وآخر بديل للتعامل مع هذه البرمجية، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء عمّم استخدام النظام على جميع الوزارات والمؤسسات الرسمية، ويجري حاليًا تدريب الجهات الحكومية على استخدامه وتحديث البيانات بشكل مستمر.
وبيّن رئيس الديوان أن الرقابة تشمل حاليًا 365 جهة رسمية من وزارات وهيئات مستقلة وجامعات وبلديات وشركات حكومية أردنية، جميعها مطالبة باستخدام النظام الرقابي الإلكتروني للديوان في الاطلاع على الملاحظات والمخرجات، ما يعزز سرعة التفاعل ويُقلل من الهدر الزمني والإداري، موضحا أن هذا التحول الرقمي يتيح رصد المخالفات ومعالجتها بشكل آني وفعّال، ما يعزز من كفاءة الأداء الحكومي، ويرفع من مستوى الالتزام بمعايير الشفافية والحوكمة.
وأكد أن العمل الرقابي يشهد تطورًا ملموسًا في المخرجات، لا سيما مع انخفاض نسبة تكرار المخالفات في المؤسسات الخاضعة للرقابة، عازيا هذا التراجع إلى تطوير الأنظمة الإلكترونية الداخلية، وتعزيز ثقافة المساءلة، وتحسين الإطار التشريعي الناظم للعمل الرقابي، وهو ما أدى إلى رفع مستوى الالتزام والانضباط المالي والإداري.
وأوضح أن نسبة استجابة المؤسسات لملاحظات الديوان ارتفعت من 21 بالمئة في عام 2022 إلى نحو 58 بالمئة في عام 2023، وهو ما يعكس تنامي الوعي المؤسسي بأهمية الملاحظات الرقابية.
وأشار الحمادين إلى أن تقارير ديوان المحاسبة لم تعد تقارير تقليدية تقتصر على التوثيق، بل أصبحت أداة جوهرية للإصلاح المؤسسي، حيث تتضمن تحليلات عميقة للملاحظات الجوهرية التي تؤثر على المال العام أو جودة الخدمات المقدمة للمواطن.
وأوضح أن هذه التقارير تخضع لمراجعة دقيقة، ويتم نشرها إلكترونيًا على الموقع الرسمي للديوان، ما يرسّخ مبدأ الشفافية ويعزز الرقابة المجتمعية، مؤكدا أن تقرير عام 2024 سيكون بمثابة نقلة نوعية من حيث المحتوى والتحليل، ويتضمن توصيات عملية ومؤشرات أداء قابلة للقياس، تستهدف تحسين جودة الإدارة العامة.
وكشف الحمادين عن توجه ديوان المحاسبة لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال العام المقبل في تحليل البيانات الرقابية، واستخدام أدوات تدقيق متقدمة تعزز دقة النتائج، لافتا الى أن هناك فرقًا متخصصة داخل الديوان تُعنى بتدقيق نظم المعلومات، وتقييم كفاءة وسلامة الأنظمة المستخدمة في المؤسسات الحكومية، بهدف ضمان سلامة البنية الرقمية وتقليل مخاطر الفساد أو الخطأ الإداري.
وفي سياق العلاقات الخارجية، أكد الحمادين أن ديوان المحاسبة يتمتع بشراكات قوية مع عدد من الأجهزة الرقابية الشقيقة، من خلال مذكرات تفاهم فاعلة تهدف إلى تبادل الخبرات وتنسيق الممارسات المهنية، لافتا الى المشاركة المنتظمة في ورش العمل التي تعقدها المنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة (ARABOSAI)، إضافة إلى التعاون الثنائي والمباشر الذي يشمل تبادل الكوادر والزيارات الميدانية والبرامج التدريبية.
وأعلن الحمادين عن توجه ديوان المحاسبة لإجراء مراجعة نظير (Peer Review) لأول مرة في تاريخ المملكة بالتعاون مع أجهزة رقابية دولية، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى تقييم أداء الديوان ومواءمته مع أفضل الممارسات العالمية.
وأكد أن الديوان نفذ ثلاثة مشروعات توأمة مع أجهزة رقابة أوروبية، كان آخرها مع الجهاز البولندي، ويتم حاليًا تنفيذ مشروعات تدريبية مشتركة ومذكرات تفاهم مع معاهد مالية دولية مثل معهد المحاسبة البريطاني، ومنظمات المحاسبة الأربعة الكبرى عالميًا.
وشدد الحمادين على أهمية الإعلام كأحد شركاء العمل الرقابي، مشيرًا إلى أن الدور الإعلامي في تعزيز الشفافية ونشر مخرجات الديوان لا يقل أهمية عن العمل الرقابي ذاته.
وقال إن الديوان يؤمن بدور الإعلام في إيصال الرسائل الرقابية إلى المواطن، وتمكينه من الاطلاع والمساءلة، بما يعزز العلاقة التشاركية بين المواطن والدولة، ويُحقق الأهداف الوطنية في الإصلاح الشامل وحماية المال العام.
وأكد الحمادين أن ديوان المحاسبة الأردني سيواصل جهوده نحو ترسيخ نموذج رقابي عصري وفعال، يرتكز على الشفافية، ويواكب التطورات التكنولوجية، ويضع مصلحة المواطن على رأس أولوياته.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
الإعلان عن تشكيلة 'النشامى' لملاقاة عُمان
أعلن الاتحاد الأردني لكرة القدم، الخميس، تشكيلة المنتخب الوطني لملاقاة نظيره العماني ضمن منافسات الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم 2026. وضمت القائمة، في حراسة المرمى يزيد أبو ليلى، والدفاع: عبدالله نصيب ويزن العرب ومحمد أبو النادي وأحمد عساف، وفي الوسط عامر أبو جاموس وإبراهيم سعادة ومهند أبو طه، وفي الهجوم موسى التعمري وعلي علوان ويزن النعيمات. يذكر أن منتخب النشامى يشارك بتصفيات الدور الحاسم من التصفيات المونديالية لحساب المجموعة الثانية، حيث يحل بالمركز الثاني برصيد 13 نقطة، خلف المتصدر كوريا الجنوبية بـ16، ثم العراق ثالثا بـ12، وعُمان 10، فلسطين 6، والكويت سادسا بـ5 نقاط. وحسب نظام التصفيات، تم تقسيم المنتخبات على ثلاث مجموعات، تضم كل مجموعة ستة منتخبات، ويتأهل أول فريقين في كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، فيما تخوض الأفرقة أصحاب المركز الثالث والرابع من كل مجموعة الدور الرابع من التصفيات.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
الفايز يهنئ الملك وولي العهد بعيد الأضحى المبارك
رفع رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أصدق التهاني والتبريكات، إلى جلالة الملك عبد الله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وإلى الأسرة الهاشمية والشعب الأردني، بمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي يصادف يوم غد الجمعة، داعيًا المولى عز وجل أن يعيده على مملكتنا الأردنية الهاشمية، وهي تنعم بالأمن والاستقرار، وبمزيد من الإزدهار والتقدم، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني. كما هنأ الفايز بمناسبة العيد المبارك، أعضاء مجلسي الأعيان والنواب، وجميع منتسبي القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، والأمتين العربية الإسلامية، داعياً الله سبحانه وتعالى، أن تعود أعيادنا الدينية والوطنية، علينا والأردن يواصل مسيرته الخيرة بمختلف الميادين والقطاعات، وأن تتجاوز أمتنا العربية تحدياتها الأمنية والسياسية، ويتوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال، إنه وبمناسبة العيد الذي نحتفل به كل عام، فأنني أدعو الجميع إلى تعزيز وحدتنا الوطنية وتماسك نسيجنا الاجتماعي، والتمسك بقيم المحبة والعطاء والتلاحم لمواجهة تحديات الوطن المختلفة، خاصة في ظل الظروف الراهنة والتحديات التي تواجهنا جراء الأوضاع المحيطة بالأردن وصراعات الإقليم.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
الأمير فيصل يدعو لتحويل الرياضة إلى بيئة آمنة تعزز السلام المجتمعي
أكد سمو الأمير فيصل بن الحسين، رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية وعضو المكتب التنفيذي في اللجنة الأولمبية الدولية، أهمية تحويل الرياضة إلى بيئة آمنة تسهم في تعزيز وترسيخ ثقافة السلام المجتمعي. وشدد سموه خلال مشاركته في قمة 'Olympism 365 الرياضة من أجل عالم أفضل'، التي تستضيفها اللجنة الأولمبية الدولية في مدينة لوزان السويسرية، على الدور المحوري الذي يمكن أن تؤديه الرياضة في مواجهة العنف ودعم الصحة النفسية وبناء مجتمعات أكثر شمولًا وصمودًا. وأشار سموه خلال حديثه في القمة التي شارك بها نخبة من صناع القرار والخبراء والمختصين في مجالات الرياضة والتنمية المستدامة، إلى أن الرياضة تملك قدرة حقيقية على إحداث التغيير، خاصة في حياة الأطفال المتأثرين بالنزاعات والعنف. وقال سموه 'لقد شهدت بنفسي كيف يمكن أن تساعد الرياضة الأطفال المتضررين من النزاعات والعنف على البدء في التعافي، من خلال استعادة الثقة بالنفس وخلق شعور بالانتماء وتحديد أهداف شخصية تعزز من قدراتهم على تجاوز التحديات'. وجدد سموه التأكيد على أهمية توحيد الجهود بين المؤسسات والمنظمات للعمل سوياً للحد من العنف، وتعزيز الصحة النفسية، وبناء مجتمعات أكثر شمولًا وقدرة على الصمود. كما استعرض سمو الأمير تجربة 'هيئة أجيال السلام' التي أسسها عام 2007، وتعمل اليوم في أكثر من 52 دولة حول العالم، عبر استخدام أدوات متنوعة على رأسها الرياضة بهدف تمكين الشباب وتعزيز السلم المجتمعي. وأشار سموه إلى أن برامج الهيئة حققت نتائج ملموسة، إذ أظهر نحو نصف المشاركين تحسناً في مهارات إدارة النزاع وانخفاضاً في مستويات العنف داخل المدارس.