logo
مي عمر تتألق بإطلالة قرطاجية تخطف الأنظار في تونس

مي عمر تتألق بإطلالة قرطاجية تخطف الأنظار في تونس

عكاظمنذ 5 أيام

أطلت النجمة مي عمر على جمهورها بإطلالة ملكية آسرة خلال مشاركتها في مهرجان الإذاعة والتلفزيون العربي في تونس، حيث ظهرت في مقطع فيديو نُشر عبر حسابها الرسمي على إنستغرام بفستان مستوحى من الطابع القرطاجي الكلاسيكي بلمسات عصرية أنيقة تعكس التراث بأسلوب فخم وراقٍ.
الإطلالة جذبت أكثر من ألف تعليق حتى الآن، حيث أعرب الجمهور عن إعجابهم بالتصميم الأنيق والمظهر الملكي. أغلب التعليقات ركزت على:
• تناغم الألوان الهادئ والمُتقن، الذي يعكس التراث القرطاجي بشكل معاصر.
• جودة التنفيذ واهتمامها بالتفاصيل، خصوصا في الإكسسوارات واختيار القماش.
• النمط الفخم والراقي الذي يناسب فعاليات المهرجانات الدولية.
جميع التعليقات كانت إيجابية، إذ تجاوز عددها 1036 تعليقا، مما يدل على تفاعل مُرتفع وإعجاب استثنائي.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصطفى بخش: البرنامج فكرة جريئة ملهمة"إشراقة من الظل" يحصد جائزة المهرجان العربي في تونس
مصطفى بخش: البرنامج فكرة جريئة ملهمة"إشراقة من الظل" يحصد جائزة المهرجان العربي في تونس

الرياض

timeمنذ 5 ساعات

  • الرياض

مصطفى بخش: البرنامج فكرة جريئة ملهمة"إشراقة من الظل" يحصد جائزة المهرجان العربي في تونس

تُوّج برنامج 'إشراقة من الظل'، من إنتاج إذاعة "جدة FM"، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، بجائزة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون الخامس والعشرين، في فئة برامج الشباب وفرص العمل الافتراضي، وينظم المهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية في الجمهورية التونسية، بمشاركة واسعة من المؤسسات الإعلامية العربية. وكان البرنامج الذي تولى إعداده وتقديمه وإخراجه الإعلامي مصطفى سمير بخش، يسلط الضوء على قصة واقعية ملهمة لشاب عربي، استطاع أن يتحول من واقع بسيط إلى ريادة الأعمال في العالم الافتراضي، عبر تسخير المنصات الرقمية وتجاوز التحديات المجتمعية والتقنية، حيث نال العمل إشادة من لجنة التحكيم لتميز معالجته وحبكته الدرامية المؤثرة ومضامينه الداعمة لتمكين الشباب. هذا وعبّر الإعلامي مصطفى سمير بخش عن فخره بهذا الإنجاز قائلاً: "أفتخر بهذا التتويج في الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، وحصول برنامج -إشراقة من الظل- على الجائزة في فئة برامج الشباب وفرص العمل الافتراضي، وهو تقدير نعتز به جميعًا، ويعكس أهمية تسليط الضوء على قصص النجاح الملهمة في مجتمعاتنا". مضيفاً بخش: "برنامج إشراقة من الظل جاء من إيماني العميق بقدرة الشباب العربي -وخاصة السعودي- على تجاوز التحديات وصناعة الفرص من خلال المنصات الرقمية، فالقصة التي تناولناها في البرنامج، تسلّط الضوء على شاب استطاع أن ينتقل من واقع بسيط إلى عالم ريادة الأعمال الافتراضية، وهو نموذج حقيقي لما يمكن أن يتحقق حين يُمنح الشباب الأدوات، والثقة، والدعم المناسب". شكرا لمسؤولي الإذاعة بالمملكة في ظل هذه الفرحة لم ينسَ بخش كل من دعمه في تقديم برنامج مثالي، حيث تقدم بجزيل الشكر للأستاذ فيصل العيافي، مساعد الرئيس لشؤون الإذاعة، على دعمه الدائم وتشجيعه للمبادرات الإعلامية الشبابية، والأستاذ علي القاسم، مدير عام إذاعة جدة، على إيمانه برسالة البرنامج ومتابعته الحثيثة لكافة مراحل إنتاجه، وأن هذا التتويج هو ثمرة هذا الدعم الكريم والبيئة المهنية التي وفّرتها الإذاعة، موجه شكره وتقديره العميق إلى سعادة الأستاذ محمد بن فهد الحارثي، الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون ورئيس اتحاد إذاعات الدول العربية، على قيادته الملهمة والداعمة للإعلام العربي، والمهندس عبدالرحيم سليمان، مدير عام الاتحاد، على جهوده المتواصلة في تنظيم هذه التظاهرة الإعلامية، وتعزيز فرص التميز والتنافس الشريف بين الإعلاميين". واختتم بخش حديثة لـ"الرياض": "أهدي هذا الإنجاز لكل شاب طموح يرى في الإنترنت بابًا للنجاح، ولكل من يؤمن بأهمية الإعلام في دعم الابتكار وريادة الأعمال، خاصة في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل. مجددا العهد من خلال هذا التتويج أن يواصل صناعة محتوى يرتقي بالإعلام العربي، ويُعلي من صوت الشباب، ويُشعل الضوء في زوايا الظل التي تحمل في طياتها الكثير من الإشراقات المنتظرة. يذكر أن الجائزة تعتبر الرابعة لمصطفى بخش، بعد جائزتين مماثلتين من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دوراته السابقة، إضافة إلى جائزة الشراع الفضي من مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الذي أُقيم في مملكة البحرين، ما يؤكد استمرارية التميز في تقديم محتوى إعلامي يرتقي برسالة الكلمة ويحتفي بإنجازات الشباب.

شيرين عبد الوهاب تثير الجدل في حفل ختام «موازين» بالمغرب
شيرين عبد الوهاب تثير الجدل في حفل ختام «موازين» بالمغرب

الشرق الأوسط

timeمنذ 10 ساعات

  • الشرق الأوسط

شيرين عبد الوهاب تثير الجدل في حفل ختام «موازين» بالمغرب

أثار الحفل الغنائي الذي أحيته المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب بمهرجان «موازين»، والذي أقيم على منصة «النهضة» في العاصمة المغربية «الرباط»، جدلاً واسعاً في أروقة المهرجان الذي شهد عودة شيرين للمهرجان في دورته العشرين، حيث أحيت حفل ختامه السبت بعد غيابها عنه لمدة 9 سنوات، لكنها لاقت هجوماً من جمهور مغربي، وشنت مواقع «السوشيال ميديا» المغربية انتقادات واسعة لأداء شيرين على المسرح بعدما قدمت أولى أغنياتها «نساي» و«ميدلي» لبعض أغنياتها بطريقة «البلاي باك»، في ظل حضور جماهيري كبير، حيث رفع الحفل لافتة «كامل العدد»، بينما لم يتمكن جمهور كبير من حاملي التذاكر من الدخول، ووقفوا يهتفون ضد إدارة المهرجان التي روجت لحفل شيرين باعتباره حفلاً استثنائياً للمطربة المصرية صاحبة الصوت الساحر. شيرين خلال حفل ختام مهرجان «موازين» (إنستغرام) وجاء الحفل بعد غياب شيرين عن المهرجان منذ مشاركتها في دورته الخامسة عشر عام 2016، ووصلت شيرين إلى الرباط على طائرة خاصة حسب اتفاقها مع إدارة المهرجان، وأجرت بروفات قبل الحفل مع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو مدحت خميس، كما اشترطت عدم بث حفلها على الهواء بعدما كان من المقرر أن تبثه القناة الأولى المغربية. واستقبل الجمهور المغربي شيرين في بداية الحفل بالتصفيق والهتاف، وقالت لهم بمحبة كبيرة: «وحشتوني»، وبدأت بأغنية «نساي» بطريقة «البلاي باك»؛ ما أدى إلى انسحاب بعض الحضور من الحفل، كما قدمت عدداً من أغنياتها ومنها «كده يا قلبي»، «كلام عينيه»، «صبري قليل»، «أنا مش بتاعة الكلام ده»، وغيرها من الأغاني التي لاقت تجاوباً من الجمهور. واتهم جمهور مغربي شيرين بعدم جاهزيتها للحفل، وأنها بعدما أعادت الغناء بصوتها مع الفرقة الموسيقية كانت في حالة ارتباك، في حين دافع جمهور آخر عنها وقالوا نحن جمهورها ولا بد أن نقف معها، كما ساندتها حسابات مصرية على موقع «فيسبوك»، وكتبت إيمان إبراهيم: «سمعت وقرأت انتقادات لحضور شيرين في مهرجان (موازين) من جمهور حاضر ليصطاد الزلات دون اعتبار للظروف»، مؤكدة أن شيرين اليوم تتعافى والجمهور والصحافة جزء من العلاج. وكتب حساب مغربي باسم «Suleiman Nasri» عبر منصة «إكس»: «قد نكون قد رفعنا سقف التوقعات، كنا ننتظر شيئاً يليق بالحشود الجماهيرية وقيمة المهرجان، عموماً الحفل كان جميلاً بس فيه كتير مشاكل، وشيرين كانت باهتة كأنها أدت الواجب». ورأت الناقدة ماجدة خير الله أن شيرين أخفقت في هذا الحفل قائلة: «لقد لاحظت ذلك من مقاطع الفيديو التي انتشرت على كثير من المواقع للحفل، فقد أخطأت في حق نفسها وفي حق جمهورها، وأوضحت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن شيرين أخطأت حين غنت بطريقة «بلاي باك» في حفل كبير، وفي مهرجان مهم وحضور جماهيري واسع، فالجمهور جاء ليسمع صوتها، وتكبد قيمة التذاكر لأجل ذلك وليس ليسمع تسجيلات لها، كما أنها لم تظهر بالشكل اللائق وبدت تعاني زيادة في الوزن». جانب من الإعلان عن الحفل (إنستغرام) وتضيف ماجدة خير الله: «على شيرين أن تكون أكثر حرصاً على اسمها ومكانتها الكبيرة وجمهورها العربي الواسع، وأنا لست مع الذين يقولون إنها تتعافى، فقد ساندها الجمهور في أزماتها، ولا بد أن تُعيد حسابتها لتحافظ على مكانتها». وأكد الناقد الموسيقي أمجد مصطفى لـ«الشرق الأوسط» أنه يجب أن يكون الفنان مهيئاً للصعود على المسرح مائة في المائة ويستبعد كل مشاكله وهمومه، ويكون في كامل لياقته، وأضاف مصطفى: «شيرين مطربة كبيرة وتدرك ذلك، وهي صوت مهم في العالم العربي، وبالتالي ظهورها لا بد أن يكون معدّاً له جيداً من حيث الشكل والأداء والحركة على المسرح؛ لأن الجمهور قد يُحاسب الفنان على الهفوة، وكم من مطربين وقعوا في أزمات بسبب ذلك، ولعلنا لا ننسى ما حدث مع المطرب الراحل عبد الحليم حافظ خلال تقديمه لأغنية (قارئة الفنجان) وتصفير الجمهور له ما جعله يقول أنا أيضاً أعرف التصفير ما تسبب له في انتقادات عدة في ذلك الحفل». وكان قد شارك في دورة مهرجان «موازين» هذا العام عدد كبير من نجوم الغناء العربي، من بينهم، راغب علامة، نانسي عجرم، ميريام فارس، وائل جسار، ديانا حداد، تامر عاشور، محمد حماقي، كما أحيت المطربة الكبيرة ماجدة الرومي حفلاً خلال فاعليات الختام.

الشعر بين نداء العاشق وهتاف الحياة
الشعر بين نداء العاشق وهتاف الحياة

الشرق الأوسط

timeمنذ 10 ساعات

  • الشرق الأوسط

الشعر بين نداء العاشق وهتاف الحياة

تسيطر هموم العشق وما يثيره من مكابدات عاطفية على أجواء ديوان «عاشقة ولا أنظر في النهر» الصادر عن دار «سراس» للشاعرة التونسية آمال موسى، ويتحول كينونةَ وجودٍ وحياة؛ فلا تستحضر الشاعرة العشق برموزه ودلالاته كقيمة مطلقة مجردة، لا علاقة لها بالواقع المعيش، إنما هو ابن هذا الواقع، من نبعه يستفي فيضه وتوهجه، وانطفاءه وذبوله أيضاً. يحيل إلى ذلك على نحو لافت، عنوان الديوان، الذي يكرس برمزيته لنهر الذات الخاص، ويعلي من شأنه، في مقابل غض النظر عن النهر بمفهومه المادي المباشر الماثل للعيان، يعزز كل هذا شعرية تعتمد على المكاشفة والبوح، تغلف نصوص الديون، وتتقلب ما بين الوضوح والجرأة والحدة، والهدوء المفاجئ، الذي يبدو بمثابة استراحة مؤقتة للذات من مكابدات هذا العشق؛ تتأمل تحت مظلتها الواقع والأشياء من نقطة الصفر، وتلملم ما قد تناثر في قلب النص «المتن»، وعلى الخواف من فتات، يشكل خليطاً من الأفكار والرؤى البسيطة والمعقدة التي تحكم الوجود، وتنتهك دورانه الطبيعي بتعقيدات الفلسفة التي تحبس الحياة في طوفان من الأسئلة العقلية ذات المنطق المراوغ. وسط كل هذا تبحث الشاعرة عن نقطة تلمّ شتات المتناقضات، ربما تستقيم العلاقة، وتصبح أكثر وضوحاً بخاصة بين العلة والمعلول، أو بين الدال والمدلول. اللافت أيضاً أن البحث عن هذه النقطة، يظل مفتوحاً بحيوية على شتى العناصر والأشياء التي تشكل حركة الحياة والوجود، فلا بأس أن تستدعى هذه النقطة من عوالم الطفولة تداعب من خلالها الأم، حيث تتصدر صورتها المشهد، وتتذكر ابنتها الشاعرة كيف أنها لم تعجن الخبز يوماً، وأنها كانت تتمنى أن تتعلم منها خبيزه وتشم رائحته الشهية، وهو ما يطالعنا في النص الذي تستهل به الديوان «أَعلَّمُني عجينَ الخبزِ بكلِّ شيء»، حيث اللعب على وتر الزمن، وفي لحظة عبثية تبدو فيها الذات وكأنها تدور على نفسها تحت رحاه الثقيلة الوطأة، فتقول في مقاطع من النص: «ها أنّيِ في اللحظة الصفرِ من العشقِ في اللحظة الصفرِ من الكتابةِ في اللحظة الصفرِ من المعنى في اللحظة الصفر من المتعةِ في اللحظة القصوى من الملّلِ أُجالسُ عاشقاً مُنهكاً وجان بودريار ورولان بارت وجسداً يحملُ حلُماً تجاوز الشهرَ التّاسعَ بعشرةِ أيامٍ. قلتُ لبودريار: الدّالُ والمدلولُ عادا إلى الصفر أخيراً عادا قُبَيلَ موسمِ الحصادِ بقليلٍ، يُلملمانِ شتاتَ معنىً جديدٍ أخضرَ لم يبلغِ السعادةَ بعدُ لم يأخذْ من السّماءِ كفايتَه من الماءِ بينَ الصِّفرِ وإكسيرِ الحياةِ سرٌ لم يهتكْهُ بودريار. الصِّفرُ ليس موتاً ليس وحدةً الصِّفرُ بدايةُ حبٍّ جديدٍ تحرُّشُ الفكرةِ بِجسدي واستسلامي لها زفافٌ بينَ دال ومدلولٍ في ذروةِ الانحرافِ بالكلماتِ هما أنا وأنت يا عاشقي المنهك». نلاحظ هنا أن الشاعرة استخدمت دال الصفر، ليس بمعنى النهاية أو العدم، إنما بمعنى المقدرة على التشبث بإرادة الحياة، وكأنها في هذه النقطة الصفرية تحديداً تولد بشكل جديد. وسط الانهاك تستدعي صورة الأم والخبز، ولا يتسم هذا الاستدعاء بالحنين إلى الماضي فقط، إنما باللعب معه أيضاً، كأنه حلم يتراءى في المنام: «قال لي رجلٌ رأيتُه يمسكُ بِيَدي في المنامِ: الحياة ترتشفُ قهوتَها باردةً. يا أيتّهُا الحياةُ: أمي من نساءِ المدينةِ لم تعجنِ الخبزَ يوماً لم أتعلَّمْ صُنعَ الخُبزِ ما جدوى القراءةِ والكتابةِ والأناقةِ والانتباهِ للتفاصيل والقبضِ على الشياطينِ من وراءِ الملائكةِ؟ لم أتعلَّمْ عجْنَ الخُبزِ وعندما جرَّبتُ هالني ما يتطلَّبهُ الخُبزُ من عِنادٍ لستُ عنيدةً بِما يكفي هكذا اعترفَ لي عجينُ الخبزِ الذي لم أُفلحْ في مزيدِ من استفزازِ بياضِهِ». في المطبخ يرافقها هذا المشهد، كظل لها بخاصة في نص «أنا والبيضة شقيقتان» فتحاور كائناته «الملاعق والشوك والسكاكين والأطباق» وغيرها، وكأنها عناصر حية، تتمتع بعلائق سرية لوحدة وجود، تملك القدرة على تفكيكه وصياغته من جديد، وتوهم بأن ثمة حواراً متقطعاً ومتخفياً بينها وبين هذه الكائنات يتسرب في نسيج بعض النصوص ويبلغ ذروته من التهكم والسخرية حين يستحضر رموزاً من أبرز صانعي الفلسفة والفكر والحكمة في العالم.، مثل جان بودريار، رولان بارت، كارل ماركس، ميشيل فوكو، أرسطو، أفلاطون، كما تقول في هذا النص: «أشياءُ كثيرةٌ في مطبخي تُشبهني أتماهى معَ هذه الأشياءِ ونُؤنسُ بعضَنا. الماءُ والنّارُ والكهرباءُ الخضارُ والفواكهُ الممتلئةُ بالماءِ والفواكهِ الجافَّةِ الصحونُ والكؤوسُ وأواني الطبخ النّحاسية تروي سيرةَ امرأة من القيروان ملاعقُ صغيرةٌ وكبيرةٌ في مقاساتِ أحلامي النّحيفةِ والمُكتنزةِ قليلاً وسكينٌ واحدة. لا أحبُّ السّكاكين. في السَّكاكين يختبئُ خوفُ هابيلَ». ......... «المطبخ غرفةٌ تستيقظُ فيها الشهواتُ حسابُنا البنكيُّ المبعثرُ داخلَ الثلاجةِ وبينَ الطاولةِ وسلة المُهملاتِ. البعضُ يكتبُ البعضُ يُعدُّ طعامَه وأنا أكتبُ وأطبخُ بعضي يُعِدُّ طبقاً عاشقاً لقطبٍ قد يطرقُ بابَ مطبخي وكلي يكتبُ الشّعر لبطلٍ صنعتُه يدايَ بالماءِ والخيالِ ورطلٍ من شهد الملكات.». تخلص الشاعرة في هذا النص الطويل الشيق إلى إحساس ما، يتدفق بشكل تلقائي أن «في هذا المطبخ/ ما يشبه وحدة الوجود/ أو كوكتيل من عصيرِ الحكمةِ والحشائشِ البريّةِ/ تسكبه كل صباح.». إنها إذن حالة وجود، لا تنفصل فيها الأشياء عن ظلالها، ولا يمكن النظر لأحدهما بمعزل عن الآخر، تماماً كما في العشق، حيث لا ينفصل العاشق عن المعشوق، بل يبتعدان أحياناً لتضيق المسافة بينهما، ويصبحان أقرب، بل أكثر انسجاماً مع مشاغل الروح والجسد. فليس ثمة قطيعة عدمية بين البشر والأشياء، بقدر ما هي مجرد وجهات نظر متباينة، لا تلغي وجود الآخر، بل تحرص عليه في أقصى لحظات الحب والعشق؛ أقصى لحظات الحزن والبكاء... ربما لذلك تهدي الشاعرة الديوان إلى العشق في صورته المطلقة قائلة: «إلى من رفعه العشق إلى درجات اللهب وتداوى به شهدا ومرارة. إلى من تدثر بالعشق في شتاء الحياة وخريفها... إليه هذه القصائد المضمخة بعناصر الوجود الأربعة». يقع الديوان في (117) صفحة ويضم 14 قصيدة، تنهل من براح قصيدة النثر، بل إنه يسمي المرأة باسمها «قصيدة نثر»، في ظلالها تقلب الشاعرة دفتر أيامها، محاولة الإمساك بالبئر الأولى للحنين، وعلى سبيل السخرية من الزمن تقول: «حتى الخيبات أشتاقُ إلى بداياتها. أحنُ إلى حربٍ شرسة عاشها أجدادي أصوبُ فيها البندقية نحو هذا الحاضر فيسقطُ قتيلاً، وينزفُ طحيناً أبيضَ ورقائق بطاطا معلبة وبيبسي كولا. أحنُ، إلى من ألقى بي في كل هذا الحنين.» في القصائد الأخيرة بالديوان تتكثف معاني الغربة إلى حد الشعور بالعزلة والاستلاب أحياناً، وتنجح الذات الشاعرة في مواجهتها وترويضها وتضفيرها في بنية الصورة الشعرية التي تنفتح بشكل أكثر اتساعاً على روح الحكاية والتفاصيل بما تضمره من روائح حسية ومعنوية توثق للحالة في مجريات الحياة، كما يذهب الشعر إلى الأشياء البسيطة ونزقها المباغت، مثل «شوق الإبرة للخيط»، «القط البري» «رجل البلدية (حارق الأمل)» وتتناص القصائد مع معطيات من التراث الديني، لكنها مع ذلك تتحاشى السرد كفعل قص، وتتعامل معه كوميض يضيء فضاء المشهد وينميه درامياً وجمالياً. هكذا ترسم الشاعرة صورة العاشق الذي تتمنى في نص بعنوان » فراغ الوردة من الاستروجين» تقول فيه: «الشفاه فهمتْ كم يهابُ الموتُ القبلةَ شفاهُك تثأر من صورة العاشق السخيف عاشقٌ تاب عن المرآة لا يذهب إلى النهر عاشقٌ تعلَّمَ الزهو بوجه من يُحب لا بوجهه أن ينحني بشهامةٍ للماء ويركب أعلى موجةٍ في الشعور حتى يصبحَ وجههُ مرآةً للنهر. عاشقٌ، يُلاعب الأزمنة يُبارزها لا يخشاها يُربكُ عقارب السّاعة يمنحنا ساعةً في اليوم يغلبُ فيها الضوءُ الظلمة ليطمئنَ فينا الأملُ ويكبرَ.« في الختام، هذا ديوان مهم ومتميز في تجربة الشاعرة آمال موسى، أرجو أن أكون في هذه الإطلالة أمسكت بشيء من خيوط هذا التميز، أو العشق الذي يوحد نداء العاشق بهتاف الحياة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store