logo
B-2 "قاذفة شبحية" استخدمتها أميركا في قصف مواقع إيران النووية

B-2 "قاذفة شبحية" استخدمتها أميركا في قصف مواقع إيران النووية

الشرق السعوديةمنذ 4 ساعات

بعدما شنت الولايات المتحدة ضربات عسكرية على 3 مواقع نووية إيرانية، فجر الأحد، ووصفها الرئيس دونالد ترمب بـ"الناجحة"، أفاد مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" بأن قاذفات B-2 شاركت في قصف المرافق النووية الإيرانية، واستهدفت منشأة "فوردو"، فماذا نعرف عن هذه القاذفات "الشبحية"؟
مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قال لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن عدداً من قاذفات B-2 الأميركية استُخدمت لقصف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية.
وأضاف المسؤول، أن القاذفة حلّقت دون توقف لمدة تقارب 37 ساعة من قاعدتها في ولاية ميزوري، وتزودت بالوقود عدة مرات في الجو.
وقبل الضربة، أفادت تقارير أميركية وإسرائيلية ومواقع لتعقب الرحلات، بتحرك قاذفات B-2 تستطيع حمل قنابل "خارقة للتحصينات" مثل GBU-57A/B، من قاعدتها في ولاية ميزوري.
تتمتع قاذفة B-2 بقدرة اختراق أكثر الدفاعات الجوية تطوراً وتهديد الأهداف المحصنة، وتمثل رادعاً قوياً وفعالاً للسيادة الجوية حتى القرن الحادي والعشرين، وذلك وفقاً لموقع AF، التابع للقوات الجوية الأميركية.
ويعود ضعف قابلية رصد طائرة B-2 إلى انخفاض بصماتها تحت الحمراء والصوتية والكهرومغناطيسية والبصرية والرادارية.
ويتألف طاقم طائرة B-2 من طيارين، طيار في المقعد الأيسر وقائد المهمة في المقعد الأيمن، مقارنة بطاقم B-1B المكون من 4 أفراد وطاقم B-52 المكون من 5 أفراد.
قدرات القاذفة B-2 المحرك: أربعة محركات من طراز جنرال إلكتريك F118-GE-100.
قوة الدفع: 17 ألفاً و300 رطل لكل محرك أكثر من 7 آلاف كيلوجرام.
التكلفة: حوالي 1.157 مليار دولار.
المسافة بين الجناحين: 52.12 متر.
الطول: 20.9 متر.
الارتفاع: 5.1 متر.
السرعة: فرط صوتية.
المدى: عابرة للقارات.
التسليح: أسلحة تقليدية أو نووية.
الطاقم: طياران.
وB-2 Spirit هي قاذفة شبحية استراتيجية بعيدة المدى طورتها شركة "نورثروب جرومان" لصالح سلاح الجو الأميركي، وتتميز بقدرتها على التسلل إلى الأجواء المعادية دون رصدها بالرادار بفضل تصميمها الفريد على شكل "جناح طائر" وطلائها بمادة ماصة للموجات.
ودخلت B-2 Spirit الخدمة في عام 1997، وتستطيع حمل ذخائر تقليدية ونووية، بما في ذلك قنابل خارقة للتحصينات مثل GBU-57.
ويبلغ مدى B-2 أكثر من 11 ألف كيلومتر دون إعادة التزود بالوقود. كما تُعد من أغلى الطائرات الحربية في العالم، وتُستخدم في المهام التي تتطلب دقة عالية واختراق أنظمة دفاع جوي متطورة.
تاريخ قتالي
عُرضت أول طائرة B-2 علناً في 22 نوفمبر 1988، عندما خرجت من حظيرتها في مصنع القوات الجوية رقم 42 في كاليفورنيا.
وتعتبر قاعدة وايتمان الجوية، في ولاية ميزوري الأميركية، هي القاعدة التشغيلية الوحيدة لطائرة B-2.
وتم تسليم أول طائرة، Spirit of Missouri، في 17 ديسمبر 1993.
وأثبتت فعالية B-2 القتالية في عملية "القوة المتحالفة"، حيث كانت مسؤولة عن تدمير 33% من الأهداف الصربية في الحرب ضد كوسوفو التي اندلعت أواخر التسعينيات، والتي دفعت حلف "الناتو" إلى التدخل ضدّ بلجراد، من خلال الطيران بدون توقف إلى كوسوفو من قاعدتها الرئيسية في ميسوري والعودة.
ودعماً لعملية "الحرية الدائمة"، حلقت B-2 واحدة من أطول مهامها حتى الآن من وايتمان إلى أفغانستان والعودة.
وأكملت B-2 أول انتشار قتالي لها على الإطلاق لدعم غزو العراق في عام 2003، حيث حلقت 22 طلعة جوية من موقع عمليات أمامي بالإضافة إلى 27 طلعة جوية من قاعدة وايتمان الجوية وأطلقت أكثر من 1.5 مليون رطل من الذخائر.
وحصلت الطائرة على حالة التشغيل الكامل في ديسمبر 2003.
وفي فبراير 2009، تولت قيادة الضربة الجوية العالمية، أحدث قيادة في القوات الجوية، مسؤولية طائرة B-2 من قيادة القتال الجوي.
القنبلة GBU-57
تُعتبر القنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57A/B من أقوى الأسلحة غير النووية في الترسانة الأميركية، إذ صُممت لضرب الأهداف المحصنة بدقة عالية، وقادرة على اختراق التحصينات العميقة وتدمير المنشآت المدفونة تحت الأرض.
ومع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، طلبت تل أبيب من واشنطن التدخل عسكرياً وتزويدها بهذه القنبلة لاستخدامها ضد منشآت نووية محصنة، مثل "منشأة فوردو" التي تقع داخل جبل وتتمتع بحماية كبيرة.
مواصفات القنبلة GBU-57A/B وقدراتها الرئيسية: الوزن: حوالي 13.6 طن متري.
الطول: أكثر من 6.2 متر.
القطر: حوالي 0.8 متر.
نظام التوجيه: الملاحة بالقصور الذاتي مدعومة بنظام GPS.
عمق الاختراق: يُقدّر بأنها تخترق حتى 60 متراً من التربة أو الخرسانة المسلحة.
الشحنة المتفجرة: حوالي 2400 كيلوجرام من المتفجرات عالية القوة.
منصة الإطلاق: قاذفة الشبح B-2 Spirit
وقد عادت GBU-57 إلى الواجهة مجدداً في الأوساط العسكرية، مع التذكير بأن الولايات المتحدة وحدها تملك هذا السلاح المتطور.
وُلدت فكرة GBU-57 في بدايات القرن الحالي، استجابةً لحاجة متزايدة لاستهداف البنى التحتية العسكرية المدفونة تحت الأرض، وخاصة المنشآت النووية في دول مثل إيران وكوريا الشمالية.
وتسارعت وتيرة التطوير عام 2007، عندما حصلت "بوينج" على عقود من وزارة الدفاع الأميركية لتصميم نموذج أولي وإنتاج السلاح. وجرت أولى تجارب الإسقاط عام 2008، وأصبحت القنبلة جاهزة للتشغيل في أوائل العقد التالي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غروسي: ليس ممكناً بعدُ تقييم الأضرار بموقع فوردو الإيراني
غروسي: ليس ممكناً بعدُ تقييم الأضرار بموقع فوردو الإيراني

الشرق الأوسط

timeمنذ 12 دقائق

  • الشرق الأوسط

غروسي: ليس ممكناً بعدُ تقييم الأضرار بموقع فوردو الإيراني

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، اليوم الأحد، إن الغارات الجوية الأميركية أصابت موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم، الواقع في قلب جبل. لكنه أضاف، في تصريحات، لشبكة «سي إن إن»، أنه من غير الممكن بعدُ تقييم الأضرار التي وقعت تحت الأرض هناك. ولم يتمكن مفتشو الوكالة التابعة للأمم المتحدة، الذين يرأسهم غروسي، من تفتيش المنشآت النووية الإيرانية، منذ الغارات الإسرائيلية الأولى عليها في 13 يونيو (حزيران) الحالي. وقال غروسي إنه يأمل في أن يتمكنوا من العودة إلى فوردو ومواقع أخرى في أقرب وقت. وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، اليوم، إن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية مثّلت «نجاحاً باهراً»، مؤكداً: «دمّرنا البرنامج النووي الإيراني». وأضاف هيغسيث، في مؤتمر صحافي بالبنتاغون، أن «عدداً من الرؤساء الأميركيين السابقين كانوا يحلمون بتسديد هذه الضربة للبرنامج النووي الإيراني، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وتمكَّن منها ترمب». وتابع أن العملية «لم تستهدف القوات الإيرانية ولا الشعب الإيراني». وأضاف أن ترمب «يسعى إلى السلام، وعلى إيران سلوك هذا الطريق». وأكد هيغسيث أن الجيش الأميركي هو الأقوى في العالم، ولم يكن هناك أي جيش آخر يمكنه تنفيذ هذه الضربة، مشيراً إلى أن «قاذفات بي 2 الاستراتيجية دخلت المجال الجوي وأطلقت قنابلها وخرجت، دون أن يرصدها أحد، ونفّذت أطول عملية منذ عدة سنوات».

عراقجي يحمّل أميركا المسؤولية الكاملة عن قصف المنشآت النووية
عراقجي يحمّل أميركا المسؤولية الكاملة عن قصف المنشآت النووية

الشرق الأوسط

timeمنذ 12 دقائق

  • الشرق الأوسط

عراقجي يحمّل أميركا المسؤولية الكاملة عن قصف المنشآت النووية

حمّل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة للتداعيات الخطيرة للعدوان على بلاده، وعن الخطوات التي ستتخذها إيران للردّ على الهجوم على منشآتها النووية. وفي أول تصريح لمسؤول إيراني بعد الهجوم على المنشآت النووية، قال عراقجي، في مؤتمر صحافي في إسطنبول، حيث يشارك في الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، إن «واشنطن هي المسؤولة وحدها وبصورة كاملة عن العواقب الخطيرة، والتداعيات البعيدة المدى للعمل العدواني من جانب الإدارة الخارجة على القانون والمتعطشة للدماء». وأكد أن الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية تمثل انتهاكاً غير مسبوق لمبادئ الأمم المتحدة، داعياً الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى ممارسة واجباتها القانونية رداً على قصف المنشآت النووية الإيرانية التي أكد أنها تعمل للأغراض السلمية. ووصف عراقجي الهجوم الأميركي بأنه «خيانة» من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلاً إن ترمب خان إيران رضوخاً لطموحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بـ«المجرم»، الذي اعتاد استغلال أراضي وثروات الشعوب لتحقيق أهداف إسرائيل. وأكد أن أميركا تعمل مع إسرائيل وهو ما يظهر عداءها للشعب الإيراني، وأنها هي التي خانت الدبلوماسية والمفاوضات، ومن غير المنطقي الآن مطالبة إيران بضبط النفس، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية أثبتت أنها لا تضم رجال دبلوماسية، وأنها لا تحترم الأمم المتحدة ولا أي قوانين دولية. إيرانيون ويابانيون يتظاهرون في طوكيو احتجاجاً على الهجوم الأميركي على منشآت إيران النووية (رويترز) وتابع عراقجي، أنه لم يكن هناك أي خط أحمر لم يتم تجاوزه، وأن الخط الأحمر الأكبر تجاوزه الأميركيون من خلال مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، إذ لم تقصف فقط منشآت إيران، بل أيضاً قانون منع انتشار الأسلحة النووية والقانون الدولي. وقال: «إيران لم ترتكب أي خطأ، ولا نفهم لماذا تعرضت للهجوم، في ظل اتهامات خاطئة بخصوص برنامجها النووي». وشدد عراقجي على أن إيران تملك كل خيارات الدفاع عن أمنها ومصالحها وشعبها، وستقوم بالرد. ووصف عراقجي الهجوم الأميركي بأنه «عدوان وحشي وانتهاك لقرارات مجلس الأمن»، مؤكداً أنه «لا يمكن لأي دولة مستقلة القبول بهجوم على أراضيها». أكد عراقجي في المؤتمر الصحافي أن البرنامج النووي الإيراني ذو طابع سلمي، وأن ما جرى ليس مجرد اعتداء على إيران فحسب، بل يمثل تهديداً مباشراً للنظام الدولي والقانون العالمي، داعياً مجلس الأمن للانعقاد. وقال إن «إيران تحتفظ بحقها الكامل في الدفاع عن شعبها وسيادتها وسلامة أراضيها، وذلك استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بالدفاع المشروع عن النفس». ودعا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التحلي باليقظة وتحمُّل مسؤولياتها أمام ما وصفه بـ«السلوك الأميركي غير القانوني والخطير والذي يرقى إلى مستوى الجريمة»، مطالباً المجتمع الدولي بعدم التزام الصمت. وعمّا إذا كان الباب لا يزال مفتوحاً أمام الدبلوماسية قال عراقجي إن إيران كانت تجلس إلى طاولة المفاوضات، وإن من تخلى عن الدبلوماسية هو أميركا، وإن إيران لم تهاجم إسرائيل، لكن ما حدث هو العكس. وأضاف: «يجب أن نرى كم هو المتسع المتبقي للدبلوماسية الآن... أميركا وإسرائيل تجاوزتا «خطاً أحمر كبيراً» بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؛ ولذلك فإن مستقبل المفاوضات بات غير معلوم. عراقجي متحدثاً خلال المؤتمر الصحافي (إ.ب.أ) وتجنب عراقجي الرد على سؤال عن طبيعة الرد الإيراني، وما إذا كان يشمل إغلاق مضيق هرمز. وحمّل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها، جزءاً من مسؤولية الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية مطالباً مجلس المحافظين في الوكالة باتخاذ موقف. وعن حجم الضرر الذي خلَّفته الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، قال عراقجي إنه تواصل مع طهران، وليس لديه معلومات بعد بشأن مستويات الضرر في المنشآت النووية. وأضاف: «لا أعتقد أن مستوى الضرر هو المهم؛ فمهاجمة المنشآت النووية هي انتهاك لا يمكن التسامح معه، ولإيران حق الدفاع عن النفس، ونحتفظ لأنفسنا بخيارات الرد». وبالنسبة للموقف الغربي من الهجمات الأميركية، وما إذا كانت هناك إدانات غربية له، قال عراقجي إن الهجمات تبين، مرة أخرى، أن أميركا شريكة لنظام الإبادة الجماعية في إسرائيل، وأن الصمت في وجه الأعمال العدائية سيوصل العالم إلى مرحلة خطيرة. وأشار عراقجي إلى أن وزراء الخارجية وجميع المشاركين في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول نددوا بالهجوم الأميركي، وأكدوا حق إيران المشروع في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي. وذكر أنه سيتوجه إلى موسكو بعد انتهاء الاجتماع في إسطنبول، وسيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، لبحث التطورات في أعقاب الهجمات الأميركية، لافتاً إلى أن روسيا حليف استراتيجي لإيران، وتدعم مواقفها وحقها في امتلاك برنامج نووي سلمي، وهي أيضاً عضو دائم بمجلس الأمن الدولي، وسيتم التشاور معها حول مشروع قرار لإدانة الهجوم الأميركي. الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ملتقياً عراقجي على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول (الرئاسة التركية) وعمّا إذا كانت هناك وساطات من جانب تركيا أو دول أخرى لاستئناف المفاوضات النووية، أشار عراقجي إلى أنه التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إسطنبول، السبت، وكذلك وزير الخارجية هاكان فيدان والوزراء المشاركين في اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي، وإن تركيا أدانت باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وكانت هناك جلسة خاصة في إطار الاجتماع حول الاعتداء الإسرائيلي على إيران، وشجب جميع المشاركين فيها الممارسات الإسرائيلية العدوانية وانتهاكاتها في المنطقة. وعما إذا كانت هناك اتصالات بينه وبين المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بعد الهجمات الأميركية، قال عراقجي إن هناك اتصالات غير مباشرة، وإن سلطنة عمان قامت بدور في هذا الأمر، معرباً عن شكره إياها على جهودها من أجل إنهاء الأزمة بالطرق الدبلوماسية.

"نتنياهو جره إليها".. "واشنطن بوست": "ترامب" لم يُهيئ أمريكا لحربه ضد إيران
"نتنياهو جره إليها".. "واشنطن بوست": "ترامب" لم يُهيئ أمريكا لحربه ضد إيران

صحيفة سبق

timeمنذ 21 دقائق

  • صحيفة سبق

"نتنياهو جره إليها".. "واشنطن بوست": "ترامب" لم يُهيئ أمريكا لحربه ضد إيران

أعربت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن قلقها إزاء التصعيد المفاجئ الذي قاده الرئيس دونالد ترامب ضد إيران، مساء أمس، مشيرة إلى أن ترامب أعلن في وقت سابق أنه سيستغرق ما يصل إلى أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن قصف إيران، مضللاً بذلك العالم والجمهور الأمريكي على حد سواء، فلم تمضِ أيام قليلة حتى كشف ترامب بنفسه، في خطاب ألقاه ليلة أمس، أن الولايات المتحدة "قضت تمامًا وكليًا" على المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو، وموقع في أصفهان يضم منشأة لتحويل اليورانيوم، وهذا التصريح المفاجئ، بحسب الصحيفة، وضع أمريكا في قلب حرب لم يكن الشعب الأميركي مستعدًا لها، ففي الوقت الذي بدا فيه الجيش الأمريكي على أهبة الاستعداد، فإن بقية البلاد لم تكن كذلك، وهذه التطورات السريعة تثير تساؤلات جدية حول استراتيجية ترامب وأهداف هذه المواجهة الجديدة. وتطرح صحيفة "واشنطن بوست" تساؤلاً جوهريًا مفاده: ما هو تعريف ترامب "للسلام" بعد إدخال الولايات المتحدة في هذا الصراع المسلح مع إيران؟ هل هو التزام يمكن التحقق منه من طهران بعدم السعي أبدًا لامتلاك أسلحة نووية؟ هل هو إنهاء عنف إيران الذي ترعاه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والذي ذكره ترامب تحديدًا ليلة السبت؟ هل يهدف إلى تغيير النظام؟ ففي الفترة التي سبقت الضربات، دعا ترامب إلى "الاستسلام غير المشروط"، ويبقى السؤال المحوري: ما الذي سيرضيه أقل من ذلك، وكم من الموارد الأمريكية سيلتزم بها لتحقيق أهدافه؟ رغم أن الغموض الاستراتيجي يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الأحيان لإرباك الخصم، فإن الأمريكيين وممثليهم في الكونغرس، الذين يمنحهم الدستور سلطة إعلان الحرب، يحتاجون إلى وضوح تام بشأن ما يحاول ترامب تحقيقه وكيف يريد ذلك؟ ومع قرار ترامب بالمخاطرة بالدخول في هذا الصراع، خاصة وأن الولايات المتحدة وحدها تمتلك القنابل الخارقة للتحصينات الأنسب لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، ترى الصحيفة أنه يجب عليه التأكد من تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كما ادعى أمس، وهذا يعني تدمير المواقع المستهدفة بالإضافة إلى أي قدرة متبقية على بناء الأسلحة. بعد ذلك، يجب عليه إبرام صفقة مع طهران تهدف إلى ضمان إنهاء الإيرانيين لبرنامجهم النووي بشكل دائم، وهذه الخطوة ستكون معقدة وحساسة للغاية، فبعد هذه الضربات، قد تغرى الحكومة الإيرانية بالسعي نحو الأمن الذي يوفره امتلاك الأسلحة النووية، وربما تفعل ذلك بشكل سري أكثر مما كانت عليه من قبل. وتشير الصحيفة إلى أن هذا الوضع قد يؤدي بدوره إلى دعوات لإسقاط النظام بالكامل. وهنا، يجب على ترامب أن يتنصل من أي مصلحة في تغيير النظام، والذي سيكون أصعب في إيران مما كان عليه في العراق وأفغانستان، كما يجب على ترامب كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من محاولة توسيع الصراع، فنتنياهو قد جرّ الولايات المتحدة بالفعل إلى هذه الحرب، ولا ينبغي لترامب أن يسمح له بإملاء شروط إنجازها، فالمصلحة الأمريكية تقتضي حماية جنودها ومواردها. ويعتمد الكثير الآن على كيفية اختيار إيران للرد، فبعد أكثر من أسبوع من الغارات الجوية الإسرائيلية التي أدت إلى تدهور قدرتها الصاروخية، وتعطيل قيادتها وسيطرتها العسكرية بمقتل العديد من كبار أعضائها القياديين العسكريين، لا تزال إيران تمتلك بعض القدرة على ضرب أهداف أمريكية في المنطقة، وخاصة القوات الأمريكية البالغ عددها 40 ألفًا المتمركزة في مختلف دول الشرق الأوسط، ويمكن لإيران أن تحاول تعطيل الملاحة الدولية في مضيق هرمز، أو تستهدف حلفاء أمريكيين آخرين في المنطقة، في محاولة لإثارة صراع أوسع، ومن المحتمل أن تحد إيران المهانة من انتقامها، على الأقل على المدى القصير، وتلتقي ترامب مستعدة للتفاوض على صفقة تقيد طهران بشكل دائم، أو قد تنشأ حملة تصعيد للضربات والضربات المضادة. وترى "واشنطن بوست"، أن تدمير مواقع أسلحة نووية منفصلة بسيطً، مقارنة بتقويض قدرة إيران على خنق التجارة في الخليج العربي أو تنفيذ عمليات غير متكافئة أخرى، كما أثبت الحوثيون المدعومون من إيران عندما هددوا السفن العابرة للبحر الأحمر، على الرغم من الجهود الدولية الكبيرة لوقفهم. فإلى أي مدى سيشعر ترامب بأنه مضطر لإنهاء مثل هذه الهجمات بالقوة، أو على الأقل محاولة ذلك؟ وإلى أي مدى سيكون ترامب راضيًا عن قيود على برنامج إيران النووي فقط، بدلاً من قدرتها على إنتاج واستخدام الأسلحة التقليدية؟ وما المدة التي سيطيل فيها الصراع لتحقيق أهداف تتجاوز احتواء طموحات إيران النووية؟ لا يوجد شيء استراتيجي في البقاء غامضًا بشأن هذه النقاط، خاصة لبناء قبول عام لحرب لم يتخيلها أحد أن الولايات المتحدة ستخوضها قبل أسابيع قليلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store